اعضاؤنا والانتكاسة

[راشد بن دربي]

	عجباً لأمر نوابنا الكرام الذين اختارهم الشعب الكويتي ليكونوا خير من يمثلهم في مجلس الأمة، وليكونوا خير معين لحكومتنا الرشيدة للنهوض باسم الكويت عالياً في العالم كله، وليرفعوا الظلم عن أبناء بلدهم الغالي وليتفرغوا لخدمتهم وتوفير أفضل سبل العيش لهم. وكانت هذه هي شعاراتهم وأجندتهم عندما كانوا مرشحين، بل أشعلوا ندواتهم ومقارهم الانتخابية في هذه المبادئ وأنهم لن يتنازلوا عنها بأي حال من الأحوال. لكن ما أن يحصلوا على ثقة الشعب حتى يبيعوا البلد وأهله بأبخس الاثمان وينسوا أو يتناسوا وعودهم لأبناء دوائرهم ليصدق عليهم قول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون». نعم والله نجد ممثلي الشعب ينقلبون تحت قبة البرلمان إلى ممثلين على الشعب، ويستبدلون شعاراتهم وأهدافهم وجلودهم وأفكارهم، كأنهم على مسرح تمثيلي يؤدون الأدوار التي تناسب مصالحهم ولا تتضارب معها، حتى وإن أدت إلى خسارة شعبيتهم، والذين أوصلوهم إلى هذا المكان، والسبب الرئيسي في ذلك أنهم قدموا أنفسهم وحاجاتهم الشخصية على مصلحة بلدهم. والواقع خير شاهد على ذلك، فانظر إلى كل أزمة تحدث، فهي تعري لك حقيقة النواب وتخرج للشعب معادنهم إن كانت نفيسة أو بخيسة، وخذ مثلاً على ذلك الاستجوابات، إذ تجد النائب يقاتل بشراسة ويكشر أنيابه ويفتل عضلاته، زاعماً الإصلاح، حتى يزال الوزير المعني، ثم يرمي الملاحظات والمشاكل ويضرب بها عرض الحائط، كأن هدفه هو رأس الوزير فقط، فهل هذا هو الإصلاح المطلوب؟ بئست الهمم، ونسأل الله العوض في أمثال هؤلاء الممثليين، وانصحهم بالاحتراف في وزارة الإعلام في نادي الوسط الفني، وأجزم أنهم سينالون الأوسمة بجدارة! وأيضاً تجد بعض الأعضاء يتغنون بحماية المال العام ومحاربة الفساد والمفسدين، ويرتفع صوتهم في المجلس، حتى يصاب من يسمعهم بالصداع الشديد ويظنهم المستمع أنهم صادقون في طرحهم، لكن فجأة تنكشف آلاعيبهم وتمثيلهم ونعلم أنهم من رؤوس الفساد وأنهم يريدون حماية أنفسهم ومصالحهم. أقول كفى تمثيلاً وضحكاً على الذقون، فالشعب الكويتي لن يترككم ولكم في التاريخ عبرة أين الكثيرون من الأعضاء الذين ضحوا بالشعب ومصالحه فرد لهم الشعب التحية بنفسها وأفضل، فضحوا بهم في صناديق الاقتراع وطردوهم من هذا المكان، «فـالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به الآخرين»، واللبيب بالاشارة يفهم! إشراقة تفاؤل من باب الإنصاف ان هناك فعلاً ممثلين للشعب ولا يجيدون فن التمثيل على الشعب، كما هو الصنف الغالب في المجلس، فيتكلمون بكل صراحة ولا يخافون في الله لومة لائم، وهم والله من يستحق تجديد الثقة بهم، لأنهم قالوا فصدقوا ووعدوا فأوفوا، فلهم منا كل الشكر والتقدير والاحترام، لأنهم احترموا أنفسهم فاحترمهم الشعب. راشد سعد العجمي