مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس الأدبية~*¤ô ws ô¤*~ > بوح المشاعر

بوح المشاعر الشعر الفصيح - الحر - الخواطر الشعريه - النثر - القصص والحكايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2006, 03:21 PM
الصورة الرمزية ><--بطاش--><
><--بطاش-->< ><--بطاش-->< غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: مجالس العجمان
المشاركات: 13
معدل تقييم المستوى: 0
><--بطاش-->< is on a distinguished road
المال والبنون و(الشيخ)

كان لرجل عجوز ثلاثة أبناء، أفنى عمره في تربيتهم، والعمل على إسعادهم، وقد سعى إلى تزويجهم جميعاً، ثم قسم فيهم أمواله، كي يباشر كل واحد منهم حياته مستقلاً، وأبقى الرجل لنفسه داراً صغيرة، أقام فيها وحده، يمضي فيها بقية عمره، قانعاً بالقليل، هانئاً بقيامه بواجبه نحو أولاده، وقد تمنى عليهم أن يزوروه بين حين وحين، كي يسعد برؤيتهم.

ولقد أخذ الأولاد بالتردد على أبيهم، كما أوصاهم، ولكن مع الأيام زادت مسؤولية كل واحد منهم، كما زاد اهتمامه بالحياة، واشتغاله بها، فقلّت زيارتهم لأبيهم، ثم نسوه، حتى بات وحيداً، وهو الذي قسم فيهم ما كان يملك من أموال، وما هي إلا سنة أو سنتان، حتى قل ما ادخره لنفسه، وبات مهدداً بالجوع والحرمان، فحار في أمره، ولم يجد ما يفعل؟! فقصد أولاده واحداً واحداً، يسألهم عن أحوالهم، من غير أن يبدي لهم شيئاً من الضيق، فأبدوا كثيراً من الجفاء، فلما عاتبهم في إهمالهم إياه، أنكروا عليه ذلك، ولاموه، إذ يكفيهم -كما ادعوا- ما هم فيه من مسؤولية، وانشغال بأسرهم وأحوالهم.

ورجع الأب من لقاء أولاده مخذولاً، نادماً على تفريطه بما كان لديه من مال، آسفاً على ما كان له من عزّة وجاه، ومضى إلى بيته، لا تحمله قدماه، من الحزن والألم، وقبع في ركن داره، يقتصد في طعامه وشرابه، وهو في كرب وضيق، والأيام تمرّ به قاسية مؤلمة، حتى أمسى في أسوأ حال، فقد بلي ما كان عنده من ثياب، وكاد ينفد ما بقي لديه من مال، وهزل جسمه، وتغير لونه، ودب فيه العجز، فلم يجد بداً من أن يقصد أحد أصحابه، ليجد شيئاً من العزاء، والنصيحة.

وحين لقيه صاحبه، ورأى ما صار إليه من حال، عاتبه ولامه على تفريطه بأمواله ثم نصح له أن يعمد إلى أرض غرفته، التي هو فيها، فيحفر فيها حفرة، ثم ينزل فيها جرة فارغة، ويجعل فوهتها مع مستوى الأرض، ثم يرمي فيها ما يكنسه كل يوم من أرض الغرفة، وفناء الدار، من غبار وتراب، حتى إذا امتلأت، إلا قليلاً، سد فوهتها بالاسمنت، وغطاها بالحصير، ووعده صاحبه أن يزوره، حين تمتلئ، ليخبره بما يجب عليه فعله، بعد ذلك. ورجع الأب إلى بيته، وقام على الفور بتنفيذ ما نصح له به صاحبه، ولم تمض بضعة أيام، حتى امتلأت الجرة، أو كادت، بما كان يرميه فيها من غبار وتراب، مما يكنسه من فناء الدار، فسد فوهتها، وغطاها بالحصير، وقعد ينتظر صاحبه.

ولما زاره صاحبه، عرض عليه ما فعل، ففرح بذلك، وأخبره أنه سيمر بأبنائه واحداً واحداً، ليؤكد لهم أن أباهم مازال بخير، وأنه يملك من المال أكثر مما أعطاهم، وأنهم قصروا في حقه تقصيراً، ثم نصح لصاحبه أن يتوقع زيارتهم، وطلب منه أن يعمد إلى الحصير، فيكشف طرفها أمام أبنائه، واحداً واحداً، وينقر على موضع الجرة، ليوهمهم لأنه مازال يملك قدراً جيداً من المال، قد خبأه في هذه الجرة، وأنه لهم، إن هم عنوا به. وفي اليوم التالي دُقّ الباب، فأدرك على الفور أن القادم ابنه، فرحب به، وقاده إلى غرفته، وكان الولد مدفوعاً بطمع شديد، إلى معرفة ما يملك أبوه، فبعد قليل من السؤال عن الصحة والحال، والاعتذار عما كان من تقصير، سأل أباه إن كان في حاجة إلى شيء، فاتنفض الأب غاضباً، وأكد أنه بخير، وليس بحاجة إلى أحد، ثم رفع طرف الحصير، عن موضع الجرة، ونقر عليها، فرنت رنيناً، فقال له:

"أتسمع؟ إني ماأزال أحتفظ بجرة من المال."

فطمع الولد، ورغب في أن يحظى بالجرة، دون إخوته، أو بأكبر قدر مما فيها، فبادر إلى إرسال زوجته، لتكنس لأبيه البيت، وتسهر على رعايته، وتحمل له الطعام، وبدأ يزوره كل يوم.

وفي اليوم الثاني، زاره ولده الثاني، فكان مثله مثل أخيه، وكذلك كان شأن الولد الثالث، ومنذئذ أخذ الأولاد يهتمون بأبيهم، ويعنون به أشد العناية، بدافع من الطمع بماله.

وذات يوم زاره صديقه، ليطمئن عليه، فرآه في أحسن حال، وهو في ثياب جديدة نظيفة، بيته مفروش ومكنوس، والطعام عنده كثير، ومظاهر النعيم بادية عليه، فهنأه، بما هو فيه، على حين شكر الرجل لصاحبه نصيحته.

وهكذا أمضى الأب بقية عمره، هانئاً باهتمام أولاده به، حتى وافته المنية، فأسرع أولاده في تجهيزه ودفنه، وباتوا ينتظرون مضي يوم أو يومين، حتى يقتسموا ما في الجرة، ولما كان اليوم الثالث، بادروا إلى إخراجها، وهمّوا بكسرها، ولكن بدأت علائم الاختلاف تظهر عليهم، فكل واحد يدعي أنه عني بوالده أكثر من الآخر، وأن من حقه أن يحظى بقدر أكبر مما في الجرة، وبينما هم في خلاف ونزاع، دخل عليهم صديق أبيهم، وكان يتوقع ذلك منهم، فباغتهم، فخجلوا، ثم اعترفوا بما هم فيه من خلاف، وسألوه رأيه، فنصح لهم أن يلجؤوا إلى شيخ في البلدة، كي يقسم الجرة فيهم.

ومضى الأولاد إلى الشيخ، فحدثوه عن أمرهم، فوعدهم أن يأتيهم في المساء، ليقسم الجرة فيهم، ثم مضى إلى السوق، فاشترى أمتاراً كثيرة من القماش، ولما كان المساء، ذهب إلى الأولاد، يحمل ما اشترى، وهو يتوكأ على عصا غليظة، ولما دخل عليهم أخبرهم أنه سيضع الجرة على رأسه، وأن كبيرهم سيضربها بعصاه، وليس لهم بعدئذ سوى أن يلتقطوا ما في الجرة، وقد تناثر على الأرض، ولكل واحد منهم ما يستطيع التقاطه، وامتعض الأولاد من طريقة الاقتسام، ولكنهم رأوا لا مفر لهم من القبول.

ولجأ الشيخ إلى القماش، فلفه على رأسه، طمعاً في أن يحظى بقدر أكبر مما سيتساقط من الجرة، فإذا حول رأسه لفة عريضة جداً، كان الأولاد ينظرون إليها مستائين، ثم وضع الجرة على رأسه، ودعا الأولاد إلى التحلق حوله، ثم ناول عصاه إلى كبيرهم، وأمره بضرب الجرة، فحمل الكبير العصا، ولوَّح بها، ثم ضرب الجرة ضربة عنيفة، فانفجرت، وتناثر ما فيها، من تراب وغبار، ملأ الغرفة، وسد على الأولاد والشيخ العيون والأنوف والآذان، فعلا الصراخ والسعال واللغط والضجيج، ومضوا يبحثون عن الباب، وبعضهم يصطدم ببعض، وكان آخر من خرج الشيخ، فقد كان أكثرهم حظاً مما في الجرة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-02-2006, 03:04 PM
المرزوقي المرزوقي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 2,011
معدل تقييم المستوى: 22
المرزوقي is on a distinguished road

هههههههههههههههههههه



بصرااحه يستاااهلوون اللي جاهم لانهم انغرو بالدنيا ونسو فعل ابوهم المسكين


وخااصه ذا الشيخ ههههههههههههههه




الف الف شكر لك يا اخي بطاش على هذه القصه


تحياتي لك

 

التوقيع

 

ماعاش من عاش مذموما خصائله
ولم يمت من يكن بالخير مذكورا
 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-02-2006, 04:30 AM
هديل هديل غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: في زمن ماقبل الكامبري
المشاركات: 629
معدل تقييم المستوى: 19
هديل is on a distinguished road

مشكور على سرد القصة دمت سالما
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البل يا هل الابل......... محمد بن دويش مجلس البادية والاحوال الجوية 7 02-05-2010 01:06 PM
الــــــــ الجزء الثاني ـــــــرس ... ليال الحنين مجلس أنسـاب قبيلة العجمـــــان 16 13-02-2009 05:18 AM
د. سلطان بن حثلين يرد على د. عبدالله العثيمين ابومحمد الشامري مجلس معــــــارك وبطولات قبيلة العجمـــــان 31 13-02-2008 07:49 PM
شرب الماء يقي من الجلطة ::::أم راكان:::: مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 3 28-10-2005 03:39 AM
التداوي بالأعشاب لمعظم الأمراض saad مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 3 26-10-2005 03:35 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:28 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع