مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~ المجالس الـخـاصـة ~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الطلابي

المجلس الطلابي يعنى هذا المجلس بأخر الاخبار الجامعات والكليات والمعاهد الأكاديمية

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #51  
قديم 01-09-2010, 06:23 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة العظمى للمسلمين جميعا , وهو المعلم الأول لهذه الأمة , فحري بالمعلمين وغيرهم أن يقتدوا به ، وينظروا في سيرته وشمائله , ويتأملوا في طرائق تعليمه , وكيفية تعامله مع الآخرين , ويجعلوا ذلك نبراسا لهم ينهلون منه , ومشعلا يستضيئون به, كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يتبع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره وحاله، ويهتم حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك . اتباعا لقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوه حسنة) , فمن أراد الهداية والفلاح فعليه أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتأسى به , يقول ابن أبي ذئب : " إن الله اختار محمدا صلى الله عليه وسلم من الناس , فهداهم به وعلى يديه , فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخرين , لا مخرج لمسلم من ذلك " .

وكان الزهري يقول :" الاعتصام بالسنة نجاة "

وصفة المتابعة مكمله لصفة الإخلاص , إذ لا يتحقق قبول عمل لأحد إلا بتوافرها مع الإخلاص , قال الله تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) , قال ابن كثير :" فليعمل عملا صالحا أي : ما كان موافقا لشرع الله , ولا يشرك بعبادة ربه أحدا , وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له , وهذان ركنا العمل المتقبل , لابد أن يكون خالصا لله , صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

فمن عمل بلا إخلاص فعمله مردود و" من عمل بلا إتباع سنه فعمله باطل " .

ولذلك كانت وصية موفق الدين الموصلي لتلاميذه :" ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدر الأول , فاقرأ السيرة النبوية , وتتبع أفعاله , واقتف آثاره , وتشبه به ما أمكنك "

وأوصى بذلك شرف الدين الأندلسي بقوله :



من كان يرغب في النجاة فماله

غير اتباع المصطفى فيما أتى

ذاك السبيل المستقيم وغيره

سبل الضلالة والغواية والردى

فاتبع كتاب الله والسنن التي

صحت فذاك إن اتبعت هو الهدى

ودع السؤال بلم وكيف فإنه

باب يجر ذوي البصيرة للعمى

الدين ما قال الرسول وصحبه

والتابعون ومن مناهجهم قفا



وعلى أثر هذا حرص السلف الصالح – رحمهم الله تعالى – على تتبع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعها , فقد نقل الذهبي - رحمه الله – في كتابه ( سير أعلام النبلاء ) عن سعيد بن المسيب أنه يقول : " إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد " ويقول عمرو بن ميمون ألأودي :" لو علمت أنه بقي علي حرف من السنة باليمن لأتيتها " .

وليعلم أن اتباع السنة مشروط بثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , لا بما تشتهيه الأنفس , أو يزينه العقل والهوى , يقول أبو سليمان الداراني :" ليس لمن ألهم شيئا من الخيرات أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر " .

ويقول ابن خزيمه : " ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يحل لأحد مخالفته .

وقال أبو حنيفة – رحمه الله - : ماجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين "

وكان مالك يقول :" سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا , فالأخذ بها اتباع لكتاب الله , واستكمال لطاعة الله , وقوة على دين الله , ليس لأحد تغييريها ولا تبديلها , ولا النظر في شيء خالفها , من اهتدى بها فهو مهتد , ومن استنصر بها فهو منصور , ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين , وولاه الله ما تولى , وأصلاه جهنم وساءت مصيرا "

وقال الشافعي – رحمه الله - : " كل ما قلته فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح فهو أولى ولا تقلدوني " ويقول أحمد :" من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة " .






الباحث: حسين نفاع الجابري (السعودية)
ش

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 01-09-2010, 06:29 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

إلى الذين تفيض أعينهم من الدمع


قال الله تعالى (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم. ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلتَ لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون)

هكذا صور لنا تبارك وتعالى مشهد حال أولئك الصحابة الذين لم يجدوا ما يقدمونه لجيش المسلمين، فرجعوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً على قلة ذات اليد، التي حرمتهم من المشاركة الفاعلة في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والمشهد يتكرر بألوان مختلفة، فالملايين تفيض أعينهم دمعاً وقلوبهم حسرة لانتفاء قدرتهم على مساعدة إخوانهم في غزة، غير الخروج في الشوارع بنداءات وصراخات، تنقلها عدسات التصوير.

ولئن توقفت الحالة والحيلة الفردية والجماعية عن المشاركة المباشرة فلا تنعدم المشاركة العظيمة بسلاح الدعاء والابتهال إلى الله تعالى، فربما دعوة صادقة مستجابة من قلب مؤمن تتفجر بها ينابيع الخير، ويندحر بها شر العدو وينهزم. (ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء) (لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر) عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } وقال : الدعاء هو العبادة وقرأ { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } إلى قوله { داخرين } (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء) .



ولئن انعدمت المشاركة المباشرة وحال دونها ما لا تشتهيه الأنفس، فإن المساعدات العينية، والقلمية، وعبر المنتديات والمواقع والإعلام لا تتوقف، ولا يحجبها سلطان العدو.

فكم نحتاج من ترجمة المقالات والموضوعات إلى العالم ليعرف حقيقة فلسطين التاريخية، وتجلية ما أصاب الأمة والعالم من نسيان الحقيقة الفلسطينية، وكذا غسل ما صنعه اللهو البشري الذي غيب الحقائق، وإعادة الحقيقة لأذهان أطفال الدنيا عن فلسطين وشعبها الذي اغتصبت أرضه عنوة وظلما .

إن تفكيرنا في مجالات الإغاثة للحاضر والمستقبل الفلسطيني تُلهبه وتشعله نار العدو على غزة، لتعود الجذوة إلى صحوتها ولهيبها وتوقدها.

اللهم عجل بنصر إخواننا في غزة، نصراً مؤزرا بجند من عندك.



أ.د. خالد بن حامد الحازمي

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 01-09-2010, 06:32 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

تحديات الإنترنت من منظور التربية الإسلامية (1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإن المتأمل في أثر وسائل الاتصال الحديثة على حياة الأمم والشعوب المعاصرة يجد أن لتلك الوسائل أهمية كبيرة وخطورة جسيمة في واقع المجتمعات البشرية على اختلاف مشاربها، ومما يزيد في أهمية وسائل الاتصال وخطورتها أنها ثنائية الأثر - أي سلاح ذو حدين - لأنها يمكن أن تستخدم أدوات بناء للنفوس والعقول والأبدان، ووسائل للارتقاء بالإنسان إيمانيًا وأخلاقيًا وثقافيًا واجتماعيًا؛ ويمكن – كذلك - أن تكون معاول هدم للأخلاق وإفسادٍ للنفوس وتلويث للثقافة وإثارة للشبهات والشهوات.

ومن أخطر وسائل الاتصال والإعلام - إن لم يكن أخطرها على الإطلاق - شبكة الإنترنت التي أحدثت طفرة عظيمة في عالم الاتصال والإعلام والبحث وأنماط التعليم بما اشتملت عليه من مصادر معرفية تفوق الحصر، ومحركات بحث تساعد الإنسان في الوصول إلى ما يريد بسهولة، وخدمات الاتصال المباشر (المحادثة) والبريد الإلكتروني وغير ذلك من الخدمات الجليلة التي يسرتها شبكة الإنترنت.

ومع كل ما قدمته شبكة الإنترنت من منافع فإنها حملت معها الكثير من الأخطار والمثالب التي هددت ثقافة المجتمع الإسلامي وأمنه وعلاقاته الداخلية، وذلك من خلال ما تحمله هذه الشبكة من أفكار هدامة وترويج للعنف والجريمة وإشاعة للفاحشة بما تبثه من مشاهد جنسية فاضحة ُتطلقها آلاف المواقع المتخصصة في تدمير الأخلاق ووأد الحياء.

مفهوم شبكة الإنترنت:

يقصد بها: مجموعة ضخمة من شبكات الاتصال المرتبطة ببعضها البعض، وهي تنمو ذاتيًا بقدر ما يضاف من شبكات وحاسبات.

والإنترنت يمثل الشبكة العالمية الضخمة التي تربط بين الشبكات الصغيرة، ويتصل بشبكة الإنترنت مئات الملايين من الأشخاص ويتواصلون معًا عبر الشبكة، وينتفعون بخدمة الاطلاع على المعلومات وتبادل البيانات والبرامج.



نشأة شبكة الإنترنت وتطورها:

ترجع بداية الإنترنت إلى الستينيات من هذا القرن، عندما أنشأت وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة للدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية شبكة معلوماتية تهدف إلى تبادل المعلومات العسكرية، على الأرض الأمريكية، وفي السبعينات طرأ تبدل في أهداف هذه الشبكة عقب انضمام عدة شبكات صغيرة لها أنشأتها المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم، فاتجهت الشبكة لخدمة مراكز البحث العلمي والجمعيات الأكاديمية، ثم امتدت الشبكة في الثمانينيات خارج الحدود الأمريكية لتصبح شبكة عالمية تعرف باسمها الحالي ((إنترنت)) ثم انضمت إليها مؤسسات حكومية وجامعات ومراكز بحوث من بلدان عديدة . وفي السنوات الأخيرة أُضيفت إلى مهمات شبكة الإنترنت خدمات الأعمال التجارية وغيرها.

وقد أدى إنشاء شبكة "ويب" العالمية وظهور المتصفحات إلى سهولة استخدام "الإنترنت" وانتشارها السريع في العالم، وزيادة عدد المشتركين فيها.

وقد أدى إنشاء شبكة "ويب" العالمية وظهور المتصفحات إلى سهولة استخدام "الإنترنت" وانتشارها السريع في العالم، وزيادة عدد المشتركين فيها.

وبذلك ساهمت شبكة الإنترنت في إحداث ثورة معرفية ومعلوماتية عارمة، بما يسرت للإنسان الوصول إلى المعلومة بسرعة خاطفة، وبما ساهمت فيه من نشر للمعلومات والمعارف والثقافات؛ وهي خدمة ذات اتجاهين قد تستخدم في الخير وقد تستخدم في غير ذلك من الأمور.

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 01-09-2010, 06:39 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

تحديات الإنترنت من منظور التربية الإسلامية (2)
تحديات استخدام شبكة الإنترنت:

والإنترنت تعد من أخطر وسائل التحديات، ولا تخلو من أخطار كثيرة تهدد التربية الإسلامية، ويتضح ذلك من خلال الآتي:

أولا: التبعية الثقافية:

إن من أهم الأخطار الكامنة في استخدام شبكة الإنترنت ما يمكن تسميته بالاكتساح الثقافي الهادف إلى إحلال التبعية لثقافة الغرب محل الأصالة النابعة من عقيدة الأمة ومرجعيتها الثقافية، والناظر فيما تنقله شبكة الإنترنت من أفكار ومعلومات يدرك أن المجتمعات النامية –وجلها من العرب والمسلمين - تعاني من حرب حقيقية يصفها أحد الباحثين بأنها حرب حقيقية تستخدم فيها القنابل الإلكترونية بدلا عن قنابل البارود، إنها تدمير للثقافة وسعي لمنع التواصل بين أبناء الأمة الإسلامية وهيئاتهم، ومنع تواصلهم جميعًا مع قضاياهم المصيرية ولهذا كانت هذه الحروب حروب أدمغة لا أسلحة".

لقد حملت وسائل الاتصال الحديثة - ومنها شبكة الإنترنت - عولمة ثقافية متناقضة؛ فهي من ناحية تدعو – شكليًا - إلى حقوق الإنسان التي تعني الاعتراف بالتنوع الثقافي، ومن ناحية أخرى تدعو إلى حتمية انتصار القيم الفكرية والسلوكية الغربية لاسيما الأمريكية، وإلى ضرورة تبعية العالم لهذه القيم.

إن شبكة الإنترنت تعد من أهم وسائل العولمة الثقافية البغيضة التي تسعى إلى هيمنة الثقافة الغربية على غيرها من الثقافات.

ثانيًا: العنف والجريمة:

إن شبكة الإنترنت يمكن أن تعرض في صفحاتها المحطات التلفزيونية والفضائية المحلية والعالمية إضافة إلى مواقع مختصة بالأفلام المختلفة، وبذلك تساهم تلك الشبكة في عرض الكثير من مشاهد العنف والجريمة المنظمة مما يكون له أكبر الأثر في تكوين الشباب الثقافي.

إن الذين يتعاملون مع الإنترنت لاسيما فئة الشباب منهم - وهم أكثر فئات المجتمع تعاملا مع الإنترنت - يتأثرون بشكل كبير بما يعرف بجرائم الإنترنت التي أجملها بعض الباحثين في عدد من الجرائم هي: صناعة ونشر الفيروسات، والاختراقات، وتعطيل الأجهزة، وانتحال الشخصية، والمضايقة والملاحقة، والتغرير والاستدراج، والتشهير وتشويه السمعة، وصناعة ونشر الإباحية، والنصب والاحتيال.

ولذلك يقدم الكثير من الشباب على ممارسة بعض هذه الجرائم تأثرًا بما يعايشونه في شبكة الإنترنت، أو يتبادلونه مع رفقائهم من خبرات ومعلومات متعلقة بتلك الجرائم.

ثالثًا: انحسار اللغة العربية:

تكمن أهمية اللغة في المجتمعات البشرية في أنها تعد الوعاء الذي ينقل الثقافة، وأداة التواصل وتبادل المشاعر والأفكار والتجارب والخبرات، وفي حالة اللغة العربية يضاف إلى ما تقدم أنها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يعني أن أي خلل في اللغة العربية سوف يؤثر بالضرورة على فهمنا لمصادر ثقافتنا الأصلية، وسوف ينعكس بالتالي على جميع مظاهر حياتنا العملية

تشير تقديرات الباحثين إلى أن ما نسبته ( 95 % ) من الاتصالات الواقعة في شبكة الإنترنت تتم باللغة الإنجليزية، وهذا يبين مدى تعرض فئة الشباب للغة الإنجليزية وتفاعلهم معها أثناء تعاملهم مع شبكة الإنترنت، ويكون ذلك في الغالب على حساب اللغة العربية التي ينبغي أن تأخذ مكانها اللائق من أذهان الشباب ووجدانهم حتى تصبح لغة التعبير والتفكير والإبداع.

إن الارتباط الوثيق بين اللغة والثقافة والتلازم بينهما قوًة وضعفًا جعل موجة العولمة الثقافية التي تقودها الدول الغربية - ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية - تسعى إلى تلويث ثقافة الأمم الأخرى وإضعاف لغاتها تمهيدًا للقضاء على الإبداع والتطور فيها. وقد صور أحد الباحثين هذه الظاهرة بطريقة دقيقة عندما قرر أن موجة العولمة الثقافية الغربية تسعى إلى "فرض ثقافة العولمة ولغة الآخر في الإدارة، وفي الإعلام، وفي التربية والتعليم، وكذلك في المكاتبات الرسمية، بهدف تقطيع أوصالها وتوقيف تطورها، مما يؤدي إلى توقف مجالات التطور والإبداع من ناحية وضرب بنية الثقافة الأصيلة من ناحية أخرى".


رابعًا: إهمال مصادر المعلومات الأخرى:

لقد استهوت شبكة الإنترنت الباحثين من شباب وغيرهم، وانبهر كثير منهم بهذه الشبكة السحرية حتى جعلوها المصدر الرئيس للبحث والقراءة والاطلاع والتسلية، ولا شك أن هذا الأمر أثر سلبًا على استخدام جمهور الإنترنت لمصادر المعلومات الأخرى وقّلص من ارتيادهم للمكتبات العامة ومكتبات الجامعات والمؤسسات التعليمية التي تحوى بين جدرانها كثيرًا من مصادر المعرفة كالكتب والمجلات العلمية والوثائق التاريخية والشفوية.

إن هذه الظاهرة خطيرة جدًا؛ ذلك لأن المعلومات التي يحصل عليها الباحثون من الإنترنت كما يصفها أحد الباحثين هي "معلومات سريعة وانتقائية وغير موجهة وغير كافية، قد تساعد الباحث في إشارتها إلى كثير من المعلومات والدلالات، لكنها في تلخيصاتها لا تفي بالغرض المطلوب. وتبقى العودة إلى الكتاب أمرًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه".

وهناك بعض جوانب القصور في الاعتماد على شبكة الإنترنت بوصفها مصدرًا من مصادر المعرفة، ويمكن إيجاز هذه الجوانب في النقاط الآتية:

نقص التنظيم المنطقي في المعلومات الموجودة في الإنترنت نظرًا لكونها محيرة ومبعثرة وغير مرتبة منطقيًا بخلاف المعلومات المكتوبة أو المطبوعة.

تشتت البحث في الإنترنت في موضوعات متفرقة مما يؤدي إلى عدم التركيز على الموضوع المراد، وهذا يؤدي إلى تبديد وقت الباحث.

عثور الباحث على معلومات قد تتعارض مع معتقداته الدينية وثقافته؛ وذلك يمثل خطورة كبيرة على فئة صغار الباحثين.

"عدم وجود جهات قانونية محددة تحكم المعلومات على الشبكة، مما يؤدي إلى تعرض المعلومات والمواقع للاختراق والضياع، وأن تكون فريسة في أيدي جهات خطرة أو عابثة".

اختلاط المعلومات على صفحات الشبكة، وتشتتها بين معلومات دعائية وثقافية واقتصادية وتعليمية. وبالتالي إمكانية تشتيت تركيز الباحث وضياع هدفه المقصود.

إن الاستفادة مما تقدمه شبكة الإنترنت من معارف وفوائد أمر مهم وضروري لكل باحث معاصر، ولكن الاكتفاء بالإنترنت عن البحث في مصادر المعلومات الأخرى كالمكتبات الجامعية يفقد الباحثين فوائد وميزات لا يجدونها في الإنترنت .

رد مع اقتباس
  #55  
قديم 01-09-2010, 06:42 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

تحديات الإنترنت من منظور التربية الإسلامية (3)
خامسًا: إدمان ارتياد المواقع الإباحية:

إن قضاء بعض المتصفحين ولاسيما من فئة الشباب ساعات طويلة أمام الشاشات المتصلة بشبكة الإنترنت في الحوار والدردشة وتصفح المواقع الإباحية يؤدي بعد حين إلى ظاهرة الإدمان، وقد عبر أحد الباحثين عن هذا الأمر بقوله: "الذين يدمنون المواد الإباحية غالبًا ما تصبح أحوالهم مثل مدمني المخدرات والمسكرات؛ فبعد حين من الزمن فإنهم يجدون أنهم لا يتمالكون أنفسهم أمام هذا البلاء، وهم على استعداد لإفناء أموالهم من أجل إشباع غرائزهم".

إن الخطر القادم مما تبثه صفحات الإنترنت من مشاهد إباحية - فضلا عن كونها محرمة شرعا - يكمن في إدمان الشباب على تلك المواقع مما يؤدي إلى استنزاف طاقاتهم الفاعلة، وتبديد أوقاتهم، وتقييد مهاراتهم المبدعة، وتدمير أخلاقهم، وانشغالهم بأنفسهم. وذلك يفقد مجتمعاتهم حصيلة عقول شبابها، وفاعلية جوارحها، وإشراقات إبداعها؛ ليس هذا فحسب بل ربما ينقلب الشباب على مجتمعاتهم ويشيعون فيها الفاحشة والجريمة


سادسًا الاغتراب والعزلة:

إن إدمان المتصفح على شبكة الإنترنت يؤدي إلى عزلته عن واقعه الذي يعيشه وغربته عنه، بل إن الشباب ينسجون عالمهم الإلكتروني الموهوم داخل شبكة الإنترنت التي تعج بالكذب والتصّنع والتمثيل، خاصة في جانب المحادثة والدردشة ومراسلات البريد الإلكتروني التي يستطيع من خلالها الشاب أن يمثل دور الفتاة والعكس صحيح أيضًا، والكبير يمكنه أن يمثل دور المراهق والعكس صحيح أيضًا. وذلك كله يجعل للشباب عالمًا خاصًا غير عالمهم الواقعي، وواقعًا اجتماعيًا مختلفًا عن واقعهم الاجتماعي، مما يجعلهم في عزلة عن واقعهم وأكثر تعرضًا للتقليد الأعمى.

ويرى بعض الباحثين أن خطورة الانفتاح السريع والمفاجئ على الثقافة الغربية وعدم استيعاب الشباب للمثل الإسلامية والقيم الاجتماعية المحلية يؤدي بهم إلى التمثل التلقائي بالإنسان الغربي في عاداته وتقاليده وسلوكه العام.

ويشير باحثون آخرون إلى أثر إدمان التعامل مع الإنترنت على العلاقات الاجتماعية؛ حيث يؤدي الإدمان أو ما يطلق عليه الهوس الإنترنتي إلى تصدع أو انهيار العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها، خاصة العلاقات الزوجية والتي أدت وتؤدي أحيانًا إلى الطلاق أو الهجر أو المنازعات والمشاحنات وغيرها.

سابعا: التشكيك العقدي والتردي السلوكي:

إن شبكة الإنترنت تنطوي على مواقع متعددة وموضوعات كثيرة تشكك الشباب في عقيدتهم، كما أن هناك مواقع حوارية متخصصة في إثارة الشبهات حول الإيمان والمعتقد، وهذا الأمر له عواقب ذات أثر سيء في نفوس كثير من الشباب المسلم، خاصة في ظل ضعف الإعداد الإيماني للشباب، وغياب البرامج التي تحميهم من التأثر بتلك المواقع التي تشكك في المعتقد وتثير حوله الشبهات.

ويضاف إلى ذلك ما سبق ذكره من مواقع إباحية تفتك بسلوك الشباب، وتساهم في هدمه، ومن المعلوم أن كلا من مرض الشبهة ومرض الشهوة يفتك بالإيمان والسلوك "وذلك أن القلب يعرض له مرضان يخرجانه من صحته واعتداله: مرض الشبهات الباطنة، ومرض الشهوات المردية".

إن العقيدة تمثل الحصن الواقي للشباب من التردي الفكري والأخلاقي والسلوكي، وهي بذلك تعد هدفًا للتشكيك من قبل جهات كثيرة في زمن العولمة التي تستهدف إزالة جميع الحواجز، وهدم كل التحصينات العقدية والقيمية والثقافية حتى يتسنى لها اجتياح العقول والنفوس.

ومما سبق اتضح أن الإنترنت يعد من أهم وسائل التحديات، التي يستخدمها أعداء الإسلام للنيل من الإسلام والمسلمين.



المنظور التربوي في مواجهة تحديات شبكة الإنترنت:

لعل التوجيهات التربوية التالية والتي تأتي في إطار القواعد الإسلامية تعزز من الأداء التربوي للآباء والأمهات والمعلمين والإعلام وكافة مؤسسات التربية، لحماية المجتمع من مخاطر الاستخدامات السلبية للإنترنت، وهذه التوجيهات هي كالتالي:

تحصين الشباب وبالذات في المرحلتين الثانوية والجامعية بوجهة نظر الإسلام فيمن يرتكب المعاصي الأخلاقية، وضرورة أن ينأى الشاب والفتاة عن الوقوع في مثل تلك المعاصي، ويتم ذلك عن طريق توجيهات المعلمين، والمناهج الدراسية، ومن خلال الندوات التي تعقد باستضافة كبار العلماء وأساتذة التربية وعلم النفس والاجتماع وقادة الرأي والفكر في المجتمع.

ضرورة مشاركة الآباء والأمهات أولادهم في العمل على الإنترنت ومصاحبتهم ومناقشتهم فيما يعرض على الشاشات، فالرقابة المنزلية في غاية الأهمية.

أن تسعى مؤسسات التربية والدعوة إلى مخاطبة ضمائر الشباب وإيقاظهم وتحذيرهم من الوقوع في براثن المواقع الإباحية، فهي بالإضافة إلى كونها تدخل الشباب في دائرة المعاصي، فهي لها أيضا آثارها وتداعياتها الصحية والنفسية والاجتماعية.

من الأهمية أن تتوالى الدراسات والأبحاث التربوية والنفسية حول طبيعة الاستخدامات لشبكة الإنترنت من جانب الشباب، وفهم الدوافع وتقصي وجهات نظرهم في مواجهة الاستخدامات السلبية.

من الأهمية أن ينهض الإعلام بدور تربوي ودعوي إزاء قضية الاستخدام السلبي لشبكة الإنترنت، من خلال إبراز خطورة هذه الاستخدامات على الفرد والمجتمع.

ومن منطلق أن الفكر المنحرف يحتاج إلى فكر صحيح يناهضه ويفند مزاعمه، فإن من الأهمية إنشاء مواقع متخصصة على شبكة الإنترنت تدار بواسطة قادة التربية والفكر والدعوة لتضاد المواقع اللاأخلاقية والمواقع المشبوهة التي تغزو عقول شبابنا المسلم، ومن ثم يتوجه الشباب إلى هذه المواقع الفكرية والأخلاقية والتي تدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتخاطب الشباب بلغتهم، وتشبع لديهم الفهم والمعرفة، وتحصنهم في مواجهة المواقع الإباحية والمشبوهة.

ومما سبق يتضح أن التربية الاجتماعية لها دور كبير في حل هذه المشكلة المعضلة من خلال التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمدرسة والمسجد وفي جميع الأوساط التربوية، ومن خلال تحقيق الضبط الاجتماعي الذي يحصن الفرد من التورط في مثل هذه المشكلات الاجتماعية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رد مع اقتباس
  #56  
قديم 01-09-2010, 06:45 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

الأطفال في بيت النبوة (2)


عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا: فأرسلني يوما لحاجة، فقلت :والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي قال فنظرت إليه وهو يضحك ،فقال : يا أنيس أذهبت حيث أمرتك ؟ قال: قلت : نعم أنا أذهب يا رسول الله .

في هذا الحديث قضايا تربوية تحتاج إلى بسط وشيء من التأمل :

أن ثناء أنس رضي الله عنه على خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتقريره بأنه الأحسن والأكمل ، إنما كان عن دراية وخبرة اكتسبها من خدمته للنبي صلى الله عليه وسلم في بيته وفي أسفاره ،ولمواقف النبي صلى الله عليه وسلم التربوية معه رضي الله عنه في أحيان أخرى ، ومنها هذا الحديث ، وهذه الشهادة من أنس رضي الله عنه تفيد أن الطفل يلتقط بعينه أكثر مما يسمع بأذنيه ، فيجب على الآباء الانتباه لما يبدر منهم أمام أولادهم من تصرفات قد تؤثر سلبا على سلوكهم ردحا من الزمن.

في الحديث حرص الأولياء على القدوة بإرسالهم إلى من يرون فيه حسن الأسوة ؛ إذ إن تأثر أنس رضي الله عنه بخلق النبي صلى الله عليه وسلم وهديه يعود الفضل فيه بعد الله عز وجل لأسرته التي كانت تحرص على صلاحه وتأديبه وتربيته، فترسله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه ويكون قريبا منه ، فيأخذ من سمته ودلّه وتوجيهاته ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ليس له خادم فأخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيّس فليخدمك. قال فخدمته في السفر والحضر، ما قال لي لشيء صنعته :لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه : لم تصنع هذا هكذا. وعن أنس رضي الله عنه قال : "أخذت أم سليم بيدي مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتت بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله؛ هذا ابني ، وهو غلام كاتب ، قال : فخدمته تسع سنين فما قال لي لشيء قط صنعته أسأت أو بئسما صنعت ،وعن أنس رضي الله عنه قال : " : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين ، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة ، وكن أمهاتي يحثثنني على خدمته .

ومن هنا أخذ العلماء مشروعية توكيل مؤدب أو معلم يتولى تربية وتعليم الأبناء إذا كانوا يرون فيه الأهلية والقدرة على رعاية الأطفال بقوله وفعله ،يقول القابسي رحمه الله : (( ويكون هذا المعلم قد حمل عن آباء الصبيان مؤونة تأديبهم ، ويبصرهم استقامة أحوالهم وما ينمي لهم في الخير أفهامهم، ويبعد عن الشر ما لهم، وهذه عناية لا يكثر المتطوعون لها )) وهي مسؤولية تقع على الوالدين في تتبع القدوات الصالحة لأبنائهم وانتقاءها ، وفي معرفة أثرها على الأبناء ، ولا يحسبن الوالد أو الأم أنه بمجرد إرسال الابن إلى المدرسة أو أي مكان للتأديب والتربية قد انتهت المهمة وبرئت الذمة، بل هما مطالبان شرعا برعايته ابتداء وانتهاء.قال ابن القيم نقلا عن بعض أهل العلم : (( إن الله يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللابن على أبيه حق، فكما قال تعالى : (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) قال تعالى (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) أي علموهم وأدبوهم كما قال علي رضي الله عنه ، ... فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم )) .

الباحث : فريد عزوق (الجزائر)
0000

رد مع اقتباس
  #57  
قديم 01-09-2010, 06:50 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

الصحة والفراع


حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن سعيد عن أبيه عن ابن عباس

ـ رضي الله عنهما ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) .



والحديث كما ورد في كتاب فتح الباري للإمام الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني معناه : نعمتان تثنية نعمة : وهي الحالة الحسنة , وهي المنفعة المفعولة على جهة الإحسان للغير , ومن لا يستعملها فيما ينبغي فقد غبن لكونه باعهما ببخس .

فالمرء لا يكون فارغا حتى يكون مكفيا صحيح البدن , فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه , ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه , فمن فرط في ذلك فهو المغبون .



ومعنى ( كثير من الناس ) أن الذي يوفق لذلك من الناس قليل .

وفسر ابن الجوزي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى أن قد يكون الإنسان صحيحا , ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش , وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا , فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون , وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة , وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة , فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله , فهو المغبوط ومن استعملها في معصية الله , فهو المغبون , لأن الفراغ يعقبه الشغل , والصحة يعقبها السقم , ولو لم يكن إلا الهرم .



من هذا يتبين ضرورة تنظيم وقت الفراغ , مثلما ننظم وقت العمل، فإذا استعمل الإنسان فراغه وصحته في طاعة الله , وفيما يعود عليه بالنفع لنفسه ولغيره . فقد أرضى الله وهو المغبوط , ومن استعمل صحته وفراغه في المعاصي وإتباع الشهوات وغواية الشيطان , فهو المغبون , والذي تضطرب به سبل الحياة .



أ.د. عبدالمجيد سيد أحمد منصور

رد مع اقتباس
  #58  
قديم 01-09-2010, 06:52 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

أطفال في بيت النبوة(3)
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلى فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها.
ففي هذا الحديث عدة فوائد تربوية منها :
فيه اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالبنت الصغيرة صبية كانت أو جارية ، قولا أوفعلا ، ممازحة أو تقبيلا أو ملامسة، ويتأكد هذا الاهتمام في حمل النبي صلى الله عليه وسلم لأمامة بنت ابنته زينب رضي الله عنهاعلى عاتقه وهو في الصلاة. وقد بوّب البخاري على ذلك بباب "إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة ".
فيه دعوة للآباء إلى ضرورة العناية بهذا الجانب وعدم التهاون به والتهوين من شأنه، فقدوتنا ومربينا محمد صلى الله عليه وسلم ضرب لنا المثل الأعلى في ذلك؛ إذ كانت بناته وحفيداته وربيبته محل اهتمام ورعاية كبيرين منه صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:" ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه". بل كان ربما ترك بنت غيره صلى الله عليه وسلم تلعب وتمرح في حجره ولا يتركها حتى تنصرف وقد أخذت حضها من اللعب والمزاح معه صلى الله عليه وسلم؛ فعن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت :أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سنه سنه ) . قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعها ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ) . قال عبد الله فبقيت حتى ذكر .وقد بوب البخاري على ذلك بباب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبلها أو مازحها ، والقبلة هنا هي قبلة الحنان والعطف والإشفاق لا قبلة شهوة، والممازحة للصبي لأجل تأنيسه وإزالة الوحشة عنه ،قال ابن حجر : إن الممازحة بالقول والفعل مع الصغيرة إنما يقصد به التأنيس ، كما اقتدى الصحابة رضي الله عنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فأبو بكر الصديق الخليفة الأول للمسلمين رضي الله عنه وأرضاه كان يقبل ابنته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث روى البخاري عن البراء قال: "...فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمّى فرأيت أباها يقبل خدّها وقال كيف أنت يا بنية"؟! قال في عون المعبود(1489):" قوله: يا بنية تصغير بنت للشفقة ،وقبّل خدّها : أي للمرحمة والمودة أو مراعاة للسنة قاله القاري".

ونشر في المجلة الإصلاحية الجزائرية


الباحث: فريد بن عمر عزرق(الجزائر)

رد مع اقتباس
  #59  
قديم 01-09-2010, 06:54 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

تحضير الطلبة عند المحدثين
كان السلف رحمهم الله يرون أن من تعظيم العلم حضور مجالسه. وأن من آفاته التغيب عن دروسه، قال الزرنوجي رحمه الله في كتابه " ينبغي ألا يكون لطالب العلم فترة؛ فإنها آفته " ولقد شددوا في الحضور واعتبروا ذلك من الصبر على تحمله، وربما استدلوا بحديث الرجل الذي أعرض عن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض الله تعالى عنه , ومن عنايتهم رحمهم الله بهذه المسألة تفقد أحوال طلابهم؛ ومعرفة سبب غيابهم , والقصص في ذلك عنهم مشهورة , ومن ذلك أن ابن حجر رحمة الله كان يقدم تلميذه السخاوي رحمه الله؛ ويجلسه بجانبه. وذات يوم تأخر، فجاء وجلس في آخر المجلس، ولما كان النور خافتا لم يره شيخه، فسأل عنه .

ومما ينوه به أن للمحدثين قصب السبق في هذا المجال، فقد كانوا يسجلون أسماء الحضور والغائبين في الطباق . ولقد احتفظ التراث لنا بهذا الصنيع. حيث نجد ذلك مثبتا في كثير من المخطوطات ألحديثيه وبعض الكتب المطبوعة منها , والمتأمل في بعضها يلمس دقة التحري في إثبات الحاضرين , فالحضور عندهم نوعان : حضور جسدي وحضور معنوي ، وهم يحرصون عليه معا , فلا يكتفي عندهم بذكر كلمة " حضر السماع " بل يتتبع في ذلك الحالة التي كان عليها الطالب أثناء سماعة في المجلس . ومثال ذلك السماعات التي كتبت في آخر الجزء الثامن من السنن الكبرى للبيهقي رحمه الله ، إذ نقرأ فيها ما يلي :

1_ إثبات من حضر جميع مجالس السماع , كما في ص 346:" سمع جميع هذا الكتاب وهو المجلد الثامن من السنن الكبير للبيهقي ....." .

2_ إثبات من حضر جميع المجالس لكن فاته بعضها , كما في ص 350 :" و الفقير عبد الله بن يوسف بن أبي الفوارس المعدني الحنبلي فاته المجلس السابع والستون بعد خمس المائة، والمجلس الموفى السبعين بعد خمس المائة "

3_ إثبات من حضر السماع لكن اعترتهم حالات أضرت بانتباههم وتركيزهم , ومن الحالات :

ـــ النوم : كما في ص 350 :" سمع هذا المجلد ثلاثة كان النوم يعتريهم أحيانا حالة السماع , وكانوا يتحدثون أحيانا ولهم فوات , وهم ......" .

ـــ الانشغال عن السماع بالكلام والتحادث : كما في ص 348 :" وسمع هذا المجلد طائفة كانوا يتحدثون في بعض المجالس حالة السماع، منهم ...." .

ـــ الانشغال عن السماع بالكتابة والنسخ : كما في ص 349 :" وثبت وحضر مجلس السماع طائفة كانوا ينسخون في بعض مجالس السماع وينامون ويتحدثون ولهم فوات أيضا، منهم ......" .

ومن الأمانة والورع الشديد عند المحدثين رحمهم الله أن كاتب الختم أو الطباق إذا فاتته بعض المجالس ذكر ذلك عنه , كما في ص 350 :" وسمع مثبت الأسماء سماعا صحيحا ....... فوات في هذا التسميع مرقوما في حواشي هذا المجلد ...... فليعلم ذلك "

وهذه الخاصية – أعني الأمانة العلمية – تنسحب على الطالب كما تنسحب على الشيخ كذلك , فقد كان العلم يذكر سماعاته لطلبته عن مشايخه، وإن حصل في هذا السماع فوت ذكر ذلك عنه تورعا , بل ربما اثبتوا الحالة التي يكون عليها الشيخ أثناء السماع , فقد ذكروا عن الحافظ المزي رحمه الله أنه كانت تأخذه سنة أثناء السماع , لكن إذا اخطأ القارئ تنبه الحافظ لذلك وأصلح الخطأ .

والمتحصل مما سبق أن العلماء – وبخاصة المحدثين منهم – كانوا يعظمون العلم فلا يمنحونه إلا لمن يستحقه , ولا يجيزون إلا من تأهل له , ولما كان الطلبة متفاوتين فقد سلكوا معهم طرقا شتى تدل على شدة انتباههم وفطنتهم على الحس التربوي لديهم، إذ النفس بطبعها مائلة إلى الخمول والدعة , وتحفيزها وإيقاظها يحتاج إلى دربة وحزم دائمين , وهو ما يستدعي النظر بعمق في ظاهرة التغيب في واقعنا التعليمي وطرق معالجتها. وأحسب أننا نلتمس بعضا من الإجابة على ذلك عند المحدثين والله أعلم .



الباحث: فريد بن عمر عزوق(الجزائر)

رد مع اقتباس
  #60  
قديم 01-09-2010, 06:57 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

تحضير الطلبة عند المحدثين
كان السلف رحمهم الله يرون أن من تعظيم العلم حضور مجالسه. وأن من آفاته التغيب عن دروسه، قال الزرنوجي رحمه الله في كتابه " ينبغي ألا يكون لطالب العلم فترة؛ فإنها آفته " ولقد شددوا في الحضور واعتبروا ذلك من الصبر على تحمله، وربما استدلوا بحديث الرجل الذي أعرض عن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض الله تعالى عنه , ومن عنايتهم رحمهم الله بهذه المسألة تفقد أحوال طلابهم؛ ومعرفة سبب غيابهم , والقصص في ذلك عنهم مشهورة , ومن ذلك أن ابن حجر رحمة الله كان يقدم تلميذه السخاوي رحمه الله؛ ويجلسه بجانبه. وذات يوم تأخر، فجاء وجلس في آخر المجلس، ولما كان النور خافتا لم يره شيخه، فسأل عنه .

ومما ينوه به أن للمحدثين قصب السبق في هذا المجال، فقد كانوا يسجلون أسماء الحضور والغائبين في الطباق . ولقد احتفظ التراث لنا بهذا الصنيع. حيث نجد ذلك مثبتا في كثير من المخطوطات ألحديثيه وبعض الكتب المطبوعة منها , والمتأمل في بعضها يلمس دقة التحري في إثبات الحاضرين , فالحضور عندهم نوعان : حضور جسدي وحضور معنوي ، وهم يحرصون عليه معا , فلا يكتفي عندهم بذكر كلمة " حضر السماع " بل يتتبع في ذلك الحالة التي كان عليها الطالب أثناء سماعة في المجلس . ومثال ذلك السماعات التي كتبت في آخر الجزء الثامن من السنن الكبرى للبيهقي رحمه الله ، إذ نقرأ فيها ما يلي :

1_ إثبات من حضر جميع مجالس السماع , كما في ص 346:" سمع جميع هذا الكتاب وهو المجلد الثامن من السنن الكبير للبيهقي ....." .

2_ إثبات من حضر جميع المجالس لكن فاته بعضها , كما في ص 350 :" و الفقير عبد الله بن يوسف بن أبي الفوارس المعدني الحنبلي فاته المجلس السابع والستون بعد خمس المائة، والمجلس الموفى السبعين بعد خمس المائة "

3_ إثبات من حضر السماع لكن اعترتهم حالات أضرت بانتباههم وتركيزهم , ومن الحالات :

ـــ النوم : كما في ص 350 :" سمع هذا المجلد ثلاثة كان النوم يعتريهم أحيانا حالة السماع , وكانوا يتحدثون أحيانا ولهم فوات , وهم ......" .

ـــ الانشغال عن السماع بالكلام والتحادث : كما في ص 348 :" وسمع هذا المجلد طائفة كانوا يتحدثون في بعض المجالس حالة السماع، منهم ...." .

ـــ الانشغال عن السماع بالكتابة والنسخ : كما في ص 349 :" وثبت وحضر مجلس السماع طائفة كانوا ينسخون في بعض مجالس السماع وينامون ويتحدثون ولهم فوات أيضا، منهم ......" .

ومن الأمانة والورع الشديد عند المحدثين رحمهم الله أن كاتب الختم أو الطباق إذا فاتته بعض المجالس ذكر ذلك عنه , كما في ص 350 :" وسمع مثبت الأسماء سماعا صحيحا ....... فوات في هذا التسميع مرقوما في حواشي هذا المجلد ...... فليعلم ذلك "

وهذه الخاصية – أعني الأمانة العلمية – تنسحب على الطالب كما تنسحب على الشيخ كذلك , فقد كان العلم يذكر سماعاته لطلبته عن مشايخه، وإن حصل في هذا السماع فوت ذكر ذلك عنه تورعا , بل ربما اثبتوا الحالة التي يكون عليها الشيخ أثناء السماع , فقد ذكروا عن الحافظ المزي رحمه الله أنه كانت تأخذه سنة أثناء السماع , لكن إذا اخطأ القارئ تنبه الحافظ لذلك وأصلح الخطأ .

والمتحصل مما سبق أن العلماء – وبخاصة المحدثين منهم – كانوا يعظمون العلم فلا يمنحونه إلا لمن يستحقه , ولا يجيزون إلا من تأهل له , ولما كان الطلبة متفاوتين فقد سلكوا معهم طرقا شتى تدل على شدة انتباههم وفطنتهم على الحس التربوي لديهم، إذ النفس بطبعها مائلة إلى الخمول والدعة , وتحفيزها وإيقاظها يحتاج إلى دربة وحزم دائمين , وهو ما يستدعي النظر بعمق في ظاهرة التغيب في واقعنا التعليمي وطرق معالجتها. وأحسب أننا نلتمس بعضا من الإجابة على ذلك عند المحدثين والله أعلم .



الباحث: فريد بن عمر عزوق(الجزائر)
ذ

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" دورة مـــطبخ المجــالس"( متجدد) &آهــــات الحــــزن& مـطـبـخ الـمـجـالـس 328 01-02-2009 02:34 PM
ريـــمكس شـــباب وبنـــات " موضوع متجدد" &آهــــات الحــــزن& المجلس العــــــام 39 20-11-2008 11:58 AM
عــدنا ريمكس شباب وبنات " متجدد" &آهــــات الحــــزن& المجلس العــــــام 18 06-11-2008 03:51 PM
أحاديث خفق لها قلبي "متجدد بإذن الله" سمو الرووح المجلس الإســــلامي 2 26-07-2008 11:26 PM
دراسات خفيفة "موضوع متجدد" قلب الشوق مجلس الدراسات والبحوث العلمية 26 25-06-2007 06:43 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:31 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع