|
' مجلة hi ' الأمريكية تخطط لغزو السعودية
تخطط المجلة الأمريكية الجديدة hi لغزو السوق السعودية وذلك بحسب ما نشرته مؤخرا على موقعها الإلكتروني وهي مجلة حديثة الصدور تصدر عن مكتب الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الأمريكية .
ورغبة من " شبكة القلم الفكرية " في تعريف القراء بهذه المجلة وبالمشروع الأمريكي الذي تقع في ضمن نطاقه فإننا نقدم لكم هذا العرض الموجز عنها.
تقع " مجلة hi هاي " ضمن الأنشطة الدبلوماسية التي تعمل عليها الولايات المتحدة الأمريكية وتهدف من هذه الأنشطة ذات الطابع الثقافي والإعلامي إلى تصحيح الصورة السلبية عن الولايات المتحدة الأمريكية وعن شعبها خاصة بعد الأحداث الأخيرة عندما شنت أمريكا حربها على العالم الإسلامي الأمر الذي أدى إلى تفاقم الكراهية لها ولشعبها.
وتعمل وزارة الخارجية عبر برنامجها على تحسين صورة أمريكا بطريقة تعتمد على بث أنماط الحياة الأمريكية دون التعرض للقضايا السياسية وقد أنشأت لذلك عدة قنوات إعلامية كان على رأسها " مجلة hi " وإذاعة سوا.
انطلقت " مجلة hi " في شهر يوليو من عام 2003 بميزانية سنوية تبلغ 43 مليون دولار سنويا وهو مبلغ كبير إذا ما قورن بالتكلفة المعتادة لمجلة ناشئة وكان الغرض الرئيس للمجلة هو عرض النمط الأمريكي للمعيشة والحياة وتصوير الشعب الأمريكي بصورة مخالفة لما ارتسم في مخيلة الشعوب الإسلامية عنه ولا تتعرض المجلة للقضايا السياسية مطلقا.
وكانت المفاجأة الكبرى حين انطلاق المجلة أن رئيس تحريرها هو الأمريكي من أصل ليبي فضيل الأمين وهو شخصية كانت محسوبة على تيار الإخوان المسلمين في أمريكا وعمل فترة في رئاسة تحرير مجلة رابطة الشباب المسلم العربي " الأمل " وهي مجلة معروفة تصدر عن التجمع الإسلامي في أمريكا وكان أول رئيس تحرير لها الدكتور عبدالقادر طاش رحمه الله.
ثم حدث له تغير مفاجئ أعقبه خلاف حصل بينه وبين بعض المحسوبين على تيار الإخوان المسلمين ما أدى به إلى الخروج عن الجماعة ومكث فترة عاطلا عن العمل حتى تم احتواءه من قبل وزارة الخارجية الأمريكية وتوظيفه رئيسا للتحرير في المجلة ليضفوا عليها بذلك طابع الشرعية ويجعلوها أكثر تحررا.
والتعاون مع المسلمين المعتدلين الذين لا يعارضون السياسة الأمريكية الخارجية أو يقفون في وجه مخططاتها التوسعية هو أحد الأجندة الأمريكية الجديدة وفي دراسة معهد راند عن الإسلام الديمقراطية والتوصيات التي خرجت بها الباحثة كان من أهم تلك التوصيات التعامل مع الإسلاميين المعتدلين وذكرت بارتيشيا هاريسون مساعدة وزير الخارجية للشئون الثقافية والتعليمية في كلمتها التي ألقتها أمام لجنة الشئون الدولية في مجلس النواب في تاريخ 19/8/2004 أن من الضروري إذا أرادت أمريكا أن تحسن صورتها في العالم الإسلامي أن تتعامل مع العرب والمسلمين المعتدلين وهذا ما تم تفعيله في اختيار فضيل الأمين ليكون واجهة يتم عن طريقه تمرير المجلة وقبولها المبدئي لدى المسلمين لكون رئيس تحريرها شخص معروف بالعمل الإسلامي.
والغرض الرئيس للمجلة هو تصوير الولايات المتحدة الأمريكية على أنها بلاد الحرية والتعايش وتقبل بالآخرين ولا تنظر إلى الأديان أو العرقيات في تعاملها مع الآخرين وتقبل بالجميع على أرضها ولهذا تتنوع في المجلة التحقيقات عن المغتربين الذين يعيشون في أمريكا وكيف يجدون المرونة في التعامل وأنهم لم يشكوا في حياتهم من التفرقة أو التمييز ضدهم.
وذكرت مارجيتا لاو الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في افتتاحية العدد الأول من المجلة إلى أن الغرض من إطلاق المجلة هو نزع أسباب الكراهية للشعب الأمريكي عبر تصدير نمط الحياة الأمريكية للخارج وبيان أوجه الشبه بين الحياة الأمريكية في شتى مجالاتها والحياة العربية وكذلك ترغيب الشباب العربي في الحياة الأمريكية والتطبع بها.
واختاروا كلمة hi لتكون مدخلا للتعارف كما هو معمول به في التحية الأمريكية ولأنها كلمة معروفة لدى الشباب خاصة من كان منهم منغمسا في الحياة ولا يهتم بأمور الثقافة والفكر وهم الشريحة الذين يسهل اختراقهم وهذا ما أوصت به أحد التقارير الأمريكية أن يتم التركيز على الشبان من غير النخبة لأن النخبة المطلعين على حقائق الأمور يصعب اختراقهم.
ويكثر في المجلة الحديث عن العرب والمسلمين الذين يعيشون في أمريكا ويظهرونهم وهم يمارسون أمورهم اليومية كما لو كانوا في بلدانهم فيظهرون المرأة وهي بحجابها والشاب وهو يعيش حياته كما لو كان في بلده الأصلي إشارة منهم إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحارب المسلمين أو العرب وتترك لهم الحرية الكاملة في ممارسة حياتهم واختيار معتقداتهم كما يرغبون ودون تدخل منهم.
ومع كل هذه الإمكانيات الضخمة الموجودة لدى المجلة والفريق الصحفي العامل بها إلا أنها تجد صعوبة كبيرة في أن تحجز لها مكانا في أوساط الشباب المسلم ولا زالت حتى الآن مجهولة لدى كثيرين وممنوعة من الدخول في دول عديدة مع أنها طبعت من عددها الأول خمسين ألف نسخة.
وتواجه الولايات المتحدة الأمريكية ضغطا شعبيا واسعا بعد حربها على الإرهاب وبعد الإجراءات القمعية التي طالت العديد من المسلمين والمراكز الإسلامية في أمريكا وهذا ما جعل الإدارة الأمريكية تفكر في تغيير الصورة السلبية التي اشتهرت بها فقامت بإنشاء العديد من المراكز الإعلامية كما هو الحال في قناة الحرة الأمريكية واستطاعت أن تعقد التحالف مع مجموعة MBC وبثت عبرها قناتين مفتوحتين مدعومتين مباشرة من الإدارة الأمريكية وهي قناة MBC2 و MBC4 وأنشأت أيضا راديو سوا ومجلة hi .
وقامت الإدارة الأمريكية مؤخرا بشراء حقوق بث عدد كبير من الأفلام السينمائية لإعادة بثها مجانا في العالم الإسلامي وفي قنوات مملوكة لعرب ومسلمين خاصة تلك الأفلام التي تظهر الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها على أنهم مثاليون ومتحضرون ولا يقفون ضد الشعوب.
وجميع هذه المشاريع الأمريكية تواجه برفض شديد لها كما أنها تعاني من تدني مستويات التوزيع والقبول لدى الشارع المسلم لاسيما وأن الغارات الأمريكية على العالم الإسلامي مستمرة وحربها على المزعومة على الإرهاب قائمة.
المصدر: شبكة القلم الفكريه
تحياتي وتقديري
التعديل الأخير تم بواسطة : ابوانس بتاريخ 09-07-2005 الساعة 05:48 PM.
|
09-07-2005, 05:45 PM
العرض العادي
