المثقف والمجتمع

[هديل]

القضية ليست قضية جدلية من الناحية المعرفية و المنطقية في حدودها النظرية

بل هي قضية مرتبطة بمشكلاتنا الحضارية في الواقع العربي و الاسلامي و كيفية النهوض الحضاري بالأمة.

هذا الطرح الايجابي و الحيوي هو الذي يربط المثقف بمسؤوليته التاريخية و دوره في الاصلاح

و التغيير الشامل لواقع الأمة.

التفكير السليم هو ان نفكر و نحن في قمة وعينا اننا في مرحلة ما قبل التحضر،

و اننا ما زلنا بعيدون كل البعد عن مرحلة التحضر .

و ما بينهما يقف المثقف

ما يميز هذا المثقف هو أنه أكثر وعيا و اكثر مسؤولية منا جميعا ،

لكن ما يلفت انتباهنا حقا و كثيرا هو ما الذي يجعل هذا المثقف يتخلى عن دوره النهضوي بالأمة ،

بل أي ثقافة هذه التي تبرر له هذا الموقف السلبي من الأشياء

فلماذا اذن هذا الغياب

فهل معنى هذا أنه ليس للثقافة واجب اجتماعي

بالعكس فحسب حدود مداركنا فالثقافة ذات ارتباط وثيق بالمجتمع

و بكل تأكيد فالمثقف لا يرضى عن نفسه حتى لو تخلى عن دوره المنوط به، لأن ثقافته تحاسبه

على ذلك ، فهي منظاره الى الواقع و بصيرته الى الحياة و قلبه الذي لا ينبض إلا بها...



هنا نقف أما اشاكلية الازدواجية الثقافية بين المثقف الساكن و المثقف المتحرك

الاول لا يقوم بدوره اجتماعيا و الثاني تراه حاملا لهموم الأمة ،

و ما نريده نحن هو النموذج الثاني

من جانب آخر هناك مثقف السلطة و هناك مثقف الأمة

الأول يكرس الإستبداد و الثاني يعطي مثال الحرية

الاول يمارس الظلم و الثاني ينشر العدل

الاول يعشق المنصب و الثاني يعشق العلم

هناك أيضا المثقف المنغلق و المثقف المنفتح

الاول ينتج ثقافة الجمود و الثاني ينتج ثقافة التجديد

الاول يعيش خارج الزمن و الثاني يواكب الزمن

هناك ايضا المثقف المستبد و المثقف الشوري او الديمقراطي

الاول يتحول قلمه الى رفض الاخر و الثاني يتحول قلمه الى البحث عن الاخر

الاول يتحدث بلغة النفي و الاقصاء و الرفض

و الثاني يتحدث بلغة التعددية و الشورى و العدل

فهل اتضحت الفروق

دمتم بأفضل حال