مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2013, 08:54 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
العشق من "المهد" إلى "اللحد"

العشق من "المهد" إلى "اللحد"

"غردتُ"بكليمة لي قديمة عنوانها"الحب بين"عسى أن يؤدم بينكما"و"الحب 101") فأعادت التغريد بها إحدى الفضليات .. مع تعليقات منها قولها : (الحب قبل الزواج وهم لا حقيقة له إنما هو شهوة فإذا تم تحقيقها ابتعد الفتى وتمسكت الفتاة لا حبا بل خوف العار وإن تم الزواج انهار سريعا فاين الحب؟).
لم تكن مساحات التغريدات – 140 حرفا – تكفي لبسط الفكرة .. فرأيت التالي :
أولا : خوف العار بعد تحقق الشهوة .. هذا آخر المدى .. ولكن هناك ما هو دون ذلك .. ثم ينتهي – غالبا – دون زواج فهناك (توهان) في المسالة كلها .. من الجوع الجسدي .. إلى الظمئ العاطفي .. إلى الشك الذي تزرعه العلاقة .. إلى أن فكرة الزواج قد لا تكون مطروحة أصلا .. إلخ.
ثانيا : سبق لي أن علقت على تعليق وصلني على كُليمتي ( حتى لا نعين الشيطان عليهن : كلام في العشق الزوجي).
قلت ما مفاده .. مشكلة (الحب) أنه خليط من نفحة علوية .. ورغبة سفلية .. تمتزجان في هذا المسمى حبا .. وقد يكتشف العاشق أو العاشقة .. حتى بعد الزواج أن الأمر لم يكن سوى (رغبة) ماتت النفحة العلوية فيها بعد إشباع تلك الرغبة .. ومن هنا تميز زواج (عسى أن يؤدم بينكما) – وأثبتت ذلك دراسة أزرق العينين وهو لا يعرف الحديث الشريف –
ثالثا : هذه كُليمة قديمة كتبتها تحت العنوان الذي يتربع على رأس هذه الأسطر .. وأعيدها هنا لكثرة الأخطاء الكتابية في نسختها المنشورة :
تفجرت في ذهني تلك الضجة التي أُثيرت حول (مشروع) قيام المعلمات بتدريس الصغار في مراحل التعليم الأولية،تفجرت تلك الضجة في ذهني،وأنا أقرأ كتاب الأستاذ عبد العزيز الربيع – رحمه الله – (ذكريات طفل وديع)،وكنت قريب عهد بقراءة مذكرات الأستاذ عزيز ضياء،وكان العزم أن أتحدث عن مذكرات الأخير،ثم تراجع مشروع الكتابة حتى كاد يختفي،وحل محله مشروع آخر،هو الكتابة عن (ذكريات طفل وديع)،فهو كتاب صغير نسبيا،بينما تقع مذكرات الأستاذ (عزيز) في ثلاثة أجزاء – أكثر من سبعمائة صفحة – وهاهو المشروع الأخير يترك مكانه لفكرة صغيرة.
ذكرني حديث الأستاذ (الربيع ) – 1343 – 1402هـ - ببعض ما جاء في مذكرات الأستاذ (ضياء) – 1914 – 1997م – وهذه المذكرات أحالتني،من أحاديث الصغار (الذين لم يبلغوا الحُلم – إلى الكبار،فكانت هذه الحصيلة التي أضعها بين أيديكم،ويستطيع كل واحد منكم أن يقرأها كيف شاء!!

"عزيز وبدرية"


في الجزء الأول من مذكراته يحدثنا الأستاذ (ضياء) عن (بدريّة) :

(.. وقد توخيت أن أجلس بجوار بدرية بين أمي وبين الخالة فاطمة كنت مشغول الذهن،بملاحظة غريبة،وربما كثيرة على طفل في مثل سني،وهي هذا الثوب الذي قالت أمي أنه "نظيف"،وهو نظيف فعلا،ولكنه قديم جدا،وقصير على قامتي،لأنه من الثياب القديمة التي اشترتها وجهزتها لي أمي منذ كنا في حلب،كنت أحس أن بدرية قد رأتني الآن،في هذا الثوب البالي،والقصير (..) وأحسست أني أختنق،وأنا أتأمل ثوبي(..) وبهذا الإحساس ظللت مغضيا ببصري إلى الأرض أمامي.){ص 264 جــ 1 (حياتي مع الجوع والحب والحرب)/ عزيز ضياء/ جدة / مؤسسة الشرق الأوسط }.


(لم أعرف الطريق إلى المجلس حين خطر لي أن ألحق بأمي التي رجحت أنها هناك،فظللت مضطجعا،مفتوح العينين،مرهف السمع،منتظرا أن أرى أي مخلوق يدخل الديوان،وسرعان ما أحسست أني أتمنى لو أن بدرية هي التي تجيء،ومع الأمنية العابرة تذكرت أني كنت إلى جانبها وعلى الوسادة،ذلك الشعر،الذي كانت تفوح منه رائحة العطر الجميلة،وما كادت الصورة تتكامل في ذهني،حتى استرعى انتباهي أن ذلك الأريج،ما يزال يعبق في الديوان،فإذا بي أسرح في عالم غريب وبعيد .. في ذلك الطريق إلى الربوة التي عدت منها في حلب،وقد حملت حزمة من "الخبيزة"(..) سرحت،في ذكرى تلك الربوة بأزهارها والعشب الأخضر يغمر أرضها،ولكن هذه المرة وعلى أجنحة الخيال،ليس مع الصِبية من أبناء الزقاق الذي كنا نسكنه،وإنما مع (بدرية) التي ظللت أتساءل أين هي يا ترى ..){ص 280 جــ 1}.


ويعود للحديث عن (بدرية) في الجزء الثاني،وسننقل ثلاثة نصوص (بدروية)!!! :

1 - (وحين أُشرع الباب مفتوحا،كانت (بدريّة) هناك .. وقد لفت نفسها في (شرشف) مرقط الألوان،بحيث ينسدل من قمة الرأس إلى أخمص القدين.

ولكن إحدى يديها كانت تمسك بالشرشف بحيث يحجب الفم وجزءا من الوجنتين،لتظهر العينان والحاجبان .. ولعل القارئ يستكثر أن أقف عند تفاصيل من هذا النوع،وقد كنت الطفل الذي لا ينتظر أن يقف عندها .. ولكن ليعجب القارئ وليستكثر كما يطيب له،فإن الصورة التي أجدها الآن تستطع في ذاكرتي تستحق في تقديري،أن ترسم،لو كنت أجيد الرسم،أو لو كنت أستطيع أن أصف المشهد،كما رأيته يومها،وكما أراه الآن لفنّان يتسع صدره – وخياله – لاستيعابه .. إنه الانبهار العفوي بالجمال يحفر في الذاكرة حتى أدق التفاصيل .. ){ص 20 جــ 2}.

2 - (فقد كانت السهرة بعد ذلك من الليالي التي لا تنسى بالنسبة لي أنا على الأقل،إذ كادت تزول الفجوة بيني وبين (بدرية)،وأعني بالفجوة أنها فتاة كبيرة ومتزوجة بينما أنا ما أزال ذلك الطفل الصغير،الذي وصفته بأنه (قصمة فرنج).){ص 28 جــ 2 }.


3 - (أصبح مجلسي المألوف أو هو المقرر،بجانب بدرية،حتى ونحن نتناول التعتيمة،أخذت تصب الشاهي في الأكواب،كنت أنا أرمق يدها،أجل يدها،ومرة أخرى،لا أنسى اليوم،وأنا أكتب هذه السطور،أن هناك الكثيرين الذين يستكثرون على طفل وقفاته،أو هي ملاحظاته عند مشهد (يدها)،أجل يدها،كانت لها في نفسي مشاعر عجيبة،وما أزال عاجزا عن فهمها حتى اليوم،كل ما يمكن أن أعبر به عن هذه المشاعر،هو أني كنت أتابع هذه اليد بنظراتي،وهي تتحرك بين هذا الكوب وذاك،تزوده بملعقة من السكر،ثم تقلّبه،فأتلهف للمسها وتقبيلها.){ص 36 – 37 جــ 2 }.


ثم يتحدث الكاتب عن (بنت المِنْور)،بما قد يبدو – لي شخصيا على الأقل – من العجائب،وأقصد سؤال الفتاة له عن .. لنتركه يتحدث بنفسه :

(وبينما أنا غارق في هموم (المزين،والموسى .. والبن والملح){لزوم عملية "الختان" التقليدية - محمود} .. سمعت من يناديني باسمي،ولكن بصوت أقرب إلى (الهمس)،رفعت رأسي،لأرى من (مِنْور) بيت الجيران وجه فتاة تبتسم،وتسألني (متى؟) وتشير بكفها لتوضح أنها تسألني عن موعد لم أشك أنه موعد ذلك اليوم الرهيب، الختان؟ فقلت : (ما أدري .. لكن يمكن بعد كم يوم). ضحكت ضحكة خفيفة وتساءلت (أنت خايف؟؟؟ موكده؟؟) ولم أنكر إني خائف فعلا فلم أقل شيئا وإنما هززت رأسي والتزمت الصمت. فقالت :


(انت رجال ... كيف تخاف؟؟). وكان لهذه الكلمة (انت رجال..) أثر السحر في نفسي ومشاعري ..){ص 220 جــ 2}.


ثم يتحدث عن مرحلة ما بعد الختان،ولابد من التعريج على (بدرية)!! :

(وأحسست هنا بأن عملية الختان،وإن كانت قد جعلتني رجلا ,(سيد الرجال)،فإنها حرمتني من رؤية الكثيرات،من الصبايا اللائي كن يجتمعن،إما عندنا وإما عند من تقوم أمي بزيارتهن،وقضاء فترة المساء معهن،وعلى الأخص بيت (عثمانية) وفيه الخالة (عزيزة أسعدية) تلك الجميلة التي تعزف على العود،وتغني بصوتها الرقيق الجميل،وتسندني إلى جنبها حيث أشترك في التصفيق،وربما في الغناء أيضا بصوت خفيض.

ومع هذه المشاعر استيقظت في ذاكرتي،صُورُ ومراء للجميلات اللائي عرفتهن في طفولتي،ومنهن – وعلى الأخص – بدرية،تلك التي كنت أنام بينها وبين أمي،في بيت الخالة فاطمة (جادة) في زقاق القفل،حكاياتها الكثيرة التي تحكيها بصوتها الأغن،وأريج عطر البنفسج يفوح من شعرها الغزير الذي ترفع عنه (المِحْرَمة) لينطلق سابحا على المخدة تحت رأسها .. ){ص 242 – 243 جــ 2}.


ومع ذلك فهناك من أنسته بدرية!! :


(.. أتراها الذكريات،التي أعيشها من جديد مع هذه الوجبات البسيطة أم هي (بنت المِنْور) التي استردت عافيتها فأشرق محياها بجمال أعترف أنه أنساني (بدرية) بل أنساني حتى الأخريات اللائي كن يزرننا مع أمهاتهن (الهوانم) ..){ص 288جــ 2}.


وفي الجزء الثالث،يحدثنا قبل سفره إلى مكة المكرمة،للدراسة ،ولم يبلغ الحُلم بعد :


(وهنا كان أغرب ما يدور بذهني،هو أني سأمشي بالجمال في نفس الطريق الذي مشت فيه (الحبيبة) التي قلت أني ظللت أبكي رحيلها أياما وليالي عندما سافرت مع أبيها وأخيها وأمها. أجل هذا هو الطريق الذي مشت بها الجمال فيه (..) ولكن لا أشك أني سأرى جميع المناظر التي وقعت عليها عيناها .. عيناها ... ألا ما أجمل عيناها .. الأهداب التي تصل إلى الوجنتين عندما تغمضهما،,تلقي ظلا على وجنتيها الورديتين وتنظر إليّ،ونحن نتحدث إلى بعض عند الغروب حيث تسمح لها أمها بأن تظل مع أخيها نلهو بالحكايات (..) كنا نعلم أنهم يسافرون غدا،ولكن أن نقضي هذه الليلة معا كان حادثا .. كالحلم. قضينا الليل كله تقريبا نلهو،ونركض هنا وهناك .. ومن ألعابنا ما يسمى الآن (الأستغماية) لقد حدث أن كنت مغمض العينين ... وكانت هي التي أمسكتها .. ولا أدري بأي شعور ظللت ممسكا بها ولفت هي ذراعيها حول كتفي وعنقي .. ثم قبلتني في وجنتي ... وقبلتها بشراهة واستغراق ولهفة .. وعندما وقف كل منا بعيدا عن الآخر مسافة قصيرة .. رأيت في عينيها دموعا وتدفقت من عيني دموع ... وسمعتها تقول :


بكره .. خلاص؟!


إيوه .. بكره خلاص.


وذهبت إلى فراشها بجانب أخيها .. ){ص 80 – 81 جــ 3}.


"الربيع" و"الحُرمتين"!!!!!!!!


(ومن طريف مما يذكر أنه كان من جيراننا أو جاراتنا سيدتان وأنا أوثر أن أطلق على كل منهما كلمة (حرمة) فكلمة سيدة من هذه الكلمات المستحدثة التي دخلت علينا من بلاد عربية أخرى تأثرت بالحضارة الأوربية وبما فيها من نظم وتقاليد وليست هذه الكلمة مجرد كلمة واحدة من هناك أو من هنالك ولكنها كلمة خطيرة تذكرنا دائما بما طرأ على حياتنا الاجتماعية من تغير وبأن المرأة لم تعد في مكانها الذي وضعها فيه الإسلام والتقاليد السليمة ولكنها أصبحت تقف – مع الأسف – في مكان آخر،لقد غدت (سيدة) لا ترضى بأن تشارك الرجل السلطة بل إنها لتطمع في أن تسوده وتخضعه لسلطانها.


(..) أحب أن اذكر القارئ أنني أتحدث عن فترات لم ابلغ فيها الحلم.

كان يفصل بين منزل السيدة الأولى ومنزلنا منزل آخر أي أنها كانت من جيراننا الأدنين.


ولم يكن قرب منزلنا ولا الروابط الاجتماعية (..) ولكن كان هناك إشعاع آخر كان له أثره العميق وجاذبيته التي لا تقاوم.

كانت ربة البيت فتاة في حدود العشرين من عمرها كانت أصغر من أمي بعدد من السنوات. كانت امرأة نحيلة القوام سمراء اللون دقيقة التقاطيع كانت نظراتها توحي بالاطمئنان وتبعث الأمل وتنشر الدفء وكان صوتها عامرا بالحب مغمورا بالحنان.


وكانت بصورتها وصوتها وحركتها وإشاراتها نموذجا فريدا للجاذبية الساحرة (الهادفة) إذا صح التعبير.


كانت رشيقة الحركة قليلة الكلام خافتة الصوت.


كنت أشعر بكثير من الرضا وكثير من الراحة النفسية حين التقي بهذا الطيف ويبدو وأرجو ألا أكون واهما أنها كانت ترتاح لوجودي وتجد فيه نوعا من السعادة والإيناس وخاصة وأنها تعيش في بيتها (الكبير نوعا) في وحدة لا يؤنسها فيها إلا زوجها في الفترات التي كان يقضيها في البيت.){ص 232 – 233 ( ذكريات طفل وديع) / عبد العزيز الربيع/ منشورات نادي المدينة المنورة الأدبي / الطبعة الثانية / 1402هـ}.

أما "الحُرمة" الثانية فيقول عنها :


(تحدثت في الفصل السابق عن إحداهما فماذا عن الثانية.

كانت جارتنا هذه أما لطفل من لداتي. ويبدو أنها كانت تقيم في منزلها الواسع مع طفلها الوحيد لأنني لم أر في منزلها غيرهما.

ومن الغريب أنني لم أسأل نفسي تلك الأيام عن السر في خلو هذا المنزل من رجل وأين والد صديقي.(..) هل قلت مظهرها؟

يا الله كم راعني هذا المظهر وكم هز كياني؟

كانت هذه السيدة في سن أمي وكنت أنا لم أبلغ الحلم بعد ولكن هذه السيدة كانت نموذجا آخر يختلف تماما عن النموذج الذي تحدثت عنه فيما سبق. كانت – كما قال الشاعر - :


غراء فرعاء مصقول عوارضها.


أو كما قال شاعر آخر :


بيضاء باكرها النعيم فصاغها ******** بلباقة فأدقها وأجلها

كانت بيضاء اللون سوداء الشعر واسعة العينين (..) وثيقة البنيان اقرب إلى الطول منها إلى القصر كل ما فيها يدعو إلى الأمل والحياة ويظهر أنها ترجع إلى أصل تركي.(..) أما الصورة الحقيقية فليس إلى وصفها من سبيل فما رأيتها مرة إلا وبهرتني – كالشمس – حتى ما أستطيع أن أملأ عيني منها مع أنها كانت حفية بي تستقبلني دائما بابتسامتها الساحرة ووجهها الودود. (..) كنت لا أقوى على النظر إليها مع حرصي على ذلك فقد كان النظر إليها متعة تبهج النفس وتنعش الفؤاد ولكن كيف السبيل إليها. كنت أكتفي باختلاس النظر إلها. ومن الغريب أنني كنت أشعر بأنني أرتكب إثما في حق صديقي وزميلي ولذلك فسرعان ما أمنع نفسي حتى من متعة الاختلاس .. اختلاس النظر.{ص 244 - 245}.


طالبات الدكتور "جلال" الجميلات


بعد أن وصف الدكتور جلال أمين، بؤس الجامعة،واستحالة الاجتماع بالمدرسين :


(ولكن الأفظع من ذلك،كانت علاقتنا بالطالبات،أو بعبارة أدق،عدم وجود أي علاقة بالمرة،بيننا وبين الطالبات. كنا نحو ثمانمائة تلميذ (..) بينهم ما لا يزيد على عشر طالبات.(..) لا عجب أن الطالبات كن يسرن في العادة في مجموعات من أربع أو خمس،وقد التصقت كل واحدة منهن بالأخرى خوفا من يصيبهن منا مكروه،كأن نلتهمهن التهاما،وهو ما لابد أن كان واضحا من نوع نظراتنا إليهن.(..) ولم يكن فيهن،على كل حال،جمال واضح يأسر القلب بمجرد رؤيته،(..) كانت الطالبات أبعد منا حتى بالمقارنة بالأساتذة،وقد انعكس ذلك بالطبع فيما كان يخيم على كلية الحقوق من الوجوم وثقل الظل. {ص 106 الدكتور جلال أمين (ماذا علمتني الحياة) : سيرة ذاتية / القاهرة / دار الشروق }.

ثم يتحدث عن أحد أساتذته :


(هناك نوع من الأساتذة أخف ظلا بالطبع،كان من هؤلاء أستاذ درس لنا أول سنة في الكلية (..) ولكن انتشرت بين الطلبة إشاعة لم أتبين قط مدى صحتها وتدور حول غرامه بالحسناوات (إذا حدث ووُجدت حسناء بينهن) إلى حد استعداده لتزويدهن بأسئلة الامتحانات مقدما إذا لزم الأمر. {ص 109 }.


ثبت له بعد ذلك أن الأمر لم يكن مجرد (إشاعة)،حيث نشرت إحدى الصحف أسئلة المادة التي يدرسها ذلك الدكتور،وانقلبت الكلية .. وتم تغيير الأسئلة.

وحين عاد الدكتور (جلال) مدرسا في الجامعة الأمريكية .. وجد :


( .. البنات الجميلات الناضرات،التي تعرف كل منهن،حتى الأقل جمالا،موضع الجمال فيها،فتبرزه ..){ص276}.


ثم يقارن بين بنتا كلية الحقوق،و بنات الجامعة الأمريكية :


(وبنات كلية الحقوق فيهن الجميلات بالطبع،فهن لا يختلفن في المعدن الذي صنعن منه عن طالبات الجامعة الأمريكية،ولكن ظروفهن كلها لا تسمح بأن يظهر منهن ما قد يكون لهم من جمال : لا الملابس التي يرتدينها،ولا طريقة تسريحة الشعر،ولا المشية المتثاقلة،ولا خوفهن المسيطر من أن يقترب منهن أي رجل.){ص 276}.


تجديد الشباب بالنظر إلى الجميلات :


(كان من الطبيعي أن أشعر بسرور مضاعف إذا لمست هذا الإعجاب أو التقدير فيما يرتسم على وجوه تلميذاتي،خصوصا الجميلات منهن.(..)فكم تلقيت من تعابير الإعجاب والتقدير على وجوه تلميذات جميلات،في كل جامعة قمت بالتدريس فيها، (باستثناء كلية الشرطة بالطبع حيث كنت – لهذا السبب بلاشك – أقل إقبالا على التدريس فيها مني في غيرها). وكم ظلت رؤية وجه جميل لطالبة معينة أو أخرى،واستثارة تعبير الإعجاب منه،حافزا إضافيا لديّ للذهاب بحماس لإلقاء المحاضرة.وقد اعترف لي مرة أستاذ مصري كبير،بأن شيئا كهذا هو الشيء الوحيد الذي يجعله يطيق مهنة التدريس أصلا. وقال لي أستاذي روبنز مرة،في حجرته بكلية لندن للاقتصاد،إن الاشتغال بالتدريس يشبه الزواج من امرأة دائمة الشباب. ولعله كان يقصد أن الأستاذ قد يستمر عاما بعد آخر في تدريس نفس المقرر لتلاميذ من نفس العمر،فإذا به يجدد شبابه باستمرار باتصاله المستمر بتلاميذ لا يشيخون أبدا. وقد وجدت ملاحظته صحيحة،ولكني وجدت الملاحظة صحيحة بوجه خاص إذا كان بين التلاميذ بعض الفتيات الجميلات.){ص287}.

الجواهري : فتيات العراق و يا الله ما أجملهن


علم الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري أن وزير الداخلية العراقي الفريق (عماش) :


(قد أمر بتطويل بدلات الطاليات الجامعيات من فتيات العراق –ويا الله ما أجملهن – بذريعة المحافظة على الأخلاق{فكتب له :}


أترى العفاف مقاس أقـــــــــــــــــــــــمشة ؟ ظلمت إذن عفافا

هو في الضمائر لا تخا****** ط ولا تقص،ولا تكافى

من لم يخف عقبى الضميـــــــــــــــــر فمن سواه لن يخافا

إلى أن يقول :


والناعسات فما تحس ******* الطرف أغفى،أم تغافى

والناهدات يكاد ما ********* في الصدر يُقتطف اقتطافا.)

{ص 323 – 324جــ 2 (مذكرات محمد مهدي الجواهري) /بيروت / دار المنتظر / الطبعة الأولى / 1999م}.


أكرر ما قلته من قبل ... هذه مقتطفات .. يستطيع كل واحد منكم أن يقرأها كيف شاء!!


أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-08-2013, 03:02 AM
غصون غصون غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,151
معدل تقييم المستوى: 17
غصون is on a distinguished road
رد: العشق من "المهد" إلى "اللحد"



متميز داائما

تحيااتي وتقديري

 

التوقيع

 




ما اعرف اواقع
بس اعرف ابصم
فاتمنى ان تكون
بصماتي واضحه
 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-08-2013, 11:25 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
رد: العشق من "المهد" إلى "اللحد"

السلام عليكم .. أختي الفاضلة (غصون) .. جزاك الله خيرا .. تقبلي خالص تحياتي.
دمت بخير.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يريد"الرجل" لـ"الحرائر" أن يكن "جواري" العصر الحديث؟!! محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 0 13-02-2013 08:25 AM
بالفيديو.. "مقلب" مع شاعر يدفعه لإشهار "مسدس" بوجه "المخرج" مخاوي النشاما مجلس اخبار الشعراء و مسابقات الشعر 8 16-10-2011 04:31 AM
قس المتطرف "جونز" يصف القرآن الكريم بـ"الشّر" ويطالب بعقد محاكمة دولية لـ"كتاب الله" الشارع المخملي المجلس العــــــام 3 14-01-2011 09:05 AM
"ليفربول" يدخل على الخط لسرقة "هنري" من "برشلونة" .!!! فهد 777 مجلس الرياضة والسيارات 1 19-06-2007 01:45 AM
نستني مع همومي وارتجي ليل الوصال يعود"""""""" ماعاد به حل؟ مجلس الشعر النبطي 6 20-08-2006 06:48 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:45 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع