الصمت عن عري الرجل
قبل قليل غردت أخوتنا الأستاذة مي الراجح بهذه التغريدة :
(لباس المراة العاري دليل غضب الله عليها لأن آدم وحواء عندما غضب الله عليهما نزع عنهما لباسهما وأراهما سوءاتهما).
فعلقت أختنا الأستاذة "راوية" بقولها :
(فقط المرأة .. صدقيني حتى فهمنا لآيات القرآن لا يتأتى إلا خلال المرأة .. متى تحررت المرأة تحرر الرجل).
ثم عادت أختنا "مي"فاضافت :
(وكذلك الرجل).
ولكنها قبل أن تضيف ذلك التعليق كنت قد هرعت إلى جراب الحاوي كراس ( حتى لا يذيب الصمت ألسنتنا) .. فوجدت ما كنت أبحث عنه،وهو التالي
يبدو أن عري المرأة، هدف في حد ذاته، حتى في بلد مسلم، مثل الأردن، فقد نشرت مجلة روز اليوسف، الخبر التالي، تحت عنوان : ( ممنوع السباحة للسيدات) :
(يناقش مجلس النواب الأردني في جلساته خلال الأسابيع القادمة تعديل قانون الشباب وذلك بإضافة مادة جديدة إليه تمنع أن تسبح السيدات والرجال معا في الأندية الرياضية (..) وقد أثار المشروع ضجة كبيرة في الأوساط النسائية الأردنية، فوصفته المحامية أسماء خضر في حديثها لمجلة (لوبوان) الفرنسية{طبعا،لابد أن تهرع إلى الإعلام الغربي!! - محمود} بأنه يعد خطوة إلى الوراء، وأنه يكرس التفرقة بين الجنسين في حمامات السباحة والأندية الرياضية. ودافع وزير الإعلام محمود الشريف عن التعديل الجديد بدعوى أن الإسلام لا يقبل أن يسبح الرجال والنساء معا في دولة إسلامية){ مجلة روز اليوسف العدد 3376 في 1/9/1413هـ/ 22/2/1993م. }. واضح تماما أن السباحة، في حد ذاتها، لم تعد هي الهدف.
وتفخر الكاتبة العراقية، إنعام كجه جي، بغلاف رسمته، في أواسط السبعينات :
( سجل محمد شمس الدين{ كان قد انتدب إلى نيجريا، لتدريس اللغة العربية - محمود} وقائع مغامرته الأفريقية في رواية بعنوان ( ألف ميل بين الغابات)، وما زلت أذكر أنه جاءني بصورة ملونة لامرأة سوداء عارية الصدر، وطلب إليّ أن اصمم غلاف الرواية.
استعنت بالصديق محمد سعيد الصفار لخط عبارات الغلاف،وبعد أقل من شهر صدرت الرواية ... ما كان ألطف ذلك الكتاب الذي حمل اسمي للمرة الأولى، والأخيرة، كمصممة للغلاف! أستطيع أن أزعم اليوم أنه أول كتاب عراقي ينفر منه (؟؟؟) عارمان لا يعترض عليهما الرقيب){ جريدة الحياة العدد 12297 في 14 /6 / 1417هـ / 26 / 10 / 1996م.} .. تهانينا!!!
الصمت عن عري الرجل!!
رغم أن الحديث عن المرأة، إلا أنني أشير إلى أنني لا أذكر أنني وجدت من يهتم، بكشف الرجال عن ( عوراتهم)، غير المغلظة! معلوم- أو يُفترض، أنه كذلك- الخلاف الفقهي، في تحديد عورة الرجل، فهل الركبة، نفسها، داخلة في (العورة)، أم لا؟. إذا فالتهلل المرأة! فللرجل أيضا عورة! ولكن لماذا لا نرى، أحدا ينتقد السابحين، أو الذين يلعبون الكرة، وهم يكشفون عن ( العورة)؟!! إن الصدق مع النفس، يستوجب أن يهتم الدعاة، والوعاظ، بحث الرجل على ستر ( عورته).
الأمانة تقتضي، أن أقول ، أنني رغم عدم قراءتي لمن ينتقد كشف الرجل عورته، إلا أنه من الملاحظ، وجود اهتمام بستر العورة، من قبل بعض لا عبي الكرة ( الملتزمين). وقد بدأت المسألة تتحول إلى ظاهرة، ثم أصدر اتحاد كرة القدم (الفيفا)، قرارا يمنع ارتداء السراويل التي تتخطى الركبة. مما جعل بعض اللاعبين ( الملتزمين)، يلجؤون إلى (مشدات)، تصل حد الركبة، وتكون من نفس لون السروال القصير.
هذا ما وكتبته سابق في جراب الحاوي ..
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني