مقال للأستاذه فاطمه الجوفان في جريدة الجزيره 28/ 6 /1428
هيئة الأمر بالمعروف ومرحلة التغيير
كثر الحديث في (الجزيرة) وفي العديد من الصحف عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من تجاوزات بعض أعضائها سواء كانوا متعاونين أو موظفين بشكل رسمي، فالدين الإسلامي دين يسر وسهولة ورحمة، وليست الأمور متروكة لاجتهاد عضو الهيئة والضحية مواطن أو مقيم وبالذات النساء والمراهقين الذين يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم بكل حكمة وهدوء.
فالشدة وممارسة القوة واستغلال السلطة أمر يجب أن يترفع عنه بعض المتجاوزين حتى يحفظ للهيئة كيانها وحتى يعطي صورة حقيقية عن سياسة الهيئة ووقوفها ضد التجاوزات، فهم أولاً وأخيراً بشر، الخطأ منهم وارد، وهذا ليس تجنيّاً أو تشمتاً -والعياذ بالله- بل هو حقيقة يجب ألا تعمم على الجميع، ولا بد أن يكون للهيئة مثلها مثل غيرها أنظمة وقوانين مكتوبة ومحددة يعرفها الجميع، حتى لا نجد تجاوزاً واستغلالا، كما يفترض أن يعمل فيها الفئة المتسامحة الواعية التي لا تتصرف إلا بالحكمة والوعي التام لخصوصية الناس وسمعتها، وأن يكون لديهم زي محدد، وأن تفعّل مسألة البطاقات التي لم نشاهدها إلى الآن، وأن يكون دورهم في حماية المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحن مع وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز عندما تمنى أن يكون لهم دور في محاربة الفكر الإرهابي، وألا يقتصر دورهم على ملاحقة النساء والأمور الأخلاقية رغم أهميتها ولكن هنالك الأهم، فنحن لسنا ضد الهيئة ولا نطمح لإلغائها، بل نطمح مثل غيرنا لإعادة هيكلتها وخططها بشكل يتوافق مع الواقع وبروح الإسلام ونبيه محمد- عليه الصلاة والسلام- الذي بسمو أخلاقه وحسن تعامله أسلم جاره اليهودي، ونحن نعرف مكر وكره اليهود لنا، ولكن التعامل الإنساني والأخلاقي أسمى من النصائح التي تثير الجميع عندما تكون بأسلوب متعالٍ وعلى مسمع ومرأى من الناس، لذا يا هيئة الأمر بالمعروف المرحلة القادمة تتطلب مزيداً من التصالح والتقارب، نريد فقط صوت العقل يجب أن يسمع.
فمهما كانت التجاوزات والعيوب والأخطاء فهم بالتالي أبناء وبنات الوطن مسلمون تؤثر فيهم الكلمة الطيبة والأسلوب الحسن، بل هم أكثر حباً للخير والنقاء.
وما تلك الإنجازات التي يسهم فيها بعض رجال الهيئة المخلصين إلا دليل على حسهم الأمني والوطني المدروس الذي بعون الله ثم بجهود كل محب للخير قضت على مواطن الفساد.
لذا المطلوب فقط روح جديدة للهيئة وتنظيم دقيق ومراعاة حقوق الإنسان التي دعا إليها الإسلام.
فاطمة سعد الجوفان