ومضة من كتاب(16)
تقول آذر نفيسي،وهي تحلل رواية "غاتسبي" :
(كما وتحدثنا الرواية عن الضياع،عن قدرة الأحلام على التلاشي حالما ننزل بها إلى أرض الواقع الأليم. وحده الحنين،بنقائه وتجرده من المادية .. هو الذي يجعل الأحلام خالصة ونقية.){آذر نفيسي : أن تقرأ لوليتا في طهران}.
وتنقل المؤلفة عبارة لـ(نيتشه) :
( من يقاتل الوحوش،عليه أن يحذر لئلا يصبح وحشا في خضم القتال،وحينما تمعن النظر إلى عمق الهاوية،فإن الهاوية أيضا ستنظر هي الأخرى إليك في العمق.){أن تقرأ لوليتا في طهران}.
قال غواليلمو .. ناصحا تلميذه أدوسو .. وهي نصيحة ربما تهدى للاعبي الكرة .. وما يعانونه من ضغط الوقت في نهاية المباريات،خصوصا في حالة الهزيمة :
(الوقت متأخر،وعندما يكون لدينا القليل من الوقت حذار من فقدان الهدوء. يجب أن نعمل كما لو كان أمامنا وقت لا نهاية له.){اسم الورد : أبرتو إيكو}.
وهذه لمحة أخرى من نفس الكتاب .. فبعد أن مات عدد من البشر .. واحترقت مكتبة الدير في النهاية .. والسبب .. سبب القتل .. محاولة الراهب العجوز (يورج) أن يخفي الكتاب الثاني لأرسطو .. والذي يتحددث عن الضحك .. وهو أخطر شيء من وجهة نظر ذلك الراهب!!! ولذلك حديث آخر .. إذا أذن الله ... بعد أن احترقت المكتبة التي كانت فخرالمسيحية .. وهي المكتبة الوحيدة التي تقارع كتب (الكفار) - أي المسلمين من وجهة نظر النصارى - بعد كل ذلك يقول غوليالمو لتلميذه أدوسو :
(كانت اعظم مكتبات العالم المسيحي - ثم أضاف - الآن أصبح المسيح الدجال حقيقة تقريبا. لأنه لن يكون هناك أي علم يقف ضده. ومن جهة أخرى،قد رأينا وجهه هذه الليلة.
فسألته مندهشا وجه من؟
- أتكلم عن يورج.في ذلك الوجه الحاقد على الفلسفة رأيت لأول مرة صورة الدجال،الذي لا يأتي من قبيلة يهوذا كما كان يقول من أنبأوا به،ولا من بلاد بعيدة. يمكن أن يولد الجال حتى من التقوى،من فرط محبة الله أوالحقيقة،كما يتولد الهرطيق من القديس والممسوس من العراف. احترس،يا أدوسومن (..)أ ولئك المستعدين للموت من أجل الحقيقة لأنهم يجرون معهم عادة إلى الموت كثيرين آخرين،يموتون غالباقبلهم وأحيانا عوضا عنهم.لقد قام يورج بعمل شيطاني لأنه كان يحب الحقيقة التي يؤمن بها حبا شبقيا حتى انه كان مستعدا لكل شيء قصد تحطيم ما كان يعتبره بهتنا.كان يورج يخشى الكتاب الثاي لأرسطو،ربما لأنه كان يعلمنا كيف نمسخ وجه كل حقيقة،حتى لا نصبح عبيد أوهامنا. ربما كان واجب من يريد الخير للبشرية هو أن يجعلها تضحك من الحقيقة"أن تُضحك الحقيقة"لأن الحقيقة الوحيدة هي أن نتعلم كيف نتحرر من شغفنا المنحرف بالحقيقة.){ص 527 ( اسم الوردة) / أمبرتو إيكو / ترجمة : أحمد الصمعي / دار أويا}.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي
06-12-2012, 08:10 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
