مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09-04-2012, 08:10 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
الرفق مفتاح النجاح

الرفق مفتاح النجاح:

يمثل لين الجانب والسماحة والرفق بالآخرين نقطة جذب واستقطاب فعالة للنفوس والقلوب. فحين يتعامل الانسان مع أخيه الإنسان فهو انما يكون على تماس مباشر مع مشاعر وأحاسيس ذلك الآخر، تلك الأحاسيس التي تمثل في حقيقة الأمر العمق الفعلي لوجود الانسان، الأمر الذي ينبغي أن يحسب له حسابا. ذلك على النقيض تماما من تعامل الإنسان مع الجمادات والكتل المادية الصماء التي لا تتميز بأي قدر وجداني يذكر.

إن مشاعر الانسان وأحاسيسه تستجيب سريعا للغة الاحترام والتقدير، والتعامل بالرفق واللين. في حين ينفر البشر عند مواجهتهم بلغة الاساءة والتعامل الخشن. من هنا إذا أراد المرء أن يستميل الآخرين نحوه فإن أول ما يتوجب منه أن يتعامل معهم التعامل الحسن، وأن يخاطب فيهم مشاعرهم وأحاسيسهم.

في اشارة قرآنية لأفضل اساليب التخاطب مع الآخرين يقول تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾، ويقول تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً﴾. إن تخير أفضل العبارات، وأجمل الكلمات عند مخاطبة الآخرين، هو ما يجعلك أقرب إلى قلوبهم، ويجعلهم أقرب منك. كما ورد عن أمير المؤمنين على (ما من شيء أجلب لقلب الإنسان من لسان)[1] ، ومقتضى القول أن الخطاب الجميل والقول الحسن هو الأكثر قدرة وتأثيرا على اجتذاب قلوب الآخرين.

تؤكد تعاليم الإسلام على جانب الرفق واللين حتى مع المخطئ من الناس. فعوضا عن التعامل مع المخطئ بأسلوب الشدة والفظاظة التي قد تدفعه للإصرار على خطئه، تدعو التعاليم الدينية إلى التعامل مع المخطئ بأسلوب الرفق واللين، أملا في أن يدفعه ذلك لتغيير سلوكه ونظرته تجاهك وتعامله معك، وذلك هو ما أشارت له الآية الكريمة في قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.

وهكذا كان رسول الله والصالحون يتعاملون مع الآخرين بسياسة الرفق واللين حتى إذا كان أولئك في موقف الخطأ. ورد في رواية عن أنس بن مالك قال (بينما نحن في المسجد مع رسول الله إذ جاء إعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله : مه مه قال: قال رسول الله : لا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله عاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا للبول والقذر، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن[2] ، يقول ذلك الإعرابي : والله لقد أتاني فما أنبني ونهرني وما ضربني)، هذه هي اللغة السليمة وهذا هو النهج النبوي في التخاطب مع الناس، ورد عن رسول الله أنه قال: (إن الرفق لم يوضع في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه)[3] ، وعنه (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)[4] ، وورد عنه : (الله يحب الرفق ويعين عليه)[5] ، وقولهمن يحرم الرفق يحرم الخير كله)[6] .

ولعل أقرب الدوائر التي يتوجب على المرء أن يراعي فيها الرفق والتعامل الحسن هي العائلة. ان على الإنسان أن يكون رفيقا في تعامله مع أسرته وعياله، فإن للرفق داخل العائلة آثاراً عظيمة، فحين يألف أفراد العائلة التعامل الحسن، فإن ذلك سوف ينعكس على صحتهم النفسية، بينما حين تكابد الزوجة القسوة والتعامل الخشن من زوجها، فإن جميع ذلك سوف ينعكس على نفسيتها وطريقة تربيتها للأبناء، والأمر ذاته بالنسبة للأولاد، فإنهم سوف يصابون بالعقد والمشاكل النفسية حينما يعيشون الفظاظة والقساوة داخل البيت من قبل الأبوين. من هنا على المرء أن يلزم جانب الرفق بأبنائه وخاصة الصغار منهم فلا يكون قاسيا عليهم، ولا خشنا في تعامله معهم.

وتحض التعاليم الدينية على تبادل الرفق ولين العريكة في تعاطي الزوجين مع بعضهما. اذ ينبغي أن تكون الزوجة رفيقة بزوجها حتى لا تحول حياة العائلة إلى جحيم، كما ينسحب الأمر ذاته على تعامل الرجل مع زوجته، فقد ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين أنه قال: (حق الزوجة أن تعلم أن الله تعالى جعلها لك سكنا وأنسا وتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها). وورد عن رسول الله : ( إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق)[7] ، وعن الإمام الصادق : (ما زوي الرفق عن أهل بيت إلا زوي عنهم الخير)[8] .

وتأتى ضرورة التزام جانب الرفق في اطار العائلة، وصولا إلى الأصدقاء والزملاء، وما حولنا من الأشياء والكائنات. فقد ورد عن رسول الله (ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا وأحبهما إلى الله عز وجل أرفقهما بصاحبه)[9] ، ورد عن علي : (الرفق بالاتباع من كرم الطباع)[10] ، بل ويتعدى جانب الرفق اطار البشر حتى يصل إلى الحيوان والجمادات، فقد وردت نصوص عديدة بشأن الرفق بالحيوان، وكذلك الأمر بالنسبة للتعامل مع الجمادات، فبعض الناس يتعاملون مع الأشياء تعاملا فضا قاسيا حتى يتعود على هذه الحالة، حتى أنك حين تراه يفتح بابا ويغلقه بقسوة تظن أن بينه وبين الباب عداوة وثأرا.

نتائج الالتزام بالرفق :

ثمة نتائج عديدة وآثار تترتب على التزام الإنسان جانب اللين والرفق، ومن ذلك:

أولا: استحقاق الرفق من الله

إذا كان الإنسان رفيقا بالناس فهو أقرب ما يكون لاستحقاق الرفق الإلهي يوم القيامة. فقد يشعر الفرد في الحياة الدنيا بالقوة، لكنه عما قريب سينتقل عن هذا العالم إلى عالم الفناء، فكيف ستكون حياته هناك سواء بمواجهة الملكين في القبر، أو مصيره يوم القيامة. لاشك بأن تعامل المرء مع من حوله في الدنيا سيحدد طريقة التعامل التي سيواجه بها يوم القيامة، فقد ورد عن زين العابدين أنه قال: (كان آخر ما أوصى به الخضر موسى قال: ما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة)[11] .

ثانيا: الرفق بالآخرين سبيل النجاح

ان التعامل الحسن مع الآخرين والرفق بهم تضع الفرد على سكة النجاح. اذ ان هناك علاقة طردية بين النجاح الشخصي والرفق بالآخرين. قال الإمام الصادق : (من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس)[12] ، وعن علي (الرفق مفتاح النجاح)[13] ، وقال: (الرفق يسير الصعاب ويسهل شديد الأسباب)[14] ، وورد عن جعفر الصادق (إن شئت أن تكرم فلن وإن شئت أن تهان فاخشن)[15] .

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للتعامل بحسن الخلق مع كل من حولنا.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-04-2012, 02:57 AM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: الرفق مفتاح النجاح


اللهم : آآآمين

جزاك الله خير

وكتب الله اجرك وبميزان حسناتك أخي القدير/ حسين علي احمد ال جمعة

وشكرا لك ولجهودك المبذول في اعلاء كلمة الحق دائما وطرح المواضيع النافعه لنا ولاهنت


تقبل فائق التقدير والاحترام لشخصك الكريم .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-04-2012, 08:02 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: الرفق مفتاح النجاح

جزاك الله الخير

وشكرا لك على الحضور الكريم ولاهنتي

لك مني أجمل تحية .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-04-2012, 04:34 PM
أبو دمـعـه أبو دمـعـه غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 95
معدل تقييم المستوى: 14
أبو دمـعـه is on a distinguished road
رد: الرفق مفتاح النجاح

كلام طيب بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-04-2012, 07:36 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: الرفق مفتاح النجاح

جزاك الله خير على المرور

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18-04-2012, 06:43 PM
امير الشوق امير الشوق غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 136
معدل تقييم المستوى: 14
امير الشوق is on a distinguished road
رد: الرفق مفتاح النجاح

بارك الله فيك على الكلام الطيب وجعله في ميزان اعمالك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22-04-2012, 11:17 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: الرفق مفتاح النجاح

جزاكم الله خير على المرور

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرفق//الرفق عرجاني2 المجلس الإســــلامي 10 10-12-2010 12:45 PM
مفتاح f8 يصنع المعجزات ... e7sas مجلس الكومبيوتر 7 16-09-2010 05:44 PM
مفتاح القلوب سمو الرووح المجلس الإســــلامي 6 14-07-2007 01:34 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:49 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع