مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2019, 10:45 AM
عباس سبتي عباس سبتي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 172
معدل تقييم المستوى: 13
عباس سبتي is on a distinguished road
تدخل الأهل وغيرهم معول هدم أم بناء للبيت الزوجي

تدخل الأهل وغيرهم معول هدم أم بناء للبيت الزوجي
بقلم / عباس سبتي
مارس 2019

مقدمة :
إن تدخل الأهل في الحياة الزوجية يعتبر من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الطلاق، وذلك لأن المشكلات الزوجية غالبا ما تستفحل بين الطرفين حين يتدخل أحد بينهما، وبدلا من أن يجد كل منهما الحل المناسب لهذه المشكلات ، تتفاقم المشكلة لتنتهي في أحيان كثيرة إلى طريق مسدود – الطلاق - .
إن أخطر ما يهدد الحياة الزوجية ويؤثر على استقرارها هو انتقال مشكلات الزوجين خارج أسوار المنزل، وخاصة إلى الأهل، فكل طرف سيتحيز لابنه أو ابنته ويتحول الموضوع من خلاف بين الزوجين إلى صراع عائلي لا يمكن احتواؤه أو السيطرة عليه بعد ذلك .
ترجع أسباب تدخل العائلة في الحياة الزوجية إلى ضعف شخصية أحد الزوجين، أو تعلقه الشديد بوالديه، هذا الامر ليس عيباً أو مشكلاً في حد ذاته لكن المشكل يكمن في القرارات التي تصدر نتيجة هذا التعلق. قد يكون نمط التربية الذي عاش في كنفه الإبن أو الإبنة كذلك سبباً رئيسياً في حدوث مثل هذه الأمور. مثلاً، إذا كان الزوج لا يستطيع أن يأخذ أي قرار بمفرده، مهما كان صغيراً، بل يعود في كل صغيرة وكبيرة إلى أهله ليقرروا له ما يصلح وما لا يصلح، فاعلمي أنك بزواجكِ منه ستتزوجين "العائلة"بأكملها وستضطرين للتعايش مع رغباتهم وقراراتهم، ولا يصبح البيت الزوجي للزوجين بل لكل أفراد عائلتي الزوجين .
هناك أفراد مهمين في حياة الزوجين لم تدرس الدراسات شخصياتهم ومدى تأثيرهم في الحياة الزوجية ، ليس بالضرورة أن يكون هذا الفرد المتدخل أما أو أبا ، بل قد يكون أخا أكبر أو أختا كبرى أو جدا أو جدة أو عما أو عمة أو خالاً أو خالة أو صديقا او صديقة ، فقد حاولنا في هذه الدراسة أن نذكر بعض العوامل التي تجعلهم يتدخلون في الخلافات الزوجية أو يسهمون في إيجاد المشكلات والخلافات بين الأزواج ويكونوا معاول هدم وليس معاول بناء وجمع الشمل الزوجي .


أرقام وإحصائيات الدراسات :
تدخل الأهل في حياة أبنائهم الزوجية له تأثير سلبي كبير ويزيد حياتهم تعقيدا وقد يصل بهما إلى الانفصال والطلاق , ففي إحصائية رسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر أظهرت " أن 42% من أسباب الطلاق ترجع إلى ضيقِ ذات يد الرجل وتدخل الأهل في حياته الزوجية كسببٍ ثانٍ ورئيسي بنسبة 25% , ووقعت 6.5% من حالات الطلاق بسبب تحريض أهل الزوج و5.3% لتحريض أهل الزوجة "
وفي دراسة عن "قضايا الزواج في الكويت" للدكتور عيسى السعدي أشارت إلى أسباب الطلاق رتبها حسب الأهمية فجاء تدخل الأهل من ضمن هذه الأسباب بنسبة 36%.
من الأسباب الاجتماعية للطلاق في المجتمع الكويتي تدخل الأهل في الحياة الزوجية ( دراسة فاطمة الرامزي ، 2010 )

في حالة اكتشاف أحد الزوجين ما فعله الطرف الآخر، وحينها لن يجني من إفشاء الأسرار إلا الحسرة والندم، ولكن بعد فوات الأوان، وقد وردت في إحدى الدراسات أن من أسباب الطلاق هو نشر الأسرار الخاصة بين الزوجين بلغ ما بين 80% ـ 90% ممن استطلعت آراؤهم .
الغريب ان يتدخل الزوج أو الزوجة في بعض قضايا خاصة لأحد الزوجين مثل إصرار الزوج في اختيار موديل الملابس او ألوانها لزوجته وتم طرح هذا الرأي على أحد مشايخ الدين الذي قال بعدم التدخل ومع أن بعض يراها بسيطة لكنها قد تهدم البيت الزوجي ( موقع لها ، 24أكتوبر 2015 )

استطلاع الرأي لجريدة الرياض : 3/7/2010
تدخل الأهل في الحياة الزوجية خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج يعدّ من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الطلاق في المنطقة العربية، بناءً على نتائج الدراسات الاجتماعية العديدة في هذا المجال، فقد يتدخل الأهل في حياة الزوجين من باب الحرص عليهما، ثم تتفاقم الأمور لتصل إلى خلافات بين الزوجين والأهالي، وتم تصنيف الحالات الاجتماعية الأكثر عرضة لتدخل الأهل في الحياة الزوجية، وأكثر تأثراً وتفاعلاً مع تدخل الأهل في الحياة الزوجية: الابن الوحيد واعتماده على والديه اقتصادياً والسكن مع أهل الزوج في منزل واحد مشترك، وكذلك الشخصية الضعيفة لدى كل من الزوج أو الزوجة
دراسة ثروت محمد شلبي (1990)
قامت شلبي (1990) بدراسة حول الطلاق بعنوان " الطلاق والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي: دراسة ميدانية في جدة". وقد انطلقت الباحثة من فرضية وجود علاقة بين التغير الاجتماعي ومعدلات حدوث الطلاق؛ فسرعة التغير وازدياد وتيرته تعني ازدياد حالات الطلاق. وقد نظرت الباحثة إلى التغير الاجتماعي كمتغير مستقل (سبب) و الطلاق كمتغير تابع (نتيجة). وفي توصيفها للتغير الاجتماعي فأن الباحثة نظرت إلى ثلاث زوايا للتغير: انتشار التعليم، وخروج المرأة للعمل، والتحول في بعض القيم والمواقف، وهي العوامل التي ربطت بينها وبين حدوث الطلاق. وقد أجريت الدراسة على عينة صغيرة قوامها 107 مطلقات و31 مطلق برهنت الباحثة من خلال إجاباتهم على صحة افتراضها.
الانفصال بين الزوجين وأثر ذلك على تربية الأبناء ، عيد بن حجيج الجهني ، فلسطين مايو 2013
دراسة العوامل المؤدية للطلاق في الأسرة السعودية المعاصرة ، نورة الهزاني ، 1987 وهي دراسة وثائقية وأوردت الباحثة أسباب الطلاق حيث تبين إن نحو 80% أشاروا إلى عدم تلائم الأخلاق (عدم الانسجام)، وأشار 76% إلى تدخل أهل الزوجة، و56% أشاروا إلى عامل عدم الإنجاب، بينما أشار نحو 48% إلى عوامل مثل عيب خفي في الزوجة أو الزوج (بنسب شبه متطابقة) ثم أشار زهاء 45% إلى عيب أو مرض يحد من قدرة الزوجة على المعاشرة

مستوى ودرجة تدخل الأهل وغيرهم في الحياة الزوجية للأولاد ؟ ( انظر الملحق )
تختلف حدة التدخلات ومستوياتها من بيئة لأخرى ومن حالة لأخرى ، ويمكن قياس مستوى التدخل بأدوات خاصة ( بطاقة الملاحظة ، بطاقة المقابلة الشخصية ) :
في المستوى الأول : فإن كانا الزوجان محظوظان سيقتصر تدخل الأهل وغيرهم على تقديم بعض النصائح والملاحظات والتوجيهات وكذا الانتقادات حول الأمورِ الزوجية وكيفية تسيير شؤون حياة الزوجين ،وهذه الأمور قل أن تخلو منها أي عائلة ، كما أنها تعتبر أدنى مستوى التدخل التي تتطلب من الزوجين ضبط النفس وحسن التصرف ، بمعنى إتباع أسلوب دبلوماسي ومحاولة مسك العصا من الوسط.

في المستوى الثاني : تأتي التدخلات النابعة من مراقبة الأهل أو الأقارب والأصدقاء لأمور المتزوجين وإجبارهما على تغيير بعض الأمور الخاصة بهم ، فقد يلاحظ احد الزوجين أن الحماة لا يخفى عليها أي شيء من تفاصيل الحياة الزوجية الخاصة بالزوجين ، بل قد يصل الأمر أنها تدفع بأحد الزوجين لتغيير مجموعة من الأمور ولا يهدأ لها بال إلا إذا سارت الأمور كما تشتهي أم الزوج أو أم الزوجة .

في المستوى الثالث نجد الأهل وغيرهم الذين يتدخلون بصفة شخصية في حياة أبنائهم وأصدقائهم ، فيأمرون وينهون ويتجادلون، وكأن المتزوجين ليس لهم وجود ، فيصطدم الأهل مباشرة بالشريك الذي يضطر لمواجهة هذه العائلة وقد تؤدي هذه المواجهة إلى إنهاء الحياة الزوجية .



الأفراد الذين يتدخلون في البيت الزوجي :
الأفراد الذين يتدخلون في الحياة الزوجية لأحد الزواج أو لكليهما كثيرون ، وكل فرد يظن أن تدخله له مبرر ويضع في باله العوامل التي تجعله يقف مع ضحية الحياة الزوجية ، وهذه العوامل في نظر المحايد أو الحكيم عوامل هدم للبيت الزوجي بينما يظن المتدخل أنه يحاول الإصلاح ، هذه بعض عوامل تدخل أحد الأفراد في حياة الزوجين :
يظن الكثير أن الحماة أو أم الزوج أو أم الزوجة هي التي تتدخل في شئون الزوجين ، ولعل هذا القول فيه من الصحة الكثير حسب الدراسات المتعلقة بتدخل الأهل في حياة الأزواج ، ولكن هناك من الزوجين من يشكون من تصرفات وأقوال الأب الذي تكون شخصيته قوية في اتخاذ القرارات قبل زواج الأولاد وبعد الزواج ، بل تجد هذا الأب يشعر بالمسئولية أمام أولاده الذين تزوجوا بعد وفاة أم الأولاد إلا أن تلك المسئولية والتدخل تكون نادرة.
كذلك هناك تدخل الأبن الأكبر أو الأخ للزوج أو الزوجة خاصة في وفاة الأم أو الأب ، أو مع وجود أحد الأبوين لكن شخصيته ضعيفة وقد تربى الزوج او الزوجة منذ الصغر على يد هذا الأخ الأكبر ، وكم من زواج قد فشل بل لم يعقد بسبب آراء هذا الأخ لأنه يعد نفسه مسئولا في اختيار شريك الحياة لأخيه او أخته بل ويواصل تدخله السافر في الصغيرة والكبيرة للحياة الزوجية لأخيه أو لأخته إلى حد الطلاق ..
تدخل الابن أو الأخ الأكبر مثل تدخل الأخت الكبرى لأحد الزوجين ، فهي بمثابة الأم لأحد الزوجين خاصة عندما تربيه منذ الصغر وبالتالي تعتقد أنها يجب أن تقف إلى جانب أخيها أو أختها - احد الزوجين – ظانا منها انها تفهم أسرار الحياة وأنها مثلما ربته ورعته فأنها لا يمكن تركه يعيش في جحيم الخلافات كما تظن وبالتالي تكون هذه الأخت من معاول الهدم للبيت الزوجي .
ولا ننسى دور الجدة التي تحل محل أم الزوج أو أم الزوجة بعد وفاة الأم ، هذه الجدة تشعر بإنابة ضمير إذا لم تتدخل في شئون الزوجين بحجة مصلحة أحد الزوجين – الحفيدين – وأنهما أمانة في عنقها بعد رحيل الأم إلى مثواها الأخير ، ويصل الأمر أنها لا تتنازل عن رأيها خاصة إذا أراد أحد الزوجين الوقوف إلى جانبها مما يجعل الشريك الآخر يواجه أوامر الجدة بالرفض .
ويأتي دور العم والعمة والخال والخالة حسب مكانته في حياة الزوجين ، وكلما كان الأبوين لأحد الزوجين في عداد الموتى أو ضعيفا الشخصية كما يظن العم ومن على شاكلته أو أن العم / العمة ربى أحد الزوجين منذ الصغر فهو مثل أبيه أو أمه ويريد أن يكون احد الزوجين مثله قوية الشخصية ويطالب بحقوقه ولا يكون ضعيفا أمام شريك حياته .
وأخيراً الأصدقاء / الصديقات قد يتدخلون بطريقة غير مباشرة في حياة الزوجين ، فالصديق الذي يكون قريبا جدا من أحد الزوجين ويسمع الشكوى منه ضد شريك حياته أو تكون أسرار البيت الزوجي عند هذا الصديق ، وبالتالي يظن هذا الصديق / الصديقة أنه يجب أن يقف مع احد الزوجين ويدافع عنه في محنته ، وقد لا يشعر هذا الصديق أنه يسهم في زيادة النفرة والعداوة بين الزوجين .

تجارب تدخل الأهل وغيرهم في الحياة الزوجية :
هذه التجارب تصبح مهمة لمن يحاضر أو يدرب الأزواج على مناقشة تدخل الأهل وغيرهم وأسباب التدخل وكيفية التغلب على هذه المشكلة :
تجربة أولى :
شاب متزوج منذ 3 سنوات من ابنة عمه وهي متدينة وله منها بنتان، يسرد شريف معاناته منذ فترة دامت أكثر من 5 أشهر حدثت مشكلة بيني وبين زوجتي، والسبب هو أن والدتي مريضة وتحتاج إلى يد العون في مساعدتها في شؤون البيت، لتنتهي المشكلة ببقاء زوجتي في البيت وتصر على عدم مساعدة والدتي أو الاهتمام بها ، لافتاً إلى أن عصبية زوجته وسبها الدائم جعله يكره حياته والعيش معها، وما زاد الطين بلة، هو أنها من النوع المطاع لوالدتها فهي تسمع كلامها على كلامي ، فحماته تحب الزعامة وتريد لابنتها ذلك في بيتها وهذا لا يحق لها ولا لغيرها، كما أنها تريد أن تزورها ابنتها ، ويضيف الشاب : قامت زوجتي بافتعال مشكلة في البيت وسب أبي وأمي بأسواء الإهانات، فقمت بضربها للتأديب، إلا أنها قامت بالرد بالضرب والشتم وخرجت من بيتي دون إذني وفضلت البقاء عند أهلها، وكلما تحدثت مع حماتي أجابتني أنها على حق، وإذا غلطت عليها مرة ستغلط عليك ، حياتي الآن أصبحت لا تطاق من وراء تدخل والدتها في شؤون بيتي وقراري فيه، حتى طلبت مني مؤخراً طلاق ابنتها بأسرع وقت، وأنا أصبحت أفكر بذلك الأمر .

تجربة ثانية :
ميسون عمرها ( 25 عاماً ) تتذكر تصرفات حماتها التي تنغص حياتها، بقولها كثيراً ما كنت أسمع إهانات حماتي واستفزازها لي والسبب حسب ظني الفروق الاجتماعية بيننا، بالإضافة إلى أن زوجي شخصية ضعيفة فهو أصغر إخوته وكما كان يقولون عنه «آخر العنقود»، ولا يرفض لها طلباً مهما كان ذلك على حساب سعادتي ، أحاول دائماً تجنب حماتي وكل ما تريده أنفذه لها من دون التفوه بأي كلمة، وكل ذلك من أجل إرضاء محبة زوجي، لكن لا حياة لمن تنادي، فكانت حين تراني في قمة سعادتي مع ابنها تشعر بالقهر والضيق وغالباً ما تسمعني بعض الكلمات لتُضيق الخناق على فرحتي، خاصة أنني متزوجة منذ 4 سنوات ولم أنجب طفلاً يملأ حياتنا سعادة، وهذا ما تسعى إليه حماتي منذ فترة طويلة، تحاول أن تزوج ابنها بامرأة ثانية لتنجب له الأبناء، لكن قيامي بكل واجباتي الزوجية مع ابنها لا تجعله يفكر بالزواج مرة ثانية .

تجربة ثالثة :
لبنى ربة بيت، فمشكلتها لا تختلف كثيراً عن ميسون، فعلى الرغم من أن لديها مسكناً خاصاً بها مع زوجها، إلا إن تدخلات الأهل لا تنتهي حسب قولها: أسرة زوجي دائماً ما يتدخلون في حياتنا الشخصية، وفي طريقة تربية الأبناء وفي العلاقات الاجتماعية، فزيارة زوجي لأسرته يعود منها بأفكار أخرى، وهو يرى ذلك من البر بالآباء وحسن معاملتهم، ولذلك رفضت الذهاب لزيارتهم، ولي أكثر من عام ونصف العام لم التق بهم وأشعر أن حياتي أصبحت أكثر هدوءاً، متمنية وضع حد لتدخل أهل الزوج في حياة الزوجين، وعدم إقحامهما في المشاكل التي تخصهم، لأن هذه المشاكل تنتهي بالصلح بين الزوجين وتظل نفوس الأهالي معبأة بالحزن والغضب على أحد الزوجين، فيقف أهل الزوجة في طرفها ويقف أهل الزوج يدافعون عن الابن، وتتزايد المشكلة بين الأهل، في حين أنها قد تكون منتهية بالنسبة للزوجين، وقد تظل الأحقاد سنين طويلة وقد تؤدي إلى انفصال الزوجين .

تجربة رابعة :
سلمى عمرها 26 سنة طلقت بسبب تدخل الأهل تقول : الحقيقة تكمن وراء تدخلات أهلي في حياتي الخاصة وما سبب لي ذلك من مشاكل أدت إلى خراب بيتي، فكلما حدث شيء بسيط بيني وزوجي تصرخ في وجهي أمي، وتطلب مني ترك البيت واللجوء إليهم، حتى أصبحت طبيعتي المعتادة ترك البيت والمكوث عندهم أشهراً، وزوجي كثيراً ما كان يحذرني من هذا التصرف المتكرر وأنا لا أتورع أو أتراجع خوفاً من التخلي عني دوماً.
وتضيف: باتت أموري كلها بيدهم وتحت سيطرتهم حتى قضوا على البقية الباقية من عش الزوجية الهش، وانعدمت فرصة العودة لبعضنا، ألا يستحق هذا الحزن والندم؟، والله أنا نادمة وضجرة من حياتي، أحمد الله أني لم أرزق طفلاً، لكان الأمر أكثر صعوبة أن أعيش بدون زوجي .


أسباب تدخل الأهل وغيرهم بين الزوجين :
هناك أسباب متعددة، بعضها يعود إلى الأهل - الوالدين - ، وبعضها بسبب أخطاء من الزوجين، والتي تدفع الأهل إلى التدخل وبعضها ترجع إلى غير الوالدين .
أولًا أسباب ترجع إلى الأهل
1. ارتباط الوالدين بالأولاد بشكل كبير نتيجة استبدال الأم زوجها المتوفى بالابن أو الابنة.
2. يختبر الوالدان أحياناً ولاء أولادهم من خلال الاعتماد عليهم في تلبية طلباتهم وقضاء حاجاتهم.
3. يخاف الوالدان من فقدان أهميتهما ودورهما في حياة الأولاد .
4. لا ينتبه الوالدان إلى الاستقلالية التي يحتاجها الزوجين.
5. تدخل الوالدين من خلال انتقاد الشريك الأخر لمعرفة رد فعل أبنهما أو ابنتهما في محاولة منهما لتقديم الدعم.
6. الوحدة والفراغ وشعور الوالدين بالملل بعد زواج الأولاد .
7. تعبير الوالدين عن آرائهما في القرارات التي يتخذها الزوجان كنوع من الاهتمام وغيرها في حين يعتقد أحد الزوجين أنها نوع من التدخل.

ثانياً : أسباب ترجع إلى الأقارب والأصدقاء :
1- القريب من العائلة مثل الأخوة والأخوات أو الأجداد والجدات ومن في حكمهم يتدخل عندما يتولى أمر أحد الزوجين منذ الصغر لأنه بمثابة أب أو أم للزوج .
2- قوة شخصية القريب الذي يشعر أن عليه مسئولية اختيار شريك حياة لأحد الزوجين وقد يظن ان هذا الشريك مناسب لزوج المستقبل بينما لا يرى الفروق الكبيرة بين الشريكين والتي غالبا تؤدي إلى الخلاف بينهما بعد الزواج .
3- القريب يتدخل بعد الزواج في اختيار أثاث المنزل وغيرها من الأمور التي تخص الزوجين وقد يؤدي ذلك إلى رفض احد الزوجين هذا التدخل فيصطدم بهذا القريب وتبدأ الخلافات وكلما كان القريب له ثقل في حياة أحد الزوجين كلما وقف هذا لشريك إلى جانبه وترك شريك حياته يعاني من المعاناة النفسية لوجود طرف ثالث يتدخل في الصغيرة والكبيرة لحياته الزوجية .
4- الصديق بلعب دوراً في حياة أحد الزوجين خاصة إذا كان يكتم السر وله تأثير كبير على حياة هذا الزوج قبل الزواج بل يظن هذا الصديق أن الزوج / الزوجة منافس له ويريد ان يفسد الصداقة بينهما أو أنه يأخذ كل الوقت منه خاصة الوقت الذي كان يقضيه مع الشريك قبل الزواج ، فيفكر هذا الصديق في مصالحه ويزرع العداوة بين الزوجين لبحافظ على الصداقة مع شريك الحياة .
5- غالباً الصديقات لهن تأثير كبير في تأجيج مشكلة الخلاف الزوجي خاصة عندما تحاول الزوجة بث ما يجري بينها وبين زوجها من أسرار ، وقد تحسد الصديقة الزوجة عندما تسمع بعض الذكريات الجميلة التي تقوي المودة بين الزوجين وهذا الحسد يجعل الصديقة تبث سمومها كي تفسد العلاقة بين الزوجين .

ثالثاً : أسباب ترجع إلى الزوجين :
1. ينتج عن ضعف التواصل بين الزوجين واحتياج طرف ثالث ليحل لهما مشاكلهم، لذا يشتكي أحد الزوجين إلى الأهل عند حدوث أي مشكلة بينهما.
2. عدم استقلال الزوجين المادي قد يؤدي إلى الكثير من المشكلات ويعطى فرصة للتدخلات في الأمور الصغيرة والكبيرة في حياة الزوجين منها إنفاق المال وبعض الأمور.
3. إفشاء الأسرار و إخبار أحد الزوجين الأهل بكل شيء.
4. الاعتماد الزائد للابن أو الابنة على الوالدين في كل شيء وخاصًة اتخاذ القرارات المهمة في الأسرة .
5. عدم تهيئة جو البيت الزوجي قبل الزواج لدى الزوجين بمعنى عدم التحاقهما بدورة تثقيفية وإرشادية ومنها خطورة تدخل الأهل في خصوصيات الزوجين .
6. انحياز احد الزوجين إلى الأهل عندما يتدخلون في شئونهما الخاصة يزيد في تفاقم الخلاف بينهما


الحلول والآليات :
الان نأتي إلى دور البناء في البيت الزوجي وذلك لتوعية من يتدخل في حياة الأزواج من الوالدين او الأقارب او الأصدقاء .
توصيات للزوجين :
قبل الزواج :
على الأزواج أن يعلما أن الحياة الزوجية عبارة عن بناء يحتاج إلى القصد والمواد وغيرها لمواصلة هذا البناء وأن هذه الأمور يجب ان يفكر بها الزوجين فقط حسب ظروفهما مع الاستعانة بالغير في توجيه النصح والإرشاد ولكن دون تدخل إلى طرف ضد طرف آخر ، وبالتالي على الأزواج قبل الزواج التحاق بدورات تثقيفية لفهم أسرار الحياة الزوجية ومعرفة أسباب الخلافات وكيفية التغلب عليها لا سيما تدخل الأهل وغيرهم .
بعد الزواج :
لا تخلو الحياة الزوجية من مشكلات وخلافات تظهر بين حين وآخر وعلى الأزواج إدراك هذه المسلمة والفرضية ومن ثم تخصيص وقت لدراسة هذه الخلافات من أجل التغلب عليها وإمكانية الاستعانة بالأهل والأقرباء والأصدقاء إن لزم الأمر ولكن بعد الاستعانة بأهل الخبرة – الحكم – كما يقول الشارع المقدس ، وكلما شعر الأزواج بأهمية مواصلة البيناء الزوجي كلما اعتمادا على نفسيهما في تذليل العقبات التي تعترضهما ومعرفة من يريد الهدم عندما يتدخل .

توصيات للأهل والأقرباء والأصدقاء :
على من يتدخل في شئون الزوجين سواء في فرض الرأي في الصغيرة والكبيرة من الأمور أو تأجيج نار الخلاف بين الأزواج أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يفكر في سعادة الزوجين وليس في شقائهما ، وأن يعلم ان هدم البيت الزوجي – الطلاق – له تأثير سلبي على الجميع خاصة الذين لا يخافون الله عز وجل عندما يتدخلون فهم كالشيطان لا يريد منفعة للناس ويكون عاقبة أمره سوءاً .
عندما يسمع الوالدين أو الأٌرباء أو الأصدقاء بوجود خلاف شديد بين الأزواج عليهم التفكير في تقريب وجهات نظر الأزواج وغرس اهمية قدسية الزواج وديمومته والتفكير بالتأني في الحلول ويكون دورهم دور محايد وليس دور منحاز إلى أحد الشريكين .
يحتاج المتدخلون – الوسطاء – إن صح التعبير أن يلتحقوا بالدورات الإرشادية بشان الخلافات الزوجية وكيفية حلها ، واعتقد أن تحدد الجهات الرسمية للأحوال الشخصية برامج توعية للأزواج وللأهل وغيرهم قبل الزواج وبعد الزواج ، أي لا تختص هذه الجهات بتقديم هذه البرامج للشباب المقبلين على الزواج فقط .

توصيات عامة :
إدخال مقرر دراسي في المناهج المدرسية والجامعية يتناول الزواج ومشكلاته ودور الأهل وغيرهم في حل هذه المشكلات .
دور وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والورقية والالكترونية في توعية الأزواج في حل مشكلاتهم اولاً بأول بدلاً من تدخل الغير في شئونهم .
إنشاء مدونات الكترونية خاصة بالحياة الزوجية وبنائها ومعرفة عوامل هدم هذه الحياة عندما يتدخل المتطفلون بين الأزواج ، وفتح خط ساخن للتواصل مع الزوجين لحل مشكلة تدخل المتطفلين .
سن الجهات المسئولة عن قضايا الأسرة والأحوال الشخصية التشريعات الجديدة للحد من الخلافات الزوجية بشكل عام وتجريم ومعاقبة لمن يتدخل في شئون المتزوجين سلباً خاصة وأن هذا التدخل يؤدي إلى الطلاق ، وتشمل بنود ومواد هذه التشريعات على تحديد المتدخلين : الوالدين ، الأقارب ، الأصدقاء ، ومستوى تأثير التدخل الذي يؤدي إلى تأجيج الخلاف الزوجي أو إلى الطلاق ، وما ترتيب هذا التدخل في أسباب الطلاق .

المراجع :
دراسة قضايا الزواج في الكويت ، د. عيسى السعدي ، الكويت 2002 .
مشكلة الطلاق في المجتمع الكويتي ، مريم العبيد ، فاطمة الرامزي ، مجلس الأمة 2010
مشاكل الزواج وأثرها على المجتمع الكويتي ، قطاع تكنولوجيا المعلومات والإحصاء ، وزارة العدل 2013-2014
الخلافات الزوجية في المجتمع السعودي ، عبدالعزيز بن حمدي بن احمد الجهني ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض 2005 .
دراسة العوامل المؤدية للطلاق في الأسرة السعودية المعاصرة ، نورة الهزاني ، 1987
الطلاق والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي ، ثروت محمد شلبي ، جدة 1990
مشروع الحد من الطلاق بسبب الخيانة الزوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، عباس سبتي ، ديسمبر 2015
قضية العنف الأسري : الواقع ..الأسباب .. الحلول ، عباس سبتي ، مارس 2019
الخلافات الزوجية : الآليات .. الحلول .. البدائل ، عباس سبتي ، أبريل 2018
عزوف الشباب عن الزواج ، أسباب حلول ، عباس سبتي ، مارس 2012
تحليل أسباب ظاهرة الطلاق ، عباس سبتي ، يناير 2012
غرفة الدردشة : سلبيات ..حلول ، عباس سبتي ، نوفمبر 2010
استطلاع الرأي ، جريدة الرياض 3/7/2010
موقع لها 24أكتوبر 2015





















ملـحق :
أدوات قياس مستوى تدخل الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء
المستوى الأول :
العبارة دائماً غالباً أحيانا نادرا أبدا
أقدم بعض النصائح لأحد الزوجين
أقدم بعض الملاحظات لأحد الزوجين
أقدم بعض التوجيهات لأحد الزوجين
أنتقد تصرفات أحد الشريكين أمام أحدهما
أتدخل دون إصرار في أمر ما في حياتهما
لا أراعي أثر كلامي على نفسية الزوجين
استمر في تقديم النصائح قد لا تكون مفيدة لهما
قد أسمع أحد الشريكين يتضايق من ملاحظات ونقدي
أقدم النصائح أو الانتقادات للزوجين من باب الفضول والتطفل

.................................................. .................................................. ............................
المستوى الثاني :
العبارة دائما غالباً أحياناً نادراً أيداً
يتعجب أحد الشريكين أني أعرف تفاصيل الحياة الزوجية
أجبر أحد الزوجين في تغيير أثاث المنزل
أتدخل في اختيار اسم المولود للزوجين
لا اهتم بأثر كلامي وتدخلي على نفسية الزوجين
أصر أن تزورني ابني / ابنتي كل يوم
أطلب من الزوج أن يسافر معي دون زوجته
لا أسمع كلام زوج ابنتي بعدم التدخل في أموره

.................................................. .................................................. ..........................

المستوى الثالث :

العبارة دائما غالباً أحياناً نادراً أبداً
آمر ابني أن يزورني كل يوم
أوجه اللوم إلى زوج ابنتي
آمر ابنتي أن تخرج من المنزل أثناء الخلاف مع زوجها
أؤيد كلام أحد الشريكين بخطأ الشريك الآخر
أزيد في غيظ وكراهية أحد الشريكين على الآخر
لا أسمع من يأمرني بعدم التدخل
أشجع أحد الزوجين على طلب الطلاق

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بناء روبوت دون رقاقة وافكار رائعة لتعلم بناء الروبوت بالصور خطوة بخطوة الين عبد المجلس العــــــام 1 07-02-2014 10:26 AM
أياااك وكلمة تحياتي اللهم اني بلغت اللهم فشهد أبو مسعود المجلس الإســــلامي 29 03-08-2009 08:41 AM
مشاهير علماء نجد وغيرهم د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 5 11-03-2007 05:04 PM
ليس المهم ان ترضى عني الاداره ولكن المهم؟؟؟؟؟ الجنادري المجلس العــــــام 6 21-01-2007 07:46 AM
مقارنة عجيبة بين مغول هولاكو ومغول بوش(صورة) سياسي^مستقل المجلس السياسي 5 27-01-2005 10:33 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:44 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع