نسبة كبيرة من السعوديين مصابون بها و95% نسبة الشفاء منها
جرثومة المعدة سببها عدم نظافة الأكل وأسرع وسيلة لانتقالها العطس
الرياض: ماجدة عبدالعزيز
أكد استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور ناصر الدوسري أن من أهم أسباب الإصابة بجرثومة المعدة H.pylori عدم الاهتمام بالنظافة في الأكل والشرب، وطلب من أصحاب المطاعم الإحساس بالمسؤولية، والحرص على وجود الشهادات الصحية للعاملين بها، والتأكيد على خلوهم من الأمراض المعدية، حيث إن جرثومة المعدة تنتقل عن طريق العدوى وأبسط وسيلة العطس، وتوجد نسبة كبيرة من السعوديين المصابين بها، وللأسف لا توجد إحصائية دقيقة، ولكن أغلب المرضى في العيادة يعانون من جرثومة المعدة، مشيرا إلى أن الإصابة بجرثومة المعدة تظهر لدينا لوجود عمالة وافدة في المنازل والمطاعم قدمت من دول العالم الثالث تجهل في معظمها أبجديات النظافة.
وعن أسباب الإصابة بجرثومة المعدة أوضح الدكتور الدوسري أن هناك عوامل بيئية من أهمها الحالة الاجتماعية، حيث تكثر الإصابة في الأوساط الفقيرة عنها في المتمدنة أو المتحضرة مؤكدا أن النظافة الشخصية تقي من الإصابة، وأن من أسباب الإصابة استخدام الأغراض الشخصية للآخرين مثل السرير والمفرش، والمنشفة وغيرها، وعدم توفر المياه النظيفة والصرف الصحي، وكلها عوامل مهمة لانتشار هذه الجرثومة، مضيفا أن هناك عوامل جينية لدى بعض الناس استعداداً للإصابة بهذه الجرثومة أكثر من غيرها.
وبين استشاري الجهاز الهضمي والكبد أن من وسائل نقل العدوى الماء الملوث والأكلات الملوثة والتي في الغالب لم تتعرض للطهو جيداً، وبعض الحيوانات التي قد تكون وسيلة نقل للعدوى مثل الأغنام وألبانها، وتنتقل العدوى من شخص لأخر خاصة في أطفال دور الرعاية عن طريق تحضير الأكل الملوث أو العطاس، لوجود الجرثومة أيضا من اللعاب وجير الأسنان، مؤكدا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة، فقد نهى (صلى الله عليه وسلم) عن النفخ في الشراب، وأمر بوضع اليد أو منديل على الفم عند العطاس لمنع انتشار رذاذ اللعاب.
وأشار إلى أنه ليس هناك أعراض محددة للإصابة بجرثومة المعدة، ولكن قد يشتكي المريض من الآم بأعلى البطن أو غثيان وقيء أو أعراض عسر الهضم أو إسهال أحياناً في الحالات الحادة.
ويحذر من مضاعفات الإصابة بهذه الجرثومة، وهي التهاب أغشية المعدة، وقرحة المعدة، وقرحة الاثنى عشر، وقد تسبب ظهور أورام سرطانية بالمعدة بعد مدة من الزمن، إذا لم تعالج قرحة المعدة أو التهاب أغشية المعدة المزمنة، وقد أصبحت الآن أقل حدوثا نظرا لتقدم علاج الجرثومة وقرح المعدة والاثنى عشر ووسائل الكشف المبكر عنها، وبين أنه توجد بعض الدراسات التي ربطت بين الإصابة بالجرثومة وأمراض أخرى غير أمراض الجهاز الهضمي ومنها ارتفاع ضغط الدم والشقيقة وأمراض شرايين القلب والحساسية الجلدية وغيرها.
وعن وسائل الكشف عنها أضاف الدكتور الدوسري أنه يتم الكشف عنها بعمل تحليل التنفس urea breath test، وأخذ مسحة نسيجية أثناء تنظير المعدة والكشف عليها إما بواسطة فحصtest ـ CLO أو عبر رؤية الجرثومة تحت الميكروسكوب، وتحليل عينة البراز بواسطة PCR، تحليل عينة الدم عبر الأمصال لوجود مضادات الجرثومة (1gm)Anti H.pylori.
وبين أن علاج جرثومة المعدة متوفر، ونسبة نجاحه تفوق 95%، وهو عبارة عن مضادات حيوية ومضادات حمض معوي لمدة أسبوع، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة تفيد بإمكان إعطاء علاج ليوم واحد فقط، منبها على أهمية استشارة طبيب الجهاز الهضمي في ذلك قبل أخذ أي علاج، وبعد تحسن الحالة يجب الابتعاد عن سبب الإصابة بالمرض، حتى لا تحصل الإصابة به مرة أخرى.
ويجدر بالذكر أن جرثومة المعدة اكتشفت عام 1983م بواسطة طبيبين أستراليين بعد أن سجلا وجود ميكروب حلزوني بالغشاء المخاطي لمريض مصاب بالتهاب المعدة المزمن، وهذه البكتيريا بطيئة النمو سريعة الحركة لوجود أسواط، وتنتج الأنزيمات التي تؤدي في النهاية إلى ظهور علامات المرض، وتوجد على شكل مستعمرات في أنسجة بطانة المعدة، خاصة في قعر المعدة أي الثلث الأخير منها.
وتكثر الإصابة بجرثومة المعدة في الدول النامية بنسبة 90%، وتبدأ الإصابة بها من سن العاشرة لدى الأطفال فما فوق، وفي شرق آسيا وفي الدول الفقيرة تتراوح نسبة الإصابة بها من 90ـ 95%، وفي الدول المتقدمة غالبا ما تكون لدى كبار السن، وقد وصلت نسبة الإصابة بها في أمريكا 10%.
29-07-2005, 12:42 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
