-
يُعرف بـ”ملف علاقي !” ويحمل إسم عائلة ذات تاريخ مُشرف.
-قيل أنها قدمت جماجمها ليعبر المؤسسون عليها لعدم توافر الجسور!.
-وقيل أن هذا الكيان أُسس على هياكلها مما جعله قائماً دون حاجته لبنى تحتية!.
-وحتى لا أقول كثيراً, يمكنكم تجاوز الرسميات ومناداته بالـ”إستبنة”!!.
-قاسى ما قاسى صاحبنا وتملق من تملق حتى نال شهادته الجامعية, ركض للدكتور “زكي” وقبل الدكتور “جمال” وفعل الكثير!.
-خرج يحمل وثيقته وفرحته وبقايا حلم بأن يخدم وطنه بهذه الشهادة ليصدمه مدير التوظيف “طوني” قائلاً “ما عنا وظائف!”.
-خرج صديقنا يجر حمله هذه المرة بعد أن حاولت جزمة “طوني” أن تدهسه, فهو يعلم بأن “طوني” لا يُمثل الوطن عندما خذله.
-يصحو كل صباح متأبطاً ملفه الأخضر, تراوده الوساوس بأنه المقصود بـ”الخفاق الأخضر” في النشيد الذي كان يردده أيام المدارس!, يطرد الوساوس ويلعن الأشياء ويتوجه إلى كل مكان ليضع نسخة تحت وعود “خل ملفك وحنا نتصل عليك” وليحضر نسخة أخرى ويواصل سعيه!.
-وفي المساء تنهال عليه غمزات الناس ولمزاتهم وإشارات العم وإبن العم منها المعزي وأكثرها مستهزئ!.
-فرح ذات مرة بزيادة الرواتب وحزن عندما تذكر أنها تحتاج وظيفة, وهذا ما لا يملكه عاطل مثله!.تذكر أنه سمع في نص الإعلان أنها مكرمة للشعب!!, لتعاوده الوساوس بأنه ليس منهم ليعود بعدها ليلعن الأماكن ويشتم الأشياء!.
-عادت الصباحات الوطنية لتشرق عليه وهو يتناول طعامه مع أخوته ولك أن تتخيل عدد الغصات التي يرتكبها عندما يهم الجميع بالخروج ويبقى هو متسمراً حول الهاتف منتظراً “حنا نتصل عليك!”.
-دخل ذات مرة إحدى القطاعات التي تتغنى بالسعودة ليخبره أحدهم بأنه لا توجد وظائف!. مسكين صاحبنا لأنه لايعلم بأن بريطانيا العظمى دخلت الحرب بمبدأ “حق الدول الصغيرة في تحديد المصير” وفي أثناء الحرب اتضح تقاسمها للدول الصغيرة مع الحلفاء!!, ومسكين أيضاً لأنه لا يعلم بهواية الشعارات الرنانة في هذا البلد.
-تذكر عندما أمسك “القصيبي مان” بزمام وزارة العمل وأخبره بخططه للقضاء على البطالة في خمس سنوات!!
وأخذ يردد
“والثلج اجه وراح الثلج
عشرين مره اجه وراح الثلج
وانا صرت اكبر وشادي بعده صغير
عميلعب عالثلج”
أو كما قالت فيروز, وراح بعدها كعادته يلعن الأماكن ويشتم الأشياء!.
-لا يوجد هنالك حاجة لأذكر أنه لا يمتلك واسطة !
-فقط إن رأيته أقرئه مني السلام وأخبره بأن “ما عندي وظائف!”.
تحويلة:
يقول فلاسفة الثورة الفرنسية:
“ليس الجوع هو الذي يُثير, وإنما الوعي به!!”.