مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2015, 09:58 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"4"

طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"4"



على طريقة التلفاز في إعادة المسلسلات،هذه إعادة لمسلسل :

{"خلطة" كتب}

مرة أخرى يبرز له الإسلام كجواب على بحث (ليز) عن التوازن بين المتعة الروحية والدنيوية. ليس تحيزا،ولكن أليس الإسلام هو دين : ( وفي بضع أحدكم أجرا)، أو كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم.

مناسبة هذا الكلام هو قول (ليز) في الحكاية :

(9)

(حقيقتي هي في الواقع ما قلته للعرّاف في بالي بالضبط – أردت اختبار الاثنين : المتعة الدنيوية،والتجاوز الروحي – المجد المزدوج للحياة البشرية. أردت ما سمّاه الإغريق التوازن الفريد للخير والجمال. فقد كنت أفتقد إلى الاثنين في السنوات الصعبة الماضية،لأن كلا من المتعة والتعبد يحتاجان إلى مساحة خالية من التوتر يزدهران فيها،بينما كنت أعيش قي مستوعب كبير من القلق المتواصل.){ص 35}.

لعل أختي الكريمة التي علقت على الحلقة الماضية بالقول :

(تعاني المطلقات عندنا من اللاحقوق والظلم). لعل تلك الأخت الكريمة أن تفذ اقتراح إحدى صديقات المؤلفة :

(.. أما صديقتي سوزان فاقترحت عليّ تأسيس جمعية خيرية تحت اسم مطلّقات بلا حدود. ولكنّ كل هذا المزاح كان بلا جدوى لأنني لم أكن حرة بالذهاب إلى أي مكان بعد.{في نيويورك؟!!} فعلي الرغم من مرور وقت طويل على انفصالي عن زوجي،لم أحصل على الطلاق بعد. كنت قد بدأت أضغط على زوجي قانونيا،وأقوم بأمور فظيعة،كتقديم الأوراق وكتابة اتهامات قانونية مُدينة (يفرضها قانون ولاية نيويورك) عن قسوته الذهنية المزعومة،وهي وثائق لم تترك أيّ مجال للتحاذق أو لأن أقول للقاضي : "اسمع،كانت علاقة معقدة جدا،وقد ارتكبت الأخطاء أنا أيضا،وأنا آسفة جدا لذلك،ولكن كلّ ما أريده الآن هو السماح لي بالرحيل".

(هنا أتوقف لأدعو للقارئ : أتمنى ألا تضطر يوما إلى الحصول على الطلاق في نيويورك).

في ربيع العم 2003،بلغت الأزمة ذروتها. فبعد سنة ونصف من رحيلي،أصبح زوجي مستعدا أخيرا لمناقشة شروط التوصل إلى تسوية. أجل،أراد المال والمنزل وإيجار شقة منهاتن،وكلّ ما كنت أعرضه طيلة الوقت. ولكنه كان يطلب أيضا أشياء لم أفكر فيها أبدا (حصّة من إيراد الكتب التي ألفتها أثناء الزواج ونسبة من حقوق الاستثمار المحتمل لأعمالي في السينما في المستقبل،حصة من حساب تقاعدي .. وغيرها) وهنا كان لابد أن أعترض أخيرا. أعقب ذلك شهور من المفاوضات بين محاميينا،وبدأت بذور التسوية تظهر،إلى أن بدا بأن زوجي قد يقبل في الواقع بصفقة معدلة. ستكلفني ثمنا باهظا،ولكنّ النزاع في المحاكم سيكون طويلا ومكلفا أكثر،هذا من دون أن نذكر كم سيكون مضنيا. إن وقع على الاتفاق،فلن يكون عليّ سوى دفع المال والرحيل. ولم أكن أرى بأسا في ذلك عندها. فبعد أن تدمرت علاقتنا تماما،ولم يعد ثمة مكان للياقة والمدنية بيننا،لم أعد أريد سوى الرحيل.

كان السؤال : هل سيوقع؟ مرت أسابيع،وكان يناقش مزيدا من التفاصيل. إن لم يوافق على هذا الاتفاق،فسيتحتم علينا اللجوء إلى القضاء. والمحاكمة تعني خسارة كل ما تبقى من مال في النفقات القانونية بالتأكيد. والأسوأ من ذلك هو أن المحاكمة تعني سنة أخرى من العيش في هذه الفوضى.إذا مهما قرر زوجي (فهو ما زال زوجي في النهاية) فإن قراره سيحدد شكل العام المقبل في حياتي.){ص 36 - 37}.

في وسط تلك الأزمة سافرت المؤلفة للترويج لأحد كتبها،ورافقتها صديقة من لبنان :

(كنا نقود السيارة عبر كنساس وكنت في حالتي المعتادة من القلق بسبب مسألة الطلاق – هل سيوقع أم لن يوقع؟ - وقلت لإيفا : "لا أظنني قادرة على احتمال عام آخر في المحاكم. أتمنى لو أن تدخلا يحدث الآن ..".

"لِمَ لا تفعلين إذا؟". شرحت لإيفا آرائي الشخصية.

أصغت إليّ بتهذيب ثم سألتني : "من أين أتيت بتلك الأفكار السخيفة؟".

"ماذا تعنين؟".

"من أين أتيت بفكرة كونك لا تملكين الحق بطلب ما تشائين في الدعاء؟ أنت جزء من الكون ليز.أنت جزء أساسي ولديك كل الحق بالمشاركة في ما يحدث فيه وبأن تعبري عن مشاعرك.لذا،قولي رأيك.قدمي قضيتك،وصدقيني،سئتؤخذ {هكذا} على الأقل في الاعتبار"

"حقا؟"كان كل ذلك جديدا بالنسبة إليّ.

"حقا"اسمعي،لو كتبت رسالة طلب الآن،ماذا ستقولين فيها؟".

فكرت برهة ثم أخرجت دفترا صغيرا وكتبت الطلب :

... {هكذا مجرد نقاط}

قرأتها لإيفا،فأومأت برأسها موافقة.

قدمت لها الرسالة مع قلم،ولكنها كانت مشغولة بالقيادة،فقالت : "كلا،لنقل أنني وقعت. وقعت بقلبي".

"شكرا إيفا،أقدر دعمك لي".

فسألت : "والآن،من كان ليوقع أيضا؟".

"عائلتي : أمي وأبي وشقيقتي".

قالت : "حسنا. ها قد فعلوا.اعتبري بأن أسماءهم قد أضيفت – في الحقيقة شعرت فعلا بأنهم وقعوا عليها،أصبحوا على القائمة الآن – حسنا،من كان ليوقع أيضا؟ ابدأي بتعداد الأسماء". ){ص 38 - 40}.

ثم تخيلت توقيع جميع أصدقائها المقربين،وبعض أفراد العائلة،وأشخاص عملت معهم – وكل مرة تقول إيفا : لقد وقعوا الآن – بيل وهيلاري كلنتون،أبراهام لينكولن،غاندي،مانديلا،وجميع دعاة السلام،إليانور روزفلت،بوتو،جيمي كارتر،محمد علي،جاكي روبنسون .. وجدتها - التي توفت عام 1984 – وجدتها التي ما زالت على قيد الحياة،وأستاذ اللغة الإيطالية،ومستشارتها النفسية،ووكيلها ... مارتن لوثر كنغ،وكاثرين هيبرون،ومارتن سكورسيزي،(وهو أمر لم تكن تتوقعه بالضرورة،إلا أنها كانت بادرة لطيفة من قبله){ص 40} ومرشدتها،وجان دارك .. انتهت القائمة .. فغفت (ليز) قليلا ..

(فتحت الخط وهمست : آلو.

"أخبار رائعة!" أعلنت محاميتي من مدينة نيويورك. "لقد وقع للتو!"){ 41}.

كانت المؤلفة قد قابلت عرافا إندونيسيا – في بالي – تنبأ لها بأنها سوف تخسر كل مالها،ثم تربحه مرة أخرى،وأنها سوف تعود إلى بالي .. لتعلمه اللغة الإنجليزية .. تقول (ليز) في الحكاية :

(10)

(كنت قادرة على تحمل نفقات الرحلة بسبب معجزة شخصية مذهلة : فقد اشترى الناشر الكتاب الذي سأؤلفه عن رحلتي مسبقا.هكذا،وبتعبير آخر،حدثت الأمور تماما كما توقع العراف الإندونيسي.خسرت كل مالي واستعدته على الفور أو على الأقل ما يكفي لأعيش لمدة عام.){ص 42}.

هنا لابد لي من وقفة أجمع فيها أكثر من حكاية،وذلك بسب أمر واحد هو (الطعام)!! لقد كانت استفاضة الكتاب الغربيين في وصف (الطعام) – في المذكرات وكذلك في القصص والروايات – بغض النظر عن كون الكميات التي يتناولونها كبيرة أم صغيرة. أترككم مع الحكاية الحادية عشرة،ووجبة (بُقول) الأولى :

(11)

(لم تكن الوجبة الأولى التي تناولتها في روما بذات أهمية. مجرد بعض الباستا المحضّرة في المنزل (سباغيتي ألا كاربونارا) مع السبانخ والثوم المقلي. (ذات مرة كتب الشاعر الرومانسي الكبير شيلي رسالة مروعّة لصديقه في إنكلترا عن المطبخ الإيطالي : "لن تتخيل ماذا تأكل الشابات من العائلات العريقة،الثوم!") كما طلبت قطعة أرضي شوكي،أردت تجربتها وحسب،فالرومان فخورون جدا بها. ثم أحضرت لي النادلة طبقا جانبيا مجانيا كمفاجأة،براعم الكوسى المقلية مع قليل من الجبن في الوسط (محضّرة بعناية شديدة لدرجة أن البراعم لم تلاحظ على الأرجح أنها لم تعد على النبتة). وبعد السباغتي،جربت لحم العجل.أوه،كما شربت زجاجة من الشراب،لي وحدي.وأكلت بعض الخبز الساخن مع زيت الزيتون والملح.أما التحلية فكانت عبارة عن طبق من التيراميسو){ص 42 - 43}.

هنا أنتقل بكم إلى الحكاية رقم :

(36)

(وربما كنت أود الذهاب إلى صقلية بسبب مقالة غوته : "من دون رؤية صقلية،لا يمكن للمرء أن يكون فكرة واضحة عن إيطاليا" (..) وفي غضون عشرين دقيقة،انهمكت في تناول أطيب وجبة لي في إيطاليا على الإطلاق. كانت عبارة عن باستا ذات شكل لم أره من قبل،شرائح كبيرة وطازجة من الباستا المثنية على شكل قبعة البابا (وإن ليس في حجمها) ومحشوة ببوريه ساخن ولذيذ الرائحة مصنوع من القشريات والاخطبوط والحبّار،تعلوها وكأنها سلطة ساخنة،أصداف الكوكل وقطع الخضار،وتسبح جميعها في مرق زيتوني اللون،تبعها لحم الأرنب المطهو بالصعتر.){ص 140 - 142}.

بطبيعة الحال هناك الكثير من الحديث عن الطعام،ولكنني أختم بالنتيجة الطبيعة لكل ذلك الأكل ... ومن نفس الحكاية :

(أتيت إيطاليا ذابلة و نحيلة. كنت أجهل ما أستحق،وربما لا أزال. ولكنني أعرف بأنني انتشلت نفسي من الموت – عبر الاستمتاع بالملذات غير المؤذية – لأصبح امرأة أكثر سلاما. والطريقة الأسهل والأكثر إنسانية لقول ذلك هي أنني ازددت وزنا. أصبحت الآن موجدة أكثر مما كنت عليه منذ أربعة أشهر.وسأغادر آملة بأن تمدّد شخص ما – تضخم حياته – هو في الواقع أمر يستحق العناء في هذا العالم. حتى وإن صادف هذه المرة وحسب،أن تلك الحياة ليست حياة أحد سواي.){ص146}.

إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.

س/ محمود المختار الشنقيطي

س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طعام صلاة حب : امرأة تبحث عن كل شيء"خلطة كتب"(10) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 30-11-2012 01:50 PM
طعام صلاة حب :امرأة تبحث عن كل شيء "خلطة كتب"(9) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 6 29-11-2012 04:08 PM
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"7" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 26-11-2012 09:28 AM
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"4" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 4 24-11-2012 08:37 AM
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"5" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 24-11-2012 08:30 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 12:44 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع