مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس الإجتماعية~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الأســــرة والمجتمع

مجلس الأســــرة والمجتمع يعنى بـ ( القضايا الاجتماعية وكل ما يتعلق بعالم الاسرة)

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-08-2009, 02:43 PM
alajmi- alajmi- غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 9
معدل تقييم المستوى: 0
alajmi- is on a distinguished road
الأسرة الكويتية ... وشبح الطلاق

الأسرة الكويتية ... وشبح الطلاق

طالعتنا الصحافة الكويتية عن عزم معالي نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون القانونية ، وزير العدل ووزير الأوقاف ( راشد الحماد ) تشكيل لجنة تنسيق مشترك بين ( العدل والأوقاف ) لتفعيل برامج وخطط عملية لمواجهة كارثة الطلاق التي استشرت في المجتمع الكويتي ، وهي خطوة محمودة من أجل تحصين أمن المجتمع الكويتي ، والذي بات مهددًا من الداخل بفعل التفكك الأسري الناجم عن تفشي ظاهرة الطلاق بما يتبعه من آثار غير محمودة العقبى على الأسرة والمجتمع الكويتيين .

الأسرة _ كما هو معلوم _ جماعة صغيرة من الناس نواتها رجل وامرأة يرتبطان برباط مقدس هو الزواج ، الذي أسماه الله _ تعالى _ في كتابه ( الميثاق الغليظ ) فقال _ جل ذكره (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) ، ومدلول لفظ الأسرة في لغتنا العربية يعني الضم والترابط الوثيق بين أفرادها ، فهي مشتقة من الأسر ، وهو الشد أو القوة ، مما يبرز معني التماسك الأسري ، وكأنَّ على أفراد الأسرة أن يشد بعضهم أزر بعض ، ويقوي بعضهم بعضًا.

كما أن أمن المجتمع كله متوقف _ في المقام الأول _ على أمن الأسرة واستقرارها ، فهي نواته الأولى المكونة له ، وترابطها آية على ترابطه ، وتفككها آية على تفككه ، وكذا انحلالها ، ومدى تمسكها بالقيم ، ودرجتها من العلم ، ونصيبها من السلوك الاجتماعي الراقي المتحضر ، ودرجة التفاهم والحوار التي تسري بين أفرادها ، كل هذه العوامل مؤثرة في بنية مجتمعنا سلبًا أو إيجابًا .

وتفشي الطلاق _ وفق هذه الرؤية _ جرس إنذار قوي يحذر من تهاوي المجتمع ، وشيوع الجريمة بصورها وأطيافها ، لذلك فمقاومة هذه الظاهرة واجب وطني لأمن الكويت ورقيها وتقدمها ، وذلك بالنظرة إلى المخاطر الاجتماعية لهذه الظاهرة على مجتمع شرقي بسمات وأوضاع المجتمع الكويتي ، حيث تعانى المطلقة من نظرة المجتمع إليها، إذ يلقى عليها اللوم في فشل العلاقة الزوجية، فتلاحقهما التهم والهمسات الظالمة ، والنظرات المملوءة بالشك والريبة ، كما يعزف الكثيرون عن الزواج من مطلقة ، مما يشرخ في صرح كرامتها وحالتها النفسية شرخًا يستعصي على الترميم.

ولا يسلم الرجل كذلك من تبعات هذا الزلزال الذي نسف بناء الأسرة من جذوره ، فهو يشعر بالخيبة لفقدان دوره كأب وزوج، ويُصدَم نتيجة شعوره بالمسؤولية نتيجة انهيار العائلة، إضافة إلى عدم السماح له قانوناً بحضانة الأولاد في معظم الأوقات إلا في سن متأخرة للأبناء.

كما تنال تبعات الطلاق نفسية الأبناء وطبائع سلوكهم، حيث أجمع الخبراء على أن الأطفال هم المتضررون من انهيار العلاقات الزوجية، حيث يؤثر سلباً على عملية تنشئتهم النفسية والاجتماعية ، وفي بناء الشخصية السوية، فيفقدون الشعور بالأمان، ولا يحصلون على حاجاتهم الطبيعية من الشعور بالراحة والاستقرار والطمأنينة التي هي عصب عملية التنشئة النفسية والاجتماعية للطفل، كما يفقد الطفل المثل الأعلى في حياته مما يزلزل المنظومة القيمية لديه ، فماذا تنتظر منه بعد إلا الانحراف أو الإدمان أو الإرهاب؟؟.

ثم حصاد مرير يجنيه المجتمع من جرّاء قرار أهوج لا يحسب للأمر حسابه ، خروج جيل حاقد على المجتمع، مفتقد للرعاية الواجبة له ، لا يحمل فؤاده أي قدر من الانتماء لتراب وطنه ، جيل لا يعرف الشعور بالمسؤولية، فضلاً عما يصيب القيم الأخلاقية والأعراف الاجتماعية السائدة من مظاهر التردي والانحطاط ، نتيجة عدم احترام تلك القيم والأعراف والتقيد بها كضوابط اجتماعية تنظم حياة المجتمع ، وتضبط سلوك أفراده وجماعاته.

كما تتصاعد أعداد المشردين، وتنتشر جرائم السرقة والاحتيال والنصب والرذيلة، وزعزعة الأمن والاستقرار في المجتمع فضلاً عن تفككه ، ومن ثمَّ فاقرأ على مسيرة التنمية والتقدم الفاتحة ؛ فقد وأدها جيل جنى عليه ذووه ، حينما تركوه يصارع أمواج الحياة وحيدًا ، دون أب يربي ، أو أم تحن ، أو أسرة تغرس فيه الضمير .

لقد شرع الإسلام الطلاق نعم ، ولكنه ليس الحل الأول لمشاكل الحياة ، بل هو الحل الأخير ، أشبه ما يكون بالبتر الذي يكون بعد فشل كل محاولات التداوي ، لذلك وصفه الرسول r بأنه ( أبغض الحلال إلى الله ) ، وقدّم بين يديه خطوات كثيرة لإمكانية تلاقي الأفكار ، وتقارب النفوس ، فشكّك في مشاعر الكراهية الطارئة في النفس ؛ إذ ليس من الحكمة تحطيم الكيان الأسري لمجرد شعور طارئ (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) ، ثم فتح باب الحوار الهادئ القائم على الصدق ، المحفوف بروح المسئولية ، دون تدخل طرف ثالث ( وإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ...) ، فإن استدعى الأمر تدخلاً خارجيًا فقد شرع التحكيم العادل مشترطًا سلامة نية الحكمين (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) ، كل هذه التدابير الاجتماعية كي لا تصل الأسرة إلى هاوية الطلاق ، فإن استحالت العشرة بين الطرفين يأتي _ كما شبّهنا _ ( البتر الأخير) ، كما أنه ليس بترًا نهائيًا بل هو بتر مرحلي (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ...) ، عسى أن تأتي الاستفاقة قبل وقوع الفأس في الرأس _ كما يقول المثل العربي _.

بهذا النهج السديد تدخّل الإسلام تدخُّلاً حكيمًا ليحفظ على الزوجية عشها ، ويبقي في النفوس مودتها ورحمتها ، لكن المسافة بين تلك التعاليم السماوية السامية وبين التطبيق العملي على أرض الواقع مسافات شاسعة ، تُذبح فيها الأسر من الوريد إلى الوريد ، دون وعي بخطورة تلك الخطوة وجسامتها.

لا يزال الأمل معقودًا في الشعب الكويتي أن يصون مجتمعه الواعد الناهض من تبعات هذا الزلزال الذي تفوق خطورته وأضراره وتخريباته أي زلزال آخر ، كي ينشأ جيل واعد واعٍ بمسئولياته الملقاة على كتفيه في رفع علم الكويت خفاقًا عاليًا ، بالعلم والعمل والفكر والثقافة ، خطوة مباركة _ تلك التي اتخذها معالي الوزير راشد الحماد _ علينا جميعًا مؤازرتها والإسهام فيها ، المسجد ، الصحافة والإعلام ، المنظومة التعليمية ، المراكز الثقافية والاجتماعية والرياضية ، كي يكلل الله هذه الجهود بالنجاح .



تم المقال بحمد الله _ تعالى _ وتوفيقه



م . حمد العصيدان



--------------------------------------------------------------------------------

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سوق الفحيحيل // الطلاق العاطفي ؟؟؟ أبوفزاع أقـــــــلام المجــــــالــــس 113 02-08-2009 08:19 AM
الطلاق فهد بن راشد الشماله أقـــــــلام المجــــــالــــس 5 25-11-2008 11:19 PM
علي الطلاق انكم رجاجيل يال سنيد يامي وربي الله مجلس قصائد قيلت في قبيلة العجمان ويام كافة 13 27-08-2008 12:40 AM
العدوة يفجر مفاجأة ندوات الدوائر: ليتنا نصبح مثل اسرائيل الديموقراطية wolf المجلس الانتخابي والسياسة المحلية 10 10-05-2006 06:41 PM
يجب أن نصبح القوة العظمى في المنطقة فنحن في خطر saad المجلس السياسي 5 11-10-2005 12:39 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:30 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع