مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2013, 09:00 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
من كوبنهاجن إلى صنعاء : توركيل هانسن (7)

من كوبنهاجن إلى صنعاء : توركيل هانسن (7)
لا أعلم إن كان قارئ هذه (السياحة) في كتاب (من كوبنهاجن إلى صنعاء) قد لا حظ أن النساء لم يرد لهن ذكر في الرحلة،باستثناء إشارات خاطفة!!!
لاحظتم ذلك أم لا،فإنني لم أتعمد تأخير حديث أعضاء البعثة – أو بعضهم - عن المرأة،قياسا على (أفضل صفوف النساء آخرها)،وإنما فعلت ذلك لحاجة في نفس (محمود)!!!
المرة الأولى التي تحدث فيها أحد أفراد البعثة عن النساء،كانت حين كتب فورسكال :
(ووجدنا أنفسنا بصحبة تاجر في طريقه إلى القاهرة،كانت سلعته غير مألوفة في الموانئ الأوربية لقد كانت حمولة من النساء الجواري،أنزلهن في قمرة في مكان فوقنا حجزت خاصة بهن،وكان حريصا على عزلهن عن الرجال،فكان يحضر طعامهن بنفسه،وزيادة في الحرص علق بطانية على باب القمرة،حتى لا يرى أحد النسوة عند دخوله ولا عند خروجه.(..) كنت من خلال نافذة قمرتي أبحث عن المواد المضيئة التي شغلت معظم وقتي،وقد أعطى هذا فرصة للفتيات الساكنات فوق قمرتي،لمشاهدة هذا الصياد الأوربي. وحين كنت أسمع كلامهن فوق وأتطلع إلى أعلى،كن يختفين بسرعة،ولكن دون حشمة،وظللن هكذا،واحدة تظهر وأخرى تختفي،وفي النهاية تبادلنا جميعا الحديث معهن وتعرفنا عليهن واحدة واحدة.){ص 107 - 113}.
هذه القصة رواها (نيبور) من زاويته،فكتب يقول :
(وكنت في الغالب أجلس أنا و فورسكال على أرضية قمرتنا نقرأ ونكتب،وحين كنا نسمع أصواتهن فوقنا،كان من الطبيعي أن نطل من نافذتنا لنعرف ماذا كان يحدث فوقنا. وكان منظرنا بالنسبة لهن يدعو للغرابة،فلم يكن معتادات على منظر الأوربي المتوحش في نظرهن(..) وفي البداية كن يعرضن عنا استنكارا لكنا لم نسمح للضعف أن يتسرب إلى قلوبنا من جراء هذا الإعراض خاصة حين شاهدناهن يوقفن بعضهن البعض من الاستمرار في الضحك علينا.وبالتدريج اعتدن علينا وألفننا وألفناهن وأطلعناهن على أنواع مختلفة من الفواكه والحلويات المصنوعة في أوربا.
وحين كان يطيب لهن شيئا منها،كن يدلين بوشاح من نافذتهن حتى نربط به ما طاب لهن. وبادلننا الهدايا بإعطائنا شيئا أو شيئين صغيرين. وكنا لا نعرف من اللغة التركية كلمة واحدة،,لم تكن تعرف واحدة منهن أي لغة أوربية (..) وأكثرهن ودا كانت تقول لنا بعض الكلمات في مناسبات عديدة،ومن أجل أن نعرف معنى هذه الكلمات التركية،سألنا الكاتب التركي عن معناها،ومعنى كلمات تركية أخرى،وبهذا استطعنا أن نعرف أنها كانت تقصد بهذه الكلمات تحذيرنا من أن لا نحاول التطلع إليهن،أو الحديث معهن،إلا حين ينشغل الرجال بصلواتهم،وعلى أي حال لم يكن في استطاعتنا دائما التأكد من عدم وجود الرجال،وأخيرا اعتادت النسوة القرع على نافذتهن إشارة لنا بأنهن وحيدات. ولهذا وجدت الفتيات،ووجدنا نحن أيضا تسلية كبرى في رحلتنا هذه.){ص 113 - 114}.
كأن شيئا لم يتغير!!!!! فلا زلنا – أو لا زال بعضنا – يدلي بوشاح ليضع له بعض (زرق العيون) ما لذ له من أطايب الغرب!!!!! ولا زالوا – أيضا – يسألون بعض كتابنا عن بعض الأشياء ليستشفوا من ورائها أشياء أخرى!!!!!!!
فعلا كأن شيئا لم يتغير ... قبل سنوات ليست بعيدة،ثارت ضجة في مصر لأن قناة غربية صورت عملية (ختان) إحدى الصغيرات - طبعا وثارت ضجة في الغرب من أجل وجود (الختان) - وفي ذلك الزمن الذي وصلت فيه البعثة،كانت تراودهم نفس الفكرة،الاطلاع على (الختان)!!!
نقل لنا مؤلف الكتاب تلك الواقعة،عن أحد أعضاء البعثة :
(بينما كنا في زيارة أحد البارزين من عرب القاهرة،بأملاكه بالريف البعيد عن المدينة بستة أو سبعة أميال،عبر فورسكال وبورنفايد عن رغبتهما في أن يريا ويرسما فتاة شابة مختونة. وفي الحال أمر مضيفنا بإحضار فلاحة في الثامنة عشرة من عمرها،وسمح لهم بمشاهدة كل شيء أحبا مشاهدته فيها،وتم كل هذا أمام سمع وبصر الخدم الأتراك،واستطاعا أن يرسما كل شيء من الطبيعة مباشرة،ويداهما ترتجفان خوفا من رد الفعل السيئ من قبل المسلمين ولان سيد المنزل كان صديقنا،فلم يجرأ أحد على إبداء أي معارضة.){ص 136}.
في ذلك الزمان البعيد،وفي هذا الزمان القريب،وفي المستقبل سيجدون من ماتت نخوته،ويقبل بأن يسمح لهم بتصوير ... أو رسم ... – أو نقل ذلك على الهواء مباشرة،إن شاءوا – أعراض المسلمين.
قبل أن تغادر البعثة القاهرة،نجد مشهدا آخر،ربما يلقي – بشكل من الأشكال – ظلا على واقعنا الذي نعيشه،وكأننا أمام مشاهد مكررة،فلا زال جسد المرأة يقدم للمتعة .. طبعا بشرط ألا ينافي ذلك ثوابتنا،وقيمنا!! فلم تقبل الراقصات أن يرقصن في بيت رجال غير متزوجين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(وفي الأيام الأخيرة لبقائهم في القاهرة،استأجروا بعض الراقصات المصريات من الفتيات بغرض التسلية وإضاعة الوقت. ولأن الرجال الخمسة كانوا غير متزوجين،فقد منعت الراقصات من تقديم الرقص في منزلهم،وقمن به في الشارع العام بدلا من المنزل،واستطاع أفراد البعثة بهذه الطريقة أن يطردوا الأفكار المزعجة من رؤوسهم. وبالرغم من أنهم في البداية لم يجدوا أي متعة ذات أهمية في مراقبتهم ذلك النوع من التسلية،فإنهم بالتدريج وجدوا أنفسهم مأخوذين بأصوات جميلة ورقصات حالمة،وجمال لا مثيل له (..) ورغم أن الفتيات قمن بما يمكن أن يكون في نظر الرجل العاقل،حركات موغلة في الفحش.وجدوا في البداية جميع الفتيات الراقصات قبيحات،بأيديهن المصفّرة وأظافرهن المحمّرة،,زينتهن السوداء والزرقاء حول رقابهن،ووجوههن وأذرعهن. والأطواق في آذانهن ورسوغهن،أو في أنوفهن،وكميات من المرهم المعطر على شعورهن،يستطيع المتفرج أن يشمه من مسافة بعيدة. وقام بورنفانيد برسم صورة مغرية لهذا المنظر في الفترة الأخيرة من الرقص،بعد أن تحول القبح في كل شيء إلى جمال أخاذ في كل شيء.){ص 162 - 163}.
استطيع أن آخذ (وقتا مستقطعا) لأنتقل بكم إلى رحلة أخينا محمد أسد،في بداية القرن العشرين،حين كتب عن زيارته الأولى للقاهرة :
(كان حي الأضواء الحمراء في القاهرة يقع في المنطقة المحصورة بين مسكني ومكان عملي الجديد،حي بأكمله بحارات ضيقة متعرجة تقطنه المومسات.
تخلو تلك الحارات ويسودها صمت وسكون في فترة ما بعد الظهر وأنا في طريقي إلى العمل،أرى عبر النوافذ امرأة تتمطى في تراخ وكسل،ومن نافذة أخرى فتيات المنزل يرتشفن فناجيل القهوة بصحبة رجال ملتحين،على وجوههم علامات الجدية،ويتحدثون في عبوس عن أشياء تبدو بعيدة عن إثارة البدن والمتع المحرمة.
وعندما يحل المساء،وفي طريقي عودتي من العمل إلى مسكني،يستيقظ الحي أجمعه،وتدب فيه الحياة،يصدح بموسيقى العود العربي تصاحبه الطبول والدفوف وضحكات النساء.وعندما تسير تحت أعمدة الإنارة والفوانيس الملونة،تجد فجأة ذراعا ناعمة تلتف في رقة حول رقبتك.(..) ويداعبون فتيات الليل،أو يدخنون النراجيل صامتين متفرجين : ليسوا جميعا من "زبائن" المتعة: قد جاء كثير منهم لقضاء بعض الوقت في مكان غريب سمعوا عنه.(..) لابد أن تتنحى أحيانا قبل أن يصطدم بك درويش سوداني يرتدي أسمالا بالية (..) كيف يمتلك المصريون تلك القدرة على الضحك : ){ص 168 - 169(الطريق إلى مكة ) / محمد أسد / ترجمة : عفيف بعلبكي / بيروت / دار العلم للملايين / 1977م }.
نعود إلى سياحتنا الحالية. في طريق البعثة إلى جدة – قبل التوجه إلى اليمن – كانت المرأة حاضرة،ولكن هذه المرة عبر أسوء الأخلاق (التلصص) على الحاجات التركيات،الغافلات!!!!!!!! :
(واحتل الحجاج الأتراك أفخم القمرات ترافقهم جميع حريمهم،ونزلت نسائهم في أماكن فوق قمرة أعضاء البعثة مباشرة،وأصبح حال البعثة كما كان الحال عليه تقريبا مع الجواري في السفينة التي حملتهم من استانبول،وكانت النتائج،كما سوف نرى،شبيهة بالنتائج السابقة في بهجتها ومتعتها.(..) ولم يكن لنيبور سمع حاد فقط وهو يصغي للضجة التي كانت تثيرها النساء في الأماكن التي تحتهم،بل كان له أيضا نظر ثاقب نحو جمالهن،وسحر أجسادهن. وقد أضاف إلى ملاحظته للشمس والقمر والنجوم ملاحظة من نوع عجيب هي ملاحظة الحسان من الحريم.ويحسن بنا أن نترك الآثم نفسه يعترف. جاء في مذكراته :
"كان حمامنا مجاورا لحمام الحريم،وكلاهما كانا واسعين لما يكفي لاغتسال ثلاثة أشخاص أو أربعة في وقت واحد. وحين دخلت أول مرة الحمام تملكتني الدهشة،فقد كان باستطاعتي أن أسمع أصوات النساء بوضوح نوعا ما،واستولت عليّ فكرة التفتيش عن ثغرة ما في الحائط المشترك بيننا،ووجدت فعلا شقا صغيرا في الحائط".
هكذا انتهت رحلة السويس،بالحديث عن الحسان،تماما كما انتهت رحلة القسطنطينية بوصف تلك الجواري من الفتيات،وكما انتهت رحلة إقامتهم بالقاهرة بمشاهدة الفتيات الراقصات.
ويبدو كما لو أنهن نفس الفتيات،يظهرن بعد كل مرحلة من مراحل سفرهم،ثم يختفين،تماما مثل فتيات الفرق اليونانية التي تظهر على المسرح بين فصول المسرحية. ){ص 199 - 201}.
كرر المؤلف ملاحظته السابقة،ولكن هذه المرة لم يكن هناك غير (نبور) بعد أن مات الباقون :
(في بير سيبوليس التقى نيبور من جديد بالفتيات الشابات اللائي كن يظهرن بين وقت وآخر خلال رحلتهم الطويلة،كما لو كن في رفقته يذهبن غير مرئيات أنى ذهب،ولا يظهرن عليه إلا في المناسبات. هذه المرة كن مجموعة من الفلاحات الشابات،شاهدهن نيبور يأتين نحوه،بعضهن على الحمير،والبعض الآخر على الأقدام،ولم يعرف نيبور فيما إذا كان قصدهن التجوال قليلا بين الآثار،أو كن يقصدن مشاهدة ذلك الجني العجيب،الذي سمعن أنه كاتب بارع. وكان في استطاعتهن،التأكد من هذه الإشاعة،بعد أن شاهدن الأوراق المبعثرة حوله فوق كتل المرمر،لقد أتين يطلبن من نيبور كتابة بعض النصوص على قطع صغيرة من الورق،يستخدمنها أحجبة لحمايتهن ضد الأمراض والعقم.وتملكه السرور في أن يقدم لهن هذه الخدمة،فترك عمله جانبا،وجلس على الأرض يكتب بريشته بعض النصوص العربية ..){ص 345}.
وبعد ... يوجد خبر جيد،وآخر (عكسه)!!!!!!!
الخبر الجيد أن هذه (السياحة) قد انتهت ... والخير (السيئ) أن ملاحظة المؤلف بشأن النساء اللائي يظهرن للبعثة بين الحين والآخر،أو في آخر كل محطة!! قد ذكرني بكتاب للدكتورة رنا قباني،وهو كتاب : ( أساطير الغرب عن الشرق : لفق تسد) ... لذلك سوف أحاول أخذكم في سياحة جديدة في الكتاب المذكور ... ومن أجل ذلك أخرت الحديث عن المرأة في كتاب (من كوبنهاجن إلى صنعاء) لتكون ملاحظة المؤلف مدخلا إلى كتاب الدكتورة (رنا) .. فإلى اللقاء.
س/ محمود المختار الشنقيطي – طيبة الطيبة
س: سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب.

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-03-2013, 12:16 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: من كوبنهاجن إلى صنعاء : توركيل هانسن (7)


يعطيك العافية أستاذنا الفاضل / محمود المختاار الشنقيطي

وشكرا لك على الجهود المبذول ولاهنت


وفقك الله.

 

التوقيع

 


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
كلنا تميم المجد
 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-03-2013, 11:34 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
رد: من كوبنهاجن إلى صنعاء : توركيل هانسن (7)

السلام عليكم أختي الكريمة (سمو الروح) .. مشكورة
لاهنتِ

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من كوبنهاجن إلى صنعاء : توركيل هانسن (6) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 09-03-2013 11:33 AM
من كوبنهاجن إلى صنعاء : توركيل هانسن (5) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 09-03-2013 11:31 AM
من كوبنهاجن إلى صنعاء : توركيل هانسن (3) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 09-03-2013 11:30 AM
من كوبنهاجن إلى صنعاء توركيل هانسن (4) محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 24-02-2013 09:12 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:51 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع