مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2013, 08:06 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "9"

الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "9"
في بداية هذه الحلقة نشير إلى أن المؤلفين،تحدثا عن النفط الليبي،وتحالف (السنوسي) مع الإنجليز،كما تحدثا عن تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس،وأثر ذلك على الغرب،وحصول "العدوان الثلاثي"،و(تدهورت هيبة المواليين للغرب) حسب تعبير المؤلفين .. وقد وصل الأمر بنوري السعيد أن يقترح (على أعضاء حلف بغداد التدخل في لبنان .){ص 138}. .. لم تقع الحرب،بل حصلت مفاوضات بين (عبد الكريم قاسم) – في شهر كانون الثاني 1959 – و(لورد مونكتون)،عن شركة نفط العراق .. (إلا أن سوء التفاهم نشب بسرعة : إذ أن عبد الكريم قاسم كان يتحدث عن مضاعفة الإنتاج وإقامة مصاف جديدة،بينما كان اللورد مونكتون يؤكد أنه لا مجال لزيادة الإنتاج وأعمال التكرير دون أن تؤخذ بعين الاعتبار ظروف الأسواق العالمية.
الحق يقال أن تلك الفترة شهدت فائضا في الإنتاج البترولي : فالأمريكيون قد زادوا إنتاجهم منذ أزمة السويس،كما قام السوفييت بإغراق الأسواق الأوربية والآسيوية بالبترول الرخيص الثمن.كذلك كان المستقلون(من أمثال "جيتي"و"أمير أويل") ينتجون النفط بالوتيرة القصوى دون أي اهتمام بالآخرين. أضف إلى ذلك أن شركة نفط العراق كانت ضامنة لنفسها كل ما تريده من النفط الخام من العربية السعودية والكويت وقطر وأبوظبي والبحرين وغيرها ..
في شباط،ازداد الخلاف حدة لأن الأخوات السبع أعلنت عن تضامنها مع شركة نفط العراق،لأن أي تنازل لصالح العراق سيشجع الآخرين على المطالبة بالمثل.){ص 140}.
وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ... وقد (أحدثت مفاوضات بغداد ضجة على الصعيد الدولي : ففي نيويورك،قررت شركة ستاندارد أويل،دون إنذار مسبق وفي أوج أزمة فائض الإنتاج،أن تخفض من جانب واحد سعر شراء النفط الخام بمقدار 14 سنتا (أي 7.5%)،بينما تجنبت شركة إسّو عكس هذا التخفيض على سعر المبيع في المضخات.
كان هذا في الواقع بمثابة إعلان الحرب على العراق وعلى كافة البلدان العربية. فبالنسبة للعربية السعودية وحدها،تقلصت العائدات البترولية إلى 30 مليون دولار. أما بالنسبة لأمريكا اللاتينية (فنزويلا والمكسيك)،فجاء هذا الإجراء ضربة إيقاف لكل توسع اقتصادي.
هنا توجه عبد الله الطريقي،المدير العام للبترول والمناجم في العربية السعودية،إلى بغداد بصورة مفاجئة،وأكد لعبد الكريم قاسم تضامن كافة الحكومات العربية معه في موقفه من شركة نفط العراق. كما أعلن الوزير الفنزويلي للنفط،"جوان بابلو بيريز ألفونسو"،عن تضامنه أيضا،واقترح تشكيل جبهة مشتركة للبلاد المنتجة للنفط.
ولدت من مقابلة الطريقي – قاسم فكرة مؤتمر في بغداد لوزراء النفط في العالم العربي. وقد انعقد المؤتمر فعلا في أيلول من عام 1960،حيث ضمّ وزراء كل من العراق،إيران،الكويت،العربية السعودية،بالإضافة إلى وزير النفط الفنزويلي كمراقب. ومن هنا انبثقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "OPEP" {في الهامش : "ويرمز إليها أيضا بلفظة"أوبك"(OPEK)"} التي رفضت الشركات الاعتراف بها،والتي سيستمر الحديث عنها مدة طويلة.
ما كاد موقف عبد الكريم قاسم يتعزز على هذا النحو حتى قرر،في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1960،إلغاء امتياز شركة نفط العراق باستثناء 1937كم2 أي ما يعادل 0.50% من الامتياز الأصلي.
هاجمت الشركات العراق في محكمة لاهاي،بينما أنذرت واشنطن ولندن عبد الكريم قاسم بضرورة قبول التحكيم. كما تضامنت الشركات الأخرى مع شركة نفط العراق،فلم تتقدم أية واحدة لشراء الامتيازات التي عرضها العراق من جديد،بعد أن قام الكارتل العالمي وشركة نفط العراق بتهديد كل من يتقدم بالملاحقة.
وهكذا ستبقى آبار نفط العراق دون استثمار طوال سبع سنوات،مما أدى إلى جرّ هذا البلد إلى وضع بائس لم يعرف له مثيلا من قبل. كما بدأت أعمال التمرد تنتشر في شتى أنحاء العراق،بعد أن بلغ التذمر أقصاه. ففي الموصل،مثلا،عند مطلع شهر آذار من عام 1959،قمعت إحدى هذه الحركات بمنتهى القسوة والعنف من قبل قوات قاسم. وفي 7 تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه،قام طالب وطني بعثي،يدعى صدام حسين،بإطلاق النار على عبد الكريم قاسم،انتقاما لضحايا الموصل،فجرحه دون أن يقتله. (..) هكذا بدأت إمبراطورية الأخوات السبع بالانهيار في جميع أنحاء العالم اعتبارا من عام 1960.){ص 141 - 142}.
بهذه العبارات انتهى الفصل الرابع،وبدأ الفصل الخامس،والذي جاء تحت عنوان (عهد تصفية الحسابات) "1960- 1972"تحدث المؤلفان عن إدراك العالم الثالث لوجوده،وانعقاد مؤتمر باندونغ ( 18 – 24 إبريل سنة 1955 ) كما تحدثا عن تدفق النفط بشكل كبير،أي أنهما – تقريبا – لخصا ما جاء في نهاية الفصل السابق .. وأثر ذلك التدفق في هبوط أسعار النفط ... (نجم عن ذلك،كما أسلفنا،ظهور منظمة (أوبك) في 15 أيلول (سبتمبر) 1960،التي أعلنت عن عزمها على تثبيت الأسعار واستقرارها رغم فائض الإنتاج العالمي.
وهكذا حدثت مجابهة بين رجلين : المدير السعودي الطريقي والمدير العام الجديد لشركة إيكسون،مونرو راثبون،الذي كان رجل أعمال على الطريقة الأمريكية لا يعرف سوى الربح والاختيار بين"الملاك"الليبرالي الأمريكي و"الشيطان"الشيوعي السوفيتي. بالنسبة له،عقدت موسكو مع(متّى)اتفاقا لبيع البترول الروسي بسعر يقل عن 60 سنتا عن الأسعار المتداولة في الشرق الأدنى. لذلك،وباسم العالم الحر،يجب المحافظة على الأرباح الغربية عن طريق تضييق الخناق على البلدان المنتجة.
كان هذا تفكيرا خاطئا وشاذا دون ريب من جانب هذا الرجل الذي تخيل نفسه إمبراطورا غير متوج،لأن شركة إيكسون كانت عملاقة فعلا : فهي تمتلك 30% من أرامكو،7% من الشركة الإيرانية المساهمة،11.87% من شركة نفط العراق،30% من التابلاين،100% من "S.O"الدولية،إلخ .. وهكذا كانت هذه الشركة تستخرج 14% من الإنتاج العالمي في 23 بلدا،إلخ ..
لذلك لم يشأ هذا الدكتاتور أن يصغي لنصائح الاعتدال التي قدمها له "هاوارد بيج"،ممثله في لندن،الذي كان مع ذلك قد خاض"حربا"في إيران ضد مصدق ومتّى.
أما الشخص الآخر،عبد الله الطريقي (مولود في عام 1919)،فهو طالب سابق في جامعة القاهرة وتكساس،وعالم جيولوجي ومتحمس،خجول في حياته الخاصة ولطيف المعشر. إلا أنه خرج من احتكاكه بالأمريكيين بانطباع سيء بصورة عامة.
في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 1960،عقد في بيروت مؤتمر كبير حول النفط العربي،كان فيه الطريقي الخطيب الأكثر حماسة وإقناعا : حيث برهن بالأرقام الأرباح الخيالية التي تجنيها الشركات الكبرى،كما ركز هجومه على شركة أرامكو.
حاول ممثلو الشركات في بيرون الرد بكافة الوسائط،واستخدموا ما في جعبتهم من حجج لكي يبطلوا مفعول قنبلة"الأوبيب"(OPEP)،ولكن "راثبون"كان قد ذهب إلى أبعد مما ينبغي،فانتصر الطريقي وترسخت قواعد "الأوبك"التي تقرر أن يصبح مقرها الدائم في جنيف بميزانية سنوية بلغت 150.000 جنيه إسترليني.
وقد انضم إلى هذه المنظمة أعضاء جدد : قطر،أبوظبي،ودبي. وفي عام 1962،انضمت ليبيا وأندونيسيا،ثم الجزائر في عام 1969،نيجيريا سنة 1971،الغابون والإمارات والإكوادور في عام 1974. {في الهامش : "أما شاه إيران،ففضل البقاء خارجا،وتابع تقديم النفط إلى إسرائيل"}.
يقول "توم بارغر"أن الطريقي كان "من كبار المعجبين بعبد الناصر"،لذلك اعتبر خطرا من قبل الأمريكيين. يضاف إلى ذلك كراهيته الشديدة لشركة أرامكو وكونه من الإداريين الفعالين وذوي الخبرة والحنكة والدراية.
منذ عام 1958،كان قد قاد بنجاح مفاوضات مطولة مع اليابانيين : من المعروف أن طوكيو كانت منشغلة دائما بتبعيتها في مجال الطاقة،والتي تحد كثيرا من استقلاليتها الاقتصادية والسياسية. (..) اتفق كبار رجال الأعمال اليابانيين على تشكيل الشركة اليابانية للتجارة البترولية برئاسة"تارو ياماشيتا"،كما فكروا في التنقيب داخل العربية السعودية. (..) لفت نظر ياماشيتا،منذ مدة،الجزء الساحلي من المنطقة المحايدة الواقعة بين الكويت والعربية السعودية،والذي سبق أن أثار لعاب جيتي وفيليبس. لذلك جاء وهو عاقد العزم على أن يقدم أكثر مما سيعرضه المستقلون المنافسون. وهكذا حاصر الطريقي،ثم توجه إلى الرياض لمقابلة الملك سعود وشقيقه الأمير فيصل الذي أصبح رئيسا للوزراء. بعد ذك أقدم على الخطوة الحاسمة "فاشترى"كمال أدهم،نسيب الأمير فيصل { في الهامش : "نصُ اتفاق ياما شيتا – كمال أدهم في مجلة الصياد لصادرة في بيروت بتاريخ 19 آذار 1959 (أغلب الظن أن الطريقي تعمد إفشاء السر) "}. أما الثمن فكان كما يلي :
2% من الأرباح السنوية لكمال أدهم.
250.000 دولارا تدفع له فور توقيع العقد.
750.000 دولارا تدفع لكمال ادهم أيضا بعد اكتشاف النفط القابل للاستثمار.
لم يستطع الطريقي سوى الرضوخ أمام الأمر الواقع،فوقع مع ياماشيتا امتيازا لمدة ستة وأربعين عاما لقاء 56% من الأرباح الصافية للعربية السعودية. وقد تعهد ياماشيتا بعدم البيع لأعداء العرب،وبتخصيص مقعدين في الإدارة للسعوديين لهما حق الإشراف على العمل والمراقبة.
بعد هذا توجه ياماشيتا إلى الكويت،حيث حصل من الأمير على موافقة لمدة 44 عاما مقابل 57% من الأرباح.){ص 144 - 147}.
بعد حديث طويل عن معاناة ياماشيتا مع التنقيب عن البترول،بما في ذلك نشوب حريق كبير استمر لمدة أحد عشر يوما،هي المدة اللازمة لحضور فرقة متخصصة من تكساس .. ثم انتقل المؤلفان للحديث عن الملك سعود .. (في مطلع الستينات،كان الوضع قد تطور كثيرا في العربية السعودية،فالملك سعود،الذي يحكم منذ عام 1953،برّ بوعوده وأطلق المشاريع الكبرى : سد الطائف،مطار المدينة،جر المياه إلى جدة،كهربة الرياض،ثكنات الخرج،بالإضافة إلى العديد من المستشفيات الصغيرة والمدارس والقصور للأسرة المالكة.
أما بالنسبة له،فقد شيد خلال أربع سنوات،وبكلفة 50 مليون دولار،قصر الرياض الوردي الشهير،الذي أقيم على مساحة شاسعة،بحجارة وردية اللون مطعمة بالفيروز،والذي يضم قاعة هائلة للاستقبال،غرفة طعام تتسع لأربعمائة شخص،يضيئها 3000 مصباح كهربائي،وأجنحة ملكية رائعة تحيط بها الحدائق الهائلة. إلى جانب القصر،توجد 35 فيلا لحاشية القصر وضيوفه. في الحقيقة،إن كلمة"أبهة"لا تكفي لوصف هذا المجمع الكبير الذي اختلط فيه الفن الشرقي بالبذخ الغربي القديم فأصبح مزيجا من قصر فرساي في باريس والتيفولي في كوبنهاغن.
أما الأواني الفضية فمن سويسرا،والبورسلين من ألمانيا،والثريات الكرستال من تشيكوسلوفاكيا،والأثاث الخشبي"الموبيليا"من بيروت.
كذلك قام الملك سعود ببناء قصر أخضر في جدة بكلفة 28 مليون دولار،بالإضافة إلى 23 قصرا في كافة أنحاء البلاد.
وغني عن الذكر أن هذه الأعمال الضخمة أدت إلى ملء جيوب عدد لا يستهان به من المتعهدين والوسطاء الذين لا يزال بعضهم ينعم بها حتى اليوم. أضف إلى ذلك تخصيص دخل سنوي لكل فرد من أفراد الأسرة المالكية (322 أميرا) بلغ 32000 دولار،علاوة على مخصصات وظيفته ونفقات التمثيل. { في الهامش : "لا يخفى على القارئ هنا أن الكاتب توخى من هذه التفاصيل وسواها في أماكن أخرى أن يوهم القارئ الغربي بأن أموال البترول العربي تصرف على البذخ والملذات. صحيح أن في هذا الكلام الكثير من الصحة مع الأسف،ولكن غاية المؤلف هي تأليب الرأي العام الغربي ضد العرب عامة دون تمييز."(المترجم)}.
في عام 1954،تسلم الملك سعود 260 مليون دولار كعائدات من شركة أرامكو،وفي عام 1960 قفز المبلغ إلى 350 مليون دولار. إلا أن الأموال كانت تصرف دون حساب. فقد قدر ثمن الحلي،التي قدمت للإمبراطورة ثريا (زوجة شاه إيران) بمناسبة تتويجها،بأكثر من 900.000 دولار.
في الحقيقة،كان التوفير والتقتير يتمان فقط في المجالات التي تحتاج فعلا للبذل : أي أجور العمال وصغار الموظفين،والمعونات الاجتماعية والمساعدات للاجئين الفلسطينيين (40.000 دولار فقط لأكثر من مليون فلسطيني لاجئ في عام 1955،أي أقل مما كان يدفعه البلجيكيون والسويديون).
على مثل هذا المنوال،وفي نهاية عام 1961،بلغت الديون الخارجية للعربية السعودية 1250 مليارا من الريالات،والدين الداخلي 500 مليون ريال. كما هبط سعر الريال من 3.75 للدولار إلى 6.25.
****************
لتغطية هذا العجز غير المعقول،قام العاهل السعودي باستدعاء الدكتور"شاخت"وزير المالية السابق في الرايخ الثالث،وبعد مباحثات مطولة معه ومع رجل الأعمال اليوناني "سبيروس كابابوديس"،وافق سعود،في 20 كانون الثاني (ينار) من عام 1954،على منح صاحب السفن اليوناني "أوناسيس"احتكار النقل البحري للبترول من العربية السعودية.
كان أوناسيس صديقا لبول جيتي،يتبادل معه الصفقات والنساء والبترول.
ولد أوناسيس هذا في عام 1906،وقد اشترى سفينته الأولى سنة 1931 بمبلغ الـ 100.000 دولار التي أقرضته إياها زوجته البوليفية الأولى،شقيقة "باتينو"ملك القصدير.
في عام 1932،اشترى ست سفن للشحن،مجمدة في ميناء سان – لوران ومحجوزة من قبل الحكومة الكندية،بمبلغ 135000 دولار فقط. لم يكن هناك من يرغب في شرائها في أوج الأزمة العالمية آنذاك. رفع على هذه السفن العلم الأرجنتيني،الأمر الذي سمح له سنة 1939 بتأجير أسطوله للمتحاربين.
لعقد صفقة العمر هذه كما يقال،استثمر أرباحه،تحت أسماء مستعارة مختلفة،في شراء 47 سفينة،كما بدأ يتعامل مع الصين الشيوعية بنجاح كبير لأنه دفع،في عام 1954،دون أن يطرف له جفن،غرامة بقيمة سبعة ملايين دولار لمصلحة الضرائب الأمريكية لأنه اشترى بالحيلة سلعا لا يجوز بيعها لغير الأمريكيين.
منذ ذلك الحين،أصبح شغله الشاغل هو البحث عن صفقة كبرى يستخدم فيها أسطوله التجاري. وقد تمكنا من معرفة خبايا هذه الصفقة من أرشيف "محكمة السين"في باريس بعد أن تكشف كل شيء في 20 آذار(مارس) من عام 1956 :
عن طريق الخداع والمخاتلة،تمكن رجل الأعمال اليوناني"كابابوديس"(الذي ورد ذكره آنفا) من جعل عبد الله السليمان،وزير مالية ابن سعود يعقد مع"أوناسيس"الاتفاق التالي في 20 كانون الثاني (يناير) 1954 :
- تشكيل أسطول للنفط : باسم سعودي وتحت العلم السعودي،حمولته الدنيا 500.000 طن،ورأس ماله 252 مليون دولار.
-يحتكر هذا الأسطول التصدير البحري للبترول السعودي.
-تدفع العائدات،وقيمتها 75 فرنكا فرنسيا على كل طن منقول،إلى الملك سعود.
-تحدث في مدينة جدة أكاديمية بحرية لتأهيل 50 ضابطا ومهندسا بحريا تجاريا في العام.
كان هذا انتصارا هائلا لاوناسيس وهزيمة قاسية لشركة أرامكو التي لم ترضخ للأمر الواقع،بل ذهبت إلى حد تهديد الملك سعود بمقاضاته أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي. عندئذ نُشرت الوقائع التالية :
-استلم عبد الله السليمان عن طريق كابابوديس رشوة بقيمة 100 مليون فرنك فرنسي.
-كما قبض سيد علي رضا،وزير التجارة،رشوة أخرى بقيمة 125 مليون فرنك فرنسي.
-وزع مبلغ 70 مليون فرنك فرنسي على شخصيات سعودية أخرى.
-تلقى على رضا وعدا بمبلغ 75 مليون فرنك فرنسي تدفع له فور إتمام أول حمولة من البترول.
-أخذ "كابابوديس"وعدا بمبلغ 200 مليون فرنك فرنسي عند توقيع العقد.
في الواقع،كان عبد الله السليمان وعلى رضا الوحيدين اللذين استلما حصتهما. فعندما أراد علي رضا استخدام الوثيقة التي دُوّنَ فيها الوعد الإضافي،لأوناسيس،فوجئ باختفاء توقيع أوناسيس،الذي وقع بحبر سري. عندئذ أعلم بذلك كابابوديس الذي لاحظ نفس الظاهرة على وثيقته الخاصة أيضا.
تخلى علي رضا عن رفع دعوى،ولكن كابابوديس رفع القضية إلى محكمة السين في باريس،فرُدت الدعوى لعدم كفاية الأدلة.) {ص 148 - 152}
في الحلقة القادمة .. نعرف موقف شركة أرامكو ... إذا أذن الله.

س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
س: سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-01-2013, 01:50 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "9"


جزاك الله خير استاذنا الفاضل / محمود المختاار الشنقيطي

وشكرا لك على الجهود المبذولة والمعلومااات الراائعة والمفيدة ولاهنت


تقديري وحترامي.

 

التوقيع

 


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
كلنا تميم المجد
 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-01-2013, 08:04 AM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
رد: الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "9"

السلام عليكم .. جزاك الله خيرا أختي الفاضلة (صاحبة السمو) .. ولا هنتِ
دمتِ بخير.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "8" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 27-01-2013 08:04 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "7" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 26-01-2013 08:20 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "2" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 25-01-2013 02:08 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "5" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 25-01-2013 02:04 AM
الجانب الخفي من تاريخ البترول : جاك .. و جان .. "6" محمود المختار الشنقيطي المجلس العــــــام 2 25-01-2013 02:02 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:42 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع