مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2011, 12:47 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
تنمية الحساسية تجاه الذنوب

يحتاج الإنسان باستمرار إلى امتلاك إحساس مرهف تجاه ارتكاب الأخطاء والذنوب. فقد يقع الإنسان في الذنب والخطأ نتيجة جهله والتباس الأمور عليه وعدم معرفته بأن ما قام به أمر خطأ، وهنا قد يعذر خاصة إذا كان قاصرا في جهله. ذلك لأن الجهّال على نوعين: جاهل قاصر وجاهل مقصر، فالجاهل القاصر هو الذي لم تتح له ظروف المعرفة لسبب أو لآخر، أما الجاهل المقصر فهو من يستطيع أن يتعلم ولكنه لم يفعل، من هنا فالجاهل القاصر أقرب للعذر. لكن في المقابل، الجاهل المقصر معرض للمحاسبة على تقصيره، وقد ورد أنه يقال للإنسان يوم القيامة لمَ لم تعمل؟ فيقول لم أكن أعلم. فيقال له؟ لمّ لم تتعلم؟

وغالباً ما يقع الإنسان في المعصية والخطأ نتيجة ضعف الإرادة والاستجابة لضغط الأهواء والمصالح الآنية فيقع في الذنب عامدا. ولذلك احتاج الإنسان باستمرار إلى تنمية إحساس مرهف يقيه شر الوقوع في الأخطاء والذنوب.

إن من نعم الله تعالى على الإنسان أن زود جسمه بأجهزة مناعة عضوية تقيه شرّ الآفات، كما زود روحه أيضا بجهاز مناعة يتمثل في الضمير المتحفز إزاء ارتكاب الأخطاء. فكما إن جسم الإنسان يتمتع بجهاز مناعة يتشكل في الخلايا الليمفاوية منوط به مكافحة الميكروبات والأجسام الغريبة الضارة بالجسم، كذلك تتمتع الروح بجهاز مناعة يتمثل في الضمير، ويستيقظ هذا الضمير عندما يقوم الإنسان بخطأ، فيشعره بالذنب وتبدأ نفسه بلومه ﴿ولا أقسم بالنفس اللوامة﴾. إذا وقع الإنسان السوي في خطأ لضعف إرادة أو لسيطرة شهوة عليه, فإنه سرعان ما يشعر بوخز الضمير، فيلوم نفسه ويندم.

إن شهر رمضان المبارك شهر الإنابة والتوبة، فيفترض أن تكون ضمائرنا خلاله في أقصى حالات التأهب واليقظة أكثر من أي وقت آخر. إن على الإنسان المؤمن أن يتيح الفرصة لضميره لأخذ أقصى ما يملك من راحة في هذا الشهر الفضيل عبر التدبر في آيات القرآن الكريم، والأدعية والأوراد العظيمة، وليس الاقتصار على القراءة الحرفية المجردة ، فلا ينبغي أن تقتصر قراءتنا على مجرد المرور على الألفاظ دون وعي لمحتواها. إن التدبر العميق في آيات الله هو بالتأكيد أحد وسائل تحفيز الضمير على اليقظة الدائمة.

هناك الكثير من النصوص الدينية التي تحض الإنسان المؤمن على تنمية الحساسية داخل نفسه تجاه ارتكاب الذنب والخطأ. فكما تكون لدى جسم الإنسان حساسية مفرطة في بعض الأحيان تجاه بعض الأطعمة فيظهر اثر ذلك على جلده مثلًا، عليه كذلك أن يتحسس من الذنوب، وذلك ما يعبر عنه في النصوص الدينية بحالة الندم على الذنب.

إن أسوأ ما يمكن أن يمر به الإنسان هو أن يميت في نفسه الحساسية التي يتمتع بها ضميره بشكل طبيعي، فيعمل الذنب دون أدنى اكتراث وهذا ما يعني الاستهانة بالذنب. إن على الإنسان المؤمن أن لا يستهين بأي ذنب مهما صغر في نظره، فكما ورد عن أمير المؤمنين «أشد الذنوب عند الله سبحانه ذنب استهان به راكبه» وفي رواية أخرى: «أعظم الذنوب عند الله ذنب صغر عند صاحبه»، فلا ينبغي أن يعوّد الواحد منا نفسه على الاستهانة بالذنوب، فمهما صغرت المعاصي عليك أن تعظمها في نفسك لأنها مخالفة للعظيم والكبير المتعال سبحانه وتعالى، ولعلنا نلحظ ذلك في حياتنا العادية فقد يمازح أحدهم شخصا ما قريبا فيتقبل منه ذلك، لكن ذات التصرف يعد غير لائق عندما يجري أمام شخص عظيم القدر والمنزلة. علينا الاحتفاظ بيقظة ضمير دائمة حتى لا ننجرف خلف حالة الاستهانة بالذنوب.

ان من علامات الإيمان عند الإنسان مستوى حساسيته تجاه الذنوب، فإذا رأيت نفسك غير مرتاحة عند ارتكاب أي خطأ مهما كان صغيرًا فهذا دليل إيمانك وصفاء نفسك.
فقد يكون الذنب في الحالة السوية سببا للاقتراب من الله وطلب العفو منه، والخوف من العاقبة السيئة.
.نحو مدعوون لجعل ضمائرنا حية يقظة على نحو دائم، سيما إذا أخطأنا بحق الآخرين. ينقل في هذا السياق بأن المرجع الديني غضب من أحد تلامذته وعنفه أثناء نقاش دار بينهما خلال الدرس، لكن المرجع الديني لم يستطع النوم في تلك الليلة حتى ذهب بنفسه إلى منزل تلميذه ليقدم له العذر ويطلب منه العفو، فتعجب التلميذ وقال أنت معلمنا ووالدنا فلا داع للعذر، وإن كان ولابد فدع ذلك حتى الغد، فقال المرجع الديني أنه لم يغمض له جفن ولم يستطع النوم، متسائلا من يضمن لي أن أعيش إلى يوم غد.

ان يقظة الضمير حالة إيمانية عظيمة، ينبغي أن نربي أنفسنا عليها، فلا نتهاون بذنوبنا، ولا نستحقر غيرنا، وأيا كان خصمنا حتى لو كان خادما عندنا، فغدًا سيطالبنا بحقه أمام رب العالمين، ويا له من موقف صعب هناك، وما أهون تقديم الاعتذار عنه في هذه الدنيا لو تأمل الإنسان وفكر.

نسأل الله أن يوفقنا للتوبة من كل الذنوب والأخطاء سيما ونحن في شهر التوبة والإنابة.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2011, 02:09 PM
عبيد العرجاني عبيد العرجاني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: منطقة مبارك الكبير
المشاركات: 4,456
معدل تقييم المستوى: 18
عبيد العرجاني is on a distinguished road
رد: تنمية الحساسية تجاه الذنوب

اللهم أمين

الله يجزاك الخير

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-08-2011, 08:13 AM
الصورة الرمزية فهد الدوسري
فهد الدوسري فهد الدوسري غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 39
معدل تقييم المستوى: 0
فهد الدوسري is on a distinguished road
رد: تنمية الحساسية تجاه الذنوب

مشكور على طرحك المميز

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تنمية الذاكرة vip-534 المجلس العــــــام 2 14-12-2007 06:48 PM
النجيلة من مسببات الحساسية بالمملكة ::::أم راكان:::: مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 5 28-10-2005 03:38 PM
الحساسية وعلاجهااااا بالاعشااااااااااااااااااب ALWALY مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 2 23-04-2005 10:25 PM
استراتيجية تنمية الطفل سلمان الرفيدي مجلس الأســــرة والمجتمع 5 17-03-2005 12:41 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:34 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع