مجالس العجمان الرسمي


مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 24-01-2007, 10:19 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الصلاة..الصلاة




الحمد لله الذي كان بعبادة خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.



وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.



أخرج الأمة المظلومة المنهوبة والمسلوبة إلى فضاء النور والريادة والقيادة، حول الأمة المسكينة التابعة المقلدة إلى أمة قائدة رائدة معلمة.



صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.



يقول صلي الله عليه وسلم في الصحيحين: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، فأمره الله أن يقاتل هذا الإنسان حتى يسجد لله.



إنها المفاصلة بين الإنسان وبين الدين يوم أن يتهاون بالصلاة، أو يترك الصلاة، أو يتنكر للصلاة، أو لا يتعرف على بيت الله، أو لا يسجد لله. حينها يصبح هذا الإنسان لا قداسة له ولا حرمة ولا مكانة ولا قيمة.



هذا الإنسان يوم يترك الصلاة يكون رخيصاً لا قيمة له، تهان كرامته ويعزر بقطع رأسه، قيل حداً وقيل قتلاً على الكفر وهو الصحيح.



فالرسول صلي الله عليه وسلم أمره الله أن يشهر السيف فيقاتل هذا الإنسان حتى يعترف بالصلاة ويصليها.



يقول الله عن جيل من الأجيال الذين تهاونوا بالصلاة: )فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، قال أحد السلف: أما إنهم ما تركوها ولكن أخروها عن أوقاتها.



أي إسلام لمسلم يدعي الإسلام وهو يترك الصلاة ولا يصليها حتى يخرج وقتها؟ أي دين له، ما معني لا إله إلا الله لرجل تؤخره تجارته عن الصلاة، أو وظيفته أو عمله أو منصبه أو اجتماعه؟ ثم يأتي بعدها يتبجح على الأمة وعلى العالم بأنه مسلم بهويته، فأين الصلاة؟



)إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:142) ، إنهم يصلون الساعة ولكن صلاة العصر بعد غروب الشمس، وصلاة الظهر الساعة الثانية، وصلاة المغرب مع صلاة العشاء، وصلاة الفجر مع طلوع الشمس.



فأين الإسلام؟



وأين لا إله إلا الله؟



وأين التحمس للدين؟



حضرت رسول الله صلي الله عليه وسلم معركة الأحزاب قبل أن تنزل صلاة الخوف ، فقام يقاتل المشركين في جهاد ودمه يثعب في الأرض في مخاصمة لأعداء الله، فنسي صلاة العصر حتى غربت الشمس ، ما نسيها وهو في لهو.. حاشا وكلا، أو في مباحات حاشا وكلا، بل نسيها أثناء احتدام الصراع مع الخصم، فاليهود والمشركون والمنافقون أنسوه صلاة العصر.



فلما غربت الشمس قال لعمر: (( أخروا علينا صلاة العصر ـ أو شغلونا عن صلاة العصر ـ ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً)).



ثم قام صلي الله عليه وسلم وصلاها. وأنزل بعدها الله صلاة الخوف كي يصليها الخائف في صف القتال، ويصليها الذي يمتطي الدبابة، ويصليها المريض على السرير، فلا يعذر أحد، بل يصليها الجريح وهو في جراحه.



إن تأخير الصلاة عن وقتها من النفاق الصريح الذي وقع فيه كثير من الناس إلا من رحم ربك.



قال صلي الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت: (( الله الله في الصلاة، وما ملكت أيمانكم)).



أي دين بلا صلاة؟



ما معني لا إلهه إلا الله؟



ما معني الانتساب للإسلام بلا صلاة؟



يقولون : نحن مسلمون..ولكنهم في تهاون بالصلاة ، ونقر للصلاة ، وتأخير للصلاة.



فأين لا إله إلا الله؟



وأين الصدق مع الله؟



صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( والذي نفسي بيده لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار)).



لماذا؟



لأنهم أصبحوا في عداد المنافقين، يتدرعون بالإسلام ولكن لا يصلون مع الناس، ويدعون لا إله إلا الله ولكن تؤخر الصلاة إلى آخر وقتها، أو حتى يخرج وقتها.



يسأل صلي الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال.



قال : (( الصلاة في أول وقتها)).



ويقول صلي الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)).فدمه مسفوك بسيف الشريعة، وهو خارج من الملة لا طهر له ولا قداسة ولا عرض ولا حرمة، فيصبح لا حماية له ولا حضانه ولا صيانة لأنه حارب الله.



ويقول صلي الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))، فلم يعذر الرسول صلي الله عليه وسلم أحداً عن ترك الصلاة إلا من عذره الله ( أعني الجماعة).



يقول ابن مسعود : والذي نفسي بيده لقد كان يؤتي بالرجل يهادي به بين الرجلين من المرض حتى يقام في الصف.



ومرض أحد الصالحين من التابعين اسمه ثابت بن عامر بن عبد الله بن الزبير، وهو في مرض الموت سمع أذان المغرب فقال لأبنائه: احملوني إلى المسجد.



قالوا : أنت مريض وقد عذرك الله.



قال: لا إله إلا الله، أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح وأصلي في البيت؟! والله لتحملني.



فلما سجد السجدة الخيرة من صلاة المغرب قبض الله روحه.



يقول أهل العمل: إن هذا الرجل كان إذا صلي الفجر كان يقول: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، يعني الجميلة البديعة الرائعة.



ما هي الميتة الحسنة؟



قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد.



فالميتة الحسنة أن يتوفاك ربك بعد فريضة، او في صف الجهاد في سبيل الله، أو يتوفاك وأنت على طهارة، أو يتوفاك وأنت في السجود، وأنت في طلب العلم، أو يتوفاك وأنت منفق في سبيل الله.



والميتة القبيحة هي أن يتوفى الله العبد وهو على الأغنية الماجنة، أو على السهرة الماجنة، أو في سفر لطلب الفاحشة، أو على كاس الخمر. هذه هي الميتة التي تعوذ منها الصالحون.



سعيد بن المسيب كان بيته في أقصي المدينة، وكان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فقال له إخوانه: خذ سراجاً لتري به الطريق في ظلام الليل.



قال: يكفيني نور الله، ) وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(النور: الآية40).



ولذلك في الحديث عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)). أفي القيامة ظلمات؟ أفي القيامة ليل؟ أي والله ليل أدهي من الليل، وظلمة أدهي من الظلمة ، يجعلها الله لأعداء المساجد والذين انحرفوا عن بيوت الله، فيظلم عليهم طرقاتهم عندما يقولون للمؤمنين: ) انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً )(الحديد: الآية13) ، فلا نور لمن لا نور له.



كان سعيد هذا عالم التابعين، بعين واحدة، قالوا: من كثرة البكاء في السحر من خشية الله.

كان يذهب بهذه العين في ظلام المدينة إلى المسجد ويقول في سكرات الموت وهو يبتسم: والله ما أذن المؤذن منذ ا{بعين سنة إلا وأنا في المسجد قبل الأذان.



ولكن أتي خلف أكلوا نعم الله وتمرغوا في أيادي الله، ونسوا حظهم من الله، فأصبحت الصلاة في حياتهم من آخر الاهتمامات.



ودع عمر رضي الله عنه وأرضاه سعداً إلى القادسية وأخذه على جانب وأوصاه بالجيش وبالصلاة وقال: الله الله بالصلاة، فإنكم إنما تهزمون بالمعاصي.



وكان الصحابة إذا حضر الخوف، وتلاحمت السيوف، وأشرعت الرماح، وتنزلت الروس من على الأكتاف، تركوا الصفوف لطائفة وقامت طائفة تصلي.



نحن الذين إذا دعــوا لصـــلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا



جعلوا الوجوه إلي الحجاز فكبــــروا في مسمع الروح الأمين فكبـــرا



حضر أجدادنا الذين فتحوا الدنيا بلا إله ألا الله حصار كابل عاصمة أفغانستان وطوقوها من كل جهة، ولبسوا أكفانهم لأنهم يريدون الحياة في عز أو الموت في سبيل الله، )قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْن)(التوبة: الآية52) إما الشهادة وإما النصر.


فإما حياة نظم الوحي سيرهــــــــا وإلا فموت لا يسر الأعاديــا

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنــــــــا كفي بالمطايا طيب ذكراك حاديا



وقفوا بأكفانهم يحاصرون كابل، ولما صلوا الظهر قال القائد العظيم فتيبة بن مسلم الذي كان قبل المعركة يبكي ويمرغ وجهه في التراب ويطلب النصر من الله، فلما وقف بعد صلاة الظهر وكان جيشه مائة ألف قال: ابحثوا لي عن الرجل الصالح محمد بن واسع، أين هو؟ محمد بن واسع، مفتي الجيش الإمام الزاهد العلامة، قال: ابحثوا لي أين هو في هذه الساعة.. ساعة الصفر.. ساعة تنزل النصر من السماء.. ساعة بيع الأرواح .ز ساعة تفتح الجنان واستقبال الحور العين لشلهداء.. ساعة حضور الملائكة.



قال : ابحثوا عن محمد بن واسع، فالتمسوه فوجدوه يبكي وقد اتكأ على رمحه ورفع أصبعه يقول: يا حي يا قيوم.



فأخبروا قتيبة فدمعت عيناه ثم قال: والذي نفسي بيده لأصبع محمد بن واسع خير عندي من مئة ألف سيف شهير، ومن مئة ألف شاب طرير.

وابتدأت المعركة وانتصر المسلمون وصلوا صلاة العصر داخل كابل.

إنها الصلاة التي هي الحياة، حياة القلوب ، إنها الميثاق ، إنها العهد بين الإنسان وبين الله، ويوم يتهاوان بها أو لا يصليها المسلم جماعة مع استطاعته فعلم أنه قد أدركه الخذلان، وأن حبل الله قد انقطع منه وأن اللعنة قد نالت .



عباد الله إن من أسباب سعادتنا وحفظ الله لنا ورغد العيش الذي نعيشه أن نحافظ على عهد الله في الصلاة وأن نتواصي بها.



يقول لقمان عليه السلام لابنه: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَك)(لقمان: الآية17) فهل من مصل؟ وهل من مؤد للصلاة في أول وقتها؟ وهل من حريص على تلك الشعيرة العظيمة التي أتي بها صلي الله عليه وسلم ؟ فإنها الحياة.



طعن عمر في صلاة الفجر رضي الله عنه وأرضاه ، ففاتته ركعة واحدة، غلبه الدم وحمل على أكتاف الرجال ووصل إلى بيته فقال: هل صليت؟



قالوا : بقي عليك ركعة.



فقام يصلي فأغمي عليه ، ثم عقد الصلاة فأغمي عليه، ثم أتم الركعة.



فقال: الحمد لله الذي أعانني على الصلاة، الله الله في الصلاة لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.



فمن حفظ الصلاة حفظه الله، ومن ضيع الصلاة ضيعه الله ، ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: الآية45).



أقول هذا لأني أخشى أن يؤخر الناس الصلاة لظروف الاصطياف في أبها وما جاورها ، فربما يجعل الرغد والأمن والسكينة بعض النفوس تلهى عن الله، وتبعد عن الله، أو تؤخر فريضة الله، بحجة النزهة أو الزيارة أو الفرجة.



فالله الله في الصلاة يا عباد الله من مقيم ومصطاف ، أدوها في وقتها بخشوع لعل الله أن يرحمنا .



وأما عن يوم الجمعة فأقول:



إن يوم الجمعة أفضل الأيام عندنا أهل الإسلام..يوم الجمعة عيد لنا.. يوم الجمعة تاريخ.. يوم الجمعة له قصة من أعظم القصص.. هذا اليوم الذي نعيشه في هذه اللحظات خلق الله فيه آدم وأدخله الله الجنة وأخرجه من الجنة وفيه تقوم الساعة.



هذا اليوم وهذه الساعة كان هو موعد النزال بين موسى وفرعون، يوم الصراع العالمي بين الحق والباطل، يوم نزل موسى بلا إله إلا الله والعصا، وفرعون بالدنيا ودجاجلة الدنيا وسحرة الدنيا فقال: ) مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً)(طـه: الآية59) .



ولكن ما هو واجب هذا اليوم علينا؟



إن مما يؤسف له أن كثيراً من الناس جعلوا هذا اليوم موسماً للنزهة، وفي طريقهم يضيعون صلاة الجمعة، فلا يحضرون الخطبة ولا يؤدون شعائر الصلاة، ولا يتهؤون لهذا الجمع العظيم الذي هو جمع من أعظم الأيام في أيام الله.



فمن الصباح الباكر والملائكة على أبواب المساجد تسجل الأول فالأول، فإذا دخل الخطيب طوت الصحف وأنصت لسماع الخطبة.



ومن الصباح والكائنات مصغية تنتظر قيام الساعة كما صح به الحديث.



وقد نص شيخ الإسلام على أن المسافر إذا حضر صلاة الجمعة في المدينة فإن عليه أن يحضرها في المسجد.



فالمسافر وهو في حال السفر إذا نزل في مدية تقام فيها الجمعة عليه وجوباً أن يحضر صلاة الجمعة ليستمع الخطبة، ليعيش مشاعر المسلمين وأحاسيس المسلمين.



أيها المسلمون ! في يوم الجمعة علينا واجبات:



منها الاغتسال والطيب، وقد أوجبها بعض أهل العلم والجمهور على سنية الغسل.



لماذا الاغتسال؟



للقاء الله، لأنه يوم عيد وربما أتتك المنية في هذا اليوم، وهو يذكرك بيوم العرض الأكبر على الله، واليوم الأكبر يوم القيامة يتجمل له بغير هذا الجمال الظاهري الذي نتجمل به هذا اليوم ، فليس في يوم القيامة مطارف ولا ثياب ولا زينة ظاهرية، )يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18)


السجل مكشوف ، والبدن عار، والقلب مفتوح ، والضمائر معروفة، والتاريخ مفتوح أمام من لا تخفي عليه خافية، )وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(الأنعام: من الآية94)، )وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا )(الكهف: من الآية49).



كان عمر رضي الله عنه وأرضاه ينبه الناس على هذا اليوم ويأمرهم بالتهيؤ فيقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر على الله.



أما الظواهر فجميلة ، ولكن البواطن فلا ندري ما حالها.



لبسنا واشياً من كل حسن فما سترت ملابسنا الخطايا



وتلك قصورنا بالجو شاخت وتلك قبورنا أضحت صلايا



أيها المسلمون ، ومن المشاعر الحية يوم الجمعة كثرة قراءة القرآن، فهل يعقل أن الخطيب يدخل وبعد دقائق يدخل المصلون بعده؟ بل أن المساجد يبقي فيها مجال وسيع للناس، فإذا سلم الخطيب دخل المتخلفون بلا أجور يشهدون الصلاة.



فأين الساعة الأولي؟ والثانية؟



وأين أهل الصفوف الأولي؟ ولا يزال قوم يتقدمون حتى يقدمهم الله في من عنده، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله في من عنده.



وبعض الغوغاء الذين لا يفهمون أحكام الله يبيعون ويشترون بعد النداء الثاني وبعد دخول الخطيب، أي بيع لهم؟ لا أربح الله بيعهم ! ولا أربح الله تجارتهم، والملائكة تنصت الاستماع ، والسماء مفتوحة لصعود الدعاء، وخطباء الأمة الإسلامية على المنابر، وقلوب الناس منفتحة لسماع كلام الخطيب، والسكينة تغشي الناس، والرحمة تحف بهم، والله يباهي بهم في السماء، وهؤلاء اللاهون يبيعون ويشترون ويجرحون مشاعر المسلمين.



إنه جرح لمشاعر المسلمين أن يباع وأن يشتري بعد النداء الثاني، وإنه تعد على حرمة صلاة الجمعة.



ومن الآداب والسنن يوم الجمعة كما ذكرت التطيب لها والتزين لأن الله يقول: )يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(لأعراف: الآية31) .



فيا أيها المسلمون: الصلاة الصلاة ، عليكم بالمحافظة عليها، ويأتي على راسها صلاة الجمعة، فحافظوا عليها وأدوها بخشوع، واستعدوا لها لعل الله أن يرحمنا برحمته.



والله أعلم، وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





القرني

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24-01-2007, 10:20 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

دفاع عن المرأة



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



يقول المولى جلت قدرته وهو يذكر الناس بتقواه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13)

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21) .



قال بعض أهل التفسير وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) (النساء:1) أي: خلق حواء من ضلع آدم.



وقال غيره: بل كل زوج من أصل الزوج الآخر ) لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )(لأعراف: الآية189) أي يسكن بعضهم إلى بعض. وسمي الله الأزواج سكناً وهن ستر في الدنيا والآخرة.



وقد حث صلي الله عليه وسلم على الرحمة بالمرأة ودافع عنها، وهو الذي أعلن حقوقها يوم عرفة فأوصي بهن، ولقد رزقه الله أربع بنات وأحيا الله بناته حتى رآهن وزوجهن ودفن بعضهم، وكان يبدأ بهن قبل أن يسافر ويبدأ بهن إذا وصل من السفر من حبه لهن صلي الله عليه وسلم .



كان يقول صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (( إن المرأة خلقت من ضلع)) وقال ابن عباس : من ضلع آدم.



وقد روي أحمد والترمذي عن عائشة رضي الله عنهما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إن النساء شقائق الرجال))، حديث حسن.. والمعني أن المرأة شقيقة الرجل ، وأنها نصف المجتمع ، وأنها مؤدبة للرسالة في بنات جنسها.



والمرأة عندنا أم وزوجة وأخت وبنت ومعلمة ومربية وداعية. قال سبحانه وهو يتفضل على عباده في العمل الصالح: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )(الأحزاب: الآية35)، وذكر الله أفعال الخير حتى ختم الآية.



ويقول سبحانه وتعالي في سورة آل عمران يوم ذكر الدعاة والمجاهدين والمهاجرين: )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض)(آل عمران: الآية195) وقال سبحانه وتعالي: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71).



فهناك ح-هم المؤمنون والمؤمنات، وهناك ح-هم المنافقون والمنافقات ، وهناك لواء المسلمين والمسلمات، وهناك لواء المشركين والمشركات.



وقال صلي الله عليه وسلم : (( الله الله في النساء فإنهن عوان عندكم))، قال أهل الغريب: عوان: أي أسيرات.



فالمرأة أسيرة وواجب على المسلم إن يرحمها وأن يقدرها ويحترمها.



وصح عنه صلي الله عليه وسلم عند أبي داود وغيره أنه قال: (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))، فخير الناس لأهله محمد صلي الله عليه وسلم . قالوا لعائشة: كيف كان صلي الله عليه وسلم إذا دخل عليكن..قالت : ( كان يدخل ضاحكاً بساماً)، برغم المشاكل التي تطوف بأمته والحوادث المستقرة على رأسه، ولو وضعت على كثير من البشر لما استطاعوا حملها.

وفي كتاب البخاري في الأدب قال زيد بن ثابت: المزاح مع الأهل، والوقار خارج البيت. وبعض الناس ع-ذلك؛ مزاح ضحاك مع زملائه.. وقطوب عبوس مع أهله في بيته.



وقال بعض الشعراء المسلمين:



سلام أيـــها الأم الـــحنــــون

ويا أم الــــرجال الشجـــــون

فأنت ولــودة الأبطال نحـــــمي

عفافك بالجمـــاجم لا يهـــــون



وقال أديب عصري يدافع عن المرأة أما الحضارة الزائقة المزعومة:



أخرجوها من العفاف إلى الســــوق

وشقوا جلبابها بالمخــــاصــر

جعلوها علي المجـــــلات رمزاً

للهراء المـــفضوح بكف فاجــر

وادعوا أنهم بها قد حرروا الجيــل

وقد مزقوا الحياء بالخناجـــــر



دخل أحد الحكماء على ملك من الملوك فوجد طفلة الملك جالسة عند الملك، فقال الملك: سمعت أن الناس يقولون إن البنات يقربن البعيد ويبعدن القريب ويقطعن الأرحام.



قال الحكيم : كلا أيها الملك، والله إنهن رياحين القلوب، أتين بالرجال وحملن بالأبطال..درر مكنونة ومطارف مصونة.. يقمن على المريض ويذكرن الميت.. رحيمات بالأولاد خدومات للأجداد.. حجاب عن النار وكنز في السواد.


وقد قال صلي الله عليه وسلم : (( من عال جارتين فرباهن وأحسن إليهن وزوجهن كن له حجاباً من النار))، فالحجاب من النار تربية البنات في البيت على تعاليم الكتاب والسنة.



قال أبو الطيب المتنبي وهو يرثي أخت سيف الدولة:



ولو كــان النساء كمـــن عرفنا

لفضلت النســـاء علـــى الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيـــب

ولا التذكير فخــــر للهـــلال

يقول : لو كان النساء مثل أختك يا سيف الدولة فضلت النساء على الرجال. ففي الرجال من لا يساوي قلامة ظفر من امرأة، وفي النساء من تساوي ألف رجل.



لماذا نهتم بالمرأة؟



لماذا ندافع عن المرأة؟ لأنها مظلومة ظلمت من المجتمع الجاهلي الوثني الشركي في الجزيرة العربية.. فحرموها الميراث والرأي وجعلوها عقيماً عن حمل المبادئ ، واستخفوا بها وعملوها كما عاملتها الحضارة الغربية والثقافة المادية تماماً.



فأي مصيبة حلت بالمرأة في جاهليتها؟ مصيبة دهياء لا يعلمها إلا الله.



وهي مظلومة من الوضع الكافر الذي نعيشه الآن يوم أخرجوا المرأة بعد الحرب العالمية الثانية لتقود الدبابة والطائرة، وتأخذ السلاح وتحمل الكلاشنكوف ، وتصارع الأبطال ، وتقاتل في ساحة المعركة، وتكون جندية مرور.



إنها والله أمور تدل على أنهم ما قدروا المرأة حق قدرها وخذلوها في أعظم شيء تملكه وهو العفاف والحياء والطهر.



والمرأة مظلومة من بعض الآباء لأن كثيراً منهم لا يعرق قدر المرأة ولا يستشيرها ولا يعتبر رأيها، ومنهم من كان حجر عثرة في زواج ابنته، فإذا ما تقدم الكفء رفضه برأيه هو لا برأيها .. ولا يخبرها، حتى تعيش العنوسة والأسى.



وهي مظلومة أيضاً من بعض الأزواج .. فهو يتعامل معها كأنها دابة في البيت..فلا احترام ولا رحمة ولا سماع رأي ولا مناقشة بالتي أحسن، ولا حقوق ، وإنما هو يراها من صنف آخر ويتعامل معها بفظاظة وغلظة.



والله عز وجل يدافع عن المرأة لأن المرأة من المسلمين المؤمنين ..قال سبحانه وتعالي: )إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)(الحج: الآية38).



والرسول صلي الله عليه وسلم يدافع عن المرأة منذ أعطاها حقوقها وسن لها صلي الله عليه وسلم ما لها من حق في كثير من المناسبات. ولكن المجتمع لما جهل الفقه في الدين، وجهل الكتاب والسنة، حدث فيه أشياء يستغربها العقلاء، فمثلاً:



منها: أنهم يقولون في المجالس إذا ذكر أحدهم المرأة( المرأة أكرمكم الله)!!فهذا الجاهل وهذا الأحمق، ظن أنه إذا ذكر المرأة دنس الأسماع أو المجلس فيقول: ( أكرمكم الله)، فهذه كلمة خاطئة وحرام أن ينطق بها وأن تقال.. وعلى من حضر المجلس وسمع أن ينكر بأشد الإنكار.



ومنها: أن بعض الناس يجد غضاضة ويجد احتقاراً ويجد نقصاً بأن يتكني لاسم البنت أو المرأة ، فيأنف أن نقول له : ( يا أبا فاطمة)و( يا أيا أسماء) و( يا أبا خديجة) ، وهذا خطأ وقد تكني الصالحون ببناتهم، والأبطال في المعارك.



وكان كثير من السلف يسمي الرسول صلي الله عليه وسلم ويكنيه( أبا الزهراء)، أي فاطمة البتول بنت الرسول صلي الله عليه وسلم التي يقول فيها محمد إقبال شاعر الباكستان:



هي بنت من؟ هي أم من؟ هي زوج من؟

من ذا يســـاوي في الأنــام علاها

أما أبوها فهــو اشرف مرسل

جبريل بالتـــوحيد قـــد ربـــاها

وعلى زوج لا تســـل عنه سوي

سيفـــاً غـــدا بيمينـــــه تياها

وقال شوقي:



أبــا الزهـــراء قد جاوزت حدي

بمـــدحك غير أن لي أســــــاء



وكان صناديد العرب ينتسب الواحد منهم لأمة ليزداد شرفاً وفخراَ بصفتها أنها عفيفة وشريفة وأنها محترمة.



قال الشاعر ـ وهو جرير ـ :



فمــا كعب بن مامة وابن سعدي

باشرف منك يا عمر الجـــوادا

تعود صالــح الأخــلاق إنـي

رأيت المرء يلـــزم ما استعـادا

عليكم ذا الندي عمــر بن ليلي

كريــم المال قد سبق الجــــوادا



وعمر بن ليلي هو عمر بن عبد العزيز ، وكان يرتاح إذا قالوا له: يا ابن ليلي.



وكان عثمان رضي الله عنه يرتاح في مجالسه إذا قالوا له يا ابن أروي.



ودخل النابغة الذبياني على النعمان بن المنذر ومدحه في قصره أمام الناس وأثني عليه وعلى حكومته في المناذرة وهم ملوك العرب وقال:



ولا عيب فيهـــم غير أن سيوفهـــم

بهن فلــــــول من قراع الكتائب

توارثنا من أزمان يوم حليمــــــة

على اليـوم قد جربنا كـــل التجارب



فيقول : من عهد جدتكم حليمة وسيوفكم تقطر دماً من أعدائكم! فارتاح وأعطاه الجائزة.



وكان قطري بن الفجاءة كنيته(أبو نعامة) وهي بنته، وقيل فرسه، والصحيح أنها بنته، فكان إذا حمي الوطيس خلع خوذته من على رأسه وقال: ( أنا أبو نعامة).



وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يسمي النساء بأسمائهن.. وكان الصحابة يتداولون أسماء نساء الصحابة ، وبنات الصحابة، وأخوات الصحابة، لأنها ما دامت شريفة وعفيفة وطاهرة فهي جزء من المجتمع.

دخلت زينب امرأة ابن مسعود والحديث في الصحيحين واستأذنت على الرسول صلي الله عليه وسلم ، وكان بلال بالباب ، فقال صلي الله عليه وسلم : (( من بالباب))؟



قال: امرأة ابن مسعود..فأذن لها.



وفي الصحيحين أن أم هانئ أخت على ابن بن أبي طالب استأذنت فقال صلي الله عليه وسلم (( من))؟



قالت: أم هانئ.



قال: (( مرحبا بأم هانئ)).



ونحن نعرف قائمة نساء الصحابة.. نعرف اسم امرأة أبي بكر وعمر وعلى وعثمان والعشرة وأهل بدر وشعراء الصحابة . ولكن لما طال الأمد أنف بعض الناس أن تذكر أسماؤهن.



ومن الأخطاء المعاصرة في حق المرأة: عدم سماع رأيها وفكرها.. ويرون أن المرأة لا تأتي برأي صائب! ويقولون : إن شارت عليك المرأة برأي فخالفها!



وهؤلاء مخطئون.. بل كثير منهن في رأيهن البركة والخير الكثير، والرسول صلي الله عليه وسلم كما في الصحيحين استشار الجارية عن عائشة وعن عفافها، وعن سترها ، فأشارت على رسول الهدي صلي الله عليه وسلم ، فكيف بالعاقلات الكبيرات المؤمنات الداعيات المحترمات.



ومنها: حرمانها الميراث، وهذه مأساة تعيشها المجتمعات البدوية والقروية والقبلية .. ويرون من العيب أن تذهب المرأة وتطلب ميراثها من أهلها، وينددون بمن يفعل ذلك، وهم المخطئون، وعلى هؤلاء أن يؤدبوا تأديباً رادعاً يزجرهم هم وأمثالهم، وأن ترفع قضاياهم للمحاكم الشرعية حتى يؤخذ بحقهم الإجراء اللازم لأنهم خالفوا شرع الله ورفضوا الكتاب والسنة.



ومنها: تحجيم دورها في الولادة والإنجاب.. فيفهم بعض الجهلاء أن دور المرأة أن تنجب ، وأن تحمل ، وأن تضع الطعام، وأن ترضع فقط، وأما غير ذلك من الحياة ليس لها مجال في ذلك. وهذا خطأ ، لأن لها التربية ولها أن تعلم البنات، ولها أن تدعو، ولها أن تشارك برأيها، ولها أن تشارك بدعائها، ولها أن تقوم على أطفالها، ولها أن تخرج الزعماء والقادة والشهداء والصالحين.



ومنها: إتعابها بالعمل وتكليفها فوق الطاقة. وهذا يوجد في المجتمع البدوي والقروي والقبلي، فيجعلونها تكدح كدحاً لا يعلمه إلا الله ، حتى كأنهم لا يتصورون لها طاقة محدودة وأنها ضعيفة، وأنها تحمل وتضع، وأنها تعاني الأمرين، فتشارك في الزراعة والحراثة وفي رعي الأغنام وفي صنع الطعام وفي كنس البيت وفي غير ذلك، حتى تبقي تعمل الساعات الطويلة من العمل المضني الذي لا يعمله إلا عمال المناجم!



وهذا أمر لا يقره الإسلام، فهن لهن طاقة.. وهي امرأة ضعيفة .. وكان صلي الله عليه وسلم يقول: (( الله الله في النساء))، أي إنهن ضعيفات لا يستطعن حمل كثير من الأمور.



ومنها: حرمانها من التعليم في بعض الجهات.. والتعليم عندنا جائز بمواصفات إسلامية وتحت مظلة )إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).



عن تعليم المرأة ما يقوم بشؤون دينها وما يجعلها خائفة من الله متحجة متحشمة لهو من أفضل التعليم.



وقد علم الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابيات. وأتت امرأة فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بك يجاهدون معك ويحجون معك ويغزون معك، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فجعل لهن صلي الله عليه وسلم يوم الاثنين يعلمهن في ذاك اليوم ويفتيهن صلي الله عليه وسلم



وفي الصحيحين أنه خطب يوم العيد ثم قال لبلال: (( هيا بنا إلى النساء)) فخطبهن النبي صلي الله عليه وسلم وقال: (( تصدقن ولو بحليكن)) ، أو كما ورد في الحديث.



فقضية أن تبقي المرأة جاهلة لا تعرف القرآن ولا تحفظ كتاب الله عز وجل، ولا تعرف السنة والفقه.. قضية خاطئة نرفضها.



وأما التعليم الفاضح الذي يدعو المرأة أن تشارك الرجل في البرلمان، وأن تشاركه في حقوق الحياة، وأن تخرج متبذلة متكشفة سافرة، فهذا نرفضه وتعتبره تعليماً جاهلياً لا يزيدها إلا رداءة ولا يقودها إلا إلى النار.



نحن نريد تعليماً إسلامياً موقراً مقدساً يقودها إلى جنة عرضها السماوات والأرض كما كانت نساؤنا الأوائل.



فقد كانت عائشة رضي الله عنها عالمة. قال الزهري: كانت عائشة تحفظ من الشعر ثمانية عشر ألف بيت. وكانت تفتي الصحابة في معضلات المسائل. وهناك كتاب ألفه بعض المحدثين اسمه( استدركته عائشة على كبار الصحابة).



وفتاويها جمعت في مجلد كبير وهي مجتهدة ومتطلعة.



وعمرة بنت عبد الرحمن عالمة من عالمات التابعين.



ومعاذة بنت سعيد بن المسيب كذلك.



وكذلك كريمة بنت أحمد شيخة ابن حجر في فتح الباري! روت لأكثر من ستين ألفاً صحيح البخاري، وعالمات كثيرات حملتهن الكتب والسير والتواريخ.



ومنها: وضعها في عمل لا يليق بمكانتها.. كرعيها الأغنام والخروج للاحتطاب، وكذلك تريبها على السلاح والجيش، وفي المرور، وفي مواجهة الناس كالجوازات وعلى المنافذ العامة، وفي المستشفيات، وفي مباشرة الرجال، وفي النوادي الطبية وفي أماكن التمريض. فكل هذا لا يجوز في الإسلام ، فلا بد أن يكون عملها في حقلها مع بنات جنسها لا تري الرجال ولا يرونها.



وقد سألت صحابية رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو حديث حسن: ما أحسن شئ للمرأة ؟ قال: (( أن لا تري الرجال ولا يرونها))، وهي وصيته صلي الله عليه وسلم التي تبقي ابد الدهر خلا للمرأة في دنياها وأخراها.



ومنها : أن أي مشكلة تقع في البيت تجعل من نصيب المرأة، فهي سببها وأساسها، بل تجد في القضايا الشرعية عند القضاة إذا أتي الرجل يتحدث بسط لسانه في زوجته وتكلم عن ظلمها وعن إساءتها .. وهي خجولة لا تستطيع أن تبدي حجتها فيظلمها ويزيد عليها.



فهي كما قال تعالي: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) (الزخرف:18) .



ومنها: عدم فتح مجالات الدعوة للمرأة ، فينبغي أن يجعل لها محاضرات ودروس لبنات جنسها، أو حلقات تعليمية في القرآن وفي علم الحديث والتفسير والفقه، أو تقوم المرأة كذلك في حيها بجمع جاراتها على درس أسبوعي أو في القرى؛ لأن النساء يعشن في جهل رهيب بالتعاليم الشرعية.. فضلاً عن ما يخطط لهن من الأعداء.



ومنها: توجيه الغزو الفكري والخلقي للمرأة بواسطة المجلات والأفلام. وقد رأيت في بعض الأسواق أكثر من 18مجلة تحمل صور المرأة على الغلاف، وهم يعرضون المرأة في باب الجمال فقط، لا يعرضونها من باب الدين، أو أنهم يشيدون بعقلها أو بمكانتها أو بمستواها العلمي أو بذكائها أو بمصداقيتها أو بطهرها، إنما بجانب الجمال المتهتك!!



وأيضاً مجلات الأزياء تحمل أحجاماً كبري في تفصيلات الموضات الجديدة والأشكال والطرازت الحديثة في لباس المرأة وفي زيها.



وأيضاً مجلات الخياطة والتفصيل ، فهناك مقاسات كاشفة فاضحة عارية تعرض في البيوت.



أيضاً الأغاني التي أمطرت بها الأسواق وأحرج بها الناس.



أيضاً فقد جعلت المرأة في كثير من الأماكن وسيلة للدعاية كوضع المضيفات مثلاً.



وكذلك سكرتيرات في بعض المكاتب، وفي بعض السفارات، وفي بعض المنتديات والنوادي ، وكذلك في الفنادق وأماكن تجمع الناس.



ومنها: أن الكثير من الناس يدعون إلى التعدد ولا يذكرون العدل بين الزوجات الذي هو الأهم. فإن كثيراً من المحاضرين والدعاة يدعون الناس إلى أن يعددوا وأن يكثروا من الزوجات، ولكن لا يذكرون في محاضرة واحدة.. العدل بين الزوجات، فإن هذا أهم.



ولذلك وجد من تزوج بثانية فأهمل الأولي تماماً، فجعلها ليست مطلقة ولا متزوجة، وإنما معلقة، وجعلها كأنها خلقت هكذا لا اعتبار لها في الحياة.



ومنهم من ظلم حتى أنه يعطي هذه ثلاث ليال وهذه ليلة !.



ومنهم من لا يعدل في النفقة، ولا في الخلق، ولا في السكني، ولا في الطعام، ولا في غير ذلك مما يجب العدل فيه.



ومنها: مطالبة المرأة بحقوق الرجل دون ذكر حقوق المرأة على الرجل. فتجد كثيراً من الناس يطلبون من المرأة أن تؤدي حقوق الرجل كاملة غير منقوصة..أما حقها فلا يذكر!.



ومنها : التعامل معها بعنف وفظاظة إلى درجة الضرب حتى إن بعضهم يعلق( مشعاباً) في بيته!.



وهذا ظلم وإثم عظيم.. وقد قال صلي الله عليه وسلم : (( قد طاف بأبيات آل محمد نساء يشتكين من أزواجهن، وإن أولئك ليسوا بأخياركم أو من خيرتكم))، أو كما قال صلي الله عليه وسلم .



فمن يفعل ذلك ليس من خيرة الناس وليس من صفوتهم.



جاءت فاطمة بنت قيس إلى الرسول صلي الله عليه وسلم واستشارته في ثلاة تقدموا لها: ( ابو الجهم، ومعاوية بن أبي سفيان، وأسامة بن زيد).



فقال: (( أما معاوية فرجل صعلوك لا مال له))



(( وأما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه))، أي أنه يضرب نساءه.



((وأما أسامة فرجل خير، أنكحي أسامة)).



قالت: فتزوجت أسامة فاغتبطت به.



فالضرب ليس حلاً شرعياً إلا في مواطن ذكرها الله ـ عز وجل ـ في كتابه، وأن يكون ضرباً غير مبرح، وهو أن لا يكون مؤذياً، ولا يكون في الوجه ولا على البطن أو مكان حساس.



قيل لأحد القضاة ـ وكان يحب زينب امرأته وجلست معه أربعين سنة ـ: اضربتها في حياتك؟



قال: والله ما مددت يدي عليها.



ثم أنشد:



رأيت رجــالاً يضربون نســـاءهم



فشلت يميني يوم اضرب زينبــا



ومنها: اشتغال كثير من الناس في أمور الحياة.. وترك المرأة بلا حقوق، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( إن لأهلك عليك حقاً)).



ومنها: التجريح للنساء بكلمات بذيئة كاللعن والشتم.



والكثيرات منهن تتوهم أن اللعن طلاق وأنها تخرج من عصمته، والصحيح أن اللعن كبيرة من الكبائر.. وعليه أن يستغفر ويتوب.



ومنها: إفشاء سر المرأة وخصوصيات حياتها مع زوجها، والمرأة إذا أفضت إلى زوجها أو أفضى لها بحديث خاص لا يصح أن ينشر.



ولكن تجد بعض الناس لبرودته وقلة شهامته، ولانخلاعه وقلة غيرته، يخبر زملاءه ,إخوانه بماذا قالت له!



وقد حذر صلي الله عليه وسلم من هذا، ووصف أولئك أنهم من أقل الناس مروءة ، أو كما قال صلي الله عليه وسلم .



أيها الإخوة الكرام! هذا دفاع بسيط عن المرأة في حقوق قد أتثبتها لها الإسلام، فلعلنا أن نكون خير نصير لهن، وأن نبتعد عن تلكم الصفات المذمومة التي ذكرتها لكم.. وأن تعطي المرأة حقوقها كاملة.



والله أعلم وصلي الله على نبينا محمد.





القرني

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24-01-2007, 10:21 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

لبيك أختاه




الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.



أما بعد..



يا فتاة الدين يا بنت الحجاب أنت في أوطان أسما والرباب



أنت من يحفظ الله لها عرضـ ـها بين الأفاعي والذئـــاب



استري وجهك عن حر اللظي وارتدي في زمن الفسق الثياب



وانعمي في ظل دين خالد رددي يا أختنا أم الكتـــاب



أتي صلي الله عليه وسلم بالنور .. وهذا النور لا يكون إلا في شرعه.. في الوحي المقدس الذي نزل به جبريل على الرسول صلي الله عليه وسلم ، ) وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(النور: من الآية40).



وشارك في هذا النور المرأة والرجل جنباً إلى جنب، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً )(النساء: الآية1).



إذا الرجال والنساء.. يستقبلون النور من الله عز وجل ويتطهرون ويحملون الإيمان ويتعبدون لله عز وجل بإياك نعبد وإياك نستعين.



إذا..الرسالة للرجال والنساء.



إذا التكريم للجميع.. إذا.. حمل هذه المبادئ للذكر والأنثى، قال سبحانه : )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى )(آل عمران: الآية195)، فتشارك الأنثى الرجل في الاستجابة لدعوة الله عز وجل، )إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )(الأحزاب: الآية35) ، إنه عالم خالد يشارك فيه الصنفان والنوعان والفريقان، ويوم تطمس معالم النور ولا تهتدي المرأة إلى طريقها الحق، حينها تظل وتصبح لا قيمة لها في الحياة.



يقول( زولا) أديب الجنس الفرنسي وهو يهتك بالمرأة: إنها لا أثر لها في عالم الحياة! ويشكك الناس في المرأة هل هي إنسان أم حيوان!!



تعالي الله عما يقول ذاك المجرم.. بل هي المطهرة أم العلماء وأم القادة وأم الفاتحين وأم الزعماء..أليست هي أم عمر وطارق وأم صلاح الدين؟ أليست هي أم أحمد وأم الشافعي وأم أبي حنيفة وأم مالك وابن القيم؟ أليست هي المربية التي يحفظ الله بها سبحانه وتعالي الجيل ويرعى بها البيت يوم تحمل لا إله إلا الله؟ ويوم تتجه إلى الله متحجبة طيبة ورعة.



إن الإسلام قد رعي المرأة رعاية شاملة، فالرسول صلي الله عليه وسلم أعلن حقوقها في عرفات ونادى الناس صلي الله عليه وسلم وهو يقول : (( الله الله في النساء، فإنهن عوان عندكم))، وكان يقول صلي الله عليه وسلم : (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)).



فعاش صلي الله عليه وسلم مع المرأة زوجاً وأخاً وابناً وأباً. وأكرمه الله عز وجل بأربع بنات، وعشن معه كثيراً ، بينما أبناؤه من الذكور كانوا يموتون في الصبا. وكانت بناته صلي الله عليه وسلم يسكن قلبه.. فكان إذا سافر زار فاطمة وإذا عاد بدأ بها.



وتقول عائشة كما في البخاري: كان صلي الله عليه وسلم إذا زار فاطمة قامت له وقبلته وأجلسته مكانها، وإذا زارته قام لها وقبلها وأجلسها مكانه. أي عطف، وأي حنان، وأي شفقة، وأي رحمة تلك؟



جاء الإسلام ليجعلها متحجبة كالشمس في الغمامة.. وكسماء المزن، وكالدرة في الصدف، فأبي المجرمون إلا أن يخرجوها سافرة متهتكة تتبع الأزياء وتبيع نفسها وتكون للدعاية.



إن العرب قبل الإسلام كانوا لا يعترفون بالمرأة المتهتكة.



نظر أعرابي إلي امرأته فوجدها تنظر إلى الأجانب، فغضب وتركها وفارقها. وقال:



إذا وقع الذباب علي طعـــام رفعت يدي ونفسي تشتهيه



وتجتنب الأسود ورود مـــاء إذا كان الكلاب ولغن فيه



وفي عالم اليوم أراد الإسلام للمرأة المسلمة العفيفة أن تخرج من حجابها والتزامها بدينها.. أن تخرج لتختلط بالرجال وتزاحمهم وتلاقيهم وتضاحكهم.. كل هذا بدعوى التحضر والتنور.



واستخدموا لذلك وسائل كثيرة على مر السنين الماضية، كان من أخطرها ..مجال الإعلام.



فبعد أن تمكنوا من إخراج المرأة في بعض الدول العربية والإسلامية الأخرى.. أرادوا لهذا البلد أن ينضم للركب.



فسخروا كل قواهم لنشر الفاحشة وإشاعتها بين نسائنا.



فابتدأت المجلات المفسدة بالحملة الشرسة ضد المرأة في المجتمع السعودي.



وتولت كبر هذه الحملة.. مجلة(سيدتهم) المذمومة ، فبدأت في طرح المقابلات مع بعض النساء السعوديات، والتركيز على مسألة التذمر من القيود الإسلامية على المرأة في هذا المجتمع.. ويسمونها ( تقاليد) ! أو ( عادات)!



وتوالت المقالات والمقابلات والكلمات والسخريات . ولكن كل ذلك مكتوب عند رب السماوات وسيجازى كل عامل بعمله.



ومهمتنا في هذه الأوراق أن نبحث سوياً عن حل لمواجهة مثل هذا الغزو المكثف .. لعل الله أن يرد كيدهم في نحورهم.



فما هي موانعنا أما هذا الزحف؟ وكيف نتقي هذا الإجرام.. وهذا الكفر والزندقة؟



نتقي ذلك بأمور:



1- بتقوى الله عز وجل .. فلا حافظ لنا إلا الله.



تقوي الله عز وجل بامتثال شرعه واجتناب نهيه. والمرأة يوم تتقي الله لا تأتي بالأعمال المحرمة الفاتنة.



وتقوى الله تتضمن تذكر الآخرة بأهوالها، وتذكر أول ليلة توضع فيها هذه المرأة في قبرها .. وما سيواجهها في تلك الليلة من مفزعات.



كان بعض الصالحين إذا ذكر أول ليلة أغمي عليه. وهي ليلة مرعوبة، تكون المرأة مع زوجها ومع أهلها ومع أولادها متزينة ساكنة، فيخطفها الموت وتنقل إلى أول ليلة، إلى مكان لا أنيس فيه ولا حبيب ولا صاحب، ثم يظهر لبعضهن ـ والعياذ بالله ـ أنها خانت زوجها وخانت ربها وخانت أسرتها وخانت أمتها وخانت كتاب ربها وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .. فيا للعار ويا للدمار ويا للخسار ويا للنهاية المؤلمة الأسيفة.



قال تعالي: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281).


المـــــوت فاذكره وما وراءه فمنــــه ما لأحد براءه

وإنه للفيصـــــل الذي بــه ينكشف الحــال ولا يشتبه

إن كان خيـــراً فالذي من بعده أفضل عنـــد ربنا لعبده

وإن يكن شــــراً فما بعد أشد ويل لعبد عن سبيل الله صد



هذه قضية كبرى، لعل المرأة أن تتأمل وأن تفكر طويلاً فيها.. يقول تعالي: )وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُم)(الأنعام: الآية94).



2-من الموانع: الحجاب الشرعي. هذه الشامة العظيمة التي أتي بها صلي الله عليه وسلم .. وهذه القيمة للمرأة والتي لا يملكها أي مجتمع آخر غير المجتمع المسلم.. بل إن بعضهم بدأ يطال بها لما رأي فوائدها.



ففي فرنسا بدأت الفرنسيات ينادين بالحجاب لأن الشعب يعي إلى الدمار والهاوية. فالأعراض مزقت، والمرأة لم تصبح لها مكانة، والمجرمين تعدوا الحدود..وأصبح الإنسان لا يجد مكاناً للعيش الآمن. والحجاب الذي أعنيه يتضمن تغطية وجه المرأة ويديها ؛ لأنها إن لم تغط وجهها ظهر للناظرين.. وظهرت زينتها وفتنتها.



وللأسف أنه يوجد من اكتفين فقط بتغطية الرأس وتعلقن ببعض الأدلة الواهية، وخرجن في الشوارع وخالطهن الرجال. وإن هذه كارثة ومخالفة لدين الله عز وجل.. إن هذا أول الهدم.. وأول الشرود عن منهج الله عز وجل.



ومن كانت في شك فلتراجع كتب أهل العلم ولتراجع الأدلة والبراهين.



2-الدعوة في سبيل الله والدعوة إلى منهج الله، أي تكون المرأة داعية مؤثرة..وإنني أشكر كل الشكر داعيات كثيرات في ب-ا بدأن في إرسال الكلمة بالتأثير على أخواتهن بواسطة الهاتف..بواسطة المراسلة.. بواسطة المحاضرة..وبواسطة إهداء الشريط الإسلامي. فعفا الله عمن فعلت ذلك. فوصيتي أن تنبعث المرأة داعية مؤثرة

في بنات جنسها وفي من حولها.. وتكون حاملة لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .



إن العلماء قدموا جانب الشباب والرجال، لكن القطاع المهم وهن النساء يحتجن لداعيات، يحتجن إلى مخلصات طيبات صادقات.. يوصلن كلمة الحق إلى القلوب ويتكلمن عما يراد بنا.



والعجيب ! أن بعض الكاتبات في الصحف يكتبن كلاماً ضاراً ويدعين إلى أمور تخالف دين الله..فأين الملتزمات؟



3- الزواج..فالله عز وجل سن الزواج سنة كونية بين الذكر والأنثى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً)(الرعد: الآية38) لتحفظ الأعراض ..وتحفظ الأنساب .. وتحفظ السر.



لتكون الأمة شريفة عفيفة مطهرة.



وقد وجد في مجتمعنا من يعارض زواج المرأة البكر.. أو يتباطأ في تزويج بناته بحجج واهية، مما أنتج انتشار ظاهرة العنوسة.



والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).



فعلى المرأة أن تتزوج إذا وجدت الكفء.



وعند الطبراني بسند حسن: (( من تزوج فقد أحصن نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر)).



وعلى المرأة أن لا تصدق هذه الدعوات التي نسمعها التي تنادي المرأة بعدم الزواج حتى تنتهي من الجامعة أو الماجستير!!فلا تتزوج حتى يذهب جمالها وشبابها فلا تصبح مرغوبة مطلوبة. وتضيع عمر الحياة الزوجية وعمر البيت وعمر الأطفال الذي هو من أحسن ما يكون ، والذي هو سر السعادة بعد الإيمان وبعد العمل الصالح.



ووصيتي أيضاً: نشر الفكر في جانب النساء والفتيات بأن لا يتأخرن في الزواج، فإن العنوسة مأساة.



واسأل الله عز وجل الهادية والثبات والسداد والرشد والعون، وأن يحفظنا من كل مكروه.. ومن كل سوء .. ومن كل من يريد بنا فساداً وشراً ، وأن يكفينا إياه بما شاء.



وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.





القرني

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24-01-2007, 10:22 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

هموم فتاة


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



أيتها الأخت المسلمة المؤمنة ، يا صانعة الأجيال، وأم شباب الإسلام والقواد والعلماء والزعماء، إنك مسؤولة أمام الله سبحانه وتعالي عن دورك في الحياة.



لماذا خلقت؟ ولماذا أوجدت؟ ولماذا سرت على وجه الأرض؟



والرسول صلي الله عليه وسلم هو الذي أتي بمهمة المرأة في الحياة، فجعلها أماً وزوجة وأختاً ومعلمة ومربية وراعية وحافظة.



وفي هذه الأوراق باقة ورد أريد أن أنثرها على راس كل فتاة وامرأة تريد الله والدار الآخرة. فهناك عدة مسائل يجب التحدث فيها إلى الأخوات والأمهات.







المرأة والإيمان






لقد خاطب الله الناس جميعاً ذكوراً وإناثاً، فقال سبحانه وتعالي بعد أن ذكر الصالحين الأبرار وذكر الفسقة الأشرار: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض)(آل عمران: الآية195).



ويقول سبحانه وتعالي: )إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ )(الأحزاب: الآية35)، فالله عز وجل ذكر المرأة الصالحة القانتة الحافظة للغيب بما حفظ الله سبحانه وتعالي.



وأتي رسولنا صلي الله عليه وسلم فتحدث عن المرأة المسلمة ودورها في الحياة، وأوصي بها خيراً لأنه يعلم أنها شقيقة الرجل وأنها هي التي تقوم على النشء وتربي الأطفال وتخرج العلماء والشهداء.



يقول صلي الله عليه وسلم في الحج الأكبر: ((الله الله في النساء فإتهن عوان عندكم))، ويقول صلي الله عليه وسلم : (( استوصوا بالنساء خيراً))النبي صلي الله عليه وسلم وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)).



وفي صحيح البخاري( أن أسماء بنت عميس أتت إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: (( غلبنا عليك الرجال، يحجون معك ويجاهدون معك ويصلون معك، فاجعل لنا يوماً من نفسك) . وهنا بوب البخاري على ذلك بقوله: ( باب أن يجعل العالم يوماً للنساء من نفسه)، فأعطاهن صلي الله عليه وسلم يوم الاثنين.



وقد رزق صلي الله عليه وسلم أربعاً من البنات كالنجوم، حافظات للغيب بما حفظ الله، ( فاطمة وأم كلثوم وزينب ورقية).



وكان صلي الله عليه وسلم إذا أراد سفراً ودعهن، وإذا أتي من سفر بدأ بهن.



يأتي إلى فاطمة في الليل الدامس ويزورها ويقول لها ولعلي: (( ألا تصليان، ألا أدلكما على خير لكما من خادم، تسبحان الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمدان الله ثلاثة وثلاثين، وتكبران الله أربعاً وثلاثين)).



فهو يربي ابنته فاطمة على تقوي الله وعلى التسبيح والعبادة والتحميد وعلى الاتصال بالحي القيوم.



يقول محمد إقبال في فاطمة بنت الرسول صلي الله عليه وسلم :



هي بنت من؟ هي أم من ؟ هي زوج من؟ من ذا يساوي في الأنام علاها



أما أبوها فهو اشرف مرســــــل جبريل بالتوحيد قد ربـــاها



وعلى زوج لا تســـــــــوي سيفاً غدا بيمينه تيــــــاها



عاشت في بيت النبوة فرضعت الإيمان والقرآن، فإن كثيراً من النساء يتحلون بالذهب والفضة، ولكنهن فقدن الفضيلة والعفاف وغض البصر والإيمان.



فقدن رضا الله، وفقدن محبته ، وفقدن ستره، وفقدن الحياة الرغيدة . لأنه لا أمن ولا استقرار للمسلم ولا للمسلمة إلا بهذا الدين، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) )قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) (125)

قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:124ـ 126).



وعليك أن تتأملي قصص الصالحات ..وتقرئي أخبارهن لعلك أن تحاكيهن في طريق الخير.



وإليك بعضاً من تلكم القصص والأخبار:



1- امرأة فرعون: آسية رضي الله عنها وأرضاها. لا إله إلا الله وآمنت وملأت قلبها بالإيمان . أطاعت الرحمن، وزجها دجال فاجر كافر القي على وجهه في النار.



تقول لله في رجاء ودعاء عجيب : ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(التحريم: الآية11) .



قال ابن القيم عليه رحمة الله : طلبت الجار قبل الدار . فقد طلبت جوار الواحد الأحد وسكني جنة عرضها السماوات والأرض لأنها قد ملت من قصور فرعون.. لأنها قصور ملعونة ودار ملعونة وأرادت جوار الله عز وجل، فسجل الله اسمها في الخالدين وذكرها في العارفين ، وأبقي اسمها في العالمين يدوي في كتاب رب العالمين سبحانه وتعالي.



2- أم أنس: عندما أتي صلي الله عليه وسلم إلى المدينة بحثت رضي الله عنها عن هديه تهديها لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، فما وجدت إلا ابنها وحبيبها وفلذة كبدها أنس ..فغسلته وألبسته وطيبته، وذهبت به وعمره عشر سنوات وقالت: يا رسول الله ( أنس) ابني وأحب الناس إلى، أهديه لك يخدمك طيلة الحياة ، فادع الله له، فقال صلي الله عليه وسلم : (( اللهم أطل عمره وكثر ماله وولده واغفر ذنبه)).



وذهبت المرأة المؤمنة مهرها في الإسلام أعظم مهر.



فمهرها الإسلام. فقد تقدم لها أبو طلحة وهو مشرك يريد الزواج منها فقالت: أنت مشرك وأنا مسلمة والله لا أتزوج بك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول

الله.



قال: اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وسجد لله فتزوجته فكان مهرها الإسلام.



فقالوا : ما سمعنا بمهر في الجاهلية ولا في الإسلام أعظم من مهر أم سليم رضي الله عنها وأرضاها.



3- الخنساء: ربت أبناءها الأربعة على طاعة الله وحفظتهم القرآن وعلمتهم السنة وقادتهم إلى المسجد.



فلما أتت معركة القادسية ذهبت إلى أبناءها الأربعة وقالت لهم: البسوا أكفانكم ! فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم، فأوصتهم وقالت: يا أبنائي والله ما خدعت أباكم ولا غررت خالكم، إذا حضرتم المعركة فتيمموا أبطالها واقتلوا في سبيل الله لعل الله أن يقر عيني بشهادتكم في سبيله.



وهكذا المرأة المسلمة الصالحة التي تربي أبناءها على الإسلام والقرآن وعلى عبادة الواحد الأحد، وتربي بناتها على الحجاب ومخافة الله وعلى مراقبة الله وعلى سيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم .



فحضر أبناء الخنساء المعركة وقتلوا في سبيل الله.. وبشروها فتبسمت وقالت: الحمد الذي أقر عيني بشهادتهم في سبياه!



فيا أختي المسلمة نحن أحوج ما نحتاج أن تدخل الإيمان بيوتنا.



والإيمان يكمن في الصلوات الخمس للأبناء والبنات، وأن نرعاهم بالتربية ، وأن نرضعهم مع اللبن لا إله إلا الله محمد رسول الله.



فالأم جامعة كبري، يوم تصلح يصلح الله بها الدين ويربي بها الأخيار والأبرار.



ويوم تفشل يفشل بها المجتمع ويأتي هذا الاعوجاج الخطير الذي نعيشه في مجتمعنا هذه الأيام.



فيا أمة الله، أسألك بالله أن تتقي الله في دين رب العالمين وفي رسالة محمد سيد المرسلين.



يا أمة الله الحجاب! الحجاب!



يا أمة الله، اتقي الله في الأبناء والبنات.



يا أمة الله، اتقي الله في الزوج.



القرني

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24-01-2007, 10:23 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المسائل المهمة للمرأة المسلمة





أولها: حقوق الزوج التي سنها رسول الله صلي الله عليه وسلم وذكر الله أصولها في القرآن.



وهي: طاعته في طاعة الله، وإرضاء الله عز وجل، وحفظه بالغيب يوم يسافر ويغيب عن البيت، وحفظه في السمع والبصر، وفي الفراش وما استحفظك الله عليه.



وإن أمانة الله على المرأة أمانة عظيمة: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72)


وأمانتها أن تحفظ زوجها إذا غاب عن بيتها: ) حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )(النساء: الآية34)، ومن حفظها ألا تتطلع بعينها إلى الأجانب ولا تنظر إلى المحرمات: )وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن)(النور: الآية31).



ثانياً: اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن جمال المرأة، وروعة المرأة وحسن المرأة، هو تقواها لله، لا في ذهبها ولا في ثيابها ولا في حليها ولا في بيتها.



وإنما كل الجمال أن تتقي الله، وأن تغض طرفها، وأن تحفظ ما استحفظها الله تبارك وتعالي عليه.. حينها تعيش حياة الأمن والسكينة.



إذن هو جمال التقوى الذي يريده الله سبحانه وتعالي.



ثالثاً: حق الزوجة على زوجها أن يتقي الله فيها، فهي ضعيفة لطيفة تريد الحنان وتريد الرحمة وتريد البر.



فوصيتي إلى الرجال أن يتقوا الله في أمهات الأجيال، وأمهات الأبطال، وأمهات العلماء والزعماء والشهداء ، رحمة وحناناً ورقة ومحافظة ونفقة وكسوة وتعاهداً، كما قال صلي الله عليه وسلم يوم الحج الأكبر يوم أعلن حقوق المرأة وحقوق الإنسان: (( الله الله في النساء)).



رابعاً: وجد في الساحة من ينادي بتحرير المرأة ! ومعني تحرير المرأة عندهم أن تخرج سافرة متبرجة.. وأن تبيع عرضها لكل مشتر..وأن تبيع قيمها وأخلاقها وسلوكها وأن تهتك عرضها.



وهذا والله خيانة عظمي لرسالة محمد صلي الله عليه وسلم أن تتحرر المرأة من دينها وأصالتها وحجابها وسترها.



إذن فالذي ينادي بالتحرير وبالسفور وترك الحجاب إنما ينادي بهدم سنة محمد صلي الله عليه وسلم ، وينادي بنسف القيم التي أتي بها رسول الله صلي الله عليه وسلم .



فيا أختي المسلمة إياك ، إياك.. أن تسمعي لهذا الناعق الشرير.



فإنه يريد أن يقضي على ديننا وعلى كرامتنا وعلى أعراض أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا ) قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(التوبة: الآية30).



خامساً: وهي تتعلق بمجالس المرأة .. فالذي يلاحظ على كثير من النساء هو كثرة الغيبة والنميمة وقول الزور إلا من عصم الله، ولسان المرأة إلا من رحم ربك سريع في نهش الأعراض، ولذلك يقول صلي الله عليه وسلم للنساء في يوم العيد: (( تصدقن فإني رايتكن أكثر أهل النار))، قالت امرأة : يا رسول الله ما بالنا أكثر أهل النار؟



قال: (( تكفرن العشير ، وتكثرن اللعن ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن)).



فوصيتي يا أختي المسلمة أن تتقي الله في مجالسك وأن تعرفي من تجالسين.



فكما في الرجال أخيار كذلك في النساء خيرات، وفي النساء شريرات ، وفيهن مغتابات ومزورات وحقيرات.



فاتقي الله وأحبي الصالحات، واعمري وقتك بذكر الله وتلاوة القرآن ، وبالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر، )أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون:115/116).



فهل أدخلت الكتاب الإسلامي بيتك؟ وهل أدخلت الشريط الإسلامي دارك؟ وهل استمعت إلى الدعوة والتلاوة والمحاضرة والدرس؟ وهل سبحت الله كثيراً؟ وهل هدى الله على يديك امرأة مسلمة ، أو فتاة مؤمنة، فكانت في ميزان حسناتك عند الله؟



سادساً: الحرص على العلم الشرعي، )فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك)(محمد: الآية19) ، ) يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )(المجادلة: من الآية11) ) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )(الزمر: الآية9) ، ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)(طـه: الآية114).



)شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18)


العلم الذي تريد هو العلم الذي يدلك على الصلاة والصيام والحج وعلى مخافة ومراقبة الله وعلى تقوي الله.



فنحن في حاجة إلى علم شرعي ترقي به المرأة ، لا علم الفضلات وعلم الحواشي، ولا العلم المضيع للعمر، بل العلم الذي يدل على تقوي الله وكيف تربين أبناءك.



والحياء لا يمنع المرأة المسلمة أن تسأل عن أمر دينها. تسأل العلماء والدعاة وطلبة العلم لتكون على بصيرة، وتتعلم كتاب الله وتجلس في مجلس الخير، وتحفظ سور القرآن وتلم إلماماً مجملاً بالفقه الإسلامي لتعبد الله على بصيرة، )أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )(الأنعام: الآية122)


سابعاً: هناك بعض المغريات طرحت في الساحة الإسلامية وفتكت بالمرأة المسلمة فتكاً ذريعاً وضل بسببها كثير من الفتيات هداهن الله إلى سواء السبيل.



منها: الأغنية الماجنة التي انتشرت وكانت سبباً في حدوث الجريمة والفاحشة والزنا..لأن أهل العلم يقولون : ( الغناء بريد الزنا).



وعقوبات الغناء أربعة:



أولها: قسوة القلب وإعراضه عن ذكر الله عز وجل، فلا تجد رجلاً أو امرأة يدمن الغناء إلا وقلبه قاس لا يستفيد من الخير كما قال تعالي: )فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ)(المائدة: الآية13).



ثانياً: وجود وحشة بين العبد وبين الله، فلا يجد رقة ولا حباً ولا خشوعاً.. لأنه قطع الصلة بينه وبين الله.



ثالثاً: أنه يحرم في الجنة سماع الغناء الذي يجعله الله للمتقين وللأبرار الصالحين، ولذلك عند أحمد في المسند أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: (( إن في الجنة جواري يغنين يقلن نحن الناعمات فلا نباس ، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا)).



قال ابن القيم:



قال ابن عباس ويرسل ربنــــا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتاً تلذ لمسمـــع الإ نسان كالنغمات في الأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعــــوضي بلذاذة الأوتار والعيــــدان



رابعاً: ومما تورثه الأغنية كذلك أنها تحبب الفاحشة والجريمة. وقد قال كثير من أهل العلم والفضلاء والنبلاء ومن لهم خبرة واستقراء للمجتمعات: أن أكثر من يقع في جريمة الزنا اللواتي يسمعن الغناء والذين يستمعون الغناء.



فالله الله في مقاطعة هذا الغناء الماجن، فإنه والله محرم.



يقول الله سبحانه وتعالي: )وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه)(لقمان: الآية6)



ويقول صلي الله عليه وسلم كما عند البخاري عن أبي موسى الشعري: (( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)).



وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة، وصوت عند مصيبة))، وفي لفظ : (( صوت عند نغمة)).



ومن المغريات التي أضرت بالمسلمة: المجلة الخليعة التي راجت، كمجلة سيدتهم والمجلات الأخرى.



وهذه المجلات هدمت جيلنا، وأظلمت قلوب شبابنا، وخربت بيوتنا، وصرفت هممنا عن طريق ربنا وعن سنة نبينا صلي الله عليه وسلم .



وكذلك الفيديو المهدم وما أحدثه في البيوت من إرباك، وما أحدثه من ضلالات، وما أحدثه ممن ثقافات وجرائم ومن مشكلات.



فوصيتي لكن هي تقوي الله واجتناب ما لا يفيد في الدار الآخرة.



ثامناً: وكذلك من الأمور التي يجب التنبه عليها والتطرق إليها أن بعض النساء أو الفتيات أو الشابات أحجمن عن الزواج ورفضته بحجج واهية.



منها: مواصلة الدراسة.



ومنها: أنها لا تريد الإضرار بضرائر قبلها وشريكات.

ومنها: أنها تريد أن تختار زوجاً فيه مواصفات معينة قد لا توجد في الناس، بأن يكون زاهداً عالماً عابداً حافظاً قائم الليل مجاهداً زعيماً.. وهذه قد تنتظر طويلاً حتى تجد إنساناً بهذه المواصفات، وقد لا يأتي.



فوصيتي لبنات الإسلام أن يعلمن أن في الزواج حفظاً ورعاية وحياة سعيدة.



وامرأة بلا زواج كأنها لم تعش الحياة إلا ناقصة.



ورجل بلا امرأة لا يعيش الحياة بحب ولا طموح.



ولذلك الله تعالي يقول: )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّة)(الرعد: الآية38)



فمن سنة الله في الحياة أن هيأ المرأة لتكون زوجة، وهيأ الرجل ليكون زوجاً، وما علمنا الصدود عن الزواج إلا في غلاة الصوفية الذين يعيش أحدهم بلا زوجة ويتمدح أمام الناس ويقول : ما تزوجت.



وتقول الصوفية الغالية أنها ما عرفت الزواج!



ويوم أن ترفض الفتاة الرجل الصالح قد يعاقبها الله عز وجل فلا تجد زوجاً.



فالله الله في الحرص على الزواج والاستقرار.



تاسعاً: اعلمي أختي المسلمة أن الإسراف ظاهرة شائعة لدينا.



إسراف في الملابس، وإسراف في الطعام، وإسراف في الأشرية، وإسراف في أثاث البيت.



فأين الدين؟ واين تقوي الله؟



بل وجد من بعض النساء الجاهلات السفيهات أنها تلزم زوجها في كل مناسبة وفي كل حفل أو زواج بلبس جديد وحلى جديد! وحينها يغضب عليها وتنقطع العلاقة بين الزوج وزوجته..



يقول تعالي: )إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) (الاسراء:27)


ويقول: )وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67)


فالاقتصاد ! الاقتصاد! واعلمن أن جمال المرأة في عفافها وفي اقتصادها وزهدها وفي طاعة ربها وفي رضاء زوجها عنها.



صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا صليت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها)).



فهنيئاً لك يا أم الأبطال ، ويا أم العلماء والشهداء، هنيئاً لك تقوى الله.



إنها دعوة من القلب، وإنها باقة ورد إلى فتاة الإسلام أهديها ثانية وثالثة لعلها أن تجد أذناً صاغية وقلباً واعياً. ولعلها أن تجد من يستمع لها ويعمل بها، فقد جاءت ذكرى وقد وصلت فهل من مستمع؟ وهل من مجيب؟



والله أعلم..وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.





القرني

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 24-01-2007, 10:24 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

فتاة مفجوعة







الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.



واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلي الله عليه وعلى وصحبه

وسلم تسليماً كثيراً.



هي فتاة صرخت برسالة سوف أعرضها لكم وأعلق عليها.



وهذه الرسالة مكونة من ثلاث عشرة صفحة من القطع الصغير كتبتها هي بنفسها وسألتني في آخرها بالله أن أقرأها على الناس. ولكني أطلب منها العذر ..لأنني لن أقرأها كاملة..بل حذفت بعض الكلمات ولم أزد ولو حرفاً واحداً.



والحقيقة أن في النساء كثيرات هن خير من كثير من الرجال. يقول المتنبي وهو يرثي أخت سيف الدولة:



فلو كان النساء كمن عرفنــا لفضلت النساء علي الرجـــال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكيـــر فخــر للهلال



ألبي نداء هذه الأخت وهي تصرخ وتقول بأن معها المئات يعانين مشكلتها ويعشن في

مثل ظرفها، والله المستعان.



لبيك صوتك في المسامع يصدع وصراخك المحزون فينا يسمع



ودموعك الحرى تمزق أضلعي والكل من هذا الندا متوجــع



وأنا أتذكر أثناء للرسالة قوله صلي الله عليه وسلم : (( رفقاً بالقوارير))، فالرسول يطلب الملاطفة لرقة المرأة وإحساسها الجياش.



* الرسالة:

فضيلة الشيخ فلان بن فلان السلام عليكم ورحمة الله، سمعت محاضرتك رسالة إلى الفقراء أو من الفقراء، وتلك الرسالة التي كتبتها لك الأخت الغيورة بل المقهورة من ظلم واستبداد والدها، فحركت شجوني التي ما سكنت ، وجراحي التي أبداً لم تلتئم ، وحزني المضني القاتل النبي صلي الله عليه وسلم فأمسكت قلمي ومداده دم قلبي ودمع عيني، وكأنما بصيص من الأمل يتراءى لي من بعيد، وإلا فو الله ثم والله ثم والله الذي لا إله إلا هو، إني قد يئست من كل شيء إلا من رحمة الله، فهي الشيء الوحيد الذي يعزيني ، فأنا واثقة بل موقنة ومؤمنة برحمة الله، )ً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(لأعراف: الآية56) .



ذلك أنني يا شيخي الفاضل ووالدي الكريم وأخي الرحيم، عشت مأساة وما زالت أعيشها، واسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يرفع عني عذابه، فإن هذا عذاب أوقعه على الله وابتلاء.



يا أيها الداعي الكريم، إليك مأساتي وأيامي السوداء..إليك الظلم والقهر الذي أعيشه.. إليك معاناتي أنا وأخواتي في الله، وإن كانت لكل مأساة لكنها في النهاية تصب في قالب واحد وهي أننا بلا أزواج ولا أطفال..بلا حياة بلا أرواح.. أجساد بلا قلوب، حياة قتلها الألم والحزن.

سأطيل عليك ووقتك ثمين، لكن تحمل لأنك تحملت أعباء أكثر من هذه الرسالة.



أنا أعمل معلمة.. وفي آخر كل شهر يفتح الجابي! والدي يده ويقول: ادفعي الجزية! فأنت ومالك لأبيك.



والجابي يعلم منذ أن كنت طالبة أن محصولي سوف يصب عنده، فكلما طرق بابي طارق قال له: ليس بعد( أي كلما خطبها خاطب رفضه والدها من أجل الراتب)!



وأقنعه كثير من أهل الخير ولكنه ما اقتنع، فيذهب إلى الخطاب ويقول : هي لا تقبلك ولا تريدك.



وعاطفتي تريد الزوج والأسرة والمنزل الهادئ السعيد ، وأريد طفلاً يمنحني الأمومة ويطغي على كل مشاعري.



توسط لديه الأعمام والأجداد، لكنه رفض وتعلل بالعلل الباردة.



كنت أميل إلى الالتزام وأصارع نفسي وأجاهد الهوى والشيطان، فنصرني الله عز وجل على كثير من المعاصي، فقد تركت الغناء انتصاراً ، وداومت على السنن الرواتب والوتر وانتصرت في أكثر من موطن.



تقول أخيراً: أحضر أحد عمومتي رجلاً فزوجني والدي وأنا مكرهة، لأن هذا الرجل لا يخاف الله وهو ليس صالحاً..فكان والدي يقول: لا تعطي راتبك زوجك وأعطينيه! ! أصبحت أجاهد زوجي وأعينه على الطاعات والالتزام، فذهب واشتكي إلى والدي!



قالت: وأنا اصبر على الزوج وأدعوه إلى الهداية وأتحمل الضرب منه والأسى لأنني لو عدت إلى والدي لكان حاله أدهى وأمر.



وبعد معاناة مع الزوج مريرة..طلبت الطلاق.. لكنه رفض وقال: ردي على مهري كي أطلقك.



فقلت : لا مهر لك عندي.



فأصر.



فجمعت له ما أراد وأعطيته إياه وهربت إلى بيت أبي، فغضب والدي وهدني ويريد تزويجي لأي إنسان يتقدم ولو كان سكيراً عربيداً.. أو عجوزاً في الستين أو السبعين!! فهربت إلى أمي. فجن جنونه، ثم ذهب يشكوني إلى إدارة التعليم.



ووالله ثم والله ثم والله، لقد كلمني مدير التعليم في منطقتي وقال: لقد حضر والدك وتهدد وتوعد بالويل والثبور وطلب منا فصلك!!



سبحان الله ما هذا العداء؟! فرده مدير التعليم.. ولكنه أصر على رأيه بفصلي وسيذهب إلي الرياض لهذا المقصد! فماذا أفعل؟..هل أتزوج من يريد؟ أم أعيش مطردة مفصولة في بيت والدي.



تقول: أنتم المسؤولون أيها الدعاة والعلماء وطلبة العلم عن هذا الظلم الذي يمارسه آباؤنا، أين رحمة الإسلام التي تتحدثون عنها؟ أينكم عن هذه الفئات الشاذة في المجتمع؟



ثم أين هم الشباب الملتزمون الذين يبحثون عن امرأة صالحة!



فما بالهم لا يتقدمون إليهن وهن كثيرات خلف الستور قد حجبهن أب ظالم، فما بالهم لا يبحثون عنهن؟ أم أن الشروط الدقيقة في جمال المرأة هي التي صرفتهم عن هؤلاء عن هؤلاء الفتيات! هل يرضيهم أن تعيش هؤلاء الفتيات بين أحضان زوج فاسق فاجر لا يرعى حق الله ولا حق الدين؟ هذه رسالتي عرضتها عليك يا شيخ لعلي أن أجد لديك الحل..ولعلك وإخوانك تتحركون لنصرتي والسلام عليك.



وأنا أقول: هذه هي الرسالة قد قرأتها أمامكم وحذفت منها ما استطعت أن أحذف.



والحقيقة أنها رسالة مذهلة لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد.



ويعلم الله أنها ليست غربية على لما أسمع في الهاتف من معاناة أمهات وبنات وأخوات..ومن رسائل واستفسارات وأسئلة.



وهي تبين أن في المجتمع شريحة لا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون ولا يتدبرون ولا يعون.



وتبين أن عندنا في المجتمع أناس قد نزع الله من قلوبهم الرحمة، يقول سبحانه وتعالي: )فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) (محمد:22/23) ، فكأنهم ما قرأوا سيرة المعصوم صلي الله عليه وسلم وهو يقف مع ابنته المريضة فيبكي.



وإذا سافر مر ببناته يودعهن، ويعود من السفر فيبدأ ببناته.



تقول عائشة : كانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت على الرسول صلي الله عليه وسلم قام واستقبلها عند الباب وجلس معها صلي الله عليه وسلم بل كان يجلسها مكانه.



ويقول محمد إقبال عن فاطمة الزهراء:



هي بنت من؟ هي أم من؟ هي زوج من؟ من ذا يساوي في الأنام علاها

أما أبوها فهو أشرف مرســــــل جبريل بالتوحيد قد ربـــاها

وعلـــي زوج لا تسل عنـــه سوى سيفاً غدا بيمينه تيـــــاها



ومع ذلك اسمعوا لمعانتها، وهذه القصة في صحيح البخاري:



أراد على رضي الله عنه أن يتزوج على فاطمة .. وله ذلك، فاختار بنت أبي جهل وقد مات أبوها.



فذهبت الشائعة إلى فاطمة في البيت.. فذهبت فاطمة إلى أبيها المعصوم سيد البشر وأكبر زعماء الدنيا محرر الإنسان وجلست تبكي.



فقال: (( ما لك؟)).



قالت: يزعم الناس أنك لا تغضب لبناتك..وأخبرته بالخبر.



فقام صلي الله عليه وسلم وجمع الناس وصعد المنبر وعلى بن أبي طالب في

الجماهير.



فقال: (( أيها الناس، أنا لا أحل حراماً ولا أحرم حلالاً ، ولكن بلغني أن علياً يريد أن يتزوج بنت أبي جهل عدو الله، ووالله الذي لا إله إلا هو، والذي نفسي بيده لا تجتمع بنت عدو الله وبنت حبيب الله تحت سقف واحد.



إن فاطمة يربيها ما يربني، ويغضبها ما يغضبني..)) ثم تزل.



فقام على بن أبي طالب فطلق بنت ابي جهل في المسجد.



فكل منا يتصور أن التي كتبت الرسالة هي ابنته، فسيأتيه من الأسى والألم واللوعة ما الله به عليم. وهي في الحقيقة قد حملت الدعاة والعلماء مسؤولية كبيرة.. وهي بلا شك صادق في ذلك.. فلا يكفي منا أن ندبج المحاضرات ونتفوه بالكلمات.. بل لا بد من إيجاد حل أو شفاعة لمثل هؤلاء الفتيات.



فقد كان محمد صلي الله عليه وسلم لا يكتفي بالكلام فقط وإنما يذهب ويشفع بنفسه.



وقصته مع ( جليبيب) مشهورة..فجليبيب أحد الصحابة الفقراء .



قال له صلي الله عليه وسلم : (( يا جليبيب ألا تتزوج؟)).



قال: يا رسول الله من يزوجني؟ لا أهل لي ولا مال ولا نسب.



قال: (( أذهب إلى آل فلان وأبلغهم سلامي وقل لهم: رسول الله يأمركم أن تزوجوني!)).



لا إله إلا الله! أسمعتم شفاعة في التاريخ أعظم من هذه الشفاعة؟



فذهب جليبيب وطرق الباب.



قالوا: من؟



قال: جليبيب.



قالوا: ماذا تريد؟



قال: رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرئكم السلام ويقول: زوجوني ابنتكم!



فتشاور الرجل هو وامرأته ، فجليبيب لا أهل له ولا مال ولكن كيف يرفضان طلب المعصوم؟



فسمعت الفتاة حديث جليبيب فقالت: الرسول صلي الله عليه وسلم يأمركم وترفضان؟!



سبحان الله! ألا تخافان من غضب الله، أنا أجيب.



قالا: فقد أجبنا.



وتزوج جليبيب ورزقه الله فتية، ثم حضر المعركة مع الرسول صلي الله عليه وسلم وقتل سبعة ثم قتلوه.



فقال الرسول صلي الله عليه وسلم : (( تفقدوا القتلي)) فتفقدوا ونسوا جليبيباً.



قال: (( هل بقي أحد؟)).



قالوا: لا



قال: (( لكني أفقد جليبيباً)).



وقام صلي الله عليه وسلم وبحث عنه فوجده قد قتل سبعة وقتلوه.



فقال صلي الله عليه وسلم : (( أنا منك وأنت مني!)).



فلماذا لا يتولى الدعاة والمشايخ فكرة تزويج الشباب بالفتيات الصالحات..كما فعل صلي الله عليه وسلم ؟



ثم نخاطب هذا الأب الذي أذاق هذه الفتاة المرارة.



نخاطب فيه إيمانه إن كان فيه إيمان: كيف يقابل الله غداً وهو يتعامل مع ابنته بهذا التعامل؟



هذا لا يجوز مع الكافرة، فكيف بابنة صلبه؟



فمن رأي منكم أباً هذا حاله فليناصحه..ويعترف بحاله ليوجه ويرشد لأنه جاهل. وبجهله هذا وظلمه قد وقف حجر عثرة في طريق ابنته أو بناته وهو لا يشعر.



أمر آخر يجب العناية به .. وهو غلاء المهور الذي ازداد وتجاوز حده، حيث اصبح الشاب الراغب في الزواج يتلكأ كثيراً قبل أن يبحث له عن زوجة خشية من هذه التكاليف المرهقة.



فهذا نداء إلى أولياء الأمور بأن يسهلوا زواج بناتهم ويخففوا تكاليفه..فليس مقصدنا اللباس الجميل أو الحلي أو السيارة .. وإنما ليكن مقصدنا الزوج الصالح الذي مع بناتنا بيتاً سعيداً.



وأمر آخر موجه للفتيات.. وهو أن لا تتعذر الواحدة منهن وتحجم عن الزواج بهدف مواصلة الدراسة.. فالزواج لو عقلت أهم من الدراسة. فالزواج بيت وزوج وأولاد ومستقبل حياة.. وأما الدراسة فعرض زائل، وإن صرت فلتشترط على الزوج إكمال الدراسة مع التسديد والتشاور.



وأما رفض المتقدمين بهذه الحجج الواهية فهو تعري للمجتمع للفتن كما أخبر بذلك صلي الله عليه وسلم في قوله: (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).



فلا بد من اجتماع الشرطين الدين والخلق.. فقد يجتمع الدين دون الخلق والإحسان للزوجة، بأن يكون سئ الخلق معها.



وهذا لا يستغرب وجوده في من فيه دين، بل قد وجد في زمانه صلي الله عليه وسلم كما في حديث فاطمة بنت قيس لما شاورته صلي الله عليه وسلم في زواجها من معاوية أو أبي الجهم أو أسامة فقال في الحديث: (( أما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه))، قيل في أحد تفسيراته : أنه يضرب المرأة دائما. والشواهد كثيرة.



وقد يكون خلوقاً لكنه لا يصلي أو فاسق .. فلا تتعجل بالزواج منه لأنه فقد الركن الأعظم..بل لا بد من الدين والخلق.



ونصيحتي للشباب أن يتنازلوا عن شئ من شروطهم الشديدة بل والتفصيلية ، لأنهم لن يجدوا بغيتهم بسهولة، ) وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيه)(البقرة: الآية267).



ومن الأشياء التي نبهتنا إليها الرسالة هذه الفتاة.. هي: كثرة العوانس في البيوت دون أن يدري بهن أحد.



فكيف نعالج هذه المشكلة؟



الحل عندي في أشياء:

1- أن يعرض الأخ أو الأب بناته على الصالحين بطريقة أو بأخرى.

2- أن يتولى بعض الناس الثقات التوفيق بين الشباب والفتيات كما فعل هذا بعض طلبة العلم، فوفقهم الله بتوفيقهم بين المسلمين والمسلمات لبناء كيان إسلامي جديد كانوا هم سببه.

3- أن لا تضجر أو تهرب النساء من التعدد، لأنه سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ومخرج لنا من هذه المشكلة لو تم حسب ما يريده الإسلام.



أخيراً .. هذه المشكلة وهذه حلولها ..وليتها تتحول إلى عمل واقعي في المجتمع بدلاً

من كلمات على ورق.



والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.





القرني

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 24-01-2007, 10:26 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

صفات المؤمنات





الحمد لله رب العالمين ، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة

والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.



أما بعد..



فهذه رسالة حول بعض الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة.



واخترت هذا الموضوع لثلاثة أسباب:



أولها: كثرة الفتن التي طمت وعمت.



السبب الثاني: تقصيرنا دعاة وعلماء وطلبة في جانب المرأة.



السبب الثالث: لعل الله أن ينفع بهذه الرسالة.



إذا علم ذلك فقد قال صلي الله عليه وسلم لفاطمة في أول أيام الدعوة : (( يا فاطمة

أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك من الله شيئاً))، متفق عليه.



وأنا أقول لكل امرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر: أنقذي نفسك من النار، فإننا لا نملك من الله شيئاً.



قال صلي الله عليه وسلم في الصحيح : (( رأيت النار فإذا اكثر أهلها النساء)).



قالت امرأة: يا رسول الله ما بال النساء؟



قال: (( يكفرن)).



قيل: يكفرن بالله؟



قال: (( يكفرن العشير، ويكثرن اللعن، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط)).



وقال صلي الله عليه وسلم : (( اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أكثر فتنة بني إسرائيل في النساء))، حديث صحيح.



وقال صلي الله عليه وسلم : (( ما تركت بعدي فتنة أصر على الرجال من النساء)) أو كما قال صلي الله عليه وسلم .



إذا علم ذلك فهناك نماذج أوجدها الله من المؤمنات على مر التاريخ من أن خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.



هناك مؤمنات مسلمات قانتات خاشعات حافظات للغيب بما حفظ الله، منهن على سبيل العرض قبل أن آتي إلى موضوع ( سارة) زوجة إبراهيم عليه السلام، فقد كانت عابدة لله منيبة مخبتة، أسلمت وجهها للواحد الأحد فعصمها وحماها من الفواحش.



ذهب إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة إلى مصر، وكان على مصر ملك طاغية فاجر، فلما رأي سارة أراد أن يأخذها غصباً من إبراهيم.



فلما دخل إليها توضأت وصلت وفوضت أمرها إلى الله، وسألت الواحد الأحد أن يعصمها من هذا الفاجر.



فكان كلما قرب منها لا يستطيع حيث تخذله رجله، وبعد محاولات قال: إنما قربتم لي شيطانة ، خذوها.



وأعطاها جارية.



فقالت لإبراهيم : كفانا الله الفاجر وأخدمنا جارية.



وهذا درس للنساء أن من اعتصمت بالله واتكلت على الله والتجأت إلى الله عصمها الله وحمي عرضها واسلم قلبها للواحد الأحد.



ومنهن ( هاجر) امرأة إبراهيم عليه السلام أيضاً أم إسماعيل، فهي موحدة منيبة قانتة عابدة.



خرجت مع إبراهيم إلي مكة.



فتركها إبراهيم في مكة ثم ذهب.



فقالت: إلى من تتركنا يا إبراهيم؟



قال: إلى الله.



ومن اكتفي بالله كفاه، ومن احتمي بالله حماه، ومن ألتجأ إلى الله آواه.



قالت: أمرك الله؟



قالت: نعم.



قالت: إذا لا يضيعنا.



فلما مضى قال: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (ابراهيم:37) .



فرزقهم الله الثمرات كما نري حيث لا يجوع جائع في مكة.



فالحجاج لا يموتون من الجوع.



وهوت إليها قلوب الملايين من البشر.



فلما ظمئ ولدها قامت تبحث عن الماء، وسعت سبعة أشواط بين الصفا والمروة في الوادي.



فرفس ابنها برجله فخرج الماء.



فأخذت تحول الماء وتقول: زم زم.



قال صلي الله عليه وسلم رسولنا وحبيبنا يعلق على القصة: (( رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت معيناً)).



وفي قصتها دروس للمرأة أن تتوكل عليه سبحانه.



فشب إسماعيل وتزوج امرأة لكنها كانت قليلة التوكل على الله لا تلتجئ إلى الله، فقيرة القلب.



فهي مثل بعض النساء لو جمعت لها مال الدنيا وذهب الدنيا وفضة الدنيا وملابس الدنيا فهي دائماً تشتكي الضيق والفقر.



فأتي إبراهيم عليه السلام يزور ابنه من أرض العراق حيث كان يجوب الدنيا ينشر التوحيد.



فلما وصل إلى مكة وجد إسماعيل قد خرج إلى الصيد في أرض نعمان فوق عرفات.



فطرق الباب، فخرجت هذه المرأة ، فقال إبراهيم: آبين زوجك؟ ـ وهي لا تعرفه ـ .



قالت: يصطاد.



قال: كيف حالكم؟



قالت: في بؤس وفي فقر وفي مسكنة وفي ضنك.



قال: إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام( والسلام ما يعرفه إلا الموحدون لأن الجاهلية من حولهم) وقولي له يغير عتبة الباب.



ثم ذهب إبراهيم عليه السلام.



فجاء إسماعيل في المساء فقال: هل أتاكم من أحد؟



قالت: أتانا شيخ كبير يتوكأ على عصا وسألني عنك فأخبرته عن حالنا فأقرأك السلام وقال: غير عتبة الباب.



قال: هذا والدي وأنت عتبة الباب! الحقي بأهلك.



فتزوج بغيرها.



فأتي إبراهيم بعد وقت فطرق الباب.



فخرجت المرأة الصالحة المنيبة الذاكرة، فسألها عن زوجها.



فقالت: في الصيد.



فقال: كيف حالكم؟



قالت: نحن في أحسن حال وفي أرغد عيش وفي سعة من الله وفي نعمة من الله وفي هناء.



قال: إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي له يثبت عتبة البيت.



فأتي إسماعيل فسألها فأخبرته.



فقال: هذا أبي وقد أمرني بإمساكك..لأنك صالحة.



وأما امرأة عمران عليه السلام فقد طائراً ومعه ولده فقالت: يا رب ارزقني ولداً.



لأنه الذرية مكسب عظيم، لكن أفضل العمل الصالح.



فحملت بحمل فتمنت أن يكون ولداً، ونذرت لله إن أنجبت أن يكون خادماً لبيت المقدس.



فأتت بمريم فقالت: ( رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)(آل عمران: الآية36)، ما أحسن الكلام.



(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا )(آل عمران: الآية37)



فأصبحت خيراً من كثير من الرجال.



وأصبحت عابدة يأتيها رزقها في الصباح والمساء كرامة من الله.



وأتت بعيسى ابن مريم الذي هو من أولي العزم من الرسل عليه السلام، فكان قرة عين لها.



وأما خديجة زوجة محمد صلي الله عليه وسلم فهي أول امرأة في تاريخ الدعوة.



وقد سكبت دموعها وعرقها لنصرة هذا الإنسان العظيم الذي قاد سفينة الحياة إلى شاطئ النجاة.



أتي صلي الله عليه وسلم من الغار في أول لقاء حار مع جبريل وهو يرتعد ويقول: (( زملوني زملوني)).



فقالت: كلا والله لا يخزيك الله، إنك تصل الرحم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف.



فهي مثال للمرأة التي تخفف عناء الحياة عن زوجها وتعينه على مواجهة صعوباتها.



بخلاف المرأة التي تجعل من الحبة قبة، وتولول على أدني حادث أو خبر.



قال صلي الله عليه وسلم في حديث صحيح: (( يا خديجة إن جبريل يقرئك من الله السلام ويبشرك ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب)).



أي لا ضوضاء فيه ولا تعب.



قالوا عنها: كانت من أعقل النساء في تاريخ الدعوة.



وكانت تاجرة، فدفعت مالها لمحمد صلي الله عليه وسلم ليكون لها أجر بدايات هذه الدعوة.



* صفات المرأة المسلمة:



هي عشر صفات إذا وجدت في المرأة فلتبشر بجنة عرضها السماوات والأرض.



فنحن شهداء الله في أرضه.



مر على الرسول صلي الله عليه وسلم بجنازتين فشهدوا للأولي بالإيمان فقال: ((وجبت)).



والثانية شهدوا عليها بالسوء فقال: (( وجبت))



فسألوا .



فقال صلي الله عليه وسلم : (( الأولى أثنيتم عليها خيراً فقلت وجبت لها الجنة، والثانية أثنيتم عليها شراً فقلت وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه)).



الصفة الأولي: إيمانها بالله تبارك وتعالي الذي يصاحبها في الليل والنهار، في الحل والترحال، وهي قائمة أو قاعدة أو على جنبها.



إيماناً يجعل رقابة الله أقرب إليها من حبل الوريد.



فتتذكر الله سبحانه وتعالي في الخلوة والجلوة، وفي السر والعلن، والضراء والسراء.



قال سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )(التوبة: الآية72)، فأفرد المؤمنين رجالاً وأفراد المؤمنات نساء، ليدلل سبحانه وتعالي على أن المؤمنات مخاطبات بهذا الدين.



وقال سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) (مريم:96)


قال بعض أهل العلم: ( ودا) خاصاً بينهم وبين الله.



وقالوا: (وداً) في قلوب الناس.



والمرأة المسلمة يجعل الله لها ( وداً) في قلب كل مسلم إذا سمع بصلاحها وبتقواها.



وقال سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:30)


فأول صفات المؤمنة أن تتصل بالله دائماً وأبداً ، وأن تربي الإيمان في قلبها وأن تزرعه بالذكر والنوافل والتفكر والتأمل في آيات الله عز وجل.



ولتعلم أن الحياة ليست ذهباً وفضة.



والحياة ليست زوجاً.



لأن المرأة قد تعيش بلا زوج وبلا ذهب وبلا فضة إذا كان معها الإيمان والعمل الصالح، وهي السعيدة الناجية بإذن الله.



لكن إذا أخلت بالصلوات الخمس وبطاعة الله وبفرائضه وبالحجاب فو الله لو سكنت في قصور الدنيا واستخدمت أفخر السيارات وألذ المطعومات لكانت هذه الأمور عليها لعنة ومقتاً وغضباً من الله.



قال سبحانه: ) أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: الآية28).



حياة لا يجدها إلا المؤمن.



فبعض الناس يعيشون في قرى وقد آمنوا بالله عز وجل.



ويجدون كأن لذة الدنيا جمعت لهم، فهم في فرح وحبور وسرور.



وغيرهم يسكنون في ناطحات السحاب ولكن معهم الضنك والهم والضيق.



لماذا؟



(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) )قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:124/126)


فهو عهد من الله أ من آمن وعمل صالحاً أن يحيه حياة طيبة، وأنه من أعرض عن

ذكره أن ينكد عليه حياته ويغلق عليه الأبواب.



وقال سبحانه: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى

بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (آل عمران:195)


هذا جزاء المؤمن والمؤمنة من الواحد الأحد، ويناقض ذلك الكفر والعياذ بالله، لأن الله أخذ على نفسه عهداً أن يعذب كل كافر وكافرة، وكل منافق ومنافقة.



والمنافقة هي التي تكذب بالصلوات أو لا تصلي، أو تكذب بشيء من الرسالة، أو تخون زوجها في الخفاء وتظهر بالخشوع والنسك والاستقامة وهي خائنة لله ولرسوله.



الصفة الثانية: لزوم بيتها وعدم تبرجها.



لأن أهل الهدم يريدون أن تخرج المرأة المسلمة خاصة في هذه البلاد التي قامت على الكتاب والسنة، فولاة الأمر فيها يأمرون بالكتاب والسنة.



وأولئك يريدون أن تتبرج المرأة وان تسفك حياءها وأن تكون كما كانت المرأة في

أمريكا وبريطانيا وروسيا، سلعة ممجوجة حيث أدخلوها كل مجال من مجالاتهم ولو كان لا يناسب طبيعتها ، كالورش والمصانع ونحوها.



فتركت بيتها وأطفالها ودينها وعرضها.



أما امرأتنا فهي من نوع آخر.



امرأتنا درة مصونة.



امرأتنا يقول الله فيها: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )(الأحزاب: الآية33)، أي لتقر المرأة وتجلس في بيتها فهو مأواها.



قيل لفاطمة في حديث يروي عنها: ما أحسن وصية للنساء؟



قالت: ألا تري الرجال ولا يرونها.



وفي السنن عنه صلي الله عليه وسلم في حديث حسن: (( إذا خرجت المرأة من بيت زوجها متعطرة متزينة فهي زانية)).



وقال صلي الله عليه وسلم : (( صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها خير من صلاتها في بيتها)).



فمثلاً صلاتها في غرفة النوم خير من أن صلي في البيت الوسيع في جانب من جوانبه.



وصلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد، ولو أنه صلي الله عليه وسلم قد قال: (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)).



ولكن لزوم بيتها وسترها وعفافها وعرضها أعظم لها عند الله عز وجل أجراً.



فالواجب على المرأة أن تلزم وصية الله ووصية رسوله صلي الله عليه وسلم بأن لا تخرج من بيتها.



قالت العرب: لا يعصم المرأة إلا ثلاثة : زوجها أو بيتها أو قبرها.



ويوم أن تخرج المرأة فمعناه الضياع والعياذ بالله.



الصفة الثالثة: غض بصرها وحفظ نفسها، قال سبحانه: ( وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان)(النساء: الآية25).، أي أصدقاء ، كما يحدث في البلاد الغريبة الكافرة،حيث لا بد أن يكون لها صديق غير الزوج.



وقال سبحانه وتعالي: () حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)(النساء: الآية34)، فهي تحفظ زوجها إذا غاب عنها.



قال صلي الله عليه وسلم يوم عرفة يوم أعلن حقوق الإنسان، ويوم أعلن مبادئ الإنسان وحقوق المرأة قال: (( ولا يوطئن فرشكم من لا ترضونه))، أي لا تستقبل أحداً في غيابكم إلا محارمها.



وقال سبحانه: )وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن)(النور: الآية31) ، يعني عند الريبة والشهوة فهي تغض بصرها ولا تنظر إلي الرجال.



فلتحرص المرأة على عدم كثرة النظر إلى الرجال.



الصفة الرابعة: حفظ لسانها من الغيبة والنميمة.



قال سبحانه: ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(الحجرات: الآية12).



واكثر ما ينتشر بين النساء والعياذ بالله هو الغيبة وكثرة اللمز والطعن بالآخرين وخاصة من النساء.



فلا بد للمرأة أن تحفظ لسانها من تلكم الآثام التي قد توردها النار كما أخبر صلي الله عليه وسلم ، وأن تكون مستقيمة في أقوالها وسديدة في كلماتها.



)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70/71).



صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( لا يدخل الجنات قتات))، وفي رواية صحيحة : (( لا يدخل الجنة نمام))، وهو الذي ينقل الكلام، وتدخل المرأة طبعاً في النهي عن ذلك، بل هن أكثر من الرجال في هذا الذنب، وهو نقل الكلام والنميمة بين الناس كما هو ملاحظ.



الصفة الخامسة: حفظ سمعها عن الغناء والخناء وما في حكمه.



والعناء محرم عند علماء الإسلام، ومن احتج علينا ببعض الفتاوى الهابطة التي لا تستند إلى دليل احتججنا عليه بالكتاب والسنة.



والتحريم هو مذهب الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة.



قال سبحانه : )وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )(لقمان: الآية6).



وقال صلي الله عليه وسلم في البخاري: (( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعزف))، واستحلالها إنما يكون بعد التحريم.



وعند ابن خزيمة بسند صحيح قال صلي الله عليه وسلم (( إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة، وصوت عند مصيبة)).



ومن استمع للغناء عوقب بثلاث عقوبات:



1-قطيعة ووحشة بينه وبين الواحد الأحد.

2-أن لا يحب القرآن ولا الذكر ولا الحديث النبوي ولا السيرة.

3-أن يحرمه الله سماع الغناء في الجنة.



قال ابن القيم:



قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنـ ـسان كالنغمات بالأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيــدان



فهذا جزاء من استمع الغناء.



وهو بريد الزنا كما قال العلماء.



فواجب المرأة المسلمة أن تطهر بيتها وسمعها من هذا الخبث لتنعم بسعادة في الدنيا والآخرة.



الصفة السادسة: احترام الزوج والقيام بحقه والحرص على راحته وطاعته في طاعة الله.



ورد في حديث عنه صلي الله عليه وسلم : (( إن المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها،وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها)).



من طاعة الزوج إراحته إذا دخل.



والابتسام في وجهه.



وتطيب خاطرة.



وعدم إحداث المشاكل معه.



وعدم تكليفة التكاليف الباهظة في الإنفاق.



وحفظه بظهر الغيب.



والسكوت حينما يتكلم.



وتربية أبنائه على الإسلام.



وعدم مخالفته فيما يأمر.



الصفة السابعة: الاقتصاد في المعيشة وعدم الإسراف في المأكل والملبس والمسكن.



قال سبحانه: )إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) (الاسراء:27)


وقال سبحانه: ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(الأنعام: الآية141)



وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67).



فواجب على المرأة المسلمة أن تحرص على الاقتصاد في شؤونها وشؤون بيتها ولا تكلف الزوج ما لا يقدر عليه لأسباب تافهة.



فالبيت قد يعيش سعيداً ولو لم توجد فيه كثير من الأمور المعاصرة وجزئيات المخترعات والكماليات.

بل إن كثرة إنفاق الزوج وتحمله قد تجعله يثير المشاكل مع زوجته إلى أن يصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.

وأن تحرص على إنفاق فضول مالها في الصدقات التي يدخرها الله عنده لها بدلاً من إضاعتها في ما ستسأل عنه يوم القيامة.





أعطي معاوية رضي الله عنه عائشة أم المؤمنين مائة ألف درهم في يوم واحد فتصدقت بها ونسيت نفسها، وكانت صائمة وأفطرت على التمر والماء.



الصفة الثامنة: عدم التشبه بالرجال.



فتحرص أن لا تقلد الرجل في مشيه ولا في كلامه ولا في لباسه أو أي شئ يختص به.



فقد لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال.



ولعن الله الواصلة والمستوصلة ، الواصلة التي تصل شعرها بشيء للتدليس على الناس بأن شعرها طويل، أو تفعل ذلك بشعر غيرها.



والمستوصلة هي التي تطلب ذلك.



ولعن النامصة والمتنمصة، وهي التي تنتف شعر حواجبها فترققه كما تفعل بعض النساء ـ هداهن الله ـ .



وكذا الواشمة والمستوشمة، وهي التي تغرز الإبر فيها الحبر الأسود أو الأحمر في خدها أو في أنفها لتجملها.



وكذا المتفلجة ، وهي التي توجد الفراغات بين أسنانها لأن كل ذلك من تغيير خلق الله.



وما أحسن المرأة إذا رضيت بخلق ربها لها وتجملت بما يحل لها دون أن تلجأ إلى المحرمات التي نهي عنها الله ونهي عنها رسوله كما سبق.



الصفة التاسعة: أن تحرص على الطاعات والنوافل من الصلاة والصيام والصدقة.



نعم! )لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة: الآية286).



لأن المرأة أشغالها كثيرة في البيت خاصة مع الأولاد.



لكن لا تنسي نصيبها من ذلك، لا سيما القرآن والذكر لأنه خفيف على اللسان ثقيل في الميزان.



ولا يتأتى لها ذلك إلا بتنظيم وقتها والحرص ألا يضيع هدراً، خاصة وقت السكون والهدوء في الصباح عندا يخلو الجو لها.



ولكن لا يعني التركيز على أمور العبادة أن تصبح المرأة راهبة في البيت لا تعرف إلا سجادتها ، فتضيع حقوق زوجها متعذرة بالطاعات والعبادات.



لا .. فلكل مقام مقال.



بل تحرص على العبادات وتحرص على زوجها واستقباله بالطيب والجمال والنظافة.



قال أحد الشعراء يمدح زوجته:



تضوع مسكاً بطن نعمان إن مشت به زينب في نسوة عطرات



والنفوس مجبولة على حب الطيب والجمال، فلتفهم ذلك المرأة المسلمة.



الصفة العاشرة: أن تكون آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر داعية إلي الخير في أوساط النساء.



لأن الرجال لا يستطيعون أن يدعوا النساء ويخلوا بهن ويعرفوا مشاكلهن.



أما المرأة فإنها تستطيع أن تغوص في أعماق النساء لأنها مثلهن، فتؤثر فيهن وتجذبهن نحو الخير بواسطة الكلمة والهدية والرسالة ونحوها.



اسأل الله لي ولجميع المسلمين التوفيق، وأن يصلح لنا أزواجنا وذرياتنا ، وأن يجعلهم قرة أعين.



والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.





القرني

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 24-01-2007, 10:27 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

لا تكفرن العشير




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد..



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( رأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن)).



قال: (( يكفرن الإحسان ويكفرن العشير، ولو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك معروفاً قط))، أخرجه البخاري.



هذا الحديث له مناسبة: أن الرسول صلي الله عليه وسلم خرج يصلي العيد بالناس.



وكان إذا خرج للعيد انتظر قليلاً حتى ترتفع الشمس قيد رمح، ثم لبس لباسه صلي الله عليه وسلم لباس الجمال ولباس التواضع، فمضي إليهم وهم ينتظرونه.



فإذا أطل عليهم بمقدمة المبارك البهي الذي يملأ العين جلالة والقلب مهابة تكلم في الناس بما آتاه الله من وحي السماء.



فلما انتهي من كلامه للناس ذهب إلى النساء في طرف المصلى، وهذا دليل على عدم الاختلاط.



وفيه درس أيضاً بأن المرأة المسلمة تحضر مجالس الخير واجتماعات البر وتستمع إلى الكلمة النافعة والدروس الإسلامية والمحاضرات القيمة.



فإن هذا من أعظم الأمور، لكن شريطة أن تغض بصرها وأن تتقي الله ربها، وأن تحفظ زوجها في غيابه.



وقد أمر صلي الله عليه وسلم في حديث أم عطية في البخاري الحيض والعواتق وذوات الخدور أن يخرجن يوم العيد ، فأما الحائض فتعتزل المصلى وتحضر دعاء المسلمين وتستمع إلى الموعظة والخطبة، ففيه دليل أن الحائض لا تدخل المسجد ولا المصلى الذي يصلى فيه الناس.



ولكن عند أبي داود أن صلاة المرأة في دارها خير من صلاتها في مسجدها.



تقول عائشة كما في البخاري: لو رأي الرسول صلي الله عليه وسلم ما فعلته النساء بعده لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل.



فكيف لو رأيت عائشة المنظر اليوم، وكيف لو رأت التبرج، وكيف لو رأت الاختلاط، وكيف لو رأت ضعف الإيمان وقلة العلم بالسنة والشريعة؟ نسأل الله العافية والسلامة.



فخرج صلي الله عليه وسلم وتكلم للناس، فلما انتهي قال لبلال بن رباح مؤذية : (( هيا بنا إلى النساء)).



فذهب إليهن ووعظهن بهذه الموعظة السابقة.



وقال أول ما تكلم بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله قال: (( تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار)).



فقامت امرأة منهن وقالت: ما بالنا نحن أكثر أهل النار؟ ما هو الدليل على أننا أكثر أهل النار؟ وما هو السبب؟ وما هي العلة؟



وفي هذا درس بأن على الطالب أن يناقش ، وأن للمرأة المسلمة إن لم تفهم قضية أن تبعث للعالم فتسأله وتستفتيه.



فقال صلي الله عليه وسلم : (( تكثرن اللعن ـ هذا في حديث أبي سعيد ـ وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن)).



فتصدقت النساء بحليهن وبما يملكن، وأخذ بلال يعرض ثوبه لأنها لأموال بيت المسلمين.



وفيه درس على أن المرأة المسلمة تشارك بكلمتها وبمالها وبحليها ، وأنها لا يبقي لها إلا ما قدمت عند الله، وأن الحلي والكنز هو الأدب وهو الزهد وهو العفاف.



وقوله صلي الله عليه وسلم : (( ناقصات عقل ودين)) المقصود بنقصان العقل أن شهادتها مع أختها تعادل شهادة رجل لأنها كثيرة النسيان، والاهتمام بأمور البيت والأمور الخاصة بها مما يجعلها تنسي وتضعف عن التذكر.



وأما نقصان الدين فلأنها تحيض فيسقط عنها الصوم والصلاة.



وليس المقصد ما قد يتوهمه بعض الناس من أن هذا قدح بالنساء.



كيف ذاك؟ والله يقول: )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )(آل عمران: الآية195) .



كيف ذلك؟ وفيهن العالمات الفاضلات البرات.



منا الفواطم ربات العلا لنا كل الزيانب هم أهل وأخدان

والله لو أنصف التاريخ أمتنا لسجل المجد عذباً وهو سهران



ثم إن الرسول صلي الله عليه وسلم عاش مع المرأة أباً فله بنات، وعاش مع المرأة أخاً فله أخوات، وعاش مع المرأة زوجاً فله زوجات، ثم عاش قريباً فله عمات وخالات.



من قضايا الحديث:



أولاً : فضل الصدقة من النساء وكذا الرجال وأنها منجية من النار.



فيا أبناء لا إله إلا الله، ويا أحفاد محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، تصدقوا.



ما هي الصدقة؟



الصدقة لا حد لأدناها ولا لأعلاها.



أما أدناه فالبسمة صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة.



وأما أعلاها فاسمع إلى الله وهو يقول: )مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261) ، وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( والصدقة تطفئ الخطيئة)).



وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا تصدق المرء المسلم من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً فإن الله يتقبله بيمينه ثم يربيه لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه حتى يكون كجبل أحد)).



وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( كل منكم في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضي بين الناس))، إلى غير ذلك من الأحاديث. ومنها ما في الصحيحين قوله صلي الله عليه وسلم : (( ما اصبح الصباح إلا وملكان يناديان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)).



وأما الصدقة فهي أنواع: وأعظمها وأجلها الصدقة بالعلم كما قال ابن القيم ، ثم الصدقة بالنفس بأن تسفك دمك في سبيل الله، وأن تبيع روحك من الله.



يجود بالنفس إن ضن البخيل بها والجود بالنفس أغلى غاية الجود



ومن الجود الصدقة بالوقت، فتجد بعض المحسنين الصالحين صرف وقته للمسلمين ليلة ونهاره، فلا راحة ولا نوم بل كله للمسلمين.



متيم بالندي لو قال صاحبه هب لي فديت كرى عينيك لم ينم



يقول: لو طلب النوم من عينه ما نام من كرمه أبداً.



وهذه صفة أهل الشيم والمروءة الجود بالأوقات.



ومنها الجود بالأموال بأن لا تري فاقة ولا حاجة إلا وتنفق فيها.



وإنما حض صلي الله عليه وسلم المرأة على كثرة الصدقة لأن من النساء من يكن بذيئات يكثرن اللعن ويكثرن السب ويكثرن الشتم، وهي خطايا ولا يطفئ الخطايا إلا الصدقات، فنبه صلي الله عليه وسلم المرأة على أن تتصدق من جلبابها ومن ثيابها ومن ذهبها ومن مالها، ومن معروفها، وسوف تلقي ذلك عند الله تبارك وتعالي.



ولما أمر صلي الله عليه وسلم بالصدقة في المصلى ـ والحديث في الصحيحين ـ كان من ضمن الجلوس: زينب امرأة عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه وارضاه، فقامت فدخلت بيتها بعد أن سمعت الموعظة فأخذت حليها وذهبها وفضتها وخرجت من البيت النبي صلي الله عليه وسلم فلقيها ابن مسعود وقال لها: إلى أين؟

قالت: أتصدق به.



قال: أنا وولدك أحق من تصدق به علينا.



فقالت : لا .. حتى أسال الرسول صلي الله عليه وسلم .



فذهبت إلى الرسول صلي الله عليه وسلم في البيت وعند الباب بلال يحرس.



فقالت لبلال: أريد الرسول صلي الله عليه وسلم .



قال: من أنت؟



قالت: أنا زينب امرأة ابن مسعود.



ففيه دليل على أنه لا بأس بمعرفة أسماء النساء في الإسلام إذا كانت المرأة عاقلة ومتحمشة ورشيدة .



فذهب بلال إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: (( زينب تستأذن عليك ـ وفي المدينة ما يقارب سبع زيانب ـ.



فتبسم صلي الله عليه وسلم وقال: (( أي الزيانب)).



قال: زينب امرأة مسعود.



فدخلت وسألته صلي الله عليه وسلم ، فقال : (( صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم)).



فذهبت وأعطت حليها لزوجها الفقير.



ففيه دليل على أن المرأة تدفع زكاة مالها لزوجها الفقير ، وهو ما أفتي به أهل العلم.



ثانياً: قوله: (( تكفرن العشير)) الكفران مصدر كفر، وكفر أي: غطي.



يقال : كفرت النبات في الأرض أي غطيته.



وكفر المعروف إذا غطاه.



وإنما سمي الكافر كافراً لأنه جحد معروف الله ، وجحد آيات الله وغطاها.



قال سبحانه وتعالي: ) يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )(الفتح: الآية29) ، قال بعض المفسرين: الكفار الزراع لأنهم يكفرون النبتة في الأرض ويغطونها بالتراب.



وقال غيرهم: بل الكفار هنا هم الكفار المعروفون الذين كفروا بالله وبرسوله وباليوم الآخر.



قوله : (( العشير )) هو الزوج، وإنما سمي عشيراً من المعاشرة وهي المصاحبة، قال سبحانه وتعالي: ) وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )(النساء: الآية19) ، فمن أسباب دخول النار كفران معروف الزوج من الزوجة.



والنساء من طبيعتهن الكفران ـ إلا من رحم الله منهن ـ ، فلو أحسنت وصنعت وفعلت لما أرضاها ذلك إلا إذا كانت صالحة تقية عابدة.



ومن حكمة الله أن جعل الرسول صلي الله عليه وسلم يعايش هموم المرأة وغيرتها ومشاكلها وحوادثها في بيته حيث اجتمع عنده تسع نسوة فعرف دواخلهن وأفكارهن فعلم ما يعيشه الناس.



أتاه رجل فشكا له زوجته فقال: (( هن شر غالب لمن غلب))، أي: هن الغالبان ولو حاولت وحاولت.



وزار أبو أيوب رضي الله عنه عبد الله بن عمر في بيته وهو من عباد الصحابة، ومع ذلك وجد الستور على الجدران في بيته ، فأنكر عليه ذلك الترفه، فقال ابن عمر: غلبنا عليه النساء يا أبا ايوب!!



وجاء رجل ليشكو زوجته إلى عمر بن الخطاب، فلما اقترب من الباب سمع صوت امرأة عمر يرتفع على صوت عمر!!



فقال في نفسه: ( أتيتك يا عبد المعين لتعين، فأنت يا عبد المعين تريد معين)!



فطرق الباب عليه وأخبره بما في نفسه.



وكان عمر حكيماً فقال: إنما العيش بالمعروف ، إنها امرأتي تصنع خبزي وتغسل ثوبي وتخدمني، فإن لم أتلطف معها لما عشنا سوياً أو كما قال رصي الله عنه.



فالواجب نصح المرأة بلطف وتحمل ما يصدر منها.



وفي الصحيح أن الرسول صلي الله عليه وسلم أتي إلى بيت فاطمة ابنته رضي الله عنها ليسألها عن على رضي الله عنه فقالت: غاضبته فحرج، أي أنها تخاصمت هي وإياه!



وهو على وهي فاطمة ، فكيف بمن هو دونهما؟



وواجب على المرأة أن تتقي الله في زوجها، فقد صح من حديث أبي أمامة عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها))، أو كما قال صلي الله عليه وسلم .



ولا تجحد المعروف، فإن ألأم الناس من جحد المعروف، ولذلك يسمونه عند العرب ( لئيم).



إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا



فأبغض الناس إلى قلوب الناس هو الذي يجحد المعروف وينسي إحسانهم ويتغافل عما قدموه من مكرمات، فكيف بالزوج الذي قدم لزوجته من المكرمات؟



ثالثاً: أنه صلي الله عليه وسلم كان يخاطب النساء ويتكلم إليهن في مجالس خاصة وعامة.



أتت إليه أسماء بنت يزيد فقالت: يا رسول الله غلبنا عليك الرجال، يحجون معك ويعتمرون معك ويجاهدون معك، فاجعل لنا يوماً من نفسك.



فالتفت صلي الله عليه وسلم وقال للصحابة: (( هل سمعتم بأجمل منها خطاباً؟))



فواعدهن صلي الله عليه وسلم يوم الاثنين.



فقال البخاري ( باب) من جعل للنساء يوماً من نفسه وساق الحديث.



وكان صلي الله عليه وسلم يأخذ البيعة منهن مباشرة كما فعل مع هند بنت عتبة في الصحيح عندما أتت تبايعه بنفسها، فكان صلي الله عليه وسلم يشترط عليهن عدة شروط في البيعة، منها: أن لا يعصينه في معروف، وأن يقمن بالحقوق الزوجية، ونحو ذلك.



وكان صلي الله عليه وسلم يستمع لأسئلتهن ويجيب عليها، ولم يكن يستحين رضي الله عنهن من التفقه في الدين ، فقد ورد في الأحاديث عدة أسئلة من النساء للرسول صلي الله عليه وسلم .



كفاطمة بنت أبي حبيش، وحمنة بنت جحش، وهند بنت عتبة، وأـم أنس رضي الله عنهن وغيرهن، كن يسألن عن أمورهن الخاصة، وكان هو صلي الله عليه وسلم يستمع لهن ويجيب دون ضجر أو تضايق.



فواجب العالم أن يعطي النساء جزءاً من وقته يلقي عليهن المواعظ ويجيب على ما يهمهن من شؤون حياتهن الخاصة، كمسائل الحيض والنفاس ونحوها، فإن الإسلام للرجل والمرأة وليس مقصوراً على صنف دون الآخر.



والأمر الثالث الذي يجب على الزوجة ـ وقد ذكرت غيره سابقاً ـ هو أن تحسن العشرة في الخلق والطاعة في المعروف، وأن تحفظ نفسها وماله، فلا تجلس أحداً على فراشه لا يرضاه ولا يرضي دخوله أبداً، ولا تتبرج ولا تنكشف ولا تخونه بالغيب ، فإذا فعلت ذلك فقد اساء ت له كل الإساءة ، وقد قطعت ما بينه وبينها من الرحم ومن الصلة ومن الحقوق ومن الزوجية، ونعوذ بالله من امرأة تفعل ذلك، فالله يقول: ( حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )(النساء: الآية34) ، والمرأة التي تحفظ الله بالغيب هي التي تحفظ زوجها في نفسها وفي ماله.

أما حقها هي .. فمن حقوقها الرحمة بها واللطف والكسوة والنفقة ، وإعانتها على طاعة الله عز وجل، وإعطاء حقوقها في الوقت وفي غيره، والصبر عليها لأنها خلقت من ضلع أعوج.



والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.





القرني

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 24-01-2007, 10:29 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

حقوق أم زرع




قال البخاري: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلى بن حجر قالا: أخبرنا عيسي بن يونس، حدثنا هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قال: جلس أحادي عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً.



قالت الأولي: زوجي لحم جمل غث علي راس جب، لا سهل فيرتقي ، ولا سمين فينتقل.



قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره.



قالت الثالثة: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق، وإن سكت أعلق .



قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة.



قالت الخامسة: زوجي إذا دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد.



قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث.



قالت السابعة: زوجي غياياء ـ أو عياياء ـ طباقاء ، كل داء له داء، شجك أو فلك أو جمع كلالك.



قالت الثامنة: زوجي المس مس ارنب، والريح ريح زرنب.



قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد.



قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعت صوت المزهر، أيقن أنهن هوالك.

قالت الحادية عشر: زوجي أبو زرع فما أبو زرع، أناس من حلى أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلى نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنق، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح ، واشرب فأتقنج.د



أم أبي زرع، فما أم أبي زرع،عكومها رداح، وبيتها فساح.



أم أبي زرع، فما أم أبي زرع، مضجعة كمسل شطبة، ويشعبه ذراع الجفرة.



بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع، طول أبيها ، وطوع أمها، وملء كسائها ، وغيظ جارتها.



جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع، لا تبث حديثنا تبثيثاً ، ولا تنقث ميراثنا تنقيثاً، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً.



قالت : خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلاً سرياً، ركب شرياً، وأخذ خطياً، وأراح على نعماً ثرياً ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً، وقال كلى أم زرع، وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كل شئ أعطانيه ما بلغ أصغر آتية أبي زرع.



قالت عائشة: قال رسول صلي الله عليه وسلم : (( كنت لك كأبي زرع لأم زرع)).



هذا الحديث أغرب حديث في كتب السنة..وقد شرحه ما يقابل عشرة من العلماء، وأعظم من شرحه القاضي عياض قاضي في المغرب وعالم المغرب، وابن حجر شرحه فيما يقارب ثلاثين صفحة، وهو حديث عجيب فيه أكثر من سبع عشرة فائدة سوف تمر بنا بإذنه سبحانه وتعالي، ولكن نأتي على الشرح.



يقول البخاري ( باب حسن المعاشرة مع الأهل) يقول: : كيف يكون المسلم مع أهله في حسن المعاشرة؟ وفي وطء الكنف؟ وفي لين الجانب؟ وفي السهولة؟ ثم يأتي بحديث المصطفي صلي الله عليه وسلم مع عائشة، ويظهر لنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام مع كثرة أشغاله وأعماله وارتباطاته، وما يأتيه من نوائب الدهر وأمور الأمة تدار علي ككفه صلي الله عليه وسلم ، وأحداث الأمة وجهاد الأمة وإدارة الأمة وقيادة الأمة.. ومع ذلك وجد وقتاً إلى أن يستمع لمثل هذا الكلام.



وهذا من لين جانبه ومن حلمه ومن بره عليه أفضل الصلاة والسلام كما قال تبارك وتعالي: )وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ،(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ف)(آل عمران: الآية159).



وعائشة الرواية لهذا الحديث هي بنتها أبيها، فقد كان أبو بكر أحفظ الناس وأفصح الناس، يحفظ السير والأنساب والأخبار والأشعار، وإذا تكلم أبو بكر في مجالس من مجالس العرب سكتوا جميعاً، فأتت ابنته عائشة تشبهه، ومن يشابه أباه ما ظلم!



إن العصـــا من هذه العصيــة

لا تلد الــــحــــية إلا حـــــية



فكان صلي الله عليه وسلم يأنس بحديث عائشة، ويسألها عن أخبار الناس لأنها كما قال الزهري، كانت تحفظ ثمانية عشر ألف بيت شعر، وكانت تحفظ أخبار العرب، وما وقع في أيام العرب وقصص العرب.



وفي غدوة من الغدوات جلس عليه الصلاة والسلام مستريحاً هادئ البال مطمئن النفس، فأخذ يداعب ويمازح زوجته الطاهرة الصديقة بنت الصديق، فأخذت تقول: يا رسول الله جلس نسوة سلف بهم الدهر، وهؤلاء النساء قال أبو محمد ابن حزم الظاهري: هن من خثعم قبيلة من قبيلة شمران، وهي من قبائل الجنوب الشهيرة في التاريخ.



ومن هذه القبيلة الخثعمي الذي يقول:



ألا يا صبا نجد متي هجت من نجد



لقد زادني مسراك وجداً علي وجد



قالت تخاطب الرسول صلي الله عليه وسلم : جلست إحدى عشرة امرأة فتعاقدن وتعاهدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً..فأزواجهن خرجوا من البيوت .. واجتمعن.



قال أهل العلم كما قال ابن حجر : إذا اجتمع النساء فأكثر حديثهن في الرجال ، وإذا اجتمع الرجال فأكثر حديثهم في المعاش!!



قالت: فتعاهدن عهداً بالله ألا تكذب الواحدة أخواتها في هذا الأمر، وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً ، فتقدمت الأولي بحفظ الله تتكلم، فقالت تصف زوجها ( زوجي لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل قيرتقي ولا سمين فينتقل)، وصفته بأقبح الأوصاف، فلحم الجمل يقولون هو من أردأ اللحوم، ويقولون إنه يدمي القلوب فمن داوم عليه مرض، وهو من أقسى لحوم الحيوانات على الإطلاق ، وحذر منه كثير من الأطباء.



وليتها قالت: لحم جمل وسكتت، لهان الأمر ، لكنه نحيف هزيل ضعيف.



وتقول : على رأس جبل، فمن وعورة خلقه أنه اصبح كالجبل الذي لا يرتقي.



قالت: لا سهل فيرتقي ، أي بيت الجبل سهل فيرتقي فنأخذ هذا اللحم الغث.



يقول ابن تيمية يستشهد بهذا الكلام وقد سئل عن الفلسفة وعلم المنطق فقال: علم المنطق والفلسفة لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل فيرتقي ولا سمين فينتقل، وهذا من أحسن ما يستشهد به في مثل هذه المواضع.



قالت الثانية: ( زوجي لا أبث خبره) يعني: لا أريد أن أخبركم بأشياء ، لكن اسمعوا مني موجزاً ، فهو باشر مما أتكلم به عنه!ّ فالرجل فوق ما استطيع أن أتكلم، ولا استطيع أن أصف السوء الذي فيه!



( إن اذكره عجره وبجره) العجر: عروق في البطن. والبجر : عروق في الظهر. ومعني الكلام أن فيه عجر وبجر فهو مفطوم على الهموم والأحزان.



قال على رضي الله عنه: اللهم إني اشكو إليك عجري وبجري..قالوا: يعني يا رب أشكو إليك همومي وأحزاني وما جري لي، وما عندي من المصائب والكوارث، لأنه فقد الرسول صلي الله عليه وسلم ثم زوجة فاطمة ثم أبا بكر وعمر وعثمان، ثم اختلفت الأمة بين يديه، ثم تكالبت عليه الخوارج.



فتقول المرأة: أنا لا أتكلم في هذا الرجل، يكفي أني أعطيتكم موجزاً، والأحسن أن لا أتكلم لأن الكلام لا يوفي!



قالت الثالثة: (زوجي العشنق) ، العشنق قيل الطويل المفرط الطول.



والطويل المفرط الطول عند بعض العرب يقولون إنه يكون فيه خبل وهبل!



وقيل: هو سئ الخلق شرس الأخلاق، إذا سلمت عليه أقام الدنيا وأقعدها، يعني يغضب مما لا يغضب منه.



قال أهل العلم وأهل الأدب: من غضب بما ليس يغضب فهو أحمق.



قالت: ( زوجي العشنق، إن أنطق أطلق)، أي إذا تكلمت فالطلاق جاهز على طرف اللسان! ( وإن أسكت أعلق) وإن سكت عن الكلام معه فأنا معلقة، ) فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ)(النساء: الآية129) كما قال سبحانه وتعالي. والمعلقة هي التي ليست مطلقة ولكنها مع زوجها في البيت وهو لا حاجة له بها.



قالت الرابعة: ( زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة)، تقول : أما زوجها فمثل ليل تهامة، وليل تهامة يقال: لوهج النهار وحرارة النهار يهدأ الليل فيكون من أحسن الليالي ، وهو أحسن من ليالي الحجاز ، فيهب فيه النسيم من هواء البحر العليل، وتبدد فيه الأكناف ،وتتوطأ فيه الأردان، فهو لهدوئه وصلاحه وخيره وقربه وتواضعه مثل ليل تهامة، لا حر ولا قر.. ليس بشديد الحر يعني ليس بجاف، وليس بقر كذلك أي ليس ببارد، لأن بعض الناس تبلغ البرودة به إلى أن يتبلد حسه فلا يغضب أبداً، يقول الشافعي: من استغضب ولم يغضب فهو حمار!!



قالت الخامسة: (زوجي إذا دخل فهد، وإذا خرج أسد، ولا يسأل عما عهد) ، فهد مشتق من الفهد وهو حيوان اصغر من الأسد، وقد احتار كثير من أهل العلم في وصف الخامسة لزوجها، هل هي تسبه أو تمدحه؟ فإن سبته قالت: هو كثير النوم كالفهد.. لا يستفاد منه.



يقول الجاحظ : أكثر الحيوانات نوماً الفهد، فإنه ينام أكثر مما يستيقظ ، وإذا تعب قليلاً ألقي رأسه حتى ربما تأتي عليه الفئران وهو لا يشعر.



وإن كانت تمدحه فتقول: إنه كالفهد ، لن الفهد يمتاز على الحيوانات بالحياء، وبالخجل من المواقف، والعجيب انهم ذكروا أن الفهد إذا رأي المرأة صدف عنها! فهو كريم الجانب.



وإذا خرج أسد: أي كالأسد في شجاعته لأنه أشجع الحيوانات .



قالت السادسة: (زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث) ، تصف زوجها بالنهمة في الأكل ، والعرب تعيب ذلك، أي أنه إذا جلس على الغداء والعشاء والفطور ما أبقي لها شيئاً..فتقول إذا أكل لف، أي لا يعرف يأكل بالأصابع!!



وإن شرب اشتف، أي يبتلعه مجرجراً نحره كأنه ثور. ونحن نؤمر في السنة أن نمص الماء مصاً لا أن نبتعله بلعاً حتى يجرجر، لأن هذا يؤذي المري.



وإن اضطجع التف: تقول من وحشته أنه إذا اضطجع أخذ الفراش وحده ولا يقترب من زوجته فهو شرس الخلق لا يقترب منه.



ولا يولج الكف ليعلم البث، تقول : أمراض كثيراً وتصيبني الحمي، وزوجي ليس عنده لطف فيسأل عن صحتي.



ومن لطف الرجل مع أهله مع أخته مع زوجته مع بنته أن يقترب كما كان يفعل صلي الله عليه وسلم ويضع يده على كتفها أو على رأسها أو على كفها ليري حرارتها، فهذا من الهدوء وهذا من الأنس، بل الرسول صلي الله عليه وسلم كان ربما إذا رأي يعض الصحابة شبك أصابعه بأصابعه أنساً له، وربما داعبهم فضرب في صدورهم.



قالت السابعة: ( زوجي غياياء ـ أو عياياء ـ طباقاء كل داء له داء. شجك أو فلك أو جمع كلالك) تصف زوجها فتقول : غياياً وفي لفظ عياياً.



فإن كان غياياً فمعناه منتهي الغي فيه، نعوذ بالله من ذلك، يعني أن فيه فجوراً شديداً.



وطباقاً: هو الذي طبق على ذهنه الجهل من أخمص قدميه إلى مشاش رأسه.



وهو أيضاً يضربها بالشج والفك..لا يعرف المهادنة .. دائماً إذا ضرب يجرح شيئاً، إما إن أن يكسر السن أو يجرح اليد أو يكسر الإصبع! نسأل الله العافية لسوء خلقه يفعل ذلك.



قالت الثامنة: ( زوجي المس مس أرنب) تقول هو لطيف الخلق مثل شعر الأرنب، ( والريح ريح زرنب) الزرنب: شجر طيب الرائحة ينبت في نجد، واستشهدوا على ذلك بقول الأول:

بأبي أنت وفوك الأشنب كأنـــمــا ذر عليه الزرنب



أي أنه من لينه ومن طيبته اشبه الزرنب.



قالت التاسعة: ( زوجي رفيع العماد) أي : أنه من كرمه وسؤدده يرفع بيته وبينه على شرفات الطرق.



ولذلك ذكروا عن إبراهيم عليه السلام أن بيته بالصحراء وكان له قصر له بابان..يقول: من يتغى يدخل من هنا ويخرج من هنا، فلكرمه كان دائماً يقول لخدمه ولعبيده ولرقيقه : من يأتي منكم اليوم بضيف فهو حر لوجه الله.



(طويل النجاد) :النجاد ممسك السيف، وقيل خباء السيف، وقيل غمده ، لأنه من شجاعته طويل النجاد وطويل الجسم كذلك.



(عظيم الرماد) أي: كريم فهو لكثرة كرمه كثر رماد ناره التي يطبخ عليها.



( قريب البيت من الناد): أي أنك إذا سألت عنه وجدته.



قالت العاشرة: (زوجي مالك وما مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك).



تمدح زوجها بالكرم وتقول: له إبل كثيرة وما يأتيه إلا الضيف فيحرك السكين فتعرف الإبل أنهن هوالك، فتمد الناقة عنقها وتتهيأ على الأرض.



هو البحر من أي النواحي أتيته

فدرته المعروف والجود ساحله



ولو لم يكن في كفه غير روحه

لجاد بها فليتق الله سائلـــه



والمزهر آلة، وقيل : عود يجمع به الإبل.



قالت الحادية عشرة: (زوجي أبو زرع ـ اسمه أبو زرع ـ فما أبو زرع) ما أدراك ما أبو زرع ( أناس من حلى أذني) أي حلاها في أذنيها، أو أنه أنس من الأنس واللطافة والرقة والشفافية فهو كحلي الأذن( وملأ من شحم عضدي) أي أنه أعطاها من النعم حتى امتلأت (وبجحني فبجحت إلي نفسي)، قالوا: شرفني فتشرفت ، وجعلني أفخر فافتخرت، ( وجدني في أهل غنيمة بشق)، تقول: أهلي كانوا أهل غنم( فجعلني في أهل صهيل) أي الخيل (وأطيط) قيل الإبل وقيل غيرها ، (ودائس ومنق) قال أهل العلم: يقولون إن منق من النقنقة ، وهي نقنقة الدجاج، فتقول : واصبح عنده دجاج. ورد بأن العرب لا تتمدح بالدجاج. ولعلها تمدحه بكثرة الحيوانات دون النظر إلى الدجاج لوحده.



( فعنده أقول فلا أقبح) أي أتكلم بطلاقة، والزوج الذي يكون وسيع الصدر وسيع البال..تتكلم المرأة عنده دائماً، أما الش-فإنها لا تتكلم عنده إلا بكلمات.



(وأرقد فأتصبح) الصبحة عند العرب في النوم هي النوم بعد صلاة الفجر.



والعرب عندهم للنوم أسماء: هيلولة، وفيلولة، وغيلولة، وقيلولة.



الهيلولة: هي النوم بعد صلاة الفجر، وهي مستقبحة عند العرب.



والفيلولة: النوم ضحي.



والقيلولة: النوم بعد صلاة الظهر أو قبل صلاة الظهر، وعند السلف قبل صلاة الظهر.



والغيلولة: النوم بعد العصر.



ألا إن نومات الضحى تورث الفتي

خبالاً ونومات العصير جنون



ولم يصح في النهي عن النوم بعد العصر حديث، وكل حديث في ذلك فهو باطل أو موضوع، قاله ابن القيم وغيره من أهل العلم.



فتقول هذه المرأة : أنا من سعادتي عند زوجي أنام حتى في الصباح.



(واشرب فأتقنح) ، أي اشرب حتى أرتوي، ثم أزيد من لذة الشراب لبنلً وماء ونبيذاً.



( أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح) تقول: أم أبي زرع أصبحت من النعيم ممتلئة الجسم، ورداح العكون: مجامع البطن، ورداح: أي متينة سمينة.



( وبيتها فساح) فأم أبي زرع عندها بيت وسيع.



( ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة)، يعني لا يأخذه إلا مكان صغير عند النوم سلة السيف ينام كمسل شطبة.



( ويشبعه ذراع جفرة)، الجفرة ولد الماعز، وقيل ولد الضأن ، أي ان ذراع الجفرة يكفيه من قلة أكلة لاشتغاله بالمهمات.



(بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ، طوع أبيها)أي تطيع أباها ( وطوع أمها وملء كسائها) يعني إنها في نعمة ( وغيظ لجاراتها) من جمالها.



(جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع، لا تبث حديثنا تبثيثاً) أي لا تنشر الخبر فهي ساكتة صامتة حافظة للسر، ( ولا تضيع مالتا ضياعاً)، فهذه الجارية تحفظ فلا تضيع المال، (ولا تملأ بيتنا تعشيشاً) أي لا تعشعش في البيت ، يعني لا تجمع الزبالات في البيت.



قالت: ( خرج أبو زرع والأوطاب تمخض) الأوطاب الأسقية التي يوضع فيها اللبن، يعني أنهم يهدونها وأنهم أهل لبن.



( فلقي امرأة معها ولدان) فأعجبته تلك المرأة ، فصدرها كالرمانتين يعني أنها جميلة وأنها لا زالت شابة وعندها ولدان يلعبان معها.



( فطلقني ونكحها) هذا آخر المطاف!!طلق أم زرع.



( فنكحت بعده رجلاً سرياً) يعني من أشراف الناس.



( ركب شرياً وأخذ خطياً) أي ركب فرساً يعدو وأخذ رمحاً، ( وأراح على نعما ثرياً) يعني من كل شيء من الإبل والبقر والغنم، ( وقال: كلي أم زرع وميري أهلك) حتى أهلك في البيت أرسلي لهم من هذا المال، قالت: ( فلو جمعت كل شئ أعطانيه ما بلغ أضغر آنية أبي زرع) تقول: لو جمعت كل شئ أعطانيه في أصغر آنية من الأواني التي كان يعطينا فيها أبو زرع الأول ما بلغت أي شئ.



يعني أن قلبها معلق به.



قالت عائشة رضي الله عنها: قال الرسول صلي الله عليه وسلم : (( كنت لك كأبي زرع لأم زرع)).



في الحديث فوائد:



أولها: حسن عشرة المرء لأهله والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع، وهذا واجب الرجل.



ثانياً: فيه جواز أن يحب الرجل أهله بشرط ألا يؤدي ذلك إلى أن تتكبر عليه، لأن بعض النساء من نقصان عقلها إذا أخبرتها أنك تحبها تجنت عليك وقاطعتك وأخذت تغضبك لتري كيف تتحسر عليها!!



ثالثاً: وفيه منع الفخر بالمال وبيان جواز ذكر الفضل بأمور الدين، فإن هؤلاء النساء افتخرن بأمور الدنيا، لكن الرسول صلي الله عليه وسلم بين أن الفخر بالتقوى وبالدين، وإن أحسن الأوصاف ما وصف به حسن الخلق بعد الدين.



رابعاً: وفيه ذكر المرأة إحسان زوجها ، فإن المرأة العاقلة الرشيدة المؤمنة التي تخاف الله من أدبها أن تحسن ذكر زوجها عند الناس، فإذا سألوها عن زوجها أن تقول فيه خيراً، ليكون أرفع لها عند الله تبارك وتعالي، وأرفع لذكرها وأعظم لأجرها.



خامساً: وفيه إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل ، فإن الرسول صلي الله عليه وسلم قد أكرم عائشة كثيراً أكثر من بعض جاراتها وضرائرها عليه الصلاة والسلام، وربما أتحفها بشئ وهذا لا يقدح في عدله عليه الصلاة والسلام، فهو أعدل الناس وأقرب الناس وأنصف الناس.



سادساً: وفيه جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها.



سابعاً: وفيه الحديث عن الأمم الخالية وضرب الأمثال بها اعتباراً، فلا بأس أن تتحدث أنت والناس بأخبار أجدادنا والقبائل التي سلفت لأن فيها عبراً وتجارباً.



ثامناً: وفيه جواز الانبساط وتنشيط النفس بذكر طرف الأخبار المستطابة والنوادر، خلاف ما ذهب إليه غلاة العباد وغلاة الصوفية ، فإنهم لا يرون هذا ويقولون هو ضياع للوقت.فالرسول صلي الله عليه وسلم تحدث في هذه القضايا واستمع إليها، فلا بأس أن تتحدث مع الناس في الأسعار والأمطار والأخبار.



تاسعاً: وفيه حث النساء على الوفاء لبعولتهن وقصر الطرف عليهم والشكر لجميلهم، وهذا أدب أدبنا الله به. فعلى النساء أن ينقين الله عز وجل في أزواجهن فيذكرن جميلهم وما لهم من أياد ولا يعددن السيئات.



أما إذا اضطرت إلى ذلك فلا بأس أن تصفه بحسن أو سوء إذا كان لمصلحة من الهبر أو بالسؤال عنه.



عاشراً: وفيه أن ذكر المرء بما فيه من العيب جائز إذا قصد التنفير عن ذلك الفعل بشرط ألا يسمي ولا يكون غيبة، وهؤلاء النساء كن في الجاهلية قبل تحريم الغيبة.



أما في الإسلام فلا يجوز للمرأة أن تغتاب زوجها كما قال الحافظ ابن حجر إلا لمصلحة ، مثل أن تشتكي عند القاضي أو الحاكم فيقول لها الحاكم : ماذا تنقمين على زوجك؟ فتقول: بخيل أو سئ الخلق أو مقاطع أولا يأتينا.



ولذلك جاءت هند امرأة أبي سفيان إلى الرسول صلي الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله أبو سفيان شحيح.



قال: (( خذي أنت وبنيك من ماله بالمعروف)) فهذه شكته أو بينت عيبه للحاجة.



الحادي عشر: تشجيع النساء أن لا تحرص الواحدة منهن على أن لا يكون قبلها زوجة، لكن تحرص عل رجل الخير والدين والاستقامة وحسن الخلق، لأنها قد تسعد معه ولو كان معه ثلاث نساء أسعد مما لو كانت مع زوج ليس له إلا هي، فالمسألة مسألة دين وتعامل وخلق.



الثاني عشر: وفيه أن الحب يأسر النساء، لأن أبا زرع مع إساءته لها بتطليقها لم يمنعها ذلك من المبالغة في وصفه إلى أن بلغت حد الإفراط والغلو.



يقول أبو تمام:



كم منزل في الأرض يعشقه الفتي

وحــنيــنه أبداً لأول منـــزل



الثالث عشر: فيه جواز وصف النساء إذا لم يؤد ذلك إلى ذكر المحاسن والصفات الداخلية..لأنه منهي عنه.

الرابع عشر: فيه جواز السجع إذا كان من غير تكلف. والسجع هو أن تختم الكلمة أو الكلمات بحرف واحد، وهو جميل في الكلام، لكنه إذا خرج إلى حد الكلفة فمذموم.



تشاكت امرأتان عند الرسول صلي الله عليه وسلم كانت إحداهما قد ضربت الأخرى فقتلت الجنين الذي كان في بطنها فحكم لها النبي صلي الله عليه وسلم بالدية فقام ولي المرأة التي غرمت فقال: كيف ندي من لا نطق ولا استهل، ولا شرب ولا أكل، فمثل ذلك يطل.



فقال صلي الله عليه وسلم : (( أسجع كسجع الكهان))؟!..لأنه تكلف ، وإلا ففي القرآن سجع لكنه غير متكلف وجميل وحبيب إلى النفوس.



الخامس عشر: وفيه أن الطلاق لا يقع بالمشابهة ، لأن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( أنا كأبي زرع)) وأبو زرع طلق امرأته.



السادس عشر: وفيه أن المشبه لا يقتضي أن يكون كالمشبه به، لكن يخالفه في بعض الشيء .. تقول : محمد كالأسد في الشجاعة لكم ليس كالأسد في براثنه وفي مخالبه وفي جلده وفي عينه..لا لكن في الشجاعة وهذا معلوم.



السابع عشر: وفيه مدح الرجل في وجهه إذا علم أن ذلك لا يفسده.



والمقصود أن قضايا الحديث كثيرة، والقاضي عياض قد شرحه في كتاب كبير، ويقول الحافظ: استقصيت من شرحوه فإذا هم ما يقارب عشرة من أهل العلم.



وإنما شرحته لما فيه من الحكم والفوائد إن شاء الله، ولما فيه من اللطافة والأنس، ولأنه قد يعرض لبعض ، وفيه الكلمات الغربية التي تحتاج إلى مراعاة وإلى مراجعة.



والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




القرني

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-04-2007, 08:04 AM
الصورة الرمزية الخديدي
الخديدي الخديدي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: عرووس المصايف
المشاركات: 2,096
معدل تقييم المستوى: 20
الخديدي is on a distinguished road
رد: بيت أسس علي التقوى

اللهم صلى وسلم على رسول الله
بارك الله فيك اخوي فالح...

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طلع أشاعه على العضو إلي قبلك ( إلي يزعل لايدخل ) هجركـ آلم مجلس الترفيه 2614 22-06-2012 10:17 PM
أبيات سارت بها الركبان د.فالح العمره بوح المشاعر 9 25-04-2007 06:46 PM
بيت في شهرة قصيدة الجنادري مجلس عيون الشعر النبطي 9 19-04-2007 04:53 PM
السمو د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 5 13-02-2007 06:19 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:02 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع