حِـكَايةٌ مُـنكَرَةٌ عن الإمام محمد بنِ الـمُنكَدِر
عن إسـماعيل بن يعقوب التَّيْمِي ، قال: كان محمد بن المُنْكَدِر يجلس مع أصـحابِه ، قال: فـكان يُصِـيبه صُـمات ، فكان يقوم كما هو حتى يَضَـع خـده على قَبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم يرجع فَعُوِتب في ذلك ، فقال: ( إنَّه يصيبني خطرة ، فإذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ). وكان يأتي مَـوضِـعَاً من الـمسجد في السـحر يَتَمَرغ فيه ، ويَضْطَجع ، فقيل لـه في ذلك ، فقال: ( إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الموضع ) ، أراه قال: ( في النوم )
أخرجها الحافظ ابن عساكر ـ رحمه الله تعالى ـ في: ( تاريـخه ). قال: قرأنـا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنَّاء ، عن أبي الحـسن بن مخـلد ، أنـا: أبو الحسن بن خَـزَفَةَ ، أَنـا: محمد بن الحسين بن محمد ، نـا: ابن أبي خيثمة ، نـا: مـصعب بن عبد الله ، حدّثني: إسـماعيل بن يعقوب التَّيْمي ، قال: كان محمد بن المنكدر ..... الحكايـة.
أقول: الـحِـكاية مـعلولة بإسـماعيل بن يـعقوب الـتَّيْمي ، فقد قال ابن أبي حاتم: سـمعت أبي
يقول: ( هـو ضـعيف الحديث ). ( الجرح والتعديل: 2 / 204 )
وذكره ابن حبان في: ( الثقات ). ( 8 / 93 )
ولا عبرة بتوثيق ابن حـبان مع تضعيف أبي حاتم لـه.
وقـد أعلها الـحافظُ الـذهبي بعد أن ذكرها في: ( تاريـخه ) ، بقولـه: ( إسـماعيل فيه لين ) ( 3 / 524 )
وقال في ميزان الاعتدال: ( 1 / 254 ) ( إسماعيل بن يعقوب التَّيْمي ، عن هشام بن عروة ، ضَـعّفه أبو حاتم ، ولـه حكاية مُـنْكَرة عن مالك ساقها الخطيب ، وقيل: بينه وبين هشام رجل ).
ولا أسـتبعد أن تكون هـذه الحِـكاية المروية عن ابن الـمنكدر من منكراته أيضـاً ، والله أعلم.
ثم يظهر لي أن الحكاية معلولة بعلة أخرى ، وهي ان إسماعيل بن يعقوب التَّيْمِي لم يـحضر هذه القصة فيما يظهر ، فلذا أخشى أن يكون قد أخـذهـا بواسـطة رجل آخر .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آلـه وصـحبه وسلم.
كتبه أبو عبد العزيز خليفة بن ارحمه بن جهام الكواري