مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 31-01-2006, 05:51 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم



ماجد المبارك


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم عبده ورسوله أما بعد .
فموضوعي هذا عن خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك أن معرفة ما يتعلق به واجب علينا وأن نعرف له حقه وأن نعرف له منزلته وقدره . وذلك كله داخل في إيماننا بنبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
فخصائصه صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي ما اختصه الله عز وجل بها وفضله على سائر الأنبياء والمرسلين والخلق . ومعرفة هذه الخصائص تزيدنا في معرفة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتجعلنا نحبه ويزداد إيماننا به فنزداد له تبجيلاً ونزداد له شوقا . ومن خصائصه صلى الله عليه وعلى اله وسلم منها :
ما اختص بها في ذاته في الدنيا . ومنها ما اختص بها في ذاته في الآخرة .
ومنها ما اختصت به أمته في الدنيا ومنها ما اختصت به أمته في الآخرة .

قال تعالى: ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ) << النساء : 113 >> وقال تعالى: ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ) << البقرة : 253 >> .
التفضيل الأول صريح في المفاضلة ، والثاني في تضعيف المفاضلة بدرجات وقد فضل الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم من وجوه. ومن هذه الخصائص خصيصة عجيبة وهي :

1- أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عهده وبعث أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم . وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم . والدليل قال الله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جآءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ء أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) << آل عمران : 81 >>

2- أنه ساد الكل ، قال صلى الله عليه وسلم( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )) << رواه ابن حبان >> والسيّدُ من اتصف بالصفات العليّة ، والأخلاق السنيّة . وهذا مشعرّ بأنه أفضل منهم في الدارين ، أمّا في الدنيا فلما اتصف به من الأخلاق العظيمة . وأمّا في الآخرة فلأن الجزاء مرتبُ على الأخلاق والأوصاف ، فإذا كان أفضلهم في الدنيا في المناقب والصفات ، كان أفضلهم في الآخرة في المراتب والدرجات . وإنما قال صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )) ليخبر أمتُه عن منزلته من ربه عزّ وجل ، ولّما كان ذكر مناقب النفس إنما تذكر افتخاراً في الغالب ، أراد صلى الله عليه وسلم أن يقطع وهم من توهم من الجهلة أن يذكر ذلك افتخاراً قال : (( ولا فخر )).

3- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر )) .

4- ومنها أن الله تعالى أخبره بأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال الله تعالى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) الايه << الفتح : 1،2 >> . ولم ينقل أنه أخبر أحداً من الأنبياء بمثل ذلك ، بل الظاهر أنه لم يخبرهم ، لأن كل واحد منهم إذا طُلبَتْ منهم الشفاعة في الموقف ذكر خطيئته التي أصابها وقال : (( نفسي نفسي )) ولو علم كل واحد منهم بغفران خطيئته لم يُوْجل منها في ذلك المقام ، وإذا استشفعت الخلائق بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام قال: (( أنا لها )) .

5- ومنها إيثاره صلى الله عليه وسلم على نفسه ، إذ جعل لكل نبي دعوة مستجابة ، فكل منهم تعجل دعوته في الدنيا ، واختبأ هو صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته.

6- ومنها أن الله تعالى أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم فقال (( لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون )) << الحجر : 72 >> . والإقسام بحياة المقسم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المقُسم بها ن وأن حياته صلى الله عليه وسلم لجديرة أن يقسم بها من البركة العامة والخاصة ، ولم يثبت هذا لغيره صلى الله عليه وسلم .

7- ومنها أن الله تعالى وقره ففي ندائه ، فناداه بأحب أسمائه واسني أوصافه فقال: (( يا أيها النبي )) << الأنفال : 64 ، 65 ، 70 ومواضع أخرى >> ، (( يا أيها الرسول )) << المائدة : 41 ، 67 >> وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره ، بل ثبت أن كلاً منهم نودي باسمه ، فقال تعالي: (( يا آدم اسكن )) << البقرة : 35 >> ، (( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك )) << المائدة : 110 >> ، (( يا موسى إني أنا الله )) << القصص : 30 >> ، ((يا نوح اهبط بسلام )) << هود : 48 >> ، (( يا داود إنا جعلناك خليفة ً في الأرض )) << ص : 29 >> (( يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا )) << الصافات : 105 >> ، (( يا لوط أنا رُ سُلُ ربك )) << هود : 81 >> ، (( يا زكريا إنا نبشرك )) << مريم : 7 >> ، (( يا يحيى خذ الكتاب )) << مريم : 12 >> ولا يخفى على أحد أن السيد إذا دَعى أحد عبيده بأفضل ما وجد يهم من الأوصاف العليّة والأخلاق السنيّة ، ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام لا يُشعر بوصف من الأوصاف ، ولا بخلق من الأخلاق ، أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم. وهذا معلومٌ بالعرف أن من دُعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كل ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه .

8- ومنها أن معجزة كل نبي تصرمت وانقرضت ، ومعجزة سيد الأولين والآخرين وهي القرآن العظيم باقية إلى يوم الدين.

9- ومنها تسليم الحجر عليه وحنين الجذع إليه ولم يثبت لواحد من الأنبياء مثل ذلك .

10- ومنها أنه وجد في معجزاته ما هو أظهر ففي الإعجاز من معجزات غيره ، كتفجير الماء من بين أصابعه فإنه أبلغ في خرق العادة من تفجيره من الحجر ، لأن جنس الأحجار مما يتفجر منه الماء ، وكانت معجزته بانفجار الماء من بين أصابعه أبلغ من انفجار الحجر لموسى عليه السلام.

11 - ومنها أن الله تعالى يكتب لكل نبي من الأنبياء من الأجر بقدر أعمال أمته وأحوالها وأقوالها ، وأمتُه شطر أهل الجنة ، وقد أخبر الله تعالى أن أمته خير أمة أخرجت للناس وإنما كانوا خير الأمم لما اتصفوا به من المعارف.

12- ومنها أن الله أرسل كل نبي إلى قومه خاصة وأرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته ، ولنبينا صلى الله عليه وسلم ثواب التبليغ إلى كل من أرسل إليه ، تارة لمباشرة الإبلاغ ، وتارة بالنسبة إليه ولذلك تمنن عليه بقوله تعالى: (( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً )) << الفرقان : 51 >> ، ووجه التمنن : أنه لو بعث في كل قرية نذيراً لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته .

13- ومنها أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام بالطور، وبالوادي المقدس ، وكلم نبينا صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى .

14- ومنها أنه قال : (( نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة ، المقضي لهم قبل الخلائق ، ونحن أول من يدخل الجنة )) << أخرجه مسلم >> .

15- ومنها أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يرغب إليه الخلق كلهم يوم القيامة ، حتى إبراهيم .

16- ومنها أنه قال : (( الوسيلة منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله تعالى ، وارجوا أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة )) << أخرجه مسلم >> .

17- ومنها أنه يدخل من أمته إلى الجنة سبعون ألفا بغير حساب )) ولم يثبت ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم .
18- ومنها : الكوثر الذي أعطيه ففي الجنة ، والحوض الذي أعطيه في الموقف .

19- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( نحن الآخرون السابقون)) الآخرون زماناً ، السابقون بالمناقب والفضائل.

20- ومنها أنه أحلت له الغنائم ولم تحل لأحد قبله. وجعلت صفوف أمته كصفوف الملائكة ، وجعلت له الأرض مسجداً ، وترابها طهوراً . وهذه الخصائص تدل على علو مرتبته ، والرفق بأمته.

21- ومنها أن الله تعالى أثنى على خلقه فقال : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) << القلم : 4 >> ، واستعظام العظماء للشيء يدل على إيغاله في العظمة ، فما الظن باستعظام أعظم العظماء ؟ .

22- ومنها أن الله تعالى كلمه بأنواع الوحي وهي ثلاثة أحدها: الرؤيا الصادقة. والثاني : الكلام من غير واسطة . والثالث : مع جبريل صلى الله عليه وسلم . وزاد الألباني النفث في الروع .

23- ومنها أن كتابة صلى الله عليه وسلم مشتمل على ما اشتمل عليه التوراة والإنجيل والزبور ، وفضل بالمفصل.

24- ومنها أن أمته أقل عملاً ممن قبلهم ، وأكثر أجراً كما جاء في الحديث الصحيح

25- ومنها أن الله عز وجل عرض عليه مفاتيح كنوز الأرض وخيرة أن يكون ملكاً أو نياً عبداً ، فاستشار جبريل عليه السلام . فأشار إليه أن تواضع .

26- ومنها أن الله تعالى أرسله ( رحمة ً للعالمين ) ، فأمهل عصاه أمته ولم يعاجلهم إبقاء عليهم ، بخلاف من تقدمه من الأنبياء إنهم لما كذبوا عُوجل مكذبهم.

,وأما أخلاقه صلى الله عليه وسلم في حلمه وعفوه وصفحه وصبره وشكره ولينه في الله ، وانه لم يغضب لنفسه ، وأنه جاء بإتمام مكارم الأخلاق ، وما نقل من خشوعه وخضوعه وتبتله وتواضعه ففي مأكله ، وملبسة ، ومشربه ، ومسكنه ن وجميل عشرته ، وكريم خليقته ، وحسن سجيته ، ونصحه لأمته وحرصه على إيمان عشيرته ، وقيامه بأعباء رسالته في نصرة دين الله ، وإعلاء كلمته ، وما لقيه من أذى قومه وغيرهم في وطنه وغربته بعض هذه المناقب موجودة في كتاب الله وكتب شمائله . ومنها كتاب الشمائل للترمذي .

27- أما لينه ففي قوله تعالى: (( فبما رحمة من الله لنت لهم )) << آل عمران : 159 >> .

28- وأما شدته على الكافرين ، ورحمته على المؤمنين ففي قوله تعالى (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) << الفتح : 29 >> .

29- وأما حرصه على إيمان أمته ، ورأفته بالمؤمنين ، وشفقته على الكافة ففي قوله تعالى : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم )) << التوبة : 128 >> أني يُشق عليه ما يشق عليكم ، ( حريص عليكم ) ، أي إيمانكم 0 بالمؤمنين رؤوف رحيم )) .

30- وأما نصحه في أداء رسالته ففي قوله تعالى (( فتول عنهم فما أنت بملوم )) << الذاريات : 54 >> أي فما أنت بملوم لأنك بلغتهم فأبرأت ذمتك.

31- ومنها أن الله تعالى أمته منزل العدول من الحكام ، فإن الله تعالى إذا حكم بين العباد فجحدت الأمم بتبليغ الرسالة أحضر أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون على الناس بأن رسلهم أبلغتهم وهذه الخصيصة لم تثبت لأحد من الأنبياء.

32- ومثلها عصمة أمته بأنها لا تجتمع على ضلالة في فرع ولا في أصل .

33- ومثلها حفظ كتابه ، قل لو اجتمع والآخرون على أن يزيدوا فيه كلمة ، أو ينقصوا منه لعجزوا عن ذلك ، ولا يخفى ما وقع من التبديل في التوراة والإنجيل .

34- ومنها أنه بعث بجوامع الكلم ، واختصر له الحديث اختصاراً وفاق العرب في فصاحته وبلاغته.
كما قال عليه الصلاة والسلام ( أعطيت فواتح الكلم ، وجوامعه وخواتمه ) << في الصحيحين >> .

هذا ما يسره الله لي من جمع لبعض خصائص أفضل المخلوقين ونسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لإتباع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سننه وطريقته وجميع أخلاقه الظاهرة والباطنة وأن يجعلنا من حزبه وأنصاره ومن أهل حوضه . إن الله على كل شيء قدير و بالإجابة جدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .

المراجع
الخاصية الأولى من شريط الشيخ محمد بن صالح المنجد في شريط بعنوان خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
أما بقية الخصائص فهي من كتاب << بداية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم >> للعلامة << العز بن عبدالسلام ـ رحمه الله >> تحقيق حجة الحديث << محمد بن ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله >> .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 31-01-2006, 06:01 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road



الأنـوار
في
سيرة النبي المختــار

بطريقة سؤال وجــواب


بقلم
سليمان بن محمد اللهيميد
السعودية – رفحاء
الموقع

www.almotaqeen.net


1 } متى ولـد النبي  وأيـن ؟
ولد يوم الإثنين ، الثاني عشر من ربيع الأول في مكة .
عن أبي قتادة . ( أن رسول الله  سئل عن صوم يوم الإثنين ، فقال : ذاك يوم ولدت فيه ) رواه مسلم
قال ابن القيم ( لا خلاف أنه ولد  بجوف مكة ، وأن مولده كان عام الفيل ) .
2 } ما هو نسب النبي  ؟
قال ابن القيم ( هو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق ، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة …. ) .
ولذلك لم يستطع أبو سفيان أن ينكر علو نسب الرسول  على الرغم مما كان عليه من عداء للرسول قبل إسلامه فقال ( هو فينا ذو نسب ) متفق عليه .
3 } ما الحكمة من علو نسبه  ؟
حتى لا يكون لأعداء الإسلام سلاح في أيديهم للصد عن سبيل الله .
وحتى لا يتوهم متوهم أن رسالته ما هي إلا وسيلة لغاية وهي تغيير وضعه الاجتماعي .
وقال النووي ( قيل أنه أبعد من انتحاله الباطل ، وأقرب إلى انقياد الناس له ) .
4 } ما اسم والد النبي  ومتى مات ؟
اسمه عبد الله بن عبد المطلب .
قال ابن القيم ( توفي ورسول الله  حمل ) ، ورجحه ابن حجر في فتح الباري .
قال ابن كثير ( وهـذا أبلغ اليتم وأعلى مراتبه ) .
وقد ذكر الله يتمه في القرآن فقال سبحانه ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) .
مات في المدينة عند أخواله بني عدي بن النجار ، وكان في مهمة تجارية فمرض عند العودة ومات فدفن هناك .
5 } اذكر بعض أسماء الرسول  وما هو أشهرها ؟
عن أبي سعيد الخدري . قال : قال رسول الله  ( إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب ) متفق عليه .
زاد ابن سعد ( .. والخاتم ) .
وأشهرها ( أحمد ، ومحمد ) . قال ابن حجر ( وأشهرهما محمد ، وقد تكرر في القرآن ) .
6 } كم مرة ذكر النبي  باسمه محمد ؟
ذكر في القرآن ( 4 ) مرات .
قال تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) . } آل عمران : 144 { .
وقال تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}.
وقال تعالى ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد ) . } محمد : 2 { .
وقال تعالى ( محمد رسول الله ) .
وأما أحمد فورد مرة واحدة حكاية عن عيسى قال: ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد .
7 } ما أول أمر الرسول  ؟
عن أبي أمامة . قال : قلت : يا نبي الله ! ما كان أول بدء أمرك ؟ قال ( دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ورأت أمي نوراً أضاءت منه قصور الشام ) رواه أحمد .
( دعوة أبي إبراهيم ) :
أي قوله ( ربنا وابعث فيهم رسـولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) .
( بشرى عيسى ) :
أشار إليه قوله تعالى حاكياً عن المسيح ( ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
( ورأت أمي نوراً أضاءت منه قصور الشام ) :
قال ابن رجب ( وخروج هذا النور عند وضعه إشارة إلى ما يجىء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض وزال به ظلمة الشرك منه كما قال تعالى : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ) .
8 } من من أعمام النبي  الذين أدركوا الإسلام ومن أسلم منهم ؟
قال ابن حجر ( من عجائب الاتفاق أن الذين أدركهم الإسلام من أعمام النبي  أربعة : لم يسلم منهم اثنان وأسلم اثنان ، وكان اسم من لم يسلم ينافي اسم أسامي المسلمين ، وهما أبو طالب واسمه عبد مناف، وأبو لهب واسمه عبد العزى، بخلاف من أسلم وهما حمزة والعباس ) .
فائدة :
قال ابن حجر في أبي لهب :
( وكني أبا لهب إما بابنه لهب ، وإما بشدة حمرة وجنته ) .
9 } من هن مرضعات النبي  ؟
ثويْبة مولاة أبي لهب .
حليمة السعدية : حين أخذته معها إلى بادية قومها ، فأقام معها أربع سنين ثم ردته إلى أمه .
10 } أين استرضع رسول الله  ؟
استرضع في بادية بني سعد أرضعته حليمة السعدية .
11 } ما الحكمة في أن العرب تسترضع الأطفال في البادية ؟
رغبة في تقوية أجسادهم ، وتعويداً وتربية لهم على الاعتماد على النفس منذ الصغر ، وتقويماً لألسنتهم .
12 } ماذا حدث له وهو في بادية بني سعد ؟
وقعت له حادثة شق الصدر .
عن أنس . ( أن رسول الله  أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلماء يسـعون إلى أمه } يعني ظئره _ مرضعته _ { فقالوا : إن محمداً قد قتل .. ) رواه مسلم .
وفي رواية لأبي نعيم ( .. كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر ، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زاد ... ) .
13 } ما فعلت حليمة السعدية بعد هذه الحادثة ؟
خشيت عليه حتى ردته إلى أمه ، إلى أن بلغ ست سنين .
14 } ما الحكمة من حادثة شق الصدر ؟
_ فيها بيان إعداد الله تعالى عبده ورسوله محمداً  لتلقي الوحي عنه .
_ تعهد الله عز وجل نبيه عن مزالق الطبع الإنساني ووساوس الشيطان .
15 } ما اسم أم النبي  ومتى ماتت ؟
اسمها آمنة بنت وهب .
قال ابن القيم : ( لا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة } بالأبواء { منصرفها من المدينة من زيارة أخواله ) .
كان عمر النبي  عند وفاة أمه { 6 } سنوات .؟
16 } ما الحكمة من يتم الرسول  ؟
لقد شاء الله أن ينشأ الرسول  يتيماً ولذلك لحكم ، لعل من أبرزها :
_ أن لا يكون للمبطلين سبيل إلى إدخال الريبة في القلوب أو إيهام الناس بأن محمداً إنما رضع لبان دعوته منذ صباه بإرشاد وتوجيه من أبيه وجده ليصل إلى جاه الدنيا باصطناع النبوة .
_ ولعل في يتمه أسوة للأيتام في كل زمان ومكان ، ليعرفوا أن اليتم ليس نقمة ، وأنه لا يجب أن يقعد بصاحبه عن بلوغ أسمى المراتب .
17 } من كفل النبي  بعد وفاة أمه ؟
كفله جده عبد المطلب .
18 } كم كان عمر النبي  عند وفاة جده عبد المطلب ؟
قال ابن القيم ( وكفله جده عبد المطلب ، وتوفي ولرسول الله  نحو ثمان سنين ، ثم كفله عمه أبو طالب ) .
19 } ماذا حدث لما بلغ النبي  من العمر : 12 سنة ؟
خرج به عمه أبو طالب إلى الشام وفي هذه الخرجة رآه بحيرى الراهب .
عن أبي موسى الأشعري . قال ( خرج أبو طالب إلى الشام ومعه رسول الله  في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب _ يعني بحيْرا _ هبطوا فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج ولا يلتفت إليهم … حتى جاء فأخذ بيد النبي  فقال : هذا سيد العالمين ، بعثه الله رحمة للعالمين ، فقال له أشياخ من قريش : وما علمك ؟ فقال : إنكــم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ولا يسجدون إلا لنبي ، .. فقال الراهب : أنشدكم الله ! أيكم وليه ؟ قالوا : أبو طالب ، فلم يزل يناشده حتى رده ) رواه الترمذي .
20 } بماذا اشتغل رسول الله  قبل نبوته ؟
عمل برعي الغنم .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( ما من نبي إلا وقد رعى الغنم ؟ قالوا : وأنت يا رسـول الله ؟ قال : وأنا ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ) رواه البخاري .
21 } ما الحكمة من عمل الأنبياء برعي الغنم ؟
قال ابن حجر ( قال العلماء : الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبـوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم ، ولأن مخالطتها ما يحصل لهم من الحلم والشفقة ) .
_ أن الله عز وجل لا يعجزه أن يهيىء لنبيه  كل وسائل الرفاهية ويغنيه عن الكدح سعياً وراء القوت ، ولكن اقتضت حكمة الله أن تعلمنا أن خير مال الإنسان ما اكتسبه بجهده .
22 } ما هي أول امرأة تزوجها النبي  ؟
خديجة بنت خويلد .
قال ابن القيم ( وهي أول امرأة تزوجها ) .
23 } كم كان عمر النبي  حين تزوجها ؟
كان عمره  ( 25 ) سنة ، وهذا قول الجمهور .
24} كم كان عمرها حين تزوجها الرسول  ؟
كان عمرها ( 40 ) سنة .
25 } اذكر بعض فضائل خديجة ؟
عرفت عند قومها ( بالطاهرة العفيفة ) .
لم ينكح عليها غيرها حتى ماتت .
وأُمر النبي  أن يقرأ عليها السلام من ربها .
أول امرأة آمنت به .
جميع أولاده منها ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية .
26 } اذكر ما تعرفه عن أولاد النبي  ؟
الذكور : القاسم ، وعبد الله ، وإبراهيم .
الإناث : زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة .
مات الأبناء الذكور صغاراً بالاتفاق .
وأما البنات فأدركن البعثة ودخلن الإسلام وهاجرن معه .
27 } بما شارك رسول الله  قريشاً ؟
شاركهم في بناء الكعبة ووضع الحجر الأسود .
روى الإمام أحمد وأهل السير ( أن قريشاً عندما اختلفت في وضع الحجر الأسود في مكانه ، قالوا : اجعلوا بينكم حكماً ، فقالوا : أول رجل يطلع من الفج ، فجاء رسول الله  فقالوا : أتاكم الأمين ، فقالوا : فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فرفعوا نواحيه فوضعه النبي  في مكانه المطلوب ) .
( كان عمر النبي  إذ ذاك ( 35 ) سنة ) .
( لو لا حكمة الله وهداية رسوله  إلى هذا الحل لسفكت الدماء ) .
28 } إذكر بعض الفوائد والحكم من هذا الأمر ؟
- إن قبول قريش تحكيم الرسول  في أمر وضع الحجر الأسود في مكانه من البيت الحرام ووصفهم له بالأمين ، دليل على تربيتة سبحانه لنبيه على مكارم الأخلاق التي كان من بينها الصدق والأمانـــة .
_ إن الاقتراح الذي توصل إليه الرسول  لحل هذه الأزمة كان بتوفيق من الله ليلفت أنظار الناس إلى ما سيختاره له الله من القيام بأمر أكبر من هذا لتوحيد الناس .. وهو الإسلام .
29 } اذكر بعض الإرهاصات التي كانت قبل النبوة ؟
أولاً : تسليم الحجر عليه .
عن جابر بن سمرة . قال : قال رسول الله  ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن ) متفق عليه .
ثانياً : الرؤيا الصالحة .
عن عائشة . قالت ( إن أول ما بدىء به رسول الله  من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ) متفق عليه .
ثالثاً : حبب إليه العزلة والتحنث
لقول عائشة في الحديث السابق ( ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء يتحنث _ يتعبد _ فيه الليالي ذوات العدد ) .
( الخلاء ) الخلوة ، قال النووي : وهو شأن الصالحين وعباد الله العارفين .
( حراء ) جبل معروف بمكة . ( والغار ) نقب في الجبل .
فائدة :
_ في هذا استحباب العزلة لفترات تعين المسلم على التفكير في أحوال المجتمع إذا سادت فيه الجاهلية والفساد .
أما الاعتزال الدائم للمجتمع فهو مخالف لسنة النبي  العملية والقولية ، فلم يعرف عن الرسول  أنه اعتزل المجتمع ، وقال في نبذ هذه الاتجاهات :
( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) رواه ابن ماجه .
30 } متى نزل الوحي على رسول الله  ؟
يوم الإثنين :
لحديث أبي قتادة ( أن رسول الله  سئل عن صيام يوم الإثنين ؟ فقال : ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه ) رواه مسلم
قال ابن القيم ( ولا خلاف أن مبعثه  كان يوم الإثنين ) .
31 } كيف كانت بداية الوحي ؟
عن عائشة . قالت ( أول ما بدىء به رسول الله  من الوحي الرؤيا الصادقة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء .. فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بارىء .. ثلاث مرات .. إلى أن قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم .. ) متفق عليه .
قوله ( ما أنا بقارىء ) أي لا أحسن القراءة .
_ اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الرسول  أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، وفي ذلك إبعاد لشبهة الشك في مصدر القرآن ، وفي ذلك يقول المولى عز وجل : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون .
32 } ماذا فعل الرسول  بعد ذلك ؟
ذهب إلى زوجته خديجة وأخبرها الخبر .
33 } ماذا قالت له خديجة ، وعلى ماذا يدل كلامها ؟
قالت له ( كلا ، فوالله لا يخزيك الله ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتعين على نوائب الدهر ) .
وكلامها هذا يدل : على رجحان عقلها وحسن تصرفها وفضلها وسلامة فطرتها .
33 } ماذا نستفيد من كلام خديجة للرسول  ؟
_ استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر تيسيره عليه وتهوينه لدينه .
_ أن من نزل به أمر استحب له أن يطلع على من يثق بنصحه وصحة رأيه .
34 } ماذا فعلت خديجة بعد ذلك ؟
ذهبت به إلى ورقة بن نوفل .
ففي حديث عائشة السابق ( ثم انطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، وكان امرءاً تنصر في الجاهلية ، وكان شيخاً كبيراً قد عمي ، وأخبره  الخبر ) .
35 } ماذا تمنى ورقـة ؟
تمنى أن يكون حياً حين يبعث .
قال ( يا ليتني أكون فيها حياً جذعاً حين يخرجك قومك ؟ قال : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم يلبث ورقة أن توفي ) .
قوله ( يا ليتني ) الضمير يعود على أيام الدعوة .
قوله ( جذعاً ) الجذع هو الصغير من البهائم .
في قوله ( يا ليتني . . ) .
جواز تمني المستحيل إذا كان في فعل الخير ، لأن ورقــة تمنى أن يعود شاباً وهو مستحيل عادة
قوله ( أو مخرجي هم ) .
استبعد النبي  أن يخرجوه ، لأنه لم يكن فيه سبب يقتضي الإخراج ، لما اشتمل عليه من مكارم الأخلاق .
قوله ( لم يأت أحد بمثل .. ) .
ذكر ورقة العلة في إخراجه هو مجيئه لهم بالانتقال عن مألوفهم ، ولأنه علم من الكتب أنهم لا يجيبونه إلى ذلك .
36 } ما أول ما أنزل من القرآن ؟
أول ما أنزل من القرآن قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق ) .
قال النووي ( هذا هو الصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف ) .
لحديث عائشة السابق ( قال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارىء .. قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق .. ) .
فقوله ( ما أنا بقارىء ) أي لا أحسن القراءة .
_ هذا صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئاً .
_ ولأن الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار .
37 { ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟
انقطع الوحي .
وقد اختلف كم كانت مدة انقطاعه :
قيل : كانت ستة أشهر ، وقيل : كانت أربعين يوماً .
38 } ما الحكمة من هذا الانقطاع ؟
- ليحصل للرسول  التشوق إلى العود .
_ تأكيد أن الوحي ظاهرة منفصلة عن ذات الرسول  .
ولقد جزع رسول الله  من هذا الانقطاع .
39 } ماذا حدث بعد هذا الانقطاع ؟
بعد هذا الانقطاع نزل عليه الوحي مرة أخرى .
عن جابر . قال : قال رسول الله  ( بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتاً ، فرفعت بصري ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فرعبت منه ، فرجعت فقلت : زملوني زملوني ، فأنزل الله : يا أيها المدثر قم فأنذر ، إلى قوله : والرجز فاهجر ) متفق عليه .
فحمي الوحي وتواتر .
فكان أول ما نزل بعد فتور الوحي ( يا أيها المدثر .. ) .
فائدة :
صفة الوحي إلى نبينا  توافق صفة الوحي إلى من تقدمه من النبيين .
كما قال تعالى ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) .
40 } اذكر مراتب الوحي كما ذكرها ابن القيم ؟
قال ابن القيم :
1- الرؤيا الصادقة :
كما في حديث عائشة السابق ( أول ما بدىء به رسول الله  الرؤيا الصادقة ) .
2 _ ما يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه :
عن ابن مسعود . قال : قال رسول الله  ( إن روح القدس نفث في رُوعي أن لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ) رواه ابن ماجه .
قوله ( روعي ) أي قلبي .
3 _ أنه كان يتمثل له الملَك رجلاً :
كما في حديث عمر ( أن رسول الله  قال له : أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .
4 _ أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه :
عن عائشة . ( أن الحارث بن هشام سأل رسول الله  كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال .. ) رواه البخاري .
( صلصلة الجرس ) الصلصلة في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض ، ثم أطلق على كل صوت له طنين .
( وهو أشده علي ) قال الحافظ : يفهم منه أن الوحي كله شديد ، لكن هذه الصفة أشدها .
( فيفصم عني ) أي يقلع عني ويتجلى ما يغشاني .
_ كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك .
كما تم ذلك في الإسراء والمعراج حيث فرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس وتردد عليه في ذلك عدة مرات يسأله التخفيف وكان ذلك بإرشاد موسى  .
41 } اذكر مراحل الدعوة خلال حياة الرسول  ؟
المرحلة الأولى : الدعوة سراً :
واستمرت ثلاث سنين .
المرحلة الثانية : الدعوة جهراً :
واستمرت بقية حياته  .
42 } اذكر أول أول من أسلم ؟
من النساء :
خديجة بنت خويلد .
من الرجال :
أبو بكر الصديق :
حيث قال  لعمر ( إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال : أبو بكر : صدق .. ) رواه البخار ي .
وقال هو عن نفسه عندما اختير خليفة للمسلمين ( ألست أحق الناس بها ؟ ألست أول من أسلم ) رواه الترمذي .
ومما يدل على قدم إسلام أبي بكر :
قول عمار ( لقد رأيت رسول الله  وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر ) رواه البخاري .
وقد اتفق الجمهور على أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال .
ومن الصبيان :
علي بن أبي طالب : ( أسلم وعمره عشر سنين كما رجح ذلك الحافظ ابن حجر ) .
ومن الموالي :
زيد بن حارثة :
ففي قول عمار السابق ( .. إلا خمسة أعبد .. ) .
قال الحافظ ابن حجر ( الأعبد هم : بلال ، وزيد بن حارثة ، وعامر بن فهيرة .. ) .
43 } هل ورقة بن نوفل من السابقين ؟
نعم ، فقد صدق بنبوة محمد  حيث قال ( .. يا ليتني فيها } أي أيام الدعوة { جذعاً حين يخرجك قومك ، .. وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ) .
قال  ( لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين ) رواه البزار .
وقال أيضاً ( قد رأيته فرأيت عليه ثياب بيض ) رواه أحمد .
44 } اذكر بعض من أسلم على يد أبي بكر ؟
عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبـد الرحمن بن عوف ، وسعـد بن أبي وقـاص ، وطلحة بن عبيد الله
_ في هذا فضل أبي بكر ، وأنه أول داعية بعد الرسول  .
_ بيان فضل الدعوة إلى الله ، وفضل من يهدي الله على يديه فرداً أو أفراداً .
45 } اذكر بعض السابقين إلى الإسلام ؟
سعد بن أبي وقاص ، فقد جاء في رواية صحيحة أنه بقي أسبوعاً : ثالث مسلم .
والزبير بن العوام ، وعبد الله بن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وبلال بن رباح .
فقد قال عمار ( رأيت رسول الله  وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر ) .
وقال ابن مسعود ( أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله  ، وأبو بكر ، وعمار ، وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد ) رواه أحمد .
عمرو بن عنبسة . فقد قال ( فلقد رأيتني إذ ذاك ربع الإسلام ) .
ففي فترة وجيزة وصل عدد الذين الذين سبقوا إلى الإسلام من بطون قريش إلى أكثر من أربعين نفراً .

46 } ما الحكمة في أن الرسول  بدأ دعوته سرياً ؟
_ الدعوة السرية فرصة للتربية ، والتكوين ، ومرحلة لإعداد المؤمنين حتى يشتد عودهم ، وتقوى على تحمل البلاء نفوسهم .
لأن الرسول  جاءهم بدين لم يعرفوه ، وبأمر لم يألفوه ، فلو أنه واجههم به لأول وهلة لحالوا بينه وبين الاتصال بالناس ، ولم يمكنوه من تبليغ دعوته ، وحينئذ لم يتوفر لديه فرصة الالتقاء بمن آمنوا به ليعلمهم ويفقههم في الدين ، ويربيهم التربية التي تؤهلهم للنهوض بالعبء الضخم الذي ينتظرهم .
_ تعليم للدعاة وإرشاد لهم في كل زمان ومكان إلى مشروعية الأخذ بالحيطة والأسباب الظاهرة .
47 } من أكثر الناس استجابة لدعوة الرسول  ؟
أكثر الذين استجابوا لدعوة الرسول  من الضعفاء والموالي ، وهم أقرب الناس إجابة لدعوة الرسل ، لأنهم لا يصعب عليهم أن يكونوا تبعاً لغيرهم ، أما الكبراء وأهل الجاه والسلطان فيمنعهم الكبر وحب الجاه والرفعة عن الانقياد غالباً .
كما قال تعالى في قوم نوح عليه السلام ( وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ) .
48 } كيف بدأت الدعوة الجهرية ؟
بدأت بنزول قول الله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) .
عن علي . قال ( لما نزلت هذه الآية } وأنذر عشيرتك الأقربين { قال : جمع النبي  أهل بيته ، فاجتمع ثلاثون ، فأكلوا وشربوا فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي بالجنة .. ) رواه أحمد .
ثم دعاهم ثانية … فقال أبو طالب : فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب .
49 } ما الحكمة في البداية أولاً بالأقربين ؟
قال ابن حجر ( والسر في الأمر بإنذار الأقربين أولاً أن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم وإلا فكانوا علة للأبعدين في الامتناع ، وأن لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة فيحابيهم في الدعوة والتخويف ، فذلك نص له على إنذارهم ) .
50 } ماذا فعل الرسول  بعد ذلك ؟
بعدما تأكد النبي  من تعهد أبي طالب بحمايته ، قام على الصفا وصدع بالدعوة .
عن ابن عباس . قال ( لما نزلت : وأنذر عشيرتك الأقربين خرج رسول الله  حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه ، فقالوا : من هذا ؟ فاجتمعوا إليه ، فقال : أرايتكم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذباً . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب عظيم ، قال أبو لهب : تباً لك ما جمعتنا إلا لهذا ، ثم قام فنزلت : تبت يدا أبي لهب وتب ) متفق عليه .
قوله ( أرأيتكم إن أخبرتكم .. ) أراد بهذا تقريرهم بأنهم يعلمون صدقه إذا أخبر عن الأمر الغائب .
51 } هل عاقب الله عز وجل أبو لهب ؟
نعم ، فإن الله لم يترك أبو لهب بل سجله له في سورة تتلى إلى يوم القيامة ، فكانت لعنة عليه في الدنيا حتى يلقى جزاءه في الآخرة فقال تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب . سيصلى ناراً ذات لهب . وامرأته حمالة الحطب . في جيدها حبل من مسد ) .
( تبت يدا أبي لهب ) أي هلكت يدا ذلك الشقي . ( وتب ) وخاب وخسر . ( وامرأته ) أم جميل أروى بنت حرب وكانت عوناً لزوجها على كفره وجحوده ، ولهذا تكون يوم القيامة عوناً عليه في عذابه في نار جهنم .
( حمالة الحطب ) تضع الشوك في طريق رسول الله  ، وقيل : كانت تمشي بالنميمة .
52 } اذكر بعض من أسلم خلال الدعوة الجهرية ؟
ضماد من أزد شنوءة .
عن ابن عباس . ( أن ضماداً قدم مكة وكان يرقي من الريح ، فسمع سفهاء أهل مكة يقولون : إن محمداً مجنون ، فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يديّ ، قال : فلقيه ، فقال : يا محمد ! إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك ؟ فقال رسول الله  : إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، فقال : لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، فقال : هاتك أبايعك على الإسلام . قال : فبايعه . فقال رسول الله  : وعلى قومك ، قال : وعلى قومي ) رواه مسلم .
53 } اذكر بعض أساليب المشركين في محاربة الدعوة ؟
1_ التهديد بمنازلـة الرسول وعمه أبي طالب .
ففي الحديث ( جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟يؤذينا في نادينا ، وفي مسجدنا فانهه عن أذانا ، فقال : يا عقيل ، ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به ، فقال : يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك ، قال : فلحظ رسول الله  ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله  ببصره ) إلى السماء فقال : ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك ، على أن تشعلوا لي منها شعلة ، يعني الشمس ، فقال أبو طالب : ما كذب ابن أخي ، فارجعوا ) .
2 _ الاتهامات الباطلـة لصد الناس عنه .
اتهموه بالجنون :
قال تعالى ( ويقولون إنه لمجنون ) .
وقال تعالى ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمحنون ) .
وقد أجابهم الله في آية القلم ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) .
3_ اتهموه بالسحر :
قال تعالى ( وقال الظالمون إن تتبتعون إلا رجلاً مسحوراً ) .
وقال عنهم ( .. هذا ساحر كذاب ) .
4_ اتهموه بالكذب :
كما قال تعالى ( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) .
وقال تعالى ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) .
5 _ اتهموه بالإتيان بالأساطير :
قال تعالى ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً ) .
وقالوا إن القرآن ليس من عند الله وإنما من عند البشر :
كما قال تعالى ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) .
6 _ السخرية والاستهزاء والضحك .
يقول تعالى عن سخريتهم من الذين آمنوا ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ، أليس الله بأعلم بالشاكرين ) .
( جاء في البخاري أن امرأة قالت للرسول  ساخرة مستهزئة : إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثاً ! فأنزل الله : والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى ) .
( ما ودعك ) ما تركك . ( وما قلى ) ما أبغضك .
وروى البخاري ( أن أبا جهل قال مستهزئاً : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فنزلت : وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .. ) .
وجاء في مسند الإمام أحمد ( أن أشراف قريش اجتمعوا يوماً في الحجر يتذاكرون أمر رسول الله  وما جاء به ، وبينما هم في ذلك إذا طلع عليهم رسول الله  ليطوف بالبيت ، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول ثلاث مرات ، فقال لهم : يا معشر قريش ، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح … ) .
( وكان إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه استهزأوا بهم وقال هؤلاء جلساؤه { منّ الله عليهم من بيننا } قال تعالى { أليس الله بأعلم بالشاكريـن } .
وكانوا كما قص الله علينا :
( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون . وإذا مروا بهم يتغامزون . وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين . وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون . وما أرسلوا عليهم حافظين ) .
7 _ تشويه تعاليمـه وإثارة الشبهات ، وبث الدعايات الكاذبة :
قالوا عن القرآن ( أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً ) .
وقالوا ( إن هذا إلا إفك افتراه وأعانـــه عليه قوم آخرون ) .
وكانوا يقولون أيضاً ( إنما يعلمه بشر ) .
54 } هل الاستهزاء سنة ماضية في أنبياء الله ورسله ؟
نعم .
ولذلك قال الله لنبيه مسلياً ( ولقد استهزىء برسل من قبلك . فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون ) .
فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية أن الكفار استهزءوا برسل قبل نبينا  وأنهم حاق بهــم العذاب بسبب ذلك .
55 } اذكر بعض أنواع الاستهزاء الذي وقع لأنبياء الله قبل نبينا ؟
قول قوم هود له ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) .
وقال قوم صالح له ( يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ) .
وقال قوم لوط فيما حكى الله عنهم ( لئن لم تنتـه يا لوط لتكونن من المخرجين ) وقال عنهم ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ) .
وقال قوم شعيب ( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) .
56 } ماذا فعلت قريش عندما لم تثمر الأساليب الماضية في صد الرسول  وأصحابه عن دينهم ؟
لجأت قريش إلى أسلوب الاعتداء الجسدي .
57 } اذكر بعض الاعتداءت الجسدية على النبي  ؟
1 _ عن عروة بن الزبير قال ، سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله  ؟ قال ( رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي  وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً ، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه وقال : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) رواه البخاري .
2 _ وعن ابن مسعود قال ( بينما رسول الله  يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، وقد نحرت جزور بالأمس ، فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم ، فلما سجد النبي  وضعه بين كتفيه ، قال : فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض ، فأقبلت فاطمة فطرحته عنه ، فلما قضى النبي  صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم .. فوالذي بعث محمداً بالحق لقد رأيت الذي سمى صرعى يوم بدر ) رواه البخاري .
( ثبت بالروايات الصحيحة أن الذي رمى الفرث عليه هو عقبة بن أبي معيط ) .
( السلى ) هي الجلدة التي يكون فيها الولد يقال لها ذلك من البهائم .

وعن أنس . قال ( لقد ضربوا رسول الله  مرة حتى غشي عليه ، فقام أبو بكر فجعل ينادي : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ فتركوه وأقبلوا على أبي بكر ) رواه أبو يعلى . قال ابن حجر : بإسناد صحيح
وعن أبي هريرة . قال ( قال أبو جهل : يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه ، فأتى رسول الله وهو يصلي _ يزعم ليطأ رقبته _ فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ، فقالوا : مالك يا أبا الحكم ، قال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهوْلاً وأجنحة ، فقال رسول الله  : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ) رواه مسلم .
قال النووي ( ولهذا الحديث أمثلة كثيرة في عصمته  من أبي جهل وغيره ممن أراد به ضرراً ) . ( حاولت أم جميل _ زوجة أبي لهب _ أن تعتدي عليه بحجر فحماه الله منها ) رواه البيهقي .
58 } اذكر بعض أنواع العذاب الذي لا قوه المسلمون ؟
عن ابن مسعود . قال ( أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله  وأبو بكر ، وعمار وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد ، فأما رسول الله  فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد ) رواه أحمد
ثم اشترى أبو بكر بلالاً فأعتقته .
( ومر رسول الله  } بآل ياسر { وهم يعذبون فقال : أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) رواه الحاكم .
وكان أول من استشهد في سبيل الله من هذه الأسرة خاصة وفي الإسلام عامة _ أم عمار ، سمية بنت خياط _ فقد طعنها أبو جهل بحربة في قبلها فماتت من جراء هذا الاعتداء العظيم ، ومات ياسر في العذاب .
وتفننوا في إيذاء عمار ، حتى أجبر على أن يتلفظ بكلمة الكفر بلسانه ، وقد ذكر جمهور المفسرين ، أن من أسباب نزول الآية الكريمة ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) هو موقف عمار بن ياسر .
وممن نال الأذى والتعذيب خباب بن الأرت . وممن ورد في ذلك :
( أنهم كانوا يأخذون بشعر رأسه فيجذبونه جذباً ، ويلوون عنقه بعنف وأضجعوه مرات عديدة على صخور ملتهبة ثم وضعوه عليها فما أطفأها إلا ودك ظهره ) .
( وعن أبي ليلى الكندي قال : جاء خباب إلى عمر فقال : ادن ، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار ، فجعل خباب يريه آثاراً بظهره مما عذبه المشركون ) رواه ابن ماجه .
ومن شدة الأذى سأل رسول الله  أن يدعو الله ليخفف من العذاب :
( قال : أتيت النبي  وهــو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة ، وقد لقينا من المشركين شدة ، فقلت يا رسول الله : ألا تدعو لنا ؟
فقعد _ وهو محمر وجهه _ فقال : لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ، ما يصرفه ذلك عن دينه ، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه ، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ) رواه البخاري .
وعن سعيد بن زيد قال ( والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر ) رواه البخاري .
( لموثقي ) أي أن عمر ربطه بسبب إسلامه إهانة له وإلزاماً بالرجوع عن الإسلام .
( واعتدوا على عمر بن الخطاب عندما أسلم ، وحاولوا قتله لولا أن أنقذه الله بالعاص بن وائل ) .
59 } ما الحكمة من هذه الابتلاءات ؟
_ ما حدث من تعذيب للمسـلمين هو تقرير وتأكيد لقوله تعالى ( أحب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ) ولقوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) ولقوله تعالى ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا أذى كثيراً ) .
_ في الابتلاء تمحيص للمؤمنين ، ومحق للكافرين ( ليهلك من هلك عن بينة وحي من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ) ، فلا بد من امتحان النفوس ليظهر بالامتحان الطيب من الخبيث .
_ أن الأنبياء أشد الناس بلاء ، وهذا من المتقرر شرعاً وعقلاً ، أنه كلما تشبث المسلم بدينه وشرع ربه انهالت عليه البلايا والمحن من كل حدب وصوب .
ولهذا جاء في حديث سعد بن أبي وقاص ( أن رسول الله  سئل أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي .
ولذلك كان أشد الناس بلاء في هذه الأمة هو الحبيب  كما سبق .
_ سنة الله في التكذيب بالرسل من قبل أقوامهم كما قال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن ) وقال تعالى ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ) وقال تعالى ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ) .
قال ابن القيم :
فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين : إما أن يقول أحدهم آمنا ، وإما أن لا يقول آمنا ، بل يستمر على عمل السيئات ، فمن قال آمنا امتحنه الرب عز وجل وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ليبين الصادق من الكاذب .
60 } أين كان يجتمع النبي  بإصحابه في بداية الدعوة ؟
في دار الأرقم بن أبي الأرقم .
61 } لماذا اختار الرسول  دار الأرقم بن أبي الأرقم بالذات ؟
قال المباركفوري ( لأن الأرقم لم يكن معروفاً بإسلامه ، ولأنه من بني مخزوم التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم ، إذ يستبعد أن يختفي الرسول  في قلب العدو ، ولأنه كان فتى صغيراً عندما أسلم في حدود _ الست عـشـ16ـشرة سنة ، إذ أنه في هذه الحالة تنصرف الأذهان إلى منازل كبار الصحابة ) .
62 } متى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة ؟
في السنة الخامسـ5ـة من البعثة .


63 } ما سبب هذه الهجرة ؟
الفرار بالدين من بلاد الفتنة إلى بلاد الأمان .
قالت أم سلمة ( لما ضاقت علينا مكة ، وأوذي أصحاب رسول الله  وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم ، وإن رسول الله  لا يستطيع دفع ذلك عنهم ، وكان رسول الله  في منعة من قومه وعمه قال لهم : إن بأرض الحبشة ملكاً عظيماً لا يظلم أحد عنده ، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه ) .
64 } كم عدد أهل هذه الهجرة ؟
كانوا أحد عشر رجلاً وأربع نسوة .
65 } اذكر بعض أهل هذه الهجرة ؟
منهم : عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله  ، وأبو سلمة وزوجته أم سلمة ، وعثمان بن مظعون ، ومصعب بن عمير .
66 } كم مكثوا في الحبشة ؟
لم يمكثوا طويلاً .
أقاموا بالحبشة شهرين شعبان ورمضان من سنة خمس من البعثة ، وعادوا إلى مكة في شوال من نفس السنة .
67 } ماذا نستفيد من إذن النبي  للصحابة بالهجــرة إلى الحبشة ؟
_ مشروعية الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
قال  ( لا تنقـطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبـة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه أبوداود .
والهجــرة على نوعين :
تكون واجبة :
إذا كان لا يستطيع إظهار دينه ولا يمكنه إقامة واجبات دينه .
قال تعالى ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها . فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ) وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب .
تكون مستحبة :
وهو من يقدر عليها لكنه متمكن من إظهار دينه .
68 } ما سبب عودة المهاجرين من الحبشة ؟
قال ابن القيم ( فبلغهم أن قريشاً أسلمت ، وكان هذا الخبر كذباً ، فرجعوا إلى مكة ، فلما بلغهم أن الأمر أشد مما كان ، رجع منهم من رجع ودخل جماعة فلقوا من قريش أذى شديداً ) .
69 } ماذا حدث لما رأوا أن الخبر كذب وأن العذاب أشد من قبل ؟
أذن لهم رسول الله  بالهجرة للحبشة مرة ثانية .
70 } كم عدد أهل الهجرة الثانية ؟
قال ابن القيم ( فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً ، ومن النساء ثمان عشرة ) .
وقيل : تسع عشرة امرأة .
71 } ماذا فعلت قريش لكي تعيد المهاجرين ؟
بعثت بوفد للنجاشي لكي يردهم ويسلمهم .
72 } ممن كان يتكون هذا الوفد ؟
هذا الوفد يتكون من : عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي أمية .
73 } ماذا فعلا قبل الدخول على النجاشي ؟
قدمّا الهدايـا لأعيان رجال النجاشي ، سياسة ليحصلا على دعم الأعيان عند مطالبته الملك برد المهاجرين .
74 } ماذا قال وفد قريش للنجاشي ؟
قالا : أيها الملك ، إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم ، لتردهم إليهم .
وقالت البطارقة : صدقا أيها الملك ، فأسلمهم إليهما ، فليرداهم إلى قومهم وبلادهم .
75 } ماذا فعل النجاشي عندما سمع ذلك ؟
أرسل إلى المسلمين ودعاهم فحضروا ، وقال لهم : ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به في ديني ولا دين أحد من هذه الملل ؟

76 } من الذي تكلم نيابة عن المسلمين ؟ وماذا قال للنجاشي ؟
جعفر بن أبي طالب .
قال للنجاشي : أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام …. حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفاه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة ..... واضح للنجاشي حقيقة هذا الدين الذي جاء به محمد  وموقف قومهم منه ) .
77 } ماذا قال النجاشي لما سمع كلام جعفر بن أبي طالب ؟
قال ( إن هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، والله لا أسلمهم إليكما أبداً ) .
78 } ماذا فعلا سفيرا قريش بعد ذلك ؟
لما كان من الغد جاء عمرو إلى النجاشي وقال له : إن هؤلاء يقولون في عيسى قولاً عظيماً .
79 } ماذا فعل النجاشي حينما قال له عمرو هذا الكلام ؟
أرسل إليهم وسألهم عن قولهم في عيسى .
فقال جعفر : نقول فيه الذي جاء به نبينا ، هو عبد الله ورسوله وروحه ، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول .
فأخذ النجاشي عوداً من الأرض وقال لجعفر : ما عدا عيسى ما قلت قدر هذا العود .
فأعطى المسلمين الأمان في بلاده ورد هدية قريش .
80 } ماذا نستفيد من هذه القصة ؟
_ إن هذه الحادثة مصداق لقوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ) .

_ وفيها لطف الله عز وجل بأوليائه ودفاعه عنهم كما قال تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .

_ وفيها أيضاً مصداق لقول الله عز وجل ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ) .

_ وكذلك فيها عاقبة الصدق ، وكيف أن جعفر بن أبي طالب ومن معه صدقوا مع النجاشي ولم يكتموا شيئاً من عقيدتهم ، فكانت العاقبة أحسن العواقب وأحمدها .
81 } هل آمن النجاشي بنبوة محمد  ؟
نعم ، ويدل على ذلك صلاة النبي  عليه صلاة الغائب عندما مات في العام التاسـ9ـع .
عن أبي هريرة . ( أن رسول الله  نعى النجاشي } أصحمة { في اليوم الذي مات فيه ، فخرج بهم إلى المصلى ، وصلى بهم وكبر أربع تكبيرات ) متفق عليه .
وفي رواية ( مات اليوم عبد لله صالح ) .
وفي رواية ( استغفروا لأخيكم ) .
وقد جاء النص الصريح بتصديقه بنبوتــه  :
عن أبي موسى الأشعري قال ( أمرنا رسول الله  أن ننطلق إلى أرض النجاشي .. القصة .. وفيها : وقال النجاشي : أشهد أنه رسول الله ، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم ، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه ) رواه أبو داود .
82 } ما سبب إسلام حمزة ؟
لقد كان الاستهزاء بالنبي  سبباً لإسلام حمزة عم النبي  ، فقد روي في سبب إسلامه أن جارية ( مولاة لعبدالله بن جدعان ) أخبرته أن أبا جهل قد أساء إلى ابن أخيك محمد  ، إساءات بذيئه ، فتوجه حمزة إليه وغاضبه وسبه ، وقال : كيف تسب محمداً وأنا على دينه ، فشجه شجة منكرة ، فكان إسلامه في بداية الأمر أنفــة ثم شرح الله صدره بنور اليقين حتى صار من أفاضل المؤمنين .
( كان ذلك في السنة السادســ6ـة من البعثة ) .
83 } هل دعا النبي  ربه أن يسلم عمر ؟
نعم . فقد جاء في الحديث أنه  قال ( اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك : بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ) رواه الترمذي .


84 } هل كان إسلام عمر بن الخطاب عزاً للمسلمين ؟
نعم . فقد قال ابن مسعود ( ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ) رواه البخاري .
قال ابن حجر ( المراد إعزاز المسلمين بإسلام عمر لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله ) .
وعنه قال ( كان إسلام عمر عزاً ، وهجرته نصراً ، وإمارته رحمة ) رواه الطبراني .

85 } ماذا فعل عمر عندما أسلم ؟
عندما شرح الله صدره للإسلام قال : أيّ قريش أنقل للحديث ؟ فقيل : جميل بن معمر ، فجاء عمر فأخبره بإسلامه فأسرع جميل إلى الكعبة وصرخ في القوم بأعلى صوته قائلاً : ألا إن عمر صبأ ، وعمر خلفه يقول : كذب ولكن قد أسلمت .
86 } ماذا فعلت قريش عندما رأت كثرة الداخلين في الإسلام ؟
قرروا وتحالفوا على بني هاشم وبني عبد المطلب : أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم ولا يخالطوهم ولا يدخلوا بيوتهم ولا يكلموهم حتى يسلموا رسول الله  وكتبوا في ذلك صحيفة وعلقت في جوف الكعبة .
فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم _ إلا أبا لهب _ وحبسوا في شعب أبي طالب .
87 } من الذي تولى كتابة الصحيفة ؟
قال ابن القيم : ( الصحيح أنه بغيض بن عامر بن هاشم فدعا عليه رسول الله  فشلت يده ) .
88 } كم كانت مدة الحصار ؟
قال ابن القيم ( بقوا محبوسين ومحصورين مضيقاً عليهم جداً ، مقطوعاً عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين ) .
89 } من الصحابي الذي ولد في الشعب ؟
عبد الله بن عباس .
90 } من الذي سعى في نقض الصحيفة ؟
هشام بن عمرو بن عامر بن لؤي .
وكان قد اتفق مع :
زهير بن أبي أمية ، والمطعم بن عدي ، وزمعة بن الأسود ، وأبو البختر ي .
91 } ماذا نستفيد من هذا الفعل من قبل قريش ؟
_ بيان ما لقي رسول الله  والمؤمنون من أذى واضطهاد من قبل كفار قريش .
_ أن ما أصاب رسول الله  من ابتلاءات عزاء لكل مؤمن فيما يصيبه في هذه الحاة من بلاء ومصائب .
_من أسباب صبرهم وثباتهم على هذه الابتلاءات هو الإيمان بالله الذي خالطت بشاشته قلوبهم ، فلا يبالون ما ينال أجسادهم من إيذاء ، ما دام أن هذا الإيذاء والتعذيب في ذات الله .
وقد سأل هرقل أبا سفيان عن أصحاب رسول الله  فقال : هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه ؟ قال : لا ، فقال : كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .

_ بيان أن أهل الكرم والمروءة لا يخلو منهم زمان ولا مكان والحمد لله .
92 } متى مات أبو طالب ؟
مات سنة عشـــ10ــر من البعثة ، بعد الخروج من الشعب بقليل .
93 } هل مات على الكفر ؟
نعم ، على الرغم من حمايته للرسول  .
عن ابن المسيب عن أبيه ( أن رسول الله  دخل على أبي طالب عندما حضرته الوفاة ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية ، فقال له النبي  : يا عم : قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله  يعرضها عليه ويعيد تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال رسول الله  : أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فأنزل الله : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين .. ونزل : إنك لا تهدي من أحببت ) متفق عليه .
وعن العباس . ( أنه قال يا رسول الله ! هل نفعت أبا طالب بشيء فإنــه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال : نعم ، هو في ضحضحاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفــل من النار ) متفق عليه .
( ضحضحاح ) الضحضحاح من الماء ما يبلغ الكعبين ، والمعنى أنه خفف عنه العذاب .

94 } لماذا حزن النبي لما مات عمه أبو طالب ؟
لأنه كان يحوطه ويغضب له وينصره ، وقد تقدم قريباً قول ابن مسعود ( وأما رسول الله  فمنعه الله بعمه ) .
وأخباره في حياطته والذب عنه معروفة مشهورة ، ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسَّدَ في التراب دفينا
95 } ما الحكمة من استمرار أبي طالب على دين قومه ؟
قال ابن كثير ( وكان استمراره على دين قومه من حكمة الله تعالى ، ومما صنعه لرسوله من الحماية ، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة ، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه ولاجترؤا عليه ولمدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء إليه ) .
96 } متى ماتت خديجــــة ؟
في السنــة العاشرة من المبعث ، وقبل الهجرة بنحو ثلاث سنين .
97 } ماذا فعلت قريش بعد موت عمه وزوجه ؟
اشتد غضبها وآذوه أذى شديداً .
98 } ماذا فعل الرسول  بعد ذلك ؟
خرج إلى الطائف .
99 } من كان معه حين خروجه إلى الطائف ؟
مولاه زيد بن حارثة .
100 } ماذا فعل به أهل الطائف ؟
لم يجيبوه وآذوه وأخرجوه .
قال ابن القيم ( فرجموه بالحجارة حتى أدموا كعبيه ) .
101 } كم أقام بالطائف ؟
قيل : شهر ، وقيل : عشرة أيام .
102 } ماذا لقي الرسول  في طريقه ؟
قال ابن القيم ( وفي طريقه لقي عداساً النصراني فآمن به وصدقه ) .
103 } كيف رجــــع رسول الله  من الطائف ؟
رجع مهموماً مغموماً ، فأرسل الله إليه ملك الجبال ليكون رهن إشارته إذا أحب أن يطبق عليهم الأخشبين .
عن عائشة . قالت ( سألت رسول الله  : هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد ؟ قال : لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت _ وأنا مهموم _ على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ثم قال : يا محمد ! إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي  : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً ) متفق عليه .
( ملك الجبال ) المراد الملَك الموكل بها . ( الأخشبين ) هما جبلا مكة أو قبيس والذي يقابله ، وسميا بذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما .
104 } اذكر بعض الفوائد والعبر مما حدث للنبي  في رحلته للطائف ؟
_ بيان ثبات الرسول  وعدم يأسه مهمـا عظم البلاء ، يدل على ذلك خروجه إلى الطائف يطلب النصرة .

_ بيان سوء معاملة أهل الطائف ، ومع هذا لم يدع عليهم  ، بل دعا لهم ( اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم ) واستجاب الله له فيهم فأتوا بعد حصارهم وآمنوا وأسلموا .

_ بيان شفقة النبي  على قومه ، ومزيد صبره وحلمه ، وهو موافق لقوله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) وقوله ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
105} متى وقع الإسراء والمعراج ؟
كان قبل الهجرة بالاتفاق وبعد المبعث من مكة .
وقد اختلف متى كان :
فقيل : قبل الهجرة بسنة ، وقيل : بثلاث سنين ، وقيل : بخمس سنين ، والله أعلم .
( الإسراء ) سيــر جبريل بالنبي  من مكـة إلى بيت المقدس .
( المعراج ) السلم الذي عرج به رسول الله  من الأرض إلى السمــــاء
106 } اذكر الأدلة على أن الإسراء والمعراج كان بروح النبي  وجسده يقظة ؟
قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) .
والعبد عبارة عن مجموع من الجسد والروح .
_ أن قريشاً أنكرته ، ولو كان مناماً لم تنكره ، لأنهـا لا تنكر المنامات .
107} كم مرة كان الإسراء والمعراج ؟
كان مرة واحدة .
قال ابن القيم ( .. ثم أسري بروحه وجسده إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى فوق السموات بجسده وروحه إلى الله .. وكان ذلك مرة واحدة ، وهذا أصح الأقوال ) .
وقال شارح الطحاوية ( فالذي عليه أئمة النقل ، أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة ) .
108 } اذكر بعض ما رآه النبي  ليلة الإسراج والمعراج ؟
_ ( ما مر بملأ من الملائكة إلا أمروه بالحجامة وقالوا : يا محمد مر أمتك بالحجامة ) .
_ ( رأى رجل قاعدأ ، على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة ، إذا نظر قِبَل يمينه ضحج وإذا نظر قبل يساره بكى ، قلت لجبريل : من هذا ، فقال : هذا أبوك آدم ) رواه البخاري .
_ ( وقال  : لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) رواه أبوداود .
_ ( وقال  : مررت ليلة أسري بي على موسى فرأيته يصلي في قبره ) رواه مسلم .
_ ( وقال  : مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة ، فقلت يا جبريل : ما هذه الرائحة الطيبة ؟ قال : هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها … ثم ذكر القصة ) رواه أحمد .

_ ( وقال  : لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد ! أقرىء أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأرضها واسعة ، وأنها قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) رواه الترمذي .
_ ( وقال  : لما عرج بي مررت على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار ، فقال : من هؤلاء ياجبريل ، قال : هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ) رواه ابن حبان .
109 } ماذا كان موقف قريش من حادثة الإسراء والمعراج ؟
أنكرته وكذبته .
عن جابر . قال . أنه سمع رسول الله  يقول ( لما كذبني قريش قمت في الحِجر فجلى الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه ) رواه البخاري .
( فجلى لي ) أي كشف الحجب بيني وبينه حتى رأيته .
وعند مسلم ( قال : فسألوني عن أشياء لم أثبتها ، فكربت كرباً لم أكرب مثله قط ، فرفع الله لي بيت المقدس أنظر إليه ، ما يسألوني عن شيء إلا نبأتهم به ) .
وفي حديث ابن عباس عند أحمد ( فقال أبو جهل : حدث قومك بما حدثتني ، فحدثتهم ، قال : فمن بين مصفّق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً . قالوا : وتستطيع أن تنعت لنا المسجد ؟ .. وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ، ورأى المسجد ، فما زلت أنعت حتى التبس عليّ بعض النعت ، فجيء بالمسجد حتى وضع فنعته وأنا أنظر إليه . فقال القوم : أما النعت فقد أصاب ) .
وعند البيهقي ( .. فجاء ناس إلى أبي بكر فذكروا له ، فقال : أشهد أنه صادق ، فقالوا : وتصدقه بأنه أتى الشام في ليلة واحدة ثم رجع إلى مكة ، قال : نعم ، إني أصدقه بأبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء . قال : فسمي بذلك الصديق ) .
110 } ماذا نستفيد من حادثة الإسراء والمعراج وما وقع فيها ؟
_ جاءت هذه المعجزة بعد المحن التي ابتلي بها الرسول  لتجدد عزيمة الرسول  ولتدلل على أن هذا الذي يلاقيه من قومه ليس سببه تخلي الله عنه ، وإنما هي سنة الله مع أحبائه في كل عصر ومصر .
_ تقرير حادثة الإسراء والمعراج وثبوتها بالكتاب والسنة والإجماع .
_ سبق أبي بكر وفضله وسبب تلقيبه بالصديق .
قال ابن حجر ( ولقب بالصديق لسبقه إلى تصديق النبي  ، وقيل : كان ابتداء تسميته بذلك صبيحـــة الإسراء وروى الطبراني من حديث علي : أنه كان يحلف أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق ، رجاله ثقات ) .
111 } ماذا فعل النبي  بعد ذلك ؟
استمر في دعوة الناس في المواسم وغيرها .
عن ربيعة بن عباد الدؤلي قال ( رأيت رسول الله  بمنى في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول : يا أيها الناس إن الله أمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، قال : ووراءه رجل يقول : يا أيها الناس ! إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم ، فسألت عن هذا الرجل ، قيل : أبو لهب ) رواه الحاكم .
وعند أبي داود كان يقول ( هل من رجل يحملني إلى قومه ، فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي .
112 } ماذا نستفيــد من هـــــذا الحديث ؟
_ حرص النبي  على الدعوة إلى الله دون تعب ولا كلل ، وهكذا أنبيا ء الله من قبله قاموا بالدعوة إلى الله دون تعب أو توان مستخدمين جميع الأساليب والوجوه الممكنة .
كما قال تعالى عن نوح ( قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً . فلم يزدهم دعائي إلا فراراً . وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم …. ) .
( ليلاً ونهاراً ) أي دائباً من غير فتور مستغرقاً به الأوقات كلهــا .
ويقول تعالى عن إبراهيم عند احتضاره ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .

_ على الدعاة أن يطرقوا جميع الأبواب التي يمكن أن تقود إلى التمكين للدين في الأرض وعدم اليأس منها .
113 } من الذي استجاب لرسول  ؟
بينما رسول الله  يعرض نفسه على القبائل الوافدة إلى الحج طالباً النصرة ، إذ برهط من الخزرج عند العقبة ، فدعاهم وعرض عليهم الإسلام ، وذلك في السنة الحادية عشرة من البعثة .
114 } ما الذي جعلهم يستجيبون لدعوة الرسول  ؟
من ذلك أن اليهود كانوا معهم في بلادهم ، ومعلوم أنهم أهل كتاب وعلم ، فكان إذا وقع بينهم وبين اليهود نفرة أو قتال قال لهم اليهود : إن نبياً مبعوثاً الآن قد أطل زمانه ، سنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد .
115 } قدم مكة من العام التالي عدد من الأنصار ، كم عددهم ، وماذا حدث ؟
في الموسم التالي من العام الثاني عشر للبعثة ، جاء إلى أداء مناسـك الحج اثنا عشـر رجلاً من المسلمين من المدينة .
فلقوا رسول الله مع جماعة من أصحابه حتى بايعوه بيعة النساء .
عن عبادة . أن رسول الله  قال لهم ( تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً فستره الله فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه وإن شاء الله عفا عنه ) .
وفي رواية ابن إسحاق قال عبادة ( كنت فيمن حضر العقبة الأولى ، وكنا اثني عشر رجلاً ، فبايعنا رسول الله  على بيعة النساء ، وذلك قبل أن تفرض الحرب ) .
( بيعة النساء ) المقصـود أنهم بايعوا بيعة النساء التي نزلت فيها الآية : يا أيها النبي إذا جاءك النساء يبايعنك … بعد صلح الحديبية ، حيث لم يرد في بيعة العقبة الأولى ذكر القتال ، ومعنى ذلك أن عبادة حدث بهذا النص بعد نزول الآية فشبه بيعة العقبة الأولى ببيعة النساء .
116 } من أرسل معهم رسول الله  عندما أرادوا العودة إلى المدينة ؟
أرسل معهم مصعب بن عمير .
117} عند من كان منزله ؟
على أسعد بن زرارة .
118 } هل أسلم أحد على يد مصعب بن عمير بمساعدة أسعد بن زرارة ؟
أسلم خلق كثير من الأنصار ، وممن أسلم من أشرافهم : أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وأسلم بإسلامهما يومئذ جميع بني عبد الأشهل الرجال والنساء ، إلا اصيرم عمرو بن ثابت فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد .


119 } متى عاد مصعب بن عمير من المدينة ؟
قبل حلول موسم الحج التالي _ أي حج السنة الثالثة عشرة من البعثـة _ عاد إلى مكة ليبشر الرسول  بنجاح مهمته .
120 } متى كانت بيعة العقبة الثانية ؟
في موسم الحج من العام الثالث عشر من البعثة .
121 } ما سببها ؟
لما فشا الإسلام في المدينة بين الأنصار ، اجتمع جماعة من أهل المدينة وقرروا أن يأتوا إلى النبي  في الحج ويجتمعوا معه سراً ويدرسوا معه عن كثب موضوع هجرته إليهم .
122 } كم كان عددهم ؟
كانوا سبعين ( 70 ) رجلاً ومعهم امرأتان ، وهما : نسَيْبة بنت كعب ، وأسماء بنت عمرو .
123 } من الذي حضر مع رسول الله  هذه البيعة ؟ ولماذا حضر ؟
كان معه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه .
إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويستوثق له .
124 } ما هي بنود هذه البيعة ؟
قال جابر : قلنا يا رسول الله ! علام نبايعك ؟ قال ( على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقوموا في الله ولا تأخذكم في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة ) رواه أحمد
ثم : سمعت قريش بهذه البيعة المباركة فلاحقت أهلهـا فلم تظفر إلا بسعد بن عبادة فعذبته ، ثم نجاه الله تعالى فلحق بالمدينة ، واشتد لذلك غضب قريش وعظم أذاها للمؤمنين ، فأمر النبي  المؤمنين بالهجرة إلى المدينة .
125 } عرف الهجرة ؟
هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
126 } اذكر أول من هاجر إلى المدينة ؟
أبو سلمة بن عبد الأسد .
ثم مصعب بن عمير .
وقد تتابع المهاجرون فقد هاجر بلال وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر .
ثم قدم عمر في عشرين من أصحاب النبي  .
127 } اذكر بعض النصوص التي تدل على أن الهجرة للمدينة كان بوحي إلهي ؟
جاء في الحديث ( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر ، فإذا هي يثرب ) رواه البخاري .
وقال  ( إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لا بتين ) .
( وهلي ) ظني
128 } اذكر بعض الأمور التي حدثت عند الهجرة ؟
( عندما أراد صهيب الهجرة ، قال له المشركون : أتيتنا صعلوكاً حقيراً ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت الذي بلغت ، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك ، والله لا يكون ذلك ، فقال لهم صهيب : أرأيتم إن جعلت لكم مالي ، أتخلون سبيلي ؟ قالوا : نعم ، قال : فإني قد جعلت لكم مالي ، فبلغ ذلك رسول الله  فقال : ربح صهيب ) رواه الحاكم .
( عن أم سلمة أن زوجها أبا سلمة عندما أراد الهجرة حملها مع ابنه سلمة ، فرآه أهلها فلحقوا به ، وقالوا له : هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتك هذه ، علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ وانتزعوها منه وغضب عند ذلك رهط أبي سلمة فقالوا : لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ، فتجاذبوا الطفل بينهم حتى خلعوا يده وذهبوا به ، وانطلق أبو سلمة وحده إلى المدينة ، فكانت أم سلمة بعد هجرة زوجها وانتزاع ابنها منها تخرج كل غداة بالأبطح تبكي حتى تمسي نحو سنة ، فررقّ لها أحد ذويها فقال لرهطه : إن شئت الحقي بزوجك ، فاسترجعت ابنها من آل سلمة وهاجرت إلى المدينة بصحبة عثمان بن أبي طلحة ) .



سيرة الرسول  في العهد المدني
هجرة الرسول 
1. لماذا بقي الرسول  في مكة لم يهاجر ؟
بقي رسول الله  ينتظر أن يؤذن له بالهجرة .
2. من بقي مع الرسول  في مكة ؟
قال ابن القيم : ” ثم خـرجوا أرسالاً يتبع بعضهم بعضاً ، ولم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله  وأبو بكر وعلي ، أقاما بأمره لهما ، وإلا من احتبسه المشركون كرهاً “ .
3. ماذا قال النبي  لأبي بكر عند ما تجهز للهجرة للمدينة ؟
قال له : ( على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي . فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت ؟ قال : نعم ، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله  ) . رواه البخاري ( 3905 )
وعند ابن حبان : ( استأذن أبو بكر النبي  بالخروج من مكة ، فقال : اصبر ) .
( على رسلك ) أي على مهلك . ( فحبس نفسه ) المراد منعها من الهجرة .
4. ماذا فعلت قريش بعد ذلك للقضاء على النبي  ودعوته ؟
اجتمعوا لبحثوا عن أنجع الوسائل للقضاء على محمد  .
5. أين اجتمعوا للتشاور ؟
في دار الندوة .
قال ابن القيم : ” فاجتمعوا في دار الندوة ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجا منهم ليتشاوروا في أمره “ .
6. من حضر هذا الاجتماع ؟
حضره إبليس في صورة رجل شيخ من أهل نجد .
7. ما هي الآراء التي طرحت في هذا الاجتماع ؟
ذكر القرآن الكريم مضمون هذه الآراء التي طرحت في ذلك الاجتماع .
فقال تعالى : ﴿ وإذ يمكروا بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجـوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾ .
( ليثبتوك ) ليسجنونك .
وجاءت هذه الآراء مفصلة في بعض الروايات :
فقال أحدهم : أن نحبسه .
فرفضه الشيخ النجدي .
وقال آخر : أن ننفيه .
فرفضه أيضاً الشيخ النجدي .
ثم اقترح أبو جهل فقال : قد فُرق لي فيه رأي ما أرى قد وقعتم عليه . قالوا : ما هو ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاماً نهداً جلداً ، ثم نعطيه سيفاً صارماً ، فيضربونه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه في القبائل ، فلا تدري عبد مناف بعد ذلك كيف تصنع ، ولا يمكنها معاداة القبائل كلها ، ونسوق إليهم ديته .
فقال الشيخ النجدي : لله در الفتى ، هذا والله الرأي ، فتفرقوا على ذلك .
8. ما الذي حدث بعد هذا القرار ؟
أتى جبريل  رسول الله  وأخبره به ، وأمره بعدم المبيت على فراشه هذه الليلة ، وأمره بالهجرة .
9. ماذا فعل الرسول  بعد ذلك ؟
ذهب إلى أبي بكر ليبرم معه مراحل الهجرة .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة ، قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله  متقنعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها . . . قالت : فجاء رسول الله  فاستأذن فأذن له ، فدخل ، فقال النبي لأبي بكر : أخرج من عندك ، فقال أبو بكر : إنهم هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ، قال : فإني قد أذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله ؟ قال رسول الله  : نعم ) . رواه البخاري
10. من هو الصحابي الذي أمره رسول الله  أن ينام في فراشه ؟
علي بن أبي طالب .

11. ماذا فعل رسول الله  بعد ذلك ؟
خرج هو وأبو بكر إلى غار ثور .
ففي حديث الهجرة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( ... ثم لحق رسول الله  وأبو بكر بغار في جبل ثور فَكَمُنا فيه ثلاث ليال ) . رواه البخاري ( 3905 )
12. ماذا فعلوا بعد ذلك ؟
اجتمعوا على باب الرسول  يرصدونه ويترقبون نومه ليثبوا عليه .
13. ماذا فعل الرسول  بعد ذلك ؟
خرج عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤوسهم وهم لا يرونه ، وهو يتلو : ﴿ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ .
14. ماذا فعلت قريش بعد ذلك ؟
جعلت قريش دية كل واحد منهما ، فجدّ الناس في الطلب .
15. من الذي كان يستمع لهم الأخبار ويأتيهم بها ؟
عبد الله بن أبي بكر .
ففي حديث الهجرة السابق : ( فيبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائتٍ ، فلا يسمع أمراً يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام .
صحيح البخاري ( 3905 )
16. من الذي كان يرعى لهم الغنم ويريحها عليهم في الغار ؟
مولى أبي بكر عامر بن فَهيْرة .
ففي حديث الهجرة السابق : ( . . . ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من الغنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء ) . صحيح البخاري ( 3905 )
17. من هو الدليل الذي استأجره رسول الله  وأبو بكر ليدلهما على طريق المدينة ؟
هو عبد الله بن أريقط .
ففي حديث الهجرة السابق : ( . . . واستأجر رسول الله  وأبو بكر رجلاً من بني الذيل هادياً خريتاً وهو على دين كفار قريش ، فأمناه فدفعا إليه راحلتهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث ) .
صحيح البخاري ( 3905 )
( خريتاً ) الخريت الماهر بالهداية ، وسمي خريتاً لأنه يهدي بمثل خرت الإبرة ، أي ثقبها ، وقيل له ذلك لأنه يهدي لأخرات المغازة ، وهي طرقها الخفية .
18. من هي ذات النطاقين ؟
هي أسماء بنت أبي بكر .
19. لماذا سميت بذلك ؟
لأنها وضعت للنبي  وأبي بكر زاداً ووضعته في جراب وقطعت من نطاقها فربطت به على فم الجراب ، فبذلك سميت ذات النطاقين . رواه البخاري
20. ماذا فعل الرسول  عندما خرج من مكة ؟
نظر إليها وقال : ( والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ) .
رواه الترمذي
21. متى أنزلت على رسول الله  قوله تعالى : ﴿ وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ﴾ ؟
عندما أمره الله بالهجرة .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( كان النبي  بمكة ثم أمر بالهجرة ، فأنزل الله : ﴿ وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً ﴾ ) . رواه الترمذي
قال قتادة : ” ﴿ وقل ربّ أدخلني مدخل صدق ﴾ يعني المدينة ﴿ وأخرني مخرج صدق ﴾ يعني مكة “ .
قال ابن كثير : ” . . . وهذا القول هو أشهر الأقوال وهو اختيار ابن جرير “
22. ماذا كان يصنع أبو بكر وهما في طريقهما إلى الغار ؟
يمشي ساعة بين يدي الرسول  وساعة خلفه .
23. ماذا قال للرسول  عند ما سأله عن السبب ؟
قال : ( أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك ) .
24. ماذا قال أبو بكر للرسول  لما رأى المشركين فوق الغار ؟
قال : ( لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ) .
25. ماذا قال له النبي  ؟
قال له : ( يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
26. اذكر بعض فوائد الحديث السابق ؟
 كمال توكل النبي  على ربه .
 وجوب الثقة بالله عز وجل والاطمئنان إلى رعايته .
 منقبة عظيمة لأبي بكر .
 عناية الله تعالى بأنبيائه وأوليائه ورعايته لهم بالنصرة ، كما قال تعالى : ﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾
وقد نصر الله نبيه في ثلاث مواقع :
1ـ حين الإخراج . قال تعالى : ﴿ إذ أخرجك الذين كفروا ﴾ .
2ـ عند المكث في الغار . قال تعالى : ﴿ إذ هما في الغار ﴾ .
3ـ حينما وقف المشركون على فم الغار . قال تعالى : ﴿ إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ﴾ .
 هذا الحديث يدل على بطلان قصة العنكبوت ، وأنها نسجت على باب الغار .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ” وفيه دليل على أن قصة العنكبوت غير صحيحة فما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار ، وأنه نبت فيه شجرة ، وأنه كان على عضما حمامة ، وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا : هذا ليس فيه أحد . . . كل هذا لا صحة له ، لأن الذي منع المشركين من رؤية النبي  وصاحبه أبي بكر ليست أموراً حسية تكون لهما ولغيرهما ، بل هي أمور معنوية ، وآية من آيات الله عز وجل حجب الله أبصار المشركين عن رؤية الرسول  وصاحبه أبي بكر “ .
27. ماذا فعل أبو بكر عندما وصلا إلى الغار ؟
قال للرسول  : ( مكانك حتى أستبرئ لك الغار ) فدخل فاستبرأه .
28. كم مكثا في الغار ؟
ثلاثة أيام ، وبعدها جاءهما الدليل وخرجا .
29. من الفارس الذي لحقهم ؟
سراقة بن مالك . صحيح البخاري ( 3906 )
30. ماذا قال أبو بكر للرسول عندما رأى سراقة ؟
قال : ( يا رسول الله ، هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ؟ فقال : لا تحزن إن الله معنا ) . صحيح البخاري ( 3652 )
31. ماذا حدث للفرس عندما اقترب منهم ؟
دعا رسول الله  عليه ، فساخت يدا فرسه في الأرض . صحيح البخاري ( 3906 )
32. ماذا قال سراقة عندما ساخت يدا فرسه ؟
قال : قد علمت أن الذي أصـابني بدعائكما ، فادعـوا الله لي ، ولكما عليَّ أن أردَّ الناس عنكما ، فدعا له رسول الله  فأطلقه .
( فكان أول النهار جاهداً على نبي الله ، وكان آخر النهار حارساً لهما ) .
33. من هي المرأة التي مرّ النبي  بخيمتها في طريقه إلى المدينة ؟
أم معبد .
( فسألوها إن كان عندها طعام ، فاعتذرت بالجدب ، فنظر رسول الله  إلى شاة فقال : ما هذه ؟ فقالت : هذه شاة خلفها الجهد ، فقال : هل فيها لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك . فقال : أتأذنين أن أحلبها ؟ فقالت : إن رأيت بها حلباً فاحلبها .
فمسح رسول الله  بيده ضرعها ، وسمى الله ودعا ، فدرت ، فدعا بإناء لها ، فحلب فيه فسقاها حتى رويت ، وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم شرب وحلب فيه ثانياً حتى ملأ الإناء وتركه لها ثم ارتحلوا ) .
34. ماذا فعلت عندما قدم زوجها ؟
أخبرته بالذي حدث من محمد  فقال : والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه .

35. ماذا كان يقول أبو بكر إذا سأله أحد عن النبي محمد  ؟
يقول : ( هذا الرجل يهديني السبيل ، قال : فيحسب الحاسب أنه يعني الطريق ، وإنما يعني سبيل الخير ) .
رواه البخاري ( 3911 )
36. اذكر بعض الفوائد المستنبطة من هجرة الرسول  ؟
 مشروعية الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام .
وتكون واجبة : لمن يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه .
قال تعالى : ﴿ إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ﴾ وهذا وعيد شديد .
وتستحب : لمن يقدر عليها لكنه متمكن من إظهار دينه .
والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، وهي باقية إلى أن تقوم الساعة .
قال  : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) . رواه أبو داود
وقال  : ( الهجرة باقية ما قوتلوا العرب ) .
 أن يكون اتكالنا على الله تعالى دون اعتمادنا على الأسباب .
 الجنود التي يخذل بها الباطل ، وينصر بها الحق ، ليست مقصورة على نوع معين من السلاح ، ولا صورة خاصة من الخوارق .
قال تعالى : ﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾ ومن نصر الله لنبه أن تعي عنه عيون أعدائه وهو قريب منهم .
 أن الجندي الصادق المخلص يفدي قائدته بحياته ، ففي سـلامة القائد سـلامة للدعوة ، وفي هلاكه خذلانها ووهنها .
فما فعله علي ليلة الهجرة من نومه في فراش الرسول  تضحية بحياته في سبيل الإبقاء على حياة الرسول  .
 فضل الصديق  ، وقد جاءت الأحاديث في فضله :
قال  : ( لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ) . رواه مسلم
 علينا أن نبذل الجهد وكل الطاقات في التخطيط البشري .
 إثبات معية الله الخاصة التي مقتضاها النصر والتأييد .
 أن الدور الذي قام به الشباب في تنفيذ خطة الرسول  للهجرة ، مثل دور علي وأبناء أبي بكر ، يعد دوراً نموذجياً رائداً لشباب الإسلام .
37. ماذا كان يفعل أهل المدينة حين بلغهم مخرج رسول الله  من مكة مهاجراً إلى المدينة ؟
كانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة ينتظرونه أول النهار ، فإذا اشتد الحر رجعوا إلى منازلهم .صحيح البخاري ( 3906 )
38. من الذي أخبرهم بقدومه  ؟
صعد رجل من اليهود على أطم من آطام المدينة لبعض شأنه ، فبصر برسول الله  وأصحابه ، فنادى بأعلى صوته : يا معشر العرب ، هذا جدكم الذي تنتظرون ، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله  .
صحيح البخاري ( 3906 )
39. في أي يوم دخل رسول الله  المدينة ؟
يوم الاثنين من شهر ربيع الأول .
قال الحافظ : ” هذا هو المعتمد “ .
40. أين نزل رسول الله  أول ما وصل المدينة ؟
نزل في قباء في أول المدينة على بني عمرو بن عوف . صحيح البخاري ( 3906 )
عن أنس قال : ( لما قدم رسول الله  المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال له بنو عمرو بن عوف .
صحيح البخاري ( 2144 ) ومسلم ( 524 )
41. ماذا يستفاد من نزول النبي  في علو المدينة ؟
قال الحافظ ابن حجر : ” وأخذ من نزول النبي  التفاؤل له ولدينه بالعلو “ .
42. كم أقام عند بني عمرو بن عوف ؟
أربع عشرة ليلة . عن أنس قال : ( ... فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ... ) . صحيح مسلم ( 3906 )
43. ماذا فعل رسول الله  في هذه الفترة ؟
أسس مسجد قباء ، وهو أول مسجد أسس بعد النبوة .
44. عند من نزل رسول الله  ؟
عند كلثوم بن الهدم .
45. من هو الصحابي الذي جاء إلى الرسول  أول ما وصل إلى قباء ؟
سلمان الفارسي .
46. لماذا جاء إليه ؟
جاء لينظر هل هو النبي الحق أم لا .
47. ماذا فعل سلمان ليتحقق من نبوة محمد  ؟
جاء بتمر وقال : هذه صدقة تصدقت بها عليكم .
فقال الرسول  : ( إنا لا نأكل الصدقة ) .
48. ما سبب عمل سلمان هذا ؟
أنه عنده علم من الكتب السابقة أن النبي محمداً  من نعوته وصفاته أنه يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة .
49. من هو أول مولود للمسلمين بعد الهجرة ؟
عبد الله بن الزبير ولد بقباء .
عن أسماء : ( أنها حملت بعبد الله بن الزبير ، قالت : فخرجت وأنا متم ، فأتيت المدينة ، فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت به النبي  فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله  ، ثم حنكه ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام ) . صحيح البخاري ( 3909 )
50. لما سار النبي  من ديار بني عمرو بن عوف إلى المدينة أدركته الجمعة في الطريق ، فأين صلاها ؟
صلاها في ديار بني سالم بن عوف ، وكانت أول جمعة في الإسلام .
51. ماذا فعل رسول الله  لما عزم أن يدخل المدينة ؟
أرسل إلى زعماء بني النجار ، فجاءوا متقلدين سيوفهم .
عن أنس  قال : ( لما قدم رسول الله  المدينة . . . ثم أرسل إلى ملأ بني النجار ، قال : فجاءوا متقلدين سيوفهم ، قال : كأني أنظر إلى رسول الله  على راحلته وأبو بكر رديفه وملأ بني النجار حوله . . . ) .
صحيح البخاري ( 3932 )
52. ماذا كان يفعل أهل المدينة فرحاً بقدوم الرسول  ؟
صـعد الرجال والنسـاء فوق البيوت ، وتفرق الغلمان والخدم في الطـرق ينـادون : يا محمد ! يا رسـول الله ! يا محمد ! يا رسول الله ! ) .
53. ماذا كان يقول زعماء الأنصار إذا مرّ بهم رسول الله  براحلته ؟
هلمّ إلى العدد والعدة والسلام والحنفة .
54. ماذا كان يرد عليهم رسول الله  ؟
خلّوا سبيلها فإنها مأمورة .
55. أين بركت ناقة النبي  ؟
بركت في موضع مسجده اليوم ، وذلك في بني النجار أخواله  .
56. عند من نزل النبي  ؟
عند أبي أيوب الأنصاري ، لأنه أحد أخوال أبيه من بني النجار .
ففي حديث أنس السابق : ( . . . كأني أنظر إلى رسول الله  على راحلته وأبو بكر ردفه . . . حتى ألقى بفناء أبي أيوب ) . صحيح البخاري ( 3932 )
57. أي نزل النبي  في دار أبي أيوب أول مرة ؟
نزل في الأسفل .
عن أبي أيوب : ( أن النبي  نزل عليه ، فنزل النبي  في السفل ، وأبو أيوب في العلو...) . صحيح مسلم ( 2053 )
58. ماذا فعل أبو أيوب بعد ذلك ؟
طلب من النبي  أن يكون في العلو .
في حديث أبي أيوب السابق قال : ( . . . نمشى فوق رأس رسول الله  فتنحوا ، ثم قال للنبي  : لا أعلو سقيفة أنت تحتها ، فتحول النبي  في العلو . . ) . صحيح مسلم ( 2053 )
59. من هو اليهودي الذي أسلم أول ما قدم النبي  المدينة ؟
عبد الله بن سلام .
60. ما أول شيء سمعه من النبي  ؟
قال  : ( لما قدم رسول الله  المدينة انجفل الناس إليه ، فجئت في الناس لأنظر إليه ، فلما استبنت وجهه عرفت أن وجهه ليس وجه كذاب ، وكان أول شيء تكلم به أن قال : يا أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) . سنن الترمذي ( 2485 )
61. اذكر بعض ما ورد في فرح أهل المدينة بقدوم النبي  إليهم ؟
قال البراء : ( ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله  ) . صحيح البخاري ( 3925 )
وقال أنس : ( ما رأيت يوماً قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله  وأبو بكر المدينة ) . مسند أحمد ( 3/122 )
62. ما اسم المكان الذي بركت فيه الناقة ؟
كان مربداً .
( والمربد ) : بكسر الميم ، وسكون الراء ، هو الموضع الذي يجفف فيه التمر .
63. لمن كان هذا المربد ؟
لغلامين يتيمين من بني النجار [ سهل وسهيل ] وكانا في حجر سعد بن زرارة .
فاشتراه رسول الله منهما ، وبنى مسجده الموجود الآن .
64. ماذا كان في مكان المسجد ، وماذا فعل الرسول  به ؟
كان فيه قبور المشركين ، وكانت فيه خرب ، وكان فيه نخل .
فأمر النبي  فنبشت ، وبالنخل فقطعت .
( وبالنخل ) محمول على أنه لم يكن يثمر ، ويحتمل أن يكون مثمراً لكن دعت الحاجة لذلك .
65. ماذا كان يقول الصحابة والرسول  أثناء بناء المسجد ؟
كانوا يرتجزون :
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
66. من الصحابي الذي كان يحمل لبنتين لبنتين وبقية الصحابة لبنة لبنة ؟
عمار بن ياسر .
67. ماذا قال الرسول  لعمار عند ما رأى نشاطه وقوته ؟
قال : ( ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) .
68. ماذا فعل رسول الله  بعد ذلك ؟
آخى بين المهاجرين والأنصار .
قال ابن القيم : ” ثم آخى رسول الله  بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك ، وكانوا تسعين رجلاً نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار “ .
69. متى كانت هذه المؤاخاة ؟
في السنة الأولى من الهجرة .
70. ما الحكمة من هذه المؤاخاة ؟
ليذهب عن أصحابه وحشة الغربة ، ويستأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة ، ويشد بعضهم أزر بعض .
71. اذكر بعض الأمثلة في أثر هذه الأخوة في المواساة ؟
عن أنس  قال : ( قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي  بينه وبين الربيع الأنصاري ، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله ... ) . صحيح البخاري ( 3781 )
وعن جرير  قال : ( قالت الأنصار للنبي  : اقسم بيننا وبينهم النخيل ، قال : لا ، قال : يكفوننا المؤنة ويشركوننا في الثمر ، قالوا : سمعنا وأطعنا ) . صحيح البخاري ( 3782 )
72. إلى متى استمر هذا التوارث بالأخوة ؟
حينما أنزل الله : ﴿ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ﴾ وذلك بعد وقعة بدر .
73. اذكر أسباب الهجرة إلى المدينة ؟
1ـ الابتلاء والاضطهاد .
ويدل لذلك قول بلال : ( ... اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ... ) . صحيح البخاري ( )
وقالت عائشة في سبب هجرة أبيها إلى المدينة : ( استأذن النبي  أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى .. ) صحيح البخاري ( 3900 )
2ـ مخافة الفتنة في الدين .
قالت عائشة عند ما سئلت عن الهجرة : ( كان المؤمنون يفر أحدهم ) .صحيح البخاري ( 3900 )
3ـ وجود حماية للدعوة تمكنها من السير في طريقها .
74. اذكر بعض فضائل المدينة النبوية ؟
أولاً : الإيمان يرجع إليها .
عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ) . رواه مسلم ( 1471 )
ثانياً : لا يدخلها الدجال .
عن أنس  قال : قال رسول الله  : ( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ) . صحيح البخاري ( 1881)
( نقابها ) جمع نقب ، قيل المداخل ، وقيل الأبواب . فتح الباري ( 4/96 )
ثالثاً : يشفع النبي  لمن يموت فيها .
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله  : ( من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أكون له شاهداً وشفيعاً يوم القيامة ) . رواه الترمذي ( 3917 )
ولذلك كان عمر يقول : ( اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتاً في بلد رسولك ) . رواه مالك
رابعاً : أنها تنفي الخبث .
عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : ( أمرت بقرية تأكل القرى ، يقولون : يثرب ، وهي المدينة تنقي الناس كما تنقي الكير خبث الحديد ) . صحيح البخاري ( 1871 )
( أمرت بقرية ) المعنى : أمرني ربي بالهجرة إليها أو سكناه .
( تأكل القرى ) المعنى أنها تغلبهم .
( تنقي الناس ) هذا في زمانه  ، لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه إلا من ثبت إيمانه ، ويكون أيضاً في آخر الزمان عند خروج الدجال ، فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج البلد .
خامساً : حث النبي  على سكناها وذم الرغبة عنها .
عن أبي هريرة  قال : سمعت رسـول الله  يقول : ( تفتح اليمن فيأتي قوم يُبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح الشام ... ) . صحيح البخاري ( 1875 )
( يبسون ) يسوقون دوابهم ، وقيل : يزينون لأهلهم البلاد التي تفتح ، ويدعونهم إلى سكنها فيتحملون بسبب ذلك من المدينة راحلين إليها .
( المراد به الخارجون من المدينة رغبة عنها كارهين لها ،وأما من خرج لحاجة أو تجارة أو جهاد أو نحو ذلك ، فليس بداخل في معنى ذلك ) .
75. اذكر بعض الأحاديث في فضل الأنصار ؟
أثنى الله عليهم بقوله : ﴿ والذي تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ﴾ .
وقال  : ( آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار ) . رواه البخاري ( 17 ) رواه مسلم ( 74 )
وقال  : ( الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ) . رواه البخاري ( 3782 ) رواه مسلم ( 75 )
وقال  : ( لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ) .
76. متى فرض الأذان ؟
قال ابن حجر : ” الراجح أن ذلك كان في السنة الأولى “ .
77. كم شهراً صلى النبي  في المدينة إلى بيت المقدس ؟
ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .
عن البراء قال : ( أن النبي  أول ما قدم المدينة نزل على أجداده ، أو قال أخواله من الأنصار ، وأنه صلى قِبل بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ... ) . صحيح البخاري ( 40 )
78. متى حولت القبلة إلى الكعبة ؟
في السنة الثانية من الهجرة في شعبان .
79. اذكر ما هو موقف المسلمين والمشركين واليهود من تحويل القبلة ؟
فأما المسلمون فقالوا : سمعنا وأطعنا وقالوا : ﴿ آمنا به كل من عند ربنا ﴾ وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرة عليهم .
وأما المشركون فقالوا : كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا ، وما رجع إليها إلا أنه الحق .
وأما اليهود فقالوا : خالف قبلة الأنبياء قبله ، ولو كان نبياً لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء .
وأما المنافقون فقالوا : ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقاً فقد تركها ، وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل ، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس ، وكانت كما قال الله تعالى : ﴿ وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله ﴾ وكانت محنة من الله امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ﴾ .
79. اذكر بعض المصاعب الصحية التي واجهت المهاجرين عند مقدمهم المدينة ؟
واجهوا حمى يثرب ، وممن أصابه ذلك :
أبو بكر ، وكان يقول إذا أخذته الحمى :
كل امرئ مصبح في أهله والموت أقرب من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه الحمى عقرته ويقول :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة بواد وحولي أذخر وحليل
80. كيف صرف الله عنهم الحمى ؟
بدعاء الرسول  فقال : ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وصححها ، وانقل حماها في الجحفة ) . صحيح البخاري ( 1889 )
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله  قال : ( رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة ، حتى قامت بهيعة وهي الجحفة ، فأولت أن وباء المدينة نقل إليها ) . صحيح البخاري ( 7038 )
81. ما هي القبائل اليهودية التي كانت موجودة في المدينة ؟
بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة .
82. متى نزل الأذن بالقتال ؟
بالمدينة بعد الهجرة .
وأول آية نزلت قوله تعالى : ﴿ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ﴾ .
83. ما رأيك في قول من يقول أن الأذن بالقتال كان في مكة ؟
قال ابن القيم : ” هذا غلط لوجوه :
أحدها : أن الله لم يأذن بمكة لهم بالقتال ولا كان لهم شوكة يتمكنون بها من القتال بمكة .
الثاني : أن سياق الآية يدل على أن الإذن بعد الهجرة وإخراجهم من ديارهم ، فإنه قال : ﴿ الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ﴾ .
وهؤلاء هم المهاجرون “ .
ثم ذكر بقية الوجوه .
84. اذكر بعض السرايا التي كانت قبل غزوة بدر ؟
 سرية سيف البحر ( 1ﻫ ) .
بقيادة حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ليعترضوا عيراً لقريش قادمة من الشام .
 سرية الخرار ( في ذي القعدة 1ﻫ ) .
بقيادة سعد بن أبي وقاص في عشرين راكباً يعترضون عيراً لقريش وعهد إليه ألا يجاوز الخرّار .
( الخرّار : هو موضع بالقرب من الجحفة )
 سرية نخلة .
بقيادة عبد الله بن جحش ، في رجب على رأس ( 17 ) شهراً من الهجرة ، ومعه ثمانية رهط من المهاجرين .
( نخلة : بين مكة والطائف ) .

85. ما أول غزوة غزاها رسول الله  ؟
غزوة الأبواء ( ودان ) في صفر سنة 2 ﻫ .
خرج في سبعين رجلاً من المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش حتى بلغ ودان فلم يلق كيداً .
( ودان وبوان : مكان متقاربان بينهما ستة أميال أو ثمانية ) .
86. متى كانت غزوة بدر الكبرى ؟
قال النووي : ” كانت غزوة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة “ .
89. أين توجد بدر ؟ ولماذا سميت بهذا الاسم ؟
بدر : موضع بين مكة والمدينة .
وقد سميت بدر :
قيل : نسبة إلى بئر فيها يقال لها بدر ، وعليه الأكثر .
وقيل : لأن صاحب البئر رجل يقال له بدر .
90. ما سبب هذه الغزوة ؟
أن النبي  ندب الناس إلى تلقي أبي سفيان لأخذ ما معه من أموال قريش .
سنن أبي داود ( 2681 )
91. ما سبب تخلف كثير من الصحابة عن هذه الغزوة ؟
لأنهم لم يتوقعوا أن يقع قتال ، وأنهم كانوا يحسبون أن لن يعدو ما لقوه في السرايا الماضية .
92. كم عدد الجيش الإسلامي ؟
خرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً . صحيح البخاري ( 3956 )
93. كم فرساً كان معهم ؟
قال ابن القيم : ” ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان : فرس للزبير بن العوام ، وفرس للمقداد بن الأسود ، وكان معهم سبعون بعيراً يعتقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد “ .
94. ماذا فعل أبو سفيان لما علم بخروج النبي  ؟
أرسل إلى مكة يستنجد بقريش .
95. ماذا فعلت قريش ؟
خرجت مسرعة لإنقاذ عيرها ورجالها .
96. كم عدد جيش المشركين ؟
بلغ عددهم في بداية سيرهم ( 1300 ) رجلاً .
97. كيف نجا أبو سفيان ومن معه ؟
اتجه إلى طريق الساحل غرباً ونجا من الخطر ، وأرسل رسالة إلى جيش مكة وهم بالجحفة يخبرهم بنجاته .
98. ماذا فعل جيش مكة بعد علمهم بنجاة القافلة ؟
همّ الجيش بالرجوع ، لكن طاغية قريش أبو جهل رفض وقال : والله لا نرجع حتى نرد بدراً ، فنقيم بها ثلاثاً ، فننحر الجزور ، ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر ... وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً .
99. هل هناك أحد تخلف من أشراف قريش ؟
لم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبو لهب ، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دين .
100. هل رجع أحد من جيش مكة بعد علمهم بنجاة القافلة ؟
نعم .
الأخنس بن شَريق ، حيث رجع بقومه بني زهرة وكانوا ( 300 ) رجلاً ، وكان مطاعاً .
قال ابن القيم : ” فاعتبطت بنو زهرة برأي الأخنس ، فلم يزل فيهم مطاعاً معظماً “ .
101. ماذا فعل رسول الله  لما بلغه خبر خروج قريش ؟
استشار أصحابه .
فتكلم قادة المهاجرين [ كأبي بكر وعمر والمقداد ] وقالوا خيراً ، ومما قاله المقداد : ( يا رسول الله ، امض بنا لما أراك الله فنحن معك ... ) .
ثم تكلم قادة الأنصار [ وكان  يريد أن يسمع كلامهم ] فقام سعد بن معاذ فقال : ( والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال : أجل ، قال : فقد آمنا بك ، وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ... فامض يا رسول الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجلاً واحداً ...) . صحيح مسلم ( 1779 )

102. ماذا فعل رسول الله  بعد استشارة أصحابه ؟
سرّ بذلك وقال : ( سـيروا وأبشـروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم ) .
103. إلى أين سار رسول الله  بجيشه ؟
سار إلى ماء بدر ليسبق المشركين إليه ، ليحول بينهم وبين الماء .
104. ما هو الصحابي الذي أشار إليه بتغيير هذا المكان ؟
الحباب بن المنذر ، قال :
( يا رسول الله ، أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال : يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ـ قريش ـ فننزله ونغور ـ نخرب ـ ما وراءه من القُلَب ـ الآبار ـ ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون ) .
105. ماذا قال الرسول  عن هذا الرأي ؟
قال : ( لقد أشرت بالرأي ) وفعل ما أشار به الحباب .
106. أين كان رسول الله  يجلس في هذه الغزوة ؟
في عريش .
( العريش : شبه خيمة يكون مقراً للقيادة وظلاً للقائد ) .
107. هل كان الرسول  كل زمنه في العريش أم شارك في القتال ؟
شارك في القتال .
ففي مسند الإمام أحمد عن علي  قال : ( لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله  وهو أقربنا من العدو ، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً ) . مسند أحمد ( 2/64 )
وروى مسلم أن رسول الله  قال : ( لا يتقدمنّ أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) . صحيح مسلم ( 1901)
قال ابن كثير : ” وقد قاتل بنفسه الكريمة قتالاً شديداً ببدنه ، وكذلك أبو بكر الصديق ، كما كانا في العريش يجاهدان بالدعاء والتضرع ، ثم نزلا فحرضا وحثا على القتال ، وقاتلا بالأبدان جمعاً بين المقامين الشريفين “ .
108. ماذا قال رسول الله  لما رأى جيش المشركين ؟
قال : ( اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ) .
109. ما كان رسول الله  يقول عندما كان يمشي في أرض المعركة ؟
جعل يشير بيده : هذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان إن شاء الله ) . مسند أحمد ( 1/117 )
وقال عمر : ( فوالذي بعثه بالحق ! ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله ) . صحيح مسلم ( 2873 )
110. بما أمر رسول الله الجيش في بداية المعركة ؟
قال لهم : ( إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم ) . صحيح البخاري ( 2948 )
وعند أبي داود: ( وإذا أكثبوكم فارموهم بالنبل ، ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم ) .
( أكثبوكم : أي اقتربوا منكم ) .
111. ماذا كان يقول الرسول  للصحابة عند ما دنا المشركون ؟
كان يقول : ( قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ) . صحيح مسلم ( 1901 )
112. من الصحابي الذي عند ما سمع النبي  يقول ذلك قال : بخ بخ وألقى تمرات كنا بيده ثم قاتل حتى قتل ؟
عمير بن الحمام .
113. خرج ثلاثة من المشركين وثلاثة من المسلمين للمبارزة ، فمن هم ؟
من المشركين : عتيبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة .
من المسلمين : حمزة ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث .
ففي سنن أبي داود عن علي  : ( قام ، يعني عتبة بن ربيعة وابنه وأخوه ، فنادى : من يبارز ؟ فانتدب له شباب من الأنصار ، فقال : لا حاجة لنا فيكم ، إنما أردنا ابني عمنا ، فقال رسول الله  : قم يا حمزة ، قم يا علي ، قم يا عبيدة بن الحارث ) . سنن أبي داود ( 2665 )
حمزة قتل شيبة ، وعلي قتل الوليد ، واختلف عبيدة وعتبة كلاهما أثبت صاحبه ، فكر حمزة وعلي فقتلا عتبة وحملا عبيدة .
114. هل شاركت الملائكة في القتال يوم بدر ؟
نعم .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي  قال يوم بدر : ( هذا جبريل آخذٌ برأس فرسه عليه أداة الحرب ) . صحيح البخاري ( 3995 )
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( بينما رجل من المسلمين يومئذٍ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس ... الحديث وفيه : قال النبي  : ذلك مدد من السماء الثالثة ) . صحيح مسلم ( 1763 )
115. بماذا كان يدعو رسول الله  يوم بدر ؟
كان يقول : ( اللهم أت ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ) .
فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه . صحيح مسلم ( 1763 )
وفي رواية : ( اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد ) .
فخرج وهو يقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر ) . صحيح البخاري ( 3953 )
( اللهم إنهم جياع فأشبعهم ، اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، اللهم إنهم عراة فاكسهم ) . سنن أبي داود ( 2747 )
116. من انتصر بالمعركة ؟
جيش المسلمين .
117. كم قتل من المشركين وكم أسر منهم ؟
قتل منهم سبعين ، وأسر سبعين .
118. كم استشهد من المسلمين في غزوة بدر ؟
استشهد أربعة عشر رجلاً .
119. ماذا فعل رسول الله  بقتلى المشركين ؟
أمر بسحبهم إلى قليب من قلب بدر فطرحوا فيه .
120. ماذا قال لهم الرسول  مخاطباً إياهم وهم في القليب ؟
عن أبي طلحة : ( أن النبي  أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر حيث ... حتى قام على شفا الركية فجعل يناديهم بأسـمائهم وأسـماء آبائهم : يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟
فقال عمر : يا رسول الله ، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال  : والذي نفس محمد بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يجيبون ) . صحيح البخاري ( 3976 )
( على شفا الركي ) : طرف البئر .
121. مَن مِن صناديد قريش لم يكن معهم في البئر ؟
أمية بن خلف .
لأنه كان ضخماً فانتفخ ، فألقوا عليه الحجارة والتراب ما غيّبه .
122. اذكر بعض من قتل من زعماء قريش في هذه المعركة ؟
أبو جهل عمرو بن هشام ( فرعون هذه الأمة ) : قتله معاذ بن عمرو ومعوذ بن عفراء واحتزَّ رأسه ابن مسعود .
أمية بن خلف : قتله بلال مع بعض الأنصار .
123. اذكر حديث يدل على حرص النبي  على رد المعروف ؟
عن جبير بن مطعم أن النبي  قال في أسارى بدر : ( لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له ) . صحيح البخاري ( 4024 )
وعند أبي داود : ( لأطلقتهم له ) .
( النتنى ) أي أسارى بدر من المشركين .
( لتركتهم له ) أي بغير فداء .
124. ما السبب في ذلك ؟
 لما قام به من حماية للرسول  عند ما عاد من هجرته إلى الطائف .
 ولما قام به من دور فعال في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ومن معهم من المسلمين حين حصروهم في الشعب .
125. من الذين قتلهم رسول الله  وهو في رجوعه إلى المدينة ؟
النضر بن الحارث . ( قتله علي )
وعقبة بن معيط . ( قتله عاصم بن ثابت )
قال ابن كثير : ” كان هذان الرجلان من شر عباد الله وأكثرهم كفراً وعناداً وبغياً وحسداً وهجاءً للإسلام وأهله لعنهما الله وقد فعل “ .
126. اذكر بعض فضائل من حضر بدراً من الصحابة ؟
عن رفاعة بن رافع  قال : ( جاء جبريل إلى النبي  فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين ، قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة ) . صحيح البخاري ( 3992 )
وعن علي  ـ في قصة حاطب بن بلتعة ـ قال فيه رسول الله  : ( لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . صحيح البخاري ( 2983 )
وعن جابر  قال : قال رسول الله  : ( لن يدخل النار رجلاً شهد بدراً أو الحديبية ) . صحيح مسلم ( 2496 )
127. ما المراد بقول النبي  في أهل بدر : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ؟
قال ابن القيم : ” أن هذا خطاب لقوم علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم ، بل يموتون على الإسلام وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب ، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها ، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحوا أثر ذلك “ .
128. ما المراد بالذلة في قوله تعالى : ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾ ؟
قال ابن كثير : ” ﴿ وأنتم أذلة ﴾ أي قليلٌ عددكم لتعلموا أن النصر إنما هو من عند الله لا يكثره العَدد والعُدد “ .
129. ماذا سمى القرآن موقعة بدر ؟
سماها يوم الفرقان ، قال تعالى : ﴿ يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ﴾ .
قال ابن كثير : ” وهو يوم الفرقان الذي أعز الله به الإسلام وأهله ، ودمغ فيه الشرك “ . )
130. من هو الغلام الذي جاءت أمه تسأل عن مصيره ؟
هو حارثة بن سراقة .
131. بماذا بشرها الرسول  ؟
بشرها بأنه بالجنة ، وأنه في جنة الفردوس .
132. اذكر بعض الفوائد والحكم المستفادة من غزوة بدر ؟
 جواز النكاية بالعدو بقتل رجالهم ، وأخذ أموالهم ، وإخافة طرقهم التي يسلكونها .
 مشروعية الشورى ، وقد وردت أدلة من القرآن الكريم والسنة المطهرة على أهميتها وحجيتها :
قال تعالى : ﴿ وأمرهم شورى بينهم ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ... ﴾ .
وقال أبو هريرة  : ( ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله  ) . سنن الترمذي ( 1767 )
 بيان فضل أبي بكر وعمر والمقداد وسعد بن معاذ ، تجلى ذلك في كلماتهم التي قالوها للرسول  عند طلبه المشورة من أفراد أصحابه .
 قتال الملائكة في معركة بدر ، ورؤية بعضهم ، وظهور آثارهم ، آية النبوة المحمدية .
 لقد تجلت في بدر بطولات إيمانية كثيرة ، منها ما روي أن أبا عبيدة عامر بن الجراح قتل والده الجراح يوم بدر .
 تقرير مبدأ : لا مولاة بين الكافر والمؤمن ، إذ قاتل الرجل ولده ، وقاتل أباه ، وقاتل ابن عمه ، خالفت بينهما المبادئ ففصلت بينهما السيوف .
 استجاب الله عز وجل في هذه الغزوة المباركة دعوة النبي  على مشركي قريش ، كما في حديث ابن مسعود في إلقاء المشركين سلى الجزور على ظهر النبي  وهو يصلي عند البيت ، فقال : ( اللهم عليك بقريش ـ ثلاث مرات ـ ثم سمى : اللهم عليك بأبي جهل ، وعليك بعتبة بن ربيع ، وشيبة بن ربيع ، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ) .
فقتل هؤلاء الستة يوم بدر وأقرّ الله عين نبيه  بهلاكهم .


133. اذكر بعض الأحداث التي وقعت في السنة الثانية ؟
1ـ تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة .
2ـ فرض صيام رمضان . قال ابن القيم : ” كان فرضه في السنة الثانية من الهجرة “ .
3ـ فرض الزكاة وبيان أنصبتها .
4ـ وفاة رقية بنت الرسول  .
5ـ زواج عثمان بن عفان بأم كلثوم بنت رسول الله  بعد وفاة أختها رقية [ ولذلك سمي عثمان بذي النورين ] .
6ـ تزوج علي بفاطمة بنت رسول الله  .
134. متى كانت غزوة أحد؟
في شوال السنة الثالثة للهجرة .
135. ما سببها ؟
أن قريشاً أرادت أن تنتقم لقتلاها في بدر .
136. كم عدد جيش المشركين ؟
ثلاثة آلاف مقاتل ، ومعهم ( 200 ) فرس .
137. ماذا فعل الرسول  عند ما علم بقدوم جيش مكة للحرب ؟
شاور أصحابه بين أن يبقوا داخل المدينة ، أو أن يخرجوا لملاقاة العدو خارجها ، واستقر الأمر على الخروج .
138. كم عدد جيش المسلمين ؟
ألف مقاتل ، ومعهم فرسان .
139. ماذا حدث لجيش المسلمين في الطريق ؟
انسحب المنافق ابن سلول بـ ( 300 ) من المنافقين .
140. من الطائفتان التي كادتا أن تنخذل لولا تثبيت الله ؟
بنو سلمة ، وبنو حارثة .
وفيهم قال الله تعالى : ﴿ إذ همت طائفتان أن تفشلا والله وليهما ﴾ .
141. اذكر بعض من ردهم الرسول  عن شهود غزوة أحد لصغرهم ؟
عبد الله بن عمر ، وزيد بن ثابت ، وأسـامة بن زيد ، والنعمان بن بشـير ، وزيد بن أرقم ، وأبو سـعيد الخدري ( كانوا يتنافسون لنيل الشهادة ) .
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( إن رسول الله  عرضني يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ) . صحيح البخاري ( 4097 )
وأجاز منهم : رافع بن خديج لما قيل له إنه رام .
142. ماذا فعل رسول الله  عند ما وصل إلى جبل أحد ؟
جعل خمسين من الرماة على جبل الرماة .
143. من قائد هؤلاء الرماة ؟
عبد الله بن جبير .
عن البراء قال : ( جعل رسول الله  على الرماة يوم أحد ـ وكانوا خمسين رجلاً ـ عبد الله بن جبير ) . سنن أبي داود ( 2662 )
144. بماذا أوصاهم رسول الله  ؟
قال لهم : ( إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا ، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا ) . صحيح البخاري ( 4043 )
وفي رواية : ( إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ) . سنن أبي داود ( 962 )
145. ما هي الرؤيا التي رآها رسول الله  ؟
قال  لأصحابه : ( رأيت في رؤيا أني هززت سيفاً فانقطع صدره ، فإذا هو ما أصيب من المسلمين يوم أحد ، ثم هززته أخرى فعاد كأحسن ما كان ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ، ورأيت بقراً تذبح ـ وللأخير ـ فإذا هم المؤمنين يوم أحد ) . صحيح البخاري ( 4081 )
146. أخذ رسول الله  سيفاً وقال : ( من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ ) فمن هو الصحابي الذي أخذه ؟
أبو دجانة [ سماك بن خراش ] .
عن أنس  قال : ( أن رسول الله  أخذ سيفاً يوم أحد فقال : من يأخذ مني هذا السيف بحقه ، فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول : أنا أنا ، فقال : من يأخذه بحقه ، فأحجم القوم ، فقال له سماك أبو دجانة : أنا آخذه بحقه ، قال : فأخذه ففلق به هام المشركين ) . صحيح مسلم ( 2470 )
147. لمن كان الانتصار في بداية المعركة ؟
لجيش المسلمين .
148. ماذا فعل الرماة حين رأوا الهزيمة بالمشركين أول الأمر ؟
قالوا : ( الغنيمة ، الغنيمة ، ظهر أصحابكم فماذا تنتظرون ) .
فذهبوا في طلب الغنيمة وأخلوا الثغر . صحيح البخاري ( 3039 )
150. ماذا فعل رئسهم عبد الله بن جبير ؟
ذكرهم بعهد النبي  وقال : ( أنسيتم ما قال لكم رسول الله  ؟ ) .
صحيح البخاري ( 3033 )
151. ماذا فعل خالد بن الوليد عند ما رأى خلو الجبل من الرماة ؟
استدار بسرعة حتى وصل إلى مؤخرة الجيش الإسلامي ، وأباد عبد الله بن جبير ومن معه ( وكانوا عشرة ) ثم انقض على المسلمين من خلفهم ، وأحاطوا بالمسلمين .
152. ماذا حدث بعد ذلك لجيش المسلمين ؟
استشهد من المسلمين خلق كثير ، وغاب الرسول  عن الأعين ، وأشيع أنه مات ، وفرّ جمع من المسلمين ، وجلس بعضهم دون قتال .
153. كم عدد الشهداء من المسلمين ؟
( 70 ) شهيداً .
154. بماذا أصيب الرسول  يوم أحد من شدة المقاومة ؟
أصيب إصابات كثيرة : فكسرت رباعيته ، وشج في وجهه ، فسال دمه ، فجعل يمسحه ويقول : ( كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم للإسلام ) . صحيح مسلم ( 1791 )
155. من هو قاتل حمزة  ؟
وحشي بن حرب .
156. ما هو لقب حمزة ؟
سيد الشهداء .
عن جابر  قال : قال رسول الله  : ( سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة ) . صحيح الجامع ( 3676 )
157. اذكر بعض الشهداء في غزوة أحد ؟
مصعب بن عمير ، حنضلة الراهب ، حمزة بن عبد المطلب ، عبد الله بن حرام ( والد جابر ) ، أنس بن النضر ، وعبد الله بن جبير ، وعمرو بن الجموع .
158. من الصحابي الذي قاتل دون الرسول  حتى شلت يده ؟
طلحة بن عبد الله .
عن قيس بن أبي حازم قال : ( رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي قد شلت ) . صحيح البخاري ( 3742 )
159. ماذا قال عبد الله بن جحش قبل المعركة ؟
( إني أقسم أن نلقى العدو ، فإذا لقينا العدو أن يقتلوني ، ثم يبقروا بطني ، ثم يمثلوا بي ، فإذا لقيتك سـألتني : فيم هذا ؟ فأقول : فيك ) . سنن البيهقي ( 9/24 )
160. من الصحابي الذي قال للرسول  : ( أرأيت إن قتلت أأطأ بعرجتي هذه الجنة ؟ قال : نعم ) ؟
عمرو بن الجموح .
عن أبي قتادة قال : ( أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله  فقال : يا رسول الله ، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل ، أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة ؟ وكانت رجله عرجاء ، فقال رسول الله  : نعم ، فقتل يوم أحد فمر رسول الله  فقال : كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة ) . مسند أحمد ( 5/299 )
161. من هو الصحابي الذي نال الشهادة يوم أحد وما صلى لله صلاة ؟
أصيرم بن عبد الأشهل .
لما كان يوم أحد أسلم ولحق بالمسلمين في أحد فقاتل حتى نال الشهادة .
162. من الصحابي الذي مرّ بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم فقال : قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله  ؟
أنس بن النضر .
163. من أول من علم أن الرسول  لم يقتل ؟
كعب بن مالك ، فنادى مبشراً بذلك .
164. من هو الصحابي الذي لما استشهد أظلته الملائكة بأجنحتها حتى رفع ؟
عبد الله بن عمرو بن حرام ( والد جابر ) .
عن جابر بن عبد الله قال : ( لما قتل أبي يوم أحد ، جعلت أكشف عن وجهه وأبكي ، فجعل أصحاب رسول الله  ينهوني وهو لا ينهاني ، وجعلت عمتي تبكي ، فقال النبي  : تبكيه أو لا تبكيه ، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ) . صحيح البخاري ( 1244 ) ومسلم ( 2471 )
. من هو الصحابي الذي استشهد يوم أحد وغسلته الملائكة ؟
حنضلة الراهب .
عن عبد الله بن الزبير قال : سمعت رسول الله  يقول عن قتل حنضلة بن أبي عامر بعد أن قتل : ( إن صاحبكم تغسله الملائكة فاسألوا صاحبته ، فقالت : إنه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب ، فقال رسول الله  : لذلك غسلته الملائكة ) . رواه الحاكم ( 3/24 ، 25 )
165. اذكر الحوار الذي دار في نهاية المعركة بين أبي سفيان وبين جيش المسلمين ؟
أشرف أبو سفيان على المسلمين فقال :
أخى القوم محمد ، فقال : لا تجيبوه .
فقال : أخى القوم ابن أبي قحافة ، قال لا تجيبوه .
قال : أخى القوم عمر ، فقال : إن هؤلاء قتلوا ، فلو كانوا أحياء لأجابوا ، فلم يملك نفسه فقال له : كذبت يا عدو الله ، أبقى الله عليك ما يخزيك ، قال أبو سفيان : أعلُ هبل .
فقال النبي  : ( أجيبوه ) قالوا : ما نقول ؟ قال : ( قولوا : الله أعلى وأجل ) .
قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي  : ( أجيبوه ) قالوا : ما نقول ؟ قال : ( قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ) . صحيح البخاري ( 4042 )
166. اذكر بعض الفوائد والحكم المستنبطة من غزوة أحد ؟
ذكر ابن القيم عدة حكم وغايات لهذه الغزوة :
منها : تعريفهم سوء عاقبة المعصية والفشل والتنازع ، وأن الذي أصابهم إنما هو بشؤم ذلك .
ومنها : أن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يدالوا مرة ويدال عليهم أخرى ، لكن تكون لهم العاقبة .
ومنها : أن هذا من أعلام الرسل ، كما قال هرقل لأبي سفيان : ( هل قاتلتموه ؟ قال : نعم ، قال : كيف الحرب بينكم وبينه ؟ قال : سجال ، يدال علينا مرة ، وندال عليه الأخرى ، قال : كذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة )
ومنها : أن يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب ، فإن المسلمين لما أظهرهم الله على أعدائهم يوم بدر ، وصار لهم الصيت ، دخل معهم في الإسلام ظاهراً من ليس معهم باطناً ، فاقتضت حكمة الله أن سبب لعباده محنة ميزت بين المؤمن والمنافق .
ومنها : أنه سبحانه لو نصرهم دائماً وأظفرهم بعدوهم في كل موطن ، لطغت نفوسهم وشمخت وارتفعت .
ومنها : أنه سبحانه هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته ، لم تبلغها أعمالهم ولم يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة ، فقيض لهم الأسباب التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه .
ومنها : أن النفوس تكتسب من العاقبة الدائمة والنصر طغياناً وركوناً إلى العاجلة ، وذلك مرض يعوقها عن جدها في سيرها إلى الله والدار الآخرة .
ومنها : أن الشهادة من أعلى مراتب أوليائه ، ولا سبيل إلى نيل هذه الدرجة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها من تسلط الأعداء .
ومنها : أن وقعة أحد كانت مقدمة وإرهاصاً بين يدي موت الرسول  ، فعاتبهم الله على انقلابهم على أعقابهم أن مات الرسول أو قتل ، بل الواجب أن له عليهم أن يثبتوا على دينه وتوحيده ويموتوا عليه .
167. متى وقعت حادثة الرجيع ؟
في صفر سنة أربع للهجرة .
168. ما سببها ؟
قدم على رسول الله رهط من عضل والقارة ، فقالوا : يا رسول الله ، إن فينا إسلاماً ، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهونا ويقرؤونا القرآن .
169. كم كان عدد الذين أرسلهم رسول الله  ؟
بعث رسول الله  معهم عشرة رهط . صحيح البخاري ( 3989 )
170. من أمير هذا البعث ؟
عاصم بن ثابت . صحيح البخاري ( 3989 )
171. ماذا حدث بعد ذلك لهذا الوفد ؟
لما وصل هذا البعث بين عسفان ومكة أغار عليهم بنو لحيان ( من هذيل ) بمائة رام .
172. ماذا فعل هذا الوفد لما لحقوا بهم ؟
لجؤوا إلى مكان مرتفع ، وجاء القوم فأحاطوا بهم .
173. ماذا قالوا للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بعد أن حاصروهم ؟
قالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم لا نقتل منكم أحداً .
174. ماذا قال أميرهم عاصم بن ثابت لهم ؟
قال : أما أنا فلا أنزل على ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا رسولك ، فجاء الخبر إلى الرسول  من السماء .
فقاتلهم هو ومرثد بن مرثد ، وخالد بن بكير ، فقتلوهم .
ونزل خبيب وابن الدثينة وعبد الله بن طارق ، فأوثقوهم ، فقال عبد الله : هذا أول الغدر ، فقتلوه وألحقوه برفيقيه .
175. ماذا فعلوا بخبيب وزيد ؟
باعوهما بمكة . صحيح البخاري ( 3989 )
176. من الذي اشتراهما ؟
الذي اشترى خبيب هم بنو الحارث ، وكان خبيب هو الذي قتل الحارث يوم بدر ، فاشتروه ليقتلوه بالحارث .
وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف .
177. ماذا طلب خبيب عند ما أرادوا قتله ؟
قال : ( دعوني أصلي ركعتين ) ثم قال : ( لولا أن تروا أن ما بي جزع لزدت ) فكان أول من سن الركعتين عند القتل .
ثم قال : ( اللهم أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً ) .
صحيح البخاري ( 3989 )
178. ماذا تعرف عن سرية بئر معونة ؟ وما سببها ؟
أن أبا براء عامر بن مالك قدم على رسول الله  المدينة ، فدعاه إلى الإسلام ، فلم يسلم ولم يبعد ، وقال : يا رسول الله ، لو بعثت أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبوهم .
179. ماذا فعل الرسول  لما طلب منه ذلك ؟
بعث معه سبعين رجلاً ( يعرفون بالقراء ) وأمر عليهم المنذر بن عمرو .
فساروا حتى نزلوا ببئر معونة ( وهي أرض بين بني عامر وحرة بني سليم ) .
180. لما نزلوا في هذا المكان ماذا فعلوا ؟
بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله  إلى عدو الله عامر بن الطفيل .
181. ماذا حدث من الطفيل بن عامر ؟
لم ينظر في الكتاب ، وأمر رجلاً فطعن حرام بن ملحان بالحربة من خلفه .
182. ماذا قال حرام لما رأى الدم ؟
قال : ( الله أكبر ، فزت ورب الكعبة ) . صحيح مسلم ( )
183. ماذا فعل عدو الله بعد ذلك ؟
استنفر بني سليم فأجابته عصية ورعل وذكوان ، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله  فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم .
184. هل نجا منهم أحدٌ رضي الله عنهم ؟
نجا كعب بن زيد الذي ترك وبه رمق ، فعاش حتى استشهد في غزوة الخندق .
وعمرو بن أمية ، والمنذر بن محمد بن عقبة كانا في سرح المسلمين .
فلما رأيا القتل في أصحابهما :
قاتلهم المنذر حتى قتلوه ، وأخذوا عمراً أسيراً ثم تركوه .
185. ماذا فعل عمرو بن أمية في أثناء رجوعه إلى النبي  ؟
في طريق عودته إلى المدينة ، فتك برجلين من بني كلاب ، هو يرى أنه قد أصاب ثأر أصحابه ، وإذا معهما عهد من رسول الله  لم يعلم به .
186. ماذا فعل الرسول  بالمقتولين ؟
التزم  بأداء ديتهما ، فأخذ يحصل الدية من المسلمين ومن يهود بني النضير الحلفاء ( وكان ذلك سبب غزوة بني النضير كما سيأتي ) .
الفوائــد :
 بيان أن الرسول  لا يعلم الغيب ، إذ لو كان يعلم الغيب بدون إعلام الله تعالى له لما أرسل شهداء بئر معونة .
 فضيلة المنذر بن محمد بن عقبة ، إذ قاتل وحده طلباً للشهادة ففاز بها .
 أن الغدر والخيانة وصف لازم في الغالب لأهل الكفر والشرك .
 مشروعية الصلاة عند القتل ، وأن خبيباً هو الذي سنها .
186. متى كانت غزوة بني النضير ؟
في ربيع الأول عام ( 4 ) للهجرة .
187. ما سبب هذه الغزوة ؟
محاولتهم لقتل رسول الله  .
188. ماذا طلب منهم النبي  لما علم بذلك ؟
طلب منهم الخروج من المدينة خلال عشرة أيام ، فمن رآه بعد ذلك ضرب عنقه .
189. من الذي حرضهم على العصيان وعدم الخضوع ووعدهم بالوقوف معهم ؟
عبد الله بن أبي سلول .
وقد أشار القرآن الكريم على ذلك : ﴿ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون ﴾ . الحشر ( 11ـ12 )
190. ماذا فعل رسول الله  لما أعلنوا العصيان ؟
سار إليهم وفرض عليهم الحصار والتجأ بنو النضير إلى حصونهم .
191. كيف تم استسلامهم ؟
اعتزلتهم قريضة وخانهم عبد الله بن أبي سلول ، فلم يطل الحصار ( قيل : ستين يوماً ، وقيل : خمسة عشر يوماً ) حتى قذف الله في قلوبهم الرعب واستسلموا ورضوا بالجلاء .
192. ماذا قال لهم رسول الله  ؟
قال لهم لكم ما أقلت الإبل إلا السلاح ) .
فخربوا بيوتهم بأيديهم ليحملوا الأبواب والشبابيك ، بل حتى حمل بعضهم الأوتاد وجذوع السقف ، ثم حملوا النساء والصبيان ، فترحل بعضهم إلى خيبر وبعضهم إلى الشام .
193. ماذا كان يقول ابن عباس عن سورة الحشر ؟
يقول : سورة النضير .
194. اذكر بعض الفوائد ؟
 بيان سجية من سجايا اليهود ، وهي نقض المعاهدات .
 في هذه المعركة نزلت سورة الحشر بأكملها ، فوصفت طرد اليهود في صدرها يقول الله تعالى : ﴿ هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر . ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ... ﴾ .
ثم فضح القرآن مسلك منافقي المدينة الذين حاولوا إعانة يهود في غدرها وحربها على مقاتلة المسلمين .
195. متى كانت غزوة المريسيع ( بني المصطلق ) ؟ وما سببها ؟
قال ابن القيم : ” وكانت في شعبان سنة خمس “ . زاد المعاد ( 3/229 )
وسببها :
أنه بلغه  أن الحارث بن ضرار سيد بني المصطلق سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب رسول الله  ، فخرج رسول الله  في سبعين مقاتل .
196. هل حدث في هذه الغزوة قتال ؟
لم يكن بينهم قتال ، وإنما أغار عليهم على الماء ، فسبي ذراريهم وأموالهم .
وفي صحيح البخاري : ( أن رسول الله  أغار عليهم وهم غارون ـ أي غافلون ـ وأنعامهم تسقي على الماء ، فقتل مقاتلهم وسبى سبيهم ) . صحيح مسلم ( 173 )
197. من هي المرأة التي أصابها  في هذه الغزوة وتزوجها ؟
جويرية بنت الحارث . مسند أحمد ( 6/277 )
198. ماذا حدث أثناء رجوعهم إلى المدينة ؟
نزل المسلمون للراحة ، فنزلت عائشة من هودجها لبعض شأنها ، فلما عادت افتقدت عقداً لها فرجعت تبحث عنه ، وعندما عادت وجدت الرجال قد حملوا هودجها ووضعوه على بعيرها وهم يحسبونها داخله ، لأنها كانت حينئذٍ خفيفة الوزن . صحيح البخاري ( 4141 )
199. ماذا فعلت بعد ذلك ؟
جلست في المكان الذي ارتحلوا منه وظنت أنهم سيفقدونها فيرجعون إليها .
200. من الصحابي الذي مرّ بها ؟ وكيف عرفها ؟
صفوان بن المعطل . صحيح البخاري ( 4141 )
وعرفها : لأنه قد رآها قبل أن يفرض الحجاب .
201. ماذا قال لما رآها ؟ وماذا فعل ؟
استرجع ، وأناخ بعيره ، وحملها عليه ، وانطلق بها إلى المدينة .
قالت عائشة : ( والله ما سمعت منه كلمة واحدة غير استرجاعه ) . صحيح البخاري ( 4141 )
202. ماذا حدث لما قدم صفوان بن المعطل إلى المعسكر ؟
تكلم الناس كل منهم بشاكلته من الإفك .
ولما وصلوا المدينة أفاض الناس في حديث الإفك ورسول الله  لا يتكلم .
203. من الذي استشارهما النبي  ؟ وماذا قالا ؟
استشار علي بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد .
أما علي فقال : ( لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية تصدقك ) . صحيح البخاري ( )
وأما أسامة : فأشار على رسول الله  بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود ، فقال : ( هم أهلك ولا نعلم إلا خيراً ) .
204. ما توجيه كلام علي بفراق عائشة ؟
قال النووي : ” الذي قاله هو الصواب في حقه  ، لأنه رآه مصلحة ونصيحة للنبي  في اعتقاده ، ولم يكن ذلك في نفس الأمر ، لأنه رأى انزعاج النبي  بهذا الأمر وقلقه ، فأراد راحة خاطره ، وكان ذلك أهمّ من غيره “ . شرح النووي ( )
وقال ابن القيم : ” فأشار علي أن يفارقها ... ليتخلص رسول الله  من الهمّ والغمّ الذي لحقه من كلام الناس ، فأشار بحسم الداء “ زاد المعاد ( 3/260 )
205. اذكر موقف أبي أيوب الأنصاري المشرّف وزوجته ؟
قالت أم أيوب لأبي أيوب : ( يا أبا أيوب ، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال : نعم وذلك الكذب ، أكنتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله ، قال : فعائشة خير منك ) .
206. من الذي تولى كبره ونشره بين الناس ؟
عبد الله بن أبي بن سلول . فتح الباري ( )
207. من الذين خاضوا بالإفك وتكلموا فيه ؟
مسطح بن أثامة ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش . فتح الباري ( )
208. ماذا حصل بعد ذلك ؟
بعد شهر من معاناتها ومعاناة الرسول  نزل الوحي في براءتها ، فقال تعالى : ﴿ إن الذي جاءوا بالإفك عصبة منكم ... ﴾ .
. اذكر ما كانت تعانيه عائشة من الإفك ؟
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( لما بلغني ما تكلموا به ، هممت أن آتي قليباً فأطرح نفسي فيه ) . معجم الطبراني ( 23/121 )
209. ما حكم من شك في براءة عائشة ؟
قال النووي : ” لو يشك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، لأنها براءة قطعية بنص القرآن “ . شرح النووي ( 17/117 )
210. هل أقيم الحد على من صرح بالإفك ؟
قال ابن القيم : ” ولما جاء الوحي ببراءتها ، أمر رسول  بمن صرح بالإفك فحدّوا ثمانين ثمانين ، فجلد مسطح بن أثامة ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، فهؤلاء من المؤمنين الصادقين تطهيراً لهم وتكفيراً “ . زاد المعاد ( 3/236 )
211. لماذا لم يحد عبد الله بن أبي بن سلول مع أنه رأس أهل الإفك ؟
قيل : لأن الحدود تخفيف عن أهلها وكفارة ، والخبيث ليس أهلاً لذلك ، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة فيكفيه ذلك من الحد .
وقيل : بل كان يستوشي الحديث ويجمعه ويحكيه ويخرجه في قوالب من لا ينسب إليه .
وقيل : بل ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته ، كما ترك قتله مع ظهور نفاقه ، وهي تأليف قومه .
ولعله ترك لهذه الوجوه كلها . زاد المعاد ( 3/236 )
212. ما سبب خروج عائشة مع النبي  في هذه الغزوة من بين زوجاته  ؟
لأن رسول الله  إذا أراد أن يخرج أقرع بين نسائه ، فأيهن خرج سهمها خرج بها  معه ، فخرج في هذه الغزوة سهم عائشة . صحيح البخاري ( 4141 )
213. لماذا تأخر هذا الرجل عن الجيش ؟
لأن الرسول  كان يأمر أحد أصحابه أن يبقى بعد الجيش يتفقد ما بقي من الجيش .
وقيل : أنه كان قد عرّس في أخريات الجيش ، لأنه كان كثير النوم . زاد المعاد ( 3/232 )
214. اذكر بعض الفوائد المستنبطة من قصة الإفك ؟
 بيان ما تعرضت له أم المؤمنين من البلاء ، وصبرها عليه حتى كشف الله عنها ، وفرج كربها ، وقد قال النبي  : ( أشدكم بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ) .
 بيان براءة أم المؤمنين ، ولذا من شك في براءتها بعد نزول القرآن بذلك فقد كفر .
 بيان نفاق وخبث ومكر ابن أبيّ عليه لعائن الله ، وما أراده من الفتنة .
 بيان أن الرسول  ما كان يعلم الغيب حتى يعلمه الله .
 استجابة أبي بكر لربه في قوله : ﴿ وليعفوا وليصفحوا ﴾ إذ كان قد منع ابن خالته مسطحاً ما كان يقدمه من طعام وكساء لما تورط في قذف أم المؤمنين ، ثم كفَّر أبو بكر عن يمينه ورد إلى مسطح ما كان يجريه عليه من النفقة .
 الاسترجاع عند المصيبة .
 استشارة المرء أهل بطانته ممن يلوذ به بقرابة وغيرها .
 استشارة الأعلى لمن هو دونه .
 أن الصبر تُحمد عاقبته ويُغبط صاحبه .
 تبشير من تجددت له نعمة ، أو اندفعت عنه نقمة .
 التأسي بما وقع للأكابر من الأنبياء وغيرهم .
215. متى كانت غزوة الخندق ( الأحزاب ) ؟
كانت في سنة خمس من الهجرة في شوال . زاد المعاد ( 3/240 )
216. ما سببها ؟
أن اليهود حزبوا الأحزاب على قتال رسول الله  .
217. من قائد المشركين في هذه الغزوة ؟ وكم عدد جيشهم ؟
هو أبو سفيان بن حرب ، قائد قريش ومن معهم .
وعدد جيشهم عشرة آلاف مقاتل . زاد المعاد ( 3/242 )
218. ماذا فعل رسول الله  لما سمع بمقدمهم ؟
استشار أصحابه . زاد المعاد ( 3/242 )
219. من هو الصحابي الذي أشار عليه بحفر الخندق ؟
سلمان الفارسي .
220. كم عدد جيش المشركين ؟
ثلاثة آلاف .
221. كم استغرقت مدة حفر الخندق ؟
قيل : ستة أيام . وقيل : عشرين يوماً .
222. من الذي شارك في حفر الخندق ؟
شارك جميع المسلمين في الحفر ، وأسوتهم في ذلك رسول الله  الذي كان الصحابة يستعينون به في تفتيت الصخرة التي تعترضهم ويعجزون عنها .
223. ماذا كانوا يرددون أثناء الحفر ؟
نحن الذين بايعوا محمداً على الإسلام ما بقينا أبداً صحيح البخاري ( 4099 )
224. اذكر بعض دلائل النبوة التي حدثت أثناء حفر الخندق ؟
 عند ما اعترضت الصحابة صخرة وهم يحفرون ، ضربها رسول الله  ثلاث ضربات فتفتتت :
فقال إثر الضربة الأولى : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح الشام .
ثم ضربها الثانية فقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح فارس .
ثم ضربها الثالثة فقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح اليمن . مسند الإمام أحمد ( 4/303 )
 عند ما لحظ جابر ما يعانيه الرسول  من الجوع ، ذهب لزوجته وطلب منها أن تصنع له طعاماً ، فذبح عناقاً له وطبخت زوجته صاعاً من شعير ، وذهب جابر ودعا رسول الله  وسارَّه بكمية الطعام وأنه قليل يكفي لرجل أو رجلين ، فصاح رسول الله وقال : يا أهل الخندق ، إن جابراً قد صنع لكم سوراً فحيهلا بكم ، وعددهم ألف ، وأكل الناس كلهم حتى شبعوا . صحيح البخاري ( 4102 )
225. من الذين أرسلهم رسول الله  للتأكد من نقض يهود بني قريظة للعهد ؟
سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة ، وعبد الله بن رواحة ، وخوات بن جبير .
226. ماذا حدث لما علم المسلمون بنقض يهود بني قريظة للعهد ؟
خاف المسلمون على ذراريهم ، ومرّوا بوقت عصيب وابتلاء عظيم ، ونزل القرآن واصفاً هذه الحالة : ﴿ إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا . هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ﴾ .
فالذين جاؤوا من فوقهم : الأحزاب .
والذين أسفل منهم : هم بنوا قريظة .
والذين ظنوا بالله الظنونا : هم المنافقون .
227. كم استمر حصار الأحزاب للرسول  ؟
شهراً كاملاً .
228. هل كان هناك قتال بين الطرفين ؟
لم يحدث قتال ، لكن هناك مناوشات وتراشق بالنبال فقط .
229. من الذي أصيب من الصحابة بأكحله ؟
سعد بن معاذ ، ونصبت له خيمة في المسجد ليعوده الرسول  من قريب .
الأكحل : عرق في وسط الذراع .
230. ماذا قال  لما أصيب ؟
قال: ( اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة ) . مسند الإمام أحمد (6/141،142 )
231. كيف نصر الله المسلمين وهزم الأحزاب ؟
هبت رياح هوجاء في ليلة مظلمة باردة ، فقلبت القدور ، واقتلعت خيامهم ، وأطفأت نيرانهم ، فما كان من أبي سفيان إلا أن ضاق ذرعاً فنادى بالرحيل ، كما قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً ﴾ . الأحزاب ( 9 )
232. من هو الصحابي الذي كان له دور في تشتيت وتفرق الأحزاب ؟
نعيْم بن مسعود .
233. ما سبب نجاحه في تشتيت الأحزاب ؟
أنه أسلم حديثاً ، ولا تعلم قريش واليهود والأعراب بإسلامه .
234. ماذا فعل ؟
ذهب إلى بني قريظة وأغراهم بطلب رهائن من قريش لئلا تدعهم وتنصرف عن الحصار .
ثم ذهب إلى قريش وقال لهم : إن بني قريظة ندموا على ما فعلوا وأنهم قد اتفقوا سرّاً مع رسول الله  على أن يختطفوا عدداً من أشراف قريش وغطفان فيسلموهم له ليقتلهم دليلاً على ندمهم .
وبذلك زرع بذور الشك بينهم وأخذ كل فريق يتهم الفريق الآخر بالخيانة .
235. ماذا قال رسول الله  بعد غزوة الأحزاب ؟
قال : ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ، فنحن نسير إليهم ) . صحيح البخاري ( 4109 )
236. من هو الصحابي الذي أرسله رسول الله  ليأتي بخبر القوم ؟
حذيفة بن اليمان .
عن حذيفة  قال : ( لقد رأيتنا مع رسول الله  بالخندق ، وصلى رسول الله  من الليل هوياً ، ثم التفت إلينا فقال : من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ، يشترط له رسول الله أنه يرجع أدخله الله الجنة ، ... فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله  فلم يكن لي بدٌ في القيام حين دعاني ، فقال : يا حذيفة ، فاذهب فادخل في القوم فانظر ما يفعلون ولا تحدثن شيئاً حتى تأتينا ) . صحيح مسلم ( 1788 )
237. بماذا كان يدعو النبي  يوم الأحزاب ؟
( اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) . صحيح البخاري ( 4115 )
238. اذكر بعض الفوائد والعبر من غزوة الأحزاب ؟
 أن هذه الغزوة لم يكن فيها التحام بين الجيشين ، إلا أنها كانت للظروف التي لا بستها من كثرة المشركين وغدرة بني قريظة ، والريح والبرد القارص ، جعلتها من أشـد الغزوات امتحاناً للقلوب ، وأي وصف أبلغ من قول الله تعالى : ﴿ وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ﴾ .
 أن المحن والشدائد تظهر المنافقين على حقيقتهم ، فقد روي أن بعضهم كان يقول : كان محمداً يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر ، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط .
وكان من في قلبه مرض يستأذن في العودة إلى بيوتهم ويتعللون بأن بيوتهم عورة ، وقد قال الله تعالى : ﴿ وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً ﴾ .
 كما أن المحن والشدائد تظهر نفاق المنافقين ، فهي كذلك تظهر إيمان المؤمنين ، فقد قال الله تعالى : ﴿ ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً ﴾ .
 في هذه الغزوة وكذلك غزوة بدر ظهر فضل التضرع إلى الله .
 لقد ضرب الرسول  المثل الأعلى للحكام والمحكومين في العدالة والمساواة ، وعدم الاستئثار بالراحة يوم وقف جنباً إلى جنب مع أفراد جيشه ليعمل بيده في حفر الخندق .
 أعطى الرسول  مثلاً آخر على رأفته بالمؤمنين يوم شاركهم في حفر الخندق ، ويوم أشركهم معه في طعم جابر ولم يستأثر به على قلة من الصحابة .
 في هذه الغزوة يظهر بجلاء غدر اليهود وخيانتهم ، بحيث أنهم كانوا السبب في تجميع الأحزاب حول المدينة ثم في خيانة يهود بني قريظة في أشد الأوقاف وأعظمها محنة .
 أن حفر الخندق يدخل في مفهوم المسلمين لقوله تعالى : ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ .
239. بعد أن رجع الرسول  إلى المدينة ، ورجع السلاح ، جاءه جبريل فماذا قال له ؟
قال له : ( قد وضعت السلاح ، والله ما وضعناه ، فاخرج إليهم ، قال : إلى أين ؟ قال : إلى قريظة ، فخرج النبي  إليهم ) . صحيح البخاري ( 4117 )
240. ماذا فعل رسول الله  لما قال له جبريل ذلك ؟
سارع بامتثال الأمر ، وقال لأصحابه : ( لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ) . صحيح البخاري ( 4119 )
241. ما سبب غزو الرسول  لهم ؟
نقضهم العهد .
242. كم حاصرهم ؟
خمس وعشرين ليلة .
ففي حديث عائشة : ( فأتاهم ـ أي رسول الله ـ فحاصرهم خمس وعشرين ليلة ) . مسند أحمد ( 6/141 ، 142 )
243. كم عدد جيش المسلمين ؟
ثلاثة آلاف مقاتل .
244. لما طال عليهم الحصار ، وعظم عليهم البلاء ، أنزلهم الرسول  على حكم أحد الصحابة ، فمن هو ؟
سعد بن معاذ وهو من الأنصار .
245. لماذا أنزلهم الرسول  على حكمه ؟
أنزلهم الرسول  على حكمه لأن الأنصار حلفاء بني قريظة .
246. بماذا حكم فيهم ؟ وماذا قال الرسول  في هذا الحكم ؟
حكم : تقتل مقاتلتهم ، وتسبى ذراريهم ، وتقسم أموالهم .
فقال النبي  : ( لقد قضيت بحكم الله ) . صحيح البخاري ( 4121 )
ونفذ الرسول  الحكم فيهم ، وجمعت الأسرى في دار الحارث وحفرت لهم الأخاديد في سوق المدينة ، فسيقوا إليها المجموعة تلو الأخرى لتضرب أعناقهم فيها ، وكانوا ستمائة أو سبعمائة .
247. ماذا قال سعد بن معاذ بعد حكمه في بني قريظة ؟
قال : ( اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إليّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وخرجوه ، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك ، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتي فيها ، فانفجرت من لبّته فمات ) . صحيح البخاري ( 4122 )
248. اذكر بعض فضائل سعد بن معاذ ؟
قال رسول الله  : ( اهتز عرش الرحمن لموت سعد ) . صحيح البخاري ( 3803 )
وقال  : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله ) . صحيح البخاري ( 3804 )
وقال  للأنصار : ( قوموا إلى سيدكم ) فسماه سيداً . صحيح البخاري ( )
وعن البراء قال : ( أهديت للنبي  حلة حرير ، فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها ، فقال : أتعجبون من لين هذه ؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين ) . صحيح البخاري ( 3802 )
وعن أنس قال : ( لما حملت جنازة سعد بن معاذ ، قال المنافقون : ما أخف جنازته ، فقال النبي  : إن الملائكة كانت تحمله ) . جامع الترمذي ( 3849 )
249. كيف كان المسلمون يميزون بين الصغار والبالغين من بني قريظة ؟
بالإنبات .
عن عطية القرضي قال : ( كنت من سبي بني قريظة ، فكانوا ينظرون ، فمن أنبت الشعر قتل ، ومن لم ينبت لم يقتل ، فكنت ممن لم ينبت ) وفي رواية : ( فكشفوا عانتي ، فوجدوها لم تنبت فجعلوني في السبي ) . سنن أبي داود ( 4404 )
250. اذكر بعض الفوائد المستنبطة من غزوة بني قريظة ؟
 بيان وبال وعاقبة الغدر والخيانة ، وأنهما عائدان على صاحبهما ، وفي القرآن : ﴿ فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ﴾ وقال سبحانه : ﴿ ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ﴾ .
 فضل سعد بن معاذ .
 فضل الصحابة في سرعة استجابتهم لرسول الله  .

صلح الحديبية
251. متى كانت الحديبية ؟
سنة 6 للهجرة في ذي القعدة . زاد المعاد ( 3/255 )
252. ما سببها ؟
أن رسول الله  خرج وأصحابه لأداء العمرة ولا يريدون القتال .
253. من أين أحرم العمرة ؟
من ذي الحليفة .
254. كم كان عدد المسلمين في الحديبية ؟
وجاء عن جابر أنه قال : ( قال لنا رسول الله  يوم الحديبية : أنتم خير أهل الأرض ، وكنا ألفاً وأربعمائة ) . صحيح البخاري ( 4155 )
255. من الذي أرسله الرسول  عيناً له ليأتي بخبر قريش ؟
بُسر بن سفيان الكعبي .
256. ماذا فعلت قريش عند ما علمت بخروج النبي  ؟
قررت صد المسلمين عن مكة ، وأرسلت خالد بن الوليد بمائتي فارس يتلقون النبي  وأصحابه ويردونه .
257. ماذا فعل الرسول  لتفادي الاشتباك مع قريش ؟
لتفادي الاشتباك مع المشركين سلك طريقاً وعرة عبر ثنية المرار ، وعند ما وصلها قال : ( من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل ) . صحيح مسلم ( 2780 )
258. أين بركت ناقة النبي  القصواء ؟
بركت في ثنية المرار .
259. ماذا قال الناس لما خلأت ؟ وماذا قال الرسول  ؟
قالوا : خلأت القصواء .
فقال النبي  : ( ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ) ثم قال : ( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ) . صحيح البخاري ( 4178 )
260. ماذا فعل الرسول  بعد ذلك ؟
زجرها فوثبت به حتى نزل بأقصى الحديبية ، على ثمدٍ قليل الماء .
صحيح البخاري ( 4178 )
ثمد : بئر .
خلأت : بركت وحرنت من غير علة ظاهرة .
261. ماذا فعل الرسول  لما شكا إليه الصحابة قلة الماء ؟
نزع سهماً من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه في البئر ، فجاش لهم بالري ، فارتووا جميعاً . صحيح البخاري 2731 )
262. بدأت المفاوضات بين الرسول  وقريش ،فمن الذي أرسلته قريش وتعجب من حب الصحابة للنبي  ؟
عروة بن مسعود ، فإنه لما رجع إلى قريش قال لهم : ( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ) . صحيح البخاري ( 2734 )
263. من هو الذي أرسله الرسول  لقريش ليؤكد لهم أنه  لم يأت لقتال وإنما معتمراً ؟
عثمان بن عفان .
264. على من نزل عثمان عند ما دخل مكة ؟
على أبان بن سعيد بن العاص الأموي .
265. ماذا قال لما أذنوا له بالطواف بالبيت ؟
قال : ( ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله  ) .
266. ماذا أشيع عن عثمان عند ما ذهب إلى قريش ؟
أشيع أنه قد قتل .
267. ماذا فعل رسول الله  عند ما بلغه هذا الخبر ؟
دعا  أصحابه للبيعة تحت الشجرة ، فبايعوه على الموت . صحيح البخاري ( 4169 )
268. من المنافق الذي لم يبايع الرسول  ؟
الجد بن قيس ، وذلك لنفاقه .
قال جابر : ( كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة ، فبايعناه ... غير جَدِّ بن قيس اختبأ تحت بطن بعيره ) . صحيح مسلم ( 1856 )
269. من أول من بايع رسول الله  على ذلك ؟
عبد الله بن وهب الأسدي .
270. اذكر بعض الأحاديث في فضل أصحاب الشجرة ؟
عن جابر  قال : ( كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة ، فقال لنا النبي  : وأنتم اليوم خير أهل الأرض ) . صحيح البخاري ( 4154 )
وعنه أيضاً قال : ( أن عبداً لحاطب جاء إلى رسول الله  يشكوا حاطباً فقال : يا رسول الله ، ليدخلن حاطب النار ، فقال رسول الله  : كذبت لا يدخلها ، فإنه شهد بدراً والحديبية ) . صحيح مسلم ( 2495 )
وقال  : ( لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها ) . صحيح مسلم ( 2496 )
271. ماذا فعل الرسول  لعثمان لينال أجر البيعة ؟
أشار  إلى يده اليمنى ، وقال : ( هذه يد عثمان ) فضرب بها على يده اليسرى وقال : ( هذه لعثمان ) . صحيح البخاري ( 3699 )
272. من هو الرسول  الذي أرسلته قريش للصلح فاستبشر به النبي  وتفاءل ؟
سهيل بن عمرو ، وقال النبي  متفائلاً : ( لقد سهل لكم أمركم ) . صحيح البخاري ( 2732 )
273. اذكر بعض بنود الصلح الذي تم بين النبي  وبين قريش ؟
1ـ الرسول  يرجع من عامه فلا يدخل مكة ، وإذا كان العام القادم دخلها المسلمون فأقاموا فيها ثلاثاً .
2ـ وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين ، يأمن فيها الناس ، ويكف بعضهم عن بعض .
3ـ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .
4ـ من أتى محمداً من قريش من غير إذن وليه ـ أي هارباً ـ رده عليهم ، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد ـ أي هارباً منه ـ لم يرد عليه . صحيح البخاري ( 2701 ) ومسلم ( 1783 )
لما تم الصلح دخلت خزاعة في عهد رسول الله  ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش .
274. ما هي السورة التي نزلت في طريق العودة من الحديبية ؟
سورة الفتح ، قوله تعالى : ﴿ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ﴾ .
قال  : ( لقد أنزلت علي الليلة سورة أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ثم قرأ : ﴿ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ﴾ . صحيح البخاري ( 4177 )
275. اذكر بعض الحوادث التي وقعت في السنة الرابعة ؟
1ـ ولادة الحسين بن علي .
2ـ زواج النبي  بزينب بنت خزيمة ، والملقبة بأم المساكين .
3ـ تزوج النبي  بأم سلمة بعد انقضاء عدتها من أبي سلمة .
276. ماذا فعل رسول الله  عند ما انتهى من قصة الكتاب ؟ وماذا فعل الصحابة ؟
قال : ( قوموا فانحروا ، ثم احلقوا ) فما قام منهم رجل واحد .
277. ماذا فعل رسول الله  لما رآهم لم يفعلوا ؟
دخل على أم سلمة وذكر لها ذلك .
278. بماذا أشارت عليه أم سلمة ؟
أشارت عليه أن يبدأ هو بما يريد ، ففعل فنحر ، فقاموا فنحروا .
279. اذكر بعض الحكم المستنبطة من صلح الحديبية ؟
 أنها كانت مقدمة بين يدي الفتح الأعظم الذي أعز الله به رسوله وجنده .
 ومنها : أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح ، فإن الناس أمن بعضهم بعضاً واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة .
 آية النبوة المحمدية المتجلية في جَيَشَان الماء في البئر التي أدخل فيها سهم النبي  .
 بيان مدى إجلال الصحابة للنبي  ، الأمر الذي أدهش سفير المشركين عروة بن مسعود .
 بيان فضيلة عثمان في كونه لم يرض أن يطوف بالبيت دون رسـول الله  ، وفي بيعة الرسول له وهو غائب .
 بيان فضل أهل بيعة الرضوان .
 استحباب التفاؤل لقوله  : ( سهل أمركم ) .
 جواز التبرك بآثار النبي  ، مثل التوضؤ بماء وضوئه ، وهو خاص به  .

غزوة خيبر
280. متى كانت غزوة خيبر ؟
في محرم عام 7 ﻫ . فتح الباري ( 7/465 )
( خيبر : مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام ) . فتح الباري ( 7/463 )
281. من استخلف النبي  على المدينة ؟
سِباع بن عُرفُطة . مسند أحمد ( 2/345 ، 346 )
282. ماذا فعل الرسول  عند ما قدم خيبر ؟
صلى بها الصبح وركب المسلمون . صحيح البخاري ( 4197 )
283. ماذا قال أهل خيبر لما رأوا جيش المسلمين ؟
محمد والله ، محمد والحميس . الحميس : الجيش | صحيح البخاري ( 4117 )
284. ماذا قال النبي  عند ذلك ؟
( الله أكبر ، خزيت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) . صحيح البخاري ( 4197 )
285. ماذا قال النبي  لما أشرف على خيبر ؟
قال : ( اللهم ربّ السموات السبع وما أظللن ، وربّ الأرضين وما أقللن ، وربّ الشياطين وما أضللن ، فإنا نسألك خير هذه القرية ، وخير أهلها ، وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها وشر ما فيها ) .
286. ماذا قال رسول الله  ليلة دخول خيبر ؟
قال : ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ) . صحيح البخاري ( 4210 ) ومسلم ( 2406 )
287. من هو الرجل ؟
علي بن أبي طالب .
288. بماذا أوصى النبي  علياً ؟
قال له : ( انفذ على رسـلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) . صحيح البخاري ( 4210 ) ومسلم ( 2406 )
289. من اليهودي الذي دعا إلى المبارزة ؟ وماذا كان يقول ؟
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب صحيح مسلم ( 1807 )
290. من الذي قتله ؟ وماذا كان يقول ؟
علي بن أبي طالب ، وكان يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليل غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
فضرب رأس مرحب فقتله ، ثم كان الفتح على يديه .
( حيدرة ) اسم للأسد صحيح مسلم ( 1807 )
291. كم كانت مدة حصار النبي  لخيبر ؟
شهراً كاملاً .
292. ماذا كانت نتيجة المعركة في غزوة خيبر ؟
قتل من اليهود ( 93 ) رجلاً ، وسبيت النساء والذراري ، واستشهد من المسلمين ( 20 ) رجلاً .
293. من هي المرأة التي وقعت في السبي ؟
صفية بنت حيي .
294. كيف تزوجها رسول الله  ؟
أعتقها وجعل عتقها صداقها . صحيح مسلم ( 1365 )
وتزوجها  في طريق عودته إلى المدينة .
295. من هي المرأة التي حاولت قتل النبي  ؟
اليهودية زينب بنت الحارث . شرح النووي ( 14/179 ) ، فتح الباري ( 7/497 )
حيث أهدت له شاة مشوية مسمومة . صحيح البخاري ( 2617 )
296. أين وضعت السم من هذه الشاة ؟ ولماذا ؟
وضعته في الذراع ، لأنها علمت أنه يحب الذراع . فتح الباري ( 6/272 )
297. هل قتلها النبي  ؟
لم يقتلها أولاً ، ثم لما مات بشر بن البراء قتلها . زاد المعاد ( 3/298 )
298. على ماذا تم الاتفاق بين الطرفين ؟
 بالنسبة للأراضي والنخيل دفعها لهم الرسول  على أن يعملوا عليها ولهم شطر ما يخرج منها .
 أن ينفقوا من أموالهم على خدمة الأراضي .
 وتم الاتفاق على أن بقاءهم بخيبر مرهون بمشيئة المسلمين ، فمتى شاؤوا أخرجوهم منها .
وقد أخرجهم عمر بن الخطاب إلى تيماء وأريحاء ، استناداً إلى قول الرسول  في مرض موته : ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) .
299. من الذي قدم على رسول الله  في هذه الغزوة ؟
قدم عليه جعفر بن أبي طالب وأصحابه ومعه الأشعريون عبد الله بن قيس وأصحابه ، وكان فيمن قدم معهم أسماء بنت عميس . زاد المعاد ( 3/294 )
300. ما الذي حرم في هذه الغزوة ؟
حرمت لحوم الحمر الأهلية .
عن علي بن أبي طالب  : ( أن رسـول الله  نهى عن متعة النسـاء يوم خيبر ، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية ) . صحيح البخاري ( 4216 ، 1405 )
301. اذكر بعض الحكم المستنبطة من غزوة خيبر ؟
 استحباب قول : ( اللهم رب السموات السبع ... ) عند دخول أي بلد .
 بيان فضل علي بن أبي طالب .
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضله  :
قال رسول الله  له : ( أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) . صحيح البخاري
وقال  له: ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) . صحيح مسلم ( 78 )
 بيان صدق وعد الله تعالى في غنائم خيبر ، إذ وعد المؤمنين بها فأنجزها لهم .
قال المفسرون : ” إن خيبر كانت وعداً وعدها الله تعالى بقوله : ﴿ وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه ﴾ يعني صلح الحديبية ، والمغانم الكثيرة خيبر “ .


عمرة القضاء
302. متى كانت غزوة القضاء ؟
في ذي القعدة من العام السابع للهجرة لأداء العمرة .
حسب الشروط التي تمت في صلح الحديبية .
303. كم بلغ عددهم ؟
بلغ عدد من شهد عمرة القضاء ألفين سواء النساء والصبيان .
304. ماذا قالت قريش لما قدم الرسول  ؟
قال بعضهم لبعض : إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب .
صحيح البخاري ( 4256 )
305. بماذا أمر النبي  الصحابة لما قال المشركون ذلك ؟
أمرهم أن يرملوا ويسارعوا بالعدو في الأشوط الثلاثة ، وأن يمشوا ما بين الركنين .
306. ماذا قال المشركون لما رأوا ذلك ؟
قالوا : هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد من كذا وكذا . صحيح مسلم ( 1266 )
307. ما الذي حدث بعد انتهاء الأيام الثلاثة ؟
جاءت قريش في صباح اليوم الرابع إلى علي فقالوا : قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل. صحيح البخاري ( 4251 )
308. من هي التي تزوجها النبي  في هذه العمرة ؟ وأين تزوجها ؟
ميمونة بنت الحارث ، وتزوجها بسَرِف .
وتزوجها بعد أن تحلل من إحرامه .
عن ميمونة قالت: ( تزوجني رسول الله  ونحن حلالان بسرف ). صحيح مسلم (1411)
( سرف ) :
309. متى أسلم خالد بن الوليد وعمر بن العاص ؟
في عام ( 8 ) ﻫ في صفر .

غزوة مؤتة
310. متى كانت غزوة مؤتة ؟
في سنة ( 8 ) ﻫ في جمادى الأولى .
311. ما سبب هذه الغزوة ؟
كان سببها أن رسـول الله  بعث الحارث بن عمير الأزدي أحد بني لهب بكتابه إلى الشام إلى ملك الروم وبصرى ، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقتله ، ولم يُقتل لرسول الله  رسول غيره ، فاشتد ذلك فبعث البعوث . زاد المعاد ( 3/336 )
312. كم كان عدد جيش المسلمين ؟
ثلاثة آلاف مقاتل . زاد المعاد ( 3/336 )
313. من عين أميراً على هذا الجيش ؟
أمر عليه زيد بن حارثة ، وقال : ( إن قتل فجعفر ، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ) . صحيح البخاري ( 4261 )
314. كم عدد جيش العدو ؟
مائتا ألف ، مائة ألف من الروم ، ومائة ألف من نصارى العرب والعجم .
315. ماذا فعل المسلمون لما بلغهم كثرة العدو ؟
أقاموا في معان ليلتين يتشاورون في أمرهم .
316. من الذي شجع الجيش على القدوم ؟
عبد الله بن رواحة ، وقال : ( يا قوم ، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم وتطلبون ، الشهادة ، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ولا نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهور وإما شهادة ) .
317. هل استشهد قواد المسلمين الثلاثة ؟
نعم .
فاستشهد زيد بن حارثة ، فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب فعقر فرسه الشقراء وقاتل بالراية فقطعت يمينه فأمسكها بشماله ، فقطعت فاحتضن الراية حتى استشهد ، فأخذ الراية عبد الله بن رواحة فتردد يسيراً ثم تقدم ، فقاتل حتى استشهد .
318. ماذا حدث بعد وفاة القواد الثلاثة ؟
أخذ الراية ثابت بن أقرم ونادى في المسلمين أن يختاروا لهم قائداً ، فاختاروا خالد بن الوليد .
319. ماذا فعل خالد بن الوليد لما أخذ الراية ؟
دافع القوم ، ثم انحاز بالمسلمين وانصرف الناس .
320. كم عدد الذين استشهد من المسلمين ؟
( 12 ) رجلاً [ رغم ضراوة المعركة وكثرة أعداد جيش العدو ] .
وأما الأعداء فلم يعرف عن عدد قتلاهم غير أن وصف المعركة يدل على كثرتهم .
321. من القائد الذي انقطعت في يده تسعة أسياف ؟
خالد بن الوليد .
قال : ( لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية ) . صحيح البخاري ( 4265 )
322. من الذي وجد في جسده أكثر من سبعين إصابة ؟
جعفر بن أبي طالب .
عن ابن عمر قال : ( كنت فيهم في تلك الغزوة ، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ، ووجدنا في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية ) . صحيح البخاري ( 4261 )
323. من الذي أخبر الصحابة بخبر الجيش قبل أن يأتي الرسول بالخبر ؟
من معجزاته : أنه  أخبر الصحابة باستشهاد القادة وعيناه تذرفان الدمع قبل أن يأتيه الرسول بالخبر ، وأخبرهم باستلام خالد بن الوليد للراية وبشرهم بالفتح .
عن أنس : ( أن النبي  نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ، فقال : أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم جعفر فأصيب ، ثم أخذ بن رواحة فأصيب ، وعيناه تذرفان ، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم ) . صحيح البخاري ( 4262 )
( نعى : أي أخبرهم بقتله ) . فتح الباري ( 7/512 )
324. ما الدليل على حزن النبي  لموت جعفر ؟
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( لما جاءت وفاة جعفر عرفنا في وجه النبي  الحزن ) . صحيح البخاري ( 1299 )
325. اذكر بعض فضائل جعفر ؟
وعن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : ( رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة ) . جامع الترمذي ( 3763 )
عن عامر الشعبي قال : ( كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفراً قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين ) . صحيح البخاري ( 3709 )
326. اذكر فضل ومكانة شهداء مؤتة ؟
بين الرسول  مكانتهم بقوله: ( ما يسرهم أنهم عندنا ). صحيح البخاري ( 2798 )
قال الحافظ ابن حجر : ” أي لما رأوا من فضل الشهادة “ . فتح الباري ( 7/513 )
327. اذكر بعض الحكم والفوائد المستنبطة من غزوة مؤتة ؟
 فضيلة الأمراء الثلاثة زيد وجعفر وابن رواحة .
 بيان حقيقة كشف عنها ابن رواحة ، وهي أن المسلمين لا يقاتلون بعدد ولا قوة ، وإنما يقاتلون بالدين .
 آيات النبوة المحمدية تتجلى في إخبار النبي  أهل المدينة بسير المعركة ووصفه لها كأنه يديرها ويشاهد سير القتال فيها .
 بيان فضل خالد ، وسبب تلقيبه بسيف الله .

فتح مكة
328. ما سبب غزوة فتح مكة ؟
كان ضمن شروط صلح الحديبية أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل ، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل ، فدخلت خزاعة في عقد محمد وعهده ، ودخلت بنوا بكر في عقد قريش ، ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً بماء يقال له الوتير ، وهو قريب من مكة ، وأعانت قريش بنو بكر على خزاعة بالكراع والسلاح ، فاستنجدت خزاعة بالرسول  .
329. من الذي قدم إلى المدينة يستنجد بالرسول  ؟
عمرو بن سالم الخزاعي .
فقال  : ( نصرت يا عمرو بن سالم ) .
330. ماذا فعلت قريش عند ما فعلت ذلك ؟
جاء أبو سفيان إلى النبي  في المدينة لتجديد المعاهدة .
331. إلى من أتى أبو سفيان أولاً ؟
ذهب إلى أبي بكر فرده ، ثم إلى عمر فرده وأغلظ عليه ، ثم إلى فاطمة ، ثم علي فرده حتى علم رسول الله  فلم يرد عليه شيئاً .
332. ماذا قالت أم حبيبة ابنة أبي سـفيان حينما دخل عليها أبو سـفيان وأراد أن يجلس على فراش رسول الله  ؟
طوته عنه وقالت : ( فراش رسـول الله  وأنت رجل مشـرك نجس ، ولم أحب أن تجلس على فراش رسـول الله  ) .
333. كم عدد جيش المسلمين ؟
عشرة آلاف مقاتل .
334. ماذا قال الرسول  لما تهيأ للخروج ؟
قال : ( اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها ) .
335. من هو الصحابي الذي أرسل كتاباً يخبر قريشاً بخبر قدوم محمد  ؟
حاطب بن أبي بلتعة . صحيح البخاري ( 3983 ) ومسلم ( 2494 )
336. لمن أعطى حاطب كتابه يوصله إلى قريش ؟
أعطاه امرأة ، قيل اسمها سارة . فتح الباري ( 7/520 )
337. من هما الرجلان اللذان أرسلهما رسول الله  ؟
علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام .
338. ما السبب الذي حمل حاطباً على هذا العمل ؟
قال للرسول : ( إني ملصقاً في قريش ـ حليفاً ـ ولم أكن من أنفسها ، وكان ممن معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي ، ولم أفعله ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام ) . صحيح البخاري ( 3983 ) ومسلم ( 2494 )
339. متى كان خروج النبي  ؟
كان خروجه في رمضان في العام الثامن للهجرة في العاشر من رمضان . صحيح البخاري ( 4275 )
وكان المسلمون صياماً ، حتى بلغوا كديداً ـ وهي عين جارية تبعد عن مكة 86 كيلاً ـ فأفطروا .
340. من الذي أسلم في الجحفة وكان من أهل بيت النبي  ؟
العباس بن عبد المطلب .
341. اذكر اثنين من زعماء قريش أسلما والنبي  في طريقه إلى مكة وكانا شديدين في معادات الإسلام ؟
أبو سفيان بن الحارث ، وعبد الله بن أبي أمية .
342. أين عسكر المسلمون ؟
في مر الظهران قريب من مكة .
343. متى أسلم أبو سفيان ؟ وما كيفية إسلامه ؟
أسلم عام الفتح .
خرج أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار ، فالتقى بهم العباس بن عبد المطلب ، وكان يري أن يرسل إلى قريش رسولاً يطلب منهم أن يخرجوا لمصالحة الرسول  قبل أن يدخل عليهم مكة ، وكان أبو سفيان وصاحباه يتناقشون بينهم في أمر الجيش المعسكر بمر الظهران ، فأخبرهم العباس بأنه جيش المسلمين ، وطلب من أبي سفيان أن يمضي معه وبجواره إلى معسكر المسلمين فوافق .
وقابل الاثنان الرسول  فدعا أبا سفيان للإسلام فتلطف في الكلام وتردد في الإسلام ، فأمر الرسول  العباس بأن يأخذه إلى خيمته ويحضره في صباح اليوم التالي ، ففعل وأسلم أبو سفيان في اليوم التالي .
344. ماذا طلب العباس من الرسول  بعد أن أسلم أبو سفيان ؟
طلب أن يجعل لأبي سفيان شيئاً ، لأنه يحب الفخر ، فوافق وقال : ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ) .
345. من أين دخل رسول الله  مكة ؟
دخلها من أعلاها .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( أن النبي  دخل عام الفتح من كداة التي بأعلى مكة ) .صحيح البخاري ( 4290 )
346. كيف دخل رسول الله  مكة ؟
دخلها خاشعاً شاكراً يقرأ سورة الفتح ويرجّع في قراءتها وهو على راحلته .
عن عبد الله بن مغفل  قال : ( رأيت رسول الله  يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح ) . صحيح البخاري ( 4281 )
347. كيف كانت مقاومة قريش ؟
كانت يسيرة ، حيث بلغ قتلى المسلمين ثلاثة من الفرسان ، في حين قتل من المشركين اثني عشر رجلاً .
348. ماذا قال أبو سفيان بعد ذلك ؟
أبيحت خضراء قريش ، لا قريش بعد اليوم . صحيح مسلم ( 1780 )
349. ماذا خشي الأنصار من الأمان الذي أعلنه الرسول  لأهل مكة ؟
خشي الأنصار أن يكون هذا الأمان دليلاً على رأفة النبي  بقومه ، ورغبة في البقاء بمكة .
350. ماذا قال لهم الرسول  ليطمئنهم ؟
قال : ( المحيا محياكم ، والممات مماتكم ) . صحيح مسلم ( 1780 )
351. ماذا حدث بعد ذلك ؟
أقبل الناس إلى باب أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم . صحيح مسلم ( 1780 )
352. ذكر بعض من أباح الرسول دماءهم ؟
عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومِقيَس بن صبابة ، وعبد الله بن أبي السرج ، وفرتنى وسارة . سنن أبي داود ( 2683 )
وقد قتل بن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة . صحيح البخاري ( 4286 )
وقتل مقيس في سوق مكة .
وتمكن عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن أبي السرج من الوصول إلى الرسول  حيث أعلنا إسلامهما وحقنا بذلك دمهما .
353. ما سبب إهدار النبي  لدم هؤلاء ؟
لما ألحقوه من أذى شديد وتنكيل بالمسلمين ، وكان في إهدار دمهم عبرة للطغاة والمستهترين بأرواح الأبرياء في كل زمان ومكان .
354. ماذا فعل رسول الله  أول ما دخل الحرم ؟
استلم الحجر الأسود ثم طاف بالبيت .
355. كم عدد الأصنام التي كانت حول البيت ؟
360 صنماً . صحيح البخاري ( 4287 )
356. ماذا فعل بها رسول الله  ؟
كسرها وطعنها بيده .
عن ابن مسعود  قال : ( دخل رسول الله  يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب ، فجعل يطعنها في يده ، ويقول : جاء الحق وزهق الباطل ، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ) . صحيح البخاري ( 4287 )
357. اذكر بعض أقوال النبي  يوم فتح مكة ؟
قال  : ( لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ) . صحيح البخاري ( 3077 )
وقال  : ( لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة ) . سنن الترمذي ( 1611 )
358. ما معنى قول النبي  : ( لا هجرة بعد الفتح ) ؟
قال النووي : ” الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام باقية إلى يوم القيامة ، وتأولوا هذا الحديث تأويلين :
أحدهما : لا هجرة بعد الفتح من مكة ، لأنها صارت دار إسلام ، فلا تتصور منها الهجرة .
والثاني : وهو الأصح ، أن معناه أن الهجرة الفاصلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها أهلها امتيازاً ظاهراً انقطعت بفتح مكة ، ومضت لأهلها الذين هاجروا قبل فتح مكة “ . شرح النووي ( 8/13 )
359. ماذا فعل الرسول  بعامة أهل مكة ؟
عفا عنهم .
فقد قال لهم : ( ما تظنون أني فاعل بكم ؟ فقالوا : خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) .
وفي رواية أنه قال : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .
360. في دار من دخل النبي  يوم الفتح وصلى بها ثمان ركعات ؟
في دار أم هانئ .
قالت : ( إن النبي  دخل بيتها يوم فتح مكة ، فاغتسل وصلى ثمان ركعات وذلك ضحى ) . صحيح البخاري ( 1176 ) ومسلم ( 336 )
وفي رواية لمسلم : ( ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى ) . صحيح مسلم ( 336 )
قيل : المراد بها سنة الضحى ، ورجحه النووي ) . شرح مسلم ( 4 / 29 )
وقيل : المراد بها صلاة الفتح شكراً لله ، ورجحه ابن القيم . زاد المعاد ( 3 / 361 )
361. كم أقام النبي  بمكة ؟
19 يوماً .
عن ابن عباس قال : ( أقام النبي  بمكة تسعة عشر يوماً يصلي ركعتين ) .
صحيح البخاري ( 4298 )
362. متى أسلم أبو قحافة والد أبو بكر ؟
عام الفتح .
363. بماذا أمر الرسول  لما جيء به ؟
لما جيء به ورأسه كالثغامة بياضاً أمر بتغيير سيبه وقال : ( غيروا هذا بشيء وجنبوه السواد ) .صحيح مسلم ( 2102 )
364. اذكر بعض الحكم والفوائد المستنبطة من غزوة الفتح ؟
 بيان عاقبة نكث العهود ، وأنها وخيمة للغاية .
 تجلي النبوة المحمدية في العلم بالمرأة حاملة خطاب حاطب إلى كفار مكة .
 بيان تواضع الرسول  لربه شكراً له على آلائه وإنعامه عليه ، إذ دخل مكة وهو خاشع متواضع .
 بيان العفو المحمدي الكبير ، إذ عفا عن قريش العدو الألد .
 مشروعية كسر الأصنام والصور والتماثيل وإبعادها من المساجد بيوت الله .
 جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر .


غزوة حنين
365. ما سبب هذه الغزوة ؟
السبب فيها أن مالك بن عوف النضري جمع القبائل من هوازن ، ووافقه على ذلك الثقفيون ، وقصدوا محاربة المسلمين ، فبلغ ذلك النبي  فخرج إليهم . فتح الباري ( 8/27 )
( حنين ) وادٍ إلى جنب ذي المجاز قريب من الطائف .
366. متى كانت هذه الغزوة ؟
في شوال سنة ثمان للهجرة .
367. من هو الذي استعان منه النبي  الأدرع ؟
صفوان بن أمية وكان لم يسلم بعد . سنن أبي داود ( 3562 )
368. كم عدد المسلمين في هذه الغزوة ؟
قال أهل المغازي : إنه خرج معه ألفان من أهل مكة ـ الطلقاء ـ مع عشرة آلاف من أصحابه ، فأصبحوا اثني عشر ألفاً . زاد المعاد ( 3/411 )
369. من استعمل النبي  على مكة أميراً ؟
عتّاب بن أسيد . زاد المعاد ( 3/411 )
370. كم بلغ عدد جيش هوازن ؟
عشرون ألفاً . ينظر فتح الباري ( )
وقد رتب مالك بن عوف جيشه فيها بشكل صفوف حسنة ، فقدم الخيل ، ثم المقاتلة ، ثم النساء ، ثم الغنم ثم الإبل . صحيح مسلم ( 1059 )
371. من الذي أرسله النبي  إليهم ليأتيهم بخبرهم ؟
عبد الله بن أبي حدْرد الأسلمي .
372. ماذا قال الرسول  لما جاء بخبر القوم ؟
تبسم  وقال : ( تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله ) . سنن أبي داود ( 2501 )
373. كان لوجود الطلقاء أثر سلبي . اذكر ذلك ؟
في الطريق إلى حنين رأى بعض الطلقاء شجرة يعلق عليها المشركون أسلحتهم تعرف بذات أنواط ، فقالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ؟ فقال : ( سبحان الله ، هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ) . جامع الترمذي ( 2281 )
374. اذكر بعض الفوائد التي نستفيدها من قولهم هذا ؟
 أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات الباطلة .
 تنزيه الله عند التعجب .
 فيه علم من أعلام النبوة ، من حيث أنه وقع كما أخبر النبي  .
 يعذر الجاهل بجهله إذا ارتدع بعد العلم .

. عاتب القرآن بعض المسلمين في هذه الغزوة ، فما هو السبب ؟
أن بعضهم أعجب بكثرتهم ، حتى قال أحدهم : لن يغلبوا من قلة ، فعاتبهم القرآن وذكـرهم بعدم الاتكال إلا على الله ، فقال تعالى : ﴿ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ﴾ . التوبة ( 25 )
375. ماذا كانت طريقة المعركة ؟
سبقت هوازن المسلمين إلى واد حنين واختاروا مواقعهم ، وبثوا كتائبهم في شعابه ومنعطفاته وأشجاره ، وكانت خطتهم محكمة تتمثل في مباغتة المسلمين بالسهام أثناء تقدمهم في وادي حنين المنحدر .
376. ماذا حدث بعد ذلك ؟
عند دخول المسلمين الوادي حملوا على هوازن فانكشفوا ، فأكب المسلمون على ما تركوه من الغنائم ، وبينما هم على هذه الحال ، استقبلتهم هوازن وأمطرتهم بوابل من السهام التي لا تكاد تخطي أحد .
377. ماذا حدث لجيش المسلمين ؟
ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فولوا مدبرين لا يلوي أحد على أحد .
وكان أول من أدبر خيالة المسلمين ثم المشاة ، وفرّ معهم الطلقاء والأعراب ، ثم بقية الجيش . صحيح البخاري ( 2864 )
378. من الذي ثبت مع رسول الله  ؟
لم يثبت مع رسول الله  أحد سوى أبي سفيان بن الحارث وجماعة قليلة .
379. على ماذا كان يركب الرسول  أثناء الحرب ؟ وبماذا أمر العباس ؟
على بغلة له بيضاء ، وأمر العباس أن ينادي أصحاب الشجرة ، ثم خص الأنصار بالنداء ، ثم بني الحارث بن الخزرج . صحيح مسلم ( 1775 )
380. بماذا أجاب هؤلاء ؟
قالوا : لبيك لبيك ، قال العباس : ( والله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها ) . صحيح مسلم ( 1775 )
381. ماذا كان يقول الرسول  أثناء المعركة ؟
كان يقول :
أنا النبي لا كــذب أنا ابن عبـد المطـلب
382. كيف كانت نهاية المعركة ؟
أخذ  حصيات أو تراباً فرمى به وجوه الكفار وهو يقول : ( انهزموا ورب محمد ) ، فولوا مدبرين . صحيح مسلم ( 1775 )
وقد خلفوا وراءهم كثير من القتلى والأموال .
383. ماذا فعل الرسول  بعد حنين ؟
بعث أبا عامر الأسلمي ، ومعه أبو موسى الأشعري إلى أوطاس .
عن أبي موسى الأشعري  قال : ( لما فرغ رسول الله  من حنين ، بعث أبا عامر إلى أوطاس ، قال أبو موسى : وبعثني مع أبي عامر ، قال : فرمي أبو عامر في ركبته ) . صحيح مسلم ( 2498 )
384. أوصى أبو عامر أبو موسى بوصية ، فما هي الوصية ؟
قال لأبي موسى : ( انطلق إلى رسول الله  فأقرئه مني السلام وقل له : يقول لك أبو عامر : استغفر لي ) .
385. ماذا فعل رسول الله  لما أخبره أبو موسى بوصية أبو عامر ؟
دعا رسول الله  بماء ، فتوضأ منه ، ثم رفع يديه ، ثم قال : ( اللهم اغفر لعبيد ، أبي عامر ، اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ) . صحيح مسلم ( 2498 )
386. ماذا قال أبو موسى لما رأى الرسول  يدعو لأبي عامر ؟
قال : يا رسول الله ، ولي يا رسول الله فاستغفر لي .
387. ماذا قال رسول الله  لما قال له أبو موسى ذلك ؟
قال : ( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً ) . صحيح البخاري ( 2884 ) ومسلم ( 2498 )
388. ما هي غزوة الطائف ؟
هذه الغزوة امتداد لغزوة حنين ، وذلك أن معظم فلول هوازن وثقيف دخلوا الطائف مع القائد العام ـ مالك بن عوف ـ وتحصنوا بها وحاصرهم رسول الله  .
389. كم كانت مدة الحصار ؟
قيل أربعين يوماً . صحيح مسلم ( 1059 )
390. ماذا استخدم المسلمون في هذا الحصار ؟
استخدموا المنجنيق .
391. ما سبب رجوع النبي  عن الحصار ؟
استعصى الحصن على المسلمين .
واستشهد منهم اثنا عشر رجلاً .
حينئذٍ دعا رسول الله  إلى الرحيل .
392. ماذا قال رسول الله  لما طلب منهم أن يدعوا على هوازن ؟
دعا لهم وقال : ( اللهم اهدِ ثقيفاً ) . سنن الترمذي ( 3937 )
393. أين وزع الرسول  الغنائم ؟
في الجعرانة .
394. من أعطى الغنائم ؟
وزعها على المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئاً . صحيح مسلم ( 1059 )
395. ماذا قالت الأنصار ؟
قالوا : إذا كانت الشدة فنحن نُدعى ، وتعطى الغنائم غيرنا . صحيح مسلم ( 1059 )
396. ماذا قال رسول الله  لما بلغه كلامهم ؟
جمعهم وقال : ( أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله إلى بيوتكم ، لو سلك الناس وادياً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار ) .
صحيح البخاري ( 3146 ) ومسلم ( 1059 )
397. اذكر بعض الحكم والفوائد المستنبطة من غزوة حنين والطائف ؟
 ظهر في هذه الغزوة من معجزات النبوة وآيات الرسالة ثباته  وقد فرّ الناس عنه .
 ومنها : إيصال الله قبضته التي رمى بها إلى عيون أعدائه على البعد منه وبركته في تلك القبضة حتى ملأت أعين القوم ، إلى غير ذلك من معجزاته : كنزول الملائكة للقتال حتى رآهم العدو جهرة ورآهم بعض المسلمين.
 تحريم الإعجاب بالنفس أو بالعمل أو بالقوة إذ ترتب على ذلك هزيمة المؤمنين في أول لقائهم لعدوهم .
 بيان الفرق بين من رسخ الإيمان في قلبه ، وبين من لم يرسخ .
 كمال رأفته  ورحمته أن يدعو بالهداية لمن حاربوه وقتلوا جماعة في أصحابه ، كما فعل الرسول  مع أهل الطائف وثقيف .
 مشروعية استعمال أحدث الأسلحة وأجداها في الحرب لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، من حيث أن النبي  استخدم المنجنيق على أهل الطائف .


غزوة تبوك أو العسرة
398. ما سبب غزوة تبوك ؟
أن هرقل جمع جموعاً من الروم ، وقبائل العرب الموالية لها ، فعلم بهم الرسول  فخرج إليهم .
وقيل : أخذ الثأر لجعفر بن أبي طالب .
399. متى وقعت هذه الغزوة ؟
قال ابن حجر : ” كانت في شهر رجب من سنة تسع قبل حجة الوداع بلا خلاف . فتح الباري ( 16/237 )
400. كم كان عدد جيش المسلمين ؟
30 ألف مقاتل .
401. لماذا سميت هذه الغزوة بغزوة العسرة ؟
لما فيها من العسر الشديد في المال والزاد والركائب .
شدة في الحر ، وجدب في البلاد ، وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم .
402. حث النبي  الصحابة على الإنفاق في هذه الغزوة لبعدها وكثرة المشركين فيها ، فمن هو أكثر المنفقين فيها ؟
هو عثمان بن عفان .
قال  : ( من جهز جيش العسرة فله الجنة ) فجهزه عثمان .
وقال لمحاصريه أيام الدار : ( ألسـتم تعلمون أنه قال : من جهز جيش العسـرة فله الجنة ؟ فجهزته ، فصدقوه بما قال ) . صحيح البخاري ( 2778 )
وبلغت هذه المشاركة من عثمان ألف دينار ، وعند ما نثرها في حجر النبي  أخذ يقلبها ويقول : ما ضرّ ابن عثمان ما عمل بعد اليوم ) . سنن الترمذي ( 3967 )
403. من هم البكاءون ؟
هم الذين أتوا رسول الله  يطلبون منه ما يخرجون عليه معه في هذه الغزوة ، فلم يجد ما يحملهم عليه ، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون .
404. ماذا قال المنافقون عند ما بدأ الرسول  يتجهز لغزوة تبوك ؟
أخذوا يثبطون همم الناس وقالوا : لا تنفروا في الحر .
فأنزل الله فيهم: ﴿ وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون ﴾.
405. من هو الرجل الذي قال له رسول الله  : ( هل لك يا فلان بجلاد بن الأصفر ) ؟
هو الجد بن قيس .
406. ماذا قال هذا الرجل للرسول ؟
اعتذر وقال : لا تفتني ، فوالله لقد عرف قومي أنه ما به رجل بأشد عجباً بالنساء مني ، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر ، فأعرض عنه رسول الله  .
407. من تخلف عن هذه الغزوة ؟
تخلف عنها كثير من الأعراب والمنافقين ، وعدد قليل من الصحابة من أهل الأعذار ، وثلاثة ممن لم يكن لهم عذر [ وسيأتي ذكرهم ] .
408. من الذي خلفه رسول الله  على أهله ؟
علي بن أبي طالب .
عن سعد قال : ( خلف رسول الله  علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله ، أتخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال : أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) . صحيح البخاري ( 4416 ) ومسلم ( 5404 )
409. ماذا قال النبي  عن المتخلفين عن هذه الغزوة بعذر ؟
قال : ( إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم ، قالوا : يا رسول الله ، وهم بالمدينة ؟ قال : حبسهم العذر ) . صحيح البخاري ( 4423 )
410. من هو الصحابي الذي تخلف عن رسول الله  من غير عذر ثم تغلب على نفسه ولحق بالناس ؟
أبو خيثمة الأنصاري .
فلما جاء إلى المعسكر ورآه الناس قال النبي  : ( كن أبا خيثمة ، فجئت فدعا لي ) . صحيح مسلم ( 2769 )
411. من هم الثلاثة الذين تخلفوا عن هذه الغزوة من غير عذر ؟
كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية .
412. أمر النبي  بمقاطعتهم ، فكم استمرت هذه المقاطعة ؟
خمسين يوماً ، ثم تاب الله عليهم . صحيح البخاري ( 4418 )
413. ماذا فعل رسول الله  عند ما وصل تبوك ؟
خطب خطبة طويلة .
414. ما حدث في تبوك ؟
لم يقع قتال مع الروم ، بل انتهى المسلمون إلى تبوك ولم يلقوا جموع الروم والقبائل العربية .
415. كم مكث الجيش في تبوك ؟
عشرين ليلة .
عن جابر  قال : ( أقام رسول الله  بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة ) . سنن أبي داود ( 1235 )
416. عند ما كانوا في تبوك تخلف رسول الله  عن صلاة من الصلوات لحاجته . فما هي ؟
صلاة الفجر . صحيح مسلم ( 274 )
417. من الصحابي الذي قدموه إماماً بعد تأخر النبي  ؟
عبد الرحمن بن عوف .
ففي الحديث : ( ... وقد قاموا في الصلاة يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف ، وقد ركع بهم ركعة ، فلما أحس بالنبي ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه فصلى بهم ، فلم سلم قام النبي  ) . صحيح مسلم ( 274 )
418. مرّ النبي  بطريق عودته على الحجر من ديار ثمود ، فماذا قال للصحابة ؟
قال  : ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ) . صحيح البخاري ( 3378 ) ومسلم ( 2981 )
419. من هو الصحابي الذي مات بتبوك وقال  : ( اللهم إني أمسيت عنه راض فارض عنه ) ؟
عبد الله بن ذو البجادين .
420. لماذا سمي ذو البجادين ؟
لأنه كان يريد الإسلام فمنعه قومه ، وضيقوا عليه ، حتى خرج من بينهم وليس عليه إلا الأبجاد ، وهو الكساء الغليظ ، فشقه باثنين فاتزر بواحدة وارتدى الأخرى ، ثم أتى رسول الله  فسمي ذو البجادين .
421. ماذا قال ابن مسعود لما سمع مقالة النبي  ؟
قال : ( يا ليتني صاحب هذه الحفرة ) .
422. لما أقبل النبي  على المدينة ، ماذا قال ؟
قال : ( هذه طابة ، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه ) .
423. ماذا حدث لما دخل النبي  المدينة ؟
خرج الناس والنساء والصبيان يقابل الجيش بحفاوة بالغة .
عن السائب بن يزيد قال : ( لما قدم النبي  المدينة من غزوة تبوك تلقاه الناس فلقيته مع الصبيان على ثنية الوداع ) . صحيح البخاري ( 3182 )
424. ماذا فعل الرسول  عند ما دخل المدينة ؟
دخل المسجد وصلى فيه ركعتين .
425. اذكر بعض الحكم والفوائد المستنبطة من غزوة تبوك ؟
 بيان رفع الحرج على ذوي الأعذار كالعمى والعرج والمرض .
 من آيات الإيمان ومظاهره لدى المؤمنين البكاء الصادق عند العجز عن السير .
 بيان فضيلة أبي خيثمة وذي البجادين وابن مسعود .
 جواز إمامة المفضول وصلاة الأفضل خلفه .
 أن من يمر بديار المغضوب عليهم والمعذبين ، لا ينبغي له أن يدخلها ولا أن يقيم بها ، بل عليه أن يسرع ولا يدخل عليهم إلا باكياً معتبراً كما فعل الرسول  وأمر به .
 فضل الإنفاق في سبيل الله .
 فضل عثمان بن عفان .

عام الوفود
426. اذكر بعض الأحداث التي وقعت في السنة التاسعة ؟
1. رجم المرأة الغامدية التي اعترفت بزناها .
2. توفي النجاشي أصحمة ملك الحبشة وصلى عليه رسول الله  صلاة الغائب .
3. مات رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول .
427. ماذا كانت تسمى السنة التاسعة ؟
عام الوفود .
حيث ابتدأت وفود القبائل العربية تقدم من أنحاء الجزيرة العربية معلنة دخولها الإسلام .
428. من الذي أرسل النبي  أميراً على الحج في هذا العام ؟
أبو بكر الصديق ، خرج في ذي الحجة إلى مكة .
429. كم عدد المسلمين الذين معه ؟
300 من الصحابة .
430. ماذا فعل الرسول  لما نزلت سورة براءة ؟
بعث علياً بصدرها ليؤدي عنه ذلك .
431. ماذا قال أبو بكر لما رأى علياً جاءه ؟ وماذا قال له علي ؟
قال هل أبو بكر : أميراً أو مأموراً ؟ قال علي : بل مأمور .
فمضيا أبو بكر أميراً على الحج ، وعلي يبلغ صدر سورة براءة .

432. بماذا بعث علي ؟
قال : ( بعثت بأربع : لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ومن كان بينه وبين رسول الله  عهد إلى موته ) .
مسند أحمد ( )
433. من الذي أرسله رسول الله  إلى اليمن ؟
معاذ بن جبل ، وكان ذلك عام ( 10 ﻫ ) وقبل حج النبي  . فتح الباري (3/358)
434. اذكر ما قاله النبي  لمعاذ عند ما أرسله ؟
قال : ( إنك ستأتي قوماً أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... ) صحيح البخاري ( ) ومسلم ( )
وقال له : ( يا معاذ ، عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا أو قبري ، فبكى معاذ جزعاً لفراق النبي  ) . مسند أحمد ( 5/115 )

حجة الوداع
435. متى كانت حجة الوداع ؟
في العام العاشر من الهجرة .
وهذه أول حجة يحجها النبي  بعد النبوة .
436. لماذا سميت حجة الوداع ؟
لأنه  ودع الناس فيها ولم يحج بعدها .
وتسمى حجة البلاغ ، لأنه  بلغ الناس شرع الله قولاً وعملاً .
437. متى خرج رسول الله  من المدينة ؟
خرج لخمس بقين من ذي الحجة .
وقد خطب النبي  ووصى بوصايا كثيرة من أشهرها تلك الخطبة التي خطبها في وسط أيام التشريق ، وفيها :
( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ... ) .
ومما قال في الخطبة في تلك الحجة :
( ويلكم لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) .

في الرفيق الأعلى
438. متى بدأ مرض النبي  ؟
بعد عودته من حجة الوداع بحوالي ثلاثة أشهر ألم به المرض .
439. في بيت مَنْ مِنْ زوجاته بدأ به المرض ؟
في بيت ميمونة .
قال الحافظ : ” إنه المعتمد “ .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( أول ما اشتكى رسول الله  في بيت ميمونة ... ) . صحيح البخاري ( 4442 )
440. ماذا طلب رسول الله  من أزواجه ؟
طلب أن يمرّض في بيت عائشة .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( لما ثقل رسول الله  واشتد وجعه ، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذنّ له ... ). صحيح البخاري ( 198 ) ومسلم ( 92 )
441. ما هو أول مرضه ؟
أول مرضه كان في الصداع .
قال ابن رجب : ” فقد تبين أن أول مرضه كان صداع الرأس ، والظاهر أنه كان مع حمى ، فإن الحمى اشتدت في مرضه ، فكان يجلس في مخضب وتصب عليه الماء “ . لطائف المعارف ( 109 )
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( رجع إلي النبي  ذات يوم من جنازة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً وأنا أقول : وارأساه ، قال : بل أنا يا عائشة وارأساه ) . مسند أحمد ( 6/228 )
( البقيع ) موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها .
( الصداع ) هو وجع الرأس .
442. اذكر بعض إشارات النبي  إلى اقتراب أجله ؟
قال  : ( لتأخذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا ) . صحيح مسلم ( 297 )
قال النووي : ” فيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته “ .
شرح النووي ( 9/45 )
وعن معاذ : ( أن النبي  لما بعثه إلى اليمن خرج راكباً والنبي  يمشي تحت راحلته ، فقال : يا معاذ ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا ، فتمر بقبري ومسجدي ، فبكى معاذ لفراقه  فقال : لا تبك يا معاذ ، فإن البكاء من الشيطان ) .
مسند أحمد ( 5/235 )
وقال تعالى : ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ .
قال عمر وابن عباس : ( هو أجل رسول الله  نعي إليه ) .
صحيح البخاري ( 3624 )
443. من الذي طُلِبَ من النبي  أن يستغفر لهم ؟
أهل البقيع .
عن أبي مويهبة مولى رسول الله  قال : ( بعثني رسول الله  من جوف الليل فقال : يا أبا نويهبة ، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي ، فانطلقت معه ، فلما وقف بين أظهرهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنئ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى ) . مسند أحمد ( 3/488 )
444. ماذا طلب النبي  لما اشتد وجعه ؟
طلب أن يراق عليه ماء .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( ... ولما دخل بيتي واشتد وجعه قال : أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن ، لعلي أعهد إلى الناس ) .
صحيح البخاري ( 198 ) ومسلم ( 312 ، 313 )
( أهريقوا ) أي صبوا .
( أوكيتهن ) جمع وكاء ، وهو ما يشد به رأس القربة .
445. ما الحكمة من عدد القرب التي حدد النبي  وهي سبع ؟
قال الحافظ : ” أن الأمر بالغسل منه سبعاً إنما هو لدفع السمية التي في ريقه ، وقد ثبت في حديث : من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) . فتح الباري ( 1/362 )
446. اذكر الأدلة على شدة وجع النبي  ؟
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( ما رأيت رجلاً أشد عليه الوجع من رسول الله  ) . صحيح البخاري ( 5646 ) وصحيح مسلم ( 2570 )
وعن ابن مسعود  قال : ( دخلت على رسول الله  وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله ، إنك لتوعك وعكاً شديداً ، فقال رسول الله  : أجل ، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ) . صحيح البخاري ( 5647 ) ومسلم ( 571 )
447. ما فائدة تشديد الموت على الأنبياء ؟
لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان :
أحدهما : تكميل فضائلهم ومضاعفة أجورهم ورفع درجاتهم .
الثانية : أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، فإذا كان الأنبياء الصادقون عاينوا ألم الموت وشدته وكربته مع كرامتهم على الله ، قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت .
448. من الذي أمره النبي  أن يصلي بالناس في مرضه ؟
أبو بكر الصديق .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( ثقل النبي فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك . قال : ضعوا لي ماء في المخضب ، قالت : ففعلنا ، فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه ، ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال : ضعوا لي ماء في المخضب ، فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ... فأرسل النبي  إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس ... ) . صحيح البخاري ( 687 ) ومسلم ( 418 )
( المخضب ) بكسر الميم ، هي الإجانة التي تغسل فيها الثياب .
( لينوء ) أي لينهض بجهد .
449. لماذا جاز الإغماء على الأنبياء دون الجنون ؟
قال النووي : ” جاز عليهم لأنه مرض من الأمراض ، بخلاف الجنون فلم يجز عليهم لأنه نقص “ . شرح النووي ( )
450. كم استمرت مدة مرض النبي  ؟
ثلاثة عشر يوماً ، وهذا قول الأكثر .
451. هل مات النبي  شهيداً ؟
نعم ، فقد جمع الله له بين النبوة والشهادة .
قالت عائشة : ( كان رسول الله  يقول في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، وهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم ) . صحيح البخاري ( )
( ما أزال أجد ألم الطعام ) أي أحس الألم في جوفي بسبب الطعام .
الحديث يشير إلى قصة الشاة المسمومة التي وضعتها المرأة اليهودية لرسول الله  .
قال ابن مسعود : ( لأن أحلف تسعاً أن رسول الله  قتل قتلاً أحبّ إلي من أحلف واحدة أنه لم يقتل ، وذلك أن الله اتخذه نبياً واتخذه شهيداً ) . مسند أحمد ( 1/381 )
452. ماذا قال  لما حضرته الوفاة ؟
عن عائشة قالت : ( دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي  وأنا مسندته غلى صدري ، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به ، فأمده رسول الله بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي  فاستن به ، فما رأيت رسول الله  استن اسـتناناً قط أحسن منه ، فما عدا أن أفرغ رسول الله  رفع يده أو إصبعه ثم قال : في الرفيق الأعلى ثلاثاً ، ثم شخص ، وكانت تقول : مات بين حاقنتي وذاقنتي ) . صحيح البخاري ( 890 )
وعنها قالت : ( كنت أسمع أنه لن يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والأخرى ، قالت : فسمعت النبي في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول : ﴿ من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ﴾ فظننت خير حينئذ ) . صحيح البخاري ( 4435 )
( فأمده ) أي مدّ نظره إليه .
( في الرفيق الأعلى ) قيل : الملائكة ، وقيل : المذكورون في سورة النساء ، ومعنى كونهم رفيقاً : تعاونهم على طاعة الله وارتفاق بعضهم ببعض .
453. متى توفي رسول الله  ؟
قال ابن كثير : ” ولا خلاف أنه  توفي يوم الاثنين “ .
قال ابن حجر : ” وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف من ربيع الأول ، وكان يكون إجماعاً “ . فتح الباري ( 7/736 )
وأكثر العلماء على أنه في اليوم الثاني عشر منه .
454. كم كان سن النبي  عند ما توفي ؟
توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة .
عن أنس  قال : ( قبض النبي  وهو ابن ثلاث وستين ، وقبض أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وقبض عمر وهو ابن ثلاث وستين ) . صحيح مسلم ( 2348 )
قال ابن كثير : ” وهذا القول هو الأشهر وعليه الأكثر “. البداية والنهاية ( 5/227 )
455. اذكر بعض وصايا النبي  قبل موته ؟
( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ) . سنن ابن ماجه ( 2697 )
( لا يموتن أحدكم وهو يحسن الظن بالله ) . صحيح مسلم ( 2877 )
( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ). صحيح البخاري (3052) ومسلم (1637)
( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر ما صنعوا ) . صحيح البخاري 435 ) ومسلم ( 531 )
( اللهم بلغت ثلاث مرات ، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها المؤمن الصالح أو ترى له ، ألا وإني نهيت عن القراءة في الركوع والسجود ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) .
صحيح مسلم ( 876 )
456. من الذي قبل الرسول  بعد موته ؟
أبو بكر .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( أن أبا بكر قبل النبي  بعد موته ) .
صحيح البخاري ( 4455 )
457. اذكر حال الصحابة بعد وفاة النبي  ؟
قال ابن رجب : ” ولما توفي  اضطرب المسلمون ، فمنهم من دهش فخولط ، ومنهم من أقعد فلم يطق القيام ، ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام ، ومنهم من أنكر موته بالكلية “ . لطائف المعارف ( )
قال أنس : ( ما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله  ) .
458. هل جرد رسول الله  عند ما غسلوه أم لا ؟
لا ، لم يجردوه .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( لما أرادوا غسل النبي  قالوا : أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا ، أو نغسله وعليه ثيابه ، فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما فيهم رجل إلا وذقنه في صدره ، فكلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو ؟ أن اغسلوا رسول الله وعليه ثيابه وغسلوه وعليه قميصه ) . رواه أبو داود ( 3141 )
قال الصنعاني : ” وفي هذه القصة دلالة على أنه ليس كغيره من الموتى “ .
سبل السلام ( 2/93 )
459. متى غسل رسول الله  ؟
غسل يوم الثلاثاء ، وذلك بعد وفاته بيوم .
لأنهم انشغلوا ببيعة الصديق بقية يوم الاثنين وبعض يوم الثلاثاء .
460. من الذي تولى غسل النبي  ؟
علي بن أبي طالب ، والفضل بن العباس ، وقُثَم بن العباس ، وأسامة بن زيد .
461. كيف كفن رسول الله  ؟
كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ) .
صحيح البخاري ( )
( سحولية ) نسبة إلى سحول ، وهي قرية باليمن .
462. كيف صلى الناس على الرسول  ؟
صلى الناس عليه أرسالاً أرسالاً ، يدخلون من باب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر لا يؤمهم أحد .
قال ابن كثير : ” وهذا الصنيع ، وهو صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه أمر مجمع عليه لا خلاف فيه “ . البداية والنهاية ( 5/232 )
463. أين دفن الرسول  ؟
في حجرة عائشة .
فقد اختلف المسلمون أين يدفن ، فجاء أبو بكر وحسم الخلاف بما سمعه من رسول الله  فقد قال : سمعت رسول الله  يقول : ( ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه ) ودفنوه في موضع فراشه . سنن الترمذي ( 1018 )
قال ابن كثير : ” قد علم بالتواتر أنه  دفن في حجرة عائشة التي كانت تختص بها .... ثم دفن فيها أبو بكر ثم عمر ) . البداية والنهاية ( 5/238 )
464. اذكر بعض خصائص الأنبياء فيما يتعلق بالوفاة ؟
‌أ- يقبرون حيث يموتون .
للحديث السابق .
‌ب- التخيير عند الموت .
وسبق الدليل على ذلك .
‌ج- أحياء في قبورهم . قال  : ( الأنبياء أحياء في قبورهم ) .
‌د- لا تأكل الأرض أجسادهم .
قال  : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) .
سنن أبو داود ( 1047 )
465. متى دفن النبي  ؟
ليلة الأربعاء .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( توفي رسول الله  يوم الاثنين ، ودفن ليلة الأربعاء ) . مسند أحمد ( )
وعنها قالت : ( ما علمنا بدفن رسول الله  حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل من ليلة الأربعاء ) .


زوجات الرسول
466. عن كم زوجة توفي رسول الله  ؟ وما أسماؤهن ؟
قال ابن القيم : ” ولا خلاف أنه  توفي عن تسع “ .
وأسمائهن :
عائشة ، وحفصة ، وسودة ، وزينب بنت جحش ، وأم سلمة ، وأم حبيبة ، وميمونة ، وجويرية ، وصفية . شرح النووي ( 10/47 )
467. من من زوجاته توفيت قبله ؟
خديجة بنت خويلد ، وزينب بنت خزيمة .
468. من هي أول زوجة تزوجها ؟
خديجة بنت خويلد .
469. من هي التي تزوجها بكراً ؟
عائشة .
470. من هي التي لم يتزوج عليها حتى ماتت ؟
خديجة بنت خويلد .
471. من هي التي وهبت يومها لعائشة ؟
سودة بنت زمعة .
472. من هي التي نزلت براءتها من فوق سبع سموات ؟
عائشة .
473. من هي التي طلقها وراجعها وقال جبريل : ( إنها صوامة قوامة ) ؟
حفصة بنت عمر .
474. من هي التي كانت تلقب بأم المساكين ؟
زينب بنت خزيمة .
475. من أول نسائه لحوقاً به بعد وفاته ؟
زينب بنت جحش ، ماتت سنة 20 ﻫ .
476. من آخر نسائه موتاً ؟
أم سلمة عام ( 62 ﻫ ) .
477. من هي التي كانت تفخر وتقول : ( زوجني الله من فوق سبع سموات ) ؟
زينب بنت جحش .



أخوكم
سليمان بن محمد اللهيميد
السعودية / رفحاء
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 31-01-2006, 06:17 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه



عبدالرحمن بن عبدالخالق


كانت الحياة الدنيوية لأشرف الرسل، وأكرم خلق الله، وخير البرية محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، مثالاً وبرهاناً أن الله لا يختار الدنيا لأوليائه وأحبابه، وإنما يختار لهم الآخرة {وللآخرة خير لك من الدنيا}.

وكانت كذلك سلسلة متواصلة من الاختبارات والابتلاءات.

فقبل الرسالة نشأ النبي صلى الله عليه وسلم في أسرة فقيرة فقد مات أبوه قبل أن يولد، ولم يترك له من الميراث إلا أمة هي أم أيمن رضي الله عنها.

وقـد عانت أمه حتى وجدت مرضعاً له، وبقي في كفالة جده عبدالمطلب ثم لم تلبث والدته حتى توفيت وهـو طفل صغير، ثم تبعها جده عبدالمطلب، فانتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى كفالة عمه أبي طالب، الذي كان فقيراً، كثير الأولاد، وهكذا نشأ النبي يتيماً فقيراً قد من الله عليه بالمأوى عند جده، ثم عمه. قال تعالى {ألم يجدك يتيماً فآوى}.

وعمل النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام أجيراً في رعي غنم الأثرياء من أهل مكة فقال: [رعيت الغنم على قراريط لبعض أهل مكة]، والقيراط عمله صغيرة في قيمة الفلس.

ولما شب لم يكن له مال ليتاجر فيه كأهل مكة الذين كانت التجارة هي عملهم الأساس. فإن مكة ليست ببلـد زرع، وإنما عيش أهلها على التجارة واستجلاب البضائع، والبيع في أسواق الحج.. وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة مرات قليلة في مال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. وكان أهل مكة يقارضون بأموالهم. (والقراض أن يعطي رب المال ماله للعامل ليتاجر فيه ثم يكون الربح بينهما وإذا وقعت الخسارة وقعت في المال وخسر العامل عمله)، وهذه المعاملة التي كان أهل الجاهلية يتعاملون بها جاء الإسلام وأقرها، فهي صورة من صورة الشركة في الإسلام.

ولم يتوغل النبي في التجارة، ولا كانت هماً له.

وبعد أن تزوج من خديجة رضي الله عنها، انصرف إلى العزلة والتعبد، فكان يأخذ زاده من طعام وشراب، ويخرج خارج مكة، وقد اختار جبل حراء الذي وجد كهفاً (مغارة) في أعلاه سكنها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يمكث فيها الليالي ذوات العدد حتى إذا فنى الطعام الذي معه، ونفذ الماء رجع إلى مكة مرة ثانية، ثم يكون من شأنه أن يتزود من الطعام والشراب لأيام أخرى يقضيها وحده في غار حراء.

ووجد صلى الله عليه وسلم في هذه الخلوة راحته وسعادته واطمئنان قلبه، وحببت إليه هذه الخلوة والابتعاد عن الناس، ومن كان في مثل هذه الحال فإن الدنيا لا تكون له على بال.

وكان هذا إعداداً من الله له ليحمل بعد ذلك ما لا تستطيع حمله الجبال.

وأتاه الوحي من الله، وحمله الله سبحانه وتعالى رسالته إلى العالمين، وأمره بإبلاغ دينه إلى الناس كافة في الأرض كلها.

وهذه الرسالة تبديل كامل لما عليه الأمم كلها من العقائد والنظم والتشريع والآداب والأخلاق، وفيها إكفار أهل الأرض كلهم: اليهود والنصارى والعرب المشركين والمجوس، وتسفيه لأحلامهم وحكم عليهم بالنار والعذاب والخسران هم ومن مضى من آبائهم إن ظلوا على ما هم عليه من الدين والخلق والسلوك والتشريع..

ومع ضخامة هذه المهمة وثقلها، وتكاليفها الباهظة فإن الله سبحانه وتعالى لم يضع تحت يد النبي صلى الله عليه وسلم كنزاً من المـال ينفق منه، ولا وسيلة معجزة خارقة للعادة تحمله هنا وهناك ليبلغ رسالة ربه، بل ولم يرفع عنه السعي الواجب ليكسب عيشه وعيش أولاده، وكان صلى الله عليه وسلم قـد رزق بولدين القاسم وعبدالله ماتا سريعاً، وبأربعة من البنات هن زينب،ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، عليهن السلام جميعاً ظللن في كنفه. والبنت ليست كاسبة.

وكان على النبي صلى الله عليه وسلم الذي حمل هذه الأمانة العظمى أن يسعى فيها وأن يجد ويجتهد، فانتهى بذلك عهد السكون والخلوة والسلامة من الناس والبعد عن شرورهم..

يوم الطائف!! وما لقي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم من ماله في هذا الوقت دابة يركبها، ولو حماراً يحمله إلى مكان بعيد عن مكة ليبلغ رسالة ربه، ولما أراد الذهاب إلى الطائف لم يجد إلا قدميه، وعندما رآه أهل الطائف وهم أهل الغنى والثراء، وقد أتاهم من مكة ماشياً، وليس معه أحد.. لا صديق، ولا مرافق، ولا خادم، يقوم بخدمته.. ثم يقول لهم بعد ذلك [أنا رسول رب العالمين]!!، استنكروا هذا جداً، ولم تتقبل عقولهم المريضة، ونفوسهم الخسيسة أن يكون هذا الذي أمامهم وهو على تلك الحال من الضعف والفقر هو رسـول الله حقاً وصدقاً، إذ كيف يكون رسول الله خالق الكون الذي يكلفه بالبلاغ للناس جميعاً، ولا يضع له ولو ردابة في الخدمة ليبلغ عليها رسالة ربه!!

وكان من شأنهم ما قصه النبي صلى الله عليه وسلم عندما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلة: هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: [لقيت من قومك ما لقيت!! وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذا عرضت نفسي على ابن عبدياليل بن عبدكلال، فلم يجبني إلى ما أردت -فانطلقت وأنا مهموم- على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب -وهو المسمى بقرن المنازل- فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم!! فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد، ذلك!! فما شئت؟‍‍! إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين - أي لفعلت، (والأخشبان هما جبلا مكة، أبو قبيس والذي يقابله وهو قعيقعان) - قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئاً].(متفق عليه) .

النبي صلى الله عليه وسلم يستدين ثمن الراحلة التي يهاجر عليها إلى المدينة:

ولما أذن الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة بعد أن أجمعت قريش أمرها على قتله، رأت أن هـذا هو السبب الوحيد الذي يمكن أن يوقف دعوته، وأن نفيه خارج مكة أو حبسه فيها، لن يمنع من انتشار دعوته في مكة وخارجها.. أقول لما عزم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج مكة وأذن الله له في الخروج منها لم يكن يملك راحلة يركبها، وهو رسول رب العالمين، الذي له ملك السموات والأرضين، ولما عرض النبي صلى الله عليه وسلم أمر الهجرة على الصديق أبي بكر رضي الله عنه، فرح أبو بكر بذلك فرحاً شديداً، وكان يعلم أنه لا بقاء له والرسول صلى الله عليه وسلم بمكة بعد أن اشتد على المسلمين الأذى وهاجر عامتهم إلى الحبشة، ولم يبق إلا من له عهد مع قريش أو عصبة قوية تحميه، وكان أبو بكر قـد اشترى راحلتين من ماله، وكان تاجراً ميسوراً فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما ليهاجر عليها فقبلها النبي بثمنها.

الصديق يرتب أمر الهجرة خطة ومالاً:

ورتب أبو بكر شأن الهجرة كله، الرواحل، والزاد، ودليل الطريق (عبدالله بن أريقط) وكان غلاماً للصديق، والاختفاء في نواحي مكة حتى يخف الطلب ويأمن الطريق، وكيفية وصول الزاد إليهما، ومعرفة أخبار قريش مدة الاختفاء حتى يخف الطلب، فقد كان رأس أبي بكر مطلوباً مع رأس النبي صلى الله عليه وسلم، فإن قريش جعلت مائة من الإبل لمن أتاها بالنبي أو صاحبه حياً أو ميتاً.

وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الصديق الذي لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم من أهل الأرض كلهم ناصر بعد الله إلا هو، الذي رافقه في هجرته جاعلاً حياته مع حياة النبي صلى الله عليه وسلم وروحه دون روحه. قال تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذي كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا...} الآية

وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لا يحمل مالاً ولا متاعاً، والراحلة التي حملته كانت من مال الصديق ديناً على النبي صلى الله عليه وسلم، وحق للنبي صلى الله عليه وسلم قبل موته أن يذكر الصديق مشيداً بمنزلته وفضله فيقول: [إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن] (متفق عليه) .

النبي صلى الله عليه وسلم ينزل المدينة بلا مال أو متاع:

ويسكن النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وينزل أولاً ضيفاً على أبي أيوب الأنصاري، ثم يعرض شراء أرض المسجد وكانت خربة فيها قبور لبعض المشركين، وبقايا نخل لا يثمر، فيقول أصحاب الأرض: والله لا نقبل ثمنها إلا من الله!!

فيكون وقفهم هذا أعظم وقف في الإسلام (المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم) ويشتري النبي بجوار المسجد أرضاً يقيم فيها حجرات لزوجاته. كانت الحجرة لا تسعه قائماً يصلي، وتسع امرأته. قالت أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها: (كنت أنام في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم يصلي من الليل فإذا أراد أن يسجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما). (متفق عليه) وهذا من ضيق المكان.

فهل تتصور الآن غرفة لا تسع مصل ونائم!!

أنس بن مالك أعظم هدية في الإسلام:

ولما سكن الرسـول بيته جاءته أم سليم الأنصارية الصحابة العابدة الفقيهة الحصيفة كاملة الدين والعقل فأهدت له ابنها، وقالت: يا رسول الله هذا خادمك أنس!!، فكان أنس بن مالك رضي الله عنه خـادم النبي صلى الله عليه وسلم لعشر سنين!! لم يعرف خادم في الدنيا أشرف ولا أجل ولا أعظم منه فشرف الخادم بشرف المخدوم، وهل أجل وأعظم وأشرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولو قدر لنا أن نرى خادم رسول الله لخدمناه لخدمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

منزل بلا أثاث أو رياش:

وعاش النبي صلى الله عليه وسلم في منزل لا يعرف الأثاث ولا الرياش، فلم يكن فيه بساط قط، ولا كان يستر حيطانه من الطين شيء من الأصباغ بل ولا تسويه بالملاط.

ولما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم عدي بن حاتم الطائي وهو ملك طيء وسيدهم وحبرهم، وقد علق صليباً من الذهب في صدره، واستضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدم لضيفه ليجلس عليه إلا وسادة واحدة من ليف وضعها النبي صلى الله عليه وسلم لضيفه ليجلس عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض!! .

منزل بلا مطبخ ولا نار!!

ولم يعرف بيت النبي صلى الله عليه وسلم مطبخاً قط، ولا كان فيه فرن قط، وكان يمر شهران كاملان ولا يوقد في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نار قط، وكان يعيشون الشهر والشهرين على الماء والتمر فقط.. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين، ولا يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار!! قيل: فما كان طعامكم. قالت: الأسودان: التمر والماء!!!

ولم يكن يجد آل محمد صلى الله عليه وسلم التمر في كل أوقاتهم، بل كان رسول الله يمضي عليه اليوم واليومين وهو لا يجد من الدقل (التمر الردئ) ما يملأ به بطنه.

ولم ير رسـول الله صلى الله عليه وسلم الخبز الأبيض النقي قط، وسأل عروة بن الزبير رضي الله عنه خالته عائشة رضي الله عنها هل أكل رسول الله خبز النقي؟ فقالت: ما دخل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً قط، ولا رأى رسول الله منخلاً قط.. قال: فكيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نطحنه ثم نذريه (مع الهواء) ثم نثريه ونعجنه!! ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشبع من خبز الشعير هذا يومين متتالين حتى لقي الله عز وجل!!

قالت أم المؤمنين رضي الله عنها: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتالين حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكانت تمر الأيام على أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجدون ما يأكلونه لا تمراً ولا شعيراً إلا الماء.

ولقد جاء للنبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله أنا ضيفك اليوم!! فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تسع زوجات عنده، ترد كل واحدة منهن (والله ما عندنا ما يأكله ذو كبير!! والمعنى من طعام يمكن أن يأكله إنسان أو حيوان) فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أخذه إلى المسجد عارضاً ضيافته على من يضيفه من المسلمين فقال: [من يضيف ضيف رسول الله!!]

وأقول: الله أكبر!! رسـول رب العالمين، ومن له خزائن السموات والأراضين لا يوجد في بيته خبزة من شعير أو كف من تمر يقدمه لضيفه!!

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد الذي أرسلته رحمة للعالمين وسيداً للبشر أجمعين، وأعليت ذكره في الأولين والآخرين، واحشرني تحت لوائه يوم الدين.

وعاش النبي صلى الله عليه وسلم حياته لم يجلس في طعامه على خوان قط، ولا أكل في (سكرجة) قط (السكرجة: هي الصحون الصغيرة) ولم يعرف لا هـو ولا أصحابه المناديل التي يجفف بها الأيدي بعد الطعام قط.

هذه ثياب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

وكان عامة أصحابه لا يجد أحدهم إزاراً ورداءاً معاً، بل عامتهم من كان له إزار لم يكن له رداء، ومن كان له رداء لم يكن له إزار!!

وكان يستحيون من رقة حالهم إذا جلسوا أو مشوا أن تظهر عوراتهم!!

وكان يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلوا وليس لإحدهم إلا الإزار أن يخالف بين طرفيه ويربطه في رقبته على عاتقيه!! حتى لا يسقط إزاره وهو يصلي!!

وفي عهد التابعين رأى أحدهم جابر بن عبدالله الأنصاري يصلي في إزار قد عقده من قبل قفاه!! وثيابه موضوعة على المشجب فقال له: تصلي في إزار واحد؟! فقال: إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك!! وأينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

واختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيش حياته كلها متخففاً من الدنيا، مقبلاً على الآخرة، ولما فتحت له الفتوح، وكان له الخمس من مال بني النضير وخمس الخمس من خيبر، والخمس من فدك وكلها أراض ترد غلات كبيرة جعل كل ذلك في سبيل الله، وجاءته نساؤه يطلبن التوسعة في النفقة، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً وإن كنتن تردن الله ورسـوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً}

ولما نزلت هذه الآية على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم أن هذا الخيار قد يصعب على بعض زوجاته، وكان صلى الله عليه وسلم يحب عائشة رضي الله عنها، وكانت في وقت نزول هذه الآية طفلة صغيرة لم تكمل الحادية عشرة من عمرها.

فبدأ النبي بها صلى الله عليه وسلم وقال لها: [يا عائشة إني عارض عليك أمراً فلا تستعجلي فيه حتى تستأمري أبويك!!]

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أن أبويها لا يمكن أن ينصحا لها بفراق النبي صلى الله عليه وسلم!! فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليها الآية وفيها تخيير بين الحياة مع النبي مع التقشف والتخفف من الدنيا، وترك التوسع فيها، وبين الطلاق. قالت: يا رسول الله أفيك أستأمر أبوي!! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة!!

الله أكبر... ما أعظم هذا!! هذه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فتاة لم تبلغ الحادية عشرة من عمرها... أي فقه وفهم ورجاحة عقل ودين كانت تحمله هذه الحِصَان الرازن الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. ثم قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: ولكن يا رسول الله لا تخبر أحداً من زوجاتك بالذي اخترته!!

ومرة ثانية أقول الله أكبر... عائشة أم المؤمنين التي اختارت الله ورسوله والدار الآخرة وآثرت الحياة مع النبي صلى الله عليه وسلم مع الزهد والتقشف والتقلل من الدنيا يظهر فيها كذلك معاني الأنثى الكاملة، والزوجة الغيور المحبة لزوجها التي تريد أن تستأثر به (وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) ، وترجو أن يسقط في الاختبار غيرها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم!!

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها: [لا تسألني واحدة منهن عما اخترتيه إلا قلت لها!!]

نعم المعلم أنت يا رسول الله!! فقد كنت كاملاً في كل نواحيك!! :

فأنت خير زوج لأزواجك، وخير صديق لأصدقائك، وخير صاحب لأصحابك، وخير شريك لشركائك، وخير جار لجيرانك، وفي النهاية خير رسول لأمته. فصلى الله عليك وعلى آلك وأزواجك الطيبين الطاهرين الذين صحبوك في هذه الحياة الدنيا على أتم صحبة، فكانت زوجاتك الطيبات الطاهرات خير النساء، ومن أجل ذلك جعلهن الله أمهات لكل مؤمن بمنزلة الأم الرؤوم الحنون. كما كنت يا رسـول الله أباً لكل مؤمن بمنزلة الوالد الرؤوف الرحيم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهن}

وفارقرسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا يوم فارقها وهو في ثوبه الخشن، ومنزله المتواضع، عيشه الكفاف، ولم يترك ديناراً ولا درهماً بل مات وهو مدين بثمن ثلاثين صاعاً من شعير طعاماً لأهل بيته كان قد اشتراها من يهودي ورهنه النبي درعه!!

وأخرجت عائشة رضي الله عنها للناس رداءاً وكساءاً غليظاً فقالت: توفي رسـول الله صلى الله عليه وسلم في هذين!!

فسلام الله عليك ورحمته وبركاته عليك يا رسول الله في العالمين.


موقع الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 31-01-2006, 06:24 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

بسم الله الرحمن الرحيم

التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم


إن الدارس لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستلف نظره ذلك التوازن الدقيق بين معالمها مما لا يمكن أن تجده في أي بشر سواه، هذا التوازن - الذي يعد من أبرز دلائل نبوته - يتمثل في الكم الهائل من الشمائل ومحاسن الأخلاق التي اجتمعت في شخصيته صلى الله عليه وسلم على نسق متعادل لا تطغى صفة على صفة ولا توظف صفة في موقف لا تحتاجه ولا تليق به بل لكل مقام مقال ولكل حالة لبوسها حتى لا يستطيع ذو عقل أن يقول ليت ما أمر به نهى عنه أو ما نهى عنه أمر به أو ليته زاد في عفوه أو نقص من عقابه إذ كل منه على أمنية أهل العقل وفكر أهل النظر، إنه الكمال البشرى الذي يقود المسلمين إلى مزيد من الإعجاب والحب لرسولهم الكريم مفاخرين الدنيا بأسرها أنهم أتباع سيد البشر.

التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

حقق التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم أسمى غاياته فكان ذو نفس سوية تتمتع بمثالية يدركها من له أدنى معرفة بالسلوك النفسي وأبعاده فما كان صلى الله عليه وسلم بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع ولا بالكثير الضحك الهزلى الذي تسقط مهابته من العيون ولم يكن حزنه وبكاؤه إلا مما يحزن ويبكى منه العقلاء في غير إفراط ولا إسراف وفي ذلك يقول ابن القيم [ وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فلم يكن بشهيق ورفع صوت ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) وبكى لما مات عثمان بن مظعون وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكى في صلاته وجعل ينفخ ويقول (رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك) وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته وكان يبكى أحيانا في صلاة الليل ](1).
أما ضحكه صلى الله عليه وسلم فكان يضحك مما يُضحك منه وهو مما يُتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر كما كان يداعب أصحابه. فعن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال (أتت امرأة يقال لها أم أيمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن زوجي يدعوك قال: ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض ؟ قالت والله ما بعينه بياض فقال بلى إن بعينه بياضا فقالت لا والله فقال ما من أحد إلا وبعينه بياض) رواه أبو داود وعن أنس بن مالك أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنا حاملوك على ولد ناقة) فقال يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهل تلد الإبل إلا النوق) رواه الترمذى.

التوازن السلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

كان التوازن السلوكي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد دلائل نبوته فلقد جعل هذا التوازن من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة العليا التي تمثلت فيها كل جوانب الحياة فهو الأب والزوج ورئيس الدولة والقائد للجيش والمحارب الشجاع كما كان المستشار والقاضي والمربى والمعلم والعابد والزاهد … إلى آخر صفاته صلى الله عليه وسلم التي كانت من الخصب بحيث استوعبت كل جوانب حياة البشر الأمر الذي جعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى للناس كافة على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم حتى تقوم الحجة على الناس مرتين مرة بالبيان النظري ومرة بالبيان العملي وإليك بعض مظاهر هذا التوازن السلوكي:-

(أ) التوازن النبوي بين القول والفعل.
(شهدت البشرية في تاريخها الطويل انفصالا بين المثل والواقع، بين المقال والفعال، بين الدعوى والحقيقة وكان دائما المثال والمقال والدعوى أكبر من الواقع والفعال والحقيقة وهذا شيء يعرفه من له أدنى معرفة بالتاريخ والحياة غير أن هذه الظاهرة تكاد تكون مفقودة في واقع الرسل وأتباعهم فهم وحدهم الذين دعوا الإنسانية إلى أعظم قمم السمو ومثلوا بسلوكهم العملي هذه الذروة بشكل رائع مدهش)(2).
وظهور هذا التوازن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية كان على أعلى ما يخطر بقلب بشر فهو العابد والزاهد والمجاهد والزوج و … و … الذي ما كان يأمر بخير إلا كان أول آخذ به ولا ينهى عن شر إلا كان أو تارك له.
فعن عبادته تقول السيدة عائشة رضي الله عنه (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال (أفلا أكون عبدا شكورا) رواه الشيخان، وعن أنس رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه شيئا ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته) رواه البخارى.
وعن زهده يروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنه قالت: دخلت علىّ امرأة من الأنصار فرأت فراش النبي صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية فرجعت إلى منزلها فبعثت إلىّ بفراش حشوه الصوف فدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ما هذا ؟) فقلت فلانة الأنصارية دخلت علىّ فرأت فراشك فبعثت إلىّ بهذا فقال (رديه) قالت فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك ثلاث مرات ثم قال (يا عائشة رديه فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة) قالت: فرددته. وهو إمام الزاهدين الذي ما أكل على خوان قط وما رأى شاة سميطا قط وما رأى منخلا منذ أن بعثه الله إلى يوم قبض ما أخذ من الدنيا شيئا ولا أخذت منه شيئا وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول (مالي وللدنيا إنما أنا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها) .
وأما عن شجاعته وجهاده فيروى أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول (لم تراعوا … لم تراعوا) وهو على فرس لأبى طلحة عرى ما عليه سرج في عنقه سيف فقال (لقد وجدته بحرا) ، وعن على رضي الله عنه قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه. ولولا خوف الإطالة لسردنا شمائله صلى الله عليه وسلم التي نادى بها وعلّمها أمته وكان أول الممارسين العمليين لها.

(ب) الصدق النبوي في الجد والدعابة.
(الصدق صفة أساسية لابد أن يتمتع بها صاحب الرسالة، هذا الصدق لابد أن يكون مطلقا لا يُنقض في أي حال بحيث لو امتحن صاحب الرسالة في كل قول له لكان مطابقا للواقع إذا وعد أو عاهد أو جد أو داعب أو أخبر أو تنبأ وإذا انتقضت هذه الصفة أي نقض فإن دعوى الرسالة تنتقض من أساسها؛ لأن الناس لا يثقون برسول غير صادق والرسول الصادق لا تجد في ثنايا كلامه شيئا من الباطل في أي حال من الأحوال)(3) ولقد كان الصدق من أوضح السمات في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفي دلالة على هذا الصدق أن قومه لقبوه بالصادق الأمين بل إن أول انطباع يرسخ في نفس من يراه لأول مرة أنه من الصديقين فعن عبه الله بن سلام قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس وقيل قد قدم النبي صلى الله عليه وسلم وجئت فيمن جاء قال فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول ما قال (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام) رواه الترمذى .
فهو الصادق في وعده وعهده فعن عبد الله بن أبى الخنساء قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وبقيت له بقية فواعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك فنسيت يومي والغد فأتيته اليوم الثالث وهو في مكانه فقال (يا فتى لقد شققت علىّ أنا ههنا منذ ثلاث انتظرك) رواه أبو داود وبعد غزوة حنين جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم هوازن فوقف عليه رجل من الناس فقال إن لي عندك موعدا يا رسول الله قال (صدقت فاحتكم ما شئت) قال أحتكم ثمانين ضائنة وراعيها قال (هي لك وقال احتكمت يسيرا) رواه الحاكم. وأخرج الحاكم عن حويطب بن عبد العزى في قصة إسلامه أنه عندما كان مشركا تولى مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجلاء عن مكة في عمرة القضاء بعد انقضاء مدة الثلاثة أيام المتفق عليها يقول حويطب: ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرة القضاء وخرجت قريش من مكة كنت فيمن تخلف بمكة أنا وسهيل بن عمرو لكى نخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت فلما انقضت الثلاثة أقبلت أنا وسهيل بن عمرو فقلنا : قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا فصاح (يا بلال لا تغب الشمس وواحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا) وما حدث أن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عاهد فأخلف أو غدر ولقد روى البخارى (أن هرقل لما سأل أبا سفيان عن محمد هل يغدر ؟ أجاب أبو سفيان لا فقال هرقل بعد ذلك وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر) بل إنه صلى الله عليه وسلم لا يحيد عن الصدق ولا حتى مجاملة لأحد فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك فكان يقبل بوجهه وحديثه علىّ حتى ظننت أنى خير القوم فقلت يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر فقال أبو بكر فقلت يا رسول الله أن خير أم عمر فقال عمر فقلت أنا خير أم عثمان فقال عثمان فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقني فلوددت أنى لم أكن سألته) رواه الترمذى.
وحتى في أوقات الدعابة والمرح حيث يتخفف الكثيرون من قواعد الانضباط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في مزاحه فعن أبى هريرة قال (قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال إني لا أقول إلا حقا) رواه الترمذى.

(جـ) التوازن الأخلاقي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من أبلغ وأجمع الكلمات التي وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنه (كان خلقه القرآن) ولقد كانت هذه الأخلاق من السمو والتوازن ما جعل تواضعه لا يغلب حلمه ولا يغلب حلمه بره وكرمه ولا يغلب بره وكرمه صبره … وهكذا في كل شمائله صلوات الله وسلامه عليه هذا مع انعدام التصرفات الغير أخلاقية في حياته.
فعن تواضعه يروى أبو نعيم في دلائل النبوة عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس لطفا والله ما كان يمتنع في غداة باردة من عبد ولا من أمة ولا صبى أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه أذنه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه وما تناول أحد بيده إلا ناوله إياها فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه.
وعن حلمه يروى البخاري يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم الغنائم فقال رجل والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله فقلت -أي عبد الله راوي الحديث- والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فأخبرته فقال (من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر )
وعن كرمه يروى الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال (ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا ..) وأخرج أحمد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسأل شيئا على الإسلام إلى أعطاه قال فأتاه رجل فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة فرجع الرجل إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمد يعطى عطاء من لا يخشى الفاقة وأخرج ابن عساكر في قصة إسلام صفوان بن أمية عن عبد الله بن الزبير قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هوازن وخرج معه صفوان وهو كافر وقد أرسل إليه يستعيره سلاحه فقال صفوان طوعا أو كرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية رادة فأعاره مائة درع بأداتها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملها إلى حنين فشهد حنينا والطائف ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في الغنائم ينظر إليها ومعه صفوان بن أمية جعل صفوان ينظر إلى شعب ملاء نعما وشاء ورعاء فأدام النظر إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه فقال (أبا وهب يعجبك هذا الشعب) قال نعم قال (هو لك وما فيه) فقال صفوان: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأسلم مكانه.

(د) التوازن النبوي بين الحزم واللين.
(فرغم ما حباه الله به من الحلم والرأفة إلا أنه الحلم والرأفة التي لا تجاوز حدها فكان صلى الله عليه وسلم يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله فإذا غضب فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهى وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب أو مسئ للأدب أو منافق يتظاهر بغير ما يبطن)(4).
فعن عائشة رضي الله عنها قالت (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادما له قط ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الإثم ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله فيكون هو ينتقم لله) رواه أحمد ، وعن جابر رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت نذير قوم أتاهم العذاب فإذا ذهب عنه ذلك رأيته أطلق الناس وجها وأكثرهم ضحكا وأحسنهم بشرا) رواه البزار. ولما نكث بنو قريظة العهد وتحالفوا مع الأحزاب على حرب المسلمين ثم رد الله كيدهم في نحورهم وأمكن الله رسوله منهم رضوا بحكم سعد بن معاذ كما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم سعد أن تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وزراريهم فتهلل وجه الرسول وقال (لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات) فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم في يوم واحد أربعمائة رجل صبرا. وروى ابن إسحاق في قصة أسرى غزوة بدر قال: ومنهم أبو عزة الشاعر كان محتاجا ذا بنات فقال يا رسول الله لقد عرفت مالي من مال وإني لذو حاجة وذو عيال فامنن علىّ فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عليه أن لا يظاهر عليه أحد فقال أبو عزة في ذلك شعرا يمدح به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن أبا عزة هذا نقض ما كان عاهد عليه الرسول ولعب المشركون بعقله فرجع إليهم فلما كان يوم أحد أُسر فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يمن عليه أيضا فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا أدعك تمسح عارضيك وتقول خدعت محمدا مرتين) ثم أمر به فضربت عنقه. وعن المسور بن مخرمه رضي الله عنه قال خطب علىّ بنت أبى جهل وعنده فاطمة فسمعت بذلك فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح ابنه أبى جهل فقام النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد وقال أما بعد فإني أنكحت أبى العاص بن الربيع فحدثني وصدقنى وإن فاطمة بضعة منى يريبنى ما يريبها والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا قال فترك علىّ الخطبة. إنه اللين الذي لا يعرف الخور والحزم الذي به تكون الرجال فصلوات الله وسلامه عليه.

لقد سجل لنا التاريخ سير آلاف المصلحين والزعماء الذين عاشوا مناضلين من أجل فكرة أو مبدأ أفاد شعوبهم أو الإنسانية عامة ولكن لم تجتمع كل المبادئ الطيبة إلا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت والقيادة والأخلاق والعبادة والكثير من أوجه الحياة التي استنارت بمبعثه فصلوات الله عليه في الأولين والآخرين.

د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@yahoo.com

-------------
الهوامش والمصادر
(1) زاد الميعاد، ابن القيم، الجزء الأول، بتصريف مؤسسة الرسالة.
(2) الرسول، سعيد حوى، صــ 55، بتصريف دار السلام.
(3) المرجع السابق صـ 23 بتصريف .
(4) المرجع السابق صـ 139 بتصريف.
- علو الهمة، محمد بن إسماعيل .
- شرح السنة، البغوى.
- البداية والنهاية، ابن كثير.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 31-01-2006, 06:31 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم-



أ.د. بكر بن زكي عوض


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثني أحد الأصدقاء الثقات أنه دخل على إحدى غرف الدردشة الصوتية ووجد فيها مسلمين ونصارى يتناقشون عن الديانتين ولاحظ أن أكثر موضوع كان يحرج المسلمين هو زواج الرسول –صلى الله عليه وسلم- من تسع نساء، وسؤالي هو: هل يمكن أن أجد لديكم شرحاً مفصلاً لهذه الزيجات وظروفها والحكمة منها؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب
الحمد لله، وبعد:
أخي السائل: إن تعدد الزوجات معروف في الرسالات السابقة كما هو معروف في رسالة الإسلام وحياة الرسول –عليه الصلاة والسلام-.
وإذا كنت تناقش نصرانياً أو تريد أن تناقشه فإليك الآتي:
(1) إن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم قد عددوا الزوجات ووصل الأمر بهم إلى الزواج من مئة مثل داود الذي لم يكتف بتسع وتسعين حتى تزوج تمام المئة بعد موت زوجها، وسليمان كانت له ثلاثمائة زوجة وأربعمائة جارية كما في العهد القديم مصدر التشريع الأول عند النصارى (ما جئت لأنقص بل لأكمل).
(2) كافة نصوص العهد القديم تأذن بالتعدد وتبيحه للأفراد رسلاً أو بشراً.
(3) لم يرد نص واحد يحرم التعدد في النصرانية وقد تأثر النصارى بالبلاد التي نشروا فيها النصرانية، ففي أفريقيا يأذنون بالتعدد ويبيحون الزواج للقساوسة، وفي أوروبا يحرمون التعدد ويحرمون الزواج على القساوسة ويبيحون الصداقة.
(4) النص الذي يستشهد به النصارى على تحريم التعدد هو (أما علمتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكراً وأنثى وقال لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فما جمعه الله لا يفرقه إنسان). فجعلوا من ضمير الإفراد في قوله:"امرأته" أن الرجل لا يتزوج إلا بامرأة واحدة. والنص قد فهم على غير وجهه، فالمسيح حين سئل "أيحل لأحدنا أن يطلق امرأته لأي علة كانت..." كانت إجابته كما سبق.
(5) أن الإجابة لا صلة لها بالتعدد بل بالنهي عن الطلاق لا التزوج.
(6) المسيحية تأذن بالتعدد بالتتابع ولكنها ترفضه بالجمع وينتهي التعدد عند الرابعة متتابعاً حتى لا يكون الإنسان غاوياً، وتسمح بالخلة والصديقة بدون حد ولا عد.
(7) كان العرب يجمعون بين أربعين امرأة في وقت واحد كدليل على الرجولة وطلب للولد.
(8) بالنسبة لتعدد زوجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإنه يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها –والله أعلم- على النحو التالي:

أولاً: الأسباب الاجتماعية:
(أ) زواجه من خديجة –رضي الله عنها- وهذا أمر اجتماعي أن يتزوج البالغ العاقل الرشيد وكان –عليه الصلاة والسلام- في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
(ب) تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها.
(ج) حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراماً لأبيها سـ3هـ.
(هـ) زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في أحد فتزوجها سـ 4هـ.
(و) أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.

ثانيا : الأسباب التشريعية:
- زواجه من عائشة –رضي الله عنها- فلقد كان بوحي، حيث رآها في المنام ورؤيا الأنبياء وحي.
- زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى:"وما جعل أدعياءكم أبناءكم" [الأحزاب: 4] "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.

ثالثاً: الأسباب السياسية:
كان لبعض زيجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- بعداً سياسياً من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى...إلخ، ومن هن:
(1) جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
(2) أما حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصر زوجها وبقيت على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
(3) صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
(4) ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول وهما خديجة وزينب بنت خزيمة وتوفى الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفى صغيراً، وريحانة بنت زيد القرطية.

إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة، ومن يشته هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل، كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى!

إن التعدد كله لحكم منها –فضلا عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملاً بقوله تعالى:"واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة" [الأحزاب: 34] وإذا كان الحكم الشرعي لا يثبت بخبر الواحد غالباً فإن للتعدد أثره في إثبات الأحكام بالتواتر، كما أن زوجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- اختلفت أحوالهن بين غنى وفقرٍ وحسب ونسب وبساطة لكل من يتزوج بأي صورة من هذه الصور قدوة في حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم- مع زوجته التي تطابق حال زوجه وتعددهن فيه بيان لكل ما يمكن أن يقع من النساء داخل البيت كالغيرة والصبر والتآمر وطلب الدنيا؟ والتواضع ونشر العلم والرضى... إلخ.
إن بسط الكلام في هذا الأمر متعذر في هذه العجالة واقرأ زوجات النبي –صلى الله عليه وسلم- لبنت الشاطئ. تعدد الزوجات لأحمد عبد الوهاب. الرحيق المختوم (الجزء الثاني) للمباركفوري.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 31-01-2006, 06:37 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف القرآن من العصمة



أ.د محمود حمدى زقزوق


هناك من لا يعترفون بأن الرسول معصوم عن الخطأ ، ويقدمون الأدلة على ذلك بسورة [ عبس وتولى ] وكذلك عندما جامل الرسول صلى الله عليه وسلم ، زوجاته ، ونزلت الآية الكريمة التي تنهاه عن ذلك (انتهى).

الرد على الشبهة:
إن عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكذلك عصمة كل الرسل - عليهم السلام - يجب أن تفهم فى نطاق مكانة الرسول.. ومهمة الرسالة.. فالرسول: بشر يُوحَى إليه.. أى أنه - مع بشريته - له خصوصية الاتصال بالسماء ، بواسطة الوحى.. ولذلك فإن هذه المهمة تقتضى صفات يصنعها الله على عينه فيمن يصطفيه ، كى تكون هناك مناسبة بين هذه الصفات وبين هذه المكانة والمهام الخاصة الموكولة إلى صاحبها.
والرسول مكلف بتبليغ الرسالة ، والدعوة إليها ، والجهاد فى سبيل إقامتها وتطبيقها.. وله على الناس طاعة هى جزء من طاعة الله - سبحانه وتعالى - (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (1) (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (3) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (4) ولذلك كانت عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله ضرورة من ضرورات صدقهم والثقة فى هذا البلاغ الإلهى الذى اختيروا ليقوموا به بين الناس.. وبداهة العقل - فضلاً عن النقل - تحكم بأن مُرْسِل الرسالة إذا لم يتخير الرسول الذى يضفى الصدق على رسالته ، كان عابثًا.. وهو ما يستحيل على الله ، الذى يصطفى من الناس رسلاً تؤهلهم العصمة لإضفاء الثقة والصدق على البلاغ الإلهى.. والحُجة على الناس بصدق هذا الذى يبلغون.
وفى التعبير عن إجماع الأمة على ضرورة العصمة للرسول فيما يبلغ عن الله ، يقول الإمام محمد عبده عن عصمة الرسل - كل الرسل -: ".. ومن لوازم ذلك بالضرورة: وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم ، وصحة عقولهم ، وصدقهم فى أقوالهم ، وأمانتهم فى تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه ، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية ، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة ، وأنهم منزهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات ، وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهى بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن من حكمة الصانع الحكيم - الذى أقام الإنسان على قاعدة الإرشاد والتعليم - أن يجعل من مراتب الأنفس البشرية مرتبة يُعدُّ لها ، بمحض فضله ، بعض مَنْ يصطفيه من خلقه ، وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، يميزهم بالفطرة السليمة ، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يليقون معه للاستشراق بأنوار علمه ، والأمانة على مكنون سره ، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه ، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته ، فيشرفون على الغيب بإذنه ، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون فى مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين ، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم فى الدنيا كأنهم ليسو من أهلها ، هم وفد الآخرة فى لباس من ليس من سكانها.. أما فيما عدا ذلك - [ أى الاتصال بالسماء والتبليغ عنها ] - فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر أفراده ، يأكلون ويشربون وينامون ويسهون وينسون فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام ، ويمرضون وتمتد إليهم أيدى الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وقد يقتلون " (5).
فالعصمة - كالمعجزة - ضرورة من ضرورات صدق الرسالة ، ومن مقتضيات حكمة من أرسل الرسل - عليهم السلام -..
وإذا كان الرسول - كبشر - يجوز على جسده ما يجوز على أجساد البشر.. وإذا كان الرسول كمجتهد قد كان يمارس الاجتهاد والشورى وإعمال العقل والفكر والاختيار بين البدائل فى مناطق وميادين الاجتهاد التى لم ينزل فيها وحى إلهى.. فإنه معصوم فى مناطق وميادين التبليغ عن الله - سبحانه وتعالى - لأنه لو جاز عليه الخطأ أو السهو أو مجانبة الحق والصواب أو اختيار غير الأولى فى مناطق وميادين التبليغ عن الله لتطرق الشك إلى صلب الرسالة والوحى والبلاغ ، بل وإلى حكمة من اصطفاه وأرسله ليكون حُجة على الناس.. كذلك كانت العصمة صفة أصيلة وشرطًا ضروريًا من شروط رسالة جميع الرسل - عليهم السلام -.. فالرسول فى هذا النطاق - نطاق التبليغ عن الله - (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى ) (6). وبلاغة ما هو بقول بشر ، ولذلك كانت طاعته فيه طاعة لله ، وبغير العصمة لا يتأتى له هذا المقام.
أما اجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما لا وحى فيه ، والتى هى ثمرة لإعماله لعقله وقدراته وملكاته البشرية ، فلقد كانت تصادف الصواب والأولى ، كما كان يجوز عليها غير ذلك.. ومن هنا رأينا كيف كان الصحابة ، رضوان الله عليهم فى كثير من المواطن وبإزاء كثير من مواقف وقرارات وآراء واجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه - قبل الإدلاء بمساهماتهم فى الرأى - هذا السؤال الذى شاع فى السُّنة والسيرة:
" يا رسول الله ، أهو الوحى ؟ أم الرأى والمشورة ؟.. " فإن قال: إنه الوحى. كان منهم السمع والطاعة له ، لأن طاعته هنا هى طاعة لله.. وهم يسلمون الوجه لله حتى ولو خفيت الحكمة من هذا الأمر عن عقولهم ، لأن علم الله - مصدر الوحى - مطلق وكلى ومحيط ، بينما علمهم نسبى ، قد تخفى عليه الحكمة التى لا يعلمها إلا الله.. أما إن قال لهم الرسول - جوابًا عن سؤالهم -: إنه الرأى والمشورة.. فإنهم يجتهدون ، ويشيرون ، ويصوبون.. لأنه صلى الله عليه وسلم هنا ليس معصومًا ، وإنما هو واحد من المقدمين فى الشورى والاجتهاد.. ووقائع نزوله عن اجتهاده إلى اجتهادات الصحابة كثيرة ومتناثرة فى كتب السنة ومصادر السيرة النبوية - فى مكان القتال يوم غزوة بدر.. وفى الموقف من أسراها.. وفى مكان القتال يوم موقعة أُحد.. وفى مصالحة بعض الأحزاب يوم الخندق.. إلخ.. إلخ.
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أراد الله له أن يكون القدوة والأسوة للأمة (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ) (7).
وحتى لا يقتدى الناس باجتهاد نبوى لم يصادف الأولى ، كان نزول الوحى لتصويب اجتهاداته التى لم تصادف الأولى ، بل وعتابه - أحيانًا - على بعض هذه الاجتهادات والاختيارات من مثل: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ) (8). ومن مثل: (يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير ) (9). ومن مثل: (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) (10).
وغيرها من مواطن التصويب الإلهى للاجتهادات النبوية فيما لم يسبق فيه وحى ، وذلك حتى لا يتأسى الناس بهذه الاجتهادات المخالفة للأولى.
فالعصمة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فيما يبلغ عن الله شرط لازم لتحقيق الصدق والثقة فى البلاغ الإلهى ، وبدونها لا يكون هناك فارق بين الرسول وغيره من الحكماء والمصلحين ، ومن ثم لا يكون هناك فارق بين الوحى المعصوم والمعجز وبين الفلسفات والإبداعات البشرية التى يجوز عليها الخطأ والصواب.. فبدون العصمة تصبح الرسالة والوحى والبلاغ قول بشر ، بينما هى - بالعصمة - قول الله - سبحانه وتعالى - الذى بلغه وبينه المعصوم - عليه الصلاة والسلام -.. فعصمة المُبَلِّغ هى الشرط لعصمة البلاغ.. بل إنها - أيضًا - الشرط لنفى العبث وثبوت الحكمة لمن اصطفى الرسول وبعثه وأوحى إليه بهذا البلاغ.

---------------------------
(1) النساء: 59.
(2) آل عمران: 32.
(3) النساء: 80.
(4) آل عمران: 31.
(5) [ الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ] ج2 ص 415 ، 416 ، 420، 421. دراسة وتحقيق: د.
محمد عمارة. طبعة القاهرة سنة 1993م.
(6) النجم: 3-4.
(7) الأحزاب: 21.
(8) عبس: 1-10.
(9) التحريم: 1-3.
(10) الأنفال: 67-68.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 31-01-2006, 06:48 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

تعدد زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم



أ.د محمود حمدى زقزوق


قالوا إنه صلى الله عليه وسلم:
* تزوج زوجة ابنه بالتبنى (زيد بن حارثة).
* أباح لنفسه الزواج من أي امرأة تهبه نفسها (الخلاصة أنه شهوانى).

الرد على الشبهة:
الثابت المشهور من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من العمر.
والثابت كذلك أن الزواج المبكر كان من أعراف المجتمع الجاهلى رغبة فى الاستكثار من البنين خاصة ليكونوا للقبيلة عِزًّا ومنعة بين القبائل.
ومن الثابت كذلك فى سيرته الشخصية صلى الله عليه وسلم اشتهاره بالاستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة ، رغم امتلاء المجتمع الجاهلى بشرائح من الزانيات اللاتى كانت لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها " رايات " ليعرفها طلاب المتع المحرمة.
ومع هذا كله ـ مع توفر أسباب الانحراف والسقوط فى الفاحشة فى مجتمع مكة ـ لم يُعرَف عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلا التعفف والطهارة بين جميع قرنائه ؛ ذلك لأن عين السماء كانت تحرسه وتصرف عنه كيد الشيطان.
ويُرْوَى فى ذلك أن بعض أترابه الشباب أخذوه ذات يوم إلى أحد مواقع المعازف واللهو فغشَّاه الله بالنوم فما أفاق منه إلا حين أيقظه أترابه للعودة إلى دورهم.
هذه واحدة..
أما الثانية فهى أنه حين بلغ الخامسة والعشرين ورغب فى الزواج لم يبحث عن " البكر " التى تكون أحظى للقبول وأولى للباحثين عن مجرد المتعة. وإنما تزوج امرأة تكبره بحوالى خمسة عشر عامًا ، ثم إنها ليست بكرًا بل هى ثيب ، ولها أولاد كبار أعمار أحدهم يقترب من العشرين ؛ وهى السيدة خديجة وفوق هذا كله فمشهور أنها هى التى اختارته بعد ما لمست بنفسها ـ من خلال مباشرته لتجارتها ـ من أمانته وعفته وطيب شمائله صلى الله عليه وسلم.
والثالثة أنه صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها دامت عشرته بها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه إلى رحاب الله. وقضى معها - رضى الله عنها - زهرة شبابه وكان له منها أولاده جميعًا إلا إبراهيم الذى كانت أمه السيدة " مارية " القبطية.
والرابعة أنه صلى الله عليه وسلم عاش عمره بعد وفاتها - رضى الله عنها - محبًّا لها يحفظ لها أطيب الذكريات ويعدد مآثرها وهى مآثر لها خصوص فى حياته وفى نجاح دعوته فيقول فى بعض ما قال عنها: [ صدقتنى إذ كذبنى الناس وأعانتنى بمالها ]. بل كان صلى الله عليه وسلم لا يكف عن الثناء عليها والوفاء لذكراها والترحيب بمن كن من صديقاتها ، حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة - رضى الله عنها.

أما تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم فكان كشأن غيره من الأنبياء له أسبابه منها:

أولاً: كان عُمْرُ محمد صلى الله عليه وسلم فى أول زواج له صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة تجاوز الخمسين وهى السنّ التى تنطفىء فيها جذوة الشهوة وتنام الغرائز الحسية بدنيًّا ، وتقل فيها الحاجة الجنسية إلى الأنثى وتعلو فيها الحاجة إلى من يؤنس الوحشة ويقوم بأمر الأولاد والبنات اللاتى تركتهم خديجة - رضى الله عنها -.
وفيما يلى بيان هذا الزواج وظروفه.

الزوجة الأولى: سودة بنت زمعة: كان رحيل السيدة خديجة - رضى الله عنها - مثير أحزان كبرى فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم وفى محيط الصحابة - رضوان الله عليهم - إشفاقًا عليه من الوحدة وافتقاد من يرعى شئونه وشئون أولاده. ثم تصادف فقدانه صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب نصيره وظهيره وسُمِّىَ العام الذى رحل فيه نصيراه خديجة وأبو طالب عام الحزن.
فى هذا المناخ.. مناخ الحزن والوحدة وافتقاد من يرعى شئون الرسول وشئون أولاده سعت إلى بيت الرسول واحدة من المسلمات تُسمى خولة بنت حكيم السلمية وقالت: له يا رسول الله كأنى أراك قد دخلتك خلّة لفقد خديجة فأجاب صلى الله عليه وسلم: [ أجل كانت أم العيال وربة البيت ] ، فقالت يا رسول الله: ألا أخطب عليك ؟.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ولكن – من بعد خديخة ؟! فذكرت له عائشة بنت أبى بكر فقال الرسول:
لكنها ما تزال صغيره فقالت: تخطبها اليوم ثم تنتظر حتى تنضج.. قال الرسول ولكن من للبيت ومن لبنات الرسول يخدمهن ؟ فقالت خولة: إنها سودة بنت زمعة ، وعرض الأمر على سودة ووالدها: فتم الزواج ودخل بها صلى الله عليه وسلم بمكة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن سودة هذه كانت زوجة للسكران بن عمرو وتوفى عنها زوجها بمكة فلما حلّت تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، وكان ذلك فى رمضان سنة عشر من النبوة.
وعجب المجتمع المكى لهذا الزواج لأن " سودة " هذه ليست بذات جمال ولا حسب ولا تصلح أن تكون خلفًا لأم المؤمنين خديجة التى كانت عند زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها جميلة وضيئة وحسيبة تطمح إليها الأنظار.
وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هى الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة ، فهى مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.
وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفى زوجها وتركها امرأة تحتاج هى وبنوها إلى من يرعاهم.

الزوجة الثانية بعد خديجة: عائشة بنت أبى بكر الذى يقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن من آمن الناس علىّ فى ماله وصحبته أبا بكر ، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام..".
ومعروف من هو أبو بكر الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن عطائه للدعوة " ما نفعنى مالٌ قط ما نفعنى مال أبى بكر " ، وأم عائشة هى أم رومان بنت عامر الكنانى من الصحابيات الجليلات ، ولما توفيت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها واستغفرلها وقال: " اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفى رسولك صلى الله عليه وسلم " ، وقال عنها يوم وفاتها:
" من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان " ولم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين ؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً ؛ ولذا لم يجد أى رجل من المشركين فى هذا الزواج أى مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا فى ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد صلى الله عليه وسلم - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول وتشهيرًا به بأنه رجل شهوانى غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا فى ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما فى هذه النماذج:
- فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم من هالة بنت عم آمنة التى تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها.
ـ وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذى بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين " عائشة " (1).
كان هذا واقع المجتمع الذى تزوج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة. لكن المستشرقين والممتلئة قلوبهم حقدًا من بعض أهل الكتاب لم ترَ أعينهم إلا زواج محمد بعائشة والتى جعلوها حدث الأحداث - على حد مقولاتهم - أن يتزوج الرجل الكهل بالطفلة الغريرة العذراء (2).
قاتل الله الهوى حين يعمى الأبصار والبصائر !

الزوجة الثالثة: حفصة بنت عمر الأرملة الشابة:
توفى عنها زوجها حنيس بن حذافة السهمى وهو صحابى جليل من أصحاب الهجرتين - إلى الحبشة ثم إلى المدينة - ذلك بعد جراحة أصابته فى غزوة أُحد حيث فارق الحياة وأصبحت حفصة بنت عمر بن الخطاب أرملة وهى شابة.
وكان ترمّلها مثار ألم دائم لأبيها عمر بن الخطاب الذى كان يحزنه أن يرى جمال ابنته وحيويتها تخبو يومًا بعد يوم..
وبمشاعر الأبوة الحانية وطبيعة المجتمع الذى لا يتردد فيه الرجل من أن يخطب لابنته من يراه أهلاً لها..
بهذه المشاعر تحدث عمر إلى الصديق " أبى بكر " يعرض عليه الزواج من حفصة لكن أبا بكر يلتزم الصمت ولا يرد بالإيجاب أو بالسلب.
فيتركه عمر ويمضى إلى ذى النورين عثمان بن عفان فيعرض عليه الزواج من حفصة فيفاجئه عثمان بالرفض..
فتضيق به الدنيا ويمضى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث فيكون رد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه هو قوله: [ يتزوج حفصةَ خيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان خيرًا من حفصة ] (3).
وأدركها عمر - رضى الله عنه - بفطرته إذ معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما استشعره عمر هو أن من سيتزوج ابنته حفصة هو الرسول نفسه وسيتزوج عثمان إحدى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.
وانطلق عمر إلى حفصة والدنيا لا تكاد تسعه من الفرحة وارتياح القلب إلى أن الله قد فرّج كرب ابنته.

الزوجة الرابعة: أم سلمة بنت زاد الراكب:
من المهاجرين الأولين إلى الحبشة وكان زوجها (أبو سلمة) عبد الله ابن عبد الأسد المخزومى أول من هاجر إلى يثرب (المدينة) من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. جاءت إلى بيت النبى صلى الله عليه وسلم كزوجة بعد وفاة " أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية " بزمن غير قصير.
سليلة بيت كريم ، فأبوها أحد أجواد قريش المعروفين بلقب زاد الراكب ؛ إذ كان لا يرافقه أحد فى سفر إلا كفاه زاده.
وزوجها الذى مات عنها صحابى من بنى مخزوم ابن عمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة ذو الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وكانت هى و زوجها من السابقين إلى الإسلام. وكانت هجرتهما إلى المدينة معًا وقد حدث لها ولطفلها أحداث أليمة ومثيرة ذكرتها كتب السير. رضى الله عن أم سلمة..
ولا نامت أعين المرجفين.

الزوجة الخامسة: زينب بنت جحش:
لم أرَ امرأة قط خيرًا فى الدين من زينب ، وأتقى لله وأصدق حديثًا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبديلا إلا لنفسها فى العمل الذى تتصدق وتتقرب به إلى الله عز وجل ؟ (4).
هكذا تحدثت أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها– عن " ضرّتها " زينب بنت جحش. أما المبطلون الحاقدون من بعض أهل الكتاب فقالوا:
أُعْجِب محمد صلى الله عليه وسلم ـ وحاشا له - بزوجة متبناه " زيد بن حارثة " فطلقها منه وتزوجها.
ويرد الدكتور هيكل فى كتابه " حياة محمد " (5) صلى الله عليه وسلم على هذا فيقول: إنها شهوة التبشير المكشوف تارة والتبشير باسم العلم تارة أخرى ، والخصومة القديمة للإسلام تأصلت فى النفوس منذ الحروب الصليبية هى التى تملى على هؤلاء جميعًا ما يكتبون.
والحق الذى كنا نود أن يلتفت إليه المبطلون الحاقدون على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم.. هو أن زواج محمد صلى الله عليه وسلم من زوجة ابنه بالتبنى زيد بن حارثة إنما كان لحكمة تشريعية أرادها الإسلام لإبطال هذه العادة ـ عادة التبنى ـ التى هى فى الحقيقة تزييف لحقائق الأمور كان لها فى واقع الناس والحياة آثار غير حميدة.
ولأن هذه العادة كانت قد تأصلت فى مجتمع الجاهلية اختارت السماء بيت النبوة بل نبى الرسالة الخاتمة نفسه صلى الله عليه وسلم ليتم على يديه وفى بيته الإعلان العلمى عن إبطال هذه العادة.
وتجدر الإشارة هنا إلى مجموعة الآيات القرآنية التى جاءت إعلاناً عن هذا الحكم المخالف لعادات الجاهلية وتفسيرًا للتشريع الجديد فى هذه ـ المسألة و فى موضوع الزواج بزينب حيث تقول:
(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (6).
(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم ) (7).
(وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً) (8).
مرة أخرى نذكر بأن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب لم تكن وراءه أبدًا شهوة أو رغبة جنسية وإنما كان أمرًا من قدر الله وإرادته لإبطال عادة التبنى من خلال تشريع يتردد صداه بأقوى قوة فى المجتمع الجاهلى الذى كانت عادة التبنى أصلاً من أصوله وتقليدًا مستقرًا فيه ، فكان السبيل لأبطالها أن يتم التغيير فى بيت النبوة وعلى يد الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم.
وقد فطنت السيدة " زينب بنت جحش " نفسها إلى هذا الأمر فكانت تباهى به ضراتها وتقول لهن:
" زوجكن أهاليكن وزوجنى ربى من فوق سبع سمَوات " (9).
أما لماذا كان زيد بن حارثة نفسه يتردد على الرسول معربًا عن رغبته فى تطليق زينب ؛ فلم يكن - كما زعم المرجفون - أنه شعر أن الرسول يرغب فيها فأراد أن يتنازل عنها له..
ولكن لأن حياته معها لم تكن على الوفاق أو التواد المرغوب فيه ؛ ذلك أن زينب بنت جحش لم تنس أبدًا ـ وهى الحسيبة الشريفة والجميلة أيضًا أنها أصبحت زوجًا لرجل كان رقيقًا عند بعض أهلها وأنه ـ عند الزواج بها ـ كان مولىً للرسول صلى الله عليه وسلم أعتقه بعد ما اشتراه ممن أسره من قريش وباعه بمكة.
فهو ـ وإن تبناه محمد وبات يسمى زيد بن محمد فى عرف المجتمع المكى كله ، لكنه عند العروس الحسيبة الشريفة والجميلة أيضا ما يزال ـ كما كان بالأمس - الأسير الرقيق الذى لا يمثل حُلم من تكون فى مثل حالها من الحسب والجمال وليس هذا بغريب بل إنه من طبائع الأشياء.
ومن ثم لم تتوهج سعادتها بهذا الزواج ، وانعكس الحال على زيد بن حارثة فانطفأ فى نفسه توهج السعادة هو الآخر ، وبات مهيأ النفس لفراقها بل لقد ذهب زيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو زينب إليه كما جاء فى البخارى من حديث أنس قال: جاء زيد يشكو إلى الرسول فجعل صلى الله عليه وسلم يقول له: [ أمسك عليك زوجك واتق الله ] (10) قال أنس: لو كان النبى كاتمًا شيئًا لكتم هذا الحديث.
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول له كما حكته الآية: أمسك عليك زوجك ولا تسارع بتطليقها.
وزينب بنت جحش هى بنت عمة الرسول صلى الله عليه وسلم - كما سبقت الإشارة – وهو الذى زوجها لمولاه " زيد " ولو كانت به رغبة فيها لاختارها لنفسه ؛ وخاصة أنه رآها كثيراً قبل فرض الحجاب ، وكان النساء فى المجتمع الجاهلى غير محجبات فما كان يمنعه – إذًا – من أن يتزوجها من البداية ؟! ؛ ولكنه لم يفعل.
فالأمر كله ليس من عمل الإرادة البشرية لهم جميعًا: لا لزينب ولا لزيد ولا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أمر قدرى شاءته إرادة الله لإعلان حكم وتشريع جديدين فى قضية إبطال عادة " التبنى " التى كانت سائدة فى المجتمع آنذاك.
يؤكد هذا ويدل عليه مجموع الآيات الكريمة التى تعلقت بالموضوع فى سورة الأحزاب.
أما الجملة التى وردت فى قوله تعالىوتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) (11). فإن ما أخفاه النبى صلى الله عليه وسلم هو كتم ما كان الله قد أخبره به من أن زينب ـ يومًا ما ـ ستكون زوجًا له ؛ لكنه لم يصرح به خشية أن يقول الناس: إنه تزوج زوجة ابنه بالتبنى (12).

الزوجة السادسة: جويرية بنت الحارث الخزاعية:
الأميرة الحسناء التى لم تكن امرأة أعظم بركة على قومها منها فقد أعتق الرسول صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بها أهل مائة بيت من بنى المصطلق (التى هى منهم).
كانت ممن وقع فى الأسر بعد هزيمة بنى المصطلق من اليهود فى الغزوة المسماة باسمهم. وكاتبها من وقعت فى أسره على مال فذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها: " أو خير من ذلك ؟.
قالت: وما هو ؟ قال: أقضى عنك كتابتك وأتزوجك.
قالت: وقد أفاقت من مشاعر الهوان والحزن: نعم يا رسول الله.
قال: قد فعلت " (13).
وذاع الخبر بين المسلمين: أن رسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج بنت الحارث بن ضرار زعيم بنى المصطلق وقائدهم فى هذه الغزوة..
معنى هذا أن جميع من بأيديهم من أسرى بنى المصطلق قد أصبحوا بعد هذا الزواج كأنهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا تيار من الوفاء والمجاملة من المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم تجسد فى إطلاق المسلمين لكل من بأيديهم من أسرى بنى المصطلق وهم يقولون: أصهار رسول الله ، فلا نبقيهم أسرى.
ومع أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الأسيرة بنت سيد قومها والذى جاءته ضارعة مذعورة مما يمكن أن تتعرض له من الذل من بعد عزة.. فإذا هو يرحمها بالزواج ، ثم يتيح لها الفرصة لأن تعلن إسلامها وبذا تصبح واحدة من أمهات المؤمنين.
ويقولون: إنه نظر إليها.
وأقول: أما أنه نظر إليها فهذا لا يعيبه ـ وربما كان نظره إليها ضارعة مذعورة – هو الذى حرك فى نفسه صلى الله عليه وسلم عاطفة الرحمة التى كان يأمر بها بمن فى مثل حالتها ويقول: [ ارحموا عزيز قوم ذل ] ، فرحمها وخيرها فاختارت ما يحميها من هوان الأسر ومذلة الأعزة من الناس.
على أن النظر شرعًا مأذون به عند الإقدام على الزواج - كما فى هذه الحالة - وكما أمر به صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه عند رغبته فى الزواج - قائلاً له: [ انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ] (14).
وقد توفيت فى دولة بنى أمية وصلى عليها عبد الملك بن مروان وهى فى السبعين من العمر - رضى الله عنها.

الزوجة السابعة: صفية بنت حُيىّ ـ عقيلة بنى النضير:
إحدى السبايا اللاتى وقعن فى الأسر بعد هزيمة يهود بنى النضير أمام المسلمين فى الوقعة المسماة بهذا الاسم ، كانت من نصيب النبى صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها: فماذا فى ذلك ؟ ولم يكن عتقه إياها وتزوجها بدعًا فى ذلك ؛ وإنما كان موقفًا جانب الإنسانية فيه هو الأغلب والأسبق.
فلم يكن هذا الموقف إعجابًا بصفية وجمالها ؛ ولكنه موقف الإنسانية النبيلة التى يعبر عنها السلوك النبيل بالعفو عند المقدرة والرحمة والرفق بمن أوقعتهن ظروف الهزيمة فى الحرب فى حالة الاستضعاف والمذلة لا سيما وقد أسلمن وحسن إسلامهن.
فقد فعل ذلك مع " صفية بنت حُيىّ " بنت الحارس عقيلة بنى النضير (اليهود) أمام المسلمين فى الموقعة المعروفة باسم (غزوة بنى قريظة) بعد انهزام الأحزاب وردّهم مدحورين من وقعة الخندق.

الزوجة الثامنة: أم حبيبة بنت أبى سفيان نجدة نبوية لمسلمة فى محنة:
إنها أم حبيبة " رملة " بنت أبى سفيان كبير مشركى مكة وأشد أهلها خصومة لمحمد صلوات الله وسلامه عليه.
كانت زوجًا لعبيد الله بن جحش وخرجا معًا مهاجرين بإسلامهما فى الهجرة الأولى إلى الحبشة ، وكما هو معروف أن الحبشة فى عهد النجاشى كانت هى المهجر الآمن للفارين بدينهم من المسلمين حتى يخلصوا من بطش المشركين بهم وعدوانهم عليهم ؛ فإذا هم يجدون فى – ظل النجاشى – رعاية وعناية لما كان يتمتع به من حس إيمانى جعله يرحب بأتباع النبى الجديد الذى تم التبشير بمقدمه فى كتبهم على لسان عيسى بن مريم– عليه السلام – كما تحدث القرآن عن ذلك فى صورة الصف فى قولهوإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدى من التوراة ومبشرًا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد) (15).
لكن أم حبيبة بنت أبى سفيان كانت وحدها التى تعرضت لمحنة قاسية لم يتعرض لمثلها أحد من هؤلاء المهاجرين الأوائل إلى الحبشة ؛ ذلك أن زوجها عبيد الله بن جحش قد أعلن ارتداده عن الإسلام ودخوله فى النصرانية وما أصعب وأدق حال امرأة باتت فى محنة مضاعفة: محنتها فى زوجها الذى ارتد وخان..
ومحنتها السابقة مع أبيها الذى فارقته مغاضبة إياه فى مكة منذ دخلت فى دين الله (الإسلام)..
وفوق هاتين المحنتين كانت محنة الاغتراب حيث لا أهل ولا وطن ثم كانت محنة حملها بالوليدة التى كانت تنتظرها والتى رزقت بها من بعد وأسمتها " حبيبة ".. كان هذا كله أكبر من عزم هذه المسلمة الممتحنة من كل ناحية والمبتلاة بالأب الغاضب والزوج الخائن !!
لكن عين الله ثم عين محمد صلى الله عليه وسلم سخرت لها من لطف الرعاية وسخائها ما يسّر العين ويهون الخطب ، وعادت بنت أبى سفيان تحمل كنية جديدة ، وبدل أن كانت " أم حبيبة " أصبحت " أم المؤمنين " وزوج سيد المسلمين - صلوات الله وسلامه عليه.
والحق أقول: لقد كان نجاشى الحبشة من خلّص النصارى فأكرم وفادة المهاجرين عامة وأم المؤمنين بنت أبى سفيان بصفة خاصة. فأنفذ فى أمرها مما بعث به إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخطبها له.
وكانت خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة بنت أبى سفيان نعم الإنقاذ والنجدة لهذه المسلمة المبتلاة فى الغربة ؛ عوضتها عن الزوج الخائن برعاية سيد البشر صلى الله عليه وسلم ؛ وعوضتها عن غضب الأب " أبى سفيان " برعاية الزوج الحانى الكريم صلوات الله عليه.
كما كانت هذه الخطبة فى مردودها السياسى ـ لطمة كبيرة لرأس الكفر فى مكة أبى سفيان بن حرب الذى كان تعقيبه على زواج محمد لابنته هو قوله: " إن هذا الفحل لا يجدع أنفه " ؛ كناية عن الاعتراف بأن محمدًا لن تنال منه الأيام ولن يقوى أهل مكة - وهو على رأسهم - على هزيمته والخلاص منه لأنه ينتقل كل يوم من نصر إلى نصر.
كان هذا الاعتراف من أبى سفيان بخطر محمد وقوته كأنه استشفاف لستر الغيب أو كما يقول المعاصرون:
تنبؤ بالمستقبل القريب وتمام الفتح.
فما لبث أن قبل أبو سفيان دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إياه إلى الإسلام وشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
وتقدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله قائلاً: " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فهلا جعلت له ما يحل عقدته ويسكن حقده وغيظه ، فقال صلوات الله وسلامه عليه فى ضمن إعلانه التاريخى الحضارى العظيم لأهل مكة عند استسلامهم وخضوعهم بين يديه:
* من دخل داره فهو آمن.
* ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن.
* ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن "(16).
وانتصر الإسلام وارتفع لواء التوحيد ودخل الناس فى دين الله أفواجًا. وفى مناخ النصر العظيم.. كانت هى سيدة غمرتها السعادة الكبرى بانتصار الزوج ونجاة الأب والأهل من شر كان يوشك أن يحيط بهم.
تلكم هى أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبى سفيان التى أحاطتها النجدة النبوية من خيانة الزوج وبلاء الغربة ووضعتها فى أعز مكان من بيت النبوة.

الزوجة التاسعة: ميمونة بنت الحارث الهلالية أرملة يسعدها أن يكون لها رجل:
آخر أمهات المؤمنين.. توفى عنها زوجها أبو رهم بن عبد العزّى العامرى ؛ فانتهت ولاية أمرها إلى زوج أختها العباس الذى زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث بنى بها الرسول ـ فى " سرف " قرب " التنعيم" على مقربة من مكة حيث يكون بدء الإحرام للمعتمرين من أهل مكة والمقيمين بها.
وقيل: إنه لما جاءها الخاطب بالبشرى قفزت من فوق بعيرها وقالت: البعير وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل: إنها هى التى وهبت نفسها للنبى والتى نزل فيها قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..) (17).
كانت آخر آمهات المؤمنين وآخر زوجاته صلوات الله وسلامه عليه.

-------------------------
(1) تراجم لسيدات بيت النبوة للدكتورة بنت الشاطئ: ص 250 وما بعدها.
(2) المصدر السابق.
(3) انظر سيدات بيت النبوة للدكتورة بنت الشاطىء ص 324 (4) صحيح مسلم كتاب الفضائل.
(5) حياة محمد ص 29.
(6) الأحزاب: 40.
(7) الأحزاب: 5.
(8) الأحزاب: 37.
(9) رواه البخارى (كتال التوحيد 6108).
(10) رواه االبخارى (كتاب التوحيد).
(11) الأحزاب: 37.
(12) انظر فتح البارى 8 / 371 عن سيدات بيت النبوة لبنت الشاطئ ص 354.
(13) رواه البخارى: فتح البارى _ كتال النكاح باب 14.
(14) رواه البخارى: فتح البارى ـ كتاب النكاح باب 36.
(15) الصف: 6.
(16) رواه البخارى – فتح البارى – " كتاب المغازى ".
(17) الأحزاب: 50.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 31-01-2006, 08:24 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

في ظلال الهجرة
الدفاع عن رسول الله فريضة وضرورة

محمد أبو مليح محمد** - 28/01/2006




يحل علينا بعد أيام قلائل ذكرى مناسبة محببة إلى قلب كل مسلم يحب دينه، ويحب نبيه صلى الله عليه وسلم، ألا وهي مناسبة الهجرة المشرفة؛ ففيها نتذكر ما عانه نبينا وأصحابه الكرام من ألم الفراق ومخاطر السفر والوقوف في وجه الأعداء وغير ذلك الكثير والكثير، وكل ذلك من أجل أن يوصلوا إلينا الدين الإسلامي دون تحريف ولا تزييف، ومع أنه صلى الله عليه وسلم كان بإمكانه أن يدعو الله فيخسف بهؤلاء الكفار الأرض أو أن ينزل عليهم صاعقة من السماء أو أن يأمر الملك وقد جاء إليه بأن يطبق عليهم الجبلين ويمحوهم من الوجود ويكون فيهم العبرة والعظة لكل من أراد أن يعتبر وإلا ناله ما نال أسلافه وأصبحت هذه سنة باقية في القوم، ولكنه صلى الله عليه وسلم إنما بعث رحمة بالعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَة لِّلْعَالَمِينَ} بشيرا ونذيرا {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، وهو صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة، ولكن هؤلاء الكفرة المكذبين لا يعلمون {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.

وإن من دواعي الأسى والحزن أن نستقبل هذا المناسبة الكريمة وهناك من يسيء إلى صاحبها عليه الصلاة والسلام، ويتطاول عليه، ومما يزيد الحزن والألم أن يعتبر بعض من يعتبرون أنفسهم من المؤمنين أن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد حرية رأي؛ فالإهانة إذا جاءت من العدو هانت أما إذا صدق عليها صديق صارت أشد وأكثر إيلاما.

حول هذه المصيبة التي حلت بالمسلمين وما يمكن أن نسميه حيالها بالحلول كانت خطب الجمعة 27 من ذي الحجة 1426هـ في عدد من البلدان الإسلامية، وكان هذا هو أهم ما تناولته من محاور:

الانتصار للنبي من شروط الإيمان

وتعليقا على هذه الحداثة المؤلمة، وواجب المسلمين حيالها، يعلق الشيخ سعد بن عبد الله البريك في خطبته للجمعة من على منبر جامع الأمير خالد بن سعود – الرياض – السعودية، يقول إن ما سمعناه ليس بمستبعد من قوم حرفوا كتابهم وسبوا رسلهم وأنبياءهم؛ فهم قد اتهموا رسلهم بالزنا وحب الخراب والعنف. ولكن الأمر الآن صار كله على كاهل المسلمين، فعليهم أن يظهروا لهؤلاء ما يردعهم ويردهم على أدبارهم حتى يعلموا أن هناك من يغضب لرسول الله، ويؤكد على أنه: "من أجلِّ الأعمال في كل الأحوال ومن أزكى الدرجات وأعلى القربات إلى الله مزيد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم ومضاعفة المحبة له صلى الله عليه وسلم، ومواجهة كل من أراد بمقامه الشريف نقصا أو انتقاصا؛ فالانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم هو دلالة الإيمان وبرهان الإحسان، وهو دليل الإسلام؛ إذ لا إسلام ولا وإيمان لعبد لا يتغير حنقا وغضبا يوم أن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم".

ويرى أن من واجب المسلمين الانتفاض للذود عن نبيهم والدفاع عنه، ويقول: "ألا جفت أقلام، وشلت سواعد، وكممت أفواه تسكت أو تمتنع عن الذود عن النبي صلى الله عليه وسلم".

ويرى أن هذا يدخل ضمن الحملة الصليبية العالمية على الإسلام والمسلمين.

سب النبي كفر بكل الديانات

النبي صلى الله عليه وسلم نبي من عند الله، ومن سب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يستهزئ بمن أرسله، ويقول الشيخ عبد الرحمن الحذيفي في خطبته بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة: "إن سخرية هذه الجرائد في تلك الدولة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جريمة تضيق بحملها الجبال، وإن بيان هذا الإجرام في تلك الصور والأقوال التي تستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم، له عدة وجوه أولها أن في ذلك سخرية بالله سبحانه وتعالى. والثاني أن هؤلاء بفعلهم هذا إنما يعلنون الحرب على الله؛ فهو القائل على لسان نبيه من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. أما الثالث فهو أن الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم هو استهزاء بموسى وعيسى وكل الأنبياء عليهم السلام، وكفر بهم جميعا"؛ فربنا سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا.أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا}.
الدفاع عن النبي ضرورة وفريضة

ويؤكد الشيخ عدنان عبد الله القطان من على منبر مسجد أحمد الفاتح - المنامة- البحرين، على أن حب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله، ويقول: "إن من المتقرر لدى أهل الإسلام أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضل الرسل وأزكى البشر، وأن حرمته أعظم الحرمات، وأن محبته دين وانتقاصه كفر، ومن تعرض له بسوء فدمه هدر، وإن من أعظم الاستهزاء والسخرية به عليه الصلاة والسلام وانتقاصه بأي أسلوب وأي طريقة"، وينوه بأن هذا فضلا عن أنه فريضة شرعية افترضها الله علينا في قوله سبحانه: {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُوا اللهَ َوالرَّسُولَ فإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}، فإنه ضرورة للمسلمين، حتى يستطيعوا أن يحافظوا على هيبتهم وكرامتهم وذواتهم وسط الأمم، فإذا لم ننتفض للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن ديننا فلا كرامة لنا ولا هيبة ولا مهابة للمسلمين وسط الشعوب والدول.
كيف ندافع عن نبينا ؟

أكد الخطباء على أن الوسيلة التي نمتلكها الآن، ومن الواجب على كل مسلم في أي مكان أن يقوم بها للدفاع والذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المقاطعة، والمقصود بالمقاطعة، أي على كل الصعد والأوجه، سياسيا أو اقتصاديا، وكل بما يملك، وبالإضافة إلى ذلك واجب الدفاع بالقلم، حيث على كل مسلم يستطيع أن يهاجم هذه الدولة ويفضح أفعالها هذه أن يفعل، بالإضافة إلى فضح هؤلاء الذين يراهنون، أو يصوتون على سب رسول الله ممن يدعون الإسلام بألسنتهم، ثم يعتبرون أن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الممكن أن يدخل تحت حرية الرأي أو الديمقراطية من أي وجه من الوجوه.

فقد أكد إمام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة "أن على المسلمين أن يبذلوا كل ما يملكون كل على حسب طاقته في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من لم ينتصر له فإنه ناقص الإيمان". وندد فضيلته بموقف الدول الإسلامية على مستوى القيادات والشعوب مما تعرض له رسول الله من سب أو إهانة: "حيث الإعلام ساكت، ورجال الأعمال والقيادات لم يقاطعوا هؤلاء الذين تعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم، وأهاب بالدول الإسلامية قادة وشعوبا بالرد على هذه الإهانات كل بما في يده".

كما طالب الشيخ أسامه عبد الله الخياط من الحرم المكي – مكة المكرمة – السعودية - الدول باتخاذ الحكومة السعودية قدوة لهم، بأن يقوم بسحب سفرائهم من هذه الدولة، وإعلان المقاطعة لبضائعها على المستوى الرسمي.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 31-01-2006, 08:47 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road



التاريخ : 29/12/1426 هـ

سعد بن مطر العتيبي

الجناية الدنمركية




تأمّلات في ضياء (( لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم )) (النور:11)!!

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد رسول الله، حجة الله على الخلق، القائل: (( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، لا يهودي ولا نصراني، ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت، إلا كان من أصحاب النار)) .

أمَّا بعد:

فهذه خواطر وإلماحات سريعة من واقع الجناية الدنمركية وما قاربه، ربما حجبت عن بعضنا، رأيت تدوين ما يسّر الله منها، عسى الله أن ينفع بها، وأن يجعلنا وإياكم في زمرة الناصرين لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

* عظيم هذا الدِّين لا يغالب، بل هو ظاهر على الدين كلِّه، قوي هذا الحق لا يُغلب، مهما قلّ أتباعه على الحقيقة، هو كالعجين في أسوء حالات النيل منه، يُضغط في قبضة اليد بشدّة وعنف، فيخرج من بين الأصابع - رغماً عن الحاقد – دون أن ينقص منه شيء، وكأنَّما هو يتحدّى، فبـدل أن كان محشوراً في مكان، إذا هو يخرج من كل مكان!!

* نظرت إلى الصور التي رسمها الرّسامون اللبراليون في الجريدة الدنمركية، التي تتربع على عنوانها نجمة سداسية !! فلم أر فيها غير صور الرسامين الوقحين ذاتهم .

وإن زعموا أنها خيالاتهم القذرة، فليس لما رأيناه أي ارتباط بالحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ فإنَّ من رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المنام على غير- صفته الخَلقية والخُلقيّة - فما رآه وقد قال- صلى الله عليه وسلم- : (( من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي )) .

وهكذا شياطين الدنمرك لن تبلغ منه شتيمة، وإنَّما تشتم رسومات رسمتها، وكأنَّما يعنيهم بقوله- صلى الله عليه وسلم- في كفّار قريش: (( انظروا كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، إنهم يشتمون مذمَّما ويلعنون مذمما ؟ وأنا محمد ! )) !

فو الله إنِّي لأتخيل في الرسومات من رسمها ليس إلا، كيف ونحن نعرف وصف محمد صلى الله عليه وسلم :

الجمال والكمال، وما لقائل فيه مدخل، وقد عرف قدره العقلاء ، حتى من المستشرقين المنصفين من غير أهل الإسلام، وما وصفوه إلا بالثناء، ولو وجدوا خلافه لما تأخّروا .

* رأينا خُلق العداوة والحقد فيما يطرحه (الآخر) رأي العين، فصار علم اليقين عندي عين اليقين: ((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَاتُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ )) (آل عمران :118).

* وجدنا اللبرالية في صورتها الحقيقية – دون رتوش، أو تسويق مغشوش– وجدناها كما هي فكراً وأيدلوجية، لا مجرد وسيلة وآلية، كما يحاول استغفالنا متلقوها بالسند النازل!!

وجدنا اللبرالية على حقيقتها: فكراً لا يعترف بالثوابت والمقدّسات في أيِّ دين، وسلّم نيلٍ من مسلّمات المسلمين .

وأرجعوا في بيان هذه الحقيقة إلى عدد من كتب من يُسمّون بالمحافظين الغربيين، وعلى سبيل المثال: كتاب ( موت الغرب) لباتريك جيه. بوكانن، ولا سيما ربع الكتاب الأخير.

وأمَّا إن عدتم إلى المنتديات العربية التي ترعى اللبرالية، فلن تحتاجوا دليلاً يثبت ما أقول، غير قراءة العناوين: فهي في كثير منها ما بين احتقار للدين، وشتم للمتدينين، ونيل من المسلمات العقدية، والشرائع الدينية، وتشكيك في الخالق، وهيام في المخلوق، وأما إن أردت- أخي - المشاركة فيها للاعتراض على النيل من الثوابت ووصف القرآن بالأساطير، فستأتيك اللبرالية في حقيقتها، ويأتيك المشرف بكل وقاحة، ليعلن الزندقة قائلاً: هذه حرية رأي، الكاتب طرح ما لديه، ولا أرى في ذلك قدحاً في القرآن !! وحينها لا تتعجب من انتساب هذا للبرالية، فهي الزندقة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لكنك لن تجد بداً من العجب ممن ينتسب للبرالية ويدعي أنَّه مسلم عادي، هكذا يصف بعضهم نفسه هنا، نقول له بهدوء: إذاً فلست ليبراليا، فاحمد الله على العافية.

وعوداً إلى الفقرة ذاتها، واستشهاداً بالواقع في الجناية الدنمركية أقول: ألم تدفع الحكومة الدنمركية اعتراضات المسلمين عليها بحجة أنَّها حكومة ليبرالية !!

وأنَّ الحزب الحاكم حزب ليبرالي، وهو إنَّما يطبِّق مقتضيات اللبرالية في عدم اعتراضه على سوء الأدب في النيل من المقدسات ، حتى ول تعلق الأمر بالأنبياء كل الأنبياء ؟!

ألم يقف عدد كثير من رجال الدِّين الدنمركيين مع المسلمين في رفض هذه الفكرة ؟

أظن أنَّ الوقوف في وجه اللبرالية من كل الأطياف الدينية هو بعض السِّرّ في المسألة، فاللبرالية فكر لا يعرف شيئاً مقدساً سوى النخبة التي تروِّجه، والأفكار القلقة التي يطرحها، واللبرالية ذات عمق يهودي صهيوني، ( أسأل الله عز وجل أن ييسر كشفه بالوثائق كما وعدنا بعض الأساتذة الخبراء )، ولعلكم رأيتم النجمة السداسية البرتقالية التي تتربع على عنوان صحيفة ( اليولاندس بوستن).

التي تولت كبر هذا الإفك على خير البرية صلى الله عليه وسلم، فلست أدري ما سرّها مع أنَّ علم البلد يحمل الصليب !

* ألم تروا اللبراليين العرب قد تضامونا مع أولئك بالسكوت عنهم، على أمل أن تمرّ العاصفة دون أن ينالهم منها شيء ؟! فهم إمَّا أن يقفوا مع الأمَّة ويعلنوا الولاء للعقيدة الإسلامية وقدسيتها، وحينئذٍ يُبطِلون الفكر الذي ينتسبون إليه من أساسه، أو أن يسوِّغوا لأولئك جنايتهم؛ والتسويغ ليس سوى اعترافاً بالتطرف الفكري للبرالية، وكلا الأمرين – عند كثير منهم- مرَّ مذاقه، وهو يكشف أكثر من أن يستر! وأمَّا الخيار الذي نودّه لهم فهو: أن يُثبتوا للأمة أنَّهم مؤمنون حقاً، لا يُقرّون النيل من رسل الله عز وجل ومن خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم؛ فيشاركوا في حملة الأمَّة مشاركة إيجابية، ويتوقّفوا هم عن النيل من الدِّين تحت مسميات مختلفة، منها ( التأويل ) على غير علم، الذي استند إليه رئيس تحرير الصحيفة الدنمركية في تسويغ فعلته القذرة، وحينئذ - فقط – ستقتنع الأمَّة بأنَّهم منها، وسنعلم أنَّهم صادقون .

* رأيت أنَّ هذا الهجوم في باطنه نوع من الدعاية لنا، وهي مكسب، نعم إنَّها دعاية غير مقصودة، لكنَّها تبقى مدافع معادية، إلا أنَّها مثل مدافع سنغافورة، موجهة في الاتجاه الخاطئ ، كما يصف جيمس كيرث نظرية صامويل هنتنغتون صراع الحضارات في ناشيونال انترست .

كان التجار الدنمركيون يُصدرون لنا، دون أن يعلم الشعب الدنمركي من نحن وأين نعيش ؟ لكنَّهم الآن لا يعرفون كبار المستوردين فقط ، بل عرفوا عنا أكثر من ذي قبل، عرفوا حتى محلاتنا التجارية التي أعلنت مقاطعتهم !

* رأيت أنَّ الأمَّة لا يحدها حدود، ولا تحتويها أقاليم، وهنا نحيي الجالية الإسلامية الدنمركية التي استنفرت الأمة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرعبها سجن بعض قياداتها، ولم يرهبها التلويح لها بالأذى، فهي تمشي بخطوات سلمية عاقلة متزنة، تسلك الآلية الديمقراطية وفق المباح المتاح .

* رأيت أنَّ الوعي بأدوات الضغط العصرية الشرعية، قد وصل إلى قدر جيد من النضج على جميع المستويات، في زمن أقلّ مما كنّا نتوقع: الشعبية والرسمية، فرأينا النهضة القوية في التلويح بالمحاكمة للجناة، والبدء بذلك، وتكرار المحاولة، واستخدام آلية متطورة في المناورة. ورأينا دخول الجامعة العربية على الخط، بشكل لم نكن نتوقعه من قبل، (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)) (المدثر:31) .

وكذا موقف عدد من الدول العربية، ورأينا التلويح بالمقاطعة في التلميح بأهمية العلاقات الاقتصادية في بيان مجلس الوزراء في المملكة.

وإن حكومة المملكة العربية السعودية استدعت سفيرها لدى الدنمارك، فلله الحمد والمنّة على هذه الخطوة الرائدة المناسبة، وهي لغة دبلوماسية معروفة الأثر، كما سرنا كثيرا بيان سماحة شيخنا مفتي عام المملكة حول الموضوع ومشاركاته الإعلامية الداعمة، ولا سيما لقناة المجد الفضائية التي رتّبت حملات متتالية للتوعية بالموضوع، أثاب الله القائمين عليها، وجزاهم عن الأمة خيرا.

* كما رأينا الدعوة إلى المقاطعة الاقتصادية تحت شعار ( إذا كان لكم حرية الرأي، فإنَّ لنا حرية الاختيار) ! رأينا التجار الشرفاء يصدرون قرارات المقاطعة داخل مؤسساتهم التجارية، رأينا الأطفال يتساءلون كم الرقم الرامز للصناعة الدنماركية ! رأينا ورأينا ورأينا، فاللهم لك الحمد والمنّة.

ونتمنى لو وقِّعت مواثيق شرف في هذا الشأن بين رجال الأعمال، فكم في ذلك من نفع، ولو لم يكن سوى التخويف والردع.

وإنَّا لنتطلع للمزيد بإذن الله تعالى.

* وجدنا أمامنا الكثير من الخيارات والأفكار التي طرحها كثيرون من حملة همِّ نصر الدين على اختلاف مستوياتهم، فليتنا نجمعها ونفعِّل ما يمكن تفعيله منها، فهي أفكار جاءت بعد عصف ذهني من الأمة وليس من أفراد أو فئات معينة، وبعضها متقدِّم جداً، يدل على اعتزاز كبير وعظيم، كادت الأمة تفقده بعد سلسلة من النكسات المحدودة التي طالما عمّمنا آثارها، حتى شعر بعضنا بالهزيمة النفسية، وما أقسى انهزام العزيز، وأتعس انحناء الحر.

* رأيت أن الحملات الإسلامية والجهود السابقة في قضايا مماثلة، قد أثمرت ثماراً يانعة، ولم تكن كما كان يقال: مجرد ردِّ فعل، فالنصر ووسائل النصر تراكمية، وإن فرح الأعداء بسكونها حينا من الدّهر. (( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)) (البقرة:143).

فليتنا نعيد النظر في كثرة جلدنا للذات!!

وصدق الله العظيم: ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )) (غافر:51).



رد مع اقتباس
  #20  
قديم 31-01-2006, 08:59 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

هل يكفي الإعتذار؟

د . حامد بن عبد الله العلي

تاريخ الفتوى
2/1/1427 هـ -- 2006-01-31

السؤال
فضيلة الشيخ تناقلت وكالات الأنباء قبل قليل أن الصحيفةالدنمركية اعتذرت فما هو المطلوب بالضبط لكي ننهي المقاطعة ، وماحكم الشرع فيمن يسب النبي صلى الله عليه وسلم بشكل عام راجين بيان الجواب التفصيلي ..

الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
فإنه ينبغي أن يُعلم أن هذه الجريمة لها عقوبـةٌ شرعية أخرى ، هـي أعظم من المقاطعة الإقتصادية ، ذلك أن الدعوة إلى المقاطعة ، إنما هي الوسيلة الممكنة المشروعة لردع هؤلاء الكفرة عن التطاول على نبيّنا صلى الله عليه وسلم ، وهي أقلّ الواجب المقدور عليه مــن عامة أهل الإسلام في نصرته ،
فهي من قبيل السياسة الشرعية الممكنة من شعوب المسلمين لحماية دينهم في زمن تداعت عليهم الأمم ، فالمسلمون إذا لم يكن لهم إمامٌ يقوم بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفّ بأس الكفّار بالجهاد ، وبإخافتهم بإرهاب السلاح ، وبعقوبتهم على جرائمهم بإنزال الجيوش بساحتهم، وبإقامة الحدود الواجب إقامتها على من سبّ النبي صلى الله عليه وسلم أو سخر منه ، أو تعرض لــه بسوء ،
يجـب عليهم أن يقوموا ـ كلّ على قدر طاقته ـ بما يقدرون عليه من واجب الدفاع عن دينهم ، من الوسائل المؤثّرة ، إذ هذا من قبيل الواجب المطلق الذي لم يحدّد الشرع كيفيّة أداءه ، فيجتهد أهل العلم بالشرع ، والمعرفة بالواقع ، في الدعوة إلى اتخاذ التدابير المحققة لمقاصد الإسلام في هذا الباب ، ومن ذلك المقاطعة الإقتصادية.
وذلك امتثالا لقوله تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
ولقوله : (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
فحينئذ يُراعي ما يحقق مصلحة الردع من التدابير المطلوبة ، وتوضع أمدا لإنهاء المقاطعة :
وحتى تبقى هذه الوسيلة مؤثّرة ، وممكنة الاستعمال من عامة المسلمين ، حاضرا ومستقبلاً ، نكالا ورادعا لهذه الدولة المارقة التي سمحت بهذه الجريمة ، وعبرة لغيرها ، يجب أن تكون منضبطة بمطالب محددة ، تصل إليها هذه الوسيلة ثم تنتهي مهمّتها .

وينبغي أن يحذر أهل الإسلام من أساليب الخداع الخبيثة ، مثـل أن تنشر الصحيفة اعتذارا ملبَّسا وتظنّ أنها بذلك تغسل سوءتها ، ثم يتداعى الساسة في بلادنا الذين يخافون على تجارتهم ! لإنهاء المقاطعة بناء على إعتذار سخيـف فحسب .
كــلاّ ..فالواجب ـ والله أعلم ـ أن لايقبل بأقلّ من :

1ـ إعلان إعتذار المجرمين الجناة لأهل الإسلام قاطبة عن جريمتهم مقرّين بجنايتهم آسفين عليها .
2ـ وكذلك إعتذار الدولة التي دافعت عنهم.
3ـ وتعهدها وتعهدهم بعدم العودة إلى هذه الجريمة الشنيعة.
4ـ وتعهد الدولة بمنع وقوع أي جريمة من هذا النوع في بلادها ، وباحترام دين المسلمين ومقدساتهم ، وأوّل ذلك منـع الكتاب الذي يعتزمون السماح بنشره قريبا ، والذي امتلأ سبا وشتما لنبينا صلى الله عليه وسلم وديننا وسخرية به .
ولا يقبل تذرّعهــم بحرية الرأي المزعومة :
أولا : لأنّنا في الإسلام ، لانعترف بهذه الأكذوبة ، فلا حريّة في الطعن في الأنبياء ، بل هي جريمة عقوبتها القتل كما سنبيّنه .
وثانيا : إن هؤلاء الكفرة لم يتذرّعوا بحرية الرأي ، في سعيهم الحثيث لمنع التشكيك بمحارق اليهود المزعومة ، فهم يسارعون إلى عقوبة من ينشر ما يشكك فيها ، ولا يقبلون أيّ عذر له ،
ويلاحقونه فلا يدعونـه يقر له قرار حتى يُسكت ويُعاقب ، ويتابعون كلّ ما ينشر في إعلامهم فلا يسمحون بنشر شيء يشكك في هذه الفرية التي يروّجها اليهود عن محارقهم،

كلّ ذلك يفعلونه إرضاءً اليهود ، أذلّ وأحقر الناس ، وخوفا من ردة فعلهم ،

فلا يقبل منهم أن يتذرّعوا بحرية الرأي في سبّ ديننا ونيبّنا ، بل ذكرهم هذا العذر أقبح من ذنبهم العظيم .
هذا بالنسبة لسؤال السائل عن المطلوب من هذه الدولة الكافرة المارقة لإنهاء مقاطعة البضائع من قِبل عامة أهل الإسلام ،
وإنهاء المقاطعة ، ليس كلّ حكم الشرع فيهم.
فحكـم شاتم النبي صلى الله عليه وسلم ـ ومن يرضى بفعله أو يؤيده مثله ـ يتبين فيما ننقله من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
قال رحمه الله في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول : ( وهذا الذي ذكرناه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحتم قتل مَنْ كان يسبه من المشركين مع العفو عَمْن هو مثله في الكفر كان مستقراً في نفوس أصحابه على عهده وبعد عهده، يقصدون قتل السابِّ، و يحرضون عليه، وإن أمسكوا عن غيره، ويجعلون ذلك هو الموجب لقتله، ويبذلون في ذلك نفوسهم، كما تقدم من حديث الذي قال: سُبَّني وسُب أبي وأمي وكُفَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حمل عليه حتى قتل، وحديث الذي قتل أباه لما سمعه يسبُّ النبي عليه الصلاة والسلام، وحديث الأنصاريِّ الذي نَذَرَ أن يقتل العَصْماءَ فَقَتَلَهَا، وحديث الذي نذر أن يقتل ابن أبي سرح وكَفَّ النبي صلى الله عليه وسلم عن مبايعته ليوفي بنذره )
وقال في موضع آخر : (وأيضاً، فقد تبين بما ذكرناه من هذه الأحاديث أن الساب يجب قتله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الساب في مواضع، والأمر يقتضي الوجوب، ولم يبلغه عن أحد السب إلا ندر دمه، وكذلك أصحابه، هذا مع ما قد كان يمكنه من العفو عنه، فحيث لا يمكنه العفو عنه يجب أن يكون قتل الساب أوكد، والحرص عليه أشد، وهذا الفعل منه هو نوع من الجهاد والإغلاظ على الكافرين والمنافقين وإظهار دين الله وإعلاء [كلمته]، ومعلوم أن هذا واجب، فعلم أن قتل الساب واجب في الجملة، وحيث جاز العفو له e فإنما هو فيمن كان مقدوراً عليه من مُظْهِر الإسلام مطيع له أو ممن جاء مستسلماً، أما الممتنعون فلم يَعْفُ عن أحد منهم ) .

ثم إن ردع هذه الدولة الخبيثة ، وأمثالها ، بما شرع من بأس أهل الإسلام المقدور عليه ، مشروع بل واجب عند القدرة ،
فالله تعالى يعذّب من يتطاول على نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، ويمسّ مقامه العظيم بسوء ، إما بأيدي رجال أمته الليوث الوثابة على أعداءه ، وإما بعذاب من عند ربه الذي اصطفاه وكفاه ، قال تعالى ( إنّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِيِن ) .
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في موضع آخر من الصارم المسلول ( ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر [أو] أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله عليه الصلاة والسلام و الوقيعة في عِرْضِه، تعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يُفتح المكان عَنْوَة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه فيه.
وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومـن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده المؤمنين ) .
وقال في موضع آخر :
(وهذا ـ والله أعلم ـ تحقيق قوله تعالى: )إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ(؛ فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله تعالى يقطع دابره، ويمحق عينه وأثره، وقد قيل: إنها نزلت في العاص بن وائل، أو في عقبة بن أبي معيط أو في كعب بن الأشراف، وقد رأيت صنيع الله بهم.
ومن الكلام السائر: "لحوم العلماء مسمومة" فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام.
و في "الصحيح" عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَ ْ بَارَزَنِي بِالمُحَارَبَةِ".
فكيف بمن عادى الأنبياء؟ ومن حارب الله حُرِبَ، وإذا استقريت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أهلكوا حين آذوا الأنبياء [وقابلوهم] بقبيح القول أو العمل، وهكذا بنو إسرائيل إنما ضربت عليهم الذلة، وباؤوا بغضب من الله، ولم يكن لهم نصير لقتلهم الأنبياء بغير حق مضموماً إلى كفرهم، كما ذكر الله ذلك في كتابه، ولعلك لا تجد أحداً آذى نبياً من الأنبياء ثم لم يتب إلا ولابد أن يصيبه الله بقارعةٍ، وقد ذكرنا ما جرَّبه المسلمون من تعجيل الانتقام من الكفار إذا تعرضوا لسب رسول الله ، وبلغنا [مثل] ذلك في وقائع متعددة، وهذا باب واسع لا يحاط به، ولم نقصد قصده هنا، وإنما قصدنا بيان الحكم الشرعي ) .

هذا ونسأل الله تعالى أن يستعمل من فداويّة أهل الإسلام ، وأسوده الوثاّبة ، من ذوي البأس والشدة ، والشجاعة التي من أمجاد الماضين مستمدة، من يذيق على أيديهم المتطاولين على مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي نفديه بآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأرواحنا ،يذيقهم سوء العذاب آمين.
والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حصريا لمجالس قبيلة العجمان فيديو لقتل احد ارهابيي الدمام عاشق زعب المجلس السياسي 30 20-11-2011 10:42 AM
روائع السيرة ( قصة الرسالة ) للشيخ عائض القرني تسجيل صوتي من قناة المجد الفضائية سهيل الجنوب المجلس الإســــلامي 8 20-11-2011 10:42 AM
الخوارج بين الماضي والحاضر ابومحمد الشامري المجلس الإســــلامي 17 03-09-2009 03:37 AM
ولموتهم قصة وعبرة ... (2) فواز بن محمد المجلس الإســــلامي 11 16-05-2009 02:28 AM
100وسيلة لنصرة رسولنا صلى الله عليه وسلم؟؟!!!!!!!!!!! راشد بن دربي المجلس الإســــلامي 12 03-12-2006 06:04 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:01 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع