مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2013, 10:22 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 969
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
العمامة والوردة : فرانسوا نيكولو "3":السعودية وإيران

العمامة والوردة : فرانسوا نيكولو "3"
السعودية وإيران
يواصل المؤلف حديثه عن الديمقراطية في إيران،ومن ضمن ذلك الحديث عن الإصلاحي محمد خاتمي .. (المثقف كثيرا والسياسي قليلا موضع انتقاد من دائم لغياب شجاعته من قبل أولئك الذين كانوا يأملون بأن يستخدم على الأقل السلاح الوحيد الباقي له،وهو الاستقالة وذلك عندما جعلوه يبتلع ما هو غير مقبول عند النظام،وقد مرت أمامه فرصتان أو ثلاث فرص لكنه لم يستغلها،ولكن إن كانت تعوزه الشجاعة فإن ميزته الكبرى أنه أعطى للمجتمع الإيراني فرصة أن يقترب من عتبة الحداثة.
واكتشفت إيران عندما صوتت لخاتمي أن لها هوية جديدة مختلفة تماما عن صورتها التي تعرفها عن نفسها قدمتها لها الثورة الإسلامية لأنها الطاعة والخضوع لقواعد أصبحت،بقوة أشكال القهر تجبرها أن تأخذ شكل مدنية القرون الوسطى من طراز"مدينة الرب". أما وقد تحررت من هذه المعتقدات الضيقة،داخليا على الأقل فأعتقد أنها لن تكون أسيرتها مرة أخرى.
وأخيرا كانت خيبة الأمل الشعبية من الإصلاحيين عميقة،وعنيفة،وقد حدث الطلاق عند إجراء الانتخابات البلدية عام 2003 (..) ولكنه – وعلى الرغم من كل شيء – هناك بعد ديمقراطي في هذا النظام حيث يذكر القادة دوما أنه منذ تأسيس الجمهورية،ينظم استفتاء شعبي مرة على الأقل في السنة،سواء تعلق الأمر بالبرلمان،أو بانتخابات الرئيس أو بانتخابات مجلس خبراء حماية النظام الذي يعين مرشد الثورة،أو حتى في استفتاءات الدستور المختلفة.
لهذا لا نستطيع،كما يفعل المراقبون الخارجيون أن نفرق فيما يتعلق بالمسؤولين في النظام بين المنتخبين وغير المنتخبين،فكل مناصب المسؤولية تصدر عن انتخابات عامة سواء كانت انتخابات شعبية مباشرة مثل البرلمان والرئاسة،أو انتخابات على درجتين مثل : انتخاب مرشد الثورة،الذي ينتخب بالتأكيد مدة غير محددة،هي في الأصل مدى الحياة. ولكن بالإمكان في الوقت نفسه إعفاؤه إذا جرد من صلاحياته من قبل مجمع خبراء حماية النظام.
هناك آخرون يجيء تعيينهم من قبل هيئات منتخبة أصلا مثل الأشخاص الاثني عشر في مجلس حراس الدستور،الذي يشبه المجلس الدستوري،وقد قرأنا في الصحافة الغربية الكثير بأن"هذه الهيئة غير المنتخبة تتدخل في العمليات الانتخابية"،وهذا صحيح تماما،ولكنه بعد كل ذلك هو إجراء صحيح أيضا بالنسبة للمحكمة العليا الأمريكية التي يسمى أعضاؤها مدى الحياة من قبل الرئيس وحده وقد أدت دورا حاسما في انتخابات بوش للدورة الأولى.
ومن المفهوم تماما أن تنظيم الانتخابات الوطنية يعطي كل أنواع التلاعب وخاصة من جانب مجمع حفظ الدستور المؤلف من عشرة من علماء الدين ومن عشرة من الحقوقيين الاختصاصيين،وإحدى أهم مهمات هذا المجلس هي اختيار المرشحين وفق معايير يؤدي فيها التدين العام والأخلاق الشخصية دورا كبيرا،وتصدر قرارات هذا المجمع استنادا إلى معلومات شبكة من المخبرين المكلفين بالتدقيق في حياة المرشحين،وهي قرارات نهائية ولا تقبل استئنافا.(..) ولكن التعصب أو التحزب عند هؤلاء المتدينين لم يمنع تماما حدوث المفاجأة الكبرى في الانتخابات الأولى لخاتمي عام 1997،حيث شهدنا مدا مرتفعا في مواجهة المرشح الديني المحافظ الذي اختاره النظام.
وكذلك فإن انتخاب البرلمان الإصلاحي عام 2000 لم يكن مبرمجا.(..) نورد ذلك كي نقول : إنه إن كان هناك مفاجأة في الانتخابات فلأن هناك ديمقراطية "لأنه لا مفاجآت انتخابية في أوربا الشرقية أو عند صدام حسن". (..) تناقض أخير،ربما : تظهر الثورة الإسلامية،مع الجيل الجديد الذي أفرزته الانتخابات والذي يمثل انتكاسة إلى الخلف،تظهر بصفتها ثورة حقيقية لها صورة الثورة الفرنسية أو الثورة السوفيتية وبنفس دورات التشنج ونفس الأهوال،ونفس المجازر،ونفس الإرهاب،ونفس طرق إثارة الحماس لمقاومة الغزاة،أو لنقل شعلة الأفكار الجديدة للعالم بأسره.
ومهما حدث فسوف نحتفظ بذكرى الانتخابات الإيرانية المنظمة بشكل جيد وقوي وقد طبعت بكل العزة اللازمة،وبمراكز التصويت بجوها الهادئ الوديع حيث يقدم المسؤولون عن تطبيق النظام الحلوى للزائرين.){ص 31 - 36}.
بهذه الأسطر ختم المؤلف الفصل الثاني،ليلج بنا إلى الفصل الثالث"جبال ومعجزات"،وفيه حديث طويل عن جمال إيران،والاختلاف بين مناطقها،وأماكن التصييف فيها .. ثم يسخر من بعض النصب الجمالية،التي وضعت تحت مظلة المتدينين،وقبله .. (وفي القرن العشرين أيضا اتسعت المدن بشكل استثنائي يرافقها هجرة عشوائية إلى المدن،لقد تجاوزوا كل الخطط المدينية"كان هناك العديد منها ولكنها سرعان ما لفها النسيان". أما المواد التي وزعوها في ساحات هذه المدن لتزيينها فهي نصب واقعية اجتماعية من نبات الشمشاد المقصوص على شكل حيوانات متعددة،حمامات السلام التي تشبه في حجمها فراخ الدجاج،وأشجار نخيل بلاستيكية مضاءة،كل ذلك من بنات أفكار البلديات المحافظة،إنها – بصراحة – أشياء تدعو للضحك.
ونجد البناء العشوائي يشوه الأعمال الجيدة لا التقليدية منها فقط بل وحتى الأعمال الأكثر حداثة مثل "الفيلات"){ص 48 - 49}.
بهذه اللمحة،ننتقل إلى "4 : مجد البازار"والذي افتتح بهذه العبارات .. ( في"البازار"،يصبح الفرد لاشيء،والمجموع هو كل شيء،فالعائلة التي تمسك بالمحل التجاري تأتي أولا،والاتحاد الذي ينهي الخصومات وينظم العروض،وأيام العيد القادم،كل هذا يدير في النهاية مجتمع البازار بأكمله : الأبنية الأسمنتية المتتابعة التي تعطي المشهد شكل مساكن النمل الأبيض.(..) وكل شيء في البازار متماسك ليشكل كتلة واحدة بدءا من الحمالين وانتهاء بالتجار من أصحاب الملايين،والناس هنا متنافسون ومتضامنون في آن واحد : متنافسون وإنما كل فئة داخل سويتها الخاصة بها،ومتضامنون بشكل واضح فيما إذا اعتدي عليهم بشكل جماعي،من قبل موظفي الخزينة مثلا،ومتضامنون من سوية ما تجاه سوية أخرى وفق أحكام الحماية الاجتماعية،والولاء للتسلسل التراتبي،ولكنهم أيضا متضامنون مقابل ثمن باهظ،فالحمالون يستطيعون الاقتراض من التجار ولكن مقابل أرباح ربوية. وتعقد الصفقات في كل المستويات شفاها،فلا حاجة لأختام ولا أوراق لأن كل امرئ يعرف أن أي انحراف عن الكلمة التي قطعت سوف يؤدي إلى الطرد خارج النظام وهو بالتالي نوع من الموت المدني.){ص 51 - 58}.
في الفصل الخامس"تحيا أمريكا ،تسقط أمريكا" يبسط فيه المؤلف الحديث عن العلاقات الأمريكية الإيرانية،بادئا بشتم أمريكا على المنابر،ومعرجا على أهمية أمريكا التي يفضل الإيرانيون إرسال أبنائهم للدراسة فيها .. ثم تحدث عن العلاقة التاريخية بين البلدين،ووقوف أمريكا في وجه المد الاستعماري الذي كان يسعى لتقسيم إيران،وقد وصل الأمر إلى مقتل أستاذ أمريكي في إحدى الثورات الإيرانية - سنة 1906 – ولا يزال قبره "مزارا"مكللا بالورد .. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية أجبرت ضغوط الرئيس الأمريكي ترومان ستالين على سحب قواته من أذربيجان الإيرانية،والتي احتلتها القوات الروسية سنة 1941م. ثم وصل المؤلف إلى الحديث عن الثورة الإيرانية،والتصادم مع أمريكا،وبعد القطيعة الطويلة .. (من الجانب الأمريكي،يرغب الكثيرون أيضا في الخروج من الحصار ولكن دون الدخول في مخاطرة سياسية تثير نقمة الناخبين،وكان الجانب الإيراني والأمريكي،خلال سنوات وسنوات يفوتان الفرصة بعد الفرصة حيث كانت كل إشارة تبدر من هذا الطرف تدفع الطرف الآخر للتراجع وكانت كل ابتسامة ترتسم على وجه هذا الجانب تجعل الجانب الآخر يقطب حاجبيه (..) لدى الإيرانيين ما يدعوهم للسعادة. فمن دون أن يتجشموا عناء الحركة قام الأمريكيون بتخليصهم من عدوهم اللدود صدام حسين الذي منعهم النوم سنوات طويلة"وقد تخلصوا قبل مدة من أعداء ألداء آخرين في أفغانستان وهم طالبان".وباسم الديمقراطية أعطيت الفرصة لشيعة العراق للوصول إلى مراكز المسؤولية السياسية التي كانوا قد حرموا منها (..) نحن هنا أمام دافعين على الأقل لتعقيد حياة الأمريكيين الأول سياسي والثاني ديني،والمطلوب تعقيد أمورهم بما يكفي ليتابعوا الغوص في الوحل وتستنزفهم الحرب،ولكن ليس إلى الدرجة التي يؤدي فيها انفجار البلاد إلى إضعاف سلطة الشيعة العراقيين،والسماح بانفصال أكراد المنطقة بما فيهم الأكراد الإيرانيين ليجدوا أنفسهم وقد أصبحوا أمة واحدة،إن الممارسة الإيرانية هنا دقيقة فهي تعبئ دون شك الكثير من القرائح التي تعمل خلف ستار.) {ص 74 - 75}.
ربما لا يعنينا الفصل الخامس كثيرا،ولكن الفصل السادس يتحدث عن موضوع يبرز بعض التشابه بيننا وبين الإيرانيين .. وهذا الفصل عنوانه "وراء مقود السيارة" ،وقد افتتحه المؤلف بالقول :
(قال البابا بيوس الحادي عشر ذات يوم : إن الحضارة الراسخة للشعوب تعبر عن نفسها بشكل طبيعي تماما عبر صورتها الثقافية". وإذا ما قيس هذا القول بالعبارات الطنانة لبدا مبتذلا،ولو بقي حيا حتى اليوم لقال كما يقول كل الناس الآن : إن الحضارة تعبر عن نفسها بطريقة قيادة الشعب للسيارة.
وبهذا الخصوص تتميز إيران عن كل الآخرين،لديّ صديق،رحالة كبير،وسائق متمرس،ويتمتع ببنية قوية،أقام وقاد سيارته في بلدان لا تحتمل فيها حركة السير مثل مصر والهند،وقد شاهدته بعد وصوله إلى طهران بقليل يقود سيارته،ويقف أمام منعطف رئيس،وقد شحب وجهه.
كان كل سائق سوءا كان يقود سيارة كبيرة،سيارة عادية،تاكسي،سيارة نقل صغيرة،يزاحم بالقرب من إشارة المرور الخضراء ليحصل على سبق على كل الآخرين بأي ثمن،وسط مشاة يعبرون الشارع باستمرار دون أن يعيروا التفاتا لما يجري،ووسط ثآليل من الدراجات النارية تطير هنا وهناك كالزنابير.
لاشيء من العنف وسط هذه الفوضى،لا شيء من الضوضاء الدائمة لأبواق السيارات التي نسمعها في القاهرة أو في دمشق. بالعكس،إنها فوضى منظمة. مثلا،وفيما عدا حالات الإسعاف المتعلقة بحياة الناس فإن استخدام بوق السيارة في إيران ممنوع،وإذا ما استخدم فبلمسة بسيطة للزر،وفي أسوأ الحالات يتكرر صوت"بيب"مرتين أو ثلاثا،وهذا بالضبط ما يجب فعله للفت انتباه الناس الذين يفترض أنهم يقظون وحذرون،وبالنسبة للإيرانيين،هذا التنبيه يكفيهم.
والصراع من أجل المرور يجري بالسيوف التي علاها الغبار،فقانون السير يجري تجاهله تماما طالما أنه يعبر عن نظام عام وهذا ما يخالف طبيعة كل فارسي،والعلاقة بين أي سائقين،أو بين سائق سيارة وسائق دراجة نارية أو حتى بينه وبين أحد المشاة في لحظة التنافس واقتراب أحدهما من الآخر هي علاقة تفاعل،وتتطلب أن يزن كل منهما بلمح البصر الحالة المعنوية للخصم،ولين عريكته أو سوء طبعه،ثقته بنفسه أو ضعفها،هل هو في عجلة من أمره أم لا،السرعة والطريقة المحتملة لاندفاعه نحو الخصم.
وإذا فكر أحدهم أن يغضبه،فإنه يزداد اندفاعا،ويمكن للآخر أن يفعل الشيء نفسه،حيث يصل الاثنان غالبا إلى احتكاك هيكلي السيارتين بضعة سنتيمترات،فإذا تراجع الآخر استمتع الأول بنشوة نصر صغير. أما الذي يتراجع فيعزي نفسه بأنه أكثر عقلانية من الآخر،ومن ثم يغيب أي شعور بالإهانة،أو شعور بالبغضاء من هذا الجانب أو ذاك . وتستمر هذه الحالة إلى أن يتجدد الموقف من جديد،وهذا يمكن أن يحدث بعد بضعة ثوان بسبب الاختناقات المرورية المرعبة في طهران.
وإذا شاهدنا سيارة تسير في شارع ذي اتجاه واحد وتقوم بنصف دورة عند فتحة في شارع رئيس مزدحم،أو تسير متقهقرة إلى الخلف على طريق سريع لتبلغ منفذا بعد بضع عشرات من الأمتار،فليس هناك مبرر للانزعاج أو الهياج،إذ يعتبر هذا الأمر عاديا ويستدعي من بقية السيارات التنحي أو الإبطاء لتسهيل حركة السيارة المتقهقرة،طالما أن كل سائق قد يحتاج ذات يوم لمساعدة الآخرين له وهو يقوم بالحركة نفسها. ويحدث كل فرد نفسه أنه إذا قام امرؤ بهذه المناورة فلأنه مضطر إلى ذلك،وبالتالي يجب احترامه.){ص 79 - 81}.
هذا التحليل الأخير رد ممتاز على سؤال طالما حيرني!!! يسير السائق إلى جوارك ولكما نفس الحقوق .. فإذا لم يستطع تجاوزك .. استعمل المنبه .. ثم تخطاك .. ملوحا بيده – يدعو لك دعوات"طيبة"في الغالب!! – وبعد أمتار يقابله سائق آخر يسير في عكس الاتجاه .. فيتنحى له .. بكل أريحية!! وكنت أتعجب من ذلك ..والآن فهمت ... السبب – ببساطة – أنني لا أخالف أنظمة السير – وهذا أمر من الشجاع أن أعترف به .. فهو "محرج جدا"!!!! – لذلك لم أكن أفهم تلك الخدمات المتبادلة .. بالطريقة التي شرحها المؤلف.
رغم التشابه في السلوكيات أو في بعضها .. إلا أن ما سننقله عن المؤلف لا يمكن له أن يوجد في شوارعنا .. (ومن خلال القواعد نفسها التي تنظم هذه الأفكار،أتذكر أنني،في بداية وجودي في إيران،أوقفت سيارتي في طهران في شارع ضيق،كي ألقي نظرة على مخطط المدينة،وكان الشارع فارغا من السيارات في تلك اللحظة،وبعد دقيقتين رفعت نظري إلى المرآة العاكسة لأجد خلفي سيارة نقل مليئة بالركاب وخلفها خمس أو ست سيارات صغيرة،وكان الجميع ينتظر بصبر أن أنتهي مما كنت فيه،ولم يستعمل أحد منهم البوق،وكانوا يفترضون أنني إن توقفت فلسبب معقول،ولذلك فلا موجب لإثارة الأعصاب.
وأين الشرطة من كل هذا؟ في الواقع إن موقفهم دقيق طالما أنهم أشخاص يمثلون الجهات الرسمية،والجهات الرسمية كما يراها الإيرانيون هي عدو،وقليلا ما ينظر إلى رجال الشرطة على أنهم يمثلون القانون ولكنهم كأشخاص يستحقون الاحترام ويتلقونه شأنهم في ذلك شأن كل الناس الآخرين .. وفي هذا الميدان أيضا ينظر إلى الاحتكاك معهم – والذي يمكن أن يحدث – لا على أنه مواجهة بين الصواب والخطأ،وإنما على أنه احتكاك بين فردين بينهما معرفة واهية،يزن كل منهما الآخر ويدخل معه في مفاوضات لم يحدد موضوعها سابقا.
تعمل شرطة المرور في ظروف قاسية،وفي مناخ يسممه التلوث الناتج عن حركة السيارات،وهم غالبا ما يقفون على أرضية الطريق مباشرة ومن ثم في مساواة السيارات التي تلامس في سيرها كل أجزاء جسمهم إن حالهم هذا يشبه حال مصارع ثيران قذف به رغما عنه إلى الحلبة.
وحاليا،أقام رئيس شرطة طهران الأكشاك عند المنعطفات الرئيسة كي يحميهم ولو قليلا ويرفعهم فوق مستوى الأرض قليلا. ومع ذلك فما زالوا مبتسمين،ودمثي الأخلاق دون أن يفرضوا أنفسهم على الناس ولا يظهرون أي اضطراب ضد سائق السيارة الذي ينطلق مع الإشارة الحمراء أو يتجاهل أوامرهم في ألا يركن سيارته إلى جانب الرصيف. إنهم – فقط – يسجلون رقم السيارة في دفتر المخالفات ذي أرومة كي تدفع الغرامة فيما بعد،فإذا لم تسدد قيمة المخالفة فليس ذلك مهما مؤقتا،لأن كل سيارة لا يمكن أن تباع مجددا في إيران،إذا لم يقم مالكها بتسديد قيمة كل المخالفات غير المدفوعة،وهكذا تكون الكلمة الأخيرة للقانون.
ولكن شيئا لا يعمل لجعل هذا القانون محبوبا أو مفهوما،ففي صباح يوم ما،وفي طريق مديني ما،وفي طريق سريع ما،وفي منعطف ما،توقف حركة المرور في صفوف من الكتل الإسمنتية دون أ، يعرف أحد لماذا جرى ذلك،وعند وصول المرء إلى هذا الحاجر،يلعن الأرض بكاملها،ويبدأ السائقون بالبحث عن طريق أخرى أفضل،وأحيانا بثمن باهظ هو القيام بدورة كبيرة أو يقومون بالانعطاف نحو الخلف،أو الرجوع إلى الوراء دون انعطاف أحيانا،تبدأ في الأسابيع التي تعقب قطع الطريق بعض الأعمال الطريقية،ويعيش الناس على أمل أن تعود حرية المرور لهذا الطريق من الآن وحتى سنة أو سنتين .. ولكن،أحيانا قد لا يتحقق شيء وتظهر تلك الكتل الإسمنتية وكأنها ستبقى للأبد.
هل هناك طرق مأجورة؟ لنقل في البداية أن أجورها زهيدة جدا وأحيانا تكون اقل من عشرة سنتيمات من اليورو لكل مئة كيلومتر .. ) {ص 81 - 84}.
لا داعي لأن نكمل!!! خصوصا أن المساحة المخصصة للحلقة انتهت.

س/ محمود المختار الشنقيطي
((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العمامة والوردة : فرانسوا نيكولو "2":الشبيهان السعودية وإيران محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 01-02-2013 10:58 AM
الشبيهان السعودية وإيران +الجانب الخفي من تأريخ البترول" 13 الأخيرة" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 31-01-2013 11:50 AM
الإتحاد الخليجي وإيران: مئات الطائرات الحديثة في مواجهة "أسراب متهالكة" الشارع المخملي المجلس السياسي 6 22-01-2012 10:15 PM
"نيويورك تايمز": سعي قطر للخروج من ظل الدول الأقوى كالسعودية وإيران محفوف بالمخاطر مليحة العجمان المجلس السياسي 4 15-04-2011 11:53 AM
4.5 ملايين ريال خسائر يومية متوقعة "للألبان" السعودية بسبب "المقاطعة" العظــ سالم ــيمان المجلس العــــــام 8 16-01-2008 04:49 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:05 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع