أيها القارئ المتفضل عليّ بدخولك هاك نصيحة من قلب من يسُرّه رؤيتك على أمرٍ رشيد وقولٍ سديد
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اردنا العزة والتمكين فعلينا الاجتماع والتعاضد وهذا لن يكون إلا اذا اجتمعنا على التوحيد وعلى الاعتصام بالكتاب والسنة ونبذ التفرق والتحزب فما كانت الاحزاب الا شرا لتفريق كلمة المسلمين وانظروا الى ادلة الشارع الكريم من الوحيين تجدها مليئة بالامر بالاجتماع ونبذ الفرقة .
كيف نريد النصر والعزة وفينا من يتعلق بالشجر ويدعوا الحجور ويلوذ بالقبر كيف ننتصر وفينا من يخالف المنهج الاغر منهج نبينا صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر كيف ننشد الرفعة ومنا من كانت الحزبية دثاره والتعصب شعاره .
أيها الإخوة دعوة صادقة من قلب والله إنه لكم لناصح عليكم بالأمر الاول كما قال ابن مسعود رضي الله عنه عليكم بالإسلام العتيق كما روي ذلك عنه في سنن الدارمي والأمر الأول والإسلام العتيق هو ماكان عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من بعده.
كونوا عبادالله الموحدين ولسنة نبيكم متبعين لابعقولكم لها رادين او بالهوى عرض الحائط ضاربين فوالله لن يصلح أمر هذه الأمة الا ماصلح عليه أمر أولها كما قال الإمام مالك رحمه الله وأمر أولها التوحيد والسنة والتسليم والرضا بما في الوحيين
ولاتتجاوزا نصوص الشارع قيد أنملة فلستم بأفضل ممن قبلكم فهم عن علم وقفوا وعن فهم سكتوا كما قال عمربن عبدالعزيز رحمه الله في كتابه إلى أحد عماله وأخرجه ابوداود في سننه وقد قال من هوأفضل منه قولا جميلا عندما رأى القوم في المسجد حلقاً وفي وسطهم رجل يقول لهم سبحوا مائة هللوا مائة كبروا مائة فمر بهم ترجمان القرآن ابن مسعود رضي الله عنه فقال إما أنكم أفضل مماجاء به محمد وأصحابه أو مفتتحوا باب ضلالة وماأراكم إلا مفتتحوا باب ضلالة اخرجه البربهاري في كتاب السنة.
لم يبق لأحد بعد الشارع حجة فلاتتحجن بفهمك في أمور هي من ثوابت الدين وركائزه كما قال فاروق الأمة ليس لأحد عذر في ضلالة ركبها حسبها هدى ولافي هدى تركه حسبه ضلالة فقد بينت الأمور كما اخرجه البربهاري في السنة
إن من نعمة الله على المسلم أن يكون من اهل السنة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين لايضرهم من خالفهم او خذلهم فهم على الحق ظاهرين يقول ابن شوذب رحمه الله كما نقل عنه ذلك غير واحد ممن كتب في آثار السلف يقول : إن من نعمة الله على الشاب اذا تنسك أن يوفق لصاحب سنة وقوله اذا تنسك اي اذا استقام على امرالله وطاعته فالسلف يشتد نكيرهم ويعظُم تحذيرهم من مرافقة أهل البدع فمرافقتهم ندامة ويلحقك منها إثم وملامة
ولاتقل نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنافيه فالدين ليس به مجاملات والنبي عليه الصلاةوالسلام في أحلك ظروفه وفي حاجته إلى من حوله أنكر على المخالف وبيّن خطاءه ولك في حديث ابي واقد الليثي عظة وعبرة عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ -وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ-، ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا، ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ, اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السُّنَنُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [الأعراف: 138]، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» أخرجه الترمذي في سننه فأنظر يارعاك الله كيف أنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم حديثو الإسلام ولم يقل أخاف أن يتفرقوا عني وأنا الآن في حاجتهم لمواجهة المشركين لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم اعذرهم فيما يريدون واتفق معهم في مااريد بل حملهم تجريد التوحيد ونبذ البدع من حين إسلامهم أيها الفاضل والفاضلة إلا العقيدة فلابد من تصحيحها فبها يكون الاجتماع كما أسلفت فالمعاذير وقبول الآخر على ماعنده من بدع لن يكون به اجتماع ولانصرة
شذرات أحببت أن انثرها على صفحة هذا المنتدى لعل الله أن ينفعني وقارئها بها وأن تكون حجة لنا لاعلينا واسأله أن تكون خالصة لوجهه وأن يجعلها في ميزان كاتبها ووالديه وقارئها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتبه
ابوعبدالله العطوي