مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2012, 11:12 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 969
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
مذكرات طالب : د. حسن نصيف "5"

مذكرات طالب : د. حسن نصيف"5"
نبدأ هذه الحلقة بـحادث "بط الشيخ عمر رفيع" .. (هذا الحادث يعتبر من أهم الحوادث في البعثة .. وكانت العصابة تحتفل كل عام بذكراه وتسميه (يوم البط) وفي إحدى المناسبات ألقى أسعد جمجوم قصيدة مطلعها :
يا يوم البط نمجّده **** ميدان الجيزة موعده
كان الشيخ عمر رفيع يربي في دار البعثة خمس بطات ويعدها لحفلة غداء للمرحوم السيد صالح شطا الذي كان يستشفي في مصر.
هذه معلوماتنا ولكن للحقيقة والتاريخ نذكر أن الشيخ عمر رفيع ينفي أن البط له،ويؤكد أن البط للمرحوم محمد سالم. وكان شكل البط وهو يتهادى في فناء البعثة مغريا ومسيلا للعاب أعضاء العصابة .. وفي إحدى ليالي الجمع تقرر اختطاف البط .. ولا أذكر أني كنت من مدبري الخطة.
ولكن للحقيقة والتاريخ مرة أخرى أذكر أني كنت منهمكا في مذاكرة التشريح استعدادا للاختبار ولكني كنت مطلعا على تفاصيل العملية أولا فأول وللأسف لم أذق لحم البط .. حمل أعضاء العصابة البط وأخرجوه من الباب الخلفي للبعثة وشاهدهم مكوجي البعثة ولكنهم هددوه بالتسبب في فصله من البعثة إذا أذاع الخبر.
وكان منظر أفندية يحملون البط على كوبري عباس والبط يصيح منظرا غريبا أصلحه رشيد رضوان والمرحوم الرويحي بأن قالا لرفاقهما بصوت عال مسموع : (الله يلعن كلية الطب،حتى البط يكلفوننا بتشريحه).
ووصل الزملاء إلى مطعم في الجيزة واتفقوا مع الطباخ على طهيه وعمل عشاء لهم .. وكان في المطعم مصادفة البغدادي ومحمود حجازي وأحمد المبارك من طلاب البعثة،فطلب منهم أسعد جمجوم أن يشاركهم في الغنيمة لئلا يفضحوهم على شرط ألا يعترفوا في التحقيق.
أما المبارك فوعد بعدم إفشاء السر ولكنه اعتذر عن الاشتراك لأنه يخشى أن يحلفه السيد ولي الدين اليمين فلا يستطيع النكران أن أكل معهم .. أما الباقون فقد وقعوا جميعا على محضر أعده أسعد قالوا فيه :
(نعترف أننا سرقنا البط و اشتركنا جميعا في أكله) .. وأعتقد أن أسعد لا زال يحتفظ بهذا المحضر ..
واكتشف الشيخ عمر الحادثة في نفس الليلة ولكن أسعد كان ملازما له ولم يغب إلا في فترات الاختطاف والأكل ولم يلاحظ الشيخ عمر هذا التغيب،وأنا كنت أذاكر في غرفتي،ولذلك وجدنا من السهل إلصاق التهمة بعلوي جفري وسعيد آدم وحسن فقيها وكانوا يشتركون في عشاء في البعثة مكون من الكبد والكلاوي وكان حسن فقيها يشرف في المطبخ على إعداد العشاء،فاعتقد الشيخ عمر بإيعاز منا أن هذه كبد و كلاوي البط المخطوف. ولكن الجماعة حلفوا له الأيمان المغلظة .. فزال الشك منه قليلا حتى تأكد في اليوم التالي من الحقيقة .. ولكن المسألة مرت بسلام.. {"يوم البلاد السعودية"} أقامت كلية الآداب بالقاهرة سلسلة من الأيام عن البلدان العربية،فيوم للعراق ويوم لسوريا .. إلخ.
وكان طلاب كل بلد عربي يظهرون في يومهم ألوانا من النشاط الاجتماعي والمسامرات في بلادهم. وكان اليوم عبارة عن مهجران عظيم للدعاية.
وجاءنا وزملاؤنا في كلية الآداب يطلبون منا إعداد برنامج لإقامة يوم للبلاد العربية السعودية وبدأنا نعد البرنامج ونعمل بروفات في دار البعثة .. وكان سعادة الشيخ عبد الرؤوف الصبان رئيسا لمجلس المعارف ومقيما وقتئذ في مصر .. فأطلعناه على البرنامج،فحذف منه لعبة المزمار التي كنا نتدرب عليها يوميا ويحرص النشامى على وجودها في البرنامج وأقره في ذلك الشيخ أحمد باغفار الذي كان في مصر. وبالطبع كان السيد ولي الدين من المؤيدين لهم.
وجاء يوم المهرجان وغصت قاعة المحاضرات الكبرى في كلية الآداب بالمدعوين والأساتذة والطلاب،ووزع برنامج الحفل وكان من بين مواده (لعبة العمال) .. وبدأ تقديم البرنامج .. قدم محمد منصوري مع مجموعة الحجاج بملابس الإحرام وهم يلبون،وكان منظرا مؤثرا .. وقدم رشيد رضوان مع مجموعة أخرى أغاني البدو وهم في العباءات البدوية وكانوا بالطبع يؤلفون كلاما من رؤوسهم لا يمت للغة البدو بشيء،ولكن أحد أساتذة اللغة العربية في الكلية أسرع نحوهم وفي يده ورقة وقلم ليلتقط هذه اللهجات البدوية من منابعها الأصلية .. وقدمنا ألوانا أخرى من البرنامج كانت جميعها محل الإعجاب وكان يومنا أحسن الأيام.
ثم جاء دور لعبة العمال . ودخلنا الصالة في الزي الحاروي يتقدمنا باد كوك وعليه عمامة العمد التقليدية وعلى كتفه ما تيسر من المصانف والبقش،ونحن ننشد خلفه : (يا شيخنا حنا قليلة لكننا سم العدا) .. وانتصب الشيخ أحمد باغفار واقفا – وهم ابن خال البادكوك – وقال : (عملوها الفروخ) ..
ووضعت النار في وسط الصالة وبدأت لعبة المزمار التي أخفيناها تحت اسم (لعبة العمال) وسر لها الحاضرون جميعا وفي مقدمتهم الشيخ عبد الرؤوف وكان عمدتنا يتقبل التحية والإعجاب ..
ثم ألقى الشيخ عبد الرؤوف كلمة شكر فها الحاضرين،كما ارتجل الأستاذ فؤاد شاكر أبياتا أولها :
باسم الحجاز وباسم الشعر والأدب ***** هتفت بالشعر في كلية الأدب .. ){ص 121 - 126}.
يحدثنا المؤلف عن شخصية ظريفة .. تتلقى (التعزية) في النجاح!! .. (أخونا أحمد المبارك من الشخصيات الظريفة،وقد سبقنا في الابتعاث ووجدناه في مصر،فوجدنا فيه أخا أديبا،كريم الخلق خطيبا على طريقة (كيفما اتفق) .. فهو لا يعد الكلمة التي سيلقيها،بل عندما تطلب منه الكلمة يقف ويلقي كلاما كيفما اتفق .. وكان يتحلى بالأناة وخاصة في الامتحانات فهو لا يرى من الضروري التعجل في إنهاء السنوات الدراسية،فالسنة الدراسية كما وصفها رواد الثقافة تنتهي في بضعة شهور،ولكن الأستاذ المبارك يرى في ذلك إرهاقا للطالب الذي يجب أن يتروى في التحصيل سنة و سنتين وثلاثا حتى يهضم هذه المعلومات المكدسة ويستوعبها .. فإذا جاء اختبار الدور الأول ذهب الأستاذ المبارك بنفس راضية مطمئنة. وخرج منه وهو واثق من عدم النجاح،وأخذ يتلقى التهاني من زملائه،كما أخذ يستقبل زملاء الملحق ويتصدى لزعامتهم وينظم معهم برامج المقالب والفسح في الصيف،غير أن الأستاذ المبارك فوجئ مرة مفاجأة لم تكن في الحسبان خرج من امتحان الدور الأول وهو سعيد للنتيجة المرتقبة وهي بالطبع عدم النجاح .. وأخذ يعد نفسه للدور العظيم الذي ينتظره في الصيف ودخل زميله في كلية اللغة العربية السيد محسن باروم يخبره أن النتيجة قد ظهرت وأن المبارك بين الناجحين،فضحك المبارك وضحكنا وقلنا للباروم : (العب غيرها .. قديمة) ولكن الباروم كان جادا وأخذ يحلف أن المبارك قد نجح .. حينذاك وجم المبارك ولكن لم يكن مصدقا،وقام ليذهب إلى الكلية ويتأكد بنفسه،وذهبنا معه خوفا عليه من أن يصدم بالحقيقة ودخلنا على سكرتير الكلية نسأله فاطلع على الأوراق،وقال : نعم هو ناجح. ولكن المبارك قاطعه صائحا : ( يا أستاذ تأكد ربما أن رقم جلوسي مغلوط) وتأكد السكرتير .. وخرج المبارك وهو مطأطئ الرأس قائلا : ( إنا لله وإنا إليه راجعون) .. ونحن نواسيه ونعزيه والسكرتير في عجب لهذا المنظر الغريب،وكانت ليلة في دار البعثة لم يبتسم فيها المبارك ووفود الطلاب تدخل عليه للتسرية والترويح عنه ورفع معنوياته بعد أن فقد الزعامة التي حافظ عليها بجدارة سنوات طويلة .. وبعد أيام اضطر المبارك مرغما أن يعود لقضاء عطلة الصيف في الأحساء بين أهله،وكان الطريق إليها لا يزال بالسيارة من جدة فالرياض.){ص 130 - 131}.
نختم هذه الحلقة بـ "توحيد المشارب" .. ( كنا في أيام البعثة الأولى ذوى مشارب موحدة نتفسح في مجاميع كبيرة ونشاهد في الأسواق معا،وكانت ميولنا واحدة،اكتشف أحدنا – ولا أذكر من هو – مقهى تباع فيها القهوة (أم اللوز) فكنت تجدنا دائما هناك رائحين غادين في مجموعات،وأطلقنا على هذه القهوة من باب الاختصار (أم لوزة) وكان يطيب لنا الجلوس هناك،وكان صاحب المقهى (عباس أفندي) رجلا لطيفا حلو النكتة،فكان يطيب لنا الجلوس معه وقضاء أطيب الأوقات،وتوطدت أواصر الصداقة بينه ومبين البادكوك.
وكان لأسعد جمجوم شلته المكونة في الغالب مني ومن البادكوك وعبد الله شرف،وكانت لأسعد سيارة سكودا،وكنا نتقاسم قيمة البنزين ونخرج بها إلى الضواحي للنزهة،وكان في (طبلون) السيارة مفكرة يكتب فيها أسعد إحصاءا يوميا عن نزهاتنا،ولعله يحتفظ بهذه المفكرة فيقدمها للصديق السيد سامي كتبي،خدمة لفن الإحصاء .. ثم اكتشف واحد من الزملاء محل ليلاس في روض الفرج فكنت تجد الزملاء يشغلون ترام 30 كل خميس لقضاء السهرة في ليلاس،وكنت تجد عمر عقيل في الصفوف الأولى،وفي ليلاس نظم بادكوك قصيدته المشهورة :
متع عيونك في اللحاظ الدّبل *** واحذر ولا تقترب لئلا تبتلى
ويقول :
وإذا رغبت أبا المليح وفنه *** فاركب ثلاثينا ولا تتمهل
وانزل بآخر موقف لترامهم *** واسأل على ليلاس أين وأقبل
واجلس على الكرسي منجعصا ولا *** تضع الجاكتة خلف ظهرك تنشل
واقعد كما قعد (العقيل) مفرفشا *** وأقدم إذا حق اللقا في الأول
ويقول :
وانده على الجرسون واطلب شاهيا *** أو قهوة وقل التسالي يا أبو علي
وانس الهموم ولا تفكر ساعة *** في الوقت أو في عمك (السيد ولي)
وإذا بليت بخصم شهر واحد *** فاصبر لحكم الله فهو المبتلي
وكان إبراهيم الوسية موظفا في البعثة ومشرفا على رشيد رضوان بصفته خاصة،لأنه قريبه ونصحه بعدم ارتياد أحد المحلات .. ولكن رشيد ذهب يوما خفية إلى ذلك المحل فوجد الوسية في الصف الأول .. فناداه قائلا :
(مساء الخير يا سي السيد ماذا أتى بك إلى هنا؟)
فانزعج الوسية وقال : ( أنا جئت مخصوص لمراقبتك).
ثم انتهت رقابته على رشيد إلى الأبد.
وكان من الزملاء من له طابع خاص في الفسح فمثلا : كنت تجد عبد العزيز الربيع دائما في الأمريكين،وحوله مجموعة من الطلاب .. وكنت تجد علي غسال مع مجموعة من الزملاء في حنطور مكشوف في شارع فؤاد وهم يغنون بصوت عال (صهبة) ويصفقون وكأنهم أولاد حارة يتمشون في حواري النقا.){ص 183 - 139}.

إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.
س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
س: سفير في بلاط سيدي الكتاب.

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-12-2012, 02:24 AM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: مذكرات طالب : د. حسن نصيف "5"

لاهنت محمود الشنقيطي على ما قدمت وشكرا لك

تقديري وحترامي.

 

التوقيع

 


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
كلنا تميم المجد
 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مذكرات طالب : د. حسن نصيف"4" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 23-12-2012 11:14 AM
مذكرات طالب: د. حسن نصيف"2" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 22-12-2012 09:10 AM
مذكرات طالب: د. حسن نصيف "3" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 22-12-2012 08:51 AM
مذكرات طالب : د.حسن نصيف"1" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 19-12-2012 10:41 AM
نستني مع همومي وارتجي ليل الوصال يعود"""""""" ماعاد به حل؟ مجلس الشعر النبطي 6 20-08-2006 06:48 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:40 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع