السلعه النادرة

[الجرودي]

السلعه النادرة

--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته,,


البعض حضر هنا ليرى هذه السلعة النادرة و ربما يقول لنفسه يا ترى ما هي هذه السلعة النادرة و هل بإستطاعتنا شرائها و هل هي مازلت تباع في الأسواق تسؤلات تعصف بنا يمنة و يسرى..


في هذا الزمان نرى قلة من المتاحبين و تكثر البغضاء في نفوس البشر..حتى أصبحت قلوبهم "سوداء" من الحقد و الحسد و العياذ بالله.


هناك سلعة لا تشترى إلا بصفاء القلوب و نقائها , انها فعلاً " سلعة نادرة" هي الحب في الله .


و هو الحب الوحيد الذي يبقى مدى الدهر و كل حب لغير الله فهو هباءاً منثورا..


اننا فعلاً نتعجب من ندرة هذه السلعة في هذا الزمان, حتى أصبح الفرد لا يراها و ياللعجب هل بسبب عدم معرفتهم قيمتها أم أنها غالية لهذه الدرجة.


نعم و كلي أسف فهي فعلاً نادرة فقد اصبح عند البعض الحب الآن "للمصلحة". و يالحسرة المحب لحبيبه عندما يدرك ذلك مؤخراً, أو يكون الحب مصطنعاً كذوباً لظروف العمل أو الدراسة أو ...إلخ.


و هناك من يدعي " الحب في الله" و لكن لم نرى هذا الحب فعلاً و هل هي كلمة تقال بلا روح أو معنى. فهي ليست كلمة تقال بين الفينة و الأخرى إنما يتوجب أن تكون بالعمل و النصح في الله و التنافس في طاعة الله.


....


إن أدركت ما كان يقول السيد قطب رحمه الله و فهمت ما كان يقصده في هذه القصيدة القيمة التي تصف لنا الواقع بحذافيره .


ابحثوا لي ما استطعتم عن صديق ……… فلقد أعياني البحث الكثيــــــــر!
مخلص الطبع له قلب رقيـــــــــق ……… خالص الإحساس فياض الشعور
***
إن هذا القلب يهفـــــــــــو أبداً
لصديق أصطفيه مفـــــــــــــرداً
وأريد الورد فياضــــــاً كالنــدى
***
غير أن الكون ذو طبع صفيــق ……… ناضب الإحساس ممسوخ الضميـر
يحقر الإخلاص في القلب شفيق……... ويرى الغدر بإعجــــــــــــــاب جدير
***
طالما همت بحب الأصدقــــــــاء
وتغنيت بألحان الوفـــــــــــــــــاء
ساميات كأناشيد السمـــــــــــــاء
***
سكرة عجلى ومن ثم أفيـــــق ……… فإذا بي ألمس الغدر الحقيـــــــــــــــر
وإذا الإخلاص خلاب بريـــــق ………من سراب أو سنا برق قصيـــــــــــــر
***
أيهذا الكون إن كنت تجيـــــــــب!
أي عيش في حمى الغدر يطيـب؟
مثل ما تبغي تلك القـــــــــــــلوب
غير إحساس من العطف رقيق ……… يغمر الأرياح فياح العبــــــــــــــــــير
فإذا العيش رجاء ووثــــــوق……… وإذا الكون رضاء وحبــــــــــــــــــــور
***
إن هذا العطف رمز للخلـــــــــــلود
وغذاء الروح في هذا الوجــــــــود
كل ما في الكون لولاه زهيـــــــــــد
***
ورحيب العيش لولا العطف ضيق…… والنعيم العزب مسلوب النعيـــــــــــم
وأرى الإنسان بالعطف خليق ………. في جحيم العيش والعيش جحيـــــــم
***
ابحثوا لي بين أطياف الرجــــــــاء
عن صديقي ذلك الطهر البـــــــراء
لن أمل البحث لو طال العنــــــــــاء
***
ليس هذا اليأس باليأس الحقيق ……. فهو لن يخبي في نفسي السعيـــــــــر
حيرة تائهة ما إن تفيــــــق ……….. وهي الوحدة أو عيش القبــــــــــــــور
***
يا صديق الغيب يا طيف الامـــــــل
ها هنا قلب من الوحدة مـــــــــــــل
ينشد الإخلاص في قلب خضـــــــــل
***
وهو لا ينوي عتابـــاً لصديق……... حينما يخطئ اخطاء الغريـــــــــــــــــــر
فبحسبي قلبه السمح الرقيـق……... في فيافي العيش إلفا لي سميــــــــر


شعر لسيد قطب رحمه الله
....


فعلاً لقد أعياني البحث الكثير و لكن مهما أظلمت الدنيا فهناك "بزوغ للفجر" سوف يبعث إلينا نوره و أمله لنا.


أحــــــبتي دعونا نذكر لكم مواقف حصلت..
...


عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا ( أي: أقعده على الطريق يرقبه ) فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل ، قال: فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه )) [ رواه مسلم : 6549 ].
.
.


و في هذا الزمان المظلم يأبى إلا أن يظهر بصيص من النور في الأفق ..


الشيخ أبو مصعب الزرقاوي و الشيخ أبو أنس الشامي رغم أنهم في ساحات القتال لم ينسوا فضل "الحب في الله" فلقد كانوا متحابين في الله و قد ذكروا لنا مواقف رائعة و الكل يعرف كيف شعر أبا مصعب بالحزن عند فراق صاحبه العالم العامل أبا أنس، حينما بكى قائلاً :


قال لي صـاحبي والبينُ قد حلا ودمـعي مـرافـقٌ لشهيقي
ما تُرى تصنع في الطريق بعدي؟ قلتُ أبكيعليك طول الطريق.


و لا انسى عندما قال " شعرت وكأن جسمي انشق شقين " و هنا يدل على انه كان جزء من جسدة. و قال راثياً له "..قد كان رفيق دربي في الأتراح و الأفراح..في الحل والترحال، كالظل لا يفارقني، صديق صدوق، نصوح شفوقرحمك الله يا أبا أنس، نِعمَ حامل رسالة كُنت..لقد تركت فراغاً لا يملئه أحد..وأورثت للِقلوب لوعة لا يسكُنُ لهيبها إلا بلقياك في الجنات بإذن الله".


و هذه القصيدة التي نعى بها أبا أنس الشامي – رحمه الله تعبر عن مدى حبه له


عينُ جودي بدمعك الرقراق *** واسكبيه على أعز الرفاق


أي خطبٍ قد أثار شجوني *** وأشاع الأحزان في أعماقي


يا أخي يا أخا المودة والحب *** فخذها من قلبي الخفاق
إن حبي الشاميَ خلٌ وفيٌ *** صاحب الفضل والسجايا الرقاق
لا تلمني على البكاء فإني *** قد وجدت البكاء حلو المذاق


إن فيه راحةً وعزاءاً *** إنما الصبر أعظم الترياق
إيه ياشامُ قد فقدت عزيزاً *** فكسيتِ الأحزان كالأطواق


و عندما فقد "أبيعبيدة عبد الهادي دغلس و قال رحمه الله لأبو مصعب : "(إني لأدعو لك أكثر مما أدعو لوالدي).


و إذا كنت تريد المزيد راجع الخطاب العاشر عِندَمَا يَبكِي الرِّجَالُ!.


اتعبتم من بعدكم ,رحمكم الله و تقبلكم في الشهداء..


.
.


نصيحة..!.


قال لقمان لابنه..يا بني ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان "خليلاً صالحاً" فإنما مثل الخليل الصالح كمثل النخلة إن قعدت في ظلها أظلتك و إن احتطبت من حطبها نفعتك و إن أكلت من تمرها وجدته طيباً.
.
.


ارأيتم مواقف جميلة و رائعة..
شعوراً نقياً صافياً..


و الآن ألا تريدون أن يغبطنا الأنبياء و الشهداء..
ألا تريدون مرافقتنا إلى "منابر النور"..


عن معاذ رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( قال الله عز و جل : المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء)). رواه الترمذي و قال : حديثُ حسنُ صحيحُ.


الحب في الله لا ينقطع حتى لو كان فوق الثرى أو تحته فيبقى الدعاء متواصل من" القلوب النقية" .


اكتفى بهذا القدر و الله من وراء القصد..
دعواتكم..