كيف حل الدكتور "رابيتو"مشكلة ازدحام،المشافي؟!

[محمود المختار الشنقيطي]

كيف حل الدكتور "رابيتو"مشكلة ازدحام،المشافي؟!

المرض عافنا الله وإياكم منه.
في انتظار طال. ولصرف،الأفكار. كان لابد أن تعود بي الذاكرة،إلى قصة قديمة.حصلت،سنة 1700،حيث كان الإمبراطور"شارلو"يرى معاناة شعبه،خصوصا،ما يتعلق بالجانب الصحي،وكان يرى شعبه،يعاني،فقرا ضاربا،وعمال الأنوال"اليدوية"وما تاخذه من وقت طويل،وكذلك،صعوبة نقل ما تنتجه تلك"الأنوال".
لحسن حظ"شارلو"بعد فترة غير طويلة،بدأ عصر الآلة.
كان"شارلو"من اوائل من استثمر في تلك المستحدثات،فتحولت دولته،إلى دولة ثرية،بعد تحول الدولة إلى العمل،الآلي،الذي ينتج الكثير من المنسوجات. كثر المال،وأصبحت الدولة،شديدة الثراء.
عم الرفاه،وارتاح"شارلو"بعد أن اطمأن على شعبه.وأصبح من حوله،يديرون البلد،وتأتيه"التقارير"ينظر إليه،ويكتب توجيهاته.
يوم الثلاثاء 5فبراير 1730.قرأ"تقارير ذلك اليوم"قرأ رسالة "مواطن"ظن أنه يحلم!
رسالة،تسربت خطأ ،لم ينتبه لها،مدير مكتب رئيس الوزراء،الذي يدير الدولة فعلا.
كانت الشكوى من سوء الخدمات الصحية. وأنه قضى يوما كاملا في المشفى،وفي نهاية اليوم،دخل إلى الطبيب.طلب "تحليلات"كانت وسائل التحاليل كانت في بدايتها،مع ذلك لا يعقل،أن يكون الموعد بعد تسعة أشهر!! كتب المواطن في آخر رسالته :"قد أموت قبل موعد التحاليل!! هل يرضى سيدي الإمبراطيور؟!!
بعد زوال الصدمة،انتفض كأنه عاد أربعين سنة إلى الوراء!!!
انطلق كالأسد الهصور!!
أمر بسجن ثلاثة من وزارئه،حتى يعود من سفره.
توجه مباشرة إلى مدينة"قلاسو".
أمر بنقل والي المدينة،إلى سجن العاصمة.
فتح بابه لاستقبال المواطنين،للاستماع إلى شكاواهم.لم يستطع التصديق كيف يحصل هذا وجزيرته من أغنى الجزر المنطقة،قبل الغنى.أيام النولات اليدوية،كان للمسؤولين العذر.أما الآن!؟؟
أول من خطر في باله،"ربيأو"ذلك الطبيب المسن،الذي سلمه وزارة"الأصحاء".لكنه،رغم تميزه،استقال،لأنه يفضل علاج الناس،على التعامل الرتيب،الممل،مع الورق.
قبل استقالته. ليس بسبب العلاقة القديمة بينهما،بل لأنه يعلم أن عمل الإنسان في أمر لا يحبه يجعله لا ينتج.
استدعاه.وصل في أسرع وقت استطاعه.استقبله الحارس الشخصي للإمراطور ،همس في أذنه: -من الأمس،لم يأكل ولم ينم.
صافح الإمبراطور،ظل ممسكا بيد"تشارلي".وهو يحدق فيه :
هل تثق في قدرتي؟
.. لم أكن لأستدعيك!!
انصرف. كل شيء سيكون كما تحب.
تنفس الإمراطور.انصرف.
جلس الطبيب،وقد أمسك بقلم،ووضع أمامه ورقة.أغمض عينيه،وراح يفكر،بعد ساعات فتح عينه،دون أن يكتب حرفا واحدا.
لم يستطع أي موظف الانصراف،رغم انتهاء وقت العمل!
طلب الدكتور مدير العلاقات العامة.طلب منه إحضار قائمة،بأسماء المشافي من"القطاع الخاص"
وطلب بياينا،بعدد المشافي وعدد الأسرة،وكل ما يتعلق بالناحية الطبية.و الصحف التي تنشر الأخبار الطبية،وتقارير عن الوضع الصحي في"قلاسو".
جلس مرة أخرى.وعاد للتفكير.
وصلت أولا،عدد المشافي"الحكومية"والتقارير.
أخذ يقرأ ببطئ،وملامح وجهه تتغير،من لون إلى لون!
أعاد قراءة هذا الإحصاء في صحيفة"لابرتا"
"قلاسي"في المركز الخامسة في عدد المشافي،بعدد 32 مشافي،والرابعة في عدد الأسرة على مستوى الجزيرة،بواقع 5045من أصل 77224سريرا.
كتب بالخط الأحمر
التزوير الأول،أن هذه الأرقام،لا تخص"قلاسي"وحدها،بل ما يتبعها،من الجزر الصغيرة،المجاورة،مما زاد عدد الأسرة!
*العدد الإجمالي لعدد الأسرة في مجموع الجزر"مخجل"!! حسب عدد المواطنين،وتلك الأعداد التي تدفقت على مجموع الجزر،بعد الثراء الذي أصبحت الجزر تتمتع به،بعد اكتشاف"النولات الآلية".
*عدد كبير من الاطباء"الاستشاريين"يعملون في الأعمال الإدارية!!
*خطأ – في التخيط – لا توجد خطط طويلة المدى،تضع في حسابها،التزايد المطرد للسكان.
أخذ يطرق بالقلم على المكتب. كتب بخط صغير: هل يوجد الخلل نفسه في التعليم؟
وضع الأوراق في حقيبته،بعد أن أحضر له "مدير اعلاقات"قائمة بمشافي القطاع الخاص.
أخذها،وضعها في الحقيبة.
وانصرف.
انصرف جميع الموظفين.
لم ينم "ربيتو".
وضع خطة مستعجلة،أرسلها للإمبراطور،ثم نام.
كانت الخطة :
بناء Casa Pronta"
منازل مؤقتة .
إحضار أطباء بشكل عاجل،من الخارج.
عمل اتفاق مع مشافي القطاع الخاص،بتخفيض"الضرائب"مقابل أن يتم علاج مريضين،في اليوم،في كل تخصص،بما فيها"Raiox وTestes laboratoriais"مع تحمل الدولة،ثمن"الكواشف الطبية"وأفلام الأشعات،على أن ترفع علاقات المرضى،قائمة بالمرضى الذين سيذهبون لكل المشافي"الخاصة"! على أن يأتي المريض"المجاني"مبكرا،ليكون أول من يدخل إلى العيادة،تعويضا عن الانتظار الذي أتبعهم،من قبل.(تمت)
مسابقة"المجلس البلدي"
كان هذا ملخص الرواية التي كتبها"جاكوبو"- و تستحق – جائزة أفضل رواية.
كان الدافع لكتابة"الرواية"اجتماعا عقده"المجلس البلدي في لابوزو".
بقيت سنة،قبل الانتخابات البلدية،وأبرز شكاوى المواطنين،تدني الخدمات الطبية،فإذا لم نجد حلا لهذه المشكلة،فلن ينتخبنا أحد.
انتهى الاجتماع،بعمل مسابقة روائية للبحث عن حل،للمشكل،المطروح،أحيانا يكون خيال الروائي،أكثر انفتاحا.
فاز الروائي،ونفذ المجلس البلدي،بعض الأفكار بعد إدخال بعد التغييرات،لتكون صالحة للتطبيق.
والأهم،الانتباه إلى مسائل الفساد،وما يرفع من تقارير مزورة،ليشعر المسؤول،أن الأمور كلها"على ما يرام"(تمت)
القصة الأخيرة،"المجلس البلدي"هي اختصارا لفكرة قصة قصيرة،لكاتب مغمور،اشتهر بعدها،وأصبح أشهر كاتب في البلد."تمت"
أخي"أبو أشرف"- شفاني الله وإياك- هل هذه القصة،اختصارا،لقصة قرأتها؟!
أم أن"الحمى"تفعل بالإنسان ما تعمل.؟
ختاما : مسألة "التقارير الكاذبة"لتخدير المسؤول،تعيد إلى مذكرات"شاه إيران"والذي قال فيها:لم تسقطني الثورة!! بل"السافاك": (منظمة المخابرات والأمن القومي)،أسقطني!!
كانت التقارير،تقول لي : الشعب يحبك،وما يحدث من المظاهرات،مجرد حركات بسيطة لبعض اليساريين،والمتدينين المتعصبين.فسقطت. أسطقني"السافاك": بتصرف.

أبو عبد الله المدني/المكي