لماذا ورّط بلاتر الوزير؟!
كتب صلاح حيدر: حالة الاندهاش والحزن التي بدت في نبرة صوت معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بدر الدويلة خلال تعقيبه على ما ذكره رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر اثناء اعلان خبر تعليق عضوية الكويت، كانت تعبيرا صادقا لرد فعل عفوي من شخص تعرض لظلم شديد وموجع، فالكلام الذي ورد على لسان بلاتر فيما يتعلق بالوزير الدويلة لم يثر دهشة الوزير فقط وإنما اثار جميع المتابعين لهذه القضية الشائكة، ولاننا نسعى دائما لكشف الحقائق امام الشارع الرياضي والمهتمين بهذا الملف فاننا نرى ان من واجبنا اليوم كشف هذا اللبس من خلال تفاصيل دقيقة ومؤكدة عما دار من حوارات في بكين بين الوزير الدويلة ورئيس الفيفا بلاتر.
ولكي يعرف القراء تفاصيل القصة.. علينا ان نعيد نشر التصريح الذي تابعناه على الهواء مباشرة على لسان بلاتر نفسه بعد انتهاء اجتماع المكتب التنفيذي للفيفا مساء امس الاول، بلاتر قال حرفيا: منذ سنتين فان الوضع في الكويت كان كالتالي.. اولا كانت هناك صعوبات في تغيير النظام الاساسي.. والآن عليهم »يقصد اتحاد الكرة الكويتي« عقد جمعية عمومية »يقصد اجراء الانتخابات« قدمنا للطرفين.. السلطة السياسية واتحاد الكرة خارطة طريق تبدأ منذ بداية العام الحالي، ثم طلبوا تأجيل الانتخابات.. فوافقنا شريطة ان تتم في سبتمبر، ثم عادوا بعد ذلك في اولمبياد بكين وطلبوا التأجيل.. حيث التقيت مع احد الوزراء الكويتيين وابلغني ان شهر سبتمبر يصادف رمضان وطلب اجراءها في اكتوبر فوافقنا ولكنهم لم يلتزموا، ولم يتركوا لنا خياراً آخر.. لانهم كانوا موقوفين.. وتم رفع العقوبة على اساس شروط، واليوم اعيد تفعيل العقوبة وهم محرومون خارجيا حتى يلتزموا بخارطة الطريق.
الوزير عرض وثيقة التعهد
وللامانة فان كل ما ورد على لسان بلاتر صحيح تماما باستثناء تلك الجزئية المتعلقة بلقائه مع وزير كويتي في بكين وهو يقصد الوزير بدر الدويلة لانه المسؤول الكويتي الوحيد الذي اجتمع مع بلاتر في اولمبياد بكين.
بلاتر قال: الوزير ابلغني ان شهر سبتمبر يصادف رمضان وطلب اجراء الانتخابات الى اكتوبر وهذا الكلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا كما سنبين في السطور التالية استنادا الى معلومات ووثائق، فالوزير الدويلة عرض خلال الاجتماع مع بلاتر الوثيقة التي وقعها سلفه جمال الشهاب في 24 ابريل الماضي وارسلها كتعهد خطي الى اللجنة الاولمبية الدولية لاتباع اربع خطوات اولها اعتماد النظام الاساسي المتوافق مع الميثاق الاولمبي من قبل اللجنة الاولمبية الكويتية وثانيها ان تقوم الحكومة الكويتية بتعديل القانون المحلي ليتوافق مع الميثاق الاولمبي وقوانين الاتحادات الدولية وثالثها عرض هذه التعديلات على مجلس الامة وفقا للاجراءات الديموقراطية المتبعة في الكويت وذلك لاتخاذ القرار النهائي بشأنها اما الخطوة الرابعة وهي المهمة في هذا اللبس فتتمثل باتمام الخطوات الثلاث المذكورة في اسرع وقت ممكن ولكن قبل نهاية العام الجاري (مرفق رقم1).
هذه الحقيقة تبرهن على ان الوزير الدويلة ذهب الى بكين مستندا الى اتفاق بين الوزير السابق واللجنة الاولمبية الدولية وهو ما ينفي انه طلب التأجيل بسبب شهر رمضان لا سيما وان الوزير الكويتي كما وصفه بلاتر اعلن مرارا وتكرارا ان الحكومة لن تلجأ لاستخدام مراسيم الضرورة بل انه لم يذهب الى بكين الا لنزع فتيل مواجهة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ستحتدم اذا ما تم تفعيل مرسوم الضرورة فمن غير المقبول ان يطلب التأجيل لمدة شهر واحد فقط؟! هنا علينا التوضيح باننا ما زلنا متحفظين على عدم استخدام الحكومة لحقها الدستوري الاصيل والمتمثل باستخدام مرسوم الضرورة ورغم اننا عارضنا الوزير الدويلة في تصريحاته بهذا الشأن الا اننا ذكرناها احقاقا للحق وتدليلا على سلامة موقف الوزير.
رد الفيفا يدعم الوزير
ثمة جانب آخر يدعم صحة ما ذكره الوزير الدويلة ولكنه موثق هذه المرة من خلال رسالة تلقاها مكتب الوزير في الثالث من سبتمبر الماضي ومذيلة بتوقيع جيرومي فالكة ونصت على التالي:
سعادة الوزير: بالاشارة الى كتابكم المرسل الى رئيس الاتحاد الدولي بتاريخ 2008/8/27 والى الكتاب المرسل للفيفا بتاريخ 2008/8/31 من قبل سكرتير اللجنة الانتقالية للاتحاد الكويتي لكرة القدم فاننا نود افادتكم باننا قمنا بمراجعة مضمون الكتابين.
ولسوء الحظ فإن الاتحاد الدولي ليس في وضع يمكنه من تغيير القرار الذي أعرب عنه في كتبنا المرسلة لكم والى الاتحاد الكويتي بتاريخ 15، 2008/8/16 على التوالي والتي مفادها ان:
- لقد وافق الفيفا على طلبكم المقدم في بكين بتأجيل الانتخابات ولكن ليس لاكثر من شهر واحد.
- يجب اجراء انتخابات الاتحاد الكويتي لكرة القدم من 1 حتى 15 أكتوبر 2008 »مرفق رقم 2«.
لاحظوا الاستدراك بعبارة »ولكن ليس لاكثر من شهر« فهي تدل بصورة قاطعة ان الوزير الدويلة طلب في بكين التأجيل لفترة طويلة »نهاية العام الجاري« ولكن الفيفا لم يوافق على أكثر من شهر واحد فقط.
وبالاضافة الى هذا وذاك.. فاننا استفسرنا من بعض الرياضيين الكويتيين عما دار في بكين فأكدوا لنا ان ما ورد على لسان بلاتر عار عن الصحة.. وان ما قاله الوزير الدويلة صحيح تماما.. وهنا ربما يتبادر الى الذهن تساؤلات كثيرة ابرزها من يقف وراء هذا التلاعب بالحقائق.. وتزويرها وما الذي يهدف إليه؟!
بن همام يصرُّ على موقفه!
للاجابة عن مثل هذه التساؤلات وغيرها.. فاننا بحاجة للتذكير ببعض الاحداث وربطها بموضوعية وعقلانية حتى نبين لفرسان الاصلاح الرياضي المزعوم ان المؤامرة التي تحاك ضد الكويت ورياضتها بطلها الرئيسي ذاك الضمير المستتر الذي تقديره »هو«؟!
لعل معالي الوزير بدر الدويلة يعلم اكثر من غيره ما دار في تلك الاتصالات التي اجراها هو مع »شقيق الكويت« محمد بن همام العبدالله رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من اجل استخلاص موافقة الفيفا على تأجيل الانتخابات الى نهاية العام الجاري ولعل الوزير يعلم ان بن همام وعده باتمام هذه الخطوة واتفقا على الالتقاء سويا ببلاتر على هامش دورة الالعاب الأولمبية في بكين، وايضا لعل تخلف بن همام عن الحضور من شأنه ان يثير الشكوك حول نواياه ورغباته بل ان الرسالة الالكترونية المرسلة من »صديق الكويت« الى جوزيف بلاتر والتي عرضها جيرومي شالكه على الوزير الدويلة تؤكد ان هذا الشقيق كان يبيت النية لحاجة ما في نفسه اذ كانت تحمل موجزة »انا مصر على موقفي وقراري بالنسبة لقضية الكويت«.
ولكي نكون اكثر دقة فان المسؤولين بالفيفا اخبروا الوزير عن ضرورة الحصول على موافقة رئيس الاتحاد القاري »بن همام« على اي قرار يتعلق بالتأجيل وحين ابلغهم عن فحوى اتصالاته مع »الشقيق« عرضوا له هذه الرسالة لكي يبينوا له ان قرار بن همام الرسمي مخالف لما وعد به الوزير.
قلق.. بن همام؟!
معالي الوزير الدويلة يعلم ايضا اكثر من سواه ان بلاتر وعده خلال الاجتماع بتلقيه »خبرا سعيدا« خلال 24 ساعة ثم »تمددت« هذه المهلة بفعل فاعل الى اسبوع (من 9 الى 2008/8/16)، وجاء القرار مخالفاً للوعود والآمال.. بسبب موقف الصديق بن همام كما بدا واضحا من الخطاب الذي ارسله جوزيف بلاتر في 17 يوليو الماضي ردا على طلب التأجيل الذي تقدم به الشيخ احمد الفهد رئيس اللجنة الاولمبية (مرفق3).
فهذا الكتاب تضمن في احدى فقراته: اما فيما يخص طلبكم بالتأجيل مجددا لانتخابات اتحاد كرة القدم الكويتي، فلقد ناقشت القضية مع زميلي محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي وعضو المكتب التنفيذي للفيفا، وكلانا قلق على وضع الاتحاد الكويتي بسبب استقالة معظم اعضاء اللجنة الانتقالية، وقصور واضح في القيادة«.
لاحظوا يا خوان.. بن همام قلق.. ويؤيد عدم التأجيل ولذلك فان بلاتر اعتذر بلباقة عن عدم تلبية طلب الشيخ احمد الفهد بالتأجيل.. مثلما منح للوزير تأجيلا لمدة شهر واحد فقط.
أربعة مواقف.. شاهدة؟!
وما دمنا فتحنا ملف موقف بن همام من مسألة التأجيل فاننا نعتقد ان الاسترسال والتذكير ببعض ممارساته تجاه الكرة الكويتية سيكون مفيدا للتوصل الى خلاصة ومحصلة.
ولان ممارسات هذا »الشقيق« كثيرة لا يمكن احصاؤها في هذا السياق فاننا سنكتفي بالاشارة الى 4 مواقف فقط اولها حين نفث حقده وسمومه على الكويت من خلال عقوبات مغلظة اتخذها بحق لاعبي القادسية في مباراة السد مع العلم بانه تغاضى عن المتسبب الرئيسي للمشكلة وهو عبدالقادر كيتا.
أما الموقف الثاني فهو مساهمة »صديق بوتركي« في اقصاء اسد تقي من منصبه كنائب اول للرئيس في الاتحاد الآسيوي من خلال تغيير آلية اختيار من يشغل هذا المنصب والتي ادت اضافة الى بعض الممارسات الاخرى لحرمان الكويت من هذا المقعد القاري المهم اذ اقدم تقي بعد هذه الاجراءات على تقديم استقالته قبل ان يتم اقصاؤه فعلياً.
ويتمثل الموقف الثالث في القرار الذي اتخذه اتحاد ذلك الذي »يتقطع قلبه حزناً« على الكويت في منع اللاعبين النيجيريين المجنسين (فتاي وجون)، المشاركة مع منتخب البحرين امام المنتخب القطري في محطة حاسمة ومهمة ضمن التصفيات الاولمبية ثم سحب القرار والسماح لهما بالمشاركة امام الكويت بعد اسبوع واحد فقط.
الموقف الرابع يتعلق بحرمان نجم القادسية والمنتخب الوطني بدر المطوع من جائزة افضل لاعب آسيوي لعام 2007 بعد ان اسقطت عمداً نقاط بعض المباريات المهمة من الحسابات التي ترجح كفة لاعبنا للفوز باللقب.
كيف أدار ابن همام.. أزمتنا؟!
نعتذر للاطالة ولكنها ضرورية للتوصل الى استنتاج منطقي وموضوعي.. ونود ان نضيف عليها معلومات اضافية تتعلق بأزمتنا الحالية مع الفيفا.
فلو عدنا الى الماضي القريب.. وتحديدا الى اول زيارة قام بها وفد يمثل الفيفا والاتحادين الآسيوي في الازمة الحالية يوم 2007/3/10، سنجد ان من الغى المؤتمر الصحفي الذي كان من المفترض انعقاده لوضع النقاط على الحروف وشرح كل متطلبات الفيفا والمبادئ الاساسية في لائحته الاساسية هو ابن همام نفسه بقصد خلط الاوراق واطالة امد الازمة، ولو تذكرنا الطريقة التي تم بموجبها تعيين الاخ الفاضل سليمان العدساني رئيساً للجنة انتقالية مكلفة من الفيفا اضافة الى غسان النصف سندرك على الفور انها بتكتيك من ابن همام نفسه، ولو استرجعنا تصريحه »الشهير« للزميلة الاماراتية »سوبر« والذي قال فيه »دعمت الرغبة الاميرية السامية بتكوين الاتحاد الكويتي لكرة القدم من 14 عضواً.. فإننا سنعرف على الفور انه وراء تغيير هذه المادة في اللائحة التي تلقتها لجنة الاخ العدساني في 19 مارس 2007.
ولعل كل هذه الحقائق تدفعنا ليقين بأن هذا »الشقيق« وقف وراء كل التلاعب.. والكتب المتناقضة التي تلقاها اتحادنا على مدى اكثر من شهر ايام لجنة العدساني والتي تسببت في الازمة التي نعاني منها اليوم.. ونخص بالذكر هنا كتاب 2007/3/24 الذي يحتاج صفحة كاملة لشرح كل ما حمله من تلاعب، او كتاب سحب صلاحية الجمعية العمومية (اتباع الخيار رقم 1) او خطاب 2007/9/6 (خيرناهم فاختاروا).
كل هذه الوقائع والأحداث تدل بصورة قاطعة أن هذا »الشقيق المتنفذ« في الاتحادين الدولي والآسيوي هو الذي أدار أزمتنا الكروية داخليا.. وتلاعب في علاقتنا مع الفيفا ولكن.. ما الذي يهدف إليه هذا الصديق من وراء كل هذه الألاعيب؟!
هدفه.. إطالة أمد الأزمة؟!
للأسف.. فإن رئيس الاتحاد الآسيوي لم يكتف بمحاولة تأليب المجتمع الكويتي على »بعض أبناء الأسرة الحاكمة ممن يشتغلون في الرياضة« على حد قوله لمجلة سوبر الإماراتية حين اتهمهم »بمحاربة الرغبة الأميرية السامية«.. بل انه اليوم يسعى لشق الصف الكويتي وتأليب الشارع على الوزير الدويلة من خلال الادعاء بأنه لم يطلب سوى شهر واحد تأجيل، ولأن هذا »الشقيق« يدرك جيدا أن الأرضية في الكويت خصبة وملائمة لتقبل مثل هذه الادعاءات.. وبالتالي فإنه سينجح بتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة.. وضمان عدم وصول من يهدد مكانته إلى سدة الرئاسة بالاتحاد الكويتي لكرة القدم في دورته الانتخابية الجديدة!!
ربما يتساءل القراء.. ما علاقة بن همام بما ذكره بلاتر وهنا يكفي التأكيد بأن من استطاع إدارة أزمتنا.. والتلاعب هنا بمبادئ الفيفا ومفاهيمه من خلال مراسلات بعثت إلى الكويت.. ومن يملك كل هذا التاريخ الحافل من الحقد والكراهية على رياضة الكويت وكرتها. فإنه يستطيع بطريقة أو بأخرى إقناع بلاتر.. تمرير هذه المعلومة المغلوطة.
في الخلاصة.. فإننا جميعا مطالبون اليوم بالحيطة والحذر من هذه الممارسات المشبوهة والتصدي لمحاولات بن همام أو غيره من العابثين بمصلحة هذا البلد.. كلنا معا. سواء كنا معارضين للقوانين أو مؤيدين لها علينا أن نقف صفا واحدا في وجه هذه الممارسات الشيطانية.
بلاتر: ممكن رفع الايقاف خلال 10 أيام
أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر أمس السبت في عمان ان قرار تعليق عضوية الاتحاد الكويتي للعبة حتى اشعار اخر يمكن رفعه خلال عشرة ايام شرط الالتزام بضوابط الفيفا.
وقال بلاتر في مؤتمر صحافي عقده في عمان «الاتحاد الدولي اضطر الى اتخاذ قرار تعليق عضوية وانشطة الاتحاد الكويتي لاجل غير مسمى بسبب عدم التزام الجهات المعنية في الكويت بسلسلة وعود اطلقوها خلال هذا العام بمراعاة ضوابط ومعايير الفيفا فيما يتعلق بعضوية الاتحاد الكويتي وجمعيته العمومية».
واضاف «الكرة الان في الملعب الكويتي وان قرار رفع الايقاف يمكن ان يتخذ خلال عشرة أيام في حال التزم الجانب الكويتي بما طلب منه»، مؤكدا «تمسك الفيفا بمطالبه التي يعرفها الكويتيون جيدا».
الجماهير تحتج على الوضع في مجلس الأمة
من المتوقع جدا ان تحضر مجموعة من الجماهير الكويتية جلسة مجلس الامة هذا الاسبوع تعلن احتجاجها وسخطها عما يحدث للكرة الكويتية والاندية الرياضية المحلية والوضع المتردي في الظلم الذي وقع عليها.
تاريخ النشر 26/10/2008 </SPAN>
26-10-2008, 02:37 PM
بلاتر....والوزير....وإبن همام...!؟؟
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
