التذكرة من أحوال الموتى وأمور الاخرة - الجزء التاسع

[الجنادري]

نكمل معكم ما تبقى من أجزاء من كتاب التذكرة في أمور الموتى وأمور الآخرة
والآن مع الجزء التاسع

باب ما جاء أن هذه الشفاعة هي المقام المحمود
الترمذي عن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنة قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر , وبيدي لواء الحمد ولا فخر , وما من نبي يومئذٍ آدم ومن سواه إلا تحت لوائي , وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر , قال : فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم فيقول أنت أبونا فاشفع لنا إلي ربك فيقول : أنا أذنبت ذنباً فا هبطت بة إلي الأرض ائتوا نوحاً , فيقول إني دعوت على أهل الأرض دعوة فاهلكوا ولكن اذهبوا إلي إبراهيم , فيأتون إبراهيم فيقول : إني كذبت ثلاث كذبات , ثم قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ما منها كذبة إلا ما حل (1) بها عن دين الله ولكن ائتوا موسى فيأتون موسى فيقول : إني قد قتلت نفساً ولكن ائتوا عيسى فيقول : إني عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمد صلى الله علية وسلم فيأتون فانطلق معهم )) . قال ابن جد عان قال انس فكأني انظر إلي رسول الله صلى الله علية وسلم قال : (( فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال من هذا ؟ فيقال : محمد , فيفتحون لي ويرحبون فيقولون مرحباً فاخر ساجداً لله فيلهمني من الثناء والحمد فيقال لي : ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع وقل يسمع لقولك , وهو المقام المحمود الذي قال الله فيه {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } [الإسراء :79] . قال سفيان : ليس عن أنس إلا هذه الكلمة ( فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها ) (2) قال الترمذي حديث حسن.



باب من أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله علية وسلم

البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنة أنة قال : قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال (( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث , أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه )) وروى زيد بن أرقم رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال : (( من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة )) قيل : يا رسول الله , ما إخلاصها ؟ قال : أن تحجزه عن محارم الله )) خرجه الترمذي الحكيم في ( نوادر الأصول ) .





(1) المماحلة : المخاصمة والمجادلة .
(2) رواة الترمذي (3148) وقال : (( هذا حديث حسن صحيح )) أ هـ