السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم وبتصرف موضوع تابعته وهو عن أختلاف صاحب القصيده وشاعرها حيث يتواصل الحديث
عن هوية القصيدة الشعبية الشهيرة " البارحة يوم الخلايق نياما " والتي نسبت خطأً للشاعر الشهير
نـمـر بـن عـدوان حيث ذلك حسب ما تردد ونقل من قصص أهل البادية ، حتى أن البعض حفظ كيفية
أداء لحنها من الفنان عبدالله السويلم و كذلك بـشـير شنان قبل أن يغنيها أخيرا الفنان راشد الماجد
وقال الباحث التاريخي : محمد الهزاع لـ "ثقافة اليوم" المفاجئ أن تلك القصيدة ليست لـ بن عدوان
وذلك حسب قول أحفاده في شرق الأردن ومنطقة دير الزور في سوريا وما اختلف الناس عليه سابقاً
من حيث المعنى والفلسفة اللغوية ، ومن هذا الاختلاف نسبت القصيدة إلى شاعر الإحساء محمد بن
مسلم الذي عاش في القرن الثاني عشر بحسب ما أكده الباحثون في الشعر الشعبي ؟ وقد اعتمد في
ونسبة القصيدة لـ بن مسلم على عامل جغرافية المنطقة والطبيعة اللغوية الشعبية لمفردات القصيدة
ويوضح لـ "ثقافة اليوم" الراوية المعروف : محمد الشرهان - أن الشاعر المعروف / نمر بن عدوان
هو امير البلقاء من اعمال الشام وهو من شيوخ بني صخر في بداية القرن الثالث عشر توفي 1300هـ .
ولكن قيل أنه يعود لقبيلة العدوان المعروفه في الأردن وهي قبيله بلقاويه وهذه القبيله لا ترجع الى بني صخر
ويضيف الشرهان: ان مكمن الخطأ واللبس ان الشاعر كان قد رثى زوجته "وضحى السبيلة" حينما
قتلها خطأ في القصة التي يذكر انها عندما جاءت بجانبه وهو يهم بالنوم فسألها عن الخيل وهل ربطته
وقيدته أم لا؟ فخشيت ان يغضب عليها او ان يقوم من فراشه للذهاب الى ربط الفرس فقالت: نعم
وحينما نام نهضت وذهبت الى الاسطبل ثم قربت من الخيل وظهرت اصواتها فزع نمر واستيقظ وشاهد
من خلال نافذة صغيرة لغرفته ذلك الزول القريب من الخيول فظن انه سارق فقام باطلاق النار عليه ولم
يدر انها "زوجته"! فلما علم بذلك حزن عليها حزناً شديداً ورثاها في العديد من القصائد التي جمعت في
دواوين عدة منها قصيدة مطلعها "حي الجواب وحي من به يعزين" و"ياونتي ونت كثير الحسوفي"
وغيرها من القصائد، ولكن ليس من بينها هذه القصيدة التي ظن انها له بسبب ذلك الموقف وتلك
المناسبة الرثائية ومما يؤكد ذلك ان الكثير ممن الف وكتب عن الشاعر ابن عدوان لم يذكر هذه
القصيدة "البارحة يوم الخلايق" من بينها ومنهم المؤلف: روكس بن زائد العزيزي الاردني الجنسية
فقط طبع ديواناً للشاعر نمر بن عدوان وقصائده وهو مدرك لها ولم يذكر من ضمنها هذه القصيدة
ويشير الاستاذ الشرهان الى ان القصيدة هي في الحقيقة للشاعر محمد بن مسلم وهو احد شعراء
الاحساء واصله من اهالي الحريق الا انه مولود بالاحساء، وتعود مناسبة القصيدة في انها رثاء في
زوجته التي كان يحبها حباً شديداً والتي توفيت في شهر رمضان المبارك في اليوم العاشر منه كما يذكر ذلك في القصيدة في قوله:
البارحة يوم الخلايق نياما = بيحت من كثر البكا كل مكنون
الى ان قال الشاعر:
على عشير مات شهر الصياما = عشر القيام وليلة العيد مدفون
ويذكر الراوية الشرهان ان من دواعي الاشتباه قد يكون ان كلا الشاعرين يرثي زوجته ولهما قصائد
بها ذلك المطلع " البارحة " فـ الشاعر ابن مسلم ذكر " البارحة يوم الخلايق نياما "
والشاعر نمر بن عدوان ذكر في قصيدة له: "البارحة في هجعة النوم غرقان".
ويؤكد الراوية الشرهان صحة نسبة القصيدة الى الشاعر ابن مسلّم بأن اول كتاب طبع عن الشعر
النبطي بالجزيرة العربية يسمى: "خيار ما يلتقط من شعر النبط" لمؤلفه وجامعه عبدالله بن خالد الخاتم
كان في جزأين عام 1372ه من خلال المطبعة العمومية بدمشق فقد جمع وحوى فيه العديد من القصائد
النبطية لكثير من الشعراء ومنهم الشاعر نمر بن عدوان له قرابة خمس قصائد والشاعر المسلم له
اثنتا عشرة قصيدة وقد ذكر القصيدة منسوبة للشاعر ابن مسلم وليس لنمر في نفس المؤلف.
ودعا الراوية الشرهان اولئك المهتمين والمؤلفين في الجانب الشعبي والقصصي والافلام والمسلسلات
الوثائقية الى الرجوع للمصادر الموثقة واصحاب الدراية حين الرغبة في انتاج او اصدار اي فيلم
وثائقي يحكي تلك القصص منعاً للخلط وحفظاً لحقوق الجميع وصحة الروايات والقصائد ومن تنسب له
ونذكر وأنقل لكم أشارة الشاعر حسين بن فهد القحطاني ان بعض المفردات التي وردت في قصيدة «البارحة»
نبعت من شاعر عاش في الحاضرة بعيدا عن حياة البادية ودلل بقوله « اخاف عليهم من السكة يضيعون »
وقال ان السكة كلمة حديثة لا تتفق مع طبيعة حياة الشاعر المعروف : نمر بن عدوان وكذلك أشار الى مفردة
« الحبس » في قوله « واصبر كما يصبر على الحبس مسجون » وذكر القحطاني أن هنالك دلالات من القصيدة
ترجح ان تكون القصيدة للشاعر ابن مسلم حيث تعكس وتوضح طبيعة الاحساء وأنها ليست للشاعر : نمر بن عدوان
وتجدر الاشارة الى ان الخطأ الذي وقع من منتجي مسلسل " نـمـر بـن عـدوان " والذي يبث حـالـيـاً على
قناة (MBC) هو ما دعا الى الايضاح وتناول قصة هذه القصيدة وصحة من تنسب له ومناسبتها ,,,
وبالمناسبه هذه القصيده المعروفه والمتداوله لدى الجميع :
البارحـه يــوم الخـلايـق نيـامـا = بيّحت من كثـر البكـى كـل مكنـون
قمت أتوجّـد وأنثـر المـا علـى مـا = من موق عيني دمعهـا كـان مخـزون
ولـي ونـة ٍ مـن سمعَهـا مـا ينامـا = كني صويب ٍ بين الأضـلاع مطعـون
و إلا كمـا ونـة كسـيـر السْـلامـا = خلّـوه ربـعـه للمعـاديـن مـديـون
فـي ساعـة ٍ قـل الرجـا والمحامـا = فيمـا يطالـع يومهـم عنـه يقـفـون
و إلا ف ونــة راعـبـيّ الحمـامـا = غـاد ٍ ذكرهـا و القوانيـص يرمـون
تسمـع لهـا بيـن الجرايـد حطـامـا = من نوحهـا تـدع ِ المواليـف يبكـون
و إلا خـلـوج ٍ سـابـة ٍ للهيـامــا = على حوار ٍ ضايع ٍ في ضحىالكـون
و إلا حـوار ٍ نشِّقـوا لــه شمـامـا = وهـي تطالـع يـوم جـرّوه بعيـون
يـردون مثلـه و الضوامـي صيامـا = ترزّمـوا معهـا و قـامـوا يحـنّـون
و إلا رضيـع ٍ جـرّعـوه الفطـامـا = أمـه غـدت قبـل أربعينـه يتـمّـون
عليك ياللـي شربـت كـاس المحامـا = صـرف ٍ بتقديـر ٍ مـن الله مــاذون
جاه القضا مـن بعـد شهـر الصيامـا = صافي الجبيـن بثانـي العيـد مدفـون
كسوه من عرض الخرق ثـوب خامـا = و قاموا عليـه مـن الترايـب يهلّـون
راحـوا بهـا حـروة صـلاة اليِمامـا = عنـد الدفـن قامـوا لهـا الله يدعـون
برضـاه والجنـه و حسـن الختـامـا = و دموع عينـي فـوق خـدي يهلّـون
حطّـوه فـي قبـر ٍ عسـاه الهيـامـا= في مهمة ٍ من عـد الأمـوات مسكـون
يـا حفـرة ٍ يسقـي ثـراك الغمـامـا = مزن ٍ مـن الرحمـه عليهـا يصبّـون
جعـل البخَتـري و النفـل والخزامـى = ينبت علـى قبـر ٍ هـو فيـه مدفـون
مرحـوم ياللـي مـا مشـى بالملامـا = جيران بيتـه راح مـا منـه يشكـون
و ا وسع عذري و ان هجرت المنامـا = و رافقت من عقب العقل كـل مجنـون
أخـذت انـا ويّـاه سبـعـة عـوامـا = مع مثلهن فـي كيفـة ٍ مـا لهـا لـون
والله كنها يـا عـرب صـرف عامـا = يا عونة الله صرف الأيـام وشلـون ؟
و أكبر همومـي مـن بـزور ٍ يتامـا = و إن شفتهـم قـدام وجهـي يبـكّـون
و ان قلت لا تبكـون قالـوا علامـا ؟ = نبكـي ويبكـي مثلنـا كـل محـزون
قلـت السبـب تبكـون؟ قالـوا يتامـا = قلـت اليتيـم أيـاي وانتـم تسـجّـون
مـع البـزور وكـل جـرح ٍ يـلامـا=إلا جـروح بخاطـري مـا يطيبـون
جرحي عميـق ٍ مثـل كسـر السلامـا = الى مكَـن.. عنـه الأطبّـا يعجـزون
قمـت اتشكّـى عنـد ربـع ٍ عـذامـا = جونـي علـى فرقـا خليلـي يعـزّون
قالـوا تجـوّز وانـس لامـه بـلامـا = بعض العذارى عـن بعضهـن يسلّـون
قلـت انهـا لـي وفّـقـت بالـولامـا = و لو جمعتـوا نصفهـن مـا يسـدّون
مـا ظنّتـي تلقـون مثـلـه حـرامـا = أيضا و لا فيهن علـى السـر مامـون
و أخاف انـا مـن غاديـات الذمامـا = اللي على ضيـم الدهـر مـا يتاقـون
أو خبلـة ٍ مــا عقلـهـا بالتمـامـا = تضحك و هي تلدغ على الكبد بالهـون
تـوذي عيالـي بالنـهـر و الكـلامـا = و أنا تجرّعنـي مـن المـر بصحـون
و الله يـا لـولا هالصغـار اليتـامـا = و أخشى من السكّـه عليهـم يضيعـون
لا أقول كـل البيـض عقبـه حرامـا = و أصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليـه منـي كـل يــوم ٍ سـلامـا = عدّت حجيج البيـت واللـي يطوفـون
و صـل علـى سيّـد جميـع الأنامـا = على النبي ياللـي حضرتـوا تصلـون