الوجه الآخر ... صفحة تطل على القراء خلال شهر رمضان المبارك نكشف من خلالها اعترافات وذكريات الشخصية المستضافة في الصفحة لنصفي جوا خفيفا في هذا الشهر الفضيل.
الحلقة الثامنة:
( أمير قبيلة العجمان استرجع ذكريات الطفولة في رمضان )
سلطان بن حثلين
حاوره - ناجح بلال:
الحديث مع أمير قبيلة العجمان الشيخ سلطان بن حثلين له متعته نظراً لخبرته وحنكته في كافة أمور الحياة.
وعندما تتحدث معه عن السابق تنبثق من كلامه ذكريات الماضي الجميل, وفي لقاء »السياسة« معه في هذا الملف حدثنا عن الأجواء الرمضانية في شهر رمضان السابق ومدى مقارنتها بالمظاهر الاحتفالية لهذا الشهر الكريم في العصر الراهن, وأكد بن حثلين أن شهر رمضان في الكويت له طعم خاص إلا أن بعض المظاهر الرمضانية المعاصرة الآن اختلفت عن السابق في ظل زيادة الوعي مع انتشار التعليم والفقهاء في هذا العصر.
وقال بن حثلين إن الصلح ما بين المتخاصمين خصوصاً في شهر رمضان له صفات خاصة, حيث إن هذا الشهر الكريم دائماً يسهل علينا المسافات الطويلة للصلح نظراً لأن رمضان شهر التسامح والمغفرة والمحبة, وإليكم التفاصيل:
مظاهر الاحتفال
في البداية نود أن تحدثنا عن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مختلف مراحل عمر أمير قبيلة العجمان سلطان بن حثلين?
من المعروف أن مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم تتغير من عصر إلى عصر ومن جيل إلى آخر ولكن تبقى هناك أمور ثابتة وهي حالة الروحانيات الرمضانية التي يشعر بها كل مسلم في هذا الشهر المبارك نظراً لأن هذا الشهر هو شهر الصوم وفيه تكثر العبادة عن الأشهر الأخرى.
ولكن إذا قارنا مظاهر الاحتفال بهذا الشهر المبارك الآن وقبل 30 عاماً تقريباً فماذا تقول?
هناك اختلافات في مظاهر الاحتفال بهذا الشهر قبل 30 عاماً والآن ما أقوله هنا إن المظاهر الاحتفالية الدينية في هذه الحقبة زادت عن الفترة الأولى نظراً لزيادة الأعداد الهائلة من المتفقهين في أمور الدين مما نتج عنه زيادة في الوعي الديني كما أن زيادة عدد المتعلمين أدت كذلك إلى التمسك الأكبر بالمظاهر الدينية في شهر رمضان... لأن نسبة الأمية كانت هي الأكثر في الفترات السابقة, أما الآن فتغيرت الظروف وأصبحت الفئة المتعلمة هي الأكثر والفئة الأمية هي الأقل.
المظاهر الاجتماعية
لكن المظاهر الاجتماعية في شهر رمضان هل اختلفت عن السابق?
المظاهر الاجتماعية في الكويت بصفة عامة لم تتغير لأن العادات والتقاليد التي تربى عليها المجتمع الكويتي تظل واحدة وبالنسبة لشهر رمضان من الناحية الاجتماعية فما أستطيع قوله هنا إنه كان هناك حرص دائم على لم شمل أفراد الأسرة في هذا الشهر الكريم وغيره ولكن بما أن ظروف الحياة قد اختلفت عن السابق في عملهم فقد قلت بعض الشيء عملية لم شمل الأسرة ونحن لا نستطيع أن نقول إن اجتماع كل أفراد الأسرة ظاهرة وانقرضت الآن فهذا مستحيل ولكن لم تعد الآن بالشكل الحازم كما كان سابقاً.
مأدبة الإفطار
حدثنا عن جو مأدبة الإفطار سابقاً?
مأدبة الإفطار قبل 30 سنة كانت تضم أعداداً هائلة من الأهل والأقارب وكان يجتمع عليها الكبير والصغير في جو عائلي بهيج... وكان الكل يحرص على الإفطار على هذه المأدبة ومن كان يتغيب لظروف خاصة يعتب عليه أيضاً.
لكن في السحور هل كان يستلزم حضور هذا العدد الهائل من الأهل?
الأمر في السحور يختلف عن ذلك لأن السحور يأتي في وقت قبيل صلاة الفجر ولذلك فإن السحور يعتبر حالة خاصة.
لكن مبررات التغيب عن مأدبة الإفطار هل أصبحت مقبولة في هذا العصر عن السابق?
من الصعب قبول أي عذر لمن كان يتغيب عن مأدبة الإفطار إلا في الظروف المهمة فقط أما الآن فالأحوال تغيرت وأصبحت الأسر تقبل بأعذار من يتغيب عن مأدبة الإفطار لأن مبررات الأعذار الآن تنوعت عن السابق فأصبح الآن هناك بعض من الموظفين يفطرون في محل عملهم مثل الذين يعملون في الجيش أو الشرطة أو الإطفاء أو في مختلف الوظائف الأخرى التي تتطلب الإفطار في العمل.
ذكريات الماضي
حدثنا عن ذكرياتك تحديداً فمتى بدأ الشيخ سلطان بن حثلين الصوم?
أذكر أنني قد بدأت الصيام وأنا في سن التاسعة من عمري, وكنا نحرص ونحن أطفال على الصيام رغم أننا كأطفال لم نكن نعرف الفوائد الإيجابية الدينية للصيام إلا أننا كنا نريد أن نكون مثل الكبار في الصوم خصوصاً أن عادة الصيام هذه كان الآباء يزرعونها في نفوسنا كأطفال وكانوا يشجعوننا كثيراً على الصيام والطفل يكون في منتهى السعادة عندما يبتسم أبوه في وجهه أثناء الصيام.
قبل أن يفوتنا الحديث عن مرحلة الطفولة حدثنا عن مشاركتك في مناسبات القرقيعان?
أنا كنت أشارك وأنا صغير مع الأطفال في حفلات القرقيعان وكنا كأطفال نسعد كثيراً بالمشاركة في الخروج مع الأطفال وهذه الذكريات من الصعب أن تنسى من الذاكرة.
حرارة الجو
لكن عندما كان يأتي الصيام في شهر الصيف في ظل الارتفاع الهائل لدرجات الحرارة ماذا كنتم تفعلون?
نحن عاصرنا قدوم شهر رمضان المبارك في شهر الصيف المعروف عنه بارتفاع درجات الحرارة ومع ذلك لم تهن عزيمتنا وكنا نحرص على الصيام لأن هذا الشهر من الصعب تعويضه, وكان الأهل في هذه الأوقات يشجعوننا على الصيام ونحن أطفال ويشدون من أزرنا على تحمل هذه الحرارة أثناء الصيام, وبعد الإفطار كنا نتقابل كأطفال ونشترك في اللعب والمرح ولذلك نقول دائما إن ذكريات الطفولة هذه لا تنسى خاصة في شهر رمضان.
عملية الصلح ما بين المتخاصمين كيف تكون في شهر رمضان خصوصاً وإنك كأمير لقبيلة العجمان تتحمل الجزء الأكبر من حل هذه الحالات?
من فوائد شهر رمضان التي لا تحصى أننا نجد حالات الخصومة في هذا الشهر الكريم نجد سهولة غير عادية في حل الخلافات في شهر رمضان نظراً لأن شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والتقرب إلى الله عز وجل وهو شهر التسامح.
وهل تذكر أن هناك قضية ما تعرقل حلها خلال شهر رمضان?
بفضل من الله عز وجل أنا لا أذكر أن هناك قضية قد استعصت على الحل أمامنا في شهر رمضان المبارك كما أننا لم نجد أي صعوبة كذلك في الأشهر الأخرى.
كنت عضواً بارزاً في السلطة التشريعية في أوائل السبعينات فحدثنا عن الممارسة البرلمانية خلال هذا الشهر الكريم?
الذكريات البرلمانية في شهر رمضان كثيرة وأيضاً لا تنسى لأننا في أحيان كثيرة كنا نشارك في الوفود البرلمانية خارج الكويت أثناء هذا الشهر الكريم أو غيره من الشهور الأخرى... وأذكر هنا أنه كان هناك مؤتمر دولي في طوكيو »اليابان« وتحملت أنا مسؤولية إلقاء كلمة الكويت وكان ذلك في عام 1974 ورغم أن جدول الأعمال كان مكثفاً إلا أننا كنا نحاول أن نقضي مهمتنا بأسرع وقت حتى نعود للكويت ونقضي جزءاً من شهر رمضان في الكويت.
وماذا عن شعورك إذا تصادف وجودك خارج الكويت أثناء شهر رمضان?
بصراحة ما أستطيع قوله إن شهر رمضان في الكويت له خصوصية خاصة وفيه أجواء احتفالية عالية لهذا الشهر المبارك ورغم أن كل الدول العربية والإسلامية تحتفل بهذا الشهر المبارك إلا أنني دائماً أفضل أن أقضي هذا الشهر المبارك في الكويت لأن المواطن الكويتي صراحة لا يشعر بطعم هذا الشهر المبارك إلا إذا كان في موطنه.
لكن ماذا عن المظاهر الاحتفالية لهذا الشهر المبارك في دول مجلس التعاون الخليجي?
ما أستطيع قوله أن كل دول التعاون تتشابه إلى حد كبير في المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان المبارك, وهذا يعود إلى أن دول الخليج كلها تعيش في ظروف متقاربة وبيئة شديدة القرب, وهذا التقارب جعل هذه الدول تكون عاداتها وتقاليدها واحدة وهذا أدى إلى أن المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان تكون واحدة وذلك نحن عندما نذهب إلى المملكة العربية السعودية أو البحرين أو قطر أو الإمارات أو سلطنة عمان لأشعر بأي غربة على الإطلاق بل إننا نشعر وكأننا في وطننا.
نعود إلى موضوع حكم القبيلة خلال شهر رمضان فعندما تذهبون لأهل المجني عليه لإقناعة بالعفو عن الجاني فكيف تبدأون مهمة هذا الإقناع?
بما أن شهر رمضان شهر تصفو فيه النفوس بشكل كبير لأنه شهر القرآن والتسامح فإذا تصادف حل قضية من هذا النوع في شهر رمضان فإن هذا الشهر يقرب علينا الكثير من المسافات, ونحن في البداية نذكر المجني عليه بالآيات والأحاديث التي تبرز معاني العفو والصفح والتسامح وبحمد الله دائما يوفقنا الله بأن نصل إلى حل هذه القضية وفي النهاية يقبل أهل المجني عليه بالصلح وأخذ الدية.
وهل البعض يقبل بالصلح من دون الدية?
في بعض الأحوال يحدث هذا الأمر ويعفو صاحب الدم من دون أن يحصل على مقابل مادي, أما إذا اشترط الدية فهذا حقه وإذا لم يستطع أهل الجاني القدرة على السداد نقوم بجمع هذه الأموال وبذلك تحل القضية.
المصدر السياسة صفحة المحليات يوم الاحد الموافق 9/ رمضان / 1427هـ 1 / 10 / 2007م:
http://www.alseyassah.com/alseyassah/Local_15.asp 
01-10-2006, 11:50 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
