مجالس العجمان الرسمي


مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2008, 08:50 PM
اخوالسلاطين العجمي اخوالسلاطين العجمي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 186
معدل تقييم المستوى: 17
اخوالسلاطين العجمي is on a distinguished road
Lightbulb شرف علم الحديث وأهميته

شرف علم الحديث وأهميته

مصطفى بن العدوى



علم الحديث من أجلّ العلوم الشرعية، إن لم يكن أجلها، فعليه وبه تقوم سائر العلوم الشرعية، ومن لم يكن عنده إلمام به أخطأ، وأوقع غيرَه في الخطأ، وانحرف عن النهج السديد من حيث يشعر، ومن حيث لا يشعر، سواء كان مفسراً أو فقيهًا أو أصولياً أو واعظاً أو مؤرخاً.



* فقد تجد مفسراً من المفسرين يفسر آيات من كتاب الله، ويجتهد في تفسيرها غاية الاجتهاد، إلا أنه جانَب الصواب بعد الاجتهاد كله؛ وذلك لأنه بنى تفسيره للآيات على أحاديث ضعيفة، أو موضوعة، أو أثر لا يثبت عن قائله.



* وقد تجد فقيهاً يصول ويجول في مسألة فقهية لتحريرها، ويحاول- قدر جهده- الوصول إلى الصواب فيها، ولكنه لا يُوفق؛ لأنه بنى رأيه فيها على حديث ضعيف، وهو لا يشعر.



* وكذلك بالنسبة لأهل الأصول، تجد فيهم ـ مثلاً ـ أصولياً يُؤَصِّل قاعدة من القواعد التي تبنى عليها الأحكام، وتُؤَسس عليها مسائل من الدين، يؤصلها على حديث ضعيف، فتأتى القاعدة وما رُكِّبَ عليها بضرر على الدين أكثر من النفع الذي رجاه مؤسسها ومؤصلها.



* وما أكثر هذا في الوعاظ، الذين يزعمون أنهم يقربون الناس إلى ربهم، ولا يشعرون أنهم يكذبون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويَتَقّوَّلُون عليه ما لم يقل، بل ويكذبون على الله - عز وجل -؛ إذ ينسبون إليه ما لا يحصى مما لم يقله- سبحانه - من الأحاديث القدسية(1)، بعضها فيه الخطأ الصُرَاح الذي يُضَادُّ قواعدَ أهل السنة والجماعة، وأصول الدين من الكتاب الحكيم والسنة النبوية المطهرة، فضلاً عما فيه من وصف الرب - سبحانه - بما لم يصف به نفسه، فلا يبتعدون بأفعالهم هذه عن الوقوع تحت طائلة قوله - تعالى -: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ([الأنعام: 144].



* أما المؤرخون، فحدث ولا حرج، فقد قل فيهم الصالحون، وفشا فيه الكذب، فزوروا التاريخ، وزيفوا الحقائق، وشوهوا جمال سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بما اختلقوه فيها ونسبوه إليها، فكان علمُ الحديث الحَكَمَ في ذلك كله، فجزى الله أهله خير الجزاء؛ إذ نافحوا عن سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وصحّحوا مسارات العلوم الشرعية، ونظّفوا سُقياها من كل شائبة ودخيلة، فعظم الله أجرهم، وغفر زلاتهم، ورفع درجاتهم، وأسكنهم فسيح الجنان.



* هذا طرف من أهمية علم الحديث ومصطلحه، ولو كان المجال هنا مجاله لأوردنا ما لا يتسع المقام هنا لبيانه، ولكن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-02-2008, 03:49 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

جزاك الله خير يا اخو السلاطين على هذا الموضوع

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-02-2008, 04:25 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

بسم الله الرحمن الرحيم
أهل الحديث .....حفظة الدين والسنـــة
إن الله تعالى أنزل الوحي وتكفل بحفظه ، وهيأ الأسباب لذلك قال تعالى ("َإنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر : 9]وروى أبو داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) وحفظة الدين ومجددوه هم العلماء الربانيون والذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه قال تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر : 28].
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ).
وروى البخاري أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له ، هل بلغت؟ فيقول نعم يارب ، فتسأل أمته هل بلغكم ؟ فيقولون : ماجاءنا من نذير ، فيقول : من شهودك ؟ فيقول محمد وأمته ، فيجاء بكم فتشهدون ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" [البقرة : 143] قال ابن حجر رحمه الله : والوسط العدل وهم أهل السنة والجماعة وهم أهل العلم الشرعي .
ويقول أبو مسلم الخولاني سيد التابعين (ت62) مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء ، إذا بدت لهم اهتدوا وإذا خفيت عليهم تحيروا . وقال أبو قلابه عبد الله بن زيد الجرمي : مَـثل العلماء مِـثل النجوم والأعلام يهتدي بها الناس .فإذا توارت ترددوا في الحيرة .
وإن أوفر الناس حظا بهذا الشرف هم أهل الحديث وأهل العلم من أهل السنة . والنصوص وآثار السلف تدل على ذلك .
روى البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام . باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون ) وهم أهل العلم . ثم ذكر بسنده إلى المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) وبسنده إلى حميد قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإنما أنا قاسم ويعطي الله ، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله )
وقد جاء في تفسير هذه الطائفة عن كثير من أئمة السلف بأنهم أهل الحديث . مثل الإمام عبد الله بن المبارك والإمام يزيد بن هارون الواسطي ، والإمام علي بن المديني ، والإمام أحمد بن حنبل والإمام أحمد بن سنان الواسطي والإمام محمد بن عيسى الترمذي ، وغيرهم .
وهذا الحديث جاء بألفاظ مغايره ، مما يوضح أن أهل الحديث هم حفظة الدين والسنة ، فجاء بلفظ ( ظاهرين على الحق ) وبلفظ ( حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ) وبلفظ ( قائمة بأمر الله ) وبلفظ ( قوامة على أمر الله ) وبلفظ ( منصورين ) وبلفظ ( يقاتلون على الحق ) وبلفظ ( ظاهرين على من ناوأهم ) وبلفظ ( قاهرين لعدوهم ) وبلفظ ( عزيزة إلى يوم القيامة )
يقول الإمام أبو عبد الله ابن بطة العكبري في الإبانة تعليقا على هذا الحديث وأمثاله : ( جعلنا الله وإياكم بكتاب الله عاملين ، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم متمسكين ، وللأئمة والخلفاء الراشدين المهديين متبعين ، ولآثار سلفنا وعلمائنا مقتفين ، وبهدي شيوخنا الصالحين رحمة الله عليهم أجمعين مهتدين ، فإن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه جعل في كل زمان فترة من الرسل ، ودروسا للأثر ، ثم هو تعالى بلطفه بعباده ورفقه بأهل عنايته ومن سبقت له الرحمة في كتابه ، لا يُـخلي كل زمان من بقايا من أهل العلم حملة الحجة ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويذودونهم عن الردى ، ويصبرون منهم على الأذى ، ويحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بعون الله أهل العمى ، وبسنة رسول الله أهل الجهالة والغباء ) ثم ساق من الأحاديث ما يبرهن على ذلك ، مثل ما رواه بسنده إلى قيس بن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الدين عزيزة إلى يوم القيامة )
وقد سئل سماحة الإمام العلامة المحدث عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى عبر البرنامج الإذاعي نور على الدرب السؤال الآتي ( كثرت الطوائف والفرق التي تزعم أنها هي الطائفة المنصورة ، واشتبه على كثير من الناس الأمر ، فماذا نفعل خاصة أن هناك فرقا تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية ونحو ذلك من الفرق ، فكيف نميز بارك الله فيكم ؟ فأجاب رحمه الله تعالى فقال ( ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة يعني كلها في النار إلا واحدة ، وهم أتباع موسى وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة- والمعنى أن كلها في النار إلا واحدة ، وهم التابعون لعيسى عليه السلام – قال :وستفترق هذه الأمة – يعني أمة محمد عليه الصلاة والسلام – على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قيل يا رسول الله ، من هي الفرقة الناجية ؟ قال الجماعة وفي لفظ " ما أنا عليه وأصحابي ". هذه هي الفرقة الناجية ، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، واستقاموا عليه ، وساروا على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج أصحابه ، وهم أهل السنة والجماعة ، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون ، الذين تابعوا السلف الصالح ، وساروا على نهجهم في العمل بالقرآن والسنة ، وكلُ فرقة تخالفهم فهي متوعّـدة ٌ بالنار . فعليك أيتها السائلة أن تنظري في كل فرقة تدعي أنها فرقة ناجية ، فتنظري أعمالها ، فإن كانت أعمالها مطابقة للشرع فهي من الفرقة الناجية ، وإلا فلا .
والمقصود أن الميزان هو القرآن العظيم والسنة المطهرة في حق كل فرقة ، فمن كانت أعمالها وأقوالها تسير على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه داخلة في الفرقة الناجية ، ومن كانت بخلاف ذلك كالجهمية والمعتزلة والرافضة والمرجئة وغير ذلك ، وغالب الصوفية الذين يبتدعون في الدين مالم يأذن به الله ، هؤلاء كلهم داخلون في الفرق التي توعدها الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار حتى يتوبوا مما يخالف الشرع .
وكل فرقة عندها شئ يخالف الشرع المطهر فعليها أن تتوب منه ، وترجع إلى الصواب وإلى الحق الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبهذا تنجو من الوعيد ، أما إذا بقيت على البدع التي أحدثتها في الدين ، ولم تستقم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنها داخلة في الفرق المتوعدة ، وليست كلها كافرة ، إنما هي متوعدة بالنار ، فقد يكون فيها من هو كافر لفعله شيئا من الكفر ، وقد يكون فيها من هو ليس بكافر ولكنه متوعد بالنار ، بسبب ابتداعه في الدين ، وشرعهِ في الدين مالم يأذن به الله سبحانه وتعالى ) ا.هـ.
وقال الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي رحمه الله (ت418) : ( فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته ، إلا الحث على الاتباع ، وذم التكلف والاختراع ، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين ، وكان أولاهم بهذا الاسم ، وأحقهم بهذا الوسم ،و أخصهم بهذا الرسم ، أصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله ، واتباعهم لقوله ، وطول ملازمتهم له ، وتحملهم علمه ، وحفظهم أنفاسه وأفعاله ، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة ، وشرائعه مشاهدة ، وأحكامه معاينة ، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة ، فجاولوها عيانا ، وحفظوا عنه شفاها ، وتلقفوه من فيه رطبا ، وتلقوه من لسانه عذبا ، واعتقدوا جميع ذلك حقا ، وأخلصوا بذلك من قلوبهم يقينا ، فهذا دين أخذوا أوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة ، لم يشبه لبس ولا شبهة ، ثم نقلها العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل ، ثم الكافة عن الكافة ، والصافة عن الصافة والجماعة عن الجماعة .
فهؤلاء الذين تعهدت بنقلهم الشريعة ، وانحفظت بهم أصول السنة ، فوجبت لهم بذلك المنة على جميع الأمة ، والدعوة لهم من الله بالمغفرة . فهم حملة علمه ، ونقلة دينه ، وسفرته بينه وبين أمته ، وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه ، فحري أن يكونوا أولى الناس به في حياته ووفاته ) (1/20)
وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405) في كتابه " معرفة علوم الحديث"( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا ابراهيم بن مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقول الساعة ) ثم قال سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الأدمي بمكة يقول سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول – وسئل عن معنى هذا الحديث فقال :" إن لم يكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم ؟" قال أبو عبد الله : وفي مثل هذا قيل : من أمّر السنة في نفسه قولا وفعلا ، نطق بالحق. فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين ، ودمغوا أهل البدع من المخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أجمعين ، من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والأخبار " ثم ساق باسناده إلى حفص بن غياث أنه قيل له : ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه ؟ فقال : هم خير أهل الدنيا " وإلى أبي بكر بن عياش أنه قال : " إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس "
ثم قال الحاكم :" ولقد صدقا جميعا أن أصحاب الحديث خير الناس ، وكيف لايكونون كذلك ، وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم ، وجعلوا غذاءهم الكتابة ، وسمرهم المعارضة ، واسترواحهم المذاكرة ، وخلوقهم المداد . فعقولهم بلذاذة السنة غامرة ، وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة ، وتعلم السنن سرورهم ، ومجالس العلم حبورهم ، وأهل السنة قاطبة اخوانهم ، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم )
وقال الإمام أبو بكر الخطيب البغدادي رحمه الله ( ت463) في كتابه شرف أصحاب الحديث : ( وقد جعل الله أهله أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله في خليقته ، والواسطة بين النبي وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سايرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم ، لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووا عن الرسول ، وهم المأمونون عليه العدول ، حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ) ثم ذكر بإسناده إلى علي بن المديني – معلقا على حديث – لاتزال طائفة – قال ( هم أهل الحديث ، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ، ويذبون عن العلم ، ولولاهم لم نجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن ) ا.هـ.
إن أهل العلم من أهل الحديث والسنة ، هم الذين اصطفاهم الله تعالى لحفظ دينه وسنة نبيه ، وشرفهم بهذا ولا يزال رب العالمين يغرس منهم غرسا ، يستعملهم في طاعته ونصرة دينه
فنسأل الله تعالى أن يجعل لنا من ذلك أعظم النصيب ، وأن يجعلنا ممن أراد بهم خيرا فوفقهم للفقه في الدين وسلك بهم مسلك أهل الحديث . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصبحه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وكتبه
عبد الله بن صلفيق الظفيري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-02-2008, 04:32 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

فضل الحديث النبوي وشرف أهله

تاريخ النشر :01 مايو, 2006 م




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه..

وبعد: فنحن في عصر اضطربت فيه الأفكار، واختلفت فيه المناهج، وتنوعت الاطروحات، للنهوض بأمة الإسلام، وإعادة العزة والقوة والمنعة لها.

وعقيدتنا نحن المسلمين أن لامناص لنا ـ بل ولا لهذا العالم إن أراد السعادة والسلام، والخلاص من المصاعب والمشاكل المعقدة، التي بها، إلا بالرجوع إلى تعاليم الله - تعالى - وأحكامه الصافية الخالصة، السالمة من التحريف والتبديل والتغيير، التي جاء بها خاتم النبيين محمد - صلى الله عليه وسلم - والتي تفي بحاجات البشرية في كل عصر ومصر، على اختلاف الأجناس والديار والأحوال ((مصادر التشريع الإسلامي معروفة لدى المسلمين موثوقة محفوضة، ولا شك في أن السنة المطهرة، وهي ثانية هذه المصادر، أوسعها فروعاً، وأحفلها نظماً، وأرحبها صدراً، إذ كان كتاب الله الكريم متضمناً للقواعد العامة في التشريع وللأحكام الكلية في الغالب، مما جعله خالداً خلود الحق، بيد أن السنة الكريمة عنيت بشرح هذه القواعد، وتثبيت تلك النظم، وتفريع الجزئيات على الكليات، مما يعرفه كل من درس السنة دراسة وافية. ومن ثَمَّ لم يكن للمتشرعين من علماء الإسلام مندوحة من الاعتماد على السنة، واللجوء إليها والعناية بها والاسترشاد بأحكامها المنصوصة على أحكام الحوادث الطارئة.



ولقد تعرضت السنة في القديم لهجمات بعض الفرق الإسلامية، الخارجة على سنن الحق، لشبهات طارئة لم تجد في نفوس أتباعها ما يدفعها، كما تعرضت في العصر الحاضر لهجمات بعض المستشرقين المتعصبين من دعاة التبشير والاستعمار، ابتغاء الفتنة وابتغاء هدم هذا الركن المتين من أركان التشريع الإسلامي الوارف الظلال، وتابعهم على ذلك بعض المؤلفين من أبناء أمتنا (1).



اغتراراً بما يضيفه أولئك المستشرقون على بحوثهم من زخارف علمية لا تثبت أمام النقد العلمي النزيه أو اندفاعاً وراء ميول نفسية وشبهات فكرية لم يحاولوا تمحيصها على ضوء ما بين أيديهم من تراث السلف وبحوث العلماء الراسخين، فصادف رأيُ المستشرقين في السنة هوى كامناً في نفوس هؤلاء، فضربوا على الوتر، وغنوا بذلك الحداء.



أتاني هوايَا قبل أن أعرفَ الهوى *** فصادفَ قلباً خالياً فتمكنا(2)

وقال الإمام الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي في كتابة ((شرف أصحاب الحديث)) (ص 7 ـ 9): ولو أن صاحب الرأي المذموم، شغل نفسه بما ينفعه من العلوم، وطلب سنن رسول رب العالمين، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين، لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه، واكتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد، وصفات رب العالمين - تعالى - عن مقالات الملحدين، والإخبار عن صفات الجنة والنار، وما أعده الله - تعالى - فيهما للمتقين والفجار، وما خلق الله في الأرضين والسماوات من صنوف العجائب وعظيم الآيات، وذكر الملائكة المقربين، ونعت الصافين والمسبحين.



وفي الحديث قصص الأنبياء، وأخبار الزهاد والأولياء، ومواعظ البلغاء، وكلام الفقهاء، وسير ملوك العرب والعجم، وأقاصيصُ المتقدمين من الأُمم، وشرحُ مغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسراياه وجُمل أحكامه وقضاياه، وخُطَبُه وعظاته، وأعلامه ومعجزاته، وعدة أزواجه وأولاده وأصهاره وأصحابه. وذكر فضائلهم ومآثرهم، وشرح أخبارهم ومناقبهم ومبلغ أعمارهم، وبيان أنسابهم.



وفيه تفسير القرآن العظيم، وما فيه من النبأ والذكر الحكيم. وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين وقد جعل الله - تعالى - أهله أركان الشريعة، وهدَمَ بهم كل بدعة شنيعة. فهم أمناءُ الله من خليقته، والواسطةُ بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته. أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحُججهم قاهرة، وكلُ فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأياً تعكفُ عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يُقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمومون عليه والعدولُ حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته. إذا اختلفَ في حديث، كان إليهم الرجوع، فما حكموا به، فهو المقبولُ المسموعُ. ومنهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارئ مُتقن وخطيب محسن. وهم الجمهورُ العظيمُ، وسبيلهم السبيل المستقيم. وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر. من كادهم قَصمه الله، ومن عاندهم خذلهم الله. لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم. المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصرُ الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقديرُ)).



ومما جاء في فضل هذه الطائفة الكريمة: حديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمرُ الله وهم ظاهرون على الناس)) متفق عليه. وقد رواه من الصحابة: عمر وأبو هريرة والمغيرة بن شعبة وجابر وثوبان وقرة بن إياس وعمران ابن حصين وعقبة بن عامر - رضي الله عنهم - أجمعين.



قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وذكر حديث ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)) فقال: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من منهم؟



وذكر الحديث البخاري فقال: يعني أصحاب الحديث.



وقال أبن المبارك: هم عندي أصحاب الحديث.

ومنها دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن حفظ حديثه بالنضارة: وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثاً، فحفظه حتى يُبلغه كما سمعه، فرُبَ حامل فقه غيرُ فقيه، ورب حامل فقه.. من هو أفقه منه)) (3).



قال الحميدي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرةُ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثاً فبلغه)) (4).



ومنها: كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في التبليغ عنه: دلَّ عليه قوله - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع: ((ليبلغ شاهدكم غائبكم، فرب مبلغ أوعى من سامع)) (5).



ومنها: وصيته - صلى الله عليه وسلم - بأصحاب الحديث: فعن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: مرحباً بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصينا بكم، يعني: طلبة الحديث (6).



ومنها: كون أصحاب الحديث أكثر الناس صلاة وسلاماً عليه - صلى الله عليه وسلم -.

قال أبو نعيم الحافظ: وهذه نقبة شريفة، يختص بها رواة الآثار ونقلتها، لأنه لا يُعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر مما يُعرف لهذه العصابة نسخاً.

وذكراً (7) وقال سفيان الثوري: لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه يُصلي عليه مادام في الكتاب (8).



ومنها بشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بكون طلبة الحديث بعده، واتصال الإسناد بينهم وبينه: فعن عبد الله بن عباس قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تَسمعون ويُسمع منكم، ويُسمع ممن يسمع منكم)) (9).



ومنها: كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن:

قال سفيان الثوري: الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض.

وقال: الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل؟

وقال يزيد بن زريع: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين: أصحاب الأسانيد (10).

وقال الحاكم النيسابوري: لولا كثرة المحدثين على حفظ الأسانيد، لدرس منار الإسلام، ولتمكن أهلُ الإلحاد، المبتدعة من وضع الأحاديث، وقلب الأسانيد.



ومما قيل في فضلهم وشرفهم من شعر:

دينُ النبي مُحمدٍ أخبارُ *** نعمَ المطيةُ للفتى الآثارُ



لا تُخدَعنَّ عن الحديث وأهله *** فالرأي ليلُ والحديث نهارُ



ولربما غلط الفتى سُبُل الهدى *** والشمسُ بازغة لها أنوارُ (11)



وأنشد أبو عبد الله محمد بن علي الصوري:



قُل لمن عاندَ الحديثَ وأضحى *** عائباً أهلهُ ومَن يدعَّيه



أبعلم تقولُ هذا أبن لي *** أم بجهل فالجهلُ خُلُق السفيه



أيعابُ الذينَ هم حفظوا الدينَ *** من الترهات والتمويه



وإلى قولهم وما قد رووهُ *** راجعُ كلُّ عالم وفقيه (12)



وقال آخر:

أهلُ الكلام وأهلُ الرأي قد عدموا *** علمَ الحديث الذي ينجوبه الرجلُ



لو أنهم عرفوا الآثار ما انحرفوا *** عنها إلى غيرها، لكنهم جهلوا (13)



نكتفي بهذا القدر:

ونسأل المولى - جل وعلا - أن يجعلنا من أهل هذه الطائفة الناجية المنصورة، وأن يحشرنا في زمرتهم، تحت لواء قائد هم - صلى الله عليه وسلم -، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



ـــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1) ومنهم في عصرنا: محمد الغزالي في كتابه ((السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث)) فقد حوى هذا الكتاب جملة من الطعون الموجهة نحو السنة المطهرة وحملتها، وعليه ردود منها: جناية الشيخ محمد الغزالي على الحديث وأهله ـ لأشرف عبد المقصود وغيره.

ومنهم أيضاً يوسف القرضاوي في كتاب له مشابه للكتاب السابق باسم: كيف نتعامل مع الفقه إذ يقول: للمسلم أن يرد الحديث إذا كان لا يقبله عقله.

(2) مقدمة ((السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي)) لمصطفى السباعي - رحمه الله -.

(3) حديث صحيح، رواه الترمذي (2656)هكذا، مختصرا والخطيب في شرف أصحاب الحديث (24)وغيرهما مطولاً

عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، وله شاهد من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.

(4) شرف أصحاب الحديث (ص 18).

(5)رواه البخاري في الحج (3/ 573 / 574) ومسلم في القسامة (3/ 1306) من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -.

(6)حديث صحيح، أخرجه تمام في فوائده (23) والحاكم (1 / 88) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (21) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

(7) شرف أصحاب الحديث (ص35)

(8) المصدر السابق (ص 36)

(9) حديث صحيح، رواه أحمد (1 / 231)، وأبو داود (4 / 3659) والحاكم (1 / 95) وغيرهم. وله شاهد من حديث ثابت بن قيس، انظر شرف أصحاب الحديث (ص 37 ـ 38)

(10) شرف أصحاب الحديث (44 )

(11) شرف أصحاب الحديث (76)

(12) المصدر السابق (ص 77 ـ 78)

(13) البيتان لأبي مزاحم الخاقاني

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-02-2008, 04:35 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

موضوع: (فضل أهل الحديث)للشيخ ربيع بن هادي حفظه الله الإثنين ماي 28, 2007 6:02 pm


فضل أهل الحديث
شهادة العدول الصادقين لهم بأنهم على الصراط المستقيم والحق الواضح المبين
للدكتور ربيع بن هادي المدخلي
أستاذ مساعد بالدراسات العليا
شهادة ابن قتيبة:
ألف فقيه الأدباء وأديب الفقهاء الإمام أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة المتوفى سنة 276 ه كتابا سماه ( تأويل مختلف الحديث دفاعا عن سنة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعن حملتها وناقليها وحفاظها أهل الحديث ).
قال في مطلع الكتاب: ( أما بعد ) أسعدك اللّه تعالى بطاعته وحاطك بكلاءته ووفقك للحق برحمته وجعلك من أهله فإنك كتبت إليَّ تُعْلمني ما وقفت عليه من ثلب أهل الكلام أهل الحديث وامتهانهم وإسهابهم في الكتب بذمهم ورميهم بحمل الكذب ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف وكثرت النحل وتقطعت العصم وتعادى المسلمون وأكفر بعضهم بعضا وتعلق كل فريق منهم لمذهبه بجنس من الحديث ثم ذكر الخوارج وما تعلقت به من الأحاديث في تأييد مذهبها والمرجئة وما تعلقت به كذلك والمفوضة وما تعلقت به من الأحاديث والرافضة وما تعلقت به من الأحاديث في ضلالتها وتكفيرها الصحابة ومفضلوا الفقر وما تعلقت به، ثم ذكر طعون الزنادقة في أهل الحديث.
ثم قال: ( باب ذكر أصحاب الكلام وأصحاب الرأي) فقال: وقد تدبرت رحِمك اللّه مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على اللّه ما لا يعلمون ويفتنون الناس بما يأتون ويبصرون القذى في عيون الناس وعيونهم تُطْرَف على الأجذاع ويتهمون غيرهم في النقل ولا يتهمون آراءهم في التأويل، ومعاني الكتاب والحديث وما أودعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة لا يدرك بالطفرة والتولد والعرض والجوهر والكيفية والكمية والآنية ولَو ردُّوا المشكل منهما إلى أهل العلم بهما وضح لهم المنهج واتسع لهم المخرج، ولكن يمنع من ذلك طلب الرياسة وحب الاتباع واعتقاد الإخوان بالمقالات. والناس أسراب طير يتبع بعضها بعضاً، ولو ظهر لهم من يدعي النبوة مع معرفتهم بأن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك
أتباعا وأشياعاً. وقد كان يجب- مع ما يدعونه من معرفة القياس وإعداد آلات النظر- أن لا يختلفوا كما لا يختلف الحُسَّابُ والمسَّاح والمهندسون لأن آلتهم لا تدل إلا على عدد واحد وإلا على شكل واحد وكما لا يختلف حذاق الأطباء في الماء ونبض العروق لأن الأوائل قد وقفوهم من ذلك على أمر واحد، فما بالهم أكثر الناس اختلافاً لا يجتمع اثنان من رؤسائهم على أمر واحد في الدين.
ثم ذكر تضارب الآراء واختلاف الأهواء والاتجاهات بين زعماء أهل الكلام وانتقدهم أشد النقد ثم قال ذكر أصحاب الحديث.
فأما أصحاب الحديث، فإنهم التمسوا الحق من وجهته وتتبعوه من مظانه وتقربوا من اللّه تعالى باتباعهم سنن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وطلبهم لآثاره وأخباره براً وبحراً وشرقا وغربا يرحل الواحد منهم راجلا مقويا في طلب الخبر الواحد أو السنة الواحدة حتى يأخذها من الناقل لها مشافهة ثم لا يزالوا في التنقير عن الأخبار والبحث لها حتى فهموا صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها وعرفوا من خالفها من الفقهاء إلى الرأي فنبهوا على ذلك حتى نجم الحق بعد أن كان عافيا وبسق بعد أن كان دارسا واجتمع بعد أن كان متفرقا وانقاد للسنن من كان عنها معرضا وتنبه لها من كان عنها غافلا، وحُكِمَ بقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد أن كان يحكم بقول فلان وفلان، وإن كان فيه خلاف على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقد يعيبهم الطاعنون بحملهم الضعيف وطلبهم الغرائب، وفي الغريب الداء. ولم يحملوا الضعيف والغريب لأنهم رأوهما حقا، بل جمعوا الغث والسمين والصحيح والسقيم ليميزوا بينهما ويدلوا عليهما وقد فعلوا ذلك. ثم ذكر طائفة من الأحاديث الموضوعة وذكر نقد المحدثين لها وتزييفهم إياها وفضح واضعيها.
رحمه اللّه وجزاه اللّه عن الإسلام والمسلمين خيراً.
شهادة الإمام ابن حبان:
قال الإمام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد التميمي المتوفى سنة 354 في مقدمة صحيحه (انظر الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان (1/20-23). بعد أن حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله:
ثم اختار طائفة لصفوته وهداهم للزوم طاعته من اتباع سبل الأبرار في لزوم السنن والآثار فزين قلوبهم بالإيمان وأنطق ألسنتهم بالبيان من كشف أعلام دينه واتباع سنن نبيه بالدّؤُب في الرحل والأسفار وفراق الأهل والأوطار في جمع السنن ورفض الأهواء والتفقه فيها بترك الآراء فتجرد القوم للحديث وطلبوه ورحلوا فيه وكتبوه وسألوا عنه وذاكروا به ونشروه وتفقهوا فيه وأصلوه وفرعوا عليه وبذلوه وبينوا المرسل من المتصل والموقوف من المنفصل والناسخ من المنسوخ والمحكم من المفسوخ والمفسر من المجمل والمستعمل من المهمل والمختصر من المتقصىَّ والملزوق من المتفصىَّ والعموم من الخصوص والدليل من المنصوص والمباح من المزجور والغريب من المشهور والغرض من الإرشاد والحتم من الايعاد والعدول من المجروحين والضعفاء من المتروكين وكيفية المعمول من المجهول وما حرف عن المخزول وقلب من المنحول من مخايل التدليس وما فيه التلبيس حتى حفظ اللّه بهم الدين على المسلمين وصانه من ثلب القادحين، جعلهم عند التنازع أئمة الهدى وفي النوازل مصابيح الدجى، فهم ورثة الأنبياء ومأنس الأصفياء.
ثم بعد الشهادة لرسول اللّه بالرسالة والبلاغ المبين والجهاد وآثار ذلك قال: وإن في لزوم سنته تمام السلامة وجماع الكرامة لا تطفأ سرجها ولا تدحض حججها من لزمها عصم ومن خالفها ندم إذ هي الحصن الحصين من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد، فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجل والمغبوطون بين الأنام في العاجل. وقال: (1/105) وصف الفرقة الناجية من بين الفرق التي تفترق عليها أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم ذكر حديث العرباض بن سارية وفيه "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".
ثم قال: في قوله صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي" عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنن وقال بها ولم يعرج على غيرها من الآراء من الفرقة الناجية في القيامة جعلنا الله منهم بمنة.
ثم قال في: (1/107) ذكر البيان بأن من أحب اللّه عز وجل وصفيه صلى الله عليه وسلم بإيثار أمرهما وابتغاء مرضاتهما على رضا سواهما يكون في الجنة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ثم قال في: (1/151) كتاب العلم ذكر إثبات النصرة لأصحاب الحديث إلى قيام الساعة.
ثم أورد حديث معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة".
شهادة الإمام الرامهرمزي:
وقال الإمام أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفى سنة 360 في مقدمة كتابه (المحدث الفاصل) (ص: 1-4):
اعترضت طائفة ممن يشنأ الحديث ويبغض أهله، فقالوا بنقص أصحاب الحديث والإزراء بهم وأسرفوا في ذمهم والتقول عليهم وقد شرف اللّه الحديث وفضل أهله وأعلى منزلته وحكمه على كل نحلة وقدمه على كل علم ورفع من ذكر من حمله وعنى به، فهم بيضة الدين ومنار الحجة وكيف لا يستوجبون الفضيلة ولا يستحقون الرتبة الرفيعة وهم الذين حفظوا على الأمة هذا الدين وأخبروا عن أنباء التنزيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وما عظمه اللّه عز وجل به من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم فنقلوا شرائعه ودونوا مشاهده وصنفوا أعلامه ودلائله وحققوا مناقب عترته ومآثر آبائه وعشيرته وجاءوا بسير الأنبياء ومقامات الأولياء وأخبار الشهداء والصديقين وعبروا عن جميع فعل النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وحضره وظعنه وإقامته وسائر أحواله من منام ويقظة وإشارة وتصريح وصمت ونطق ونهوض وقعود ومأكل ومشرب وملبس ومركب وما كان سبيله في حال الرضا والسخط والإنكار والقبول حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها، والنخاعة من فيه أين كان وجهتها، وما كان يقوله عند كل فعل يحدثه ويفعله، وعند كل موقف ومشهد يشهده تعظيما له صلى الله عليه وسلم ومعرفة بأقدار ما ذكر عنه وأسند إليه، فمن عرف للإسلام حقه وأوجب للرسول حرمته، أكبر أن يحتقر من عظم اللّه شأنه وأعلى مكانه وأظهر حجته وأبان فضيلته ولم يرتق بطبيعته إلى حزب الرسول واتباع الوحي وأوعية الدين، ونقلة الأحكام والقرآن، الذين ذكرهم اللّه عز وجل في التنزيل فقال: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}.
فإنك إذا أردت التوصل إلى معرفة هذا القرن لم يذكرهم لك إلا راوي الحديث متحقق به أو داخل في حيز أهله ومن سوى ذلك فربك بهم أعلم.
ثم ذكر كلاما لبعض الحاقدين على أهل الحديث وبين باعث هذا الحقد ثم رد عليه ثم وجه نصيحة لطلاب الحديث فقال:
فتمسكوا – جبركم الله - بحديث نبيكم صلى الله عليه وسلم وتبينوا معانِيَهُ وتفقهوا به وتأدبوا بآدابه ودعوا ما تعيرون به من تتبع الطرق وتكثير الأسانيد وتطلب شواذ الأحاديث وما دلسه المجانين وتبلبل فيه المغفلون واجتهِدوا في أن توفوه حقه من التهذيب والضبط والتقويم، لتشرفوا به في المشاهد وتنطلق ألسنتكم في المجالس ولا تحفلوا بمن يعترض عليكم حسداً على ما آتاكم الله من فضله، فإن الحديث ذكر لا يحبه إلا الذاكرون ونسب لا يجهل بكل مكان وكفى بالمحدث شرفا أن يكون اسمه مقرونا باسم النبي صلى الله عليه وسلم متصلا بذكره وذكر أهل بيته وأصحابه.
ولذلك قيل لبعض الأشراف: نراك تشتهي أن تحدث فقال: أولا أحب أن يجتمع اسمي واسم النبي صلى الله عليه وسلم في سطر واحد، وحسبك جمالا عصبة منهم علي ابن الحسن بن علي رضي اللّه عنهم، ومن يليه من ذريته وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبناء المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان وأهل الزهادة والعبادة والفقهاء وأكثر الخلفاء ومن لا يدركه الإحصاء من العلماء والنبلاء والفضلاء والأشراف ذوي الأخطار فكيف بمن يسميهم الحشوية الرعاع ويزعم أنهم أغثار وحملة أسفار واللّه المستعان.
شهادة الحاكم:
وقال الإمام الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405 في مقدمة كتابه: (معرفة علوم الحديث) (ص: 1-4):
الحمد اللّه ذي المن والإحسان والقدرة والسلطان الذي أنشأ الخلق بربوبيته وجنسهم بمشيئته واصطفى منهم طائفة أصفياء وجعلهم بررة أتقياء فهم خواص عباده وأوتاد بلاده يصرف عنهم البلايا يخصهم بالخيرات والعطايا، فهم القائمون بإظهار دينه والمتمسكون بسنن نبيه وأشهد أن لا إله إلا اللّه الذي زجِر عن اتخاذ الأولياء دون كتابه واتباع الخلق دون نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأن محمدا عبده المصطفى ورسوله المجتبى بلغ عنه رسالته فصلى اللّه عليه آمراً وناهياً ومبيحا وزاجراً وعلى آله الطيبين.
أما بعد- فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت ومعرفة الناس بأصول السنن قلت مع إمعانهم في كتابة الأخبار وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث مما يحتاج إليه طلبة الأخبار المواظبون على كتابة الآثار.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر، حدثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة".
سمعت أبا عبد اللّه محمد بن علي بن عبد الحميد الآدمي بمكة يقول سمعت موسى ابن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث فقال: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث، فلا أدري من هم؟. قال أبو عبد اللّه: وفي مثل هذا قيل من أمَّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق. فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر إن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث.
ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف الماضين ودفعوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله أجمعين من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطان وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والإخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار قد تركوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ جعلوا المساجد بيوتهم وأساطينها تكاهم وبواريها فرشهم.
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين ثنا عمر بن حفص بن غياث قال: سمعت أبي وقيل له: ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه. قال: هم خير أهل الدنيا.
وحدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال: سمعت علي ابن خشرم يقول: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني فلو شاء أن يرجع ويقول: حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل ولكنهم لا يكذبون.
قال أبو عبد اللّه: ولقد صدقا جميعا إن أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم وجعلوا غذاءهم الكتابة وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة وخلوتهم المداد ونومهم السهاد واصطلاءهم الضياء وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة، قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة إخوانهم وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم.
سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد ابن إسماعيل الترمذي يقول:
كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد اللّه ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال: أصحاب الحديث قوم سوء. فقام أبو عبد اللّه وهو ينفض ثوبه فقال: زنديق زنديق زنديق ودخل البيت.
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت جعفر بن سنان الو اسطي يقول: سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: "ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث" وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه. قال أبو عبد اللّه وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية... اه.
أقول هذه الكراهية والبغضاء والحقد الأرعن مازال أهل البدع والزيغ يتوارثونه جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا فأشد أعدائهم هم أهل الحديث والسنة والتوحيد والحديث، بقال اللّه قال رسول اللّه خصوصا فيما يتعلق بتوحيد اللّه ورد البدع أشد عليهم من وقع السهام وقرع السيوف وصوت القنابل والمدافع.



شهادة الخطيب البغدادي:
وألف الإمام الكبير أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 كتابا أسماه (شرف أصحاب الحديث):
قال في مقدمته: بعد أن ذكر أقوال العلماء في ذم الرأي من (ص: 3-5) فلو أن صاحب الرأي المذموم شغل نفسه بما ينفعه من العلوم وطلب سنن رسول رب العالمين واقتفى آثار الفقهاء المحدثين لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه واكتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد وبيان ما جاء من الوعد والوعيد وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين والإخبار عن صفة الجنة والنار، من صنوف العجائب وعظيم الآيات وذكر الملائكة المقربين ونعت الصافين والمسبحين.
إلى أن يقول: وقد جعل اللّه أهله أركان الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة فهم أمناء اللّه في خليقته والواسطة بين النبي وأمته والمجتهدون في حفظ ملته أنوارهم زاهرة وفضائلهم سائرة وآياتهم باهرة ومذاهبهم ظاهرة وحججهم قاهرة وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث فإن الكتاب عدتهم والسنة حجتهم والرسول فئتهم وإليه نسبتهم لا يعرجون على الأهواء ولا يلتفتون إلى الآراء يقبل منهم ما رووا عن الرسول وهم المأمونون عليه العدول، حفظة الدين وخزنته وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في الحديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع، منهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلته، مخصوص بفضيلته، وقارئ متقن وخطيب محسن وهم الجمهور العظيم وسبيلهم السبيل المستقيم وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر وعلى الإفصاح بغير مذهبهم لا يتجاسر، من كادهم قصمه اللّه ومن عاندهم خذله اللّه لا يضرهم من خذلهم ولا يفلح من اعتزلهم المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير وبصر الناظر بالشر إليهم حسير، وإن اللّه على نصرهم لقدير، ثم ساق إسناده إلى علي بن المديني قال: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم".
قال (أي ابن المديني): ( هم أهل الحديث ) والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ويذبون عن العلم ولولاهم لم نجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئاً من السنن فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين وصرف عنهم كيد المعاندين لتمسكهم بالشرع المتين واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين فشأنهم حفظ الآثار وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى، قبلوا شريعته قولا وفعلا وحرسوا سنته حفظا ونقلا، حتى بينوا بذلك أصلها وكانوا أحق بها وأهلها، فكم من ملحد يروم أن يخلط في الشريعة ما ليس منها، واللّه تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها، فهم الحفاظ لأركانها، والقوامون بأمرها وشأنها إذا صُدِفَ عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ثم قال في ص 6: قال الخطيب: قد ذكر أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة في كتابه المؤلف في تأويل مختلف الحديث ما يتعلق به أهل البدع من الطعن على أصحاب الحديث ثم ذكر من فساد ما تعلقوا به ما فيه مقنع لمن وفقه اللّه لرشده، ورزقه السداد في قصده وأنا أذكر في هذا الكتاب إن شاء اللّه ما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الحث على التبليغ عنه وفضل النقل لما سمع منه، ثم ما روي عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء الخالفين في شرف أصحاب الحديث وفضلهم وعلو مرتبتهم ومحاسنهم المذكورة ومعالمهم المأثورة. نسأل اللّه عز وجل أن ينفعنا بمحبتهم ويحيينا على سنتهم ويميتنا على ملتهم ويحشرنا في زمرتهم إنه بنا خبير بصير وهو على كل شيء قدير. ثم أورد حديث "نضر اللّه امرأ سمع منا حديثا فبلغه" من طرق إلى زيد بن ثابت وجبير ابن مطعم وعبد اللّه بن مسعود - رضي اللّه عنهم - ثم روى بإسناده إلى سفيان بن عيينة أنه قال: ما من أحد يطلب الحديث إلا في وجهه نضرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نضر اللّه امرأ سمع منا حديثا فبلغه" (ص:10-11). ثم أورد روايات في وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أصحاب الحديث (ص: 11-12). ثم أورد حديث: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء" من طريق أبي هريرة وعبد اللّه بن مسعود ثم قال عقبه: "قال عبدان: هم أصحاب الحديث الأوائل" (ص: 13). ثم أورد حديث: "ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" ثم روى بإسناده إلى الإمام أحمد بن حنبل أنه قال:
يعني في الفرقة الناجية: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم؟ (ص:13). ثم ذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" من حديث معاوية بن قرة وعمران بن حصين. ثم قال: يزيد بن هارون إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم؟ وروى بإسناده إلى عبد اللّه بن المبارك أنه قال: هم عندي أصحاب الحديث، ثم روى أيضا بإسناده إلى أحمد ابن حنبل وأحمد بن سنان وعلي بن المديني أنهم قالوا: إنهم أصحاب الحديث وأصحاب العلم والأثر (ص: 14-15). ثم أورد حديثا عن علي رضي اللّه عنه- في كون أهل الحديث خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم في التبليغ عنه. (ص:17-1.
ثم قال: وصف النبي صلى الله عليه وسلم إيمان أهل الحديث ثم ذكر في هذا المعنى حديثا عن عبد اللّه بن عمرو وآخر عن عمر بن الخطاب مرفوعين إلى النبي صلى الله عليه وسلم (ص18-19). ثم قال: "كون أصحاب الحديث أولى بالنبي صلى الله عليه وسلم لدوام صلاتهم عليه"، ثم أورد في هذا المعنى حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم صلاة علي"، ثم قال: قال أبو نعيم -رحمه اللّه- وهذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخاً وذكراً (ص:19-20).
ثم قال: بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بكون طلبة الحديث بعده واتصال الإسناد بينهم وبينه وساق حديثا في هذا المعنى عن ثابت بن قيس مرفوعا وآخر عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما-.
ثم قال: ذكر بيان فضل الإسناد وأنه مما خص اللّه به هذه الأمة ثم ذكر جهود أهل الحديث واهتمامهم بالأسانيد وتحريهم في الأخذ عن الثقات واجتهادهم في كتابة الحديث وتتبع طرقه ونقدهم للرواة وبعدهم عن المحاباة فلا يحابي أحدهم في الحديث أباه ولا أخاه ولا ولده، ثم قال: وهذا علي بن المديني وهو إمام الحديث في عصره لا يروى عنه حديث واحد في تقوية أبيه، بل يروى عنه ضد ذلك (ص: 22-23).
ثم قال: كون أصحاب الحديث أمناء الرسول صلى الله عليه وسلم لحفظهم السنن وتبيينهم لها.
ثم نقل عن أبي حاتم فضل أهل الحديث وعن عبد اللّه بن داود الخريبي يقول: سمعت أئمتنا ومن فوقنا أن أصحاب الحديث وحملة العلم هم أمناء اللّه على دينه وحفاظ سنة نبيه ما عملوا وعلموا. ثم روى بإسناده إلى- كهمس- رحمه اللّه قال: من لم يحقق أن أهل الحديث حفظة الدين فإنه يعد في ضعفاء المساكين الذين لا يدينون
اللّه بدين (ص: 24-25).
ثم أورد العنوان التالي: وهو كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن وساق تحت هذا العنوان قول الثوري: "الملائكة حراس السماء وأصحاب الحديث حراس الأرض". وقول يزيد بن زريع: "لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد". (ص:25).
ثم قال: كون أصحاب الحديث ورثة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيما خلفه من السنة وأنواع الحكمة.
وذكر أثراً عن ابن مسعود أن السنة هي ميراث رسول اللّه ثم اعتبار الفضيل بن عياض أهل الحديث ورثة الأنبياء، ثم قول الشافعي: "إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حيًّا" ساق هذا إلى الشافعي بإسناد صحيح (ص: 25-26).
ثم قال: "كونهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر".
وروى بإسناده إلى إبراهيم بن موسى أنه سئل من الأمارون بالمعروف والناهون عن المنكر؟ قال: نحن منهم نقول قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: لا تفعلوا كذا (ص: 26).
ثم قال: "كونهم خيار الناس. ثم روى بإسناده إلى أبي بكر بن عياش أنه قال: "ما قوم خير من أصحاب الحديث وقال: ما أعلم في الدنيا خيرا منهم".
وبإسناده إلى أحمد بن حنبل: قال: ليس قوم عندي خيراً من أهل الحديث ليس يعرفون إلا الحديث. وقال: أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم.
وقال أحمد أيضا: إن لم يكن هؤلاء هم الناس فلا أدري من الناس؟. وبإسناده إلى الأوزاعي أنه قال: لا أعلم أحدا أفضل من أهل الحديث، وبإسناده إلى عثمان بن أبي شيبة أنه قال في أهل الحديث: أما إن فاسقهم خير من عابد غيرهم.
وبإسناده إلى أبي يوسف القاضي أنه قال وقد رأى أصحاب الحديث على الباب "ما على الأرض خير منكم" (ص: 26-2 ثم عنون بما يأتي: "من قال: إن الأبدال والأولياء أصحاب الحديث ثم ساق قول صالح بن محمد الرازي ويزيد ابن هارون وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل في هذا المعنى أي أن أهل الحديث: هم أولياء اللّه وهم الأبدال (ص: 2.
ثم أورد عنوانا بلفظ، من قال: لولا أهل الحديث لاندرس الإسلام، ثم ساق بإسناده أقوال حفص بن غياث وأبي داود وعلي بن المديني في هذا المعنى وَلفظ أبي داود: لولا هذه العصابة لاندرس الإسلام يعني أصحاب الحديث الذين يكتبون الآثار (ص: 29).
ثم قال: من قال: إن الحق مع أصحاب الحديث، وساق أسانيده إلى هارون الرشيد والوليد الكرابيسي ومحمد بن قريش العنبري البصري شهادتهم لأهل الحديث أنهم أهل الحق، ولفظ الرشيد: "طلبت أربعة فوجدتها في أربعة، طلبت الكفر فوجدته في الجهمية، وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث" (ص: 31- 32). ثم قال: كون أهل الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة وأسبق إلى الجنة. ثم ساق بإسناده حديثا مرفوعا في هذا المعنى ثم عقبه بأقوال في هذا المعنى أسندها إلى أبي جعفر النفيلي وإلى أبي مزاحم الخاقاني وشاذان بن يحيى وابن المبارك والحسن بن علي التميمي.
وقول النفيلي: إن كان على وجه الأرض أحد ينجو فهؤلاء الذين يطلبون الحديث.(ص: 32-33).
ثم تكلم في فضل الرحلة في طلب الحديث وسماعه وكونه فيه خير الدنيا والآخرة وذم الذين لم يسمعوا الحديث والترغيب في كتابة الحديث وثبوت حجة صاحب الحديث، ووصف الراغب في الحديث والزاهد فيه.
ثم قال: الاستدلال على أهل السنة بحبهم أصحاب الحديث وأسند إلى قتيبة ابن سعيد قوله: "إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن ابن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وذكر قوما آخرين فإنه على السنة ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع". (ص:40).
ثم أسند إلى أحمد بن حنبل أن أحمد بن الحسن الترمذي قال له: يا أبا عبد اللّه ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال له: أصحاب الحديث قوم سوء، فقام أبو عبد اللّه وهو ينفض ثوبه. فقال: زنديق زنديق زنديق ودخل بيته. وذكر أقوالا عن الأوزاعي وغيره أن من علامة المبتدعة عدم انقيادهم للحديث. (ص: 40-41).
ثم قال: من جمع بين مدح أصحاب الحديث وذم أهل الرأي والكلام الخبيث.
وأسند إلى الشعبي وأحمد بن شبويه ومحمد بن عبد الرحمن النسفي أقوالهم في ذم الرأي.
ثم أسند إلى عبيدة بن زياد الأصبهاني أنه قال:
دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى آثار
لا تخدعن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما غلط الفتى سبل الهدى والشمس بازغة لها أنوار
وساق أقوالا لعلماء في ذم الرأي. ثم أسند إلى أبي عبد اللّه محمد بن علي الصوري أنه قال:
قل لمن عاند الحديث وأضحى عائبا أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا ابن لي أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الدين من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه راجع كل عالم وفقيه
ثم ساق أقوالا في ذم الكلام وأهله ومنها قول الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ بالكلام. (ص: 41-43) -رحمه اللّه وجزاه اللّه عن الحديث وأهله خيراً.
فهذا قليل من كثير في حال أهل الحديث وواقعهم وما قيل من مدح بحق وشهادة بصدق. نقلت هذا لمن كان على نهجهم في اتباع الكتاب والسنة ليزداد إيمانا وثباتا ولمن خدع من المنتسبين إلى السنة بمغالطات وتلبيسات الجهمية والمرجئة وغيرهما من الفرق الضالة فوقع في شيء من التعطيل والتأويل الجهمي أو التحريف الصوفي أو وقع في مزالق الإرجاء أو سقط في أفخاخ الجبرية ليعود إلى أصله ويأوي إلى عرينه فيلزم عرين أهل الحديث ويكون في ركبهم ويتبع حاديهم:
أهل الحديث هموا أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث و أهله فالرأي ليل والحديث نهار
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}.

وقد نشر بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
العدد ستون، شوال - ذو القعدة - ذو الحجة 1403 هـ .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15-05-2008, 11:20 AM
الصورة الرمزية ابونايف الوعيلي
ابونايف الوعيلي ابونايف الوعيلي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: ديـرة اخوانـ نورهـ
المشاركات: 3,229
معدل تقييم المستوى: 21
ابونايف الوعيلي is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

لاهنت اخوووي اخو السلاطين يعيطك العافيه




ابونايف الوعيلي

 

التوقيع

 



الله يقطع الحاجـﮧ و مشي بلا مشهاهـُ
والله يقطع اللي كل من قَاربـﮧ ملـﮧُ


●●


والله يقطع اللي لا بغيناهـ ما نلقاهـٌ
و يقطع اللي لـإ صِفا .. ما صِفا كلـﮧٌ

 
 
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-08-2008, 07:31 PM
الصورة الرمزية مانع الوعيلي
مانع الوعيلي مانع الوعيلي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 4,351
معدل تقييم المستوى: 20
مانع الوعيلي is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

لاهنت ياخو السلاطين ويعطيك العافيه

مانع الوعيلي

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-08-2008, 02:08 AM
الصورة الرمزية مسفر مبارك
مسفر مبارك مسفر مبارك غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: United Kingdom
المشاركات: 10,708
معدل تقييم المستوى: 28
مسفر مبارك is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

جزاك الله خير يا اخو السلاطين على هذا الموضوع

 

التوقيع

 

ياصاحبي مافادنا كثر الأحلام ، واللي في خاطرنا عجزنا نطوله
:
نمشي ورى والوقت يمشي لقـدام ، ضعنا وضيّعنا كلاماً نقولــه
:


::




 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تعرف الحديث الضعيف من المكذوب ؟ السؤدد المجلس الإســــلامي 9 16-12-2010 01:20 PM
الحديث المدهش عند العلماء , وهو من الاربعين النوويه oOoعاشق الحورoOo المجلس الإســــلامي 3 29-09-2007 02:01 PM
الفرق بين الحديث الغريب والفرد الشهــاب المجلس الإســــلامي 3 20-07-2007 02:35 PM
تعريفات علم الحديث ( فلاش رائع )..!! سهيل الجنوب المجلس الإســــلامي 2 17-11-2005 05:56 PM
رساله الى من يستمع الأغاني - لهو الحديث الونان المجلس الإســــلامي 14 09-05-2005 01:19 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:52 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع