مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-03-2005, 02:42 PM
ابومحمد الشامري ابومحمد الشامري غير متصل
ابوحمد الشامري ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: شـبـكـة مـجـالـس العجمـــــان
المشاركات: 19,132
معدل تقييم المستوى: 10
ابومحمد الشامري قام بتعطيل التقييم
القلم المعطَّل..........

هذا الموضوع احد مواضيعي السابقه نقلتها لكم ارجوا ان ينال استحسان الجميع.

القلم المعطَّل..........
من احلام الفجر

بقيت أسابيع وأنا كالسجين المعذب في وحدة الغربة ووحشة التشريد ، وكنت أجد المعاني في نفسي وفي قلبي وفي أفكاري، وكانها ظاهرة على لساني ولكني إذا جئت الى القلم أحمله لاكتب وجدته صامتا جافياً نابياً عن أوراقه ثم أتحامل عليه أقسره على المطاوعة فإذا هو حائر عَيِيّ تَمْتام متردد لا يفصح ولا يُبين وعجزت عن علاج هذا العجز الذي لحق بأنيسي وصاحبي وكاتم سري والمخبر عن نفسي والمبين عن معاني روحي فلما أعياني وغاظني وهدد حولي وبدد حيلتي لجأت الى الكتاب أستخبره وأستنبئه وأطويه وأنشره وصرفت أوقاتي في القراءة.
وأقبل على يوم كاللعنة المرسلة حائرة طاغية ماحقة ولم اجد ملجأ ولا ملاذاً ولا مغيثاً حتى جاء الليل يؤنسني بسواده ووحشيته فلما ضقتُ انصرفت الى مكتبتي فجعلت اتلفت حائرا لا ادري ما آخذ وما أدع حتى استقر بصري على كتاب أسود مظلم مضطجع على صف من الكتب فأخذته وانصرفت الى غرفة نومي أملأ بحديث هذا الجزء من كتاب ( الحيوان ) للجاحظ فراغ الليل الساكن الموحش.
أيتها النجوم الخاشعة المشرقة في معبد الزمن السرمدي! انتِ دائماً انسي وراحتي وصديقي ، ولكن الكتاب أيضا صديق يحدثني حديث العقول الناسكة المضيئة في معبد العقل الابدي. أفتأذنين أيتها النجوم! ان أخلو الى شيخي ابى عثمان ( الجاحظ ) ساعة من ليلك أسمع في صمت كتابه صدى لسان المتكلم من أقصى الماضي؟ قولي نعم ! وخلاك ذم.
وأضأت مصباحي وبدأت الجزء أقرؤه حتى شغلني عن احاديث نفسي وردني الى شيخي أطوع ما كنت له وأعقل ما كنت عن بيانه ……
كل هذا جيد يا ابا عثمان ونعم صاحب الرأي كنت ! وإنك والله ما تخلو أيها الشيخ من لسان ناطق مبين متدفق حتى حين تكتب فما أقرأ لك إلا رأيتني أجد الالفاظ تنفذ عن بصري الى نفسي الى عقلي الى اوهامي التي أسمع دبدبة صوتك المتكلم في جوف دمى.
ما انت يا ابا عثمان الا رجل محدث منطلق فياض اللسان خفيف الروح قليل البطء فيما تحاوله وما اظنك تكتب شيئا كما يكتب سائر من يتعاطى الكتابة ويعمل لها ويتحامل عليها ، وما أحسبك الا كنت مغلوبا على قلمك وقد غلب اللسان المتكلم فن القلم الصامت.
هذه حروف كتابك تتردد على بياض الورق وكأن ترددها صدى صوت يتذبذب في جو الهواء…..هكذا كنت اقول كلما وقفت على جملة من الكتاب أسكن عندها سكون المتأمل.

ابوحمد الشامري

 

التوقيع

 


تِدفا على جال ضوه بارد إعظامي=والما يسوق بمعاليقي ويرويها
إلى صفا لك زمانك عِل يا ظامي=اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها
 
 
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما )) د.فالح العمره أقـــــــلام المجــــــالــــس 22 04-01-2007 05:44 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 12:11 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع