قتلت زوجها وهي لاتدري بأنه زوجها(قصه وقصيده)

[راكان اليامي]

هذه القصة وقعت في القرن الثالث عشر هجري ومفادها شخصا اسمه مقعد وجاره زيد كانو جميعا يشدون وينزلون يتبعون الغيث ومنابت العشب لمواشيهم
زيد له ابن اسمه (عشيان) ومقعد له بنت اسمها (فيحاء)
وكان يسرح بإبل أبيه وفيحاء تسرح تسرح بغنم ابيها
ويجتمعون سويا في مراعي مواشيهم وهذه عادتهم يسرحون في الصباح ويعودون في المساء يجتمعون على عفة وطهارة ويتفرقون عليها
فلما جاء وقت زواجهما اتفق الأبوان ابو عشيان وابو فيحاء على زواج الولد والبنت فإنعقد الزواج والملكه وحضر الولد عشيان وعلم به أما البنت فيحاء فلم تعلم به بل أن أهلها أخفو هذا العقد عنها
وفي أحد الأيام على عادتها في البر عند مواشيها قام عشيان يداعب البنت ويلاعبها ويمازحها لأنها زوجته فلما رأت فيحاء منه هذا العمل نفرت منه وتغير شعورها إلى الغضب والكراهة له فقالت له نزغك الشيطان؟؟ إملك نفسك وتعوذ من الشيطان فقال لها أنتي زوجتي أملك لي ابوك عليك قالت اخس ورح وراك ما أنت زوجي ولم يخبروني أهلي بذلك ثم كرر عليها أنك زوجتي فرفضت قوله وابتعدت عنه فقرب منها فلما رأت أنه أقوى منها وسيغلبها على أمرها وكانت بنتا عفيفة وشريفة محصنه تفضل الموت ولا ينال منها شيئا عند ذلك أبدلت حالتها الأولى بالطاعة والتسليم فأمن منها
فلما قرب منها أصابته في مقتل فوقع صريعا على الأرض قد فارقها وفارق الحياة معها
ثم قامت وساقت غنمها وإبل زوجها ولكنها المسكينه لم تدري أنه زوجها وحليلها
فلما أقبلت على أهلها وأهل زوجها إستنكرو ذلك
وسألوها مالخبر؟؟؟؟؟؟وين عشيان؟؟؟
فـأخبرتهم بالخبر وأن عشيان تعدى عليها وبغاها في نفسها وعرضها حتى قتلته
قال لها أهلها وأهل زوجها إنه زوجك!!!!!
قالت زوجي؟؟؟؟
قالو نعم زوجك أملكناه عليك
وقالت لم تخبروني أنه زوجي ولا أعرف بأنكم أملكتم له علي
ثم صاحت بأعلى صوتها على فراق زوجها وبكت وزاد فيها الهم والندم والبكاء والعويل حتى تتابعت عليها الليالي والأيام وهي لا يقر لها قرار في ليل ولا نهار فيما حل بها من الشوق والهيام والغرام والندم على ماجرى منها وما حل بها من فقدها لزوجها
فقالت الذنب ذنب أهلي والخطاء منهم لم يعلموني
ثم زاد ألم الشوق والغرام والهيام والهم والندم فأصابتها المصيبة حتى لحقت بحبيبها و زوجها
فقالت هذه الأبيات ثم فارقت الحياة ندما و حسرة

عديت بالمرقاب و أوميت بالخمس=وأقول ياهجر الدنيا وين خلي
خلي عقد لي عقدتين بلا لمس=وأنا أعقد له عقدةٍ ما تحلي
كان أمس مثل اليوم واليوم مثل أمس=و إن باكر مثلهن زاد غلي