مذيعات مصريات يصارعن من اجل الحجاب

[زبيدة احمد]

كانت الاعوام الاربعة الماضية في حياة مذيعتي التلفزيون هالة المالكي وغادة الطويل معركة مستمرة بسبب رفض التلفزيون المصري تنفيذ حكمي محكمة بالسماح لهما بالظهور على الشاشة محجبتين.
وقد بدأ الأمر برمته عام 2002 حينما قررت المذيعتان ارتداء الحجاب الذي ترتديه الكثيرات من المسلمات.
ولكن هيئة الإذاعة والتلفزيون المصرية اعترضت وتم استبعادهما من الظهور على شاشة التلفزيون المملوك للدولة حيث كانتا تعملان.
وحيث اعتقدت هالة وغادة أن من حقهما الظهور على الشاشة فقد رفعتا القضية أمام المحكمة المدنية، وحكمت المحكمة لصالحهما إذ أمرت بعودتهما للعمل أمام الشاشة عام 2003.
وحينما رفض التلفزيون الحكومي الانصياع لحكم المحكمة، رفعت المذيعتان الدعوى أمام محكمة الدولة التي حكمت أيضا لصالحهما في عام 2005، ولكن التلفزيون رفض مجددا الانصياع للحكم.
ولكن الشهور الماضية، حينما حاولتا إنفاذ الحكمين السابقين، قالت المحكمة إنها تعاملت مع القضية وانتهت منها.
قواعد تخص الزي
وتريد المذيعتان الآن جعل قضيتهما قضية دولية، وتنظران في إمكان رفع الدعوى لجهات اختصاص قانوني أخرى حتى تحصلا على حقوقهما.
وتقول غادة الطويل لبي بي سي "سنذهب لأبعد حد، فمن حقنا ارتداء الحجاب".

أصبح ارتداء الحجاب ظاهرة منتشرة بين المصريات
وتقول إن أغلب المسلمات في مصر يرتدين الحجاب وبالتالي فإن المذيعتين لا تخرجان عن المألوف، وإنه لا يوجد أي أجندة سياسية وراء قرارهما.
وتضيف "لو كنت طبيبة أو أستاذة جامعية لما وقعت مشكلة في ارتدائي الحجاب وظهوري به على التلفزيون، لماذا إذا لا يمكنني أن أرتديه وأنا أقرأ الأخبار؟".
وتقول منظمات حقوق الإنسان إن المذيعتين لديهما الحق في ارتداء الحجاب في إطار حريتهما الشخصية.
ولكن هناك بعض المعارضة في شوارع القاهرة حول ما إذا كان ينبغي ظهور مذيعات محجبات على شاشة التلفزيون المصري.
يقول أحد سكان العاصمة المصرية "لا أحب أن أشاهد مذيعة بحجاب على الشاشة، فالحقيقة أكره الاتجاه الذي ينحى إليه مجتمعي. ليست هذه بلدي، ليست هذه مصر التي أعرفها".
ويضيف آخر "إنها قواعد خاصة بما يجب ارتداؤه على الشاسة، وعليهما الالتزام بها. إذا أصرت على الحجاب فعليها أن تجد لنفسها وظيفة أخرى. أما رفع الأمر أمام المحاكم الدولية فلن يحل شيئا".
ويعتقد أنه خلال السنوات الأربع الماضية تحجبت أكثر من 30 مذيعة بالتلفزيون المصري واضطررن لعدم الظهور على الشاشة.
ولكن إذا تمكنت هاتان المذيعتان من العودة للشاشة بالحجاب، فلن تكونا آخر اثنتين تصران على الأمر ذاته.