بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد:
يجب على الإنسان المسلم أن يقف كل حين ويحاسب نفسه وينظر موقع قدمه فإن ذلك أدعى لاستقامة النفس وتوطينها على الخير وإلزامها طريق الاستقامة وصدها عن الشر وآثامه .. فإن الإنسان لا يخلو من حالين .. فإن كان محسنا ازداد إحسانا وإن كان مقصراً ندم وتاب قال الله تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) { الحشر : 18} .
قال الحسن البصري - رحمه الله – : المؤمن قوام على نفسه ، يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما يشق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة .
أما الحديث عن طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فيجُملها لنا ابن قيم الجوزية فيقول – رحمه الله - : ( جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض ، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه ، إما بقضاء أو إصلاح ثم يحاسب على المناهي ، فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار ، والحسنات الماحية ، ثم يحاسب نفسه على الغفلة ، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى ) .
ولمحاسبة النفس فائدتان عظيمتان :
الأولى : معرفة حق الرب جل وعلا والتزود من الطاعات والنوافل .
الثانية : معاقبة النفس على التقصير والابتعاد عن مواطن الزلل .
وأفضل أوقات محاسبة النفس إذا كان الإنسان صافي الذهن في وقت هدوء وسكينة قبل النوم مثلاً أو في أي وقت يرى الإنسان حاجة لذلك .
فيا أيها الحبيب :
حاسب نفسك قبل أن تحاسب وراجع أمرك واستفد من لحظات حياتك
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
__________________