مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-09-2011, 12:57 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
التعليم ومسئولية العائلة

إن حصول الأبوين على أبناء صالحين ليس محض صدفة, ولا ضربة حظ, بقدر ما هو ثمرة لتربية سليمة, ورعاية مستمرة, وتخطيط دائم.

لاشك بأن وجود الولد الصالح أمنية لكل أب وأم، ذلك لأن الولد الصالح يكون عونا لوالديه في مواجهة تقلبات الزمان، وفخرا لهما أمام الناس، كما أنه مدعاة لانهمار ثواب الله ورضوانه على المرء في حياته الدنيا وبعد رحيله عن هذه الحياة. من هنا جاء تطلع الإنسان المؤمن ودأبه واجتهاده إلى أن يكون له أولاد صالحون.

لابد من الإشارة هنا إلى أن مفهوم الصلاح لا يقتصر على التزام الأبناء بالعبادات والفرائض الدينية فحسب بل هو مفهوم شامل، يتضمن أيضا النجاح في الحياة والاستقامة في السيرة والأخلاق العامة. وقد ورد عن الرسول الأكرم جملة من الأحاديث والروايات التي تربط بين سعادة المرء واكتسابه الولد الصالح، ومن ذلك قوله : «من سعادة الرجل الولد الصالح»، وورد عن عبدالله: «ميراث الله من عبده المؤمن ولد صالح يستغفر له»، وفي رواية أخرى عن النبي أن نبي الله عيسى بن مريم مرّ على قبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب، فقال يا رب مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب، ومررت به العام وهو ليس يعذب، فأوحى الله عز وجل إليه: يا روح الله قد أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه.

غير أن ما يجدر التشديد عليه هنا هو أن الحصول على الولد الصالح، ليس مرهونا بعوامل غيبية أو أنه حدث اعتباطي ناتج عن ضربة حظ!. إن وجود الأبناء الصالحين في حياة أي أبوين ليس من قبيل الصدفة المحضة، بقدر ما هو مرتبط بتخطيط وإعداد وعمل على المرء أن يقوم به, ويجتهد فيه, حتى يحصل لاحقا على النتيجة المتوخاة. قد يقول قائل أن هناك من عمل على إصلاح أولاده لكنه لم ينجح، ان هذا القول من قبيل الاستثناء لا القاعدة، فهناك أنبياء وأئمة كان لهم أولاد غير صالحين، وقد يكون هناك أشخاص سيؤن وأشرار خلفهم أولاد صالحون. ان القاعدة الأصل والنظام الطبيعي هو أن التربية الصالحة تنتج الولد الصالح، والتربية الفاسدة تنتج الولد الفاسد، وما عدا ذلك فهو أمر استثنائي نتيجة تداخل عوامل وأسباب أخرى.

إن على الوالدين أن يخططا لإنجاب وتربية أولاد صالحين، فهذا أفضل ما يقدماه في هذه الحياة حتى يجري لهما النفع في الدنيا والآخرة. وما يفيد الإنسان لو كان يمتلك ثروة هائلة لكنه لم يحض بولد صالح، بل كان مجرمًا فاسدًا؟ فهل يرتاح الوالد وابنه عاق له؟ أو سيء السلوك وتائه في طرق الفساد والرذيلة؟ ما ذا تنفع الثروة والمنصب حينئذ؟ بينما يعوض الولد الصالح أباه الكثير من نقاط الضعف التي يمكن أن يعيشها في حياته، وبذلك يحتاج المرء إلى أن يحمل هم التربية وإنتاج الولد الصالح، وأن يصرف جهدًا لتحقيق هذا الأمر.

ان نجاح الأبناء الدراسي سبب رئيس في صلاحهم في هذه الحياة. ففي غالب الأحيان يعاني الأبناء الذين يحملون سلوكًا سيئا من تعثر في دراستهم، ويكونون بذلك طعمة للتوجهات السيئة. ونحن على أعتاب عام دراسي جديد ينبغي أن نذكر العوائل والآباء بالاهتمام بأبنائهم على هذا الصعيد، فقد ورد في النصوص الدينية أن من حقوق الولد على أبيه أن يعلمه، عن أبي رافع عن رسول الله أنه قال: «حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية وأن لا يرزقه إلا طيبا». من حق الولد على أبويه أن يتعلم المهارات التي يحتاجها في حياته تبعا لظروف الزمن الذي يعيشه.

ان أقل ما يجب أن تهتم به العائلة على الصعيد الدراسي للأولاد هو متابعة سيرهم التعليمي في المدرسة، وممارسة الدور الرقابي لسد الثغرات التربوية في المدارس, وأخيرا التواصل والتعاون مع إدارات المدارس. ينبغي أن تتحمل العائلة مسؤولية متابعة سير الولد في المدرسة، فتعليم الأولاد لا يتأتي بوضع الولد على مقعد الدراسة فحسب، بل يحتاج الأمر إلى متابعة السيرة الدراسية للإبن وخاصة من قبل الأب، فصحيح أن الأم تشارك في هذه المسؤولية لكن العبء الأكبر موكول إلى الأب. ينبغي أن يتفقد الأب وضع ابنه على نحو دوري ودائم. كما إن على الآباء متابعة سير العملية التعليمية لتلافي الثغرات والنواقص ونقاط الضعف، من هنا كان على المجتمع أن يتنبه، ويراقب وضع المدرسة، وسير الدراسة فيها، ولا يسكت عن أي خلل. وأخيرا التواصل والتعاون مع إدارات المدارس من خلال المشاركة والحضور في الاجتماعات الدورية لمجالس الآباء وغيرها. فإذا تم ذلك إضافة إلى جوانب تربوية أخرى تخص الأبناء نستطيع أن نضمن تنشئة صالحة وأولادًا صالحين، يكونون زينة المجتمع وصلاحه

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعتماد لائحة التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي بالمملكة الغروب المجلس الطلابي 4 16-08-2010 05:24 AM
الطفل الأول في العائلة يكون دائماً أذكى من أشقائه !! بنت ابيها مجلس الأســــرة والمجتمع 9 23-07-2007 12:00 AM
تسع أفكار للمحافظة علي ميزانية العائلة راكان اليامي مجلس الأســــرة والمجتمع 0 01-09-2006 02:39 PM
ترتيبك في العائلة يحدد شخصيتك saad مجلس الأســــرة والمجتمع 9 10-08-2005 03:36 PM
تابع نمو هذه العائلة،، نعد الليالي والليالي تعدنا... شيهانة الصحراء مجلس الترفيه 5 02-06-2005 07:28 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 03:59 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع