الحرس الثوري الإيراني يتدرب
على اجتياح دول الخليج العربي
عواصم - الوكالات: أبدت إيران استعدادها لأن تدرس طلبات رسمية لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول القضايا الاقليمية بما فيها الوضع في العراق في الوقت الذي اجرت فيه قوات الحرس الثوري الايراني "باسدران" تدريبات على اجتياح بري لمنطقة تبعد نحو 1400 كيلومتر اي انها تشمل جميع الدول المجاورة لايران وصولا الى اسرائيل بالتزامن مع قيام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد سلسلة اجهزة جديدة لتخصيب اليورانيوم شغلتها ايران مؤخرا .
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني امس في مؤتمر صحافي في طهران "إيران على استعداد لدراسة أي طلبات لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول القضايا الاقليمية إذا جرى طرح ذلك رسميا".
وكانت طهران قد وافقت في مارس الماضي على إجراء محادثات مع عدوتها السياسية اللدودة حول الوضع في العراق بناء على طلب من القادة الشيعة العراقيين.
لكن الفكرة جمدت عندما قال الرئيس محمود أحمدي نجاد في ابريل إنه لن تكون حاجة للمفاوضات بعد انتخاب الحكومة العراقية هناك, وحاولت إيران الابقاء على الباب مفتوحا أمام المحادثات بالقول إن المفاوضات ستجرى قطعيا لكن وقتها لم يحدد بعد.
وقال حسين انتظامي المتحدث باسم المجلس الاعلى للامن القومي "يتعين على الجانبين في البداية الانتهاء من التقديرات المبدئية ثم (يمكننا) بعد ذلك تحديد الوقت".
ومازال التوتر بين الجمهورية الاسلامية على اشده متخذا طابعا عسكريا فقد دخلت المناورات العسكرية التي تجريها ايران وتطلق عليها اسم "الرسول الاعظم -2" يومها الرابع على التوالي, وذلك باجراء عمليات نقل جوي وضربات جوية من قبل الوحدات الخاصة لهذه القوة, بالاضافة الى بدء المرحلة الثانية من مناورات القوات البرية لحرس الثورة الاسلامية.
وقال العميد عباس نيلفروشان مساعد العمليات في القوة البرية التابعة لحرس الثورة الاسلامية في تصريح لوكالة الانباء الايرانية (ارنا) إن هذه المرحلة من المناورات اشتملت على قيام وحدات "صابرين" الخاصة باجراء "عمليات توغل بعمق ألفا و400 كيلومتر والاستيلاء على مواقع العدو المفترض"وتقع كل دول الخليج العربية ضمن هذا العمق العملياتي الذي يبدو اختياره محسوبا ليشير الى اسرائيل .
وأضاف أن استخدام تكتيكات قتالية حديثة ومتطورة والانسجام بين الوحدات الجوية والبرية والبحرية والسرعة والدقة في الاداء كانت بمستوى أفضل مقارنة بالمناورات السابقة.
وأشار إلى أن وحدات "صابرين" الخاصة قامت باجراء أنواع مختلفة من العمليات التكتيكية مثل الهجمات وعرقلة الحركة على الجسور والتوغل في عمق مواقع العدو لتدمير أنظمة ومقرات القيادة والسيطرة, موضحا أن هذه الامور هي جزء من المهارات التي تتمتع بها القوة البرية في حرس الثورة الاسلامية.
على صعيد آخر نقلت وكالة الانباء الايرانية عن مسؤول نووي ايراني قوله ان مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية زارا مصنع تخصيب اليورانيوم الذي اقامت فيه ايران مؤخرا سلسلة ثانية من آلات الطرد المركزي.
وتأتي هذه الزيارة في حين تدرس الدول العظمى مشروع قرار اعده الاوروبيون لفرض عقوبات على ايران لتطويرها برامج نووية وبالستية بعد رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم.
وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان "المفتشين اللذين وصلا الجمعة زارا مصنع نطنز لتخصيب اليورانيوم ومصنع التحويل في اصفهان".
كما تمكنا من زيارة السلسلة الثانية المكونة من 164 آلة طرد مركزي التي اقامتها ايران في 28 اكتوبر.
وقال المسؤول ان على المفتشين اعداد التقرير الذي سيرفعه المدير العام للوكالة محمد البرادعي خلال الاجتماع المقبل لمجلس الحكام المقرر نهاية نوفمبر, موضحا ان "انشطتهم في ايران تستند الى معاهدة حظر الانتشار (النووي) وضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية" ووصف الزيارة بانها تجيء في اطار التزامات ايران تجاه المعاهدات الدولية.
من جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية أنه لا يوجد أي دليل منطقي على احتمال تعليق بلاده تخصيب اليورانيوم.
وردا على سؤال حول إدخال روسيا تعديلات على مشروع قرار الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا أوضح حسيني أن "التعديل الاساسي يكمن في عودة هذه الدول إلى طاولة المفاوضات وأن أي تعديل آخر لن يكون مؤثرا".
وحول موقف روسيا من مشروع القرار المقدم إلى مجلس الامن بشأن إيران نقلت وكالة أنباء "الجمهورية الاسلامية" عن حسيني قوله إن "الروس أعلنوا أنهم غير موافقين على حدة مشروع القرار.. ويحاول الروس إصدار قرار أقل حدة من مسودة القرار الحالي".
وبعد اكثر من شهرين على المهلة النهائية (31 اغسطس) التي حددها مجلس الامن لايران بموجب القرار 1696 لتعليق تخصيب اليورانيوم تحت طائلة العقوبات, لم يعد من الممكن القول متى سيتمكن المجلس من التحرك.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا لاعتماد عقوبات سريعا لكن بحسب العديد من الديبلوماسيين, يبدو انها ستكون طويلة وشائكة اذ ترفض الصين وروسيا فرض عقوبات صارمة جدا على ايران التي تقيمان معها علاقات اقتصادية وتجارية°