قصة ابكتني دما

[زئيرالاسود]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذه القصة ليست من نسج الخيال وانما حقيقة عشتها ورأيتها في أم عيني ، قصة كلها ألم وألمها ينتظر الأمل ، قصة أوجاع وآلام تعاني منها أسرة تشهد أن لا اله الا

الله وأن محمدا رسول الله ،قصة بلاء نزل في اسرة مسلمة متدينة ملتزمة ،بلاء نزل بالأولاد قبل أبيهم الذي كان يسعى في الليل والنهار لعلاج أطفاله الصغار ،كان الاب يخرج من منزله باكرا ويأتي متأخرا الى بيته حيث يستقبله طفله جمال وابنته خديجة طفلين اذا رأيتهم رأيت البراءة فيهم 0
كتب الله عز وجل البلاء عليهم منذ الولادة حيث ولدا وهما لايسمعان لأنهما يعانيان من نقص حاد في السمع الى درجة عدم السمع مع انهما يحاولان الكلام ولكن للأسف
كيف يتكلم من لايسمع 0

عرض الطفلان على الأطباء وكانت البشارة بأن الاولاد يمكن لهما ان يتكلما اذا عولج السمع فعند سماع ابيهم هذا الكلام تهلل وجهه وفرح وأخذ يسعى لتأمين العلاج

ولكنه فوجئ بقيمة جهاز الحلزون الذي سيكون سببا بكلام وسمع ابناءه 0مع ذلك لم يستسلم الاب فأخذ يعمل في الليل والنهار وهو يعيش مع أمل ان يسمع كلمة (بابا)من جمال وخديجة
ووقع المكتوب:

قصة من الالم

خرج الوالد باكرا الى عمله قاصدا وجه الله الكريم وبين عينيه جمال وخديجة وهو يعش في خيال النداء بابا ، وفي طريقه الى العمل تعرض الوالد الى حادث مؤلم

كانت نتيجته تكسر الاطراف واليدين والفك فدفع كل ماله الذي جمعه لاجل ولديه على نفسه حتى بدأت الحياة تعود الى اطرافه ولكن ماظنكم عندما يقف جمال وخديجة

ويناظرا اباهم الذي كان يضحي من أجلهما وهو صريع الفراش، ماهو حال الاب عندما ينظر الى اولاده وهو لايستطيع العودة الى العمل الا بعد عام ماهو حال الاب

وهو يفكر هل يعمل من اجل القوت لعياله أم من اجل علاج عياله الامر في الم وحيرة
عندما زرته نظرالي بعينين براقتين من الدموع وهو لايستطيع الكلام بسبب جروحه فأومأ الي برأسه وهو ينظر الى السماء وتقول عيناه الحمد لله ،ابكاني حاله لانني كنت اعرفه قبل الحادث كالنحلة النشيطة يسعى في كل احيانه بسعادة لأنه يريد علاج ابناءه فسبحان الله مغير الاحوال مع انه في هذه الحال لكن ايمانه بالله لم ينقطع
ولم يتأثر


فالسؤال هنا هل في زمننا مثل ابابكر وعمر وعثمان وعلي وقصة ابو الدحداح ليست ببعيدة وهل هناك ايثار كما كان ، واين الذين قال الله عنهم(( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى

أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر

أسأل الله ان يشافي الاخ محمد ويعينه على علاج ابناءه ويسهل له من اهل الخير طريقا
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم