البطل المبدع !!!!!

[د.فالح العمره]

	دقة ساعة المنبه معلنة عن الساعة العاشرة مساءا ، فتح همام عينيه بصعوبة ثم نظر إلى الساعة ، "آه .. لقد نمت طويلاً " قالها في نفسه وهو يهم بالنهوض من سريره الذي مل من صاحبه. غسـل وجهه وانطلق فورا إلى حاسوبه ليعاود الدخول إلى الانترنت. لحظات وتفتح الصفحة المفضلة لديه - المنتديات -. " حسنا .. لأدخل الآن باسمي المستعار.. " البطل المبدع " !! اسم ملفت للأنظار، يجعلك لا شعوريا ترغب بالتعرف على صاحب هذا الاسم المتميز وبمشاهدة بعض إبداعاته.. حسنا.. ها قد تمت عملية الدخول بنجاح.. " آه ، لدي رسائل خاصة جديدة .. خمسة رسائل، - لا بأس بعددها لهذا اليوم - " الرسالة الأولى من الأخ فلان يشكرني على موضوعي الأخير ويثني علي ويدعوني للمشاركة بمنتداه الجديد، حسنا سننظر في أمره لاحقا. وهذه الرسالة من إحدى الأخوات تشكرني على ردودي المتواصلة في كل مواضيعها ، وتطلب معرفة رأيي في توقيعها الجديد . حسنا، سأرسل لها رسالة مطولة - كعادتي - أشكرها على شكرها لشكري، وأزيدها ثناء، وأهنئها على توقيعها الجذاب الذي يعكس شخصيتها، ولا بأس من بعض الدعابة في عباراتي معها، خصوصا أنها تبدو فتاة عصرية ! أما هذه الرسالة فهي من المشرف العام.. " الله أكبر " إنه يعرض علي أن أصبح مشرفا على المنتدى التربوي، وأخيرا.. هذه فرصتي لأتعرف على منتدى الإشراف الجديد عن كثب، ولأختلط بكبار أعضاء المنتدى، يا له من شرف عظيم ! كم سيفاجئ صديقي " أبو عابد " عندما يرى اسمي في المنتديات باللون الأخضر، هه.. وسيدري عندها كل أقراني أنني الأفضل. مهلا.. لا أريد أن أظهر وكأنني أنا من يسعى للإشراف، إذا سأرسل للمشرف العام رسالة أبين له أنني مشغول ولدي التزامات كثيرة.. ولكني "قد" أتمكن من تخصيص جزء من وقتي الثمين للقيام بمهمة الإشراف، موافقتي ستأتيكم بعد يومين.. لا بل ثلاثة.. لأبدو أكثر انشغالا وأقل اهتماما بالمنصب. باقي الرسائل كانت مجرد رسائل إعجاب وتقدير، وشيء من الأمور الخاصة التي لا يجب ذكرها !! --------------------------------- مشاركتي الأخيرة كانت متقنة وبها لمسات إبداعية متعددة، عدد الردود وصل إلى ثمانية عشر ردا، جيد نسبيا، خصوصا أنها فترة امتحانات والكل مشغول، ولكني احتطت لذلك وبعثت رابط الموضوع لعدد من أصدقائي لدعمي. وهاهي الردود بدأت تظهر على الشاشة.. ( فعلا انك البطل المبدع بلا منازع ، أهنئك على حسك الفني المرهف وعلى ذوقك وكلماتك الرائعة ) ) جزاك الله خيرا ( (: ( بارك الله فيك وفي قلمك المبدع ) ( لا تحرمنا منك ، نرجوا مواصلة إبداعاتك ونحن معك ) ( يا أخي البطل المبدع ، ممكن - لو سمحت - أنسخ موضوعك إلى منتدياتنا ....... ، فنحن نفتقر إلى مثل هذه الإبداعات هناك ) ( شيخنا بطل الإبداع " البطل المبدع " يعجز لساني وقلمي عن الرد على موضوعك العظيم ، جزاك الله خيرا ) ...... ما شاء الله ردود ترفع الهمة، وتزيدني إصرارا على مواصلة إبداعاتي في هذا المنتدى، والحمد لله أن " أبو المجد " لم يرد على مشاركتي هذه، و إلا لأحرجني بتعليقاته على أخطائي.. فرغم أنه دائما يكون محقا، إلا أنني أظنه مخلصا أكثر من اللازم ! فلا أحد يدري عن أخطائي غيره ، وأنا لاتهمني معرفتها ، يكفيني هذا الإطراء والتمجيد من الأعضاء الكرام ! " شكرا على تواصلكم معي .. قراءتكم لمشاركتي شرف لي.. أفخر بمشاركتي في هذا المنتدى.. وأبشركم جميعا بأنني قد أصبح المشرف عما قريب - إن شاء الله - ، لم أوافق بعد ولكنني ما زلت أفكر في الموضوع .. لأنكم تعلمون أنني دائما مشغول ، ولدي التزامات كثيرة ! شكر خاص للأخت الفاضلة المبدعة المتألقة دائما....... على ردها اللطيف وكلماتها الذهبية، يسعدني وجود المشرف فلان وأرجو أن أكون عند حسن ظنه، " لا بأس من مجاملة هذا المغفل لبعض الوقت ريثما أعين في منصب أعلى منه " وأشكر الأخ المتميز...... دائما على تعليقه وأعدكم بمواصلة إبداعاتي. وكالمعتاد، جزاكم الله خيرا " وبينما همام يقلب في صفحات المنتدى تفاجأ بموضوع آخر يحمل اسمه ! " آه .. الكاتب: أبوالضرغام5 هذا صديقي و دائما يفاجئني بمواضيعه اللطيفة ونكتته الخفيفة.. واليوم يدعو شباب المنتدى للاحتفال بألفية ( البطل المبدع ) الخامسة ! " " ياه .. خمسة آلاف مشاركة.. لم أنتبه إلى أنني وصلت إلى هذا العدد من المشاركات .. أشكرك أخي الفاضل المبدع المتميز الخلوق الوسيم الحنون أبوالضرغام5 على هذه اللفتة اللطيفة منك " كم أحب هذا العالم الرقمي، كم يعطيني إحساسا بالقوة والسعادة والثقة بالنفس. ------------------------------- الله أكبر.. الله أكبر.. " يا إلهي لقد طلع الفجر، نسيت أن أصلي العشاء ! لا بأس .. سأقضيها بعد قليل " طرق الباب .. " من ؟ " .. " أنا حامد.. افتح يا همام.. بسرعة " قالها بصوت خافت مريب ! فتح همام الباب.. " ما بك يا حامد ؟ هل حدث شيء ؟ " فأجاب بسرعة: لقد علم والدي.. فقاطعه همام: لا تقل أنه علم بأنني تشاجرت مع جارنا الشيخ أبو أحمد وبأنني كسرت زجاج سيارته.. لا.: لا.. لا .. همام: إذن فقد علم بأنني ضربة خادمنا.. حامد: لا لم تخبره أمي بعد.. همام: إذن فما الأمر.. حامد: لقد وصلته رسالة من جامعتك.. تعلمه بأنك رسبت في موادك الدراسية لهذا الفصل. همام : حقا ! حامد: وأبي كان الليلة يزبد ويرعد ويتوعد بعقابك.. عندها انكب همام على سريره وطأطأ رأسه وقد غطى وجهه الحزن وبدأت العبرات تنهال على خديه.. رتب حامد على كتف أخيه مواسيا، وذكره بالله وبالصبر على المصائب ثم سأله: همام.. ماذا تنوي أن تفعل ؟ فأجابه همام بصوت متحشرج: اسبقني أنت إلى المسجد.. حامد: وأنت ؟ همام: سأكتب خاطرة حزينة في المنتدى الأدبي !!