الفجر الباسم !!!!!!!!!!!

[د.فالح العمره]

كم هائل من الآلام تعتريني
وأنا أجول بناظري في وجوه الواقفين
أقلب النظر في الغادين والرائحين
أدقق في تلك الملامح وكأنني أراهم لأول مرة!!
أحقاً هؤلاء هم أبناء أمتي؟؟!
آهات تتلوها آهات ، ودموع تعقبها دموع ..


إن العبرة تخنق أنفاسي ، بل تكاد تقتلني
كلماتي تتعثر في طريقها
لا تقوى على الخروج ، أنتزعها انتزاعا
فتخرج معصوبة العينين مما ترى..!
يا صرخة الحماس التي تـُدفن يوماً بعد يومٍ بداخلي
يا بسمتي التي أوشكت على الإنقراض فبدت شاحبةً صفراء
أيتها الكلمات بل آلاف الكلمات سأرسلك
نعم سأخرجك من هنا يا أضلعي
فلقد مللت والله من حبسك داخلي..
أبناء أمتي:
أو لسنا أبناء مجدٍ عريق ؟!
أتُراكم حقاً تجهلون حقيقة أمتنا العظيمة ...
أم تتجاهلون ؟؟!
ألم يكرمنا الله بها؟!
ويجعلها مهبط الرسالة
ومولد خاتم الأنبياء وخير البشرية؟!
امتد خيرها للعالم مشرقه وحتى مغربه
عم ضياؤها أرجاء الكون كله
أنارت بعلومها سائر الشعوب
ودعت إلى دينٍ يهدي القلوب ..
أمة ربت أبنائها ليسعوا ويكابدوا حتى تتربع على عرش القمة
فأين الحفاظ على ذلك المجد
ما بالي أرى أبنائها اليوم يغطون في سبات عميق؟!؟؟
وجراح أمتنا تزيد يوماً بعد يوم
مالي أرى قوماً قد أداروا ظهورهم لها
وأوردوها المهالك..
نعم أنتم بأيديكم وملأ إرادتكم أضعتموا مجدها
أوَ تستنكرون ما أقول؟؟!!!
تأملوا حالكم ، لتجدوا جواب ذلك..
ما بال صلواتكم أضحت كنقر الغراب؟!
ما بال صلاة الفجر أوشكت أن تكون في عداد المفقودات
فلا تؤدى إلا بعد شروق الشمس وربما جمعت مع الظهر!
ما بال القرآن يشكو ويتألم من كثرة الغبار الذي يعلوه؟
ما بال إخواننا في شتى البلاد ينادونكم
يبحثون عن روح الأخوة الإسلامية فيكم..
ترون أشلاءهم البريئة وقد غطتها الدماء بين الأنقاض
فربما تبكون...
لكن سرعان ما تجف دموعكم ليجف معها شعوركم اتجاههم !!!
ما بال ليلكم أصبح نهارا؟!
سهر على غناء وأفلام ، وعبث بالهاتف حتى النهار!!
يا ويحكم هل ماتت في صدوركم غيرة المسلم؟؟!!
أم تراكم أسلمتم قيادة قلوبكم إلى الشيطان؟!!
أتراكم جهلتم حقيقة الدنيا؟؟!!!
أبناء أمتي.. هلموا بنا جميعاً..
لنقتل تلك الأحلام الزائفة
تلك الصرخات الكاذبة
لنعلن سوياً مولد صرخة الحق من جديد...
*الله أكبر والعزة لله*
إننا أبناء أمة خالدة ، تمرض لكنها أبداًَ لا تموت..
تغفو لكنها أبدا لا تنام ..
يخبو نورها لكنه أبداً لا ينطفئ!
هيا أبناء أمتي..
لنعيد لأمتنا مجدها الفريد.. لنبني ما هدمناه بأيدينا...
وليكن القرآن زادنا ..
والإيمان بالله سلاحنا ..
والتأريخ صورة ماثلةً أمامنا..
ولنثق بأن ما نحن فيه من سكون ما هو إلا إعلان بقدوم عاصفة قوية..
لنعيد الأمل إلى نفوسنا ، فالخير فينا مادامت الروح طموحة..
والقلب يفيض إيماناً ويقيناً..
فالفجر الباسم قادم..
من قلب الليل الجاثم..
وربيع الأمة آتٍ
من بعدِ شتاءٍ قاتم..