مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 19-05-2015, 07:59 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
حياة أميرة عثمانية في المنفى"11"

حياة أميرة عثمانية في المنفى"11"
نبدأ هذه الحلقة،بحنين (سلمى) إلى وطنها ... (في وسعنا،بكل هدوء،أن نلاحظ مرفأ بيروت،من شاطئ مدينة الحصن،من فوق صخرة تنهض عموديا من البحر.
وفي كل خميس،تأتي الباخرة بيير – لوتي من إستانبول،وتفرغ حمولتها من الركاب. وبعد عدة ساعات،وعندما تكون قد امتلأت بالبضائع والمسافرين،تعود الباخرة البيضاء الكبيرة من جديد إلى العاصمة،وتحمل معها أحلام مراهقة تستند إلى الجانب الصخري،وتتابعها بنظراتها،بعنف،حتى تختفي عند حدود الأفق.
وفي البداية كانت سلمى تنزل إلى المرفأ. وهناك تختلط بالجمهور،وتترك الناس يزحمونها ويهدهدونها،وعيناها مغلقتان،محاولة أن تجد آثار أصوات بلدها،ورائحته. ثم إذا هي غمرت بذلك كله،عندئذ،وعندئذ فقط،كانت تسمح لنفسها بالنظر. ويبدو لها عندئذ أن هذه الوجوه التي رأتها،تعرفها،وكانت تتفحصها بحماسة،واحدا بعد آخر،محاولة أن تلتقط في النظرات صورا تحدثها عن مدينتها،وأن تجد في بسمة ما،ذلك الألق المتشوق،لغروبات الشمس،على القرن الذهبي. وكانت تمسك نفسها بعناء عن سؤال الناس : هل الأهل في إستانبول سعداء؟ وأن تطلب قطعة من خبز السمسم،تجاوزت السلة،لتلحظ بها حرارة نبرة،أو وردة ذابلة.
وكان هؤلاء المسافرون،المزدانون بأوهامها،موضوع تأمل من قبل هذه المسكينة. وكانوا يتجاوزونها،مندهشين،مستنكرين.
أما بعد ذلك، فقد فضلت أن تلجأ إلى صخور هذا الشاطئ الخيالي.وبعيدا عن الجمهور الذي ظل محتفظا بسره،وعن هذا الشيطان ذي الجوانب الحسنة الاستقبال والهادئة،تجد حلمها بصورة أفضل. (..) واستمر ذلك حتى فقدت بييرلوتي،بالتدريج،سحرها وأصبحت كغيرها من المراكب،وأصبح لركابها ذلك الوجه العاجي المغتبط،كالمسافرين الذين يفدون من أية نقطة في العالم. (..) وبعد ذلك. وبعد زمن طويل من نسيانها طريق المرفأ،بدأت سلمى تتساءل عما إذا كانت تمضي إلى هناك لتغذية عذابها،أو لتقضي عليه،ولتتحرر منه.){ص 259 - 260}.
وتنتقل دفة الحديث إلى السلطانة خديجة .. (وهذه السلطانة التي كان قصرها أورطاكوي،يعج بالناس،والتي كانت تقسم وقتها بين أعمال البر التي تقوم بها،وبين المناقشات السياسية،وبين مجالس الأسرة،وأصدقائها وصديقاتها،والتي كانت تشرف على جيش من العبيد والخادمات وتقوم هي نفسها بحل مشكلة كل واحد منهم على حدة،هاهي ومنذ سنتين،محصورة في هذا البيت،وليس لها من صحبة غير هاتين الكالفتين،,غير هذا الخصي ... وحقا فإن زينل أكثر من بكثير من خصي،إذ لقد أصبح المحاسب،وأمين السر،والمستشار في كل ما يهم الحياة اليومية،ولكن هل هو صديق،أو ممن يباح له بما في النفس؟ إن سلمى تعرف أمها،وتعرف أنها حتى إذا أصابها اليأس،فإنها لن تتساهل ... تجاه الأدنى. وليست القضية قضية زهو أو عجيب – فالسلطانة تقدر زينل أكثر بكثير مما تقدر أغلب أمراء الأسرة – ولكنها قضية منظومة من القيم،وهي من الرسوخ،بحيث أنه ما من كارثة تستطيع هزها أو زلزلتها : إذ لا يطلب العونُ من أولئك الذين يعتبرون بحكم التقاليد،ممن علينا أن نحميهم،فمع هؤلاء يمكن أن نتقاسم الأفراح،ولكننا لا نتقاسم المصائب والأتراح.
وفي القاعة يجلس شخص مهيب،كله أسود : إنه نائلة السلطانة بنت السلطان عبد الحميد. وكانت الأسرتان لا تتزاوران في إستانبول. ولكن المنفى قرّب بينهما. وما أقلهم عددا في بيروت! ذلك أن أكثر الأمراء والأميرات قد تبعوا الخليفة إلى نيس،حيث عاد للتكوّن،بلاط صغير. وإلى هنالك ذهب العم فؤاد – "إلى بلاد النساء الجميلات"على ما كان قد صرح به،مغطيا شقاءه بالمزاح – والسلطان الفراشة التي طالما حلمت بأن تعرف الشاطئ اللازوردي. وكثيرا ما كنت سلمى تفكر بهذه الخالة،المرحة،الأنيقة،التي كانت تدفع بالذوق إلى الدرجة التي كانت معها تجعل فرش عربتها منسجما مع لون أثوابها،يوم تحتاج إلى التنقل. ترى ماذا فعل الله بها؟ وهل هي سعيدة في باريس؟ بل إن مراهقتنا لا تستطيع أن تتخيل صورة حياتها هناك. أما فهيمة السلطانة فقلما تكتب عن أخبارها. وبالمقابل فإن فاطمة السلطانة،تكتب بانتظام. فلقد استقرت في صوفيا مع زوجها وأولادها الثلاثة،وأصبحت تعيش حياة هادئة،يضيئها وجود شيخ عظيم للدراويش،تزوره عدت مرات في الأسبوع.(..) والباقي هنا – هو المنفى،والعودة الممكنة – وهذا ما كانت تتحدث عنه السلطانة خديجة وابنةُ عملها نائلة. أما أخبار إستانبول فسيئة. ذلك أن مصطفى كمال أوقف أهم معارضيه،بحجة اكتشاف مؤامرة ضده. وبعد أن حوكموا محاكمة تافهية،صرح خلالها القاضي "علي الأصلع"للصحفيين بأن المتهمين كانوا مذنبين حقا،نُصبت لهم المشانق،وتم التنفيذ هذا الصباح،في 27 آب / أغسطس 1926. وكانت إذاعة لندن هي التي أشاعت الخبر،وأوضحت أن الوضع هادئ. أما محاكم الاستقلال فإنها تظل عاملة، في المدن كافة.
وتعبر السلطانة خديجة عن استيائها،وإذن فمن بين كل الأبطال الذين حاربوا من أجل استقلال تركيا،لم يبق أحد؟
وعلى كل حال يبق الوزير الأول عصمت اينون. وقد أطلق عليه لقب"سوط الغازي"لأنه شديد على الذين ينحرفون عن الخط. أما أكثر الآخرين،مثل رؤوف باشا ورحمي والدكتور عدنان وخالدة أديب،فقد نفوا أنفسهم منذ عدة أشهر. وعندما حل كمال الأحزاب رأى هؤلاء أنه لم يبق لهم ما يفعلونه،وأنهم هم أنفسهم في خطر.
وتنهدت السلطانة . وقالت :
مسكينة تركيا. وماذا أقول عندما أفكر بأن هذه الحكومة مضت إلى حد تغيير اسم الله وأن على الناس في المساجد أن يُصلوا لـ"تانري"بحجة أنه اسم أكثر تركية! .. ولقد انتظرت مدة طويلة رد فعل الشعب على هذا،ولكني ألاحظ الآن أنه مقيد تماما.
وهنا ضعف صوتها،وتابعت تقول :
وأصل من هنا إلى التساؤل،عما إذا كنا حقا سنعود يوما ما لديارنا .. وبلادنا ...
وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها السلطانة بشكوكها. فأخذ الاضطراب بسلمى كل مأخذ،واقتربت،فقبلت يد عمتها،وجلست على الوسادة إلى جانب أمها.
أيندجيم،من المؤكد أننا سنعود. ففي إستانبول،كل الناس مستاؤون،كالطلاب،والمثقفين،ورجال الدين،والتجار خاصة. وتذكري ما كتبه ميمجيان آغا إلى ابن عمه : "إن السوق كلها معادية للنظام الجديد،وعندما تبدأ السوق بالتحرك،فإن القادة يكونون في خطر".
وكانت المراهقة قد وضعت في نظراتها كل ما تستطيعه من القناعة : إذ يجب ألا تفقد أمها الأمل. فبدأت الأم تداعب بحنان،خصلات شعر ابنتها الأحمر.
إنك على حق يا بنيتي. وقد تنتابني أحيانا نوبات اكتئاب ليس على الإنسان أن يُعيرها أي انتباه.
وتشعر سلمى بقلبها ينقبض : فإنها تقبل كلامها حتى لا تحزنها،وكل منهما تمثل على الأخرى. وفي الحقيقة فإنهما،كلتيهما،تعرفان. تعرفان؟ وتعود فتنتصب،استياء – فماذا تعرفان؟ لا شيء! بل هما بكل بساطة في حال من قبل الهزيمة. ولكن سلمى،وهي وحدها،ترفض! "إذ يجب أن تناضل،على ما كانت تقوله قديما أيندجيم. فكل شيء ممكن دائما". (..) وذات صباح،ومن غير أن يحدث شيء ينبئ عما سيكون،استيقظت سلمى مرهقة،مثبطة العزيمة. ونظرت إلى غرفتها ذات الأثاث العادي جدا،وفكرت : "إن الحقيقة،هي هذا!". ودفعة واحدة،استولى عليها اليأس،وارتمت على وسادتها وبدأت شهقات البكاء. آه،كم تكره لبنان. فنحن دوما أمام هذا البحر الأزرق،وهذه الشمس العنيدة،وهذا المرج! وكم تكره هؤلاء الناس الذين يستقبلونها في"بيوتهم"،وكل هؤلاء الذين يستطيعون أن يقولوا : "جماعتنا،بلدنا،وطننا"من دون أي رغبة في البكاء. وكل هؤلاء الذين يخصّون الآخرين ... وأبدا لم تعود فتجد إستانبول،ولن تخص أحدا مطلقا. ففي كل هذه الأيام،كانت تكذب على نفسها. إذ لا يمكن أن نناضل إلا إذا كان لنا أرض نقف عليها،ونحارب فيها وجها لوجه،أرض لنقع فيها،ومنها سننهض. ولكن عندما لا يكون هناك ما يثير فيك أي صدى،وعندما لا تستطيع يداك أن تلمس شيئا لك حقا،وعندما يحكم على أقوالك بأن لا تكون أكثر من ضجيج ... فأنى لك أن تحارب؟ وضد ماذا؟ وضد من؟ (..) – ولكن من الذي سرق البسمة من ابنة عمي الحلوة؟
وكان قد وصل الأمير أورهان،حفيد السلطان عبد الحميد،وهو يوقد سيارة من نوع دولاهي،بيضاء رائعة. إنه يقوم بوظيفة تاكسي،كما يقول. وهذه طريقة في أن يضع نفسه في خدمة كل الناس،وبالتالي لا يخدم أي إنسان. كان قصيرا ونحيلا،ولكنه ذو قوة هركولية،ومزاج حاد،وهو لا يتردد،عندما يتخذ زبون ما لهجة لا تروقه،لا يتردد في أخذه من عنقه،ورميه خارج السيارة. وهكذا وجد بعضهم نفسه ملقى على الأرض،دون أن يفهم ماذا كان يحدث له : وكان ذلك فقط لأن سموه شعر بأنه شُتم.
وسلمى تعشق هذا الرجل. فهو غريب،لا يتقيد بالمواضعات،على نقيض ابن عمه خيري الذي لا يرتدي منذ بلغ الثامنة عشرة من العمر،إلا بدلات قاتمة وياقات منشّاة،حتى في عز الصيف. أما أورهان،فإنه في العشرين من عمره،ولا يتخذ موقف الجد من شيء. وهو يأبى الكلام عن تركيا،ويسخر من مزاج ابنة عمه الصغيرة.
إنه دمك السلافي! فكل هؤلاء الجميلات الأوكرانيات والشركسيات،اللواتي حلّى بها أجدادنا حريمهم،نقلن إلينا حبة! هيا،يا أميرة،استفيدي من حريتك. فأنت تعرفين أنك في إستانبول تظلين سجينة. هيا أسرعي وجمّلي نفسك،فأنا آخذك تحت لأنزهك.
ويركبان،ضاحكين،في السيارة البيضاء،تحت بصر السلطانة المتسامحة. فابنتها الصغيرة بحاجة إلى بعض التسلية،ومع أورهان،تكون تحت حراسة جيدة.
وأخذ الاثنان طريق دمشق،الذي يصعد متثنيا بين أشجار الجيكاراندا ذات الأزهار البنفسجية،والعندم الهندي،والعرعر. ولقد طلبت سلمى،بأعذب صوت لها،أن تسرع السيارة،وأن تمضي بعيدا. (..) وتنهدت لشعورها بالراحة،وأنزلت زجاج السيارة وعرّضت وجهها للهواء،وكانا كلما ارتفعا على الطريق،ابترد الهواء،وصفا الضياء وترك الصنوبر والسرو مكانهما لأشجار الخروب،ذات الجذوع الملساء والأوراق الخضراء البرونزية،الناعمة الملمس،حتى ليكاد الإنسان أن يداعب جسده بها.
ولقد تجاوزا بحمدون. وانتصبت أماهما سلسلة جبال لبنان،الزرقاء بعض الشيء،مما عليها من ضباب،وتميز فيها بعض شعاعات الشمس،قمة جبل صنين الملأى بالثلج.
وقفزت سلمى من العربة،وبدأت تعدو على الطرق،في وسط الحشائش العالية،والغويبات الملأى "بالوزال"ووجهها يتطلع إلى السماء،وذراعاها مفتوحتان،كما لو أنها تريد ضم كل هذا الأفق،وامتصاصه،وتملكه،ثم تعدو وتعدو حتى ليقال،إنها لا تريد أن تقف،فتسمع من بعيد صوت أورهان،يناديها،ولكنها لا تلتفت إليه،وتريد أن تبقى وحيدة مع هذه الطبيعة التي تردها إلى نفسها،والأقرب إليها من أعز الصديقات،هذه الطبيعة التي تستسلم لها دون الخوف من أنها ستتخلى عنها،والتي تشعر من كل مسامها بأنها تدخل إليها،وتهبها القوة،والشدة.
وارتدت بعنف على العشب،وهي تشم الآن رائحة الطبيعة،ورأسها فيما يشبه الدوار،وتصعد إلى ساقيها وبطنها تلك الاهتزازات الحارة للأرض،وهي تشعر بأنها تنصهر فيها. إنها لم تعد سلمى،بل هي أكثر من ذلك،إنها هذا الغصين من العشب،وهذه الوريقات،وهذا الغصن الذي بتمطى لكي يبلغ السحاب،بل هي هذه الشجرة التي تمد جذورها حتى الأغوار العميقة والخفية لولادتها،وهي هدير النبع وماؤه الشفاف الذي ينطلق هاربا،فيبقى دوما هناك. إنها مداعبة الشمس،دوران الريح،وهي لم تعد سلمى،بل هي موجودة،فقط.
وعلى طريق العودة لا تنطق الفتاة بأية كلمة،وتحاول أن تحمي فرحها،كأنما هو لهب ضعيف تخاف أن يخبو. وظن أورهان أنها حزينة،فجد يبحث عن طريقة لتسليتها. ويقص عليها مئة قصة لا تسمع منها شيئا. ولعلها تؤثر أن يسكت. ولكن أنى لها أن تفهمه أن الصمت قد يكون أعز الرفاق،وأكثرهم حرارة وأعظمهم انتباها،{طبعا هذه العبارات تذكر بالحكمة المشهورة لـ"كونفوشيوس" : ((الصمت صديق لا يخون أبدا))} وأوسعهم كرما،وأنها في كلمة "الوحدة"ترى "الشمس". { في الهامش : كلمة الشمس بالفرنسية هي Soleil،وكلمة الوحدة التي تعني العزلة هي Soletude،ومن هنا نشأ جناس خاص،لا يمكن إنشاؤه في العربية.}.
وفيما بعد،عندما كانت سلمى تذكر هذه الفترة من مراهقتها،كانت تقول : إنها هذه الصلة الرحيمة مع الطبيعة التي حمتها من اليأس،وردتها إلى نفسها. ولولا هذه الانطلاقات في هذا العالم السحري،لما احتملت الانفصال عن كل ما كانت تحبهـ\،ولما استطاعت،على الأرجح،أن تقاوم الاكتئاب اللاذع،الذي كان يهاجم شيئا فشيئا،منزل طريق رستم باشا.){ص 262 -267 }.

بعد سلمى هاهي السلطانة خديجة ... ( تنهار أكثر فأكثر كل يوم. ثم إن إعادة انتخاب مصطفى كمال لرئاسة الجمهورية،مرة ثانية،في تشرين الثاني / نوفمبر 1926،أصابتها بصدمة لن تبرأ منها. ومنذ الآن،رأت نفسها مرغمة على القول بأن الشعب التركي لن يحارب من أجل عودة الأسرة العثمانية. وتأثرت بذلك صحتها،وازدادت خطورتها. وجاء الطبيب فشخص لديها مرضا في القلب. وقالت له مبتسمة : "حقا يادكتور،إن القضية قضية مرض في القلب"،وتطمينا لزينل وللكالفات،قبلت أن تتناول،كل يوم،جملة الحبّات والنقاط التي كانت زجاجاتها مصفوفة على طاولة نومها.
وكان ما يقلق سلمى أكثر من المرض،هو ذلك الانقياد أو المطاوعة اللامألوفة لديها : وهي تشعر جيدا أنها ليست نتيجة الأمل في الشفاء،بل نتيجة اللامبالاة العميقة في بالحياة،كأنما هي استقالت منها.وكانت المراهقة تتألم من أجل أمها. وفي الوقت نفسه كانت تحقد عليها أنها لا تقاوم ما بها. وتلك التي كانوا يسمونها "جيها نجير" "غازية العالم" – وإلى هذه الدرجة كانت قوتها لا تنحني في الخصومة – ليس لها الحق في ترك الأمور على عواهنها،ولا الحق في التنكر لنفسها! ولا يجوز لها أن تكشف ضعفها للناس،كأي واحدة من البشر،بل يجب أن تستمر في البقاء "سلطانة". ولئن كان الوثن يبدأ بالتحطيم،فإن العالم كله حولها ينهار.)
{ص 267 - 268}.
وانتهت السنة دراسية،وتتعلق سلمى بالسينما،أما السلطانة .. (فإنها لم تقف ضد حب سلمى للسينما،وتعلقها بها. وتقول لنفسها إن خيال ابنتها سيجد ما يتغذى به في هذه القصص الرومانطيقية الجميلة،أكثر مما يجد في الوحدة،داخل بيت،كل ما فيه يتحدث لها عن الماضي. فهذا الفن السابع هو في سبيله إلى أن يأخذ مداه.
وهناك شركة هوليودية كبرى اسمها Warmer Bros،نجحت نجاحا ضخما في إنتاجها فيلما ناطقا باسم مغنى الجاز،حيث نجد الممثلين يتكلمون.
وهكذا اعتادت سلمى وأمل،أن تذهبا إلى السينما كل يوم جمعة في الساعة الثالثة،في الحفلة المخصصة للنساء. ويأتي مروان بسيارته إلشيرنار وووكر التي تحمل النسر المذهب الشهير،فيوصلهما إلى السينما،ثم يعود بهما عند نهاية الفيلم.
ولكن كثيرا ما تقع أخطاء فنية عند العرض،وقد يحدث أن هاتين الفتاتين المراهقتين من انقطاع العرض،تتركان السينما المظلمة وتذهبان فتتنزهان في ضياء الشمس.
وهذا الحي من المدينة،الذي تجتمع فيه كل قاعات السينما،هو بذاته مغامرة. وهو يبدأ من ساحة المدافع،التي اصبح اسمها ساحة الشهداء،منذ أن قام جمال باشا التركي بشنق أحد عشر معارضا فيها،عام 1915. وهذا الحي هو أكثر الأحياء حركة،وكثرة مارة،في بيروت،وهو مجمع المقاهي العربية،حيث تجد رجالا يضعون الطرابيش على رؤوسهم،ويقضون ساعات طويلة في لعب الطاولة،بكل رصانة،(..) ثم إنه المكان الذي تكثر فيه المطاعم والمقاهي الليلية،أي هذه المحلات التي تتحدث عنها النساء المسلمات في رأس بيروت،ويقلن إن النساء فيها يرقصن عاريات. وتأخذ سلمى بيد أمل : فبمجرد المشي بجانب هذه المحلات يعني أنك تذوقت الثمرة المحرمة. وكان في ذهنهما أن الناس جميعا ينظرون إليهما،وتتخذان صورة اللا مبالي وهما تقطعان الساحة ببطء،باتجاه المطعم الفرنسي،"وهو ملهى مرح جدا" على ما قال أورهان الذي زاره مرة.){ص 271}.
ويقترب حلم سلمى – بحضور حفلة – من التحقق،ولكن مع مؤامرة صغيرة،بين الصديقتين :
(وعندما وصلت بطاقة الدعوة،كانت أمل،كما لو أن الأمر،بالصدفة،عند صديقتها – وسألت السلطانة بلهجة الاحتقار :
من عساهم أن يكونوا هؤلاء السرسق؟ أيكونون تجارا على ما أقدر؟
وأجابت أمل بلطف :
أوه،كلا،يا صاحبة السمو،إنهم إحدى العائلات الكبيرة ويقومون بأعمال ضخمة في ...
وقاطعت السلطانة كلام أمل بجفاف،قائلة :
إن هذا ما كنت أقوله. إنهم تجار.
من حسن الحظ أن السيدة غزاوي كانت موجودة هناك. وهذه لبنانية ولدت في إستانبول،وتزوجت أحد كبار الموظفين. فشرحت للسلطانة أن "السرسق"هم أحسن من يوجد في لبنان!
وهم روم أرثوذكس،بطبيعة الحال،ولكنهم في النعومة،التي للسنيين. ففي أبهائهم لا نلتقي إلا بأفضل شخصيات المجتمع اللبناني. ولئن شاءت الأميرة سلمى أن تخرج إلى الناس ذات يوم،فإنه لا يمكن أن يوجد مكان أفضل من قصر السراسقة. ولكن إذا كانت،سموك،تبتغين إبقائها في البيت،بطبيعة الحال ...
وكانت سلمى مستعدة لتقبيل السيدة غزاوي على دفاعها هذا،ولكنها كانت مسرورة بتقليب صفحات إحدى المجلات،وعليها سمة اللا مبالاة،كأن الأمر لا يعنيها.
وتتردد السلطانة خديجة. فالسيدة غزاوي تعرف معرفة كاملة عالمها اللبناني الصغير،واتضح أن نصائحها ثمينة ،دوما : ولكن ملاحظتها الاخيرة هي التي هزت أركان السلطانة،ذلك أنها تنسجم مع الهم الذي بدأ يسكنها منذ بعض الوقت،ويمنعها أحيانا من النوم : ترى ماذا سيكون أمرُ سلمى؟
وعندما كانت في المدرسة،مشغولة بدراستها،فإن هذا الأمر لم يكن مطروحا،ولكن الآن؟ الآن والمنفى يطول،والعودة إلى تركيا تبدو مجرد خيال،فإذن ماذا سيكون أمرها بعد هذا؟
يجب أن نجد لها زوجا،و مسلما طبعا،وغنيا،وأميرا على الاقل،وهذه شروط الثلاثة يستحيل الجمع بينها في هذه البيروت،حيث لا تطمع حتى العائلات السنية بزواج مع بنات الأسرة العثمانية.
ولعل ذلك ممكن من جهة الأسرة الملكية المصرية،أو من الإمارات الهندية..؟
وبانتظار ذلك،فإن السيدة غزاوي على حق. فليس على سلمى أن تبقى قابعة في البيت. ويجب أن تتعلم منذ الآن الدخول في المجتمع. ولا تكفي المعرفة التي يمكن أن تنقلها السلطانة إليها،لتقوم بهذا الدور،بل إن على ابنتها أن تجابه الواقع. (..) وبكل نعومة تستدير السلطانة نحو أمل،وتقول لها :
عودي في الغد،يا بُنيّة. وسأعطيك جوابي.
والحقيقة أنها كانت قد اتخذت قرارها. فسلمى تذهب إلى دعوة ليندا سرسق. ولكن بقى هنالك مشكلة صعبة : فماذا تلبس؟ إذ ما من مال متوفر لشراء الفستان المناسب. ولكنّ عليها،بين كل هؤلاء اللبنانيات المترعات بالحلى،واللواتي يلبسن أحسن ما تخترعه الخياطة الفرنسية،أن تحتفظ بمقامها! لكنّ لدى السيدة غزاوي رايا في هذا الموضوع،وهي امرأة ذات .."
لئن استطعت أن أسمح لنفسي،يا صاحبة السمو،فإني أسأل لماذا لا تقوم ليلى هانم التي تملك أصابع الجنيات،بأخذ واحد من أثوابك القديمة،وتطوره لهذا الغرض؟ فهذه الثياب الفخمة المقصبة لابدّ أن يسوء حالها إن هي بقيت نائمة في الخزائن.
ويلاحظ الجميع أن هذه الفكرة رائعة الذكاء،فتقوم سلمى عندئذ باختيار فستان حريري لونه أزرق بحري،يبرز لون عينيها.
وخلال ذلك يصل سورين آغا. فيوضع في الصورة. إذ لقد أصبح الارمني صديقا للاسرة منذ أن أشار ذات يوم على الأميرة،وضد مصلحته هو،أن تشتري بثمن المجوهرات التي تبيعها له،أسهما في الشركات،لكي تستفيد من أرباحها. ولقد وضع نفسه في خدمة زينل في هذه القضية الحساسة. فكسب بإخلاصه ووفائه ثقة كل هذه الأسرة،وكل أفرادها.(..) وربما لاحظ الإنسان أنه يريد أن يقول شيئا،ولكنه لا يجرؤ. وأخيرا غامر،محمر الوجه،بالقول :
عفوك يا سيدتي السلطانة،واغفري لي جرأتي،ولكن الأميرة سلمى جميلة. ويجب أن تكون الأجمل،فهل تقبل أن تختار بين الحلي التي أملكها ما ترى أنه الأفضل بالنسبة إليها. كل ما لديّ هو بين يديها،في كل المناسبات التي تحتاج فيها إلى الحلي،وسيكون ذلك شرفا كبيرا لي!
وتأثرت السلطان بهذا القول،وابتسمت للرجل القصير،ومدت إليه يدها التي أمسك بها،متعثرا،وقبّلها بحماسة.
الآنسة أمل الدروزي،والآنسة سلمى رؤوف،والسيد مروان الدروزي.
هكذا قدم المعلن القادمين الجدد،وألقى بنظرة حائرة على الفتاة التي تصحب الدروزي. إذ أنه لم يرها قط في "أربعاءات"ليندا سرسق،(..) وكانت المضيفة قد أسرعت إلى لقاء القادمين الجدد. (..) ولكن اعذروني،إني أترككم،فها هو غبطة البطريرك!
وتنطلق مهفهفة لكي تقبل الخاتم الذي يتألق في اليد المعطرة. (..) وقاد مروان الفتاتان إلى الشرفة،وهي مكان مثالي ليستمتع الإنسان،دون أن يزعجه أحد،برؤية هؤلاء الحاضرين بألوانهم الغريبة. وبدأ مرشد سلمى يعرفها بالحضور.
فهذا السيد النشيط،الذي يضع قرنفلة في مزررته،هو نيقولا بطرس،من عائلة من الروم الأرثوذكس أيضا،وهي تنافس عائلة سرسق في فخفخة الاستقبالات. وإلى جانبه الماركيزة جان دو فريج،وهي نبالة بابوية،تلقبها ألسنة السوء"بالماركيزة من عهد قريب". وأبعد منها،هذا السيد القصير،وهو هنري فرعون،رئيس الناي الأدبي،وهو لا يعطي انطباعا هاما،ولكن لا تنخدعي بمظهره،فهو يملك أعظم مجموعة من الأشياء الفنية في لبنان كله،وسوريا على أغلب الظن! (..) وانظري،إن الأميرة شهاب قد وصلت. وهي تنتسب إلى أقدم اسرة أمراء الجبل،وهاهي الجميلة لوسي طراد،مصحوبة بجان تويني،هذا الكهل المتميز جدا،فقد كان سفيرا للأمبراطورية العثمانية،في عاصمة القيصر الروسي،وهو صديق شخصي لإدوار السابع.
(..) ويضحك الجميع،دون أن يلاحظوا أن رجلين كانا منذ بضع دقائق،يراقبانهم من الجهة الأخرى من الشرفة،مراقبة المهتم الحريص.
أقول لك إنها فرنسية! فانظر إلى هذه القامة المشيقة،والخصر النحيل،والبشرة البيضاء،إنها روعة حقيقية!
إنك لا تعرف من الأمر شيئا يا أوكتاف! فهذه العيون الناعسة،وهذا الفم البض الشفتين،البريء والشهواني معا،لا يمكن أن يكون إلا لواحدة شرقية.
حسنا،فلنتراهن،يا ألكسيس. ولكن لنتراهن،لا على أصل الفتاة،بل على أي منا يكسب مودتها.
لم أكن أتوقع اقل من ذلك من ضابط فرنسي،فأنت دائما مستعد للهجوم،أليس كذلك؟ ولكن حذار. لقد لاحظت يدها فهي غير ذات بعل. (..) وبكل سهولة ويسر،اقتربا.
وإذن،يا صدقي مروان!
وبصورة أليفة جدا،ضربا على كتف الشاب ضربات خفيفة،وانحنيا أمام أخته،مع شيء من التردد أمام سلمى.
الآنسة؟
وتسرع أمل فتقول :
الآنسة سلمى رؤوف. يا سلمى إني أقدم لك ابن العم الصغير لمضيفتنا. ألكسيس،والكابيتين أوكتاف دي فير بري.
ويبدأ الحديث،بحيوية. وهذان القادمان الجديدان يتمتعان بحب النكتة،وبجمال الخلقة،وهذا الأخير لا يفسد فيهما شيئا.وكانت نظرتهما المعجبة تجعل سلمى شديدة الخفة. ولنذكر الآن أنها كانت قد ترددت في المجيء،خجلا وخوفا من أن يصيبها الملل! ويتناول الحديث كل شيء ولا شيء. وبصورة خفية يسال ألكسيس سلمى :
آه : أنت مستقرة إذن في بيروت. وأبوك ديبلوماسي فيها على الأرجح؟ لا؟ هل هو ... ميت؟
وتخذ وضع المتالم.
أرجوك أن تعذريني. يجب أن تكون أمك متألمة من الوحدة،وأنا واثق من أمي ستسعد بأن تدعوها إلى حفلة شاي. أفلا تخرج؟ أم هي مريضة؟ ما أكثر البؤس! وهكذا فأنت زهرة حلوة وحيدة. ..
ويحمر وجه سلمى. فما من مرة كلمها رجل بهذه الصورة. والواقع أنها لم تسنح لها فرصة للكلام مع رجل،غير إخوة صديقاتها،اللواتي يعتبرنها كأخت. وبدأ قلبها يخفق بسرعة أكثر بقليل. ترى أهذا هو ما يسمونه "المناغشة"أو الغزلFieurt؟
وهذه اللحظة التي يختارها مروان،غير الشاعر بما يجري حوله،ليتذكر بأنه لم يقدم احتراماته للخالة إيملي.(..) ويبستم ألكسيس إذ يرى مروان يبتعد ويقول :
إن هذا المروان رجل لطيف حقا.
وقالت سلمى :
بلى،دون أن تدرك الغمزة،مما أضحك أوكتاف كثيرا.
وغامر فقال ايضا :
أولا ترين،يا آنسة،أن هذه الأمسية تتطاول قليلا،بل ليس هناك من موسيقى جيدة. فهل تحبين الرقص؟
وترد سلمى :
أحبه كثيرا،ولعلها تفضل أن تفرم قطعا صغيرة من أن تعترف بأنها لم ترقص قط،إلا مع رفيقاتها في الصف.
وإذن فأنا أقترح عليك شيئا أكثر إمتاعا من هذا الاستقبال المزعج. سنقوم بتهيئة حفلة لديّ،مع بعض الأصدقاء،ونساء جميلات. ولديّ آخر الاسطوانات التي ظهرت في باريس. وأنا أضمن لك أنك لن تملي لحظة واحدة. (..) وتتلعثم قليلا،وتقول:
لا أعرف ما إذا كان مروان وأمل ..
فيغمز أوكتاف بعينه.
أوه! إنهم من (الدقة) القديمة،بل لسنا بحاجة إلى أن نقول لهما. فسنقترح أن نصحبك في العودة،لأن بيتك على طريقنا،وتكون اللعبة قد تمت.
ويشعر ألكسيس أنهما يسرعان أكثر مما يجب. ولكن الزمن يفرض ذلك،إذ سيعود مروان بين لحظة وأخرى. فيقرر أن يضرب ضربته الكبرى.
لا تقولي لي،أنك لست واثقة منا! ويقو هذا وعليه سمة من جرحت كرامته.
والحقيقة أنه غير منزعج،من أن ترغمه على الإلحاح في الرجاء. فهو لا يحب الانتصارات السهلة. (..) هيا يا ينيتي الجميلة،افلهذه الدرجة لا نعجبك؟
وتقدم أوكتاف دو فير بري فاقترب من الفتاة،وبحركة طالما نجحت في الماضي يمد ذراعه الملاطف حول خصرها.
وحالا،وبقفزة واحدة،تخلصت سلمى من يده،مرتجفة من الاستنكار وقالت له :
اتركني أيها المقرف!
وإذن فقد كان هذا لطفهما،وجميل تقربهما. فكيف لم أفهم ذلك من قبل؟ ولكن كيف لها أن تقدر أنهما يعتبرانها ... فتاة ... وتشعر بأنها لوثت،وأذلت،ولديها رغبة في البكاء.
أهذا أنت. إنه لغريب. وماذا تفعلين هنا يا أميرة؟
وكان على الشرفة سيدة طويلة القوام تتقدم،فتعرف سلمى بدهشة. أنها عمتها،نائلة السلطانة. فكيف حدث لها وهي القليلة الظهور جدا بين الناس،أن توجد لدى العائلة "سرسق"،عرفت العمة إيميلي في إستانبول،وأنها أرادت تكريمها – والمرة الوحيدة ليست بالعادة – بحضور هذه الأمسية. فطار صوابها – ولكن ماذا حزرت؟ - فتقوم سلمى بتقديم احتراماتها العميقة،وتقبل اليد الممدودة إليها،بينما كان الشابان المبهوتان،ينحنيان :
صاحبة السمو.
فنظرت إليهما بعين مملوءة بالشك،ثم قالت بلهجة جافة :
إني أحرمكما أيها السيدان،من قريبتي. فقد مضى وقت طويل لم أرها خلاله.
وتأخذ سلمى بذراعها،وتستولي عليها بحكم السلطة.
هل أنت مجنونة،يا صغيرتي،ووحيدة في شرفة تكاد أن تكون غير مضاءة،مع رجلين ليس لهما – وهذا ما أستطيع أن أقوله لك – أية سمعة حسنة! ولئن كان شرفك رخيصا عليك،فإن شرق لأسرتنا،غالي عليّ! وستعدينني أن تتصرفي في المستقبل،تصرفا أرعى للكرامة. فإذا لم تفعلي فأنا مضطرة إلى إخبار أمك المسكينة،ونصحها بأن تحبسك في غرفتك،حتى يجدوا لك عريسا.) {ص 273- 283}.

إلى اللقاء في الحلقة القادمة ...إذا أذن الله
س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حياة أميرة عثمانية في المنفى"10" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 17-05-2015 07:37 AM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"5" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 11-05-2015 08:07 AM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"4" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 08-05-2015 09:56 PM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"3" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 06-05-2015 09:03 AM
حياة أميرة عثمانية في المنفى"2" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 03-05-2015 08:07 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 12:11 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع