"الولد اللي ما يبكي"
و" بدنا نعمّر بيت جديد... شبعنا عزوبية وهموم".
ـ فإن استمر الوضع كما هو عليه فإن أمامنا أزمة سكن خانقة... لن يستطيع معها ( العزوبي) تعمير حتى (عشّة دجاج) وسيبقى أسيرا لـ(عزوبيته) وهمومه وسيرتفع سن الزواج وقد يصل حتى الأربعين كما حدث في إحدى دول الشام حيث أثبتت إحدى الدراسات هناك أن سن الزواج ارتفع إلى 40 سنة في عام 2000م مقابل 23 سنة في عام 1980م.
ـ أمامنا أزمة سكن بوادرها تلوح في الأفق، حلولها ليست بالسهلة... أزمة سكن ستقف أمام إتمام آلاف اللقاءات الشرعية المعطّلة بحثاً عن مأوى دافئ يستوعب كل الأجساد الجائعة.
أما أولئك الذين ضربوا عرض الحائط بكل تلك المعوّقات وأقدموا على الزواج تفاؤلا منهم بأن يعيشوا في (سبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات) فقد تورطوا في ذلك أيّما ورطة بدءاً من دوامة الإيجارات المرتفعة، غير المتناسبة مع واقعهم، لا سيّما أنها تتحرك دون وجود سقف محدد أو قانون واضح... وهو ما يعني كثيراً من مشاعر القلق وانعدام الاطمئنان... فضلاً عن أنهم في النهاية يتحرّكون في أملاك غيرهم.
"هوامير" العقار والبناء مستمرون في التلاعب بمستقبل الناس واستقرارهم... أسعار الأراضي مبالَغٌ فيها... وتكلفة البناء مرتفعة بشكل غير محتمل.
والـ"فلل" الجاهزة ليست في متناول الموظف الحكومي حتى يستطيع أن يظفر بواحدة منها... ومدير عام صندوق التنمية العقاري يكرر أحاديثه التي حفظناها عن ظهر قلب.
قرأت له قبل فترة قوله:" لا صحة لرفع قيمة القرض لمواكبة الزيادة الملحوظة في أسعار مواد البناء، لو زادت قيمة القرض سيقل عدد القروض وبالتالي ستزداد طوابير الانتظار".
معلومة وصلتني من أحد الزملاء تقول إننا بحاجة لـ 4 ملايين وحدة سكنية خلال الـ20 سنة المقبلة... حاولت أن أحسب التكلفة التي سيتكبّدها المواطنون... استعنت بحاسبة الجوال... ظهرت لي العبارة التالية ( الناتج كبير ولا يمكن عرضه).
لا يوجد سوى حل واحد وهو (البكاء)... ابكوا أيها المواطنين ابكوا؛ حتى يحن عليكم صندوق التنمية العقارية... إخواننا في الشام يقولون: " الولد اللي ما بيبكي ما بترضعو أمو".