مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس الأدبية~*¤ô ws ô¤*~ > بوح المشاعر

بوح المشاعر الشعر الفصيح - الحر - الخواطر الشعريه - النثر - القصص والحكايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2007, 11:16 PM
الصورة الرمزية مسفر مبارك
مسفر مبارك مسفر مبارك غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: United Kingdom
المشاركات: 10,708
معدل تقييم المستوى: 28
مسفر مبارك is on a distinguished road
تفضلوا بالدخول: من روائع القصص !!!

بسم الله الرحمن الرحيم



حدثٌ في السويد !
من روائع القصص
الظهران – الخميس 2-5-1426هـ



استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور / أحمد عمار ، الطبيب بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران



قال الدكتور :
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أشكر الشيخ فوزي على ما بذل ، ولقد لفت انتباهي في كلمته قوله : { إنما يشفي الله تعالى } .. يا إخوة ! كنت أدرس جراحة المخ والأعصاب في السويد عام 1979م أي قبل ست وعشرين سنة ، وفي ذات يومٍ طلبني أحد كبار الأطباء هناك في المستشفى الذي أعمل فيه ؛ لنقوم بإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في دماغ امرأة قد جاوزت الأربعين من عمرها ، فاستعنت الله تعالى وقمت بمساعدة هذا الطبيب في إجراء العملية ، وقد استغرقت منا وقتاً ليس بالقصير ؛ حتى تمكنّا ولله الحمد من إزالة الورم ، وشفيت المرأة بفضل الله ... ثم بعد عشرة أيام دخلت عليها في غرفتها ؛ لأقوم بنزع ( الغرز) من رأسها ، وبينما أنا أعمل على إزالتها حركتُ مرفقي بلا شعور مني فدفعتُ صورة كانت بجوارها فوقعتْ على الأرض ، فأهويت لكي أرفعها فإذا هي صورة كلب ! فرفعتها على كُرهٍ مني ! فرأيت الامتعاض في وجهها ، فقلت لها : إنه كلب! ، فقالت : نعم ؛ ولكنه الشخص الوحيد الذي ينتظر عودتي إلى البيت ! . فعلمت أنه ليس في حياتها من يفرح لفرحها أو يحزن لحزنها إلاّ هذا الكلب ! ، فسألتني : من أين أنت ؟! فقلت : من مصر ، عربيٌ مسلم ! ، فأخذت تسمعني الازدراء لوضع المرأة عندنا ، وكبت حريتها كما زعمت ...
فقلت : إن المرأة عندنا مكرمة مصونة ، فهي كالجوهرة الغالية النفيسة ، كلٌ يخدمها ويحوطها ، زوجها يخدمها ، وأبوها ، وأخوها ، وابن أخيها ، وابن أختها ، ... كلهم في خدمتها ، ولا تخرج إلى سوق أو عمل إلا ومعها أحد هؤلاء ، حفاظاً عليها ..

ليس شكاً فيها فحاشا وكلا *** غير أنّا نريدها في علاها
نجمة لا تنالها أعيُنُ الناس *** تراها مصونة في سماها

جعل لها الإسلام مكانة ليست لنساء الدنيا كلها ، وما حفاظنا عليها إلا لعظيم قدرها في قلوبنا ، لا لشكٍ فيها ، فهي محل الثقة ، لكنها كالوردة الجميلة التي لا يجوز لكل الناس أن يشموها حتى لا تفسد ! وإذا مرضت ... فإنها تجد أهلها كلهم حولها ، يحفون بها ، ويخدمونها ، ويراقبون أنفاسها ، ويعتنون بها غاية العناية ، ولا تكادين تجدين موطأ قدم في غرفتها لكثرة من يقوم بخدمتها من أقربائها، وإذا خرجت من المستشفى فإن هناك جيشاً من أهلها في انتظارها ؛ فيفرحون لفرحها ، ويسعدون لسعادتها ؛ وليس كلباً في انتظارها كحالك ! . فغضبت .. واتهمتني بأنني متخلف وسطحي ، وليس لدي من مقومات الحضارة شيء .. فابتسمت وخرجتُ من غرفتها بعد أن أنهيت عملي ! .
ثم فوجئتُ بأن تلك المرأة تشكوني إلى كبير الأطباء وتطلب منه عدم دخولي عليها مرة أخرى ! ، بل وترغب في الخروج من المستشفى . فقلت :
لابد من بقائها يومين على الأقل حتى أتمكن من إنهاء علاجها وأعمل لها تحاليل طبية . فأصرت على الخروج وخرجتْ .
نسيت أنا ذلك الموقف تماماً ، فليست أول غربيٍ أسمع منه هذا الكلام ، ولن تكون الأخيرة ! . وفي ليلةٍ ، فوجئت باتصال من الطبيب المناوب بقسم الطواريء يخبرني بوجود حالة غريبة لا يعرف كيف يتصرف معها ، فسألته : ماهي؟ ... فأخبرني أنها امرأة لديه حالة تشنج مستمر ، يأتيها بمعدل كل خمس دقائق ... فأسرعت إلى المستشفى في منتصف الليل ، ففوجئت بأن المريضة هي نفسها تلك المرأة ! وكنت قد نسيتُ موقفها معي تماماً ، فأدخلتها غرفة العمليات ، وقمت بإجراء عملية لها في الدماغ ، استغرقت وقتاً طويلاً ، وتمت بنجاح والحمد لله ، ثم .. دخلت عليها بعد إفاقتها ، فرفعت رأسها ونظرت إليّ ، وتكلمت بلسان ثقيل :
- أنت الذي أجريت لي العملية ؟
- نعم .
- وسهرت بجواري طوال الليل .
- نعم ؛ لأن هذا واجبي .
- يعني هذا أنك أنت الذي شفيتني !
- لا
- من إذن ؟ هل كان معك أحد ؟ .
- نعم ، إنه الله عز وجل ، هو الذي شفاك ، وإنما أنا سبب ، أنا الذي عالجتُ فقط .
- أنت لا تزال رجعياً ، تؤمن بالخرافات ، وما وراء الطبيعة ، أعجب لك وأنت طبيب مثقف كيف تصدق مثل هذه الأمور ؟
- وأنا أعجب لك وأنت تدعين الثقافة ، كيف لا تقرئين عن الإسلام ، وتجوزين لنفسك إلقاء التهم جزافاً ..؟! ...وغضبت جداً من كلامها ولكن أملي كان يحدوني تجاه تحملها علها تهتدي، ثم ودعتها وانصرفت ، وبعد أيام خرجتْ – تلك المرأة - من المستشفى ، وبعد قرابة ستة أشهر ، أخبرني أحد العاملين معنا أن هناك امرأة تريدني على الهاتف ...
رفعتُ السماعة ..
- نعم ، من المتحدث ؟
فإذا بها تلك المرأة نفسها ، وقد تبدلت نبرة حديثها ، لكنها تطلب مني أمراً غريباً ..
- أريد أن أراك .. هل تستطيع أن تطلب إجازة من عملك ، وتأتي إلينا في (لوند ) لمدة يومين ؟
- فاعتذرت ؛ لأن عملي متواصل دائماً بلا انقطاع .
فألَحّت عليّ ، فامتنعتُ ، فطلبت مني طلباً غريباً :
- ما اسم أمك ؟
(فقلت في نفسي : لعل هذا من آثار العمليات الجراحية التي أجريت لها ، هل سببت لها خللاً في التفكير ؟)
- لماذا تريدين اسم أمي ؟
- قالت بصوت متهدج : لأني : أشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .. وأنا أسلمت ، وعرفت طريق الحق .. وأنت لك حقٌ عليّ ، وأريد أن أسمي نفسي باسم أمك .. أنت الذي دللتني على الطريق الحق ... ومن حقك أن أذكرك دائماً بخير ..
(فضج مجلسنا بالتكبير والتهليل )..
قال الدكتور : فكادت سماعة الهاتف تسقط من يدي ، ثم سكت فجأة .. فالتفتُ إليه فإذا عيناه تفيضان بالدمع ! وأخذته بحةٌ في صوته ، فأكمل حديثه بصعوبة بالغة .. قال :
فذهبت إلى رئيسي في المستشفى ؛ لأطلب منه إجازة يومين . فقال لي : أنت يا دكتور أحمد الطبيب الوحيد الذي لم يحصل على إجازة منذ سنتين ! خذ أكثر . قلت : لا .. يومان كفاية .
فذهبت إليها ، فإذا هي امرأة غير تلك المرأة التي كانت تعظم صورة كلبٍ بجوار رأسها في المستشفى ، امرأة تبدلت وتبدل فيها كل شيء ، كلامها ، ولبسها ، نظرتها للحياة ..
ذهبت معها إلى المحكمة ، برفقة زميلين لي ؛ لنشهد إشهار إسلامها ، وهناك وسط قاعة المحكمة صدحت بكلمة الإسلام : أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .. وقرأت الفاتحة قراءة ملؤها البراءة والطهر ...
فانفجرت بالدموع العيون ، وخشعت النفوس ، وبكينا بكاء الطفل ، من شدة الفرح ، وكيف لا نفرح وقد شهدنا ميلادها الحقيقي ، وخروجها من الظلمات إلى النور ، .. وكيف لا أبكي فرحاً وقد أراني الله تعالى من كنتُ سبباً في إسلامها ، وإنقاذها من النار ..
قمت وزميليّ وصلينا ركعتين شكراً لله ، وصلت هي خلفنا بصلاتنا ! قالت لي :
أتذكر يا دكتور أحمد تلك الصورة لذلك الكلب الذي كدتُ أكتب له كل ثروتي ؟|
قلت : نعم
قالت : فإني أتلفتها ، وأنفقت كل أموالي في سبيل الله .. وبنيت منها أكبر مركز إسلامي هنا ..

هنا .. وضع الدكتور أحمد يده على عينيه .. يصارع دمعاً يريد أن يقفز من محاجره .. وقد بدا عليه التأثر .. وأنهى كلامه بهذه الجملة .

نظرت إلى الحضور ، وقد شع نور الإيمان من وجوههم ، وأخذوا في الثناء والدعاء لهذا الطبيب المسلم الذي ما نسي ثوابته حتى في أحلك الظروف ، في الغربة في أقصى الأرض ، هذه أخلاق الطبيب المسلم وحب هداية الناس ، تمثلت هذه الليلة في هذا الطبيب المعتز بإسلامه ..
أما أنا فأحسست بغصة في حلقي ، ثم تشجعت وطلبت من الدكتور أن يأذن لي بكتابة هذه القصة، فأذن لي ..
فهذه هي قصته ، كتبتها من غير تعليق

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-03-2007, 12:23 AM
الصورة الرمزية سعود الفيصل
سعود الفيصل سعود الفيصل غير متصل
 
تاريخ التسجيل: May 2006
الدولة: ورى الارض
العمر: 39
المشاركات: 4,998
معدل تقييم المستوى: 23
سعود الفيصل is on a distinguished road
رد: تفضلوا بالدخول: من روائع القصص !!!

السلام عليكم

مشكور على القصه الحلوه
ويعطيك العافيه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-03-2007, 11:10 PM
الصورة الرمزية مسفر مبارك
مسفر مبارك مسفر مبارك غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: United Kingdom
المشاركات: 10,708
معدل تقييم المستوى: 28
مسفر مبارك is on a distinguished road
رد: تفضلوا بالدخول: من روائع القصص !!!

لاهنت على المرور سعود الفيصل

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-04-2007, 08:18 AM
الجرودي الجرودي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 18
الجرودي is on a distinguished road
رد: تفضلوا بالدخول: من روائع القصص !!!

مسفر


مشكور على القصه الحلوه

ويعطيك العافيه

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-04-2007, 06:18 PM
الصورة الرمزية مسفر مبارك
مسفر مبارك مسفر مبارك غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: United Kingdom
المشاركات: 10,708
معدل تقييم المستوى: 28
مسفر مبارك is on a distinguished road
رد: تفضلوا بالدخول: من روائع القصص !!!

لاهنت على المرور يالجرودي

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22-04-2007, 05:18 PM
عجمي ولي الفخر عجمي ولي الفخر غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: q8
المشاركات: 248
معدل تقييم المستوى: 18
عجمي ولي الفخر is on a distinguished road
رد: تفضلوا بالدخول: من روائع القصص !!!

يسلمووو

ويعطيكم العافيه

تحياتي ..

 

التوقيع

 



يعيش بلذات كل مغامر(ن)...ويموت بالحسرات كل جبان

انت الزائر رقم لمواضيعي وردودي

 
 
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24-04-2007, 04:58 PM
الصورة الرمزية مسفر مبارك
مسفر مبارك مسفر مبارك غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: United Kingdom
المشاركات: 10,708
معدل تقييم المستوى: 28
مسفر مبارك is on a distinguished road
رد: تفضلوا بالدخول: من روائع القصص !!!

يعطيك العاتفيه على المرور يالعجمي

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة الجيب للشاعر حمد السعيد تفضلوا بالدخول مسفر مبارك مجلس صوتيات ومرئيات الشـعـر 18 06-12-2008 11:56 PM
تفضلوا بالدخول :قــبــر الــعــاشــقـيــن مسفر مبارك بوح المشاعر 3 26-03-2007 11:04 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 05:32 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع