مجالس العجمان الرسمي


مجلس الطب والصحـــــة والغذاء قسم يهتم بالإكتشافات الطبية وسبل الوقاية من الأمراض ، ومواصفات الغذاء الصحي وفوائد نعم الله

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2009, 12:40 PM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 39
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 23
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
Thumbs up الخلوة الروحيّة... فرصة للتواصل مع أنفسنا



لا يقتصر الاختلاء بالذات والابتعاد عن العالم الخارجي على النسّاك فحسب. يمكن لأيّ شخص أن ينسحب قليلاً من يومياته الاعتيادية، من دون الخروج كلياً عن إطار حياته، ليتمكن من التواصل مع نفسه الداخلية ومع الآخرين أيضاً.


الخلوة الروحية، أي الابتعاد عن ضجيج العالم والتواجد مع الذات في المنزل لبضع ساعات أو أيام، ليس طريقة جديدة لممارسة فن الانعزال عن الخارج، لكنه مناسبة للتواصل مع بعد وجودنا الروحي. يشكّل هذا البعد جزءاً منا لكن غالباً ما نهمله في حياتنا اليومية المكتظة، ولا نحسّ به إلا في لحظات الصلاة والتأمل، فنشعر بأننا أحياء بكل معنى الكلمة. تُعتبر الخلوة الروحية إحدى الأدوات المهمة لاختبار هذه المشاعر بشكل واعٍ. تشكّل الخلوة، سواء حصلت في المنزل أو في مكان منعزل آخر، متنفّساً للجسد والروح يتيح لنا بلوغ آفاق تتخطى توقعاتنا، والتوجه نحو فراغ وصمت نجدهما في أماكن أخرى غير الأفعال والأملاك المادية. إنه وقت لا غنى عنه لإيقاف الزمن، لكنه لا يعني السلبية أو الهروب بأي شكل.

وفقاً لعلماء النفس، تكمن أهمية تخصيص وقت للخلوة الروحية في كونها نشاطاً مخصصاً للذات ولا تظهر نتائجها فوراً، بل إنّ الفرد قد يشعر بالانزعاج الجسدي والنفسي في اللحظات الأولى من هذه التجربة. تشكّل عوامل الصمت، والأفعال الواعية، وقراءة نص روحي، وتناول طعام بسيط، شكلاً فعلياً من أشكال التزهّد بالنسبة إلى الإنسان العصري الذي اعتاد الحصول على مكافآت فورية وأدمن على التفاعل الاجتماعي! بما أنّ جميع الناس يواجهون الضغوط عينها ويسعون وراء الأهداف نفسها، لا تُعتبر هذه الخلوة خاصة بالنساك والمتدينين حصراً، علماً أنّ هؤلاء يتمكّنون من إيجاد فرصة لعيش إيمانهم عبر هذا النشاط الروحي.

مرحلة التحضير

تتطلب الخلوة التمتع بحالة روحية معينة. قبل كل شيء، يجب التحلي برغبة عميقة في عيش تجربة مختلفة واختبار توقّف الزمن، من دون أن يعني ذلك التوقف عن التفاعل والعمل، بل التصرف بشكل مختلف انطلاقاً من الداخل، أي على عكس ما يفعل معظم الناس في حياتهم اليومية. لذلك، تحتّم هذه الحالة الانفصال عن حركاتنا وأفكارنا وردود أفعالنا الاعتيادية. يجب التخلص من الهاتف، وعدم استقبال أي زوّار، ولا سماع الراديو أو مشاهدة التلفزيون، ولا التمتع برفقة أحد في المنزل، بل الجلوس في جوّ من الصمت للدخول رمزياً في زمان ومكان مختلفين.

لعيش هذه التجربة إلى أقصى حدّ، لا بدّ من دعم هذا الصمت وهذه الوحدة عبر القيام بنشاطات روحية وتخصيص أوقات للتأمل أو الصلاة. من الضروري أن نندمج كلياً في هذه التجربة ولا بدّ من توفير الوسائل اللازمة لتحويل المكان إلى بيئة مناسبة لاستحضار الجانب المجهول من شخصيّتنا. من العوامل التي تؤثر على حالتنا الروحية وتحضّرنا للدخول، بشكلٍ واعٍ، إلى عالم مختلف: اختيار ملابس مريحة جداً، اختيار مقاطع أو أشعار أو نصوص روحية، وضع الشموع في المكان مع استعمال البخور، تحضير مكان مناسب للتأمل...

تعلّم التزهّد

لسنا معتادين على تعليق أفكارنا وأفعالنا المعتادة. لا عجب إذاً إذا انتابتنا مشاعر نفاد الصبر، والامتعاض، والملل. علينا أن نلاحظ هذه المشاعر ونحضنها ونعمل على تلاشيها. تشكّل المصاعب جزءاً من رحلة السفر هذه: إنها نوع من التزهّد لا عطلة من الأحلام!

- التنفس: تبدأ العملية كلّها بالتنفس. إنها أفضل طريقة لاختبار ما يُسمّى {وقت كبح الجسد}. في هذا الإطار، يقضي تمرين بسيط جداً بالشهيق والتفكير في الوقت نفسه {ها أنا أشهق الحياة}، ثم الزفير والتفكير {ها أنا أزفر كلّ ما يزعجني}. علينا أن نتواجد في وضعية الجلوس، مع ظهر مستقيم، وإرخاء الكتفين والفكّين والبطن، وإغلاق العينين لتعزيز الوعي الجسدي. ثمة مجموعات من ثلاثة أنواع تنفس عميق تقود إلى تقلّص أسفل البطن عند الشهيق واسترخائه عند الزفير. يوصى بتطبيق التنفس الواعي والعميق للتوصل إلى هدوء داخلي، قبل كلّ نشاط جسدي أو روحي وبعده.

- القراءة: بعد استرخاء الجسم وهدوء الروح، يمكن تغذية النفس عبر قراءة نصوص روحية أو شاعرية. من الأفضل قراءة نص قصير واحد في اليوم نفسه تفادياً لتشتيت الفكر أو تشغيله أكثر من اللزوم. ينصح المعالج النفسي بقراءة هذه السطور مرّات عدة، بهدف {مضغ} الكلمات وتركها تنساب في النفس. سرعان ما تتبلور معانيها وإيقاعها الموسيقي وشاعريتها ووقعها على السمع مع مرور الساعات وتفتح المجال أمام أسئلة وانفعالات تنتابنا. يمكن قراءة النص بصوت مرتفع أو بصمت. الأهمّ هو الشعور بوزن كل كلمة وبإيقاعها، ثم استيعاب كامل النص.

- التأمل: لا يزال الناس يخشون أو يرفضون هذا التمرين الذي يساعد على تحويل الذات، ما يقود إلى تحويل العالم لمكان أفضل. لكنّ هذا التمرين على درجة عالية من البساطة. يجب البدء باختيار أكثر الوضعيات بساطة: الجلوس على كرسيّ، الحفاظ على ظهر مستقيم، إحناء الذقن إلى الداخل بشكل طفيف، وضع اليدين على الفخذين وتوجيه الكفّين نحو الأعلى، تسطيح القدمين على الأرض بشكل متوازٍ مع ترك مسافة بينهما. خلال عشرين دقيقة، أغلق العينين بشكل جزئي، تنفّس بعمق (لا داعي لأن يكون التنفس من الأنف)، أطلق العنان لأفكارك ولا تحاول طردها أو الاحتفاظ بها. قد ترتكز عملية التأمل على موضوع روحي معين مثل {الزوال}، كالتفكير بتتابع فصول السنة، ومرور الأشهر والسنوات واللحظات، وبالتغييرات التي تؤثر على كلّ جانب من حياة الإنسان.

قد تشكّل الخلوة الروحية أيضاً فرصة للتواصل مع أسمى أشكال الروحانية: الصلاة. يمكن أن يستعمل كلّ شخص كلماته الخاصة لطلب المساعدة، والتعبير عن خوفه، أو غضبه، أو شكوكه، أو امتنانه. يحصل كلّ شخص على فرصة إقامة هذا الحوار الروحي وإيجاد نقاط قوة جديدة في داخله. قد تعود إلى أذهاننا الصلوات التي كنا نتلوها في طفولتنا مع الانفعالات نفسها وبالعمق نفسه.

تصرّف بوعي كامل

بعد لحظات التأمل، يحين وقت الأفعال. يساعد التحرك بعد لحظات من الجمود في استعادة إدراكنا للبعد المادي وتذكيرنا بأهمية هذا الأخير الموازية لأهمية البعد الروحي. لا يمكن أن تكتمل وحدة الجسد والروح إلا من خلال اختبار بُعدَيْ الوجود معاً.

- السير: بعد كلّ جلسة تأمل، يساعد السير في شحن الطاقة الحيوية التي تطال أنحاء الجسم كله. إنه تمرين صامت، بطيء، وواعٍ. يمكنك السير لبضع خطوات في المنزل أو الخروج إلى الحديقة (من الأفضل عدم الخروج إلى الشارع تفادياً لمواجهة مصادر إلهاء). قبل البدء بالسير، من المفيد القيام بمجموعة من ثلاثة تمارين تنفّس عميق من الأنف. يُفضّل أن تكون عاري القدمين. ابدأ بتحريك القدم مع بدء عملية الشهيق ثم أعدها إلى الوضعية الأصلية عند الزفير، لكن احرص على إرخاء الكتفين واستقامة الظهر أثناء التمرين. يتتابع التمرين وفقاً للإيقاع نفسه: شهيق (رفع القدم)، زفير (إرخاء القدم).

- العمل: تجمع حياة الخلوة بين التأمّل والعمل. تصبح الأعمال (كالتوضيب، والتنظيف، والطبخ...) تلقائية حين تُطبّق بإيقاع بطيء وتنبع من الداخل، ما يجعلها طريقة للاحتفال بالحياة. عند التواصل مع الحواس، يصبح الجسد محور الحركة. إنها طريقة لإخراجه من وظائفه الاعتيادية واستعماله كأداة إيقاظ. بالتالي، قد يساعد التوضيب مثلاً في تصفية الذهن، والكناسة في تهدئة الانفعالات...

- الأكل: حين تدخل إلى المطبخ، لا تنظر إلى الأشياء بنظرة عادية ولا بمشاعر وأفكار عادية. يُفضّل أن تتناول وجبات بسيطة، خفيفة، نباتية. يقضي التمرين بالتركيز على تركيبة الطعام ولونه ورائحته. فكّر مثلاً بأنّ تحضير وعاء بسيط من الحساء بعناية وتعطيره وتذوّقه، هو أحد أشكال الاحتفال بالحياة. تناول الطعام ببطء وصمت، واشعر بالامتنان لما تمضغه وتأكله، وبالتعاطف مع الأشخاص الذين لا يجدون ما يأكلونه. تعزز هذه المشاعر قيمة المشاركة التي تقوّي بدورها شعور الانتماء والتواصل مع الغير.

عد إلى أرض الواقع

ها قد انتهت رحلة الخلوة الروحية. لا يمكن تحديد الشعور الذي ينتاب كلّ شخص بعد نهاية هذه التجربة: قد يكون طوقاً إلى استعادة إيقاع الحياة الطبيعية أو رغبة في إطالة أمد التجربة الروحية. الأهمّ هو التصرف بحسب رغباتنا وحاجاتنا. يمكنك أيضاً مواصلة هذه التجربة مع مجموعة من الأصدقاء، أو مع الشريك، أو بين أفراد العائلة. المهمّ هو التمتّع بقيمة جديدة من قيم الوجود والتواصل مع الذات والآخرين بطريقة مختلفة، لأنّ الخلوة الروحية لا تعني بأيّ شكل الانطواء على النفس.

يوم نموذجي
من الضروري وضع برنامج محدد للقيام بخلوة حقيقية. بالنسبة إلى المبتدئين، تدوم مدة القراءة أو التأمل بين ربع ساعة ونصف ساعة. يجب أخذ استراحة لممارسة التنفس الواعي قبل كلّ نشاط.

- النهوض (في السابعة صباحاً): تمطط، تمارين تنفّس، الاغتسال.

· تناول الفطور (في السابعة والنصف)، تنزّه، قراءة، تمطط أو تنزّه، تأمل أو صلاة، أعمال منزلية (توضيب، تنظيف، طبخ)، قراءة.

- تناول الغداء (في الثانية عشرة أو الواحدة ظهراً)، تنزّه، تأمل (صورة، باقة أزهار...)، قراءة، تأمل أو صلاة، تمطط.

- استراحة لتناول الشاي (في الرابعة بعد الظهر)، تنزّه، قراءة، أعمال منزلية، تأمل أو صلاة، تمطط.

- تناول العشاء (في الثامنة مساءً).



منقول

 

التوقيع

 

مثل غيم الشتاء همي تراكم ..
متى عيني يا أحبابي تراكم ؟؟



شهور وسنين غيبتكم ياترى كم ؟؟
وحيد ولا عزيز يمر عليه ..



آلحين عرفت ليش الـگـرة آلأرضية تدور ؟!
عشآن تشوف جمآالي من الجهآت ألأربعة .,*

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-11-2009, 02:03 PM
الغروب الغروب غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 29,452
معدل تقييم المستوى: 10
الغروب is on a distinguished road
رد: الخلوة الروحيّة... فرصة للتواصل مع أنفسنا

ليه يازمن

اشكرك على البرنامج والخلوة الروحية

تقديري
.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-11-2009, 02:43 PM
الصورة الرمزية ِِِAL 3ajmiah
ِِِAL 3ajmiah ِِِAL 3ajmiah غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 6,404
معدل تقييم المستوى: 21
ِِِAL 3ajmiah is on a distinguished road
رد: الخلوة الروحيّة... فرصة للتواصل مع أنفسنا



........

يعطيــــــــــــك العافية

والله المفروض نعطي أنفسنــا فترة تأمل واسترخاء

لكن مب لدرجة هاليوم النموذجي .. أحسه يصلح للي ماعندهم شغل ولا مشغلة ~

لك كل الشكر ...

 

التوقيع

 



 
 
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-11-2009, 12:24 AM
الصورة الرمزية أبو مسعود
أبو مسعود أبو مسعود غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
الدولة: kuwait
المشاركات: 11,697
معدل تقييم المستوى: 10
أبو مسعود is on a distinguished road
رد: الخلوة الروحيّة... فرصة للتواصل مع أنفسنا

برنامج جميل لو يطبق

لاهنت على النقل

 

التوقيع

 



خالص الشكر والعرفان للأخت m!ss-83 على التوقيع

 
 
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-11-2009, 06:41 AM
الصورة الرمزية m!ss-83
m!ss-83 m!ss-83 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: آلـــــفجر آلــــبعـيد
المشاركات: 5,339
معدل تقييم المستوى: 22
m!ss-83 is on a distinguished road
رد: الخلوة الروحيّة... فرصة للتواصل مع أنفسنا

معلومات جميله

وبرنامج رائع

شكراً لك ..

 

التوقيع

 

 
 
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13-11-2009, 05:23 AM
ليــه يازمـــن ليــه يازمـــن غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: <<المـــريـــــخ>>
العمر: 39
المشاركات: 7,820
معدل تقييم المستوى: 23
ليــه يازمـــن is on a distinguished road
رد: الخلوة الروحيّة... فرصة للتواصل مع أنفسنا

مشــكورين على المرور... والله يعــطيكم العافيــه...

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نظارات لعيونكم الحلوة زبيدة احمد مجلس الأســــرة والمجتمع 6 21-11-2008 01:49 AM
كيف نجاهد أنفسنا (2) سمو الرووح المجلس الإســــلامي 11 01-10-2008 01:38 AM
كيف نجاهد أنفسنا (1) سمو الرووح المجلس العــــــام 8 28-08-2008 04:27 PM
كيف نقي أنفسنا من السكتة القلبية؟ سمو الرووح مجلس الطب والصحـــــة والغذاء 10 24-04-2008 01:17 AM
بعض الكاركاتيرات السياحية الحلوة ابوراكان مجلس السياحة والسفر والرحلات 30 01-03-2008 03:43 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 04:21 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع