مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس الإســــلامي

المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2012, 04:31 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
المبادرة إلى الإقلاع عن الخطأ

المبادرة إلى الإقلاع عن الخطأ

إن من نعم الله على الإنسان حين يقع في معصية ما، أن تنتابه صحوة الضمير وإدراك الخطأ، وذلك مدعاة للمبادرة إلى التراجع والتوبة، والتوبة إنما تعني الشعور بالندم داخل النفس، ليقرر بعدها المرء الاقلاع عن الذنب ومعالجة آثاره، هذه هي التوبة الحقيقية. بيد أن الشيطان، وهو العدو المبين للإنسان، قد يفوت على المرء هذه الفرصة عبر وسائل وأساليب مضللة أبرزها الدفع باتجاه التأخير والتسويف للتوبة، وصولاً إلى التراجع عنها في نهاية المطاف، وإنما تمحورت مهمة الأنبياء والأئمة في التنبيه ولفت الأنظار إلى مثل هذه المزالق، حتى لا ينخدع الناس بإغراءات الشيطان وأضاليله، من هنا جاءت كلمة الإمام الجواد : (تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على الله هلكة، والإصرار على الذنب أمن لمكر الله ﴿فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾[1] .

إن على المرء أن يبادر فوراً إلى الاقلاع عن الخطأ والتوبة عن الذنب والمعصية. فقد يدرك أحدهم أنه أخطأ ويضمر في نفسه الإقدام على التوبة والإصلاح، لكنه يؤجل ذلك تحت تأثير نوازع الشيطان الذي يزين له تسويف التوبة. ثمة هناك من يرتكب خطأ ما فيعترف بخطئه، غير أن الاعتراف بالخطأ شيء والتراجع والاقلاع عنه شيء آخر، ولذلك تجد البعض يتحجج بأن الاقلاع عن الأخطاء يحتاج إلى وقت، وهنا يكمن دور الشيطان. الذي يسوّف للإنسان ويجعله متباطئا عن إنجاز مهمة التوبة عن الذنب والخطأ.

مخاطر تأخير التوبة:

إن لتأخير التوبة وتسويف الاقلاع عن الذنوب مخاطر كبيرة، نذكر منها:

أولاً: إن تأخير التوبة مدعاة لأن يخسر الإنسان لطف الله تعالى في محو المعصية والعفو عن الذنب عاجلاً. فالكثير من النصوص الدينية تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى إنما يمحو الذنب عن عباده إذا ما سارعوا إلى التوبة حتى كأنهم لا ذنب لهم. فقد ورد عن الإمام الصادق : ( إن العبد إذا أذنب ذنبا أجّل من غدوة إلى الليل، فإن استغفر الله لم يكتب عليه )[2] . وكأن في ذلك بمقتضى قول الامام فرصة للإنسان للمراجعة والتوبة قبل أن تكتب عليه معاصيه، وعنه : (العبد المذنب إذا أذنب ذنباً أجّله الله سبع ساعات فإن استغفر الله لم يكتب عليه شيء، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتب عليه سيئة)[3] . ويقول أمير المؤمنين فيما روي عنه: (إن قارفت سيئة فعجل محوها بالتوبة)[4] .

ثانياً: ينطوي تأجيل التوبة على مخاطر منها ضعف إرادة المرء واهتزاز عزيمته على التوبة. ويعود ذلك إلى أن الإنسان كلما استمر في القبول بالذنب فإنه سرعان ما يتكيف معه ويتطبع به، من هنا تأتي أهمية اقتناص لحظات الهداية لاتخاذ قرار التوبة توقياً من امكانية التراجع عن هذه الخطوة فيما بعد. ولعل أقرب مثال يذكر في هذا السياق ما نجده من تقلبات في اتخاذ القرار لدى الأطراف المتنازعة في قضايا إصلاح ذات البين، إذ تجد بعض الأشخاص يوافقون على تسوية الخلاف مع أقربائهم بعد طول حديث معهم، وتجدهم يعدون بإصلاح الأمر في الغد، إلا أنهم سرعان ما يتراجعون عما عزموا عليه في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن. هنا يأتي دور الشيطان الذي يعمل بجد في هذه اللحظات، ولذلك على الإنسان أن لا يؤجل التوبة والاقلاع عن الذنب فور تنبهه الى الخطأ والذنب. من هنا نفهم قول الله تعالى حين يتحدث في محكم كتابه الكريم عن المسارعة في التوبة ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾. ومضمون التعبير القرآني ﴿يَتُوبُونَ مِنْ ق
َرِيبٍ﴾ أي لا يتأخرون في التوبة. وورد عن أمير المؤمنين القول: (لا دين لمسوف بتوبته)[5] ، وفي ذلك إشارة خطيرة من الإمام بأن من يسوّف التوبة سيكون عرضة لفقدان الحالة الدينية في نفسه.

ثالثاً: عدم ضمان المرء لحياته. فإلى متى سوف يؤجّل المرء التوبة ومتى سيقلع عن الذنب، اتراه يضمن حياته، أفلا يخشى هجوم الأجل عليه وهو بعد لم ينجز التوبة؟ ورد عن علي : (مسوّف نفسه بالتوبة من هجوم الأجل على أعظم خطر)[6] .

من هنا كان على الانسان أن يبادر للإقلاع عن أي ذنب ومعصية. سيان في ذلك على مستوى العلاقة مع الله أو بالناس، وكثيرا ما تجد أناساً لا يؤدون الحقوق الشرعية، ومع أنهم يدركون أن ذلك حق عليهم، لكنهم يسوفون في الأمر، والسؤال هنا؛ إلى متى التسويف؟ وهل تضمن استمرار حياتك وقوة إرادتك؟ فلطالما رأينا أشخاصاً تحدثوا عن قناعة بالحقوق الشرعية فيبادرون بعد حين بأداءها، غير أن آخرين غيرهم لم يؤدوا حقهم الشرعي تحت ضغط التأجيل والتسويف، ولم يمهلهم الأجل طويلاً. وعلى غرار ذلك أشخاص آخرون انخرطوا في مشاكل مع أزواجهم وجيرانهم وأحدهم يعلم بخطئه، لكن مع ذلك يسوّف في إصلاح أمره، فهل يضمن مثل هذا حياته؟

إن على الإنسان أن يبادر إلى التوبة بمجرد أن يتنبه إلى الخطأ والمعصية. ,وورد في الرويات عن التوبة (تأخير التوبة اغترارـ أي حالة من الغرور يعيشها الإنسان الذي يعتقد بطول الأمل والعمرـ وطول التسويف حيرة ـ أي يجعل الإنسان حائراً بين الصح والخطأ من حيث السلوك، والاعتلال على الله هلكة ـ أي يتحجج بالعثور على فرصة مناسبة، في وقت آخر، هذه كلها أعذار ﴿بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾، والإصرار على الذنب أمن لمكر الله ﴿فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المبادرين الى التوبة وأن يتقبل منا توبتنا ويوفقنا لكل خير وصلاح.


التعديل الأخير تم بواسطة : حسين علي احمد ال جمعة بتاريخ 17-06-2012 الساعة 04:35 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-06-2012, 03:04 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: المبادرة إلى الإقلاع عن الخطأ

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المبادرين الى التوبة
وأن يتقبل منا توبتنا ويوفقنا لكل خير وصلاح.

اللهــم : آآآميـن.

جزاك الله خير وبميزان حسناتك.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-06-2012, 03:38 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: المبادرة إلى الإقلاع عن الخطأ

لافادة

يحتاج الإنسان المؤمن للوقاية الروحية الدائمة من احتمالات الوقوع في الذنوب والآثام، تماما كحاجته الجسدية المستمرة لتأمين النظافة والوقاية من الأقذار والأوساخ. فعلى غرار سعي المرء للمبادرة للعلاج والوقاية الصحية من الأمراض، أو الحفاظ على نظافته من الأدران، ينبغي أن يكون هكذا تماما على الصعيد الروحي، فليست هناك وسيلة أخرى يعصم المرء بها نفسه من احتمالات الوقوع في الذنوب والأخطاء، فالعصمة بيد لله يؤتيها بفضله من يشاء من عباده، أما سائر البشر فهم معرضون للجنوح نحو الأخطاء. وتتميز الشريعة الإسلامية بنظرة واقعية للإنسان المؤمن، فلا ترفعه لمستوى الملائكة المنزهين عن الخطأ، وانما تتعامل معه كسائر البشر المعرضين لارتكاب الأخطاء، تماما كقابليتهم للتعرض لسائر الأمراض الجسدية. من هنا نبعت الحاجة إلى وقاية الروح وتطهير النفس تجنبا لمزالق الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.

جزاك الله الخير ياختي الكريمة على المرور

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أربعة أطعمة تساعد في الإقلاع عن التدخين و ثلاثة تجعله أصعب الزير سالم مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 3 21-01-2012 04:27 PM
من فضائل المبادرة بالحضور إلى المساجد ابن وعيل المجلس الإســــلامي 9 16-12-2010 01:17 PM
الخطأ ليس الخطأ بل الاستمرار في الخطأ ؟؟؟ واصل بأذن الله المجلس العــــــام 4 16-09-2009 05:51 AM
الخطأ الفادح في علاج القدم السكري وكيف نتفادى هذا الخطأ true4848 مجلس الدراسات والبحوث العلمية 6 20-12-2006 04:52 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 11:05 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع