مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2006, 08:34 AM
ابوانس ابوانس غير متصل
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 619
معدل تقييم المستوى: 19
ابوانس is on a distinguished road
رسالة إلى روح أبي ( رحمه الله وغفر له )

رسالة إلى روح أبي ( رحمه الله وغفر له ) ,, هذه الرساله كتبها الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد ,,أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها ,, ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية ,, التي وجهها الى والدة وهي تعتبر من الرثاء ,, وهذا الاسلوب ,, اسلوب ادبي رائع ,, لنقف مع الدكتور ,, تخت طيات هذه الرساله ,, الجميله ,, وغفر الله له ولوالديه ووالدينا وجميع المسلمين ,,


= إلى من كان له الفضل بعد الله تعالى في وجودي .
= إلى من رباني صغيراً ، ورعاني شاباً ، وصاحبني كبيراً .
= إلى من أمرني الله تعالى أن أخفض له جناح الذل من الرحمة .
= إلى من فقدت بفقده أباً كريماً ، وأخاً ناصحاً ، ومُستشاراً مؤتمناً .
= إلى من سألت الله أن يرزقني بره في حياته ، وأنا الآن أسأله تعالى أن يرزقني بره بعد وفاته .

عليك سلام الله ورحمته وبركاته ، وبعد ؛
فأكتب لك هذه الرسالة المهداة إلى روحك الطاهرة - بإذن الله تعالى - لتهدئ لوعة الفؤاد بعد أن حال بيننا وبينك عالم البرزخ ؛ ولتكون ضرباً من ضروب التواصل الحميمي بين العطاء و الوفاء ، ولتكون نوعاً من رد الجميل والاعتراف بالفضل بين الأبناء والآباء . وفيها أقول مُستعيناً بالله وحده :

= غفر الله لك يا والدي وتجاوز عنك ، وتغمدك بواسع رحمته ، وجزاك الله عني وعن والدتي وإخواني وأخواتي خير الجزاء يا من كُنت لنا بحق الأب الحنون ، والأخ الكريم ، والصديق الصدوق . والله نسأل أن يُحسن عزاءنا ، وأن يُعظِّم أجرنا ، وأن يجبر مصيبتنا فيك ، وأن يُلهمنا الصبر على فقدك ، وأن يجعلنا من الصابرين الذين قال سبحانه وتعالى فيهم : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } ( سورة البقرة : 155 – 157 ) .

= عفا الله عنك يا من أكرمنا الله تعالى بشرف خدمتك ومُرافقتك وتمريضك ، والقرب منك طول مدة مرضك لتقر أعيننا بك في آخر أيامك في الحياة الدنيا ، ولنقوم بشيءٍ من حقك ، ونؤدي لك ولو جزءاً يسيراً من واجب بِرِّكَ علينا ما دُمنا على قيد الحياة .

= أجزل الله ثوابك يا من ابتُليت بالمرض الشديد فصبرت وشكرت ؛ فقد رأيناك تتحمل الآلام والأوجاع الشديدة بنفسٍ راضيةٍ إن شاء الله تعالى ، ولسانٍ شاكرٍ حامدٍ لله سبحانه ، ولم نعلم أنه قطرت من عينك دمعة ، أو بدر منك قولٌ ، أو صدر عنك فعلٌ يدل على جزعك أو تسخطك أو عدم رضاك بما قدّره الله عليك من البلاء والمرض ، والله نسأل أن يكون ما أصابك تطهيراً لك من الذنوب والمعاصي ، وحطاً للخطايا والآثام إيماناً منا بأنه ما من مسلمٍ يُصيبه أذىً من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله به سيئاته كما تحطُ الشجرة ورقها كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولله الحمد والمنّة .

= تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من الناس ، حبيباً للجُلاس ، لطيفاً مع الصغار والكبار حتى أحبك الجميع واحترموك ؛ فلما سمعوا بنبأ وفاتك بكتك الأعين ، ودعت لك الألسن ، وترحم عليك من عرفك ومن لم يعرفك ، ولسان حالهم يقول :


ليهنك ما رأينا من شهودٍ *** بأرض الله كلهم ثناء


ولمّـا لم تمض سوى أيامٌ قلائل على فقدك يا والدي الحبيب ؛ فإن يدي لا تزال غير قادرةٍ على الإمساك بالقلم لأكتب لك رثاءً ؛ لأن البلاء بفقدك كان عظيماً ، ورحيلك عنا كان مؤلماً ، وقد رحلت معك الكلمات الجديرة برثائك ، ولم يبق منها إلا القليل الذي يُذكِّرني بقول الشاعر :


يا رب خُـذ منا دعـاءً مخـلصـاً *** يا من يُجيب فلا يخيب دعاءُ
ندعوك وسِّع قبـره وأغسله با *** لبرد الذي غُسلت بـه الشهداءُ
وارحمه يا رحمن واجعل قبره *** روضـاً فـإن العفو مـنك عـزاءُ


= رحمك الله تعالى يا من توافدت المئات ، وتتابعت الاتصالات من كل مكان لعزائنا ومواساتنا في مصابنا فيك ، ونحن نستقبل ذلك كله بقلوبٍ حزينةٍ ، ونفوسٍ منكسرةٍ ، وأعينٍ دامعة ، في أيامٍ عصيبةٍ لم يهون علينا فيها هول المصاب وألمه ؛ إلاّ إيماننا بأن ما أصابنا ليس إلاّ من قدِّر الله تعالى علينا جميعاً ، وأن لله تعالى ما أعطى ، وله سبحانه ما أخذ ، وأن كلُّ شيءٍ عنده - جل في عُلاه - بمقدار ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

= تجاوز الله عنك يا من انطلقت الألسن بالدعاء الصالح لك من كل من عرفك أو سمع بخبر موتك . والله نسأل أن يتقبل دعاء من دعا ، وأن يكتب أجره ، كما نسأله جل وعلا أن يغفر لك ، وأن يرحمك ، وأن يعفو عنك ، وأن يجعل قبرك روضةً من رياض الجنة ، وأن يُكرم نُزُلَك ، وأن يوسِّع مُدخلك ، وأن يُبدلك داراً خيراً من دارك ، وأهلاً خيراً من أهلك ، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته إنه على كل شيءٍ قدير .

= أحسن الله إليك يا من كنت تُحسن إلى الفقراء والمساكين ، ولا تتورع عن مد يد العون والمُساعدة لهم ولو بالقليل من المال ، وتعطف على الضعفاء و المُحتاجين ؛ فتُقدم لهم ما استطعت من الخدمات اليسيرة التي تُدخل بها على أنفسهم البهجة والسرور .

= كتب الله أجرك وضاعفه وأجزله يا من كنت تُحسن الظن بالله تعالى في كل وقتٍ وحين ، حتى إننا كنا نُحاول - في وقت مرضك - تذكيرك بالله تعالى ووعظك بضرورة الصبر والاحتساب لما أصابك ؛ فنجدك - بفضلٍ من الله - صابراً على ما أنت فيه من المرض ، مُحتسباً للأجر من عند الله تعالى ، وواعظاً لنا بالقول والعمل ، وهنا يحضرني قول الشاعر :


لعل الله ينظُر بعد هذا *** إليكَ بنظرةٍ منه رحيمة


= هنيئاً لك الخاتمة الحسنة - إن شاء الله تعالى - يا من توفاك الله في ليلة الجمعة المباركة التي جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو ( رضي الله عنهما ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلمٍ يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر " ( رواه الترمذي وقال حديث حسن ) .

= وبعد ؛ فكم هي عميقةٌ كلمة يا " والدي " ، وكم هي قاسيةٌ لحظة الفراق ، ولكن عزاءنا في فقدك أنه سبحانه وتعالى قال في كتابه وقوله الحق : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ( آل عمران : من الآية 185 ) . وقال جل جلاله { لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } ( الرعد: من الآية 38) . ونحن ولله الحمد نؤمن بقضاء الله تعالى وقدره ، غير أن عواطف البنوة ، وأحاسيس المحبة الأُسرية ، ومعاني الروابط الإنسانية التي جمعتنا تجعلنا لا ننسى فضلك بعد فضل الله علينا ، وتؤكد علينا دوام الاستغفار لك ، والترحم عليك ، والدعاء الصادق لك أن يُسكنك الله تعالى فسيح جناته ، إنه على كل شيءٍ قدير وبالإجابة جدير .

= وختاماً ؛ لا يسعُنا إلا أن نقول : إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لفراقك يا أبتاه لمحزونون ، ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربنا ، فجزاك الله عنا خير الجزاء ، وغفر الله لك ، والله نسأل أن يُنزلك منازل الصالحين والشهداء ، وأن يرحمك - وأموات المسلمين من عرفنا منهم ومن لم نعرف - بواسع رحمته ، وأن يجمعنا بك في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر . وهنا يحضرني قول الشاعر :


عليك سلام الله ما اهتز شوقنا *** إليك ، ورضوانٌ من الله أكبرُ


=-=-=-=-=-=
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-03-2006, 08:56 AM
((الذيــبـــه)) ((الذيــبـــه)) غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: كويتيه وافتخر
المشاركات: 174
معدل تقييم المستوى: 19
((الذيــبـــه)) is on a distinguished road

نسأل الله جل وعلا أن يغفر له ، وأن يرحمه ، وأن يعفو عنه ، وأن

يجعل قبره روضةً من رياض الجنة ، وأن يُكرم نُزُلَه ، وأن يوسِّع

مُدخله ، وأن يُبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله إنه

على كل شيءٍ قدير..

جزاك الله خير أخوي أبو أنس..

تقبل مروري..

الذيبه..

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-03-2006, 02:38 PM
سعود الخويطري سعود الخويطري غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 4,778
معدل تقييم المستوى: 24
سعود الخويطري is on a distinguished road

الله يرحم جميع اموات المسلمين ويسكنهم فسيح جناته



ودائما لك الشكر الجزل اخي ابونس



تقبل سلامي واشواقي

الخويطري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-03-2006, 11:44 AM
أبو ناصر أبو ناصر غير متصل
إداري مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,062
معدل تقييم المستوى: 26
أبو ناصر is on a distinguished road

جزاك الله خير يابوأنس

وجزا الله الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد خير الجزاء على ماسطر

ولاهنت

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أخطاء يرتكبها بعض الحجاج / الشيخ ابن عثيمين رحمه الله saad المجلس الإســــلامي 5 02-11-2011 02:37 PM
صفحة ... لـ السب الذي تعرض له المصطفى صلى الله عليه وسلم... ابوانس المجلس العــــــام 60 07-03-2006 03:22 PM
من ينتصر لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم)؟ جابر البطان المجلس الإســــلامي 14 25-02-2006 10:33 PM
ماهو الجهاد؟؟ ابوانس مجلس الدراسات والبحوث العلمية 22 30-01-2006 09:47 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:30 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع