مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #21  
قديم 29-09-2006, 05:47 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road


القصور :
إذا كان للعرب تراث في فن البناء والهندسه المعمارية فذلك لم يعرف لهم إلا في اليمن ، ولم تبلغ بعد مساعي المنقبين والباحثين درجة كافية لإعطائنا من المعلومات ما نستطيع أن نبني عليه حكما عادلا ونحن نعلم أن فن البناء في جنوب الجزيره لم يرثه أبناء الشمال الذين كان مساكنهم في الغالب بيوت الشعر وهياكلهم الهواء الطلق ومدافنهم رمال البادية أما مع الإسلام فإن الفن العربي تجلى أحسن ما يكون في العمارة الدينية وقد أنشأ المهندسون طريقة البناء فيها بساطة وجلال .. ويمكن القول أن تطور المسجد هو سجل تاريخي لتطور الحضارة الإسلامية وعلاقاتها مع الأمم المختلفة .. وإذا استثنينا المساجد وغيرها من الأبنية الدينية ، فإن الأمويين لم يتركوا في الفن البنائي سوى آثار قليلة منها القصور التي بناها على ضفاف البادية أمراء البيت المالك ، شأنهم في ذلك شأن أمراء غسان من قبلهم فالظاهر أنه لم يسكن دمشق منهم سوى معاوية وعبدالملك ، أما "الخضراء" دار الخلافة للجامع الكبير في دمشق فلا أثر لها اليوم ، كذلك تلاشت أطلال "القبه الخضراء" التي بناها الحجاج في واسط دارا له.
إلا أن تخوم بادية الشام حافلة ببقايا قصور كانت في الأصل حصونا رومانية على الحدود فعمد اليها المهندسون الذين استخدمهم الأمويون فأعادوا عمرانها وابتنوها من جديد على الطراز البيزنطي أو الفارسي ، وبالقرب من عين التمر آثار قصر يعرف باسم "الأخيضر" وهو في الطرف الشرقي من بادية الشام وليس محققاً أن تكون هذه الآثار عائدة إلى آخر العصر الأموي أم أول العهد العباسي.
وهناك آثار أوفر عدداً على ضفاف بادية الشام الجنوبية الغربية فقد بنى هناك يزيد بن عبد الملك أو رمم قصراً يسمى (الموقر) ما تزال منه بعض بقايا إلى اليوم أما ابنه الوليد الثاني الذي كان منصرفاً إلى الصيد وغيره من الملاهي، فقد أقام في قصرين متجاورين هما (قسطل) و (الأزرق) .. وكانا من حصون الرومان في شرق الأردن .. وإلى الوليد بن يزيد يعزي ابتناء قصر آخر في هذه البقعة يعرف باسم (المشتى)، وهو أول قصر في هذه الربوع زاره الأثريون .. ولم يكن بناؤه قد أكمل عند وفاة الخليفة، وقد نقلت واجهة هذا الصرح الفخم إلى متحف القيصر فريجريك في برلين.

قصر عمرة :

من المباني الأموية المشهورة قصر (عمرة) في الجانب الشرقي من نهر الأردن وهو على خط مستقيم من ضفة البحر الميت الشمالية وقد بناه الوليد بن عبد الملك، على الأرجح وما يمتاز به هذا القصر التصاوير الطينية الرائعة، فعلى جدرانه صور ليست شخصيات تاريخية، منها صورة للملك لذريق أو رودريك آخر ملوك أسبانيا من القوط الغربيين، وهو الذي قضى عليه القائد طارق بن زياد في معركة (وادي بكة) بالأندلس وهناك نقش للقيصر البيزنطي وآخر للنجاشي، ونقش لكسرى كما تحوي الجدران أشكالاً رمزية تمثل الفلسفة والتاريخ والشعر، وفي صورة لمشهد صيد نرى أسداً واثباً على حمار وحشي، ومن آثار الفن أيضاً صور تمثل الراقصات والموسيقيين وأهل الطرب أما الزينة فقوامها أوراق النبات متدلية من مزهريات وأشجار النخيل والعنب، وعليها عناقيد الثمر، والغار وطيور البادية، وأكثر الكتابات بالعربية وفيها بضعة أسماء يونانية، وليس في العالم الإسلامي صور محفوظة كهذه الصور.

قصر الحير وخربة المفجر :

كشف في الحقبة الأخيرة عن قصرين لهشام بن عبد الملك، أحدهما (قصر الحير) الغربي، على بعد نحو أربعين كيلومتراً إلى الشرق الشمالي من القريتين على الطريق بينهما وبين تدمر وقد كشف عنه الفرنسي دانيال شلومبرجه، ونقلت بعض بقاياه إلى دمشق حيث نصبت في مدخل المدينة الغربي .. والآخر يعرف بخربة المفجر قرب أريحا، وقد كشف عنه الأثريان هاملتون وبرامكي بين سنتي 5391 و 2491.. وفيه عدا البلاط الملكي جامع وحمام، ويمتاز الحمام عن غيره من الحمامات المعروفة في القصور الأخرى المتخلفة عن البلاط الملكي جامع العهد باتساعه وتمام تجهيزه ويمتاز فوق ذلك بالفسيفساء التي كشف عنها في بعض غرفه، فقد زينت أرض المربع في إحداها بصورة سجادة على غاية ما يكون من الدقة والروعة .. وفي جانب هذه الغرفة نفسها ديوان للجلوس بشكل نصف دائرة تقريباً رصعت مقاعده وأرضه بالفسيفساء .. أما الرسم الذي في الأرض فهو شجرة من الأترج أو البرتقال تحمل الثمر يحيطها ثلاثة غزلان قد سطا أحدها أسد يفترسه .. والظاهر أن فنانين من بيزنطية قد استجلبوا لصنع الرسوم بالفسيفساء، وهي تعتبر من أجمل ما تحدر إلينا من هذا الفن .. ويذهب الأثريون الذين كشفوا عن هذا القصر أن الزلزال الذي حدث سنة 647 هـ قد هدم هذا القصر قبل أن يتم بناء الطابق الأعلى فيه.

مجمل القول أن قصور بني أمية في المشرق لم يبق منها اليوم سوى الخرائب والأطلال فما شهده الشرق من أحداث دامية وغزوات متكررة كان من نتيجته القضاء على معالم ضارية مهمة ولو بقيت تلك القصور قائمة لأعطت صورة واضحة للعالم عن خصائص الفن المعماري في عصر بني أمية ومع ذلك فإن ما تبقى من تلك القصور يعكس ملامح عظمة دولة كان لها امبراطورية تمتد إلى الهند والصين شرقاً وإلى أواسط أوروبا غرباً.

الفن والعمارة :

ظلت الدولة الإسلامية، في أول أمرها، مشغولة بحروبها طيلة عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما .. ثم شغلت بالخلاف بين علي و معاوية ولذلك لم يفكر أحد في اقامة عمائر تضارع بيوت العبادة في بلاد الشام أو فارس وظلت الحال على ذلك ، الى عهد الدولة الأموية ، حيث أقام عبد الملك بن مروان سنة 27هـ (169م ) قبة حول الصخرة ، ورصد لبنائها خراج مصر لسبع سنوات ، وقد بقي من المبالغ المخصصة لبنائها مائة ألف دينار ، فأمر بها عبد الملك جائزة للرجلين المشرفين على البناء، وهما " رجاء بن حيوة الكندي" أحد علماء الإسلام من بيسان، و " يزيد بن سلام" من القدس، ولكنهما رفضا، فأمر عبد الملك بن مروان بأن تسبك ذهباً وتفرغ على القبة والأبواب.

تصميم القبة :

تعد قبة الصخرة من أعظم العمائر الإسلامية في الجمال والفخامة وإبداع الزخرفة، كما تمتاز عنها بوساطة التصميم وتناسق الأجزاء .. وهي تتكون من مبنى حجري مثمن الشكل، قوامه تثمينة خارجية من الحجر، وفي الداخل تثمينة داخلية ثانية من الأعمدة والأكتاف ويتوسط التثمينتين دائرة من الأعمدة والأكتاف أيضاً، تعلوها قبة، وبين التثمينتين الخارجية والداخلية رواق وبين التثنية الداخلية والدائرة المقام عليها القبة رواق آخر .. وقد خصصت هذه الأروقة للصلاة ولمرور الناس حول الصخرة.
أما الصخرة نفسها فهي غير منظمة الشكل، يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 7,71 م، وعرضها من الشرق إلى الغرب 5,31 م، وأقصى ارتفاع لها عن أرض البناء 5,1 م. وحجر الصخرة مكسو بالرخام الملون على ارتفاع ذراعين، ويحيطها سور خشبي بديع النقش والزخرفة.
وفي آخر الصخرة المرخمة، من الشمال الغربي، حجر صغير على ستة أعمدة صغيرة، قيل أنه أثر قدمي النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج وقبالة القدم المشار إليه مرآة من سبعة معادن يسمونها " درقة حمزة"، وهي محمولة على ثلاثة أعمدة جميلة، منها إثنان (زوجان في جسد)، والمحراب الذي يصلى به أمام الصخرة يقع على يمين الداخل من الباب القبلي داخل السور الخشبي السالف الذكر وتجاه المحراب باب مغارة الصخرة الشريفة هناك عقد من الرخام محمول على عمودين ينزل منه إلى باطن المغارة بأربع عشرة درجة.
والمعروف أن الأرض التي فوقها الصخرة وسائر أجزاء المغارة مفروشة بالرخام .. ومن آيات الإعجاز في تصميم بناء قبة الصخرة أنه روعي فيه أن يكون في دائرة دعامات القبة لفت بسيط، حتى لا تحجب الأعمدة الواقفة أمام الرائي الأعمدة الأخرى المقابلة لها في الطرف الآخر .. ولذلك يتسنى لمن يدخل من أي باب من أبوابها، أن يرى كل ما في من أعمدة وأكتاف سواء منها ما كان أمامه تماماً أو ما كان من في الجهة المقابلة وقد كان الجدار الخارجي من جدران البناء مغطى بالفسيفساء، ثم استبدلت بلوحات القيشاني، في عهد السلطان سليمان القانوني، وما تزال قبة الصخرة غنية بزخارف الفسيفساء في كثير من أجزائها الداخلية .. والروابط الخشبية الضخمة التي تربط تيجان الأعمدة بعضها ببعض حليت بصفائح معدنية فيها نقوش بارزة غاية في الدقة والإبداع .. وتحتوي قبة الصخرة على كتابة كوفية يبلغ طولها 42 متراً من الفيسفساء المذهبة، على أرضية زرقاء داكنة، وذلك بأعلى التثمينة الداخلية، وقوام هذه الكتابة آيات قرآنية، كما تضم أيضاً عبارة تشير إلى تاريخ إنشاء البناء، سنة 27 هـ في حكم عبد الملك بن مروان.

أما السبب الذي من أجله أقام عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة في الحرم الشريف ، فقد كثرت فيه الروايات، تقول إحدى هذه الروايات أنه عندما ثار عبد الله بن الزبير بالحجاز ضد الأمويين، وأخذ البيعة لنفسه، أذاع عبد الله بن الزبير في الناس أن عبد الملك قصد من بناء القبة والمسجد الأقصى إلى صرف الناس عن حج البيت الحرام إلى المسجد الأقصى والصخرة المقدسة متأسياً في ذلك بأبرهة حين بنى بيت صنعاء ليصرف الناس عن مكة على أنه من العسير القطع بصحة ما نسب إلى ابن الزبير، لأنه مات بعد ذلك بقليل .. وفي رواية أخرى ذكرها اليغقوبي أن عبد الملك منع أهل مصر والشام من الحج، لأن عبد الله بن الزبير كان يأخذهم إذا حجوا بالبيعة، ولما منع عبدالملك الناس من الخروج إلى مكة ضجوا وقالوا: ( تمنعنا من حج بيت الله الحرام، وهو فرض من الله علينا ) ، فقال : ( هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ، وهذه الصخرة التي يروى أن رسول الله وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء، تقوم لكم مقام الكعبة .. لذلك بنى عبد الملك على الصخرة قبة، وعلق عليها ستور الديباج، وأقام لها سدنة، وأخذ الناس يطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة .. ويبدو أن هذه الرواية من وضع خصوم بني أمية، لأن عبد الملك كان من التابعيين [ولد سنة 62 هـ]، ومن غير المعقول أن يقدم رجل مثله على محاولة تغيير أحد أركان الدين الخمسة، فضلاً عن أنه يعلم أن الحج هو الوقوف بعرفة، لا الطواف حول الكعبة .. والمرجح أن عبد الملك أراد ببناء قبة الصخرة أن يجد فيها المسلمون ممن يخشون على أنفسهم من ثورة الحجاز بعض العوض عن زيارة الكعبة .. ومهما يكن من أمر فإن القبة ظلت بعد ذلك أربعة قرون في يد المسلمين ، محاطة بالإجلال والتعظيم حتى أنه لم يكن يسمح لغير المسلم أن يطأ أرضها.

جدار البراق :

هو حائط كبير مبني من حجارة ضخمة، يبلغ طوله نحو 651 قدماً، وارتفاعه 56 قدماً والمسلمون يقدسونه نظراً لعلاقته الوثيقة بقصة إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس وربما كان هذا الجدار, كما يعتقد بعض الناس، هو الحائط الخارجي للهيكل الذي رممه هيرودوس سنة 11 ق.م ودمره تيطس سنة 7 .م، وهو يؤلف جزءاً من الجدار الغربي للحرم القدسي.

الرسوم المائية :

في قصر عمره رسوم لمشاهد يد واستحمام، ورقص، ورسوم رمزية لآلهة الشعر والحكمة ، والنصر ومشاهد من التاريخ الإغريقي كما تحوي الرسوم بعض مراحل العمر: الفتوة والرجولة والكهولة، وفيها منظر لقبة السماء وبعض النجوم، فضلاً عن البروج المختلفة، ورسوم طيور وحيوانات، وزخارف نباتية متنوعة وأهم الرسوم في هذا القصر رسمان: الأول يمثل الخليفة على عرشه، وحول رأسه هالة، وفوقه مظلة يحملها عمودان حلزونيان، ويحف به شخصان .. وعلى عقد المظلة كتابة كوفية لحق التلف أكثر أجزائها، ويستنبط من الكلمات الباقية أنها كانت تشتمل على عبارات دعاء.
أما الرسم الثاني فهو صورة مشهورة باسم صورة أعداء الإسلام وقوام هذه الصورة ستة أشخاص ذوي ملابس فاخرة ومرسومين في صفين: ثلاثة في الصف الأول وثلاثة في الصف الثاني وفوق أربعة منهم كتابة بالعربية والإغريقية ما تزال باقية فالأول من اليسار وفي الصف الأمامي فوقه كلمة "قيصر" بالعربية واليونانية، والثاني في الصف الخلفي فوقه كلمة يظن أنها "لوذريق" وهو آخر ملوك القوط في أسبانيا، والثالث في الصف الأمامي فوقه كلمة "كسرى" وهو ملك الفرس، والرابع في الصف الخلفي فوقه كلمة "النجاشي" وهو ملك الحبشة.

المسجد الأقصى :

يقع المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف .. شرع في بنائه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 507 م فجاءت عمارته على طراز المسجد الأموي بدمشق والذي يرجع تاريخ بناءه إلى عهد الخليفة نفسه .. ويقوم المسجد على ثلاثة وخمسين عموداً من الرخام وتسع وأربعين دعامة مربعة الشكل. وكانت أبوابه في العصر العباسي مغلفة بصفائح من الفضة والذهب، ولكن الخليفة أبا جعفر المنصور أمر بنزعها وسكها دنانير تصرف على المسجد، لأنه خشي على بيوت الله من البهرج الزائد .. وفي القرن الحادي عشر للميلاد عبثت أيدي الصليبيين بالحرم الشريف فجعلوا قسماً منه كنيسة، واتخذوا القسم الآخر مسكناً لفرسان الهيكل ومستودعاً لذخائرهم.

أمر صلاح الدين الأيوبي بترميم وتجديد المسجد ، فجدد المحراب وكسى قبته بالفسيفساء ، وأحضر له منبر الحسين ، رضوان الله عليه ، من عسقلان ويعتبر هذا المنبر تحفة فنية رائعة ، فهو مصنوع من خشب الساج الهندي ومطعم بخشب الأبنوس وبالصدف والعاج ، ومزخرف بطريقة الحشوات المجمعة وتوالت أيدي التجديد والترميم على المسجد الأقصى منذ ذلك التاريخ فرممت جوانبه وفرشت أرضه بالطنافس والبسط المصنوعة في أقاليم العالم الإسلامي ، والتي كان ما يزال المسجد يحتفظ بها إلى ما قبل الإعتداء الصهيوني في أغسطس سنة 1969م.
في سنة 1927 طرأ على المسجد خلل ، فهبت الشعوب الإسلامية وأسهمت في جمع مبلغ مائة ألف دينار جدد بها المسجد وفي سنة 1936 تصدعت أروقة المسجد على أثر زلزال ، فقامت وزارة الأوقاف المصرية بتعميره ، كما أعادت هذه الوزارة بناء الجانب الشرقي الذي أحرقه الصهاينة سنة 1969 .

قصر مشتى :

لعل من أهم وأقدم العمائر المدنية التي ترجع الى عهد الدولة الأموية في بلاد الشام قصر مشتى الذي على بعد عشرين ميلا جنوبي عمان بالأردن .. ويتكون القصر من مساحة كبيرة يحدها سور مربع الشكل ، طول كل ضلع من أضلاعه نحو 144 مترا .. وتتخلل السور أبراج نصف دائرية ، ومدخل القصر الرئيسي يقع في الضلع الجنوبي .. وتنقسم المساحة المحصورة بين جدران هذا السور إلى ثلاثة أقسام ، المتوسط منها أوسعها ، وهو الوحيد الذي تم بناء بعض أجزائه أما الجانبان الآخران فلم يشيد فيهما أي بناء .. ويؤدي مدخل القصر إلى قاعة تفضي بدورها الى بهو، وتحف بالقاعة وبالبهو غرف أخرى ، وخلف البهو فناء كبير .. وإلى الشمال من هذا الفناء يرتفع بناء كنيسة (بازيليك) يتقدمها مدخل ذو ثلاثة عقود ، وتنتهي "البازيليك" بثلاث حنيات ، وهو شكل شائع في تخطيط الكنائس وعلى جانبي البازيليك مجموعة من المباني قوامها فناء مستطيل في وضع عمودي باتجاه "البازيليك" ، وفي كل من جانبي هذا الفناء ساحة في وضع عمودي بالنسبة الى الفناء ، وحول كل ساحة غرفتان مقبيتان.
وجدران القصر الداخلية وأقبيته من الآجر ، وفيه أعمدة من الرخام ، وأما عقوده وأركانه فمن الحجر الجيري.
إن أعظم مافي القصر المشتى من الناحية الفنية هو الزخارف المحفورة في الحجر الجيري ، في الواجهة الجنوبية التي يقع بها المدخل ، وكان ارتفاع هذه الواجهه ستة أمتار .. وقد أهدى السلطان عبد الحميد سنة 1903 هذه الواجهة إلى القيصر غليوم ، وقد حفظت في متحف القيصر فريدريك في برلين وأصبحت نواة القسم الشرقي في المتحف المذكور.
وتنقسم الواجهة الى مثلثات ، بعضها قائم على قاعدته ، وبعضها الآخر قائم على احدى زواياه وفي وسط أحد المثلثات زخرفة كبيرة على شكل وردة ، وفي داخلها رسوم مراوح نخيلية وكيزان صنوبر، ونجوم صغيرة وأزهار لوتس ونلاحظ أن المثلثات القائمة على قاعدتها جاءت زخرفتها شبه كاملة أما المثلثات الأخرى فإن أشكالها وزخرفتها لم تأت كاملة .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 29-09-2006, 05:48 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

دمشق عاصمة الأمويين :
كان لمدينة دمشق دور بارز في تاريخ الشرق القديم، قبل أن تصبح عاصمة العالم العربي في زمن الأمويين .. ويعود تاريخ إنشائها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، فهي إذن من أقدم مدن العالم وكانت في البدء مدينة زراعية صغيرة يرويها نهر بردى، غير أن موقعها على ملتقى الطرق المؤدية إلى بلاد الرافدين وشبه الجزيرة العربية، ساعدها على أن تصبح مدينة تجارية مهمة.
وقد شهدت دمشق حضارات الشعوب القديمة من الفراعنة إلى الأشوريين والبابليين والفرس، إلى اليونانيين في عهد الاسكندر الذي استولى عليها في القرن الرابع قبل الميلاد .. وكان العرب في القرن الأول قبل الميلاد يعيشون على تخوم سوريا والعراق، ومنهم الأنباط والتدمريون، وكانوا يحلمون منذ ذلك الوقت بالاستيلاء على دمشق وجعلها عاصمة لهم وقد تحقق حلمهم في عهد الحارث الثالث ملك الأنباط الذي استولى عليها سنة 85 ق.م .. لكن دولة العرب لم تدم طويلاً، فقد جاء الرومان سنة 46 للميلاد وفرضوا سيادتهم على بلاد الشام ومصر، وظلت كذلك حتى فتحها العرب سنة 636م .. وأول دولة إسلامية اتخذت دمشق عاصمة لها كانت الدولة الأموية، وتدل الآثار الباقية في بلاد الشام على مبلغ ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في سوريا طول العصر الإسلامي .. وتجدر الاشارة إلى أن العرب، بعد فتحهم البلاد واستيلائهم عليها، كانوا يعمدون إلى بناء المساجد فيها .. ولذلك قرر الخليفة الوليد بن عبدالملك أن يبني مسجداً يليق بعظمة الإسلام، ويضارع العمائر البيزنطية .. ووقع اختيار الوليد على الجزء الشرقي من كنيسة القديس يوحنا الدمشقي، ومقابل ذلك بنى للمسيحيين أربع كنائس.

المسجد الأموي :

يتكون المسجد الأموي بدمشق من صحن كبير مستطيل الشكل، وإيوان رئيسي يبلغ طوله 136 متراً، وعمقه 37 متراً. ويحتوي إيوان القبلة على ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة، ومحمولة على أعمدة رخامية، وفوقها عقود أصغر منها، ويبلغ ارتفاع هذه الأروقة بعقودها الكبيرة والصغيرة 15 متراً .. والواجهة الشمالية تعلوها مئذنة تعرف باسم "مئذنة العروس"، وينتهي رأس هذه المئذنة بساعة تضبط على دقاتها أوقات مساجد دمشق كلها ومواعيد الآذان.

ضريح صلاح الدين الأيوبي :

من الأضرحة الإسلامية المهمة بدمشق ضريح صلاح الدين القائد البطل صلاح الدين الأيوبي الذي يقع داخل المدرسة العزيزية في حي الكلاسة شمالي الجامع الأموي .. وقد بنى المدرسة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي، على أثر وفاة والده في قلعة دمشق في سنة 589 هـ .. وتعلو ضريح السلطان صلاح الدين قبة، وفوق الضريح تركيبة من خشب الجوز المزين بزخارف منحوتة نحتاً جميلاً، وفي أعلاه نقش آية الكرسي بالخط الكوفي .. ويقول ابن خلكان أنه قرأ على الضريح كتابة بخط القاضي الفاضل المعروف بابن زكي الدين الدمشقي ونصها: "اللهم فارض عن تلك الروح، وافتح لها أبواب الجنة، فهو آخر ما كان يرجوه من الفتوح".

بيت المال :

في وسط صحن المسجد بناء مثمن الشكل يعرف باسم "بيت المال"، ويقول المقدسي أن قبة بين المال كانت مغطاة بالفسيفساء، كما أن ابن جبير الأندلسي يتحدث عنها فيقول: إنها كانت مزخرفةبفصوص ملونة كأنها الروضة الحسناء"، ولم يبق من هذه الفسيفساء إلا آثار بسيطة .. وفي بيت المال كانت تحفظ أموال الدولة التي تجبى من الزكاة، كما يحتفظ فيه بأموال اليتامى .. وينسب بعض المؤرخين بناء بيت المال إلى الوليد بن عبدالملك، وبعضهم الآخر يرجعه إلى الفضل بن على والي دمشق من قبل الدولة العباسية سنة 172 هـ.

قصر الحير الغربي :

من القصور التي ما تزال آثارها حتى اليوم قصر الحير الغربي ويقع هذا القصر على طريق دمشق بين القريتين وتدمر، في واد يخصبه السيل .. وقد بناه الخليفة الأمي هشام بن عبدالملك، وجعله مركزاً زراعياً للمنطقة، وكان إلى جانبه حمام وخان.
والقصر عبارة عن مربع طوله 70 متراً وتحيط سوره من الخارج أبراج نصف دائرية، كما يحيط المدخل الرئيسي برجان .. أما داخل القصر فعبارة عن صحن مكشوف تحيطه ستة بيوت، وكل منها يتكون من قاعة كبيرة مستطيلة وحولها غرف مربعة الشكل .. ويلاحظ أن هذا النموذج من البناء قد استوحيت أصوله من عناصر الأبنية الساسانية والبيزنطية .. والقصر من الداخل ملئ بالزخارف الجصية حول الوافذ وفوق أبواب القاعات .. وتمثل هذه الزخارف أسلوبين متميزين، ففي النوافذ العليا يتمثل الأسلوب الساساني إلى حد كبير، فقوام الزخرفة فيها شجرة الحياة، وهي شجرة مقدسة عند الساسانيين .. أما النوافذ السفلى فزخرفتها عبارة عن رسوم هندسية قوامها دوائر ورسوم نجمية، وهي التي كانت مستعملة لدى البيزنطيين.

المدرسة العادلية :

في القرن السابع الهجري أنشأ الملك العادل، أخو صلاح الدين الأيوبي، مدرسة ولكنه توفي قبل إتمامها، فأكملها ابنه الملك المعظم، ونقل إليها رفات والده .. وتعتبر هذه المدرسة نموذجاً صادقاً للعمارة في العصر الأيوبي .. ففيها يتمثل الاتزان والتقشف في تخطيطها، وتناسب أبعادها، وبساطة زخارفها، وحسن تنسيقها .. والمدرسة مبنية من الحجر المنحوت، وفي داخلها التربة التي دفن فيها الملك العادل بين أربع زوايا بارزة مثلثة الشكل، ومزينة بمقرنصات من الداخل .. أما المدخل الرئيسي فيزينه عقدان متجاوران من المقرنصات، ويتوجه عقد واحد، وتحيط الباب زخارف هندسية سوداء وبيضاء، تمتد حتى نهاية الواجهة، فتمنحها جمالاً رائعاً ببساطته.

بيمارستان نور الدين زنكي :

من المنشآت المدنية التي نزخر بها دمشق "البيمارستان" (كلمة فارسية معناها مستشفى) الذي شيده السلطان نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري .. وقد أطنب المرخون في ذكره، فأفردوا الفصول في وصف بنائه، وزخرفته ونفقاته .. والبيمارستان متعامد ويحتوي على أربعة أيوانات، خصص كل واحد منها لعلاج نوع من المرض .. وتزين سقوفه المقرنصات، كما تكثر فوق النوافذ والأبواب الزخارف الجصية المخرمة، والتي تشبه إلى حد بعيد زخارف نوافذ قصر الحير.

البيمارستان القمري :

ومن العمائر التاريخية التي ترجع إلى أواخر العصر الأيوبي في سوريا البيمارستان القمري الذي بناه الأمير سيف الدين أبي الفوارس القمري، وبذل فيه أموالاً طائلة، وأوقف عليه أملاكاً كثيرة من قرى وبساتين .. وقد نقشت صيغة الوقف على أسطر عريضة من الخط النسخي الجميل، على مدخل الباب الرئيسي له .. والايوان الجنوبي، وهو الرئيسي، فيه ثلاث نوافذ فوقها عقود على شكل صليبي، ويحيط الايوان شريط من الخط النسخي المذهب على أرضية زرقاء، أما الكتابة فآيات من القرآن الكريم.

قلعة دمشق :

يعود تاريخ بناء قلعة دمشق إلى العصر السلجوقي، ثم أعاد بناءها الملك العادل أخو صلاح الدين سنة 615 هـ. والقلعة عبارة عن مستطيل مساحته 220 × 150 متراً، ويرتفع فوق البناء اثنا عشر برجاً يبعد الواحد عن الآخر ثلاثين متراً، أما جدار السور فكثيف وعريض البنيان .. ومن المنشآت الحربية التي ترجع إلى العصر الأيوبي في مدينة دمشق سورها القديم الذي لم تبق منه إلا أجزاء بسيطة، أهمها الباب الذي يعرف باسم "باب السلامة". ويقول ابن عساكر مؤرخ دمشق : "إنه سمي كذلك تفاؤلاً، لأنه لا يتهيأ للقتال على البلد من ناحيته لما دونه من الأشجار والانهار" .. وقد بني هذاالباب في عهد السلطان نور الدين زنكي ثم جدد في عهد السلطان الملك الصالح نجم الدين سنة 641 هـ، وعلى عتبته كتابة تشير إلى ذلك .. والسور نموذج من المنشآت العسكرية الأيوبية التي تقدم فن البناء فيها تقدماً واضحاً واضحاً في أوائل القرن السابع للهجرة.

ضريح الظاهر بيبرس :

تضم مدينة دمشق عدداً من أضرحة سلاطين العصر المملوكي، لعل أهمها ضريح السلطان الظاهر بيبرس، ويقع أمام المدرسة العدلية التي كانت في أول المدرسة العدلية التي كانت في أول الأمر قصراً من قصور الأيوبيين .. وقد تغير شكل البناء بأن رفعت حوله الواجهتان الغربية والجونبية، وأقيمت فيه قاعة الضريح التي تعلوها القبة .. وللضريح واجهة من أجمل ما بني في العصر المملوكي بدمشق، وهي مشيدة من الحجر المنحوت .. أمام المدخل الرئيسي فقد بني بحجارة بيضاء وصفراء، ويعلو الباب ثلاثة أسطر عريضة من الكتابة بالخط الثلث المملوكي الجميل، وتعلوه قبة نصف دائرية بديعة.

التكية السليمانية :

ومن عمائر العصر العثماني التي تحفل بها مدينة دمشق التكية السليمانية، والتكية هي تشبه ما عرف باسم الخانقاوات في العصر المملوكي .. وقد شيد التكية السلطان سليمان القانوني، مكان قصر الظاهر بيبرس الذي هدمه تيمورلنك .. وكان يعرف باسم "القصر الابلق" .. والتكية من أكبر المنشآت المدنية في دمشق، ويتثمل فيها طراز العمارة العثمانية أفضل تمثيل، ويبدو ذلك واضحاً في القباب والأروقة التي انتشرت في الاستانة منذ القرن القيشاني، وهي عبارة عن رسوم نباتية وهندسية وكتابية. وتمتاز الزخارف النباتية في العصر العثماني باحتوائها على رسوم الأزهار القريبة من الطبيعة، ومن هذه الأزهار الزنبق والقرنفل .. أما الاشكال الهندسية فتتألف من خطوط مستقيمة بينها بعض الأزهار البسيطة.

قصر العظم :

في القرن الثامن عشر الميلادي أراد والي دمشق أسعد باشا العظم أن ينشئ قصراً تتحدث عنه الأجيال .. فلم يجد أفضل من البقعة التي شيد فيها معاوية بن أبي سفيان قصره، فبنى قصراً منيعاً، انفق في سبيله أموالاً طائلة وقد حشد له من الصناع وأباب الحفر عدداً كبيراً، وجمع كميات كبيرة من العمد، والرخام، وبلاط القيشاني، والأخشاب وغيرها .. ويتكون القصر من صن الحرملك، مع بركته المستطيلة والمصلعة، وإلى جانبه الأروقة الشمالية .. وحول الحرملك قاعات واسعة ذات جدران مرخمة، تعلوها بلاطات القيشاني المتعددة الألوان .. وتتوسط بعض تلك القاعات فسافي تقوم بمهمة تكييف الهواء .. وهذه الفسافي مزخرفة بالفسيفساء الرخامية والزجاجية والمذهبة. وتعلو القاعات سقوف خشبية مزخرفة بنقوش زيتية ومناظر تصويرية محفورة حفراً غائراً أو بارزاً .. ويشغل الحمام الزاوية الجنوبية الشرقية من الحرملك، ويقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول خاص بخلع الملابس، والثاني متوسط الحرارة، وفي الثالث حوض تصب فيه نوافير المياه الساخنة .. وفي الزاوية الشمالية الغربية من الحرملك يقع المطبخ، وهو عبارة عن قاعة مستديرة الشكل في وسطها بركة ماء، وبقربها قاعة أخرى تعلوها عقود من الحجارة المنحوتة، وفي جدران المطبخ عدد من المواقد.




رد مع اقتباس
  #23  
قديم 29-09-2006, 02:41 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

أعلام المسلمين
عبد الملك بن مروان
نظر إليه أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو غلام، فقال: هذا يملك العرب!!
في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد (عبد الملك بن مروان) في
سنة 24هـ في أول عام من خلافة (عثمان بن عفان) رضي الله عنه، حفظ القرآن الكريم، وسمع أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عمِّه عثمان بن عفان وأبي هريرة، وأم سلمة، ومعاوية، وابن عمر -رضي الله عنهم أجمعين-.
وكثيرًا ما كان عبد الملك في طفولته المبكرة يسأل أباه وعمه ومن حوله من الصحابة عن سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيجيبونه بما يثير دهشته، ويزيد من إعجابه بعظمة الإسلام، ولكنه وهو في العاشرة من عمره رأى مقتل خليفة المسلمين (عثمان بن عفان) فترك ذلك أثرًا حزينًا في نفسه، لكنه تعلم منه الدرس، وهو أن يتعامل مع المعتدين والمشاغبين بالقوة والحزم.
ثم لازم الفقهاء والعلماء حتى صار فقيهًا، سئل ابن عمر -رضي الله عنه- ذات مرة في أمر من أمور الدين فقال: (إن لمروان ابنًا فقيهًا فسلوه) وقال الأعمش: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعروة وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن
مروان، وكان لا يترك الصلاة في المسجد، حتى سمي حمامة المسجد لعبادته ومداومته على تلاوة القرآن.
نال عبد الملك في حداثته إعجاب الجميع لتمسكه بمبادئ الإسلام، يحكي أن معاوية جلس يومًا ومعه سعيد بن العاص -رضي الله عنه- فمرَّ بهما عبد الملك، فقال معاوية: لله در هذا الفتى ما أعظم مروءته؟ فقال سعيد: يا أمير المؤمنين إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع وترك خصالاً ثلاثًا: أخذ بحسن الحديث إذا حَدَّث، وحسن الاستماع إذا حُدِّث، وحسن البِشْر إذا لقي، وخفة المئونة إذا خولف، وترك من القول ما يعتذر منه، وترك مخالطة اللئام من الناس، وترك ممازحة من لا يوثق بعقله ولا مروءته).
وخرج عبد الملك من المدينة في ربيع الآخر سنة 64هـ عند حدوث الفتنة واضطراب الأمر بالشام وظهور عبد الله بن الزبير بمكة والحجاز وإعلان نفسه خليفة للمسلمين، ولم تكد تمضِ ستة أشهر حتى تولى أبوه مروان الخلافة، لكنه لم يستمر سوي عشرة أشهر حتى توفي، فخلفه في رمضان من عام 65هـ عبد الملك بن مروان وأقبل عليه كبراء بني أمية وأمراء الجنود ورؤساء القوم وكبار رجال الدولة
فبايعوه.
وحين تولى عبد الملك خلفًا لأبيه لم يكن في يده غير الشام ومصر فقط، وهكذا كانت الأخطار تحيط بدولته من كل جانب في الداخل، فوجد الدولة الإسلامية منقسمة تسودها الفتن والاضطرابات، فهناك ابن الزبير في الحجاز، ودولة بني أمية في الشام، والخوارج الأزارقة بالأهواز، والخوارج (النجدات) بجزيرة العرب، والشيعة بالكوفة في العراق، وفي الخارج كانت الروم تكيد له، وتنتهز فرصة الانقسام لتغير على الحدود في الشمال والغرب، تهديدات من كل اتجاه، فأدرك (عبد الملك) أنه لابد من توحيد الجهود الإسلامية ضد الأعداء، وبدأ في تجهيز الجيوش، وأحسن معاملة قواده وحاشيته، يكرمهم، ويعطف عليهم، ويزورهم إذا مرضوا، ويحضرهم مجالسه، ويعاملهم كأصدقاء، فكان ذلك من أكبر عوامل نجاحه وانتصاره.
وبحلول عام 74هـ اجتمعت كلمة الأمة بعد خلاف طويل، وانتهى النزاع حول الخلافة، حتى سمي هذا العام بعام الوحدة، وتمت البيعة لعبد الملك من الحجاز والعراق، كما تمت له من قَبْلُ في الشام ومصر، وجاءته أيضًا من خراسان، واستردت الدولة الإسلامية مكانتها وهيبتها وسيادتها على الأعداء، واتسعت حدودها بعد أن أضاف إليها عبد الملك أقاليم جديدة؛ حيث أرسل جنوده ففتحوا بعض بلاد المغرب وتوغل فيها.
واتبع عبد الملك سياسة الحزم والشدة، فكان قوي الإرادة والشخصية؛ لذلك قالوا: (كان معاوية أحلم وعبد الملك أحزم) وقال أبو جعفر المنصور: كان عبد الملك أشدهم شكيمة وأمضاهم عزيمة، وكان عبد الملك حريصًا على نزاهة من يعملون في دولته.. بلغه ذات يوم أن أحد عماله قبل هدية، فأمر بإحضاره إليه، فلما حضر قال له: أقبلتَ هدية منذ وليتك؟ قال: يا أمير المؤمنين بلادك عامرة وخراجك
موفورة، رعيتك على أفضل حال.. قال: أجب عما سألتك.. قال: نعم قد
قبلت؛ فعزله عبد الملك.
ولم يكن عبد الملك رجل سياسة فحسب، ولكنه كان أديبًا يحب الأدباء، ويعقد المجالس الأدبية، وينتقد ما يلْقَى عليه من الشعر انتقادًا يدل على ذوق أدبي رفيع، وقد أظهر عبد الملك براعة في إدارة شئون دولته وتنظيم أجهزتها مثلما أظهر براعة في إعادة الوحدة إلى الدولة الإسلامية، فاعتمد على أكثر الرجال في عصره مهارةً ومقدرةً وأعظمهم كفاءةً وخبرةً مثل الحجاج بن يوسف الثقفي وبشر بن مروان وعبد العزيز بن مروان وتفقد عبد الملك أحوال دولته بنفسه، وتابع أحوال عماله وولاته، وراقب سلوكهم، وأنجز أعمالاً إدارية ضخمة دفعت بالدولة الإسلامية أشواطًا على طريق التقدم.
فهو أول من ضرب الدنانير وكتب عليها القرآن، فكتب على أحد وجهي الدنانير (قل هو الله أحد) وكتب على الوجه الآخر: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق، ونقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العربية، وهو ما يُعرف في التاريخ بـ(حركة تعريب الدواوين).
ورغم شدة وحزم عبد الملك فإنه كان رقيق المشاعر، يخشى الله ويتضرع إليه، خطب ذات مرة، فقال: (اللهم إن ذنوبي عظام، وهي صغار في جنب عفوك يا
كريم فاغفرها لي) وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قيل له: كيف تجدك؟ فقال: أجدني كما قال الله تعالي: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم} [الأنعام: 94].
ومات عبد الملك سنة 86 من الهجرة، وعمره 60 سنة، وصلى عليه ابنه الوليد.
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 29-09-2006, 02:42 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

عمر بن عبد العزيز
رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رؤيا، فقام من نومه يردد: مَنْ هذا الأشجُّ من بني أمية، ومِنْ ولد عمر يُسَمى عمر، يسير بسيرة عمر ويملأ الأرض عدلاً.
ومرت الأيام، وتحققت رؤيا أمير المؤمنين، ففي منطقة حلوان بمصر حيث يعيش وإلى مصر عبد العزيز بن مروان وزوجته ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وُلِد
عمر بن عبد العزيز سنة 61هـ، وعني والده بتربيته تربية صالحة، وعلَّمه القراءة والكتابة، لكن عمر رغب أن يغادر مصر إلى المدينة ليأخذ منها العلم، فاستجاب
عبد العزيز بن مروان لرغبة ولده وأرسله إلى واحد من كبار علماء المدينة وصالحيها وهو (صالح بن كيسان).
حفظ عمر بن عبد العزيز القرآن الكريم، وظهرت عليه علامات الورع وأمارات التقوى، حتى قال عنه معلِّمه صالح بن كيسان: ما خَبَرْتُ أحدًا -الله أعظم في صدره- من هذا الغلام، وقد فاجأته أمه ذات يوم وهو يبكي في حجرته، فسألته: ماذا حدث لك يا عمر؟ فأجاب: لا شيء يا أماه إنما ذكرتُ الموت، فبكت أمه.
وكان معجبًا إعجابًا شديدًا بعبد الله بن عمر -رضي الله عنه- وكان دائمًا يقول لأمه: تعرفين يا أماه لأكونن مثل خالي عبد الله بن عمر، ولم تكن هذه الأشياء وحدها هي التي تُنبئ بأن هذا الطفل الصغير سيكون علمًا من أعلام الإسلام، بل كانت هناك علامات أخرى تؤكد ذلك، فقد دخل عمر بن العزيز إلى إصطبل
أبيه، فضربه فرس فشجَّه (أصابه في رأسه) فجعل أبوه يمسح الدم عنه، ويقول: إن كنتَ أشجَّ بني أمية إنك إذن لسعيد.
وكان عمر نحيف الجسم أبيض الوجه حسن اللحية، وتمضي الأيام والسنون ليصبح عمر بن عبد العزيز شابًّا فتيًّا، يعيش عيشة هنيئة، يلبس أغلى الثياب، ويتعطر بأفضل العطور، ويركب أحسن الخيول وأمهرها، فقد ورث عمر عن أبيه الكثير من الأموال والمتاع والدواب، وبلغ إيراده السنوي ما يزيد على الأربعين ألف دينار، وزوَّجه الخليفة عبد الملك بن مروان ابنته فاطمة، وكان عمر -رضي الله عنه- وقتها في سن العشرين من عمره، فازداد غِنًى وثراءً.
ولما بلغ عمر بن عبد العزيز الخامسة والعشرين، اختاره الخليفة الأموي الوليد بن
عبد الملك ليكون واليًا على المدينة وحاكمًا لها، ثم ولاه الحجاز كله، فنشر الأمن والعدل بين الناس، وراح يعمِّر المساجد، بادئًا بالمسجد النبوي الشريف، فحفر الآبار، وشق الترع، فكانت ولايته على مدن الحجاز كلها خيرًا وبركة، شعر فيها الناس بالأمن والطمأنينة.
واتخذ عمر بن عبد العزيز مجلس شورى من عشرة من كبار فقهاء المدينة على رأسهم التابعي الجليل (سعيد بن المسيِّب) فلم يقطع أمرًا بدونهم، بل كان دائمًا يطلب منهم النصح والمشورة، وذات مرة جمعهم، وقال لهم:
إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه، ونكون فيه أعوانًا على الحق، ما أريد أن أقطع أمرًا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحدًا يتعدَّى أو بلغكم عن عامل (حاكم) ظلامة فأُحرج بالله على من بلغه ذلك إلا أبلغني، فشكروه ثم انصرفوا، وظل عمر بن عبد العزيز في ولاية المدينة ست سنوات إلى أن عزله الخليفة الوليد بن
عبد الملك لأن الحجاج أفهمه أن عمر أصبح يشكل خطرًا على سلطان بني أمية.
ذهب عمر إلى الشام ومكـث بها إلى أن مـات الـوليد بن عبد الملك، وتولى الخلافة بدلاً منه أخوه سليمان بن عبد الملك، وكان يحب عمر، ويعتبره أخًا وصديقًا ويأخذ بنصائحه، وذات يوم مرض الخليفة مرض الموت، وشعر بأن نهايته قد
اقتربت، فشغله أمر الخلافة حيث إن أولاده كلهم صغار لا يصلحون لتولي أمور الخلافة، فشاور وزيره (رجاء بن حيوة) العالم الفقيه في هذا الأمر، فقال له:
إن مما يحفظك في قبرك ويشفع لك في أخراك، أن تستخلف على المسلمين رجلا صالحًا.
قال سليمان: ومن عساه يكون؟
قال رجاء: عمر بن عبد العزيز.
فقال سليمان: رضيت، والله لأعقدن لهم عقدًا، لا يكون للشيطان فيه نصيب، ثم كتب العهد، وكلف (رجاء) بتنفيذه دون أن يَعْلَمَ أحدٌ بما فيه.
مات سليمان، وأراد (رجاء بن حيوة) تنفيذ العهد لكن عمر كان لا يريد
الخلافة، ولا يطمع فيها، ويعتبرها مسئولية كبيرة أمام الله، شعر عمر بن عبد العزيز بالقلق وبعظم المسئولية، فقرر أن يذهب على الفور إلى المسجد حيث يتجمع المسلمون، وبعد أن صعد المنبر قال: لقد ابتليتُ بهذا الأمر على غير رَأْي مِنِّي
فيه، وعلى غير مشورة من المسلمين، وإني أخلع بيعة من بايعني، فاختاروا
لأنفسكم، لكن المسلمين الذين عرفوا عدله وزهده وخشيته من الله أصرُّوا على أن يكون خليفتهم، وصاحوا في صوت واحد: بل إياك نختار يا أمير المؤمنين، فبكي عمر.
وتولى الخلافة في يوم الجمعة، العاشر من صفر سنة 99هـ، ويومها جلس حزينًا مهمومًا، وجاء إليه الشعراء يهنئونه بقصائدهم، فلم يسمح لهم، وقال لابنه: قل
لهم {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} [يونس: 15].
دخلت عليه زوجته فاطمة وهو يبكي، فسألته عن سرِّ بكائه، فقال: إني تَقَلَّدْتُ (توليت) من أمر أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أسودها وأحمرها، فتفكرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري والمجهود، والمظلوم المقهور، والغريب
الأسير، والشيخ الكبير، وذوي العيال الكثيرة، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمتُ أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة، فخشيتُ ألا تثبتَ لي حجة فبكيتُ.
وترك عمر زينة الحياة الدنيا، ورفض كل مظاهر الملك التي كانت لمن قبله من الخلفاء، وأقام في بيت متواضع بدون حـرس ولا حجاب، ومنع نفسه التمتع بأمواله، وجعلها لفقراء المسلمين، وتنازل عن أملاكه التي ورثها عن أبيه، ورفض أن يأخذ راتبًا من بيت المال، كما جرَّد زوجته فاطمة بنت الخليفة عبد الملك بن مروان من حليها وجواهرها الثمينة، وطلب منها أن تعطيها لبيت المال، فقال لها:
اختاري..إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما أن تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت ومعك هذه الجواهر في بيت واحد، فأنت تعلمين من أين أتى أبوك بتلك الجواهر، فقالت: بل أختارك يا أمير المؤمنين عليها وعلى أضعافها لو كانت لي، فأمر عمر بتلك الجواهر فوضعت في بيت المال.
وبلغه أن أحد أولاده اشترى خاتمًا له فصٌّ بألف درهم، فكتب إليه يلومه، ويقول له: بِعه وأشبع بثمنه ألف جائع، واشترِ بدلاً منه خاتمًا من حديد، واكتب عليه: رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه.
ويحكى أن عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- كان يقسم تفاحًا للمسلمين، وبينما هو يفرقه ويقسمه على من يستحقه إذ أخذ ابن صغير له تفاحة، فقام عمر وأخذ التفاحة من فمه، فذهب الولد إلى أمه وهو يبكي، فلما علمت السبب، اشترت له تفاحًا، فلما رجع عمر شم رائحة التفاح، فقال لزوجته: يا فاطمة، هل أخذت شيئًا من تفاح المسلمين؟ فأخبرته بما حدث، فقال لها: والله لقد انتزعتها من ابني
فكأنما انتزعتُها من قلبي، لكني كرهتُ أن أضيِّع نفسي بسبب تفاحة من تفاح المسلمين!!
وها هو ذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الذي تحت تصرفه وطوع أمره أموال الدولة وكنوزها، يقول لزوجته يومًا: تشتهي نفسي عسل لبنان، فأرسلت فاطمة إلى ابن معد يكرب، عامل (أمير) لبنان، وذكرت له أن أمير المؤمنين يشتهي عسل
لبنان، فأرسل إليها بعسل كثير، فلما رآه عمر غضب، وقال لها: كأني بك يا فاطمة قد بعثتِ إلى ابن معد يكرب، فأرسل لك هذا العسل؟ ثم أخرج عمر العسل إلى السوق، فباعه، وأدخل ثمنه بيت المال، وبعث إلى عامله على لبنان يلومه، ويقول له: لو عُدْتَ لمثلها فلن تلي لي عملا أبدًا، ولا أنظر إلى وجهك.
وكان عمر بن عبد العزيز حليمًا عادلاً، خرج ذات ليلة إلى المسجد ومعه رجل من الحراس، فلما دخل عمر المسجد مرَّ في الظلام برجل نائم، فأخطأ عمر وداس
عليه، فرفع الرجل رأسه إليه وقال أمجنون أنت؟ فقال: لا، فتضايق الحارس وهَمَّ أن يضرب الرجل النائم فمنعه عمر، وقال له: إن الرجل لم يصنع شيئًا غير أنه
سألني: أمجنون أنت؟ فقلت: لا.
وكان عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- رقيق المشاعر، رحيمًا بالإنسان
والحيوان، كتب ذات يوم إلى واليه في مصر قائلاً له: بلغني أن الحمالين في مصر يحملون فوق ظهور الإبل فوق ما تطيق، فإذا جاءك كتابي هذا، فامنع أن يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل.
وقد حرص عمر الزاهد العادل التقي على ألا يقرب أموال المسلمين ولا يمد يده إليها، فهي أمانة في عنقه، سيحاسبه الله عليها يوم القيامة، فكان له مصباح يكتب عليه الأشياء التي تخصه، ومصباح لبيت المال يكتب عليه مصالح المسلمين لا يكتب على ضوئه لنفسه حرفًا..وذات مرة سخنوا له الماء في المطبخ العام، فدفع درهمًا ثمنًا للحطب!!
لقد كان همه الأول والأخير أن يعيش المسلمون في عزة وكرامة، ينعمون بالخير والأمن والأمان، كتب إلى أحد أمرائه يقول: لابد للرجل من المسلمين من مسكن يأوي إليه، وخادم يكفيه مهنته، وفرس يجاهد عليه عدوه، وأثاث في بيته، وكان يأمر عماله بسداد الديون عن المحتاجين، وتزويج من لا يقدر على الزواج، بل إن مناديه كان ينادي في كل يوم: أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ أين المساكين؟ أين اليتامى؟ حتى استطاع بفضل من الله أن يغنيهم جميعًا.
خرج عمر راكبًا ليعرف أخبار البلاد، فقابله رجل من المدينة المنورة فسأله عن حال المدينة، فقال: إن الظالم فيها مهزوم، والمظلوم فيها ينصره الجميع، وإن
الأغنياء كثيرون، والفقراء يأخذون حقوقهم من الأغنياء، ففرح عمر فرحًا شديدًا وحمد الله، وهكذا رجـل مـن ولـد (زيـد بن الخطــاب) يقول: (إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفًا، فما مات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال
العظيم، فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يبحث عمن يعطيه فما يجد، فيرجع بماله، قد أغنى الله الناس على يد عمر).
طُلب منه أن يأمر بكسوة الكعبة،كما جرت العادة بذلك كل عام، فقال: إني رأيت أن أجعل ذلك (ثمن كسوة الكعبة) في أكباد جائعة،فإنه أولى بذلك من البيت، وبعد فترة حكمه التي دامت تسعة وعشرين شهرًا، اشتد عليه المرض، فجاءه ابن عمه مسلمة بن عبد الملك، فقال له: يا أمير المؤمنين، ألا توصي لأولادك، فإنهم
كثيرون، وقد أفقرتهم، ولم تترك لهم شيئًا؟!
فقال عمر: وهل أملك شيئًا أوصي لهم به، أم تأمرني أن أعطيهم من مال المسلمين؟ والله لا أعطيهم حق أحد، وهم بين رجلين: إما أن يكونوا صالحين فالله
يتولاهم، وإما غير صالحين فلا أدع لهم ما يستعينون به على معصية الله، وجمع أولاده، وأخذ ينظر إليهم، ويتحسس بيده ثيابهم الممزقة؛ حتى ملئت عيناه
بالدموع، ثم قال: يا بَنِي، إن أباكم خُيِّر بين أمرين: بين أن تستغنوا (أي تكونوا أغنياء) ويدخل أبوكم النار، وبين أن تفتقروا، ويدخل أبوكم الجنة، فاختار
الجنة.. يا بَنِي، حفظكم الله ورزقكم، وقد تركتُ أمركم إلى الله وهو يتولى الصالحين.
ثم قال لأهله: اخرجوا عني، فخرجوا، وجلس على الباب مَسْلَمة بن عبد الملك وأخته فاطمة، فسمعاه يقول: مرحبًا بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان، ثم قرأ: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].
ومات عمر بعد أن ضرب المثل الأعلى في العدل والزهد والورع... مات أمير المؤمنين خامس الخلفاء الراشدين!!
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 04-12-2006, 10:24 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

صور حكام الأسرة
أدرجنا في هذه الفقرة كل المواد المصورة التي يمكن أن تصف لنا هيئة حكام الأسرة أو السلالة، اقتصرنا على المواد التي يمكن أن ترتقي إلى قيمة تاريخية (وليس الصور أو الرسومات الخيالية)، يمكن العثور على هذه المواد على العملات و النقود القديمة، الزخارف على القصور، الكتب والمخطوطات المعاصرة لفترة الحاكم، و بعض اللوحات الشخصية أو الصور الشمسية بالنسبة للفترة الحديثة (بعد القرن الـ15 م). من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر هذه المواد هي معاصرتها للشخص الذي تصوره لنا.









تاريخ الشعارات و الرايات المستعملة أثناء عهد الأسرة
أدرجنا في هذه الفقرة كل الأشياء التي اتخذتها الأسرة أو السلالة أو مجموعة من الحكام حتى تميز نفسها. الشعارات: وقد تتخذ على الأختام، الدروع، الألبسة، الأواني...وغيرها. الرايات: وتتخذ أثناء الحروب، و هي أهم مايمكن أن يميز السلالات عن بعضها.




رد مع اقتباس
  #26  
قديم 08-12-2006, 10:51 AM
الصورة الرمزية ابريل
ابريل ابريل غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
الدولة: الكـــــــويت
المشاركات: 477
معدل تقييم المستوى: 18
ابريل is on a distinguished road

جزاكم الله خيراً

لكن هل من عزو مصادرك وفقك الله ..

وقد استوقفني الكلام في 64 هـ الى 85 وخلافه عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وارضاه ..

ولي عودة في ادراج ما يراه اهل التاريخ في ذلك ..

رفع الله قدركم

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 09-12-2006, 03:39 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

مرحبا بك اختي الفاضله

عذرا على عدم ذكر المصدر

المصدر : موسوعة الاسره المسلمه للتاريخ

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 14-12-2006, 01:48 PM
اخو ساره اخو ساره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 24
معدل تقييم المستوى: 0
اخو ساره is on a distinguished road

جزاك الله خير على الموضوع الجميل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
فالعصر الاموى كان فى خير القرون
والدوله الامويه لها انجازات وفتوحات عظيمه
ولكن الكرة الشيعى على هذة الدوله حجب الكثير منمفاخر هذة الدوله
وصورها لنا كدوله ظالمه
عموما ممكن ان تسمح لى بمداخه
الدوله الفاطميه ليست من سلاله اهل البيت بل مدعيه ولذالك سميت العيديه نسبه الى عبيدالله بن قداح على ماذكر
متسمى بثورة الزنوج كانت فى الدوله العباسيه
والله يبارك فيك

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 14-12-2006, 07:17 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

يا مرحبا بك يا اخو ساره

ولا هنت على الحضور والمداخله الطيبه

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 20-01-2007, 03:54 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار

مرفق

الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار

الملفات المرفقة

نوع الملف: zip الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار.zip‏ (1.29 ميجابايت, المشاهدات 749)
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدوله العثمانيه د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 56 03-04-2007 11:56 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:33 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع