ولموتهم قصة وعبرة ... (2)

[فواز بن محمد]

موسى عليه السلام

كان نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام زاهدا في الدنيا تقيا ورعا محبا للخير راغبا فيما عند الله .

تقول إحدى الروايات في كيفية موت نبي الله موسى عليه السلام : بينما موسى عليه السلام يمشى ومعه يوشع بن

نون تاه الإثنان في الصحراء وهبت عليهم ريح سوداء فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة فأصابه الرعب

والخوف والتصق بنبي الله موسى قائلا له : لاأظن الساعة تقوم وأنا ملتزم نبي الله .

وفجأة أستل موسى من قميصه واختفي وبقى القميص في يد يوشع دون أن يعرف أين ذهب نبي الله موسى .

أخذ يوشع القميص إلى بني إسرائيل محاولا أن يشرح لهم ما حدث لكنهم لم يصدقوه قائلين له : لقد قتلت نبي

الله ... لقد قتلت نبي الله .

حاول يوشع إقناعهم بخلاف ذلك قائلا لهم : ما قتلته لكنه أستل مني فلم يصدقوه . واتهموه بالكذب .

قال لهم بعد أن شعر أنهم سيبطشون به : أمهلوني ثلاثة أيام حتى يبين الله الحقيقة .

فوكل بني إسرائيل من يتحفظ عليه لحين محاكمته بعد ثلاثة أيام .

ظل يوشع يصلي لله ويدعوه أن ينقذه مما هو فيه وبعد يوم من حبسه رأي الرجال الذي يقومون بحراسته هاتفا

في منامهم يخبرهم أن يوشع لم يقتل موسى .

جاء الحارس الأول مخبرا زميله بخبر هذه الرؤيا وإذا به يكتشف أن زميله قد شاهد نفس هذه الرؤيا بكل

تفاصيلها ، وإذا بكافه الحراس قد شاهدوا نفس الرؤيا بأن يوشع لم يقتل موسى وأن موسى رفع إلى الله

وتكررت هذه الرؤيا في منامهم مما جعلهم يصدقون ببراءة يوشع وأن موسى قد رفع إلى السماء .


وفي رواية ثانية عن كيفية موت موسى عليه السلام أن نبي الله موسى مر في يوم من الأيام بمجموعة من الملائكة

على شكل بني آدم كانوا يحفرون قبرا فعرف نبي الله موسى أنهم ملائكة دون أن يعرفوا أنه عرفهم ، فوقف

عليهم فلم يشاهد أجمل من ذلك القبر حيث كانت الخضرة تحيط به والبهجة والريح الطيبة حوله فقال لهم : ياملائكة

الرحمن لمن تحفرون هذا القبر .

قالوا له : نحن نحفر هذا القبر لرجل كريم على ربه من عباد الله الصالحين .

قال موسى للملائكة : إني لم أرى أجمل مدخلا ولا أعظم محضنا ولا أطيب ريحا من هذا القبر .

قالت له الملائكة : يا صفي الله أتحب أن يكون هذا القبر لك .

قال :: وددت لو أنه كذلك .

قالوا له : أنزل فيه واضطجع وتوجه بوجهك إلى ربك وتنفس أسهل تنفس .

فنزل موسى إلى القبر وتمدد فيه وتوجه بوجهه إلى ربه ثم تنفس بهدوء وسكينه فقبض الله روحه بيسر ثم سوت

الملائكة التراب عليه .

وفي رواية ثالثه ذكرها كثير من رواه الحديث وبأساليب كثيرة ومختلفة ولكنها تعطي نفس المعنى عن كيفية

موت نبي الله موسى عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن وفاة نبيه موسى بما معناه : (( أن الله

أرسل إلى موسى عليه السلام ملك الموت على هيئة بنى آدم ليقبض روحه وحين أتاه لطمه موسى لطمة فقأ عينه

على أثرها فعاد ملك الموت شاكيا إلى ربه قائلا : يارب .. أرسلتني إلى عبد لا يحب الموت .

قال الله لملك الموت : ارجع إليه وقل له يضع يده على ظهر ثور وله بكل شعره تحت يده سنة واحدة وخيره بين ذلك

وبين أن يموت الآن .

عاد ملك الموت إلى نبى الله موسى عليه السلام فخيره بين أن يضع يده على ظهر ثور وله بكل شعره تحت يده

سنة وبين أن يموت الآن .

قال موسى لملك الموت : وما بعد ذلك .

قال له ملك الموت : الموت .

قال موسى : الآن ،، الآن .

فقبض ملك الموت روحه .

ويقال بأن عمره حين قبض يبلغ المائة وعشرون سنة .



والله أعلم ..

------------------------------------------------

سليمان بن داوود عليه السلام


كان نبي الله سليمان بن داوود طويل القامة ضخم الجثة أبيضا كثير الشعر وكان داوود أبوه يحبه ويستشيره في

كثير من أمور دنياه لحكمته وصواب رأيه وقد سخر الله له الجن والشياطين والدواب في الأرض يأتمرون بأمره

ويخافون بطشه ، كما سخر له الرياح والبحر وأفهمه لغة الطير والحيوان والنمل يتخاطب معهم ويعرف كلامهم .

ليست هناك وثائق تاريخية حقيقية (( عدى القرآن الكريم )) تشرح كيفية وفاه نبي الله سليمان عليه السلام وقد

ترجع تلك الكتب في توضيح كيفية وفاته إلى ترجمات قديمة فارسية أو رومانية أو إلى تكهنات وتخمينات

بعض مؤلفي كتب التاريخ .

وقد أشار القرآن الكريم إلى قصة نبي الله سليمان عليه السلام بدقة متناهية وتفصيل رائع في سورتي

( النمل وص ) واشار إلى كيفية وفاته في سورة سبأ آيه ( 14 ) بقوله تعال

( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون

الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ))

وقد ورد في كتاب تاريخ الطبري وكذلك في تاريخ ابن الأثير (( الكامل في التاريخ ))

وفي تاريخ أين كثير (( البداية والنهاية )) أن نبي الله سليمان كان يعتزل في بعض مراحل حياته للعبادة مددا

مختلفة قد تصل إلى سنة لا يكلم فيها أحد وإنما يتفرغ لعبادة الله والتهجد في بيت المقدس وفي يوم من الأيام

دخل نبي الله سليمان محرابه للإعتكاف والعبادة ولم يكن أحد يجرؤ على إقتحام خلوته من الجن وقام يصلي

متكئا على منسأته (( أي عصاته ) ومات وهو يصلي والشياطين والجن لا يعلمون بموته والكل منهم يعمل في

خدمة نبي الله سليمان .

كانت الشياطين لا تستطيع المرور من أمامه وإلا احترق من يحاول ذلك .

مرت أيام طويله ونبي الله سليمان على وقفته لم يغيرها ثم أخذت الأرضة وهي نوع من النمل في أكل عصاته

حتى سقط نبي الله سليمان على الأرض فعلمت الجن بعد ذلك أنه مات وانتشر الخبر بين الناس بموته ولكن لم

يعلموا كم مضى عليه ميتا ، فوضعوا الأرضة على جزء من العصى مده من الزمن واحتسبوا مقدار الجزء الذي اكلته

الأرضه فعرفوا أنه مات منذ سنة واقفا على قدميه ..... والله أعلم ..

يقول أبن كثير في تاريخه أن سليمان عليه السلام عاش أثنين وخمسين سنة وكان ملكه أربعين سنة وفي السنة

الرابعة من ملكه أبتدأ ببناء بيت المقدس ..


والله أعلم ...

........................................

زكريا عليه السلام

تقول بعض كتب التاريخ أن إبليس جاء إلى مجالس بني إسرائيل على شكل رجل وأشاع أن زكريا عليه السلام

هو الذي أحبل مريم عليها السلام وأنه هو والد عيسى عليه السلام فأخذوا بنوا إسرائيل يبحثون عن نبي الله

زكريا لتقتله .

في نفس الوقت سمع نبي الله زكريا عليه السلام بمقتل أبنه يحيى عليه السلام فإيقن أنه مقتولا لا محاله فقرر

الفرار من القتل وظل هاربا لا يدري إلى إين يلتجئ حتى وصل إلى بستان كبير وبينما هو يسير داخل ذلك البستان

إذ سمع صوتا يناديه ــ يا نبي الله زكريا .. يانبي الله زكريا ــ فالتفت زكريا عليه السلام باحثا عن مصدر ذلك

الصوت وكان يستظل تحت ظل شجرة ذات جذع ضخم واكتشف بعد حين أن الصوت كان يصدر من داخل تلك

الشجرة .

قالت له الشجرة : يا نبي الله إن الأعداء يبحثون عنك وسيصلون إليك بعد وقت قصير فهلم أدخل في جوفي لأحميك

عنهم ثم أنفتح جذع الشجرة فدخل نبي الله زكريا بداخله وأطبقت الشجرة عليه .

وتقول الرواية : إن إبليس اللعين كان حاضرا في تلك اللحظة وحيث أنه لم يكن يحب الأنبياء والرسل ، لعنه الله فقد

أخذ طرف رداء نبي الله زكريا واخرجه من خلال شق الشجرة دون أن يشعر زكريا بذلك .

ثم أن أبليس التقي مع الجند الذين يبحثون عن نبي الله زكريا فقال لهم : ما تريدون ؟

قالوا : نحن نبحث عن زكريا .

قال لهم : لقد شاهدته سحر هذه الشجرة ودخل في جوفها .

فتضاحك القوم من كلامة وقالوا : نحن لا نصدقك لانه لا يمكنه أن يفعل ذلك .

أخذ ابليس بطرف رداء نبي الله زكريا وقال لهم : أنظروا حتى تصدقوا قولى ، هذا رداءه وأنه في داخل جوف

الشجرة فأخذ الجند الفؤوس والمنشار وشقوا الشجرة وأخذوا يقطعونها قطعة قطعة حتى مات زكريا بداخلها .....


والله أعلم ...

...................................

يحيي بن زكريا عليه السلام

نبي الله يحى بن نبي الله زكريا عليهما السلام هو أبن خاله نبي الله عيسى عليه السلام كان جميل الطلعة حسن

الصورة أمردا دقيق الصوت قويا في طاعة الله وقيل أنه كان يأكل العشب وأوراق الشجر لشده خشوعه وخشيته

من الله وهو أصغر الأنبياء الذين بعثهم الله سنا ومات ولم يكن يملك من حطام الدنيا شئ وليس له سكن يأوي إليه

فقد كان ينام في المكان الذي يكون متواجدا فيه إذا جن عليه الليل وقد قيل أنه ولد قبل نبي الله عيسى بثلاثة

سنوات .

حين بعث الله عيسى بن مريم عليه السلام نسخ بعض أحكام التوراة التي كانت تجيز الزواج بالمحارم وحرمها .

وكان في زمن نبي الله يحيى ملكا يقال له هيرودوس وغب في الزواج من ابنه أخية الجميله وقيل ابنه زوجته

التى أعجبه حسنها وكانت تلك الفتاه تجيد الرقص فكانت ترقص وعليها سبعة أثواب تخلع رداء مع كل رقصة

حتى تصل إلى رقصتها الأخيرة عارية من ملابسها وقد عشقها ذلك الملك وأراد الزواج بها فطلب من يحيى أن

يجد له فتوى ترضيه وتجيز له ما يريد فرفض يحيى أن يحقق رغبه الملك ونهاه عن ذلك وهدده وذكره بعذاب الله

له إن هو أقدم على ما يريد فارتدع الملك عن فعلته ولكن والدة الفتاة غضبت عليه غضبا شديدا فأوصت أبنتها أن

تطلب من الملك حين تراه مخمورا رأس يحيى .

وفي يوم من الأيام دخل الملك على الفتاة بعد أن أغرته بجمالها وتمنعت عنه فسألها حاجتها

فقالت له : وهل ستقضيها لي أيا كانت ؟

قال : نعم سأقضيها أيا كانت .

قالت : حتى ولو طلبت منك أن تذبح يحيى بن زكريا الذي يحاول التفريق بيننا .

قال الملك في تردد : أسألي غير ذلك أحققه لك .

قالت له في إصرار : لن أكلمك بعد اليوم حتى تحقق بغيتي وأمنيتي وتركته وخرجت غاضبه .

وحين عملت الخمرة في رأس الملك دعا بيحيى وأمر بذبحه فذبح وحمل رأسه إلى الفتاة موضوعا على طبق .

وتقول بعض كتب التاريخ أن الرأس نطق أمام الفتاة فأصيبت بذعر وهلع وألقت بنفسها من شرفة غرفتها فدق

عنقها وماتت وكانت في حديقة القصر كلاب شرسة للحراسة ما أن رأت الفتاة تهوي حتى نهشتها ويقال بأن

القصر خسف به بجميع من فيه وابتلعته الأرض .

ويقول بعض المؤرخين أن الملك حين حمل رأس نبي الله يحيى ليقدمه لفتاته سقطت نقطة من الدم على الأرض من

رأس يحيى وأخذت تغلي وحاولوا إلقاء التراب والماء عليها لإطفاء غليانها دون جدوى وقد ظل ذلك الدم يغلي

حتى بعث الله لقوم يحيى ملكا يقال له بخت نصر في جيش عظيم فحاصرهم ولم يستطع أن يظفر بهم فقرر فك

الحصار عنهم والعودة إلى بلاده لولا أن جاءته إمرأه لا يعرفها غريبة المظهر فقالت له : إن أنا ساعدتك أن تظفر

بهم ودللتك على طريقة تفتح بها هذه المدينة فهل تحقق رغبتي وتقتل كل من آمرك بقتله ؟

قال لها : نعم لك ذلك .

قالت له : أقسم جندك أربعة أقسام على نواحي المدينة ثم أطلب منهم أن يرفعوا أيديهم إلى السماء في وقت واحد

أحدده لكم وتدعون الله بقولكم : اللهم إنا نستفتحك على دم يحيى بن زكريا .

ففعل الملك ما أمرته المرأة فسقط سور المدينة أمامهم وأقتحموا المدينة وقضوا على حاكم المدينة الذي تسبب

في قتل نبي الله يحيى عليه السلام وجميع أهله وجنده ، ثم قادت المرأة ذلك الملك إلى دم يحيى الذي كان لا يزال

يغلي وأخبرته بأن هذا هو دم نبي الله يحيى أبن زكريا عليه السلام وأمرته أن يقتل من الناس عددا حتى يسكن

غليان ذلك الدم .

تقول كتب التاريخ أن الملك أخذ يقتل كل من يمسكه من سكان تلك المدينة حتى بلغ ما قتله نحو سبعين ألف قتيل

ويسكب دمائهم فوق ذلك الدم الذي يغلي حتى توقف غليان ذلك الدم ، عند ذلك أمرته تلك المرأة أن يكف ويمنع


القتل فكف عن ذلك .


والله أعلم ..

...................................


عيسى بن مريم عليه السلام .

المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كانت له معجزة كسائر الرسل والأنبياء يعجز العقل البشري عن تصديقها لولا

أنها من عند الله وقد أتهمه اليهود بالسحر وحاولوا قتله ..

لم يختلف رواه في تاريخ أحد من البشر مثلما أختلفوا في تاريخ هذا النبي الجليل . وقد ذكرت قصته الحقيقية في

كتاب الله الكريم ........

وهنا بعض معجزاته التي ذكرها لنا التاريخ والتي بسببها أتهمه اليهود بالسحر وحاولوا البطش به ولكن الله

كان ناصره عليهم ومن معجزاته :

1. حين كان صغيرا كان يحدث الصبيان الصغار بما كان أهلهم يفعلونه في بيوتهم وبنوع طعامهم

وأحاديثهم .

2. بينما كان عليه السلام يلعب مع رفاقه الصبيان حين كان صغيرا أعتدى احد الصبيان على زميل له

فقتله دون قصد فاتهموا عيسى بقتله وذهبوا به إلى الحاكم وشهد فريق منهم ضده وكادوا أن يفتكوا به لولا أن

الله أعطاه القدرة على مخاطبة الموتى فنطق القتيل وأخبر عن أسم من قتله أمامهم ونجا عيسى بن مريم عليه

السلام .

3. عمل في مستهل حياته عند صباغ يصبغ الملابس كل قطعة بلون مختلف في إناء مختلف ولكن

عيسى جمع قطع الملابس كلها في إناء واحد وسكب عليها جميع الألوان من الأصباغ في غياب صاحب المصبغة

وحين عاد صاحب المصبغة وسأل عيسى عن الملابس أراه الإناء فكاد صاحب المصبغة أن يموت غيظا من فعلته

، لولا أن عيسى عليه السلام مد يده وأخذ يخرج قطع الملابس واحدا بعد الآخر وكل قطعة تأخذ اللون الذي أراد

صاحبها ، فعجب صاحب المصبغة وعرف أن ذلك من عند الله .

4. لما بلغ عيسى بن مريم عليه السلام الثلاثين من عمره أوصى الله إليه أن يبرز للناس كنبي يدعوهم

إلى الله تعالى ويداويي المرضي بإرادة الله وقدرته فكان يرد الأعمي بصيرا ويشفي الأبرص والأكمه ويعالج

أعصى الأمراض التى لا تخطر على بال بشر وقد كان يشفيها بالدعاء إلى الله . فأحبه الناس وكثر أتباعه وعلا

شأنه وذاع صيته .

5. جلس في يوم من الأيام أمام مائده حاكمم المدينة وكان يأكل من الصحن الذي قدم له والأكل لا

ينقص أبدا وكان الناس ينظرون إليه ويعجبون فاستغرب الملك منه وساله من أنت . قال : أنا عيسى بن مريم .

فنزل الملك واصبح من أتباعه ومؤيديه وكان هذا الملك سببا في ظهور الحواريين أتباع نبي الله عيسى المخلصين

له وكان عددهم إثنا عشر حواريا .

6. كان أصحابه من الحواريين إذا جاعوا أو عطشوا سألوا نبي الله عيسى بن مريم فكان يضرب بيده

الأرض فتخرج لكل واحد منهم ما تشتهيه نفسه بقدره الله تعالى .

7. من معجزاته أنه كان يصور الطير من الطين ثم ينفخ عليه فيصير طائرا بإذن الله وارادته

8. كان بقدره الله تعالى يحيي الموتى وممن ساعد على إعادتهم للحياة عازر صديقة الحميم بعد موته

بثلاثة أيام فعاش عازر وتزوج وولد له ولد ، كما أحيا سام بن نوح بعد أن طلب منه الحواريون أن يأتي لهم بمن

يؤكد غرق سفينة نوح عليه السلام فوقف عيسى على قبر سام بن نوح ثم دعا الله وإذا بالقبر ينشق ويخرج عليه

سام بن نوح ليخبرهم عن كيفية غرق السفينة وعن الطوفان وعن حياة نبي الله نوح عليه السلام .

9. هدد اليهود نبي الله عيسى عليه السلام بالحرق إذا لم يحيى لهم النبي عزيز حين مات فأحياه لهم

بعد ما سأل الله ذلك . فسألوا عزيز : ما تقول في عيسى بن مريم . قال : أشهد أنه عبد الله ورسوله .

10. كان نبي الله عيسى يمشى على الماء دون أن يغطس ومن أمثال هذه المعجزات الإلهية الكثير

الكثير مما ذكرته كتب التاريخ .

وبرغم هذا فقد كذبه اليهود كعادتهم مع كل نبي يرسل لهم واتهموه بالسحر والزندقة وحاولوا قتله .

كيف رفع إلى السماء ..

كان اليهود يتهمون نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام بالسحر والشعوذة برغم ما قدم لهم من خدمات جليله

بمحاولته هدايتهم لدين الله وعلاج مرضاهم وقد إختباء عنهم حين وجدوا في ملاحقته تجنبا لإيذائهم فحاولوا

الوصول إلي المكان الذي يختبئ فيه دون جدوى ..

وفي يوم دخل عليهم رجل من أصحاب عيسى ـخائن لنبي الله عيسى في سبيل المال ـ

فقال لهم : ألا أدلكم على مكان عيسى بن مريم ؟

قالوا : ولك من المال الكثير لو فعلت .

فأخذهم ذلك الرجل إلى مكانه فحدثت المفاجـأه التى لا تخطر على بال بشر إذ رفع الله عيسى إليه وتحول

الرجل الذي قام بالوشايه عن مكان عيسى إلى شبيه لعيسى لدرجة لم يستطيعوا التفريق بينه وبين عيسى بن مريم

فأمسكوا به وأخذوا يكيلون له الضرب واللطم وهو يصيح بأعلى صوته ويحاول إقناعهم بأنه ليس عيسى لكن لا

محاله .

فقتلوه وصلبوه أعتقادا منهم أنه نبى الله عيسى بن مريم ..

قال تعالى (( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين

اختلفوا فيه لفي شك من ما لهم به من علم ألا أتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا

حكيما )) سورة النساء ( آيه 158 )

وقد تأكدت هذه القصة قبل نزول القرآن الكريم في أنجيل كان النصارى يحرمون قراءته على اتباعهم

ويسمى (( إنجيل برنابا )) .... وهذا الإنجيل يعتبر حلقة الوصل بين المسيحية والإسلام وجميع الكنائس تحرم

إمتلاكه أو قراءته ويعتبر (( برنابا )) الذي قام بطبع هذا الإنجيل من الصف الأول من بين أتباع المسيح

ومن الرسل السبعين عند المسيحيين ومن صفوة الحواريين الإثنى عشر المقربين إلى نبي الله عيسى بن مريم عليه

السلام وقد أختفى هذا الإنجيل وضاعت نسخه منه وعثر علىنسخة منه في أوائل القرن الثاني عشر الهجري ولا

تزال هذه النسخة في مكتبة بلاط فينا ومن تعاليمه .

1. أن المسيح عليه السلام قد أنكر أمام حشد كبير من المسحيين أنه أبن الله .

2. أن نبي الله إبراهيم عليه السلام لم يقدم أبنه إسحاق كفداء ... بل قدم أسماعيل كما جاء في القرآن

الكريم

3. أن النبي المنتظر ـ وهو محمد صلى الله عليه وسلم ـ وليس الرسول يسوع كما يعتقدونه الآن .

4. أن المسيح عيسى بن مريم لم يصلب وإنما الذي صلب هو يهوذا الخائن الذي يشبه المسيح شكلا ..


والله أعلم ...

...................................


محمد صلى الله عليه وسلم

ذهب النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بأيام مع الصحابي أبومويهبه الى البقيع حيث دفن كثير من الصحابة

ليستغفر لهم وحين عاد الى بيته وكان عند زوجته ميمونه رض الله عنها بدأت أعراض المرض عليه والمتمثل في

صداع شديد أحس به وفي الليلة التالية أنتقل الى بيت زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها حيث اشتدت عليه

وطأة المرض فانتقل من بيت زينب الى بيت عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها بعد أن استأذن من جميع زوجاته

في أن يتمرض في بيت عائشة لاحساسه بالراحه عندها ولقرب منزلها من مسجد الرسول .

في اليوم الذي قبل يوم وفاته صلى الله عليه وسلم دخلت اليه ابنته فاطمة وكانت الأقرب الى قلبه فبكت رحمة

لحاله وهي تراه بين الصحوة والاغماء بسبب شدة الحمى وألم الصداع رائه وهو يأخذ الماء بيده من أناء بقربه

ويمسح على وجهه وهو يردد : واكرباه واكرباه . فازداد بكاء فاطمة ودنت لقربه وهي تقول : واكربي لكربك

ياأبتي ففتح الرسول عينيه أحس بأبنته بقربه فقال لها: لاكرب على ابيك بعد اليوم . وابتسم وكأنه قد أسترد

جزءا من عافيته حين رآها وأحس بجزعها وحزنها عليه فأمرها أن تدنى أذنها من فمه صلى الله عليه وسلم

فدنت منه فسارها بكلام لم تسمعه زوجته عائشة رضي الله عنها وحين انتهي انفجرت فاطمة باكية بحرقة لما

قاله لها رسول الله تم سارها في أذنها مرة أحرى واذا بها تضحك بشكل لم تستطع أن تتمالك نفسها منه وعجبت

عائشة رضي الله عنها من تصرف النبي ومن تصرف أبته فاطمة رضي الله عنها وقد حاولت أن تعرف منها ماقاله

الرسول لها لكن فاطمة رفضت أن تخبرها وبعد وفاة الرسول سألتها عن سر بكائها وضحكها حين سارها

الرسول فقالت فاطمة لقد قال لي في المرة الاولي أنه سيتوفاه الله عن قريب لذا بكيت ولم استطع أن أتمالك

نفسي من البكاء وفي المرة الثانية قال لي أنت أول من سيلحق بي بعد موتي وستكونيين سيدة نساء أهل الجنة

جميعهن فضحكت سرورا بكلامه صلى الله عليه وسلم .

في فجر يوم الاثنين الموافق أحد أيام ربيع الأول لعام 11 وهو اليوم الذي مات فيه الرسول أم أبوبكر الصديق عنه

المسلمين لصلاة الفجر وكان الرسول قد أفاق من اغماءة ألمت به نتيجة ازدياد الحمى وألم الصداع الحاد تحامل

رسول الله على نفسه وقام يخطو بتثاقل شديد وهو يستند على الحائط وكشف عن الستر الذي يفصل بين بيته وبين

مسجده بعد سماعه لصوت أبوبكر الصديق وهو يقرأ القرآن أثناء صلاته بالمسلمين وأطل الرسول على صحابته

وهم يؤدون الصلاة وكأنه يلقي عليهم النظرة الاخيرة نظرة الوداع وهم صفوف خلف أبوبكر الصديق فأحس بعض

الصحابه باطلالته عليهم وكادوا أن يفتنوا في صلاتهم فرحا بمقدم رسول الله وشعر أبوبكر بحساسيته المفرطة

بذلك وأراد أن يتأخر الى الصف الاول لكن الرسول أشار اليهم أن واصلوا صلاتهم ثم دخل الى حجرته .

تقول عائشة رضي الله عنها في وصف ماحدث بعد ذلك رجع رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك اليوم الذي

مات فيه واضجع واضعا رأسه في حجري وقد ازدادت الحمى عليه وبينما نحن كذلك اذ دخل علينا أخي

عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه في يده سواك وكان الرسول ينظر الى السواك فعرفت أنه يريده

فقلت له : هل آخده لك . فأشار الرسول برأسه أي نعم قالت : فأخذت السواك من أخي عبدالرحمن فقضمته ولينته

له بفمي فاستاك به كأحسن مايستاك وكان بين يديه اناء فيه ماء كان رسول الله يدخل يده في الماء ويمسح

على وجهه ويردد قائلا لااله الا الله ان للموت لسكرات اللهم أعني على سكرات الموت ثم نصب اصبع يده اليسري

وجعل يقول : بل الرفيق الاعلى ومالت يده الى الماء فعرفت أنه قبض وأنه كان يخير وقد مات بين سحري

ونحري وفي رواية انها قالت مات بين حاقنتي وذاقنتي ولم أظلم فيه أحد

بعد أن أيقنت عائشة من أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد مات وضعت رأسه من حجرها على الأرض ولصغر

سنها وشدة جزعها على رسول الله أخذت تصيح وتلطم فوق خديها جزعا على فراقه فقد كان لها الزوج والاهل

والصديق وبينما هي كذلك لا تعرف كيف تتصرف اذ دخل عليها عمر بن الحطاب ومعه المغيرة بن شعبة بعد أن

أستأذنا في الدخول فنظر عمر الى وجه رسول الله وأحس بأن هناك شيء خطير قد حدث فكان يحاول أن يقنع

نفسه بأن الرسول مغشيا عليه من شدة المرض وقال بعد أن حرك جسد الرسول ولم يجبه واغشياه ما أشد غشي

رسول الله ثم قاما يريدان الخروج وعند وصولهما للباب قال المغيرة لعمر: ياعمر ان رسول الله قد مات

فقال عمر بغضب للمغيرة : كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة ان رسول الله لن يموت حتى يفنى الله المنافقين

وخرج هائجا يصيح في الناس من شدة تأثره وعدم تصديقه بموت رسول الله وأخذ يخطب في الناس الذين تحلقوا

حول رسول الله بعد انتشار الخبر بسرعة مذهلة .

وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه والعبرة تخنقه والبكاء يخالط صوته وقد احمرت عيناه وأتتفخت أوادجه

فقال بصوت يتهدج ان رجلا من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد مات والله ان رسول لم يمت ولكنه ذهي الى

ربه كما ذهب موسي بن عمران الذي غاب عن قومه أربعين ليلة ثم عاد بعد أن قيل أنه مات والله ليرجعن رسول

ويقطعن أيدي وأرجل رجال يزعمون أنه مات .

في أثناء ماكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهدد ويتوعد من يقول أن الرسول قد مات دخل ابو بكر الصديق

رضي الله عنه الى حجرة الرسول وهو مسجى وقد غطي جسده الطاهر برداء فأقبل كاشفا عن وجهه وقبله بين

عينيه وهو يبكي ثم قال وأنبياه ثم قبل جبينه مرة أخري وهو يقول : وآصفياه ثم قبله بين عينيه مرة ثالثة وهو

يقول : وآخليلاه مات رسول الله مات رسول الله .

وبعدها حرج الى الناس وكانوا لايزالون ملتفين حول عمر وعمر يتوعد ويهدد بقوله : ان من يقول أن محمدا قد

مات لافعلن به كذا وكذا .

حاول ابوبكر ان يثنى عمر عن الحديث حاول أن يجعله يصغي له دون جدوى حيث لازال عمر في قمة انفعاله .

واخيرا وجه أبوبكر كلامه لمن حضر من صحابة الرسول في ذلك الموقف الرهيب وقال صارخا وبصوت يسمعه

الجميع :

أيها الناس ...... أيها الناس ...... ان الله قال لنبيه (( انك ميت وأنهم ميتون)) بعد قراءة أبوبكر لهذه الآية حدث

صمت مطبق وكأن ماءا باردا قد صب على رؤوس القوم فانتبهوا من حالتهم التى كانوا يعيشونها والتفوا حول

ابوبكر الذي واصل كلامه قائلا : أيها الناس .. من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبدالله فان الله

حي لايموت ...

ثم صمت أبوبكر للحظة يتطلع في وجوه القوم الذين أخذتهم الدهشة

وقال : (( ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه

فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )) .

في هذه اللحظة سقط عمر بن الخطاب رضي الله عنه مغشيا عليه بعد سماعه لهذه الآية فالتف حوله الصحابه

محاولين اسعافه وحين عاد الى وعيه قال : والله ماهو الا سمعت : أبوبكر يتلو هذه الآيه فعقرت حتى وقعت على

الأرض ماتحملنى رجلاي وأيقنت أن رسول الله قد مات ثم بكى الناس من حوله لشدة بكائه رضي الله عنه .

بعد ذلك جرى ماجرى في سقيفة بني ساعدة واختيار أبوبكر الصديق خليفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم

باجماع الصحابة .

قام بعض الصحابة بغسل الرسول بعد موته وهم (علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي أسنده الى صدره وكان

العباس والفضل وقثم هم الذين يقلبونه معه وكان أسامة بن زيد وشقران هما اللذان يصبان الماء وعلي بن أبي

طالب رضي الله عنه يغسله وكان على الرسول قميصه الذي مات فيه ولم يرى من رسول الله مما يرى من الميت

فلما فرغ من غسله كفن في ثلاثة أثواب وقد اختلف الصحابه في مكان دفنه فقال قائل ندفنه في مسجده وقال

آخر بل ندفنه في مقابر الصحابه وقال ثالث في مكان كذا حتى حسم أبوبكر الصديق الأمر بقوله : اني سمعت

رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول (( ماقبض نبي الا دفن حيث قبض )) فرفع فراش رسول الله الذي توفي عليه

وحفر تحته ودفن رسول الله عليه افضل الصلاة والتسليم وكان الذي نزل الى قبر الرسول علي بن ابي طالب

والفضل بن العباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الطبري في تاريخه أن آخر شخص لمس

جسد الرسول قبل دفنه وهو في القبر المغيرة بن شعبة الذي رمى خاتمه في القبر ونزل ولمس جسد الرسول

وكان الناس قبل انزال الرسول الى القبر قد توافدوا على منزله صلى الله عليه وسلم وصلوا عليه ولم يؤم الناس

على الرسول احد ثم دفن في منتصف ليلة الأربعاء صلوات الله وسلامه عليه .



منــــــــــــــــــــــــــقول للفائدة

[AL_DANA]

طرح مشووق جدا...

بارك الله فيك واسأل الله لك أجر كل من قرأ الموضوع....

[أبو مسعود]

جزاك الله الف خير سيدي الفاضل

[فواز بن محمد]

الدانه بارك الله فيك على مرورك


اخي الغالي بو مسعود جزاك الله عنا الجنة

[سهيل الجنوب]

جزيت خيرا اخي الفاضل فواز دائما تتحفنا بالقصص الايمانية الرائعة فبارك الله في قلمك.

[فواز بن محمد]

وبارك فيك ونفعك بما قرأتك

[أميرة نجد]

جزاك الله عنا كل خير

[فواز بن محمد]

واياك بارك الله فيك على المرور ونفعك بما قرأتي امين

[فالح العاوي]

جزيت خيرا اخي فواز دائما تتحفنا بالقصص الايمانية الرائعة فبارك الله في قلمك.

[فواز بن محمد]

وفيك على مرورك الله لايحرمنا منك ومن تشجيعك الدائم