موهبة + محاولة + خيال = ثروة بشرية

[شما]

جميل أن يمتلك الإنسان ملكة أو موهبة في الرسم أو الخط أو الشعر أو إبداع ابتكاري أو الكتابة للتعبير عما يجول في خاطره وعقله، فيبدع ويميز بما وهبه الله سبحانه وتعالى عن بقية الناس، والأجمل أن يقدر الآخرون هذه المواهب في المنزل والعمل .. حينها يشعر صاحب الموهبة بإحساس الناس له وإحساسه بهم، كمن ينير الطريق له، وهذه هي قيمة العطاء بلا مقابل، فالتقدير أمر مهم لأصحاب الإبداعات والابتكارات، وكثيرون منهم ماتت مواهبهم داخلهم بسبب عدم التقدير والتشجيع والدعم وإتاحة الفرصة والوقت لإظهار أفكارهم بأي شكل من الأشكال، فضاعت على البشرية ثروة لا تقدر بثمن، والكثيرون من المكتشفين والمخترعين الذين أفادوا البشرية من ويلات المرض والجهل والفقر وسهلوا سبل الحياة اليومية، في مختلف المجالات كانوا في الأصل من أصحاب المواهب لكنهم حصلوا على الدعم والتقدير والحوافز، وكان هذا سببا لمنجزاتهم وإنجازاتهم الانسانية التاريخية، ومن ثم خلدوا ودخلت أسماؤهم سجل الخالدين بسبب الموهبة، وقد تكون الموهبة قراءة في أشياء مفيدة أو محاولة الرسم والنقش، ومع مرور الأيام تصقل ويستفاد منها، وخير مثال على ذلك توماس إديسون صاحب الألف اختراع رغم أنه وصف من قِبل معلميه بأنه أغبى تلميذ في العالم، وطرد من المدرسة مرات ومرات، لكنه عندما ترك المدرسة واكتشف انه يمتلك موهبة حصل على الدعم والتشجيع من خارج المؤسسة التعليمية، تحمل وصبر وبالمحاولة تلو المحاولة رغم تكرار الفشل، أصبح عنده المستحيل ممكناً والصعب سهلاً، فقد كانت داخله قوة خفية بحاجة إلى إثارة ومعاناة ودعم، فكانت معاناة اديسون وتشجيعه سبباً أساسياً لإظهار موهبته، فأدهش العالم في زمانه باختراعاته وابتكاراته، وعندما سئل عن كثرة اختراعاته أجاب قائلاً: الموهبة + المحاولة + الخيال .. إذ في جملة من ثلاث كلمات رأى العالم النور عن طريق مصباح اديسون، وكم من أصحاب المواهب الخلاقة ضاعت مواهبهم لأننا نظرنا إليهم على أنهم أغبياء.

إن أصحاب المواهب الصغار هم أكثر حاجة إلينا من الكبار، وخير مثال على أصحاب المواهب الصغار محمد بن القاسم الثقفي الذي قاد جيوش عبدالملك بن مروان وهو ابن ثمانية عشر عاماً، وكان ذا موهبة قتالية عظيمة، صحيح أن طريق أصحاب المواهب طويل وشاق وقاس، لكن بالإصرار والتحدي والعزيمة وعدم التراجع أمام أول مشكلة أو عقبة، بل السير دائماً إلى الأمام، وتبقى الموهبة في النهاية قوة عصبية وعقلية مخزونة بحاجة إلى إفراغها بأي صورة من الصور لخير البشرية جمعاء