بسم الله الرحمان الرحيم -
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
- إقتضت حكمة الله في خلقه أن جعل الإنسان ميالا بطبعه إلى مخالطة الأخرين و مجالستهم و الإجتماع بهم .
- و هذه المجالسة و المقارنة لها أثرها الواضح في فكر الإنسان و منهاجه و سلوكه و هي سبب فعال في مصير الإنسان و سعادته الدنيوية و الأخروية .
- فإن المرء يتأثر بجليسه و يصطبغ بصبغته فكرا و معتقدا و سلوكا و عملا , و قد دل على ذلك الشرع و العقل و الواقع و التجربة و المشاهدة , فمن دلالة الشرع ما أخبر به سبحانه عن ندم الظالم يوم القيامة وتأسفه على مصاحبته لمن ظل و إنحرف وكان سببا في إنحرافه و إضلاله قال تعال :<< و يوم يعض الظالم على يديه يقول يليتنى إتخذت مع الرسول سبيلا <> يويلتئ لم أتخذ فلانا خليلا <> لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني و كان الشيطان للإنسان خذولا >> .
- إلى من يقرأ موضوعي:
ينبغي عليك أن تتخير لنفسك الصحبة الصالحة لأن النبي صلى الله عليه و سلم يحذر من الرفقة السيئة لقوله عليه السلام : << المرء على دين خليله >> .
- قال الخطابي في كتابه العزلة في معنى هذا الحديث : << لاتخالل بمعنى لا تصاحب إلا من رضيت دينه و أمانته فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه و مذهبه >> .
- و قال بن مسعود رضي الله عنه :<< مامن شئ أدل على شئ و لا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب >> .
- وقال بن حبان :<< إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه و سكونه هو الإعتبار بمن يحادثه و يواده لأن المرء على دين خليله و طير السماء على أشكالها تقع .
- و لاشك أن الناس يتفاوتون فيما بينهم فمنهم من هو مفتاح للخير دالٌ عليه و منهم من هو مفتاح للشر جالب إليه قال عليه السلام :<< إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس ناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتح الخير على يديه و ويل لمن جعل الله مفاتح الشر على يديه >> رواه إبن ماجة و حسنه الألباني .
- فعلينا أن نكون مفاتحاً للخير مغالقاً للشر .
- و إنتضروا إن شاء الله ثمرات مجالسة الصالحين و أهل الخير .
- جعلكم الله من أهل الخير و الســــــــــــــــلام
منقول